أمنية أهل الآخرة 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أمنية أهل الآخرة
أخي الحبيب :
الدنيا أمنية أهل الآخرة جميعا . فكل يرجو الرجوع إليها , لا ليستزيد من متاعها ويستكثر من
زخارفها وحطامها , وإنما ليصحح الملة ويتوب من زلة ويتنافس في الخير كله .

أرأيت أهل الجنة في نعيمهم المقيم , وخيرهم العميم ,فيما لاعين رأت , ولاأذن سمعت , ولا خطر
على قلب بشر في النعيم الذي لا يكدره سخط , والراحة التي لايشوبها عناء , والسعادة التي لا
يخالطها شقاء , فيما تشتهيه النفس , وتلذ الأعين , وهم ـــ على الرغم من ذلك ـــ يتمنون أن
يعودوا إلى الدنيا فيعملونا بالصالحات ليرتفعوا في المنازل والدرجات , قال صلى الله عليه وسلم :"
إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكواكب الدري الغابر في الفق من
المشرق أو المغرب , لتفاضل ما بينهم "[1] .

وتأمل ــ إن شئت ــ حال الشهداء الذين قدموا أرواحهم ودماءهم رخيصة لله رب الأرض والسماء ,
وأرواحهم في جوف طير خضر , لها قناديل معلقة بالعرش , تسرح من الجنة حيث شاءت , ثم تأوي
إلى تلك القناديل وهم ـــ والحال ما علمت ـــ يتمنون لو
أن لهم كرة ثانية إلى الحياة الفانية فيعملون للحياة الباقية :" يارب نريد أن ترد ارواحنا في أجسادنا
حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى ".[2]
فإن كانت هذه أمنية أهل الجنة , فما بالك بأماني أهل النار ؟! وهم الذين في جهنم يجشرون
وعلى وجوههم يسحبون وفي الأغلال يصفدون , في الشقاء الذي لا سعادة معه والكدر الذي لا
أنس فيه , ولا أمل في الخروج منه , وهم يصطرخون فيها :

{ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون}[3]

ربنا : أشقينا أنفسنا بالذنوب والخطايا والمعاصي والرزايا , فأرجعنا إلى الدنيا { نعمل صالحا غير
الذي كنا نعمل } [4] .
فيأتيهم الجواب الذي تتقطع لهوله القلوب ولحسرته الأفئدة :{ أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر
وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير } [5] .

فيا أيها الحبيب :
ما زلنا في الأمنية .. وما زالت الفرصة أمامنا , والطريق بين أيدينا , فلنجد المسير إلى
السميع البصير , ولنفق من هذا السبات قبل أن يخترمنا الممات ..

فقد دنا الرحيل .. والزاد قليل .. والسفر طويل .. والخطب جليل .. والله المستعان .

مـــلاك الأمـــر تـــقـــوى الله فاجــعــل
تــقــاه عـــــدة لــــصــــــلاح أمــــرك
وبادر نحـــو طاعــــــــــته بعــــــزم
فما تدري متى يـــــمــــضــــي بعمرك [6]

منقول للفائده

بارك الله فيك على هذا النقل الطيب المبارك
وجعله في ميزان حسناتك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.