تخطى إلى المحتوى

مهم وعاجل جدا جدا جدا .ارجو التثبيت للاهمية 2024.

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم
يا عباد الله ، ويا اماء الله : احذروا و انتبهوا .. فان الامر خطير
ان الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور انفسنا و من سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله.
اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على آل ابراهيم انك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على ابراهيم و على آل ابراهيم انك حميد مجيد .
ايهاالمسلمون ..ايها المسلمات..ايها المؤمنون ..ايها المؤمنات.. يا اخواننا.. يا اخواتنا .. يا آبائنا .. يا امهاتنا.. يا ابنائنا و يا بناتنا يا عباد الله و يا اماء الله :
هذه كلمات أوجهها اليكم أنبهكم و أحذركم بها من أمر خطير و شر مستطير ، إنه أخطر الأمور و اشدها ، و أعظم الذنوب و أكبرها ، و أدهى الداهيات و أعظمها ، إنه الظلم العظيم و الوزر الكبير و الخطيئة التى لا تضاهيها خطيئة ، إنه المحبط للعمل و المخلد فى جهنم ، إنه الذنب الذى لا تنفع معه الطاعات و لا تجدى معه الصالحات و لا القربات ، إنه الذى يهدم الأعمال هدما و يدكها دكا ، و لا يرجى له مغفرة و لاتوبة إذا مات الانسان عليه قبل أن يتوب منه و يرجع عنه .
إنه الذنب الوحيد الذى لا يغفره الله جل جلاله اذا مات العبد عليه،
تخيلوا !!! الله الغفور الصبور الشكور التواب الحليم العفو الكريم الغفور الرحيم أرحم الراحمين رحمن الدنيا و الاخرة و رحيمهما ، لا يغفر هذا الذنب ابدا ابدا ابدا اذا مات الانسان عليه قبل ان يتوب منه ،
ليس ذلك فحسب بل و يحبط له عمله ،
و ليس ذلك فحسب بل و يدخله جهنم خالدا مخلدا فيها و العياذ بالله ،
و اسمعوا هذه القوانين الإلهية التى لن تجد لها تبديلا و لا تحويلا ، فإنه جل جلاله لا يبدل القول لديه و ما هو بظلام للعبيد..
اسمعوا القانون الإهى : قال الله عز و جل : " إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء " ، النساء-48
و قال العزيز الجليل : " و لقد أوحى إليك و إلى الذين من قبلك لإن أشركت ليحبطن عملك و لتكونن من الخاسرين"، الزمر-65
و قال جل جلاله:"إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار و ما للظالمين من أنصار" ، المائدة-72
و قال العزيز الحكيم : " و من يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما ".،النساء-48
و قال سبحانه و تعالى : " و من يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا " النساء-116
و قال جل جلالهمخبرا عن الأنبياء و الرسل عليهم الصلاة و السلام :
" و لو أشركوا لحبط عنهم ما كانو يعملون" .الانعام-88
يا عباد الله و يا اماء الله : ان من شدة خطورة هذا الذنب و سوء عاقبته و فداحته و عظمه و هوله ، فان الله عز و جل قد حذر عبده و رسوله و نبيه و حبيبه و خير خلقه اجمعين من هذا الذنب ،
فقد قال الله عز و جل مخاطبا رسوله : " و أن أقم وجهك للدين حنيفا و لا تكونن من المشركين " . سورة يونس-105
وقال الله تعالى مخاطبا خير خلقه عليه الصلاة و السلام : " ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنزلت اليك ، وادع إلى ربك و لا تكونن من المشركين ، ولا تدع مع الله إلها آخر ، لا إله إلا هو ، كل شيئ هالك إلا وجهه ، له الحكم و إليه ترجعون " . سورة القصص-87-88
وقد كان من أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ، اللهم مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك " ،
و ليس ذلك فقط !!! بل علمنا صلى الله عليه و سلم أن نستعيذ بالله عز و جل من الشرك ما علمنا منه و ما لم نعلم
فقد علمنا صلى الله عليه و سلم أن نقول :
" اللهم اني أعوذ بك من أن أشرك بك و أنا أعلم ، و أستغفرك لما لا أعلم "
وقول : " اللهم اني أعوذ بك من أشرك بك شيئا أعلمه ، و أستغفرك لما لا أعلمه" .
وحذرنا منه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " اجتنبوا السبع الموبقات ، قالوا : يا رسول الله وما هن ؟ قال : الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات " ،
وقد أخبر صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان وأنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى "
ومعنى الوثن : كل ما يعبد من دون الله عز وجل ، فقد قال عليه الصلاة والسلام: " اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد " ،
و ليس ذلك فقط !!! بل من خطورة هذا الذنب و فداحة هذا الخطب ، فقد حذر الله جل جلاله جميع الانبياء و المرسلين عليهم الصلاة و السلام من هذا الذنب مع أنهم خيرة و صفوة خلقه عز و جل ،
فقد قال الله عز و جل : " و لقد أوحي إليك و إلى الذين من قبلك لإن أشركت ليحبطن عملك و لتكونن من الخاسرين " . سورة الزمر-65
و أخبر الله عز و جل عن الانبياء و المرسلين عليهم الصلاة و السلام بقوله جل جلاله : " ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون " . الانعام –88
وليس ذلك فقط !!! فمن منا لا يعرف نبي الله ابراهيم عليه الصلاة و السلام خليل الرحمن ، الذي قال عنه الله عز و جل : " و اتخذ الله إبراهيم خليلا " سورة النساء – 125 ،
و قال عنه جل جلاله أيضا : " إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا و لم يكن من المشركين ، شاكرا لأنعمه اجتباه و هداه إلى صراط مستقيم ، و آتيناه في الدنيا حسنة و إنه في الآخرة لمن الصالحين " . النحل120- 121-122
و قال الله عز و جل عنه : " قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم ، دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا و ما كان من المشركين " .الانعام 161
و هو الذي ألقي في النار بسبب دعوته الى توحيد الله عز و جل ، و الذي ما اهتز توحيده قيد انملة حتى عندما قذف بالمنجنيق الى النار، فمن شدة حرها ما استطاعوا ان يقتربوا منها فوضعوه في المنجنيق و قذفوه ،
فجآءه جبريل عليه السلام و كلكم يعلم من جبريل عليه السلام فهو الذي قلب قريه كاملة بطرف جناحه ، و سماه الله عز و جل ب " شديد القوى " ،
وهو أمين الوحي ، و هو الروح الامين ، و هو خير الملائكة ،
وقد قال الله عز و جل : " قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك باذن الله"
البقرة-97
وقال جل جلاله : " من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين " البقرة-98
ولكن الخليل إبراهيم بعد هذا كله ، لم يقل ان جبريل عليه السلام عنده جاه عند الله تعالى ،
و لم يقل إن جبريل لأنه أمين الوحي و هو الروح الأمين و لأنه شديد القوى ، فيمكن لي أن ادعوه و استعينه والجأ اليه و واتوكل عليه و أوكله بأمري و أمر النار و أمر الكفار ،
ولم يقل إنه ينفعني أو يضرنى أو يملك لي شيئا ،
بل إن الخليل ابراهيم عليه السلام يعلم علم اليقين ان كل شيئ عدا و سوى و دون الله عز و جل ، فإنما هو مخلوق من خلق الله عز و جل لا يملك لنفسه و لا لغيره مثقال ذرة في السماوات و لا فى الارض ولا أقل من ذلك ،
يعلم أن جبريل عليه السلام مخلوق ضعيف ذليل فقير لله العزيز القهار جل جلاله و تقدست أسماؤه و تعالت صفاته و لا اله غيره ،
يعلم ان جبريل عليه السلام مخلوق لا ينفع و لا يضر و لا يملك من الأمر شيئا
و يعلم أن الأمر كله لله وحده لا شريك له ، و أن الملك كله لله وحده لا شريك له، و أن الخلق كله لله وحده لا شريك له ، وأن الوكيل و الحفيظ و المعيذ و السميع و المجيب و الذي له الألوهية و الربوبية و الأسماء الحسنى و الصفات العلى هو الله لا إله إلا هو وحده لا شريك له.
فلما جاء جبريل عليه السلام الى الخليل إبراهيم عليه الصلاة و السلام ، في هذه اللحظة الحاسمة ،
قال له : ألك الي حاجة ؟؟؟
فرد عليه إبراهيم عليه الصلاة و السلام بقوله : " أما إليك فلا ، و أما إلى الله فنعم ، حسبنا الله و نعم الوكيل " ،
فصدر الأمر الإلهي : " يا نار كوني بردا و سلاما على إبراهيم " .
فقضى نبي الله إبراهيم عليه الصلاة و السلام أجمل ايامه داخل النار و كان يصلي لله عز و جل فيها ،
أرأيتم التوحيد و أهله !!! أرأيتم قوة التوحيد ، أرأيتم كيف ينجي الله عز و جل اهل التوحيد؟؟
و لكن انظروا بعد ذلك كله ، فقد حذر الله نبيه ابراهيم من الشرك بقوله جل جلاله:
" و إذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا " ، الحج – 26
هل علمتم الآن شدة خطورة هذا الذنب؟؟؟
و ليس ذلك فقط !!! و لكن الأنبياء و المرسلين و هم خيرة الخلق و صفوتهم كانوا يخافون على أنفسهم من الشرك و الوقوع فيه ،
اسمعوا دعاء الخليل ابراهيم عليه الصلاة و السلام :
"وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا واجنبني و بني أن نعبد الأصنام" سورة ابراهيم-35
و قال الله عز و جل : " أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت ، إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي ، قالوا نعبد إلهك و إله آبائك إبراهيم و إسماعيل و إسحاق إلها واحدا و نحن له مسلمون " . البقرة – 133
و قال الله عز و جل مخبرا عن عبده الصالح لقمان الحكيم : " وإذ قال لقمان لابنه و هو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم " . سورة لقمان -13
فما بالكم بي و بكم ؟؟! أليس من باب اولى ان نحذر و نتوجس من هذا الذنب أشد الحذر ؟؟؟
و ان يحذر بعضنا بعضا من و ينبه بعضنا بعضا من هذا الخطر ومن الوقوع فيه ؟؟؟
فالمسألة مسألة مصير ، اما جنة عرضها السموات و الارض ، و اما نار و بئس المصير ،
فقد قال الله عز و جل في الحديث القدسي : " يا ابن آدم لو أتيتنى بقراب الأرض خطايا ثم لقيتنى لا تشرك بى شيئا ، لأتيتك بقرابها مغفرة " . ،
ولقد أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث " من لقي الله تعالى لا يشرك به شيئا دخل الجنة ، و من لقيه يشرك به شيئا دخل النار " ،
يا عباد الله ويا اماء الله : احذروا فلقد انتشرت صور و صور للشرك الأكبر، انتشرت كالنار فى الهشيم و كالسرطان الخبيث تفتك فينا فتكا ، صور عديدة و اشكال كثيرة ، غفل الناس عن اكثرها ووقع كثير من الناس فيها سواء عن علم او جهل و ما علموا عواقبها و ما فطنوا لخطرها و سوء عاقبتها ،
يا عباد الله ويا اماء الله: احذروا و انتبهوا فان الخطب جليل و ان الامر خطير ، انها مسالة مصير، اما جنة و اما نار و بئس المصير،
انى احذركم و نفسى من هذا الخطر الداهم..اياكم ثم اياكم من الوقوع فيه فانه الهلاك الذى ليس معه نجاة..
يا عباد الله و يا اماء الله : انتبهوا و احذروا من صور الشرك الأكبر، و التى كثرت وعظمت و حلت و طمت فى الارجاء ، و لم يسلم منها الا القليل ،
و اقرءوا ان شئتم قول الله عز و جل :
" و ما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون " يوسف-106
فانتبهوا و احذروا انى لكم ناصح أمين ..
و انتبهوا واحذروا من هذه الصورة الخطيرة من صور الشرك الأكبر، الذى يحبط العمل و يخلد صاحبه فى جهنم اذا مات عليه قبل ان يتوب منه ، و ما اكثر انتشار هذه الصورة فى زماننا هذا ، فانا لله و انا اليه راجعون ، و الى الله المشتكى
هذه الصورة : هى الاعتقاد فى الأولياء و الصالحين و أصحاب القبور و ساكنى الاضرحة والقباب ، أو الشيوخ ،
و دعائهم و سؤالهم الذرية والرزق والمغفرة و النجاة و الحاجات ،
و دعائهم و مناداتهم والاستغاثة بهم عند المصائب و الكربات و الملمات ، و طلب الشفاء منهم وطلب المغفرة منهم ،
أو الإعتقاد بأنهم يهبون البركة ،
أو الإلتجاء اليهم لقضاء الحاجات او طلب الولد منهم،
أو الإعتقاد بأنهم يخلقون ، أو يعطون الولد ، أو يشفون المريض ، أو يهبون الأزواج أو الزوجات ، أو يعطون النجاح أو يملكون تيسير الامور ،
أو الإعتقاد بأنهم ينفعون أو يضرون او يحفظون ، أو أن لهم من الأمر شيئ او يرزقون ،
او الاعتقاد بانهم يعلمون الغيب ،
أو الإعتقاد بأنهم يملكون تقدير الأقدار أو يصرفون الأمور أو يسمعون الدعاء أو أنهم يقضون الحوائج ،
او اتخاذهم وسائط و شفعاء بين العبد و بين الله عز و جل ،
أو الذبح لهم
أو النذر لهم ،
أو خوفهم كالخوف من الله عز و جل ،
أو تعظيمهم كتعظيم الله جل جلاله ،
أو محبتهم كحب الله عز وجل،
و غيرها من الأفعال و المعتقدات الشركية التى تهلك صاحبها و تحبط عمله و تخلده فى جهنم و بئس المصير إذا مات عليها قبل أن يتوب منها و يرجع إلى الله عز و جل وحده لا شريك له .
سبحان الله .. يا عباد الله .. يا اماء الله : أين عقولكم أين ألبابكم اين افئدتكم اين تفكيركم؟؟!!
تسالون الفقراء امثالكم و تتركون سؤال الغنى جل جلاله؟!ّّّّ
تسالون المخلوقين امثالكم و تتركون سؤال الخالق جل جلاله؟!
تسالون المرزوقين امثالكم و تتركون سؤال الرزاق ذو القوة المتين؟!
تسالون الضعفاء و تتركون سؤال القوى الجبار القهار؟!
تسالون الاذلاء و تتركون سؤال العزيز جل جلاله؟!
تسالون العبيد و تتركون سؤال الملك الحق لا اله الا هو رب العرش الكريم ؟؟!
معتى ذلك ان الذي يدعو غير الله او يذبح لغير الله او يطلب الذرية من غير الله ، معنى فعله انه يقول : انا ادعو الله ثم ادعو عبدا من عبيده فاقول : يا الله يا الله يا الله ثم اقول : يا فلان يا فلان
او يقول انا اذبح لله ثم اذهب واذبح لعبد من عبيد الله
يقول يا الرازق … ثم يقول يا المرزوق
يقول يا الشافي ثم يقول يا المريض … وهكذا
وكذلك هو يقول انا اذبح للاله ثم اذبح للعبد
ويقول انا اذبح للرب ثم اذبح لانسان
يقول انه يذبح للخالق الرازق ثم يذهب ويذبح للمخلوق المرزوق!!!!!
وهذا ببساطة معناه :
اولا : انه يضع المخلوق والعبد والمرزوق في مرتبة مساوية مع الرب الاله العظيم الرازق القوي المتين
ثانيا : انه يوجه عبادته ( والدعاء هو العبادة كما اخبر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وكذلك الذبح هو من اعظم العبادات والنسك والقربات )
اي انه يجعل العبد المرزوق ندا للخالق الرازق ،
ويشرك العبد المرزوق الضعيف الميت في عبادته مع الله الذي لا اله الا هو الرب المعبود الخالق الرازق .( اي مرة يوجه عبادته مثل الدعاء والذبح وغيرها اي مرة يوججها لله الخالق الرازق … ثم يوجه نفس العبادة للعبد المخلوق المرزوق ويشركه في العبادة مع الله عز وجل )
وهذا هو الشرك الاكبر بعينه وهو" ان تجعل لله ندا وقد خلقك" كما اخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم ،
يا عباد الله ويا امائه:
أتتركون دعاء الوهاب الذى يهب لمن يشاء اناثا و يهب لمن يشاء الذكور ، وتطلبون الذرية من العباد المخلوقين المرزوقين الضعفاء الفقراء الاذلاء لله الذين لا يملكون لانفسهم و لا لغيرهم نفعا و لا ضرا و لا رزقا و لا حياة و لا نشورا !!!
اما علمتم ان الله وحده هو الذى يقر فى الارحام ما يشاء ؟؟؟
اما علمتم ان الامر كله لله و ان الملك كله لله و ان الحكم كله لله و ان الخلق كله لله وحده لا شريك له، لم يشرك معه احدا جل جلاله و تقدست اسمائه ..
اما علمتم ان الله وحده هو الذى يجيب المضطر اذا دعاه و يكشف السوء؟؟؟
اما علمتم انه لا ملجأ و لا منجى من الله الا اليه؟؟
اما علمتم ان الرزاق هو الله وحده لا شريك له (فهو جل جلاله لم يشرك احدا معه فى شئ فهو جل جلاله له الالوهية و الربوبية و الاسماء الحسنى و الصفات العلى وحده لا شريك له ).،
اما علمتم ان الذبح و الدعاء و الطواف و النذور كلها نسك و عبادات لا تكون الا لله وحده لا شريك له، وان العبادة لا تنبغى الا لله وحده لا شريك له ، و ان صرف او توجيه اى عبادة لغير الله هو شرك اكبر محبط لعمل صاحبه و يخلده فى جهنم اذا مات عليه،
الم تسمعوا قول النبي صلى الله عليه و سلم : " من مات و هو يدعوا من دون الله ندا دخل النار " ،
اما سمعتم و قرأتم قول الله عز و جل :" قل ان صلاتى و نسكى و محياي و مماتى لله رب العالمين ، لا شريك له و بذلك أمرت و أنا أول المسلمين " ، الأنعام 163-162
يا عباد الله و يا امائه: اما علمتم ان الدعاء هو العبادة ؟؟ و ان الدعاء هو مخ العبادة ؟؟ كما اخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم ، أفتعبدون غير الله و تجعلون لعباد الله جزءا من الخلق و الرزق و الشفاء و اعطاء الذرية و معرفة الغيب و مغفرة الذنوب؟؟؟؟!!!! ،
اتساوونهم بالله تبارك و تعالى و تجعلونهم ندا لله عز و جل ؟؟؟!!
اين عقولكم؟؟! اذا لم يكن هذا هو الشرك الأكبر فما هو بالله عليكم ؟؟؟!!
لقد اخبر صلى الله عليه و سلم عن الشرك الأكبر و بينه بأنه (أن تجعل لله ندا و قد خلقك).
ألم تسمعوا و تقرأوا قول الله عز و جل : " فلا تجعلوا لله أندادا و أنتم تعلمون " ، البقرة-22
وها قد علمتم أن هذا شرك اكبر " فهل أنتم منتهون"؟؟؟
ألم تقراوا قول الله عز و جل : " ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ، والذين آمنوا أشد حبا لله " ، البقرة-165
هل رأيتم كيف نفى الله تعالى عن الذين يتخذون من دونه أندادا صفة الايمان ، فالذين آمنوا لا يتخذون من دون الله أندادا ، بل يفعله الذين أشركوا مع الله أندادا .
الم تسمعوا قول الله عز و جل : " وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله ، قل تمتعوا فإن مصيركم الى النار " سورة ابراهيم-30
اما سمعتم قول الله عز و جل : " قل إنما أدعو ربي و لا أشرك به أحدا " . سورة الجن-20
أي انك لو دعوت غير الله جل جلاله فقد أشركت به جل جلاله ،
ألم تسمعوا قول الله عز و جل : " لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا " الإسراء-22
أنسيتم قول الله عز و جل : " و لا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا " الاسراء-39
اما قرأتم قول الله عز و جل : " فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين " الشعراء-213
أما علمتم ان معنى الإله :
" هو المعبود حبا و تعظيما " ،
أما علمت أنك حين تدعوا أحدا غير الله ، أو تذبح له ، أو تنذر له ، أو تتوكل عليه ، أو تطلب منه الذرية ، أو الشفاء ، أو البركة ، حبا له و تعظيما لشأنه ، فإنك بذلك قد صرفت له جزءا من عبادتك و أشركته فى عبادتك مع الله عز و جل ، واتخذته إلها مع الله عز و جل سبحانه و تعالى علوا كبيرا .
يا عباد الله و يا اماء الله : إن الله جل جلاله لا إله إلا هو وحده لا شريك له ، وهو الرب وحده لا شريك له ، وهو الذي له الأسماء الحسنى والصفات العلى وحده لا شريك له ، والخلق كله له وحده لا شريك له ، و الأمر كله له وحده لا شريك له ، والملك كله له وحده لا شريك له ، لا يعجزه شيئ ، وإنما أمره اذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ،
ألم تسألوا انفسكم هذا السؤال: هذا الذي تدعوه من دون الله ، هل هو إله ؟؟ ام أنه عبد لله إله كل شيئ ..
هذا الذي تدعوه و تذبح له و تسأله و تنذر له من دون الله ، هل هو رب ؟؟؟ ام انه عبد لله عز و جل رب كل شيئ ..
هذا الولي او الشيخ او غيره الذي تدعوه و تسأله الذرية و الصحة و الولد ، هل هو الذي له الاسماء الحسنى و الصفات العلى ؟؟؟ ام ان الأسماء الحسنى و الصفات العلى هي لله وحده لا شريك له ..
هذا الذي تدعوه و ترجوه و تسأله من دون الله
هل خلق نفسه؟؟؟ ام أن الله قد خلقه ..
هل رزق نفسه ؟؟؟ ام أن الله قد رزقه ..
هل هو حي لا يموت ؟؟ أم أن الله وحده هو الحي الذي لا يموت و كل شيئ هالك إلا وجهه ..
هل هو قيوم ؟؟؟ ام أن الله وحده هو القيوم على كل شيئ جل جلاله و تقدست أسماؤه و تعالت صفاته و لا إله غيره ..
هل ينفع او يضر ؟؟؟ ام ان الله تعالى وحده هو النافع والضار ،
فلماذا تترك الخالق و تدعو المخلوق؟؟؟
ولماذا تترك الرازق ، و تدعوا المرزوق ؟؟؟
ولماذا تترك الحي القيوم ، و تدعوا الميت الذي لا حول له و لا قوة ؟؟؟
لماذا توجه جزءا من عبادتك سواء دعاء او ذبح او نذر أو طواف او غيرها من العبادات لغير الله عز و جل ؟؟؟
اما سمعت قول الله عز و جل : " وما خلقت الإنس و الجن إلا ليعبدون " الذاريات-56
(ليعبدوه وحده لا شريك له ، لا أن يشركوا أحدا معه عز و جل في عبادتهم)
لماذا تترك الله إله كل شيئ و تدعوا عبدا من عبيده ؟؟؟
ولماذا تترك الله رب كل شيئ ، و توجه جزءا من عبادتك لعبد من عبيده ؟؟؟
ولماذا تعرض عن الله الذي له الأسماء الحسنى و الصفات العلى ، و تدعوا من دونه خلقا من خلقه و تشركهم في أسماء الله عز و جل و صفاته ؟؟؟
و لماذا تترك القدير المقتدر القهار الجبار و تدعو من دونه المخلوق العاجز المسكين الضعيف؟؟؟
لماذا تترك الغني جل جلاله و تدعوا من دونه الفقير ؟؟؟
لماذا تترك العزيز الحميد ذو العرش المجيد الفعال لما يريد ، الجبار القهار الذي يسبح الرعد بحمده و الملائكة من خيفته و يرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء ، و تدعوا من دونه عباد من عبيده ضعفاء لا يملكون مثقال ذرة فى السموات و الأرض و لا أقل من ذلك؟؟؟
لماذا تترك العزيز و تلتجأ الى العباد الأذلاء لله جل جلاله؟؟؟ لماذا ؟؟؟ لماذا ؟؟؟
لماذا تترك مسبب الأسباب جل جلاله و تلتجأ و ترجو وتدعو من دونه اسبابا لا تنفع و لا تضر؟؟؟ اين العقول و الألباب ؟؟؟ اين البصائر و الافئدة ؟؟؟
ما هذا الجحود ؟؟؟
صدق الله عز و جل اذ يقول في الحديث القدسي : " أخلق فيعبد غيري ، وأرزق فيشكر سواي " ،
تخيل لو ان رئيسك فى العمل كتب لك شيكا ماليا بمبلغ معين ، هل ستشكره ام ستشكر الحبر و الورق و القلم؟؟ و يقال حينها انك مجنون ، و هل اذا ذهبت لصرفه من البنك ستطلب من قلم الموظف و حبر القلم ان يوقع عليه و يكتب و ينهي اجراءات حصولك عليه؟؟ ام ستطلب ذلك من الموظف؟!! لان الحبر و القلم و الورق لا يمكن ان يفعلوا شيئا الا لو كتب بهم الموظف !!!
و هل ستقول يا نقود تعالى و يا خزينة اعطينى النقود ام ان الموظف هو الذى يفتحها و يناولك النقود ؟؟؟
و لله تعالى المثل الأعلى جل جلاله و تقدست أسماؤه و تعالت صفاته و لا إله غيره.
يا عباد الله يا اماء الله اين عقولكم؟؟
اما سمعتم قول الله عز و جل : " مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا و إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون" العنكبوت-41
اما سمعتم قول الملك الجبار : " إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم " . الاعراف-194
هل انتبهتم الى كلمة دون ؟؟؟ معناها كل ما عدا الله عز و جل ، فكل شيئ عدا الله عز و جل فهو دونه ، سواء رسول او نبي او ولي او ملك ، او اي شيئ ، افلا تبصرون ؟؟؟
هل نسيتم قول الله عز و جل : " قل من رب السموات و الأرض قل الله قل أفتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا و لا ضرا قل هل يستوى الأعمى و البصير أم هل تستوي الظلمات و النور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيئ و هو الواحد القهار " . ، الرعد-16
هل نسيتم قول الله عز و جل : " أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي و هو يحيي الموتى و هو على كل شيئ قدير ". ،الشورى-9
هل غفلتم عن قول الله عز و جل : " من ورائهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا ولا ما إتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم " الجاثية-10
هل رأيتم؟؟؟ و هل انتبهتم الى الآيات السابقة؟؟؟ هل رأيتم كم مرة تكررت كلمة أولياء ؟؟؟
كم من الناس أشركوا الأولياء الصالحين في صفات الله جل عز وجل و جعلوهم أندادا لله عز و جل تعالى عن ذلك علوا كبيرا ، و جعلوا لهؤلاء الاولياء من القدرات والصفات ما لا ينبغي الا لله وحده لا شريك له ، فوقعوا بذلك في الشرك الأكبر الذي يحبط الله تعالى به العمل و يدخل صاحبه في جهنم و يحرمه على الجنة اذا مات عليه ، فأضاعوا دينهم و دنياهم و خسروا كل شيئ و هلكوا هلاكا ليس بعده نجاة و خسروا خسرانا مبينا و العياذ بالله ، نسأل الله العفو و العافية و السلامة .
أما سمعتم قول الله عز و جل :" و الذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم و لا أنفسهم ينصرون " الأعراف-197
ألم تنتبهوا الى كلمة دونه ؟؟؟!! معناها اي شيئ دون الله و كل ما عدا الله جل جلاله فهو دونه . سواء رسول او نبي او ولي او ملك او اي شيئ ، أفلا تتدبرون ؟؟؟
يا عباد الله اقروا قول الجبار جل جلاله :" قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة فى السماوات و لا فى الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير " . ، سبأ-22
أما قرأتم قول الله عز و جل :" و الذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم و لو سمعوا ما استجابوا لكم و يوم القيامة يكفرون بشرككم و لا ينبئك مثل خبير ". ، فاطر-13-14
هل نسيتم قول العظيم الجبار : " و يسبح الرعد بحمده و الملائكة من خيفته و يرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء و هم يجادلون فى الله و هو شديد المحال له دعوة الحق و الذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيئ إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه و ما هو ببالغه و ما دعاء الكافرين إلا فى ضلال " الرعد-14
اما سمعتم قول الله تعالى : " و الذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا و هم يخلقون "،النحل-20
اقرؤوا قول الحكيم الخبير : " قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا و لا يضرنا و نرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله ". ،الانعام-71
و اسمعوا قوله سبحانه و تعالى :" يدعوا من دون الله ما لا يضره و ما لا ينفعه ذلك هو الضلال البعيد " . الحج-12
وتذكروا قول الله جل جلاله : " قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم و لا تحويلا ". ،الاسراء-56
وتفكروا في قول الله تعالى : " و من أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة و هم عن دعائهم غافلون " . ،الاحقاف-5
وقوله جل جلاله :" قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادنى برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون".الزمر-38
اما سمعتم قول العزيز القهار : " وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو " الانعام-17
اما قرأتم قول الله عز و جل : " قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا " الفتح-11
فيا عباد الله و يا اماء الله : اعلموا انه لا إله الا الله ، و اعلمو انه ما سوى الله و ما عدا الله و ما خلا الله هم خلق الله و عباده الضعفاء الفقراء الأذلاء لله عز و جل و لا يملكون لأنفسهم و لا لغيرهم نفعا و لا ضرا و لا موتا و لا حياة و لا نشورا .

يا عباد الله .. يا اماء الله ..
ألم تسألوا أنفسكم هذا السؤال؟؟؟
من هو أفضل الانبياء والأولياء و الصالحين والأتقياء والمرسلين والزاهدين والعابدين وأفضل الخلق أجمعين على الاطلاق؟؟؟
انه رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
انه افضل الخلق على الإطلاق ، انه الذى اصطفاه الله عز و جل على خلقه اجمعين فهو صلى الله عليه و سلم خير خلق الله اجمعين ،
الذى لم تكن له مجرد بعض الكرامات فقط ، بل كانت له المعجزات الخارقة ،
فقد ولد صلى الله عليه و سلم شاخصا ببصره الشريف الى السماء و مشيرا بسبابته الشريفة بالتوحيد ،
و أضاء نور لمولده الشريف ، و انخمدت عند ولادته الشريفة نار المجوس ، و سقطت شرفات من ايوان كسرى ، باذن الله تعالى ،
و كان يمشي و الغمام يظلله باذن الله تبارك و تعالى ،
و انشق له القمر باذن الله جل جلاله ،
و أعرج به الى سدرة المنتهى و وصل مكانا لم يصله مخلوق قبله صلى الله عليه و سلم وقد قال له جبريل عليه السلام و هو أمين الوحي لو تقدمت انا لاحترقت و لو تقدمت أنت لاخترقت،
و تفجر الماء من بين أصابعه الشريفة باذن الله تعالى ،
و كان السحاب يتبع حركة يديه الشريفتين بالمطر باذن الله تعالى ،
و سلم عليه الحجر،
و بكى لفراقه الجذع ،
و شكى اليه البعير ،
و كان طعام الثلاثة يكفى الجيش حين يدعوا عليه باذن الله تبارك و تعالى ،
وتنزل عليه كلام الله العزيز الجبار الذي نتعبد بتلاوته ،
وما ينطق الا وحيا ،
و اؤتمر ملك الجبال بامره ،
و هو صاحب الحوض المورود ، و المقام المحمود ،
و صاحب اعلى منازل الجنة ،
و هو صلى الله عليه و سلم صاحب الشفاعة الكبرى باذن الله تبارك و تعالى علوا كبيرا ،
وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر ،
و غيرها الكثير الكثير الكثير جدا جدا جدا من المعجزات و الاصطفاءات منذ مولده و حتى مماته بأبى هو و أمى صلى الله عليه و سلم..
ولكن بعد هذا كله اسمعوا لوصاياه و اقواله صلى الله عليه و سلم و اسمعوا لخطاب الله جل جلاله له عليه الصلاة والسلام فداه ابى و امى ،وروحي و دمي ومهجتي و كل غال عندي ،
اسمعوا بالله عليكم لوصية إمام الأنبياء و الأولياء و الصالحين و الأتقياء ، اسمعوا وصية الحبيب صلى الله عليه وسلم لنا :
قال صلى الله عليه و سلم : " اذا سألت فاسأل الله ، و اذا استعنت فاستعن بالله ، و اعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيئ لم ينفعوك الا بشيئ قد كتبه الله لك ، وان اجتمعوا على أن يضروك بشيئ لم يضروك الا بشيئ قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام و جفت الصحف " . ،
لم يقلصلى الله عليه و سلم اسألنى او استعن بى او نادنى عند الكرب او ادعونى ،بل قال إسأل الله و استعن بالله وحده لا شريك الله ،
و اسمعوا بالله عليكم لقوله عليه الصلاة والسلام لابنته فاطمة عليها السلام :
"إنى لا أغني عنك من الله شيئا " .
وقال صلى الله عليه و سلم لعشيرته الأقربين من قريش : " يا معشر قريش اشتروا أنفسكم من الله ، أنقذوا انفسكم من النار ، فانى لا أملك لكم ضرا و لا نفعا و لا أغني عنكم من الله شيئا ". ،
و تفكروا فى قوله صلى الله عليه وسلم حينما أخبر أصحابه عليهم الرضوان بأنه لن يدخل الجنة أحد بعمله الا أن يتغمده الله تعالى برحمته و يدخله الجنة ، فتعجب الصحابة و قالوا : و لا أنت يا رسول الله ؟؟! فرد عليهم الحبيب صلى الله عليه وسلم ، رد عليهم خير الرسل والانبياء رد عليهم امام الأولياء و خير الصالحين و الاتقياء ، رد عليهم حبيب الرحمن و خليله بقوله :" و لا أنا الا أن يتغمدنى الله برحمة منه " ،
و اسمعوا لامره صلى الله عليه وسلم لصحابته و لنا معهم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تطرونى كما أطرت النصارى ابن مريم ، انما أنا عبد ، فقولوا : عبد الله و رسوله" ،
و قد غضب صلى الله عليه وسلم اشد الغضب حين قال له احدهم " ما شاء الله و شئت " فاحمر وجهه صلى الله عليه و سلم من الغضب فداه ابى و امى و قال للرجل " أجعلتنى لله ندا؟! بل ما شاء الله وحده " ،
يا عباد الله و امائه الم تسمعوا قول الله عز و جل مخاطبا نبيه و رسوله صلى الله عليه و سلم بقوله :" ليس لك من الأمر شيئ" . آل عمران-128
سبحان الله ألم تسألوا أنفسكم هذا السؤال ؟؟؟اذا كان خير الخلق و إمام الأولياء و الصالحين و الأنبياء و الأتقياء ، ليس له صلى الله عليه و سلم من الأمر شيئ ، فهل يعقل أن الشيخ الفلانى او الولى الفلانى او الامام الفلانى له شيئ من الأمر ؟؟؟!!! افلا تعقلون؟؟؟!!،
و اسمعوا لقول الله تعالى يأمر نبيه صلى الله عليه و سلم ان يقول: " ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير و ما مسني السوء" . الاعراف-188
و اسمعوا لقول الله جل جلاله مخاطبا نبيه و حبيبه و خليله و رسوله و خير خلقه يأمره بأن يقول:" قل إنى لا أملك لكم ضرا و لا رشدا" الجن-21،
و اقرؤوا ايضا قول الله عز و جل يأمر نبيه صلى الله عليه و سلم أن يقول:
" قل لا أقول لكم عندى خزائن الله و لا أعلم الغيب و لا أقول لكم انى ملك " الأنعام-50
يا اصحاب العقول اذا كان خير الخلق عليه الصلاة و السلام لا يعلم الغيب ولا ينفع و لا يضر، فهل يعقل ان ينفعك او يضرك او يعلم الغيب من هو دونه سواء ولى من الاولياء الصالحين او شيخ من الشيوخ او غيرهم؟؟؟!!
" مالكم كيف تحكمون "
الم تسمعوا قول الله عز و جل : " قل لا يعلم من فى السموات و الأرض الغيب الا الله " النمل-65،
وقوله تعالى : " فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين " يونس-20

وقوله جل جلاله : " ولله غيب السموات و الأرض واليه يرجع الأمر كله "

هود-123
يا عباد الله اسمعوا لقول الله عز و جل مخاطبا عبده و رسوله الحبيب صلى الله عليه وسلم :
" إنك لا تهدى من أحببت و لكن الله يهدى من يشاء "
القصص-56،
و اسمعوا لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم :
"من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه".
فارجعوا و توبوا و أنيبوا و أقلعوا و كفوا و اندمو ا قبل فوات الأوان ، فما أسرع الاجل وما اقرب الموت ، واياكم و الاستهوان بالامراو تبسيطه فان الله جل جلاله سمى هذه الافعال و المعتقدات شركا وجعل جزائها احباط العمل والخلود فى جهنم اذا مات الانسان عليها قبل أن يتوب منها .
ألا هل بلغت ..
الا هل بلغت ..
الا هل بلغت ..
اللهم فاشهد .
يا عباد الله .. يا اماء الله .. يا اصحاب الحاجات .. يا اصحاب المصائب ..يا اصحاب الامراض و العاهات و الكربات .. يا اهل البلاء .. يا من ابتلى بمرض او عاهة او سحر او عين او اذى او عقم اوعدم زواج او مصيبه او داهية ، او اى نوع من المصائب والبلايا ، يا من امتلئت صدورهم بالهموم و الغموم و الاحزان والآلام :
من لكم غير أرحم الراحمين ؟؟؟
من لكم غير الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم ؟؟؟
من لكم غيرالذى له الخلق كله و له الملك كله و له الامر كله وحده لا شريك له؟
من لكم غير رب السماوات السبع و رب الأرضين و رب ما فيهن و ما عليهن و ما بينهن و رب العرش العظيم؟
من لكم غير الذى يقول للشيئ كن فيكون وحده لا شريك له ؟
من لكم غير الذى مقاليد كل شيئ بيده جل جلاله وحده لا شريك له ..
من لكم غير العزيز الجبار ؟؟
من الرزاق؟ من الوهاب؟ من الخالق؟ من الرب؟ من البارئ؟ من الاله؟ من المحيى؟ من المميت؟ من النافع؟ من الضار؟ من الوكيل؟ من الحفيظ ؟ من المقيت؟ من المعيذ ؟
من الحسيب؟ من الرقيب؟ من الكافي ؟
من الذى له الأسماء الحسنى و الصفات العلى ؟؟؟
إنه الله لا إله إلا هو وحده لا شريك له .
فاتجهوا اليه ، و التجئوا اليه ، و احتموا به ، و استعيذوا به ، و توكلوا عليه ، و لا تدعوا الا اياه ، و لا تستعينوا الا به ، و لا تستغيثوا الا به ، و لا تتوكلوا الا عليه ، و لا تعبدوا الا اياه جل جلاله و تقدست أسماؤه وتعالت صفاته ولا اله غيره وحده لا شريك له . ،
و أبشركم بقول الله عز و جل : " وتوكل على الله و كفى بالله وكيلا " الأحزاب-3
أسمعتم ؟؟ كفى بالله وكيلا ،
و قوله جل جلاله : " و من يتوكل على الله فهو حسبه " الطلاق-3،
اي كافيه من كل شيئ ،
و اسمعوا هذه البشارة : قال الله عز و جل فى الحديث القدسي:" يا ابن آدم لو أتيتنى بقراب الأرض خطايا ثم لقيتنى لا تشرك بى شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة " .
واسمعوا قول النبي صلى الله عليه و سلم : " من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة ، و من لقيه يشرك به شيئا دخل النار " ،
اسمعوا قول الله عز و جل : " أمن يجيب المضطر اذا دعاه و يكشف السوء " النمل-62
هو الله وحده لا شريك له ، هو وحده جل جلاله الذي يسمع الدعاء و يجيب السائلين و يغيث المستغيثين و ينجي المكروبين و يؤمن الخائفين و يجيب المضطرين و يكشف السوء بفضله و برحمته وحده لا شريك له .
واسمعوا قول الله جل جلاله : " و إذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع اذا دعان " البقرة-186 . ،
يا عباد الله ويا اماء الله : ان الله جل جلاله قريب مجيب سميع بصير ، احاط بكل شيئ علما و أحصى كل شيئ عددا ، و لا يعزب عنه مثقال ذرة فى السموات و لا في الارض ، و لا تخفى عليه خافية جل جلاله و لا تغيب عنه غائبة ، و السر عنده جهر، و الغيب عنده شهادة ،
علم ما كان و ما يكون و ما سيكون و ما لم يكن لو كان كيف سوف يكون تبارك و تعالى علوا كبيرا ،
هو الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ذو الملكوت و الجبروت و الكبرياء و العظمة .
لا تحتاج الى واسطة بينك و بينه جل جلاله ،
حتى ان الله جل جلاله فى الايات التى كان الناس يستفسرون فيها ويسألون و يستفهمون عن اشياء معينة و يستفتون رسول الله عنها ، كان الله تعالى يأمر نبيه و رسوله صلى الله عليه و سلم ان يجاوبهم بقوله جل جلاله " قل " ،
مثلا :قال الله عز و جل : " ويسئلونك عن الروح ، قل الروح من أمر ربي و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا " الإسراء-85،
و فى قوله جل جلاله : " يسئلونك عن الأهلة ، قل هي مواقيت للناس والحج " البقرة-189 ،
و فى قوله جل جلاله : "و يسئلونك عن المحيض ، قل هو أذى " البقرة-222
وفي قوله جل جلاله : " ويسئلونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير " البقرة-220
وفي قوله عز و جل : " يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله و الرسول " الأنفال-1
وفي قوله عز و جل : " ويسئلونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا " طه-105
وفي قوله تعالى : " يسئلونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات " المائدة-4
و هكذا الا حينما كان الكلام عن الدعاء فلم يقل الله جل جلاله : "قل" ، و لكن حتى كلمة "قل" لم يذكرها الله جل جلاله و جاءت الاجابة مباشرة لكي نعلم انه ليس بيننا و بين الله وسيط و لا تحتاج الى وسيط بينك و بين الله جل جلاله ،
فقد قال الله عز و جل : " و إذا سألك عبادي عني فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان " البقرة-186 ،
حتى لو كان الداعي قد غرق في ذنوبه و اسرف على نفسه بالمعاصي فقد قال الله عز و جل : " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم "الزمر-53
و انظروا لكلمة يا عبادي كم تحمل من الرحمة و الحنان والود و المغفرة و الرأفة و الحلم و التوبة و العفو، فالحمد لله الحنان المنان بديع السموات و الأرض لا إله إلا هو سبحانه ذو الجلال و الاكرام ، الغفور الرحيم ، العفو الكريم ، أرحم الراحمين ، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، الودود ،الرؤوف لا إله إلا هو رب العرش العظيم .
وقال الله عز و جل : " و الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم و من يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا و هم يعلمون ، أولئك جزآؤهم مغفرة من ربهم و جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ، و نعم أجر العاملين " آل عمران-135
وقال عز و جل : " ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما " النساء-110
وقال الله جل جلاله : " واستغفر الله إن الله غفورا رحيما " النساء-106
و قال الله تعالى : " استغفروا ربكم إنه كان غفارا " نوح-10
وقال الحكيم الخبير: " أفلا يتوبون الى الله و يستغفرونه والله غفور رحيم " المائدة-74 ،
و قال الله عز و جل " و هو الذي يقبل التوبة عن عباده و يعفو عن السيئات " الشورى-25
وقال تبارك و تعالى : " فمن تاب من بعد ظلمه و أصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم " المائدة-39 ،
وقد أخبر صلى الله عليه و سلم أنه من قال : " أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب اليه " ، غفرت ذنوبه و لو كان فر من الزحف" ،
و اخبر عليه الصلاة والسلام ان من قال " سبحان الله و بحمده مائة مرة غفرت ذنوبه و لو كانت مثل زبد البحر " ،
و غيرها الكثير الكثير الكثير جدا جدا جدا من صيغ الاستغفار و الاعمال المكفرة للذنوب ، فانظر الى كرم الله و فضله و سعة رحمته وكمال مغفرته و عفوه و كرمه و تجاوزه و توبته و حلمه جل جلاله ،
فالحمد لله الرحمن الرحيم ، أرحم الراحمين ، رحمن الدنيا و الآخرة و رحيمهما ، الحنان المنان بديع السموات و الأرض ذو الجلال و الاكرام ، الغني الكريم ، العزيز الوهاب ، التواب الحليم ، العفو الكريم ، الغفور الرحيم .
فأنت و أنتي لا تحتاجين الى أحد مع الله حين توحده او توحديه حق التوحيد جل جلاله ، بل تتوجه الى الله جل جلاله مباشرة و تلتجأ اليه و تدعوه و ترجوه و تستغفره و تتوب اليه و تحتمي به و تتوكل عليه وحده لا شريك له .
و قد اخبر الحبيب صلى الله عليه و سلم أنه ما من عبد يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الوضوء ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله عز و جل إلا غفر الله له ذلك الذنب ،
أرايتم التوحيد!!! مباشرة إلتجأ الى الله عز و جل بالصلاة و الدعاء و الإستغفار ، و لا تلتجأ الى أحد غيره جل جلاله ،
فقد كان صلى الله عليه و سلم إذا حزبه امر فزع الى الصلاة ، وكان يقول لبلال بن رباح رضي الله عنه و أرضاه ان يؤذن للصلاة بقوله : " أرحنا بها يا بلال " كيف لا تكون الراحة و هي الصلة بين العبد و ربه ،
و قد اخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم ان أقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد فأكثروا فيه من الدعاء .
فانطرح بين يدي جبار السماوات و الأرض في جوف الليل الآخر و ناجه و ادعه و اسأله جل جلاله واشكوا اليه همك وغمك وحزنك واستغفره لذنبك وتذلل اليه وانكسر بين يديه وحده لا شريك له .
واسمعوا هذه البشارة والمنة والهدية الربانية والوعد الا لهى:
" و قال ربكم ادعونى أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين " غافر-60.
هل سمعتم؟؟؟ ان الله جل جلاله يأمرنا أن ندعوه ، و قد توعد الله الذين لا يدعونه بأنهم سيدخلون جهنم داخرين ،
و قد أشار الله تعالى للدعاء بالعبادة ، وسماه عبادة و هذا مصداق قوله صلىالله عليه وسلم: " الدعاء هو العبادة " ، فكيف تدعوا غير الله ؟؟؟ أتعبده مع الله وتشركه مع الله وتساويه بالله جل جلاله ؟؟؟كيف كيف؟؟؟ " مالكم كيف تحكمون "
و قوله عليه الصلاة و السلام فداه أبي و أمي و روحي و دمي و مالي و أهلي ومهجتي و كل غال عندي ، قوله عليه الصلاة و السلام : " الدعاء مخ العبادة " .
ياعباد الله و يا اماء الله :
اياكم ان تقولوا لي لا تضخم المواضيع ،
اوتقولوا لي لا تعقد المواضيع ،
او تقولوا لي لا تتشدد و لا تتزمت ،
فاني اخاطبكم بالأدلة القاطعة و البراهين الساطعة من كتاب الله عز و جل و من سنة نبيه صلى الله عليه و سلم ،
وليس في الأمر مثقال ذرة من تزمت او تعنت ، فانا أدعوكم و نفسي الى السعادة و الفوز و الفلاح و النجاح و الطمأنينة و النجاة و السلامة و الرضى و الراحة والأمن والنجاة من كل شر وسوء و الأمان من العذاب والخير في الدنيا و الآخرة المتمثل في توحيد الله عز و جل توحيدا لا شرك فيه ،
فقد قال الله عز و جل : " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون " الأنعام-82
وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن المقصود بالظلم في هذه الآية هو الشرك كما جاء في قول الله عز و جل : " إن الشرك لظلم عظيم " لقمان-13
والله الذي لا إله غيره أني أحب لكم الخير و ادعوكم للخير
وأعوذ بالله أن أكون من الغالين او المتزمتين او المتنطعين او المتشددين ،
فأنا أعلم أن الدين يسر ، ورحمة ، و هدى ونور وحق ، و سعادة , وأمان و طمأنينة ، و راحة ، وهناء ،
ونحنأمة مبشرة غير منفرة ،
وأعلم علم اليقين انه ما شاد الدين أحد الا غلبه ،
وأشهد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان أرحم الناس
وكان ألين الناس جانبا ،
و كان أطيب الناس عشرة ،
و أكثر الناس تواضعا ،
و أكثر الناس رحمة،
وهو صلى الله عليه وسلم قد أرسله الله عزو جل رحمة للعالمين ،
وهو صلى الله عليه و سلم أكثر الناس بشرا و حبا للخير ،
و يخاف علينا
بأبي هو و أمي صلوات ربي و سلامه عليه ،
وأمرنا : أن يسروا ولا تعسروا ،
وبشروا و لا تنفروا ،
وأخبر صلى الله عليه و سلم : انه ما كان اللين في شيئ الا زانه ،
وما نزع من شيئ الا شانه ،
وليس هناك تعارض بين هذا و ذاك
فان توحيد الله عز و جل توحيدا خالصا من كل شرك، هو الفوز و النجاح و السعادة و الراحة والأمان و الطمأنينة و السلامة و الفلاح والفوز والهناء والنجاة في الدنيا و الآخرة ،
وإياكم ثم إياكم ان تنخدعوا بالتهم التي يطلقها شياطين الانس و الجن على كل من يدعوا الى التوحيد الخالص لله عز و جل و ينهى عن الشرك به او يحذر الناس من الشرك و الوانه ،
فان شياطين الجن و الانس المستفيدين من اضلال الناس ومن جهل الناس ، يتهمون كل من دعى الى التوحيد و حذر الناس من الشرك باقسى التهم زورا و بهتانا ،
ان شياطين الانس و الجن هؤلاء يرمون كل من دعى الى افراد الله عز و جل بالعبادة ، و التبرأ والتخلص من الشرك و أهله ، يرمونه بأقبح التهم ، و ينشرون هذه التهم بين الناس ، و يطلقون على اهل التوحيد مسميات باطلة تنفر الناس منهم ،
فمرة يسمون أهل التوحيد بالمتزمتين ، ومرة بالمتشددين ومرة بالوهابيين ومرة بالمتعصبين ، وغيرها من التهم و الصفات المنفرة ،،
ليصدوا عن سبيل الله عز و جل و يبغونها عوجا ، ولكي يظل الناس على غفلتهم ، وجهلهم ،
و لكي يجعلوا الناس يسدوا آذانهم عن كل من دعى الى توحيد الله عز و جل توحيدا خالصا لا شرك فيه ، ويعرضوا عن دعوته لهم ،
و يدعون الناس الى اصدار احكام مسبقة على كل من دعى الى التوحيد ،
ولا عجب في ذلك !!! فلقد سبقهم الى ذلك اهل الباطل و الضلال الاوائل ، فكم اتهموا خير خلق الله عز و جل ، المبعوث رحمة للعالمين ، بشيرا و نذيرا و داعيا الى الله باذنه و سراجا منيرا ، الذي جاء بالهدى ودين الحق و البينات و النور المبين من عند الله عز و جل ، كم اتهموه صلى الله عليه و سلم بأقسى التهم الباطلة ، و كم اشاعوا عنه التهم الزائفة ، زورا و بهتانا و صدا عن سبيل الله عز و جل ،
فمرة يتهمونه صلى الله عليه و سلم بالجنون ،
ومرة يتهمونه صلى الله عليه و سلم بالكهانة ،
و مرة يتهمونه صلى الله عليه و سلم بأنه شاعر ،
و مرة يتهمونه صلى الله عليه و سلم بالكذب ،
و مرة يتهمونه صلى الله عليه و سلم بالسحر ،
حاشاه بأبي هو وأمي صلوات ربي وسلامه عليه ،
و كم حذروا الناس منه و من دعوته حتى ان كثيرا من الناس قد صدقوا هذه التهم الباطلة و الاشاعات الزائفة ،
فكان كثير من الناس حين يحضر الى مكة يسد اذنيه بالقطن مخافة ان يسمع كلام النبي صلى الله عليه و سلم مخافة ان يسحر بكلامه ،
أرايتم الى اي درجة قد تنتشر هذه التهم الباطلة و الاشاعات الزائفة و المسميات المنفرة بين الناس و تسيطر على عقولهم ؟؟؟
ولقد حذرنا الله عز و جل من هؤلاء المضلون الصادون عن سبيل الله عز و جل ،
فلقد قال الله عز و جل : " وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم ، وان أطعتموهم إنكم لمشركون" سورة الأنعام-121
و قال الله تعالى : " وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس و الجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ، و لو شاء ربك ما فعلوه فذرهم و ما يفترون ، ولتصغى اليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة و ليرضوه و ليقترفوا ما هم مقترفون ، أفغير الله أبتغي حكما و هو الذي أنزل اليكم الكتاب مفصلا والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين ، و تمت كلمة ربك صدقا و عدلا ، لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ، وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ، إن يتبعون إلا الظن و إن هم إلا يخرصون ، إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله و هو أعلم بالمهتدين " الأنعام 112-117
يا عباد الله و يا اماء الله :
اياكم ان تضلوا أو ان يلتبس عليكم الامر بهذه الشبهة: تقولون اننا ندعوا هؤلاء الاولياء الصالحون و نذبح لهم و نتقرب اليهم لان لهم جاه و شفاعة وكرامة ومعرفة وكشف و مكانة عند الله عز و جل ، فنحن نتقرب الى الله تعالى بهم !!!
واعلموا ان هذه الشبهة هي التي ضل بها أهل الجاهلية الاولى: فانهم قالوا كما أخبر عنهم الله جل جلاله: " والذين اتخذوا من دونه أولياء ، ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ، إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه مختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار " سورة الزمر-3
واقرأوا قول الله عز و جل : " فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته انه لا يفلح المجرمون ، ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه و تعالى عما يشركون " يونس17-18
هل انتبهتم الى كلمة : من دونه أولياء؟؟؟
وهل انتبهتم الى كلمة : الا ليقربونا الى الله زلفى ؟؟؟ اي اتخذوهم وسائط بينهم وبين الله عز وجل زعما منهم ان لهم جاه وكرامة ومكانة عن الله عز وجل …
وهل انتبهتم الى كلمة : هؤلاء شفعاؤنا عند الله ؟؟؟
هؤلاء الجهلة : اتخذوا الاصنام اولياء و شفعاء و وسائط بينهم و بين الله عز و جل ، فسمى الله عز و جل فعلهم شركا و سمى اصنامهم اولياء من دون الله ،
ولا فرق بين من اتخذ صنما شريكا مع الله او اتخذ عبدا من عباده او ملكا او نبيا شريكا معه جل جلاله ، فالمحصلة النهائية انه أشرك مع الله أحدا ، فحبط بذلك عمله و حرم على الجنة و كان مصيره في جهنم خالدا فيها و خسر خسرانا مبينا حين مات على شركه ،
واقرأوا قول الله تبارك وتعالى : " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربه أحدا " الكهف-110 ،
هل انتبهتم الى كلمة أحدا ؟؟؟ أي لا تشرك أي احد مع الله عز و جل في عبادتك ، اي احد ، سواء ولي صالح او نبي مرسل او ملك مقرب او صنم او شجر او حجر او اي شيئ ،
و انتبهوا ايضا الى هذا الامر الشديد الشديد الاهمية:
وهو أن اهل الجاهلية الاوائل : كانوا يؤمنون بأن الله تعالى هو الرب ،
فقد قال الله عز و جل :
" ولئن سألتهم من خلق السموات و الأرض ليقولن الله ، قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله ان أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته ، قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون " سورة الزمر -38
هل رأيتم ؟؟؟ انهم كانوا يؤمنون بان الله هو الرب ، و لكن ضلالهم كان في توحيد الألوهية فانهم كانوا يصرفون جزءا من عبادتهم لغير الله تعالى ،
فقد كانوا يدعون غير الله تعالى و يذبحون لغير الله و ينذرون لغير الله و يطلبون الشفاء و الولد و البركة من غير الله ، و يحبونهم كحب الله و يعظمونهم كتعظيم الله و يخافونهم كخوفهم من الله جل جلاله و يتوكلون عليهم و غيرها من الاعمال التى سماها الله شركا ،
ونسوا أن معنى" لا إله إلا الله " و التي من أجلها خلق الله تعالى الخلق :
قال الله عز وجل : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " الذاريات – 56
هل انتبهتم ؟؟؟ خلق الله تعالى الخلق لعبادته وحده لا شريك له ،
لا لكي يعبدوا أحدا من دونه جل جلاله ، ولا ليعبدوا خلقا من خلقه ، ولا ليصرفوا جزءا من عبادتهم الى عبيد من عبيده ،
كيف يشركون العبد والمخلوق والمرزوق ، في عبادة الإله والخالق والذي له الأسماء الحسنى والصفات العلى ، الله لا إله إلا هو وحده لا شريك له ،
كيف؟؟؟ كيف؟؟؟كيف؟؟؟
إنا لله وإنا اليه راجعون ، " مالكم كيف تحكمون " الصافات – 154
لذلك كان جزاء من يشرك أحدا مع الله عز وجل ، هو حبوط العمل والتحريم على الجنة والخلود في جهنم وبئس المصير، إن مات على شركه قبل أن يتوب .
ومن أجل " لا إله إلا الله " : أرسل الله تعالى الأنبياء الرسل عليهم الصلاة والسلام ،
قال الله عز وجل : " ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون " النحل – 3
وقال الله تعالى : " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " الأنبياء – 25
ولو وضعت السموات و الارض فى كفة ووضعت " لا إله إلا الله " في كفة لرجحت بهن
" لا إله إلا الله " ،
نسوا أن " لا إله إلا الله " هي مفتاح الجنة ، و أساس كل شيئ ، و هي النجاة و السعادة و الفلاح و النجاح و الفوز في الدنيا و الاخرة ،
ما علموا أن معنى " لا إله إلا الله" :
أي لا معبود بحق إلا الله
أي لا تصرف عبادتك الا لله وحده لا شريك له ، فله الألوهية وحده لا شريك له ، و له الربوبية وحده لا شريك له ، و له الأسماء الحسنى و الصفات العلى وحده لا شريك له ،
فلا يغنيك توحيد الربوبية وحده ،
و لا يغنيك توحيد الالوهية وحده ،
و لا يغنيك توحيد الأسماء و الصفات وحده ،
بل لا يغنيك و لا ينجيك و لا يكفيك إلا اجتماع هذه الاقسام الثلاثة فيك ،
إعتقادا بالقلب و قولا باللسان و عملا بالجوارح ،
واعلموا أن " لا إله إلا الله " ، هي اعتقاد في القلب ، و قول باللسان ، و تطبيق بالجوارح ،
فلا يغني عنك اعتقادك بها في قلبك اذا كان عملك مناقضا لها ( فمثلا كم من الناس يكون امام الضريح و هو يردد بلسانه " لا إله إلا الله "
و اثناء ذلك يمارس الشرك الأكبر و ينقض توحيد الألوهية حين يدعوا صاحب الضريح او يذبح له اويطوف به او يسأله الولد والبركة و الشفاء وغيرها من انواع العبادة ، فهو قد اشرك صاحب الضريح بعبادته مع الله عز وجل ، فهو يدعو الله ويدعوا معه هذا الولي ، ويذبح لله ويذبح ايضا لصاحب القبر ، ويطلب الذرية من الله ويطلبها ايضا من صاحب الضريح او القبة ، وهكذا قس على باقي العبادات ، فأشرك بذلك شركا أكبرا ، حينها لا تغني عنه " لا إله إلا الله " بل يكون جزاءه حينها احباط العمل والتحريم على الجنة والخلود في جهنم وخسارة الدين والدنيا والآخرة إن مات على ذلك ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا اليه راجعون وإلى الله المشتكى .
و كذلك لا يغني عنك قولها اذا كان اعتقادك مناقضا لها ،
وهكذا يجب اجتماع أركان " لا إله إلا الله " الثلاثة في قلبك ( و هي أي الأقسام الثلاثة) :
اولا : توحيد الألوهية : أي لا تصرف عبادتك إلا لله وحده لا شريك له ، حبا و تعظيما وخوفا و رجاء ، فلا تدعوا إلا الله وحده لا شريك له ، ولا تذبح إلا لله وحده لا شريك له ، ولا تنذر إلا لله وحده لا شريك له ، وهكذا قس على كل العبادات والقربات والنسك ،
فالعبادة لا تنبغي إلا لله وحده لا شريك له ،
ومعنى الشرك في العبادة : أن تدعوا الله وتدعوا معه عبدا من عبيده ، فتشركه بذلك في عبادتك مع الله عز وجل ، او تذبح لله وكذلك تذبح للولي فتشركه بذلك في عبادتك مع الله عز وجل ، أو تطوف ببيت الله عز وجل ثم تطوف بالضريح او القبر او القبة فتشركه بذلك في عبادتك مع الله عز وجل ، وهكذا لا تشرك أحدا ( سواء ولي او عبد صالح او ملك او نبي او رسول او اي شيئ دون الله ) لا تشركهم في عبادتك مع الله عز وجل بل أفرد الله عز وجل وحده في عبادتك ، وأخلص دينك لله وحده لا شريك له ، وتبرأ من الشرك وأهله ، فلا توجه أي عبادة الا لله وحده لا شريك له ،
ثانيا : توحيد الربوبية : اي أن تعتقد و تؤمن إيمانا جازما أنه لا خالق و لا رازق إلا الله وحده لا شريك له ، فلا يرزقك الولد أو الذرية أو المال أو الزوج أو أي شيئ آخر مهما صغر أو كبر ولو مثقال ذرة أو أصغر من ذلك ، إلا الله وحده لا شريك له ، ولا يخلق الذرية في الأرحام الا الله وحده لا شريك له ، ولا خالق إلا الله وحده لا شريك له ، ولو اجتمع الاولون والآخرون والمستقدمون والمستأخرون والصالحون والطالحون والأنس والجن ، فلم ولن يخلقوا ذبابة واحدة ولا أقل من ذلك ولا أكثر ،
فقد قال الله عز وجل : " ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين " الأعراف -54،
وقال جل جلاله : " إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له" الحج-73
ثالثا : توحيد الأسماء و الصفات : أي أن تعتقد و تؤمن إيمانا جازما أن الأسماء الحسنى و الصفات العلى هي لله وحده لا شريك له ، فهو الشافي وحده ، فلا يشفيك إلا الله وحده لا شريك له ، و هو الحفيظ وحده ، فلا يحفظك إلا الله وحده لا شريك له ، و هو الوكيل وحده ، فلا تتوكل إلا عليه وحده لا شريك له ،
و هو السميع المجيب وحده ، فلا يسمع دعائك و لا يجيبه إلا الله وحده لا شريك له ، وهو النافع وحده فلا ينفعك إلا الله وحده لا شريك له ، وهو الضار وحده فلا يضرك إلا الله وحده لا شريك له ، و هكذا ، وحد الله عز وجل في صفاته ولا تشرك مخلوقا وعبدا من عبيده في صفات الله او تساويه بالله ، فلا تقل ان الله ينفعني وذلك الولي ايضا ينفعني ، او تقول ان الله يشفي وكذلك هؤلاء العبيد الصالحين يشفوا ، او تقول ان الله يحفظني وكذلك ذلك الولي أو الحجاب يحفظني وهكذا ، فلا تشرك العبيد المخلوقين المرزوقين في أسماء الله عز وجل وفي صفاته جل جلاله .
( طبعا هذا الشرح لكلمة " لا إله إلا الله " و أقسام التوحيد هو باختصار شديد ، وانصحكم بالتوسع في دراسة العقيدة ومعنى " لا إله إلا الله " و أركانها و شروطها و نواقضها و معنى "محمد رسول الله " و أركانها و شروطها و نواقضها،
فقد فرض الله علينا هذا العلم في قوله جل جلاله : " فاعلم أنه لا إله إلا الله "سورة محمد – الآية 19
ومن أروع الكتب في العقيدة كتاب : شرح العقيدة الواسطية ) .
ألا هل بلغت
ألا هل بلغت
ألا هل بلغت
اللهم فاشهد.
فها أنا قد سقت لكم الأدلة الساطعة وأتيتكم بالبراهين القاطعة من الكتاب و السنة ،
واذكركم بقول الله عز و جل : " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون " الأنبياء – 18
و يقول الله عز و جل : " فماذا بعد الحق إلا الضلال "يونس32
فما عليك إلا الاتباع و السمع و الطاعة ، فإن الحق هو ضالة المؤمن ، والحق أحق أن يتبع ،
واحذروا من ان تكونوا من الذين قال الله عز و جل فيهم : " وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وان يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآيتنا وكانوا عنها غافلين " الاعراف-146 ،
وتذكروا قول الله عز و جل : " يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله و رسوله و لا تولوا عنه وأنتم تسمعون"
الانفال-20
وهآنتم قد سمعتم الأدله الساطعة و قرأتم البراهين القاطعة ،
فاحذر أن تكون من أهل الكبر الذين أخبر عنهم صلى الله عليه و سلم : من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر لم يدخل الجنة و لم يجد ريحها ،
وقد شرح رسول الله صلى الله عليه و سلم ، الكبر بأنه :
" غمط الناس ، و بطر الحق " ،
هل سمعتم ؟؟؟ بطر الحق : أي رد الحق و رفضه و الاعراض عنه من بعد ما تبين لك استكبارا و اصرارا على الباطل ، وعصبية لرأيك أو رأي آباءك وأجدادك أو رأي مشائخك ، أو رأي طريقتك ،
واحذر أن تكون من الذين قال الله عز و جل فيهم : " وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا ، و إن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا " الاعراف-146 ،
و تذكر قول الله عز و جل :" الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب " الزمر-18
و قوله جل جلاله : " وما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا " الاحزاب – 36 ،
و قوله تبارك و تعالى : " فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما " النساء-65،
و كن من الذين قال الله عز و جل فيهم : " و قالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا و اليك المصير" البقرة -285
و اياك و اتباع هواك او هوى او طريقة غيرك مهما كان ، حين يتبين لك جهله والتباس الحق بالباطل عليهم والضلال الذي وقعوا فيه ، وخطئهم و مخالفتهم للشرع ، بل عليك اتباع الحق وحده و الانتهاء عن الباطل فورا فالمسألة مسألة مصير ، إما جنة وإما نار وبئس المصير ،
وإنه : " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " ،
حتى اباك و امك و هما اقرب الناس اليك ان جاهداك على ان تشرك بالله ما ليس لك به علم فلا تطعهما ، فقد قال الله عز و جل : " وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما و صاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون " لقمان-15
فما بالك بغيرهما و هواه ؟؟؟
و اقرأوا قوله جل جلاله : " فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهوائهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين " القصص-50
وقال الله عز و جل : " ولئن اتبعت أهوائهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي و لا نصير " ،البقرة-120
واسمعوا قول الله عز وجل : " ولئن اتبعت أهوائهم من بعد ما جآءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين " البقرة-145
واقرأوا قول الله عز و جل : " ولئن اتبعت أهوائهم من بعد ما جاءك من العلم مالك من الله من ولي و لا واق " الرعد-37
وقال الله تعالى : "اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم و لا تتبعوا من دونه أولياء " الاعراف3
وقال تبارك و تعالى : " قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله قل لا أتبع أهوائكم قد ضللت اذا و ما أنا من المهتدين " الانعام -56
و قال الله عز و جل : " ولو اتبع الحق أهوائهم لفسدت السموات و الأرض ومن فيهن " المؤمنون-71
وقد قال جل جلاله : " ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب " سورة ص-26
و اياكم ثم اياكم ،، و احذروا أشد الحذر من الاصرار على الضلال و الباطل والجهل والخطأ من بعد أن يتبين لكم الهدى و الحق والصواب ، لمجرد انكم وجدتم ان من سبقكم يفعلون هذا الجهل ويفعلون هذا الباطل و هذا الضلال وهذا الخطأ ، ولمجرد انكم تربيتم و ترععتم و تنشأتم عليه ،
فان الباطل لا يتحول الى حق و لو اجتمع عليه اهل الارض جميعا اولهم و آخرهم و انسهم و جنهم ،
واعلم ان الحق هو الجماعة و لو كنت وحدك ، فإنه لما كان إبراهيم عليه السلام هو الموحد الوحيد على الارض ، سماه الله أمة ،
قال الله عز و جل : " إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين " النحل-120
وسمى كل من رغب عن الحق بالسفهاء ،
فقد قال الله عز و جل : " و من يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه " البقرة-130 ،
يا عباد الله و يا اماء الله : هذه العصبية للآباء و الاجداد و الطرق و المشائخ قد ضل بسببها اكثر الاولون ، و هي أعظم اسباب الهلاك و الخسران ، و هي اعظم اسباب الاصرار على الباطل والضلال ،
فلقد قال الله تبارك وتعالى : " ومن الناس من يجادل في الله بغير علم و لا هدى ولا كتاب منير ، وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا، أولو كان الشيطان يدعوهم الى عذاب السعير " ، لقمان -21-22
هل لاحظتم و انتبهتم الى انهم يجادلوا في الباطل و يسوقون الشبه و الأباطيل و يتبعون ما تشابه منه و يلبسون الحق بالباطل و يوحي إليهم شياطينهم ليجادلوا عن الباطل و ليزينوا الضلال بلا علم ولا هدى ولا كتاب منير ، ثم اذا ظهر لهم الحق الهدى و النور وتبين لهم ذلك بالأدلة القاطعة وبالبراهين الساطعة ، رفضوا اتباع الحق ، بل اصروا على باطلهم ، ورفضوا اتباع الهدى وأصروا على ضلالهم ، ورفضوا اتباع النور وأصروا أن يتخبطوا في ظلماتهم ، فقط لانهم وجدوا آباءهم و اجدادهم و مشائخهم عليه ، فهلكوا و خسروا خسرانا مبينا ،
فاحذروا ان يكون حالكم مثلهم ، واتعظوا بهم و اعتبروا بمآلهم ،
واسمعوا قول الله عز و جل : " بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة و إنا على آثارهم مهتدون ، وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة و إنا على آثارهم مقتدون ، قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم ، قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون ، فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين " الزخرف 22-25
واقرءوا قول الله عز و جل : " اتبعوا ما أنزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون " الاعراف-3
واسمعوا قول الله تبارك و تعالى : " إنهم ألفوا آباءهم ضالين ، فهم على آثارهم يهرعون ، و لقد ضل قبلهم أكثر الأولين " الصافات -69-71
و تذكروا قول الله عز و جل : " وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا ، أولو كان آبائهم لا يعقلون شيئا و لا يهتدون " البقرة 170
واسمعوا قول الحكيم الخبير جل جلاله : " وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا ، أولو كان آباءهم لا يعقلون شيئا و لا يهتدون " المائدة104
يا عباد الله و يا اماء الله :
قال الله عز و جل : " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق و لكم الويل مما تصفون " الأنبياء – 18
وقال الله عز و جل : " فماذا بعد الحق إلا الضلال " يونس – 32 ،
فاياكم من ترك الحق و الاصرار على الباطل من بعد أن تبين لكم الحق و الهدى و الصواب ،
واحذروا أن تتبعوا من تبين لكم جهله و خطأه وضلاله والتباس الحق بالباطل عليه ، من بعد أن تبين لكم الحق و عرفتم الهدى ، وظهر لكم الصواب ،
وتذكروا قول الله عز و جل : " يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله و أطعنا الرسولا ، و قالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا و كبراءنا فأضلونا السبيلا ، ربنا آتهم ضعفين من العذاب و العنهم لعنا كبيرا " الأحزاب-66-68
هل انتبهتم الى كلمة سادتنا و كبراءنا ؟؟؟
وقال الله عز و جل : " قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن و الإنس في النار ، كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار ، قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون " الأعراف -38
يا عباد الله و يا اماء الله : احذروا من الشرك الاكبر و تبرأوا منه قبل ان يفوت الاوان ولا ينفع حينها الندم ،
وأعظكم بقول الله عز و جل : " : " قل إنما هو إله واحد وإنني بريئ مما تشركون " الأنعام -19
يا عباد الله و يا امائه : احذروا من هذه الشركيات و هذه الضلالات و اياكم و اتباع الباطل و اهله ، اني لكم من الناصحين ،
واعظكم بقول الله عز و جل : " ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ، والذين آمنوا أشد حبا لله ، و لو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا و أن الله شديد العذاب ، إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين الذين اتبعوا و رأوا العذاب و تقطعت بهم الأسباب ، وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا ، كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم ، و ما هم بخارجين من النار " البقرة-166-167
هل انتبهتم الى كلمة اولياء في الآية ( هذه شبهتهم : يقولون انهم اولياء لهم جاه و كرامة و كشف و معرفة و قدرات ملكوتية و هبات كونية ، يحبونهم و يشركونهم مع الله تعالى فى العبادة فيدعونهم و يذبحون لهم و و يطوفون بقبورهم و اضرحتهم وقبابهم و يشركونهم في صفات الله عز و جل و اسمائه فيدعون انهم يهبون الذرية و يعلمون الغيب و ينفعون و يضرون و لهم درجة الكونية ، و يتخذونهم شفعاء و وسائط بينهم و بين الله عز و جل و شفعاء ) ،
و هل انتبهتم الى كلمة التبرأ ؟؟؟ كيف يتبرأون يوم القيامة حين ينكشف لهم بطلان و ضلال ما كانوا عليه ، فيتبرأون حين يرون العذاب من هؤلاء الذين أشركوهم مع الله عز و جل في العبادة و يتبرأون ممن دعاهم الى ذلك و غرر بهم وأضلهم بغير علم و حبب اليهم الشرك و أهله و كره اليهم التوحيد و أهله ) ،
و هل انتبهتم الى كلمة حسرة ؟؟؟( فهم حين يتبين لهم بطلان ما كانوا عليه و يتبرأون من الشرك واهله يوم القيامة ، لا تنفعهم هذه البرآءة لانها جآءت بعد فوات الاوان ، فيأكلوا أيديهم ندما و حسرة فلقد خسروا خسرانا مبينا و هلكوا هلاكا أبديا و شقاء أبديا لا نجاة بعده و لا فوز و لا سعادة ، قال الله عز وجل : " إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار و ما للظالمين من أنصار" المائدة-72 ،
وقد وصف الله تعالى حال الندم يوم القيامة بقوله عز و جل : " ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ، يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا ، لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جآءني وكان الشيطان للإنسان خذولا" الفرقان 27-29 ) .
واحذروا من شبهات أهل الشبهات ، واحذروا جهلهم و تخبطهم فى الأدلة و جدالهم بغير علم ، وتلبيسهم الحق بالباطل و تدليسهم على الناس زيفا و إثما و بهتانا مبينا ،
فهم لا يعلمون المجمل من المفصل ، و لا الناسخ من المنسوخ ، و لا المطلق من المقيد ، و لا العام من الخاص ، ولا المتقدم من المتأخر ، و لا يوفقوا بين النصوص و لا يسددوا و لا يقاربوا ، ولا يعلمون معنى النص و لا شرحه و لا الأدلة المعضدة له و الشارحة له و المكملة له ، ولا يستبطون الأحكام بحقها ، و لا يعلمون الآيات التي تشرح شبيهتها و لا الأحاديث التي تشرح شبيهتها ولا الأحاديث التي تشرح آيات و لا الآيات التي تشرح أحاديثا ، ولا يجمعون جميع الأدلة والنصوص الواردة في مسألة معينة ولا يعضدوها بفعل الصحابة وفهمهم لأنهم رضوان الله عليهم هم الذين عاشوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعلموا الدين منه مباشرة ، وهم أعلم الناس من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدين والفقه ومعاني النصوص والأحكام ،
ولكنهم يتخبطون و يضلون و يضلون غيرهم ، ويبترون النصوص و يقطعونها و يفسرونها حسب أهوائهم ، و كثير منهم يزينون الباطل و يلبسونه بالحق فيفسدون عقائد الناس ، و يجادلوا عن ضلالاتهم بحجج زائفة و براهين باطلة ،
ويكذبون الصادق و يصدقون الكاذب
ويأتمنون الخائن و يخونون الأمين
ويفترون الأحاديث الموضوعة والمفترية كذبا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وتجد شياطين الانس و الجن يوحي بعضهم لبعض ليجادلوا عن باطلهم و ليزينوه و ليقنعوا به غيرهم و ليضلوهم ، ويلبسوا عليهم دينهم ،
فقد قال الله عز و جل : " وإن الشياطين ليوحون الى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون " الأنعام-121
واسمعوا قول الله عز و جل : " ومن الناس من يجادل في الله بغير علم و لا هدى ولا كتاب منير ، وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا، أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير " ، لقمان 20 – 21
واقرأوا قول الله عز و جل : " هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه إبتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله ، و الراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب " آل عمران-7
و قال الله جل جلاله: " وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس و الجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ، و لو شاء ربك ما فعلوه فذرهم و ما يفترون ، ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة و ليرضوه و ليقترفوا ما هم مقترفون ، أفغير الله أبتغي حكما و هو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين ، و تمت كلمة ربك صدقا و عدلا ، لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ، وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ، إن يتبعون إلا الظن و إن هم إلا يخرصون ، إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله و هو أعلم بالمهتدين " الأنعام 112-117
وقول الله عز و جل : " ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون " النحل-25
و قال الله تبارك و تعالى : " ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا " النساء-60
وقد قال الله عز و جل : " إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ، انما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير " فاطر-6
يا عباد الله و يا اماء الله : هآنتم الآن قد عرفتم أن الله عز و جل قد حرم علينا ان ندعوا غيره وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم من دعاء غير الله عز و جل و أخبرنا أنه شرك أكبر فمن وجدتموه يدعوكم لدعاء غير الله جل جلاله فاعلموا انه جاهل ضال مضل يقودكم الى الهلكة فاجتنبوه واحذروه و تبرءوا منه،
واسال نفسك مباشرة : من أعلم و افضل واتقى و ازهد و اعرف بالله رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟؟؟
أم فلان من الناس الجهلاء المضلين ممن يدعوني لأن أشرك مع الله أحدا ؟؟؟
و إسأل نفسك بعدها مباشرة :
إذا كان خير الخلق صلى الله عليه وسلم قد حذرني من دعاء غير الله عز و جل ، أو الذبح لغير الله عز و جل ، أو النذر لغير الله عز وجل ، أو طلب الرزق أو الشفاء أو الولد أو الزوج أو البركة أو تيسير الأمور أو الحفظ من غير الله عز و جل ، أو التوكل على غيرالله عز و جل ، أو الإعتقاد بأن غير الله عز و جل يعلم الغيب ، أو الإعتقاد بأن غير الله عز وجل ينفع أو يضر، أو اتخاذ مخلوقات سواء أولياء صالحون أو غيرهم وسائط بينك و بين الله عز و جل ، وأخبرني أنه شرك أكبر محبط للعمل و مخلد في جهنم
ثم يأتي فلان من الناس الجهلاء و يدعوني لدعاء غير الله عز و جل او الذبح لغير الله عز و جل او طلب الذرية او الشفاء او البركة من غير الله عز و جل او غيرها من الشركيات ،
فمن أطيع ؟؟؟ و من أتبع ؟؟؟
رسول الله صلى الله عليه و سلم ،
ام فلان من الجهلة الذين يطلبون مني أن أشرك مع الله أحدا ؟؟؟
فاختر هداك الله
يا عباد الله و يا اماء الله : ان الله عز و جل قد حرم ان نذبح لغيره ، وعلمتم ان الذبح لغير الله عز و جل شركا اكبر، فمن وجدتموه يدعوكم للذبح لغير الله عز و جل ، فاجتنبوه واحذروه و لا تطيعوه فتهلكوا ،
واسألوا أنفسكم : هل كان صلى الله عليه و سلم يذبح لغير الله عز و جل؟ و هل كان صلى الله عليه و سلم يأمر أبو بكرالصديق او عمر بن الخطاب او عثمان بن عفان او علي بن أبي طالب او غيرهم من الصحابة الكرام رضي الله عنهم ، ان يذبحوا او ان ينذروا لغير الله عز و جل ؟؟؟ و هل كان صلى الله عليه و سلم يأمر صحابته ان يدعوا غير الله عز و جل ؟؟؟
حاشاه بأبي هو أمي , وحاشى اصحابه الكرام رضوان الله عليهم .
يا عباد الله و يا اماء الله :
ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد قال : "اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد" فمن رأيتموه يدعوكم لأن تصرفوا و توجهوا جزءا من عبادتكم الى القبر او الضريح و ساكنه ، او القبة ، سواء بذبح او طواف او دعاء او تمسح او تعظيم أو خوف ، فاعلموا انه جاهل مضل يدعوكم لان تشركوا بالله شركا اكبر ، فلا تطيعوه و تبرأوا منه واجتنبوه ،
يا عباد الله و يا اماء الله :
ان الله عز و جل حرم التوكل على غيره ، ومن أسمائه الحسنى الوكيل ،
قال عز و جل : " الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون " التغابن-13
هل رأيتم ؟؟؟ لا يتحقق توحيدك الا بالتوكل على الله لا إله إلا هو . وحده لا شريك له ،
وقد قال جل جلاله : " وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين " المائدة-23
هل انتبهتم الى كلمة : إن كنتم مؤمنين ؟؟؟
هل انتبهتم ؟؟؟ اذا كنت حقا مؤمنا فلا تتوكل الا على الله وحده لا شريك له ،
وقال جل جلاله : " إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين " يونس-84
هل انتبهت إلى : إن كنتم آمنتم ؟؟؟ وإلى : إن كنتم أسلمتم ؟؟؟
فان التوكل على غير الله عز وجل ينافي الإيمان والإسلام ،
وقال الله تعالى : " وتوكل على الله و كفى بالله وكيلا " الاحزاب-3
هل انتبهتم الى كلمة : وكفى ؟؟؟ أي: توكل على الله وحده لا شريك له ، ولا تتوكل على مخلوق من مخلوقاته ، لا تتوكل على قطعة جلد ، او خيط ، او حلقة ، او خرزة ، او اي شيئ سوى الله عز وجل وحده لا شريك له ،
و قال جل جلاله : " وعلى الله فليتوكل المتوكلون " ابراهيم-12
وقوله تبارك وتعالى : " قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون " الزمر-38
هل انتبهتم الى كلمة : حسبي ؟؟؟، أي : كافيني من كل شيئ وأستغني به جل جلاله عن كل أحد سواه ،
واقرأوا قول الله جل جلاله : " وتوكل على الحي الذي لا يموت " الفرقان-58
وقال الله عز و جل : " ومن يتوكل على الله فهو حسبه "الطلاق-3
هل انتبهتم الى كلمة : حسبه ؟؟؟ ،
فمن وجدتموه يدعوكم الى تعليق الأحجبة او التمائم او الخرزات او الخيوط اى شيئ آخر ، ويدعي ان هذا المعلق يحفظ أو ينفع أو يضر ، أو يرد عينا ، أو يقي من السحر ، أو يشفي من المرض ، أو غيرها من الافترءآت ، فلا تطيعوه واجتنبوه واحذروه فهو يدعوكم الى التوكل على غير الله عز و جل ،
واسمعوا قول الله عز و جل : " قل أرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون " الزمر-38
هل تمعنتم في الآية ؟؟؟ فهذه الأشياء المعلقة لا تجلب خيرا ولا تدفع شرا ولا تنفع ولا تضر ، بل النافع والضار والحفيظ والمعيذ والكافي والرقيب والحسيب والحافظ والوكيل هو الله لا إله إلا هو وحده لا شريك له ، الأمر أمره والخلق خلقه والملك ملكه لا إله إلا هو وحده لا شريك له ،
وما هذه الاشياء التي تعلقها الا نوع من الشركيات التي تبعدك عن الفلاح ، والتي تفسد توحيدك وتشرخ عقيدتك وما تزيدك هذه المعلقات الا وهنا ، وخبالا ، ووبالا وشرا ، وخسرانا ، فاتق الله اني لك من الناصحين ،
وقد قال صلى الله عليه و سلم : " من تعلق شيئا وكل اليه " ،
سبحان الله !!! هل ترضى ان يكون أمرك موكل إلى هذا الحجاب؟؟؟؟؟ او هذه الخرزة ؟؟؟ او هذه الحلقة ؟؟؟ او هذا الخيط من دون الله عز و جل الوكيل الحي القيوم الحفيظ المعيذ الكافي الحسيب الرقيب الولي الحميد الله لا اله الا هو رب السموات ورب الارض و رب العرش الكريم ؟؟؟
فما بالكم ان كانت مليئة بالرموز الشيطانية ، و الطلاسم الشركية؟؟؟!!
و أخبر عليه الصلاة و السلام : " من تعلق تميمة فلا أتم الله له ، و من تعلق ودعة فلا ودع الله له " ،
وقال عليه الصلاة والسلام : " من علق تميمة فقد أشرك " ،
وقد قال صلى الله عليه و سلم : لرجل أحاط يده بحلقة لتحميه من مرض يسمى الواهنة : " انزعها فانها لا تزيدك إلا وهنا ، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا " ،
وقد رأى حذيفة رضي الله عنه شخصا يعلق خيطا اتقاءا للحمى ، فقطعه و هو يقرأ قول الله عز و جل : " وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون " يوسف-106
و لا تغتروا بهذه الشبهة : و هي قول بعضهم إن هذه الأحجبة بها آيات قرآنية و هي تحفظ ،
سبحان الله !!! هل صاحب هذه الشبة هو أعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ما ينطق الا وحيا ؟؟؟ ،
قال الله عز وجل : " وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى " ،
أما علم ان الله عز وجل قد حرم تعليقها وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهانا عن ذلك وحذرنا منه اشد التحذير ؟؟؟
فانها لو كانت خيرا لدلنا عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و لكنه نهانا عنه وحذرنا منه ، و حرمه علينا ، وعلمنا أن نتلوا الآيات لا أن نعلقها على رقابنا و أيادينا ،
فما بالكم ان كانت هذه الأحجبة مليئة بالرموز الشيطانية ، و الطلاسم الشركية؟؟؟!!
قال الله عز و جل :" أأنتم أعلم أم الله " البقرة-140 ،
ثم : ان سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وهديه هو خير هدي ، فقد علمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم الأمور التي يحفظنا الله عز و جل بها :
كالمحافظة على الصلوات الخمس في جماعة والأذكار دبرها ،
والمحافظة على تلاوة القرآن ،
والمحافظة على أذكار الصباح و المساء والخروج من المنزل ،
والمحافظة على الطهارة ،
والمحافظة على ذكر الله عز و جل ،
و ذكر الله عز و جل عند كل عمل و على كل حال و في كل وقت كما علمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ،
والاستعاذة بالله عز و جل و الإلتجاء إليه جل جلاله و الإحتماء به وحده لا شريك له ، والتوكل عليه وحده لا شريك له .
فهل تطيع الله تبارك تعالى ، و تتبع سنة نبيه عليه الصلاة والسلام؟؟؟
أم تصر على الضلال و الباطل و البدع ؟؟؟فيذهب عملك حسرات و تصبح اعمالك هباء منثورا و تخسر دينك و دنياك و آخرتك ؟؟؟!!!!
يا عباد الله ويا اماء الله :
إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد علمنا الاستخارة في الأمر كله ،
وأخبر صلى الله عليه وسلم : " إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر – ويسمي حاجته – خير لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري – عاجله وآجله – فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري – عاجله وآجله – فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم رضني به "
فمن رأيتموه : يدعوكم أن تستخيروه في الأمور من دون الله عز وجل فلا تطيعوه واجتنبوه واحذروه ،
فإن هؤلاء الأدعياء ، يدعون زورا وبهتانا أنهم يعلمون الغيب والأمور المستقبلية ويدعون انهم يختارون لك الافضل في أمرك اذا طلبت منهم ان يفعلوا لك ما يسمى " الخيرة " ،
هل نسيتم قول الله عز وجل : " وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون " ،
وأسألوا انفسكم مباشرة : اذا كان رسول الله الذي هو خير خلق الله، وافضل خلق الله ، وأتقى خلق الله ، وأزهد خلق الله ، وأعلم خلق الله ، واعرف خلق الله بالله عز وجل ، اذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو عبد الله و رسوله و نبيه وحبيبه والذي يتنزل عليه الوحي من الله عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ، وما ينطق صلى الله عليه وسلم إلا وحيا ، وهو الذي له المعجزات الخارقة منذ مولده وحتى مماته بأبي هو وأمي صلوات ربي وسلامه عليه ، والذي نزل عليه كلام الله عز وجل ، بأبي هو وأمي صلوات ربي وسلامه عليه ،
اذا كان رسول الله بعد ذلك كله اذا هم بالأمر كان يصلي لله ركعتين ويستخير الله عز وجل في شأنه كله ، ولا يختار لنفسه، وكان يعلم أصحابه الكرام أن يستخيروا الله وحده في امورهم كلها ،
ولم يطلب منهم ان يطلبوا الخيرة منه صلى الله عليه وسلم مع أنه يوحى إليه من رب العزة جل جلاله عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ،
ثم يأتي فلان من الناس المدعين ، ويقول لك انه انسان صالح وتقي وزاهد وولي ، لذلك هو يعلم الغيب ويستطيع معرفة ما هو الخير لك في الامور التي انت مقبل عليها ،
فهل ستصدقه حينها ؟؟؟!!!!
أم ستعلم مباشرة انه عراف او يمارس الكهانة اوالتنجيم ،
لقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد التحذير من الذهاب إلى الكهنة والعرافين والمنجمين ،
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من أتى عرافا فسأله عن شيئ فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما "
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من أتى كاهنا فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد " ،
وقال عليه الصلاة والسلام : " ليس منا من تطير أو تطير له ، أو تكهن أو تكهن له ، أو سحر أو سحر له ، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد " ،
هل عرفتم الآن خطورة الامر ؟؟؟
وأنكم حين تتفكروا في الامر بعمق ستعلموا مدى فداحة وعظم افتراء الشخص الذي يدعي استطاعة معرفة الخير لك من الشر في أمورك المستقبلية التي انت مقدم عليها
هل علمتم لماذا ؟؟؟
لأنك في دعاء الاستخارة تقر بأن القدرة والعلم ومعرفة الغيب ،هي لله وحده لا شريك له ،
وان الذي يدعي انه يختار للناس الخير من عدمه في امورهم المستقبلية فانه ينسب لنفسه و يدعي بذلك قدرة كقدرة الله عز وجل ، وعلما كعلم الله جل جلاله ،
ويدعي انه يعلم الغيب ،
وقد قال جل جلاله : "ولله غيب السموات و الأرض وإليه يرجع الأمر كله" هود-123
وقال تعالى : " قل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين " يونس-20
وقد قال الله عز وجل : " : " قل لا يعلم من فى السموات و الأرض الغيب إلا الله " النمل-65،
و اسمعوا لقول الله تعالى يأمر نبيه صلى الله عليه و سلم ان يقول: " ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير و ما مسني السوء" . الأعراف-188
و اقرؤوا ايضا قول الله عز و جل يأمر نبيه صلى الله عليه و سلم أن يقول:
" قل لا أقول لكم عندى خزائن الله و لا أعلم الغيب و لا أقول لكم إنى ملك " الانعام-50
يا اصحاب العقول : إذا كان خير الخلق عليه الصلاة و السلام لا يعلم الغيب ولا يختار لنفسه مع أنه يوحى إليه من عالم الغيب والشهادة ، فهل يعقل ان يعلم الغيب أو يختار لك من هو دونه سواء ولي من الأولياء الصالحين أو شيخ من الشيوخ او غيرهم؟؟؟!!
" مالكم كيف تحكمون "
وتذكروا هذا دائما :
رسول الله صلى الله عليه وسلم يستخير الله عز وجل وحده
وفلان من الناس يدعوك لأن تترك الله عز وجل ، وأن تستخير من دونه عبدا من عبيده مخلوق مرزوق ضعيف فقير ذليل لله عز وجل ، ويطلب من أن تساويه حينها بالله عز وجل ، ويدعي بأنه يعلم الغيب و يقدر الأمور، ويعلم خيرك من شرك في الدنيا والآخرة ،
رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه الكرام رضوان الله عليهم أن يستخيروا الله وحده في الأمر كله ،،،
ثم يأتي فلان من الناس المغوين ويدعوك لأن تستخيره من دون الله ، وتعترف له بمعرفة الغيب وتقدير الأمور والعياذ بالله ،
رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا أن نستخير الله عز وجل في أمورنا كلها ، ويخبرنا أنه لا يملك تقدير الأمور ولا تصريفها ولا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له ،،،
ثم يأتي فلان من الناس المفسدين لعقائد الناس ، ويطلب منك أن تساويه بالله عز وجل ، ويدعي معرفة الغيب وتصريف الأمور وتقديرها ،،،،
فمن ستصدق ؟؟!!!
ومن ستتبع ؟؟؟!!
ومن ستطيع ؟؟؟!!!؟
رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟؟
أم فلان من شياطين الإنس والجن؟؟؟
فاختر هدانا وهداك الله تعالى
وأذكرك بقول الله عز وجل : " بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره .
هل عرفتم الآن خطورة الامر ؟؟؟
واعلموا: أن كل من يدعي معرفة الغيبيات والأمور المستقبلية فهو كذاب أشر
فقد أخبر صلى الله عليه وسلم : " كذب المنجمون ولو صدقوا " .
واعلمو :
ان كل من يدعي معرف الغيبيات والمستقبل هو محتال دجال يمارس النصب والاحتيال على الناس لابتزاز اموالهم ، وذلك بممارسة اساليب نصب واحتيال ودجل كثيرة بمساعدة شياطين الانس او شياطين الجن ، فيبيع دينه وآخرته مقابل عرض زهيد زائل من الدنيا ،
واسألوا من تاب منهم ورجع الى الحق وآب وتاب إلى الله توبة نصوحا ، اسألوه عن احوال أولئك المفسدون لعقائد الناس الذين باعوا دينهم وآخرتهم مقابل عرض من الدنيا قليل ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ،
فتبرأوا منهم ، واجتنبوهم ، ولا تفسدوا توحيدكم وعقيدتكم ودينكم باتباعهم فتخسروا خسرانا مبينا ، فانهم دعاة على شفير جهنم .
يا عباد الله و يا اماء الله :
من وجدتموه يدعي زورا و بهتانا، ان رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يبلغ الرسالة كاملة في حياته و انه يأتي لهذا الشخص في منامه و يعلمه أورادا أو أذكارا أو علوما او تشريعا جديدا ،
فاعلموا ان هذا الذي الذي يدعي ذلك جاهل على ضلال مغرر به من شياطين يأتونه , ويزينون له الباطل ليضل و يضل غيره ليكونوا معهم في جهنم فهذا هو غرض و غاية و هدف الشياطين ، هو اضلال الناس ليكونوا معهم في جهنم ،
أو أن هذا المدعي كذاب أشر مفتر على الله و رسوله ، أتعلمون لماذا ؟؟؟
لأن الله عز و جل قد قال في كتابه العزيز : " اليوم أكملت لكم دينكم ، و أتممت عليكم نعمتي ، و رضيت لكم الإسلام دينا " المائدة-3
وقد نزلت هذه الآيات في حجة الوداع يوم عرفة ، حين خطب رسول الله في الناس خطبة بليغة ثم اشهدهم ، فقال صلى الله عليه و سلم : ألا هل بلغت ؟ فرد الناس و هم يبكون : نشهد أنك بلغت و اديت و نصحت و جاهدت فجزاك الله عنا خيرا ،
فرفع صلى الله عليه و سلم يده الشريفة الى السماء حتى رؤي بياض إبطه الشريف و أشار بسبابته الشريفة و قال : " اللهم فاشهد " ، ثلاث مرات،
فالدين قد اكتمل ، و النعمة قد تمت ، و رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يمت إلا بعد ان بلغ ما أرسل به كاملا ، و أدى الأمانة كاملة ، و بلغ الشرع كاملا ، بأبي هو و أمي فداه مهجتي و روحي و دمي و كل غال عندي، صلوات ربي و سلامه عليه و على آله و أزواجه و ذريته و أصحابه و من تبعهم باحسان الى يوم الدين.
يا عباد الله و يا اماء الله : من وجدتموه يخترع في الدين و يبتدع في الدين و يحدث في الدين ما ليس منه و يخالف الكتاب و السنة ، فاحذروه و اجتنبوه و لا تطيعوه فتهلكوا معه ،
و اعلموا :أن شرطا قبول العمل ، و حتى يكون عملا صالحا ، هما :
الشرط الاول هو الإخلاص : أي أن يكون خالصا لله عز و جل لا رياء فيه و لا سمعة و لا شرك ،
والشرط الثاني هو الإتباع : أي اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ،
فاذا فسد او انتفى احد هذين الشرطين فسد العمل ،
قال الله جل جلاله : " يآيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم " سورة محمد – الآية 33
هل انتبهتم لكلمة تبطلوا ؟؟؟ أي أن عدم طاعة الرسول وعدم اتباع سنته وعدم التزام هديه ، يبطل العمل ، و يكون العمل بذلك بدعة و احداث في الدين ليس عليه أمر الرسول صلى الله عليه و سلم .
واسمعوا لقول الله عز و جل : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر وذكر الله كثيرا " الأحزاب-21
و قال الله تعالى : " و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب " الحشر-7
وقال عز و جل : " ومن يطع الرسول فقد أطاع الله " النساء-80
وقال الله تعالى : " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " النور-63
وقال الله عز و جل : " فالذين آمنوا به و عزروه و نصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه ، أولئك هم المفلحون " الأعراف-157
واسمعوا قول الله تعالى : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم " آل عمران-31
وتذكروا الله عز و جل : " فآمنوا بالله و رسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته و اتبعوه لعلكم تهتدون " الأعراف -158
وقال الله عز و جل : " وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين " النور-54 ،
وأخبر صلى الله عليه و سلم في الحديث : " عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ "
و أخبرعليه الصلاة و السلام في الحديث : " تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا ، كتاب الله و سنتي " ،
و أخبر أيضا رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " ،
أي مردود على صاحبه ليس له منه حظ او نصيب بل هو باطل ، و يذهب هباء منثورا .
و أخبر كذلك عليه الصلاة و السلام : " كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار "
وقد أخبرالصادق المصدوق : أنه سوف يأتي يوم القيامة أقوام غر و محجلين من أثر الوضوء يريدون أن يقبلوا على حوضه صلى الله عليه و سلم ، فتذبهم الملائكة و تدفعهم عن الحوض الشريف ، فيقول صلى الله عليه و سلم :
أمتي أمتي !!! " ، فيقال انك لا تدري ما أحدثوا بعدك " .
هل انتبهتم الى كلمة : غر ومحجلين من أثر الوضوء ؟؟؟ أي أنهم كانوا يصلون ويتوضؤون ولكنهم لم يكونوا يتبعوا هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا سنته في عباداتهم ، واخترعوا في الدين مالم يأت به رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند الله عز وجل ، وأحدثوا في الدين وابتدعوا عبادات وأذكارا وأمورا ما أنزل الله بها من سلطان ، وعبدوا الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ،على أهوائهم، فكان عملهم مردود عليهم وذهب ادراج الرياح هباءا منثورا،
فقد قال صلى الله عليه و سلم : " خذوا عني مناسككم " ،
و قال عليه الصلاة والسلام : " صلوا كما رأيتموني اصلي " ،
فيا عباد الله و يا اماء الله : من وجدتموه يخترع أورادا و يؤلف أذكارا و يعطيكم أعدادا و صيغا و هيئات ما وردت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم تثبت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و يدعي فضلا لهذه الأوراد ، فلا تطيعوه و اجتنبوه فانما هو مبتدع في دين الله عز و جل ،
بل والله الذي لا إله إلا هو لقد اطلعت على كتيب للأوراد و الأذكار المقسمة على أسماء سور من القرآن الكريم يزعم كاتبه ان لهذه الاوراد و الاذكار آثارا هائلة و اجورا كبيرة و ثوابا عظيما ،
والمصيبة الكبرى والداهية العظمى : اني لما تصفحت هذا الكتيب ، وجدت كاتبه لم يكتفي بابتداع الصيغ و الاعداد في الذكر ، انما قد خلط السور واسماء الله عز و جل و الصلاة والسلام على رسول الله ،
قد خلطها باسماء شياطين ومردة جن ممن اطلق عليهم اسم الروحانيون و نسب اليهم صفات والقاب ، ويدعوا الناس الى دعائهم والتعوذ بهم و الاستعانة بهم و الاستغاثة بهم و ذكرهم ، و العياذ بالله تعالى ،
لم يكتف بشركه بل يدعوا الناس الى الشرك الاكبر ، و يدعوهم ان يعبدوا الجن و الشياطين ، نعوذ بالله منهم ونلعنهم بلعنة الله التامة ،
وتذكرت حينها قول الله عز و جل : " ألم أعهد اليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين ، وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم ، ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون " يس-60-62
وتذكرت قول الله جل جلاله : " بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون "
سبأ-41
وتذكرت قول الله عز و جل : " وجعلوا لله شركاء الجن و خلقهم " الأنعام-100
وقول الله تعالى : " واذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه و ذريته أولياء من دوني و هم لكم عدو بئس للظالمين بدلا " الكهف-50
وتذكرت قول الله جل جلاله : " وأنه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا " الجن-6
وقوله تبارك و تعالى : " ومن يتخذ الشيطان وليا فقد خسر خسرانا مبينا "
النساء-119
وقول الله عز و جل : " إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون "
الأعراف-27
فكم من هؤلاء الأدعياء المضلين أمثال ذلك الذي يدعوا الناس لعبادة الجن والشياطين ، هم سحرة يغوون الناس بسحرهم وتعاملهم مع الشياطين ، ويوهمون الناس ان هذه الاعمال كرامات ليجعلوا الناس يرهبوهم ويعتقدوا فيهم ويخشونهم ويطيعوهم ويتبعوهم وينفذوا مطالبهم ويصبحوا خداما لهم ، ويتخذونهم أولياء من دون الله عز وجل ،
وما هذه الأعمال التي يسمونها خوارق وكرامات إلا سحر وأعمال شياطين ، وما صاحبها إلا ساحر يتعامل مع الجن والشياطين ، والشياطين تقدم لهم هذه الاعمال مقابل شركهم ، ومقابل دعوتهم الناس الى الشرك ، فيهلكوا انفسهم اولا ، ثم يهلكوا الجهلة السفهاء من الناس الذين ما تحصنوا بالعلم الأصيل من الكتاب والسنة ،
فيسهل عليهم حينئذ اغوائهم واضلالهم ونهب أموالهم واللعب بعقولهم السفيهة التافهة الجاهلة ، فيكون مصيرهم وشياطينهم وأتباعهم هو الخلود في نار جهنم ،
واسألوا من تاب منهم ورجع الى الحق وآب وتاب إلى الله توبة نصوحا ، اسألوه عن أحوال أولئك السحرة المبطلون ،
سيندى حينها جبينكم من فظاعة وشناعة وقباحة خطاياهم ومعاصيهم وجحودهم وإلحادهم بالله عز وجل ليتقربوا بذلك الى الجن والشياطين ، فتقدم لهم الجن والشياطين حينها خدمات لهم مقابل لك ، ليفسدوا عقائد الناس ويزينوا لهم الشرك ويضلونهم ،
وهذا هو هدف الشياطين ، هدفها اضلال الناس وغوايتهم وتزيين الشرك وغيره من المعاصي لهم ، ليكونوا معهم في نار جهنم ، وما كل ما تسمعونه او ترونه منهم و حول القبور والأضرحة والقباب ليس إلا اعمالا وايحاءات شيطانية يسحروا اعين الناس بها ، قال الله عز وجل : " وسحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم " الأعراف-116،
ليضلوا الناس ويزينوا لهم عبادة القبور والاضرحة والقباب وعبادة من فيها وساكنيها ،واتخاذهم اولياء من دون الله عز وجل ، فيزينوا لهم الشرك الأكبر ويقنعوهم به ، ويرسخوا في أنفسهم الاعتقادات والممارسات والاعمال الشركية ، ليستدرجوهم وليوقعوهم معهم في عذاب السعير وبئس المصير وليس هنالك ذنب اكبر من الشرك بالله عز وجل وهو سبب للخلود في جهنم والتحريم على الجنة واحباط العمل .
واسمعوا قول الله عز وجل : " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا ، إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا ، لعنه الله ، وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا ، ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا ، يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ، أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا " النساء 116 ___ 121
وقد قال الله عز و جل : " إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ، إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير " فاطر-6
وقال تبارك وتعالى : " فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم " النحل-63
واقرأوا قول الله عز وجل : " ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد ، كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه الى عذاب السعير " الحج 3-4
وقال الله عز وجل : " فسجد الملائكة كلهم أجمعون ، إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين ، قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين ، قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ، قال فاخرج منها فإنك رجيم ، وإن عليك لعنتي الى يوم الدين ، قال رب فأنظرني الى يوم يبعثون ، قال فإنك من المنظرين ، إلى يوم الوقت المعلوم ، قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين ، إلا عبادك منهم المخلصين ، قال فالحق والحق أقول ، لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين " سورة ص الآية 75___85
وقال الله عز وجل : " إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين ، وإن جهنم لموعدكم أجمعين ، لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم " سورة الحجر الآية 42___44
واسمعوا قول الله عز وجل : " ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا " النساء-60
وقوله تبارك و تعالى : " ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا "
النساء-119

يا عباد الله و يا اماء الله : من رأيتموه يبتدع هيئات جديدة في الصلاة و في سائر العبادات و يدعي ان لها فضلا فلا تطيعوه ، واحذروا منه و لا تتبعوه فيضلكم عن سبيل الله ،
و من وجدتموه يدعوكم لأن تذكروا الله القهار الجبار الذي يسبح الرعد بحمده و الملائكة من خيفته ، القوي المتين ، رب العزة و الملكوت و الجبروت و الكبرياء و العظمة ، جبار السماوات والأرض العظيم المتكبر ، الملك القدوس رب الملائكة و الروح ، الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، الله لا إله إلا هو رب السماوات السبع و رب الأرضين و رب كل شيئ و رب العرش العظيم و رب العرش الكريم ،
و أنتم تتقافزون او ترقصون على انغام الطبول و الموسيقى بكل هرج و مرج ، و ضحك و صخب ، وحركات عابثة ، فلا تطيعوه و اعلموا انه مبتدع في دين الله عز و جل ،
و أسألوا انفسكم مباشرة :
هل كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يجمع أبو بكر و عمر و عثمان و علي و باقي الصحابة الكرام رضي الله عنهم و أرضاهم ، أسد الغاب الغر الميامين ، مصابيح الدجى ، وأسود الفلى ،
هل كان صلى الله عليه و سلم يجمعهم على انغام الطبول و المزامير و الموسيقى و يذكرون الله كما يذكره هؤلاء؟؟! ، بألفاظ و هيئات و صيغ و أوراد الله و رسوله منها بريئان ،
حاشاه صلى الله عليه و سلم بأبي هو وأمي صلوات ربي و سلامه عليه فداه روحي و دمي و مالي و مهجتي و كل غال عندي ، و حاشى أصحابه الكرام الغر الميامين ، أسود الفلا و مصابيح الدجى رضي الله عنهم وأرضاهم .
الم تسمعوا قول الله عز و جل : " واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة و دون الجهر من القول بالغدو و الآصال " الأعراف-205
هل انتبهتم الى كلمة دون الجهر؟؟؟ فما بالك اذا كان باعلى الاصوات مع الطبل و الزمر و النغمات والتقافز والهرج والمرج والصراخ والضحك والعبث؟؟؟
وهل انتبهتمالى كلمة تضرعا ؟؟؟ وهل انتبهتم الى كلمة خيفة ؟؟؟
اي بتذلل و خشوع و خضوع وانكسار لله عز و جل وخوف و رجاء و تعظيما و محبة و اجلالا ،
وليس بهرج و مرج و صخب و رقص و قفز والفاظ مبتدعة و صيغ محدثة ..
" فما لكم كيف تحكمون " يونس-35
الم تسمعوا قول الله عز و جل : " ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها و ابتغ بين ذلك سبيلا ، وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا " الاسراء-110 ،
حتى أن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها و أرضاها ، فقدت النبي صلى الله عليه و سلم ذات ليلة ، فبحثت عنه في الحجرة فوجدته صلى الله عليه و سلم ساجدا في ظلمة جوف الليل بين يدي الله عز وجل يناجي ربه قائلا و هو يبكي :
" اللهم اني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك ، و أعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " ،
كان يصلي ويسمع لصدره الشريف أزيز كأزيز المرجل من البكاء ،
كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه الشريفتان و يقول " أفلا أحب ان أكون عبدا شكورا " ،
وأخبر صلى الله عليه و سلم : " لو تعلمون ما أعلم ، لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا " ،
ألم تعلموا أن من الملائكة من هو راكع منذ خلقه الى قيام الساعة يسبح بحمد الله عز وجل ،
حتى اذا رفع رأسه يوم القيامة يقول : " سبحانك ما عبدناك حق عبادتك " ،
ومن الملائكة من هو ومنذ خلقه وحتى قيام الساعة وهو ساجد لله عز و جل يسبح بحمده ،
حتى اذا رفع رأسه يوم القيامة يقول : " سبحانك ما عبدناك حق عبادتك " ،
وانت او انتي ترقص و تقفز و تدور و تصخب على انغام الطبول و المزامير في هرج و مرج ، وتتلفظ بأوراد و أذكار ما انزل الله بها من سلطان !!! ثم تسمي ذلك ذكرا و عبادة و تقربا ؟؟؟!!!
أهكذا يذكر جبار السموات و الأرض جل جلاله ؟؟؟
أهكذا يذكر الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر ؟؟؟
أهكذا يذكر الملك الحق الذي يسبح الرعد بحمده و الملائكة من خيفته ؟؟؟
أهكذا يذكر الله الجبار القهار ذو الملكوت و الجبروت و الكبرياء و العظمة ؟؟؟
أهكذا يذكر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم رب السموات السبع و رب الارضين ورب ما بينهما و رب كل شيئ و مليكه و رب العرش العظيم ؟؟؟
ألا تستحون ؟؟؟ ألا تتقون الله عز وجل ؟؟؟ ألا تعقلون ؟؟؟
لقد كان صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم يجلسون عنده و كأن الطير على رؤوسهم من الخشوع و الوقار والسكينة و الخشية من الله عز و جل ،
كانوا رضوان الله عليهم حين يعظهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و يذكرهم بالله عز و جل ، يغطون رؤؤسهم و لهم خنين من البكاء من خشية الملك الجبار القهار ، غافر الذنب و قابل التوب ، شديد العقاب ذي الطول ، لا إله إلا هو.
كانوا فرسانا بالنهار وعبادا بالليل ، رضي الله عنهم
ألم تسمعوا قول الله عز و جل : " الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم و قلوبهم إلى ذكرالله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد " الزمر-23
وقال الله عز و جل فيهم : " محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله و رضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود " الفتح-29 ،
انحفرت أخاديد في وجوههم من اثر البكاء من خشية الله عز و جل و كم منهم من فقد بصره من كثرة البكاء من خشية الله جل جلاله ،
فقد سمعوا قول الله عز و جل : " وإياي فارهبون " البقرة-40
وقوله جل جلاله : " ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون " البقرة-41 ،
وقوله تبارك و تعالى : " ومن يطع الله ورسوله ويخش الله و يتقه فأولئك هم الفائزون " النور-52
وسمعوا قول الله عز و جل : " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله " الحشر-21
وقوله عز و جل : " إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا و رهبا و كانوا لنا خاشعين " الأنبياء-90
وسمعوا قول الله جل جلاله : " فلا تخشوهم و اخشوني ولأتم نعمتي عليكم و لعلكم تهتدون" البقرة-150
وقوله عز و جل : " الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون " الانبياء-49
وقول الله العلي العظيم : " قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ، ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ، ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا " الاسراء-107-109
وسمعوا قول الله عز و جل : " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله و ما نزل من الحق " الحديد-16
و لكن المبكي و المؤلم و الذي يتفطر الفؤاد لأجله : أن تجد كثيرا من الناس يمضون الساعات الطويلة و يقضون الأوقات الكثيرة و يجهدون أنفسهم في هذه الاوراد و الأذكار المبتدعة و في البدع المحدثة و في الضلالات المخترعة فيمضون اعمارهم هباءا و يذهب جهدهم و تعبهم سدى لأنهم ما اتبعو كتاب الله و ما اتبعوا سنة رسوله ، بل عبدوا الله على أهوائهم بغير علم ولا تثبت و أخذوا دينهم عن جهلاء ضالين مضلين مبتدعين محدثين ،
فصدق فيهم حينها قول الله عز و جل :
" قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا " الكهف-103-104
تجد احدهم يجهد نفسه اشد الجهد في البدع والمحدثات من اذكار واوراد ، ويجهد نفسه اشد الجهد ويتفانى في دعاء غير الله عز وجل ، او في سؤال غير الله عز وجل ، او صرف عبادته لغير الله عز وجل ، سواءا ولي او نبي او ملك او جني او شجر او حجر او قبر او قبة او ضريح او اي شيئ دون الله عز وجل ،
وتجد هذا الانسان الجاهل يبذل اشد الجهد في الاستعانة والاستغاذة وصرف عبادته لغير الله عز وجل ، والمصيبة انه يحسب انه على خير وانه يحسن الصنع وانه متفاني في الطاعة ، ولا يدري انه يمارس اكبر الكبائر ليل نهار ، يمارس الذنب الاكبر وهو الشرك الاكبر الذي يحبط الله به العمل ويحرم مقترفه على الجنة ويدخله جهنم خالدا فيها وبئس المصير . فإنا لله وإنا اليه راجعون ،
وسبب ذلك انه ما تحصن بالعلم الشرعي من الكتاب والسنة وما تعلم دينه وما اؤتمر بأمر الله عز وجل في قوله جل جلاله : " فاعلم أنه لا إله إلا الله " سورة محمد – 19 ،
فصار يتخبط في الظلمات بلا هدى ولا كتاب منير ، ويكون فريسة سهلى لكل صاحب شبهة او بدعة او انحراف او تلبيس او تدليس ،
إن تعلم العقيدة السليمة
والتي تشمل معنى " أشهد أن لا اله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله " : فتتعلم معنى : " لا إله إلا الله ، محمدا رسول الله" ، والذي هو الركن الأول من أركان الإسلام ، وهو الذي يدخل به الإنسان الى الإسلام ، فلذلك فرض الله عز وجل على كل مسلم ومسلمة أن يتعلم التوحيد ليعلم معنى الشهادتين وأحكامهما ، وما يلزمها وواجباتهما ، وما يترتب عليهما ، وما ينقضهما ، وما يفسد التوحيد وما يشرخ في العقيدة
والتي تشمل أيضا ( أي العقيدة ) أركان الإيمان : فيتعلم الانسان أركان الايمان الستة ( الإيمان بالله ، والإيمان بالملائكة ، والإيمان بالكتب المنزلة من عند الله عز وجل ، والإيمان بالرسل ، والإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره ، والإيمان باليوم الآخر) ، ومعرفة معنى كل منها ، واجباتها وما يلزمها وما يترتب عليها ، ونواقضها ، واحكامها وكل شيئ يختص بها ليصلح الانسان عقيدته ،
فان العقيدة السليمةالمستقاة من الكتاب والسنة ، وفق ما آمن بها واعتقدها وعلمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ، هي الأساس الذي تبني عليه باقي الأركان من صلاة وصيام وزكاة وحج ، وباقي احكام الدين من عبادات ومعاملات واخلاق وغيرها ، كما فعلها وعلمنا اياها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكما فهمها اصحابه الكرام ،،
فنقتدي بهم ( أي : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصحابته الكرام ، ومن تبعهم بإحسان ) ، ونتبع منهجهم ونتأسى بهم ونفهم الدين كما فهموه ونقتفي أثرهم ، نبراسنا في ذلك قول الله عز وجل :
" ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وسآءت مصيرا " النساء- 115
فيجب على الانسان منا ان يتعلم الدين وفق الكتاب والسنة، ليعبد الله على علم وبصيرة على الكتاب والسنة ، وليتق بإذن الله، شبهات أهل الشبه والزيغ والضلال ، وليحمي نفسه من الانزلاق في المهلكات والاباطيل والظلمات ، ولكي لا يكون فريسة سهلة ولقمة سائغة لشياطين الإنس والجن ، الذين يستغلون جهل الناس بدينهم ويستغلون تفاهة عقولهم فيوقعوهم في كل ضلالة وفي كل جهالة وفي كل مهلك ، ويلبسون عليهم ويدلسون بالشبهات
فقد قال الله عز و جل : " هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه إبتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله ، و الراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا اولوا الألباب " آل عمران-7
واعلم أن الله عز وجل قد قال : " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" الزمر-9
وقال جل جلاله : " يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات " المجادلة-11
وقد أخبر صلى الله عليه وسلم : " طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة " ،
واعلموا أن عالما واحدا أعصى على الشيطان من ألف عابد
قد يكون الانسان مجتهدا في العبادة اشد الاجتهاد ، ولكنه غير متحصن بالعلم الشرعي الاصيل المحقق من الكتاب والسنة على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
لذلك ولقلة علمه او انعدامه يسهل على الشياطين من الانس والجن اغوائه وتزيين الباطل له وايقاعه في الهلكة ، ويسهل على اهل الشبهات الذين يتبعون ما تشابه منه ، يسهل عليهم زرع الشبهات في عقله وتلبيس الحق بالباطل عليه وزعزعة ايمانه ،
اما الانسان المؤمن الذي اؤتمر بأمر الله عز وجل ، واهتدى بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فتعلم دينه وأصلح عقيدته بإذن الله ، وتحصن بعلم الكتاب والسنة من مصادره الصحيحة الموثقة والمحققة الأصيلة ، فإنه بإذن الله يميز حينها بين الحق والباطل ، وبين الهدى والضلال ، وبين الظلمات والنور ، وإنه حينها يعبد الله على بصيرة كما أمره الله جل جلاله ، وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ويتقي بإذن الله افساد المفسدين ، وتضليل المضللين ، وتدليس المدليس ، وغواية الغاوين، وشبهات أهل الشبه والزيغ والضلال ،
وتكون الأمور بالنسبة له واضحة كوضوح الشمس لا لبس فيها ،
فقد أخبر صلى الله عليه وسلم : " تركتكم على محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك" ،
وإنه اذا أشكل عليه أمر او اشتبه عليه حكم فيتهم فهمه مباشرة ويعلم أن التقصير في فهمه وعلمه هو الناقص ويبدأ بالبحث عن المسألة على ميزان الكتاب والسنة من المصادر الأصيلة الصحيحة الموثقة والمحققة على الكتاب والسنة.
ويتذكر مباشرة قول الله عز وجل : " هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه إبتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله ، و الراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا اولوا الألباب " آل عمران-7
وقد قال الله عز و جل :
" هل أتاك حديث الغاشية ، وجوه يومئذ خاشعة ، عاملة ناصبة ، تصلى نارا حامية ، تسقى من عين آنية ، ليس لهم طعام إلا من ضريع ، لا يسمن و لا يغني من جوع " ،الغاشية 1—7
هل رأيتم ؟؟؟ كانوا في الدنيا ينصبون ويجتهدون ويتعبون في الأعمال ويستحسنوها ويظنونها قربات وطاعات ، ولكنها ليست على الكتاب والسنة ، فبطلت حينئذ هذه الاعمال ، وضاعت اعمار اصحابها سدى ، وكان مصيرهم نار جهنم وبئس المصير والعياذ بالله ،
فليست العبرة في العمل أن تستحسنه أنت ، بل العبرة في العمل أن يكون موافقا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
أي اتباعا وليس ابتداعا ،
يا عباد الله و يا اماء الله :
ها قد تبين لكم الرشد من الغي ، فالتمسوا لانفسكم النجاة و انشدوا لانفسكم السلامة و انظروا اي الطريقين تختاروا ،
اما حق و اما باطل ،
و اعلموا أنما هي اعمالكم تحاسبون عليها و لن يغنوا عنكم من الله شيئا ،
و لن يغني احد عن احد من الله شيئا ،
فقد قال جل جلاله : " كل نفس بما كسبت رهينة " سورة المدثر – 38 ،
و قال الله عز و جل : " وكل انسان ألزمناه طائره في عنقه و نخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا ، اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا "
الاسراء-13 ،
و قال الله عز و جل : " من اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فانما يضل عليها و لا تزر وازرة وزر اخرى " الاسراء-15 ،
وقال جل جلاله في الحديث القدسي : " يا عبادي انما هي أعمالكم أحفظها عليكم ، فمن وجد خيرا فليحمد الله عز و جل ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه " ،
واياكم و انتحال الاعذار و تبرير الباطل و تزيين الضلال و تبسيط الامر او التهاون فيه ،
وتذكروا قول الله عز و جل : " بل الانسان على نفسه بصيرة و لو ألقى معاذيره"

يا عباد الله ويا اماء الله :
أبشروا فان التوبة تجب ما قبلها..
والتائب من الذنب كمن لا ذنب له..
ومن تاب ، تاب الله عليه..
وأبشركم بقول الله عز وجل : " والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم " الأعراف-153
وأبشروا بقول الله عز وجل : " ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم " النحل-119
وقول الله عز وجل : " وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى " طه-82
و قال الله عز و جل " و هو الذي يقبل التوبة عن عباده و يعفو عن السيئات " الشورى-25

وأبشروا ثم أبشروا ثم أبشروا بقول الله عز وجل : " والذين لا يدعون مع الله الها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما ، يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا، إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما " الفرقان-68-70
وقول الله عز وجل : " يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيئ قدير " التحريم-8
واعلموا : أن شروط التوبة هي :
أولا : الاقلاع فورا عن الذنب ،
ثانيا : الندم على ما كان منك ،
ثالثا : معاهدة الله عز وجل على عدم العودة للذنب ،
رابعا : الأكثار من الاستغفار لذنوبك والاكثار من الاعمال الصالحة تكفيرا للسيئات ،
خامسا : ارجاع الحقوق الى أصحابها ،
ولكن انتبهوا :
فعليكم بالاسراع الى التوبة ..
فما أسرع الاجل .. فالموت يأتي فجأة .. والأجل يأتي بغتة ..
فاغتنم قبل فوات الأوان ،قبل ان لا تنفعك الدنيا وما فيها ولو افتديت بها
فقد قال عليه الصلاة و السلام : "يقول الله – تبارك وتعالى- لأهون أهل النار عذابا : لو كانت لك الدنيا وما فيها أكنت مفتديا بها ؟ فيقول : نعم ، فيقول : قد أردت منك أهون من هذا وأنت في صلب آدم : أن لا تشرك – ولا أدخلك النار – فأبيت إلا الشرك " ،
فالحمد لله انك قد عرفت الحق من الباطل قبل فوات الأوان ..
فاحذروا من التسويف
واقرأوا قول الله عز وجل : " إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما" النساء-17
واقرأوا قول الله تعالى : " وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا جاء أحدهم الموت قال اني تبت الآن " النساء-18
وقول الله عز وجل : " حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون ، لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون " المؤمنون 99-100

الا هل بلغت ..
الا هل بلغت ..
الا هل بلغت ..
اللهم فاشهد.
يا عباد الله و يا اماء الله :
اعلموا انني ما أهديتكم هذه الرسالة ..
الا لخوفي عليكم ،
و لحبي الخير لكم ،
ليس تهمة لأحد ،
ولا اثارة للجدل ،
ولا طرحا للنقاش ،
انما احقاقا للحق ،
وابطالا للباطل ،
مستشهدا بقول ربي جل جلاله : " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق ، و لكم الويل مما تصفون " الأنبياء-18،
وتبينا للحق ،
مستشهدا بقول ربي جل جلاله : " فماذا بعد الحق إلا الضلال" يونس-32
و أمرا بالمعروف ،
ونهيا عن المنكر ،
فقد قال الله عز و جل : " ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون " آل عمران-104
ودعوة الى الله عز و جل ،
" ومن أحسن قولا ممن دعى إلى الله و عمل صالحا و قال إنني من المسلمين " فصلت-33
وموعظة ،
وذكرى ،
مستشهدا بقول الله تعالى" إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب ، أو ألقى السمع و هو شهيد " سورة ق -37،
ومستشهدا بقول الله عز و جل : " فذكر بالقرآن من يخاف وعيد " سورة ق-45،
و قوله جل جلاله : " و ذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين " الذاريات-55 ،
وحجة على من قرأه ،
" أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ، أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل و كنا ذرية من بعدهم ، أفتهلكنا بما فعل المبطلون ، و كذلك نفصل الآيات و لعلهم يرجعون " الأعراف-172-174
و دعوة الى توحيد الله عز وجل توحيدا خالصا ،
مستشهدا بقول ربي جل جلاله : " قل هذه سبيلي أدعوا الى الله على بصيرة أنا و من اتبعني و سبحان الله و ما أنا من المشركين " سورة يوسف -108
وبلاغا
مستشهدا بقول ربي جل جلاله : " هذا بلاغ للناس و لينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد و ليذكر أولوا الألباب " سورة ابراهيم – 52 ،
قال الله عز و جل : " ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم " الانفال-42
أسأل الله تعالى أن يهديني و اياكم و جميع المسلمين الى سواء السبيل ، و أن يغفر لنا ما قدمنا و ما أخرنا ، و ما أسررنا و ما أعلنا ، و ما هو أعلم به منا،
و أسأله جل جلاله أن يجعلنا هداة داعين الى الهدى و أن ييسر الهدى لنا ، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ،
و أسأله جل جلاله أن يلهمنا رشدنا و أن يجعل عاقبة أمرنا رشدا ،
و أسأله جل جلاله أن يجعل هذه الكلمات خالصة لوجهه الكريم و أن يتقبلها وأن ينفع بها ،
إنه جل جلاله ولي ذلك و القادر عليه .
لكم مني أطيب و أحلى الامنيات ،
و أستودعكم الله الذي لا تضيع و دائعه ،
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

هذا و الله تعالى اعلم ، وصلى الله و سلم وبارك على عبده و نبيه و رسوله و حبيبه محمد و على آله و صحبه أجمعين و الحمد لله رب العالمين .
*ملاحظة : جزى الله خيرا من ساهم فى نشر هذا الخير دعوة الى التوحيد الذى هو رسالة الانبياء و الرسل عليهم الصلاة السلام ، فجزى الله خيرا من صورها ووزعها او علقها فى اى مكان او نشرها عبر الانترنت او اعاد طباعتها فى كتاب او كتيب او ساهم فى نشرها باى صورة من الصور ، و اعلموا اخوانى و اخواتى ان حقوق الطبع و النشر و التوزيع متا حة لكل مسلم و مسلمة ، و لا تنسونى من دعائكم يا اخواني و اخواتي .

جزاك الله الفردوس
موضوع متعوب علية ربنا يكرمك
جزاك الله خيرا على مرورك الكريم اختي الكريمة ، ولا تنسينا من دعائك بارك الله فيك .
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،
الاخوات الكريمات في الادارة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أرجو التثبيت لموضوعي هذا لما له من اهمية قصوى ، أسأل الله تعالى أن يجعل فيه الاخلاص والاتباع والقبول ، وأن يجزيكم خير الجزاء وأن يكرمكن في الدنيا والآخرة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.