فإذا ظفرت برجل واحد من أولي العلم طالب للدليل مًَُحكم له متبع للحق حيث كان وأين كان ومع من كان زالت الوحشة وحصلت الألفة ، ولو خالفك فإنه يخالفك ويعذرك ، والجاهل الظالم يخالفك بلا حجة ويكفرك أو يبدعك بلا حجة ، وذتبك رغبتك عن طريقته الوخيمة ، وسيرته الذميمة ، فلا تغتر بكثرة هذا الضرب ، فإن الآلاف المألفة منهم لا يعدلون بشخص واحد من أهل العلم ، والواحد من أهل العلم يعدل بملء الأرض منهم )
ثم أخذ ابن القيم رحمه الله بعد هذ الكلام يذكر الآثار الدالة على أن الجماعة صاحب الحق ، وإن كان وحده ، ثم قال في آخر المثال وكان الإمام أحمد هو الجماعة ، ولما لم تحمل هذا عقول الناس ، قالوا للخليفة : يا أمير المؤمنين ! أتكون أنت وقضاتك وولاتك والفقهاء والمفتون كلهم على الباطل وأحمد وحده على الحق ؟!! فلم يستع علمه لذلك : فأخذه بالسياط والعقوبة بعد الحبس الطويل ؛ فلا اله إلا الله ، ما أشبه الليلة بالبارحة ، هي السبيل المُهيع (بسكون الهاء وفتح الياء ) لأهل السنة والجماعة حتى يلقوا ربهم مضى عليها سلفهم ، وينتظرها خلفهم ( من المؤمنين رجاء صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )
ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم . أهــ من كتاب أعلام الموقعين لابن القيم رحمه الله رحمة واسعة