ليس في الدنيا ولا في الآخرة أطيب عيشًا من العارفين بالله -عز وجل-، فإن العارف به مستأنسٌ به في خلوته، فإن عمَّت نعمة؛ علم من أهداها، وإن مرَّ مرٌ؛ حلا مذاقه في فِيه؛ لمعرفته بالمبتلي، وإن سأل فتعوَّق مقصوده؛ صار مراده ما جرى به القدر، علمًا منه بالمصلحة بعد يقينه بالحكمة وثقته بحسنالتدبير.
وصفة العارف أن قلبه مراقب لمعروفه، قائم بين يديه، ناظر بعين اليقين إليه، فقد سرى من بركة معرفته إلى الجوارح ما هذَّبها.
فأما من عَدِمَ المعرفة فإنه مُعَثَّر، لا يزال يضج من البلاء؛ لأنه لا يعرف المُبْتلِي، ويستوحش لفقد غرضه؛ لأنه لا يعرف المصلحة، و يستأنس بجنسه؛ لأنه لا معرفة بينه بين ربه، ويخاف من الرحيل؛ لأنه لا زاد له ولا معرفة بالطريق.
وكم من عالم وزاهد لم يُرزقا من المعرفة إلا ما رُزِقه العامي البطال، وربما زاد عليهما!
وكم من عامي رُزِق منها ما لم يُرْزَقاه مع اجتهادهما! وإنما هي مواهب وأقسام: {ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ}[المائدة: 54].
المرجع: صيد الخاطر
للإمام: ابن الجوزي-رحمه الله-
وجعله فى ميزان حسناتك
ووفقك الله الى ما يحب ويرضا
المتبعين لأوامره
بوركتي اين ما كنتي
اليك هذه الحكم
العين التي لا تبكي , لا تبصر في الواقع شيئاً
المهزوم إذا ابتسم , افقد المنتصر لذة الفوز
شق طريقك بابتسامتك خير لك من أن تشقها بسيفك