بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على النبي الأمين .
وعلى آله وأصحابة أجمعين . أما بعد :
فإن كثير من الناس يشتكون من قسوة القلب وتتردد عباراتهم ( أحس بقسوة في قلبي ) ، ( لا أجد لذة للعبادة ) ، ( لا اتأثر بقراءة القرآن ) ، ( أقع في المعاصي بسهولة ) وهذا المرض الذي هو ضعف الإيمان أساس كل مصيبة وسبب كل نقص وبلية وسنعرض بعضاً من مظاهر ضعف الإيمان وأسبابه وعلاجه بإذن الله تعالى .
مما لا شك فيه أن القلب هو ملك الجوارح وقائدها ، فإذا استقام القلب استقامت الجوارح ، وإذا اعوج القلب تابعته الجوارح على الاعوجاج ، كما قال صلى الله عليه وسلم ( ……. ألا وإن في الجسد مضغة ، إذا صلحت صلح سائر الجسد ، وإذا فسدت فسد سائر الجسد ، ألا وهي القلب ).
من مظاهر ضعف الإيمان .
1- الوقوع في المعاصي وارتكاب المحرمات ومن العصاة من يرتكب معصية يصر عليها ومنهم من يرتكب أنواعاً من المعاصي ، وكثرة الوقوع في المعصية يؤدي إلى تحولها عادة مألوفة ثم يزول قبحها من القلب تدريجياً حتى يقع العاصي في المجاهرة بها ويدخل في حديث ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين ، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل باليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله فيقول : يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه ).
2- الشعور بقسوة القلب وخشونته حتى ليحس الإنسان أن قلبه أنقلب حجراً لا يترشح منه شيء ولا يتأثر بشيء والله جل وعلا يقول ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة ) و أو في لغة العرب بمعنى الواو يعني ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة و أشد قسوة وصاحب القلب القاسي لا تؤثر فيه موعظة الموت ولا رؤية الأموات والجنائز وربما حمل الجنازة بنفسه ، وواراها بالتراب ، ولكن سيره بين القبور كسيره بين الأحجار.
3- عدم إتقان العبادات ومن ذلك شرود الذهن أثناء الصلاة وتلاوة القرآن والأدعية ونحوها وعدم التدبر والتفكر في معاني الأذكار ومعاني الدعاء والله سبحانه وتعالى ( … لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه ).
4- التكاسل عن الطاعات والعبادات وإضاعتها وإذا أداها فإنما هي حركات جوفاء لا روح فيها وقد وصف الله عز وجل المنافقين بقوله ( وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى ) ويدخل في ذلك عدم الاكتراث لفوات مواسم الخير وأوقات العبادة وهذا يدل على عدم اهتمام الشخص بتحصيل الأجر ويتأخر عن صلاة الجماعة ثم عن صلاة الجمعة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يزال قوم يتأخرون عن الصف الأول حتى يخلفهم الله في النار ) رواه أبو داود ومثل هذا لا يشعر بتأنيب الضمير إذا نام عن الصلاة المكتوبة ولو فاتته سنة راتبة أو ورد من أوراده فإنه لا يرغب في قضائه وتعويض ما فاته ومن مظاهر التكاسل في الطاعات التكاسل عن فعل السنن الرواتب وقيام الليل والتبكير إلى المساجد وسائر النوافل فمثلاً صلاة الضحى فضلاً عن ركعتي التوبة وصلاة الاستخارة.
5- ومن مظاهر ضعف الإيمان عدم التأثر بآيات القرآن الكريم لا بوعده ووعيده ولا بأمره ونهيه ولا في وصف القيامة فضعيف الإيمان يمل من سماع القرآن ولا تطيق نفسه مواصلة قراءته فكلما فتح المصحف كاد أن يغلقه.
6- الغفلة عن الله عز وجل في ذكره ودعائه سبحانه وتعالى وقد وصف الله عز وجل المنافقين ( ولا يذكرون الله إلا قليلاً )
7- ومن مظاهر ضعف الإيمان عدم الغضب إذا انتهكت محارم الله عز وجل لأن لهب الغيرة في القلب قد أنطفأ فتعطلت الجوارح عن الإنكار فلا يأمر صاحبه بمعروف ولا ينهى عن منكر ولا يتعمر وجهه قط في الله عز وجل والرسول صلى الله عليه وسلم ، يصف هذا القلب المصاب بالضعف بقوله في الحديث الصحيح ( تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها ( أي دخلت فيه دخولاً تاماً ) نكت فيه نكتة سوداء حتى يصل الأمر إلى أن يصبح كما أخبر عليه الصلاة والسلام في آخر الحديث ( كالكوز مجخيا ( أي مائلا منكوساً ) لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه ) .
8- حب الظهور ومنها حب الرئاسة والإمارة ومحبة تصدر المجالس ومحبة أن يقوم له الناس وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من سره أن يمثل له عباد الله قياماً فليتبوأ بيتاً من النار ) رواه البخاري.
9- ومن مظاهر ضعف الإيمان احتقار المعروف وعدم الاهتمام بالحسنات الصغيرة وقد علمنا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي ، ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط ) رواه أحمد وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( مر رجل بغصن شجرة عل ظهر طريق فقال والله لاُنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فأدخل الجنة ) وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من أماط أذى عن طريق المسلمين كتب له حسنة ومن تقبلت له حسنة دخل الجنة ) رواه البخاري .
10- ومن مظاهر ضعف الإيمان عدم الاهتمام بقضايا المسلمين ولا التفاعل معها لا بجهاد ولا بدعاء ولا صدقه ولا إعانه.
11- التعلق بالدنيا والشغف بها .ويحس بالالم إذا فاته شيء منها مع أنه لا يحس بهذا الألم عن فوات الطاعات.
ولمٌا كان القلب بهذه الخطورة كان معرفة أسباب مرضه وفساده أو موته ضرورياً في تحديد العلاج المناسب لهذه الآفات التي تهاجم القلب فتؤثر في سيره ، فيضعف بها أو يموت ، وسوف نذكر اسباب قسوة القلب ، وغير خاف على أحد أن عكس هذه الأسباب وضدها هو علاج لقسوة القلب ، أو هو أسباب صلاحه واستقامته ، فمن أسباب قسوة القلب :
1- حب الدنيا والحرص عليها من أي وجه كان.
2- طول الأمل ونسيان بغتة الموت.
3- التعلق بغير الله تعالى.
4- ركوب بحر الأماني الكاذبة.
5- كثرة مخالطة الأنام في غير طاعة الله.
6- كثرة النوم.
7- التسويف.
8- كثرة الطعام والشراب.
9- التكاسل عن الطاعات.
10- أكل الحرام من الأموال والأطعمة والأشربة وغيرها.
11- نسيان الذنب الماضي ووضع الذنب على الذنب.
12- الترف الزائد والغرور الكاذب.
13- الغيبة والنميمة واللعن والسب وجعل أعراض الناس مادة للفكاهة والتسلية.
14- الكذب والبهتان والإفتراء.
15- السخرية والاستهزاء بالآخرين.
16- كثرة الضحك والمزاح واللهو واللعب.
17- الكبر والإعجاب بالنفس والزهو.
18- الحقد والحسد والبغضاء والتنافس في حيازة الدنيا وحُطامها.
19- الغضب وسوء الظن بالآخرين وضيق الصدر بهم.
20- البخل والشح وقبض اليد عن الإنفاق في مجالات الخير.
21- الغفلة عن ذكر الله عز وجل وشكره والثناء عليه.
22- التهاون في أداء الصلاة وعدم احترام مواقيتها وأركانها وواجباتها وسننها.
23- ترك صلاة الجماعة مع عدم العذر.
24- عدم الخشوع في الصلاة.
25- عدم التورع في الشبهات.
26- الجزع والطيش والعجلة.
27- كثرة مجالسة الأغنياء من أهل الدنيا.
28- مجالسة أهل الأهواء والبدع.
29- سماع الغناء والموسيقى.
30- تضييع الأوقات في متابعة القنوات.
31- التساهل في الولاء والبراء.
32- تعمد ترك السنة والنوافل.
33- إخلاف الوعد وخيانة العهد.
34- كثرة الكلام بغير ذكر الله.
35- طاعة الشيطان وأتباعه.
36- إتباع الهوى والنفس الأمٌارة بالسوء.
37- التشبه بأعداء الله الكافرين.
38- تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال.
39- الظلم والتعدي على الآخرين والبغي عليهم بغير حق.
40- الجهل بأمور الدين والدنيا.
41- الجرأة على محارم الله عز وجل والتساهل في إتيان الذنوب مع الاعتماد على العفو والمغفرة وسعة الرحمة.
42- اتباع الشهوات ومجانبة سبيل أهل العفاف.
43- الغلظة والفظاظة في التعامل مع الآخرين.
44- الغش والخداع للمسلمين وإفساد ذات بينهم.
45- قراءة الكتب والقصص والأشعار والصحف التي تدعو إلى الإلحاد والكفر ، أو ممارسة الجنس والشذوذ دون قيد أو ضابظ.
46- الإستهانة بالصغائر.
47- البعد عن القرآن قراءة وحفظاً وتدبراً وعملاً وتحكيماً.
48- البعد عما يوجب رقة القلب من ذكر الموت وزيارة القبور ، وتذكر البرزخ والحساب والجنة والنار وغير ذلك.
49- عقوق الوالدين وقطيعة الأرحام وإيذاء الجيران.
50- بغض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
51- ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح للمسلمين.
يتبع ـــــــــــــ ( منقول)
وأثابك المنان بالجنه
حقا يامكثر القلوب القاسيه بهذا الزمن لابعدهم عن دينهم
ربي اطلبك ان تعز المسلمين.. وتثبتهم على دينك ..وتنصرهم على اعدائهم
اللهم آآآآمين