الصدق . فضيلته وأهميته ! 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتـــه ،،،،

خلَّة هي سيدة الأخلاق وجامعة الفضائل ورأس الشمائل تمدَّح الله بها في كتابه فقال – سبحانه -: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً} [النساء: 87]، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً} [النساء: 122]، وقال: {قُلْ صَدَقَ اللّهُ} [آل عمران: 95].

صفة الصدق ليست نفلاً ولا خيارا، إنها فريضةٌ على المسلم وسجيةٌ للمؤمن، والذي يجب أن يكون باطنه وظاهره سواء في الصدق والوضوح والطهارة والصفاء.
ومع بساطة هذه الصفة وإجماع الخلق عليها إلا أننا اليوم أحوج ما نكون إلى التواصي بالالتزام بها في خضم أزمة الأخلاق التي يعاني منها الكثير لأسبابٍ يأتي في مقدمها: ضعف الإيمان، وضعف التربية، والتهافت على الدنيا.

الصدق فضلٌ ونبلٌ ودربٌ مضيء ونفسٌ سامية، وصاحبه موفَّقٌ أبداً لكل خير، وتأملوا أيها المسلمون لهذا الحديث: عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: "إنّ الصدقَ يهدِي إلى البر، وإن البرَّ يهدي إلى الجنة، وإن الرجلَ لَيصْدُقَ حتى يكونَ صدِّيقا، وإن الكذبَ يهدي إلى الفجور، وإن الفجورَ يهدي إلى النار، وإن الرجلَ ليكذِبَ حتّى يُكتبَ عنْد اللهِ كذَّابا"؛ رواه البخاري ومسلم، وفي رواية لمسلم: "ولا يزالُ الرَّجلُ يصدُقُ ويتحرَّى الصدقَ حتى يُكتبَ عنْدَ اللهِ صدِّيقا، ولا يزالُ الرَّجلَ يكذِبُ ويتحرَّى الكَذِبَ حتى يُكْتبَ عندَ اللهِ كذَّابَا".

الصدق هادٍ لكل بر قائدٌ لكل خير آخذٌ بصاحبه في مسالك الهدى حتى يدخله الجنة، كيف لا وهو صادق اللهجة؟ صادق الحال متحرٍّ للحق في كل الأقوال والأفعال؟

وأي منزلةٍ يرجوها المسلم بعد هذا؟ إنهم رفاق الأنبياء والشهداء {فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً} [النساء: 69].

أيها المسلم:

وحتى يتبين لك أثر الصدق في القلب وبأي شيء استحق الصادقون مرافقة الأنبياء فتأمل أيضاً هذا الحديث الصحيح، عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: "إذا اقتربَ الزمانُ لم تكدْ رؤيا المسلمُ تكذب، وأصدقُكُم رؤيا أصدقُكُمْ حديثَا (وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا)، ورؤيا المسلمِ جزءٌ من ستةٍ وأربعين جزءاً من النُّبوَّة"؛ الحديث رواه البخاري ومسلم.

تأمل الرؤيا الصادقة جزءٌ من النبوة، وتكون في القلب الصادق الذي سما وتطهر فاستضاء واستنار بنور الله ففُتِحتْ له سُدفُ الغيب وأعْلمَهُ اللهُ بما شَاء.

أيها الكـــرام :

من لزم الصدق في صغره كان له في الكبر ألْزَم، ومن اعتصم به في حق نفسه كان في حق الله أعصم، ومن تحرى الصدق هُدي إليه وطابت نفسه وطهرتْ سريرته وأضاء قلبه.

أحبة الإسلام :

إنه لا يصح التهاون في هذا المبدأ، فهو أساسٌ في ديننا، وقد كان عنوانًا لقدوتنا وأسوتنا محمدٍ – صلى الله عليه وسلم – والذي كانت حياته أفضل مثالٍ للإنسان الكامل الذي اتخذ من الصدق في القول والأمانة في المعاملة خطاً ثابتاً لا يحيد عنه قيد أنملة، وقد كان ذلك فيه بمثابة السجية والطبع فعُرِف به حتى قبل البعثة ولُقِّب بالصادق الأمين، واشُتُهِر بهذا وعُرِف به بين الناس، ولما أُمِر بالجهر بالدعوة وتبليغ الرسالة جمع الناس وسألهم عن مدى تصديقهم له إذا أخبرهم بأمر، فأجابوا بما عرفوا عنه قائلين: ما جرَّبنا عليك إلا صدقاً.

وانظر إلى هذا الموقف من حياةٍ كلها صدقٌ ونبلٌ ووفاء.

عن عبد الله بن أبي الحمساء قال: بايعت النبي – صلى الله عليه وسلم – ببيعٍ قبل أن يُبعث وبقيت له بقية، فوعدته أن آتيه بها في مكانه فنسيت ثم ذكرت بعد ثلاث، فجئت فإذا هو في مكانه، فقال: "يا فتى!! لقد شَققْت علَي، أنا ها هُنا منذ ثلاث أنتظِرُك"، رواه أبو داود.

ثلاثة أيام وهو يأتي في نفس الموعد إلى المكان المتفق عليه وفاءً وصدقاً. ( من ما ينتظر ثلاث ساعات الأن ؟)

واستمر هذا المبدأ الراسخ معه منذ طفولته حتى توفي – صلى الله عليه وسلم – لم يكذب كذبةً واحدة، بل كان الكذب أبغض خلقٍ إليه؛ قالت عائشة – رضي الله عنها –: "ما كان من خلقٍ أبغَض إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من الكذب، ولقد كان الرجل يكذب عنده الكذبة فما يزالُ في نفسهِ حتى يعلَمَ أنه قدْ أحدَث فيها توبة"؛ أخرجه الإمام أحمد وابن حبان.

ذلكم أن الكذب – يا عباد الله – صفةٌ دنيئة وخلقٌ لئيم، وقد يكون للبخيل أو الجبان ما يعذره، لكن ليس للكذاب عذر، روى صفوان بن سليم قال: قيل للنبي – صلى الله عليه وسلم –: أيكون المؤمن جباناً؟ قال: "نعم"، قيل: أفيكون بخيلا؟ قال: "نعم"، قيل: أفيكون كذابا؟ قال: "لا "؛ رواه الإمام مالك في "الموطأ"، وفي سنده مقال. ويعضده ويبينه الحديث الآخر في مسند الإمام أحمد: عن أبي أمامة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: "يُطْبعُ المؤمنُ على الخلالِ كلِّهَا إلا الخيانةَ والكذِب (إلا الخيانةَ والكذِب)".

وقد قالت الحكماء: "مَنْ استحلى رضاعَ الكذبِ عسُر فطامُه "؛ لذلك كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يذمه مهما كان يسيرا، ويُنفِّر من الكذب حتى على الصغار لأجل أن يشبوا على الصدق ويألفوه ويتباعدوا عن الكذب ويأنفوه، عن عبد الله بن عامرٍ أنه قال: دعتني أمي يوماً ورسول الله – صلى الله عليه سلم – قاعدٌ في بيتنا، فقالت: ها تعال أعطيك، فقال لها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – " وما أردْتِِ أنْ تعطِيه؟ " قالت: أعطيه تمرا، فقال لها رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "أما إنَّكِ لوْ لم تعطِه شيئاً كُتِبَتْ عليكِ كذِبة"؛ رواه ابو داود بإسناد حسن.

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: "من قالَ لصبيٍّ: تعالى هاكَ ثم لم يعطِه فهي كذِبَة"؛ رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح.

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: "من قالَ لصبيٍّ: تعالى هاكَ ثم لم يعطِه فهي كذِبَة"؛ رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح.

فانظر كيف يعلِّم الرسول – صلى الله عليه وسلم – الآباء والأمهات أن يُنشئوا أولادهم تنشئةً يقدسون فيها الصدق ويتنزهون عن الكذب، ولو أنه تجاوز عن هذه الأمور وحسبها من التوافه الهينة لخشي أن يكبر الأطفال وهم يعتبرون الكذب ذنبا صغيرا وهو عند الله عظيم.

أيها الأحبة في الله .. اجعلوا الصدق لكم شعارًا ودثارًا، والزموه إعلانًا وإسرارا يجعل الله التقوى في قلوبكم والتوفيق والنور في دروبكم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119].

اللهم اجعلنا من عبادك الصادقين .

( من خطبة الجمعة اليوم )

وعليكم السلام ورحمة الله
جزاكم الله خيراا ونفع بكم ولا حرمتم أجر ما نقلتموه لنا من خطبة الجمعه
وموضوع قيم وتذكرة مهمه في وقتنا هذا مع إنتشار الغش والكذب في نواحي عديده من الحياة
ولفت نظري هذا الحديث الشريف

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: "من قالَ لصبيٍّ: تعالى هاكَ ثم لم يعطِه فهي كذِبَة"؛ رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح.

فكثيراا ما نفعلها مع أطفالنا ….نسأل الله العفو والعافيه

الصدق هادٍ لكل بر قائدٌ لكل خير آخذٌ بصاحبه في مسالك الهدى حتى يدخله الجنة، كيف لا وهو صادق اللهجة؟ صادق الحال متحرٍّ للحق في كل الأقوال والأفعال؟

وأي منزلةٍ يرجوها المسلم بعد هذا؟ إنهم رفاق الأنبياء والشهداء {فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً} [النساء: 69].

لا كلام لنا بعد هذا الكلام
بارك الله فيكم …..

وعليكم سلام الله ورحمته وبركاته

:::

الصدق تلك العملة النادرة والتي أصبحت من غرائب العصر
حتى صادق القول أصبح الشك يراودنا في صدق حديثه
مع ما رأيناه في زماننا من الكذب والغش والخداع

جزاك الله خيرا وليتنا نصدق ,,,,,,,دائما

مشرفتنا الفاضلة الأخت / الخلاص
السلام عليكم ورحمة الله
شاكر لك مرورك وتواجدك وإضافتك الطيبة ..
جزاك الله خيراً .
حفظط الرحمن وأسعدك .

الأخت الفاضلة / عهد الأماني
السلام عليكم ورحمة الله
شكراً لك على مرورك ومشاركتك وتعقيبك الصادق .
جزاك الله خيراً .
وفقك الله وحفظك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.