و نحن هنا في أمريكا لا نعيش كأي طفل في البلاد العربية ، فأمور كثيرة مختلفة ، فهم يتعرفون على الكثير من الأشخاص و يتحدثون معهم بدون خجل ، و بستطيعون شراء ما يحلوا لهم ، أما نحن فغالباً ما نبقى في المنزل إلا يوم الجمعة نذهب إلى المسجد ، إن أردنا شراء أي شيء لا نذهب وحدنا إلى السوق و لا توجد بقالات صغيرة .
على كل حال لأحكي لكم القصة .
كانت الساعة الرابعة ، و قد أنهكتنا أمي في السوق ، فهي كعادتها تحب يوم السبت للتسوق ، أظن أنها تحب زالإطمئنان العاملين كل أسبوع ـ هكذا أظن ـ و لكني بشكل عام أكره هذا التسوق الأسبوعي ، و فرحت لأني قد خرجت من هذا المكان ، بعد أن أجبرتنا أمي أن لا ندع إي مكان دون أن نراه ، لكن أجمل جزء فيه ، عندما نرجع إلى العربة و تعطينا أمي بعض الحلوى .
أمسكت في قطعة الحلوى و رميت غلافها تحت كرسي أمي ـ كعادتي ـ و بدأت أنظر إلى الأرض التي إمتلأت بالقاذورات ، ثم إلتفت إلى النافذة غير مكترثاً .
و لكن حدث أمر أغاظني جدا .
أمي : أخ يا عاصم ، نسينا أن نشتري الخبز من البقالة العربية !
أبي : سامحك الله يا غيداء بعد أن إقتربنا إلى المنزل !
أمي : لا بأس نحن لا نمشي على قدمينا !
أبي : حااااااضر ـ قالها و هو غاضب مثلي ! ـ
ألا تشبع أمي من السوق !
و لكننا عندما وصلنا إلى هذا المحل العربي ، كان أبي قد أنهك و إمي متعبة ، و رجعا للتحاور ـ أظنه التشاجر ! ـ
أبي : تفضلي إنزلي أنتي و إشتري الخبز .
أمي : و لماذا لا تنزل أنت !
أبي :لقد أنهكتيني في السوق و الآن تريدين أن أنزل .
لكن فكرة جميلة فقعت في رأسي ، إبتسمت و قلت : أنا سأنزل و أشتري الخبز ، أرجوك يا أبي دعني أنا أشتري لكما فهذه أول مرة ، و أنتي يا ماما قلتي بأني كبير ، و يُعتمدعلي ، أعطيني يا بابا فقط النقود و أنا أشتري لك الخبز، أنا أعرف النوع الذي تختاره دائما .
أبي : فكرة جميله يا محمد ، خذ خمس دولارات و إشتري لنا خمسة أكياس .
أخذت النقود بسرعة لكن أبي أمس بيدي و قال : لا تنسى أن تقول مرحبا أول ما تدخل ، و عندما تعطيك البائعة النقود لا تنسى أن تشكرها
أنا : حاضر يا بابا .
بابا : تكلم بصوت واضح .
أنا : حاضر يا بابا .
لمعت عينا أبي حين قال آخر ملاحظة : كن واثقا من نفسك يا محمد ، فالمسلم قوي وواثق من نفسه ، و المسلم القوي أحب إلى الله من المسلم الضعيف .
رنت هذه الجملة في أذني بشكل مميز !
ترك يدي و إنطلقت متوجها إلى الباب بسرعة ، تنفست بعمق و فتحت الباب و دخلت ، كان داخل هذه البقالة الكثير من الأصناف العربية التي رأيتها في بلدي ، و الأصناف التي من البلدان الأخرى التي لا أعرفها ، على كل حال أسرعت إلى الزاوية التي يعرضون الخبز فيها ، و أخذت خمسة أكياس و …..
أخذت ضربات قلبي تتسارع ، و صرت أتنفس بسرعة العرق بدأ يتصبب من جسدي في كل مكان ، فأنا أخجل من البائعة !
ليس لأني طفل و لكن لأن هذه أول مرة أشتري فيها ! لكن لا بد أن أتشجع ، فأنا مسلم قوي وواثق من نفسي و إتخذت قراري .
ووقفت منتظما على الدور أنتظر حتى يحين دوري .
لكني فتحت عيني مندهشا و أنا أسمع البائعة مرة تطلب مرة خمسين دولارا و مرة تطلب أربعين و مرة مئة ! و أنا معي فقط خمسة دولارات ! لا بد أن أبي أخطأ في الحساب !
هل أرجع إلى السيارة و أخبره ! أم أبقى أنتظر دوري ! إن رجعت فسيقول أبي أني لم أكن واثقا من نفسي ! و إن بقيت فلن يكون المبلغ معي كاملاً !أترى هل ستسامحني إن لم يكن معي المبلغ ، فلا بد أن هذه المرأة مليونيرة لأن ملايين الأشخاص يشترون منها ! سأتدبرأمري ، ربما سأتنازل عن بعض الأكياس إن كانت النقود غير كافية .
صرت أنظر إلى الخمسة دولارات بحزن و أنا في حيرة !
قطعت حيرتي صوت تلك المرأة ـ المليونيرة على ما أظن ـ و هي تقول تفضل ياااااااا
أنا : مرحبا ، إسمي محمد .
إبتلعت ريقي ثم قلت بصوت مخنوق ! : لقد طلب أبي منى أن أشتري خمسة أكياس خبز و أعطاني خمسة دولارات ، أعرف أن المبلغ قد لا يكفي و لكن ، أوه ، حسنا ، هذا ما قد حدث !
إبتسمت البائعة و إتكأت على آله أمامها تزمر كلما وضعت فيها النقود ـ ربما يوجد خرطوم في نهايتها متصل مع البنك فعندما تضع هذه المرأة النقود يشفط البنك المبالغ الني تضعه فيها ثم يزمر ليخبرها أن النقود قد وصلت إلى هناك ـ على ما أظن ـ صدقوني إن لم يكن هكذا لإمتلأ المكان كله بالنقود .
قالت البائعة : الكيس بدولار واحد ، و أنت إشتريت خمسة أكياس ، أخبرني كم المبلغ الذي يجب أن تعطيني إياه .
إرتبكت ! المعلمة تقول أني ذكي جدا في الرياضيات و لكني لا أعرف ماذا قد حدث لي اليوم !
البائعة : يساوي خمسة دولارات .
إبتسمت و قلت : أجل هذا ما أعتقده أيضا ! و لكن الذين قبلي طلبت منهم الكثير من النقود ؟
البائعة : لأنهم إشتروا الكثير من الأغراض الغالية الثمن
أخذت الخبز و الدولارات ، ووضعت الدولارات في هذه الآله السحرية التي تحول النقود إلى البنك ووضعت الخبز في كيس كبير و أعطتني إياه .
شكرتها و إنصرفت ، كانت لطيفة معي أظن أني سأطلب من أبي أن يعمل معها فقد نصبح أثرياء .
ركضت إلى العربة فرحا مسرورا أعطيت أبي الخبز و قد كان مسرورا لأني لأني كنت واثقا من نفسي ، و أمي قبّلتني من جبيني ، جلست على الكرسي ، إعتدلت في جلستي و نظرت من خلال النافذة و أنا أتذكر الأحداث
شكرا لأنكم شاركتوني في قصتي
التوقيع
محمد عاصم
ترى لم تعجبكم ذكرياته ؟ لقد كنت أتمنى أن أكتب عن ذكرياته أكثر فهي ليست واحدة .
قصة رائعة بالنسبة لطفل في عمره ..
جعله الله ابناً بارّاً بوالديه ..
وعبدا صالحاً من عباده الصالحين ..
أكتبي باقي ذكرياته ..
ولن أبخل عليك برأيي _ إن شاء الله _ ..
بوركت ..
أهلا بك يا أختي ، بصراحة هي ليست من كتابات إبني و لكنها قصص تمر به ، كتبتها لأذكره به عندما يكبر .
إلا أنه يحب كتابة القصص و لكن باللغة الإنجيزية .
شكرا لكِ على المرور و الدعاء الجميل .
أهم شي يوم الأم أنهكتهم بالتسوق …
ذكرتيني بأمي الله يحفظها … ^_^
بحجمي برائة محمد .., وإبداع أم البنين ..,
مبدعة ..,
مترقبون لبقية الذكريات ..,
الله يعين محمد
على دوارة السوق
ليش بتحبي السوق قولي ؟
الله يسعدك حلوة الذكريات شكلي اعطي مججال لسيهل كمان وخلينا نقلب الفيض مذكرات اطفال.
اهلا بك خولة ، شكرا لتشجيعك الدائم لي ، و لدعائك لمحمد ، على فكرة إن لم أهب إلى التسوق لن يأكل طوال الأسبوع ، فنحن نتسوق يوم واحد فقط نشتري فيه كل أغراض المنزل ، بالإضافة ها هو المكان الوحيد الي نهب إليه .
شكرا لك حبوبة و لتشجيعك لي ، و بقية الذكريات الأخرى تحت الإنشاء إن شاء الله ، و أتمنى أن يكون مستواها أفضل من الأولى .
أهلا بشريكتي في المكتب ، أنا مش قلت لك أن لك نكهه خاصة ، على فكرة محمد يحب التسوق بشدة إذا كان مع والدة وحدة أما بقية العائلة لا يرحب بهم .
أما ليش أحب التسوق ، فهو كما قال محمد أني أحب أن أطمئن على العمال في كل أسبوع كما يظن محمد .
عرا على التأخر على الرد لكني كنت قد كتبت موضوع طويل عريض لغاه الأستاذ محمد .
أم البنين…
كيفك ياغالية وكيف الأولاد إن شاء الله بخير…
الله يحفظ محمد ويرزقك بره غاليتي..
أعجبتني الذكريات جداً
ووضعت الدولارات في هذه الآله السحرية التي تحول النقود إلى البنك لأنها إن لم تفعل ذلك ستمتليء بالنقود و ربما البقالة كلها ـ على ما أظن
أعجبني الخيال الواسع..
وبالذات -على ماأظن-جميل أن لايجزم بالأمر ويتعنت برأيه بل يعتقد
دمتِ على طاعة الرحمن غاليتي
::..::
! و ماشاء الله تبارك الله نقلتها ببراءه و يا ليتك تنقلين لنا مذكرات محمد عاصم الذى لا نعرف اسم اباه و لا امه و لا نريد ان نقتحم خصوصيته فنسأل و لكننا نريد المزيد من مذكرات الشوبنج الخاص به ههههههههه
بارك الله فيك حبيبتى و و بارك لك فى محمد