تخطى إلى المحتوى

ملحمة الحرية>>!! 2024.

و قفت أمام شاطىء البحر ..
أشاهد هذا المشهد الخالد ..
مشهد الغروب…
و إعلان قدوم الليل ..
و هنا بدأت أرجع بذاكرتي إلي الوراء ..
عندما كنت طفل صغير و أمي تقوم بتربيتي …
تقوم بغرس حب هذا الدين في نفسي .. و حب هذا الوطن ..
و كنت أري أشياء كثيرة و لكني لم أكن أعيها لصغر سني ..
و لكن شيء فشيء بدأت أفهم ما يدور حولي ..
و زهلت لما رأيت و فهمت ..
رأيت مشاهد القتل و التعذيب … و فهمت مدى ذلنا و قهرنا ..
و أصبحت كل أه ألم … أو صرخة أم ثكلي .. كالخنجر الذي ينغرس في قلبي …
و ها أنا اليوم أقف أمام البحر و لا أدري ماذا أفعل ..؟!!
و لكني لم أستطع مقاومة دموع القهر و الذل التي تريد الخروج من محبسها …
و هنا أخذت أدعو ربي و أناجيه ..
أخذت أدعو علي أعداء الله و الإسلام ..
أدعوه أن يلهمني ماذا أفعل ..
و في ذلك الوقت .. سمعت صوت القنابل و الصراخ يدوي بجانبي ..
و هنا فقط عزمت و توكلت علي ربي …
و ذهبت إلي أصدقائي أعلمهم ما أنا بصدده … لينضموا إلي .. فنحن كالأخوة لم نفترق أبدا .. فأما النصر معا .. أو الشهادة معا ..
و ذهبنا إلي إحدى فرق المقاومة و أنضممنا إليها ..
وفي كل عملية كنا نخرج معا .. كنا خمسة .. و شيء فشيء .. أخذنا نقل .. و لكني لم أحزن ابدا .. فلقد سبقوني إلي الجنة .. و سألحق بهم هناك بإذن ربي ..
و عندما أصبحت وحيد .. و قد خرجت روح صديقي بين يدي .. و قد أوصاني بأن أكمل مقاومتنا.. و أن أنتقم من هؤلاء الأوغاد .. لكي ألحق بهم ..
و بعد أن أغلقت عينه للأبد … أخذت أبكيه .. فما حدث قد هزني من الأعماق .. و أقسمت علي أن أسير علي الدرب و لن أحيد أبدا ..
و ردا علي هذه العملية الأستشهادية التي قمت بها أنا وصديقي .. تم قذف مدينتنا … و إبادتها بأكملها … و هنا لم استطع كبح جموح غضبي .. و أقسمت أن أقتل هذا الذي أعطي الأمر حتي و لو كان رأس الأفعي نفسها ..
فمشهد القتلي في شوارع في كل مكان .. و مشهد المنازل المهدمة في كل مكان لن ينمحي من ذاكرتي أبدا .. و عندما اقتربت من بيتي .. رأيت أمي … نعم .. لقد كانت تنزف بغزارة و لم أدري ماذا افعل لها .. و لكني أقتربت منها .. و عندما رأتني قالت لي :
الحمد لله الذي جعلني أراك قبل أن أذهب إليه .. و أوصتني ان لا أحيد عن درب مهما حدث .. ثم اسلمت الروح إلي بارئها.. و كان علي وجها ابتسامة عذبة جميلة .. أحسست معها بالقوة … و دعوت ربي ان ألحق بها الليلة ..
وعندما علمت من هو .. توكلت علي ربي .. و قمت بتفيذ قسمي علي أكمل وجه .. و فعلا استجاب لي ربي .. و لحقت بأمي و أصدقائي في الجنة ..

تمت بحمد لله
————-

قلمك رائع يشق طريقاً فى مجال القصه ولكن هناك كلمات سأستبدلها بردى ياغاليه
( و فعلا استجاب له ربه .. و لحق بأمه و أصدقائه ..) .
أثابك الله ياأخيّه ..ونسأل الله الشهاده فى سبيله
اشكرك على هذه المشاركة اختي وردة
مشاركة رائعه من أخت أروع..ننتظر جديدك دائما.. لاكي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.