من أصول الوصول إلى الله تعالى أن عليك إنجاز جديد كل يوم ، فمن أمضى يومه في غير حق قضاه، أو فرض أداه، أو مجد بناه، أو حمد حصّله، أو علم اقتبسه، فقد عق يومه، وظلم نفسه .
فالوقت المفقود لا يُشترى بالنقود
وأمس لا يُرَدّ ، وغدًا ليس في اليد، .
وكثير من الناس يظنون أنهم يقتلون الوقت، ولكن الوقت هو الذي يقتلهم
من أقوال الشيخ/هاني حلمي
لقد صدق من قال: إن الوقت هو الحياة، وإنهما وجهان لعملة واحدة،
فما الأيام إلا صفحات تقلب في كتاب حياتنا،
وما الساعات في تلك الأيام إلا كالأسطر في صفحاتها،
التي سرعان ما تختم الصفحة لننتقل إلى صفحة أخرى…
وهكذا تباعًا حتى تنتهي صفحات كتاب العمر..
وبقدر ما نحسن تقليب صفحات أيامنا تلك نحسن الاستفادة من كتاب حياتنا..
وبقدر استغلالنا لأوقاتنا نحقق ذواتنا ونعيش حياتنا كاملة غير منقوصة.
والوقت نعمة وأمانة يضيعها كثير من الناس ، يضيعونها على أنفسهم ، وعلى أمتهم ،
قال صلى الله عليه وسلم (
رواه البخاري
وللوقت خاصية ، وهي إنه إذا ذهب لم يرجع ،
وهذا يدفعنا لاستغلال كل لحظة منه ، كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول :
(
رواه البخاري
وينبغي العناية بالوقت وملئه بالعمل حتى لا يوجد فراغ ،
فالفراغ داعٍ إلى الفساد ، والنفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية .
ويكفي الوقت شرفًا وأهمية أن الله عز وجل قد أقسم به في كتابه العزيز، وأقسم ببعض أجزائه في مواطن عديدة، قال تعالى:
– {
والليل إذا عسعس(17)، والصبح إذا تنفس } ( التكوير:17-18).– {
والفجر(1)، وليال عشر } ( الفجر:1-2).– {
والشمس وضحاها(1)، والقمر إذا تلاها } ( الشمس:1-2).– {
والضحى(1)، والليل إذا سجى } ( الضحى:1-2).– {
والعصر(1)، إن الإنسان لفي خسر } ( العصر:1-2). كما ذكر عدد من المفسرين عند تفسيرهم لهذه الآيات أن إقسام الله ببعض المخلوقات دليل على أنها من عظيم آياته(2).
ومن هنا فالله عز وجل يقسم بتلك المخلوقات ليبين لعباده أهميتها،
وليلفت أنظارهم إليها، ويؤكد على عظيم نفعها، وضرورة الانتفاع بها،
وعدم تركها تضيع سدى دونما فائدة ترجى في الدنيا أو الآخرة.