شر ح الأربعين النووية , من كتاب قواعد و فوائد في الأربعين النووية 2024.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة ..

بسم الله الرحمن الرحيم .

الحمد لله عظيم المنة ، ناصر الدين بأهل السنة ، الحمد لله الرحمن المنان ، البر التواب ، الذي لا يخفى عليه شئ في الأرض و السماء ..

و صلاةً و سلامه على عبده و خليله و مصطفاه إلى البشرية جمعاء ، محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاةة و أزكى التسليمات ،

و رضي الله عن الصحابة الكرام الذين نقلوا لنا الدين بغير تحريف و لا تأويل ، بل نقلوه كما هو عن نبي الأمة فجزاهم عنَّ خير الجزاء ،

و صدق الله إذ قال فيهم (( لقد تاب الله عن النبي و المهاجرين و الأنصار )) .. أما بعد …

فإني سأقوم بهذا الموضوع بسرد لشرح الأربعين النووية بشئ من التفصيل و الإختصار من كتاب قواعد و فوائد في الأربعين النووية ..

و أسأل الله جلَّ في علاه أن يتقبل مني عملاً هذا

و يجعله خالصاً لوجهه الكريم ..

و أن يجعله لي ذخراً في يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلبِ سليم ..

بين يدي الكتاب
مقدمة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
في كتابه شرح الأربعين النووية
يقول الشيخ .. أما بعد :
الحافظ النووي : – رحمه الله – من أصحاب الشافعي المعتبرة أقواله ، و من أشد الشافعية حرصاً على التأليف ،
فقد ألف في فنون شتى ، في الحديث و علومه ، و ألف في علوم اللغة كتاب (( تهذيب الأسماء و اللغات ))
و هو في الحقيقة من اعلم الناس ،
و الظاهر – و الله أعلم – أنه من اخلص الناس في التأليف ، لأن تأليفاته – رحمه الله -انتشرت في العالم الإسلامي ، فلا تكاد تجد مسجداً إلا يقرأ فيه كتاب (( رياض الصالحين )) ، و كتبه مشهورة مبثوثة في العالم مما يدل على صحة نيته ، فإن قبول الناس للكتاب من الأدلة على إخلاص النية .
و ذكر الشيخ محمد بن صالح العثيمين في نهاية مقدمته فقال ..
هذه الأربعون ينبغي لطالب العلم أن يحفظها ، لأنها منتخبة من احاديث عديدة و في أبواب متفرقة ،
بخلاف غيرها من المؤلفات فلو نظرنا إلى (( عمدة الأحكام )) لوجدناها منتخبة ؛ و لكنها في باب واحد و هو باب الفقه ، أما الأربعون النووية فهي في أبواب متفرقة و متنوعة .
للعلم الشرح الذي بين أيدينا ليس مصدره كتاب شرح الأربعين النووية .. للشيخ ابن العثيمين .
و إنما مصدره قواعد و فوائد من الأربعين النووية للشيخ ناظم بن محمد سلطان لمن أراد الرجوع للمصدر
..

بسم الله نبدأ ..

الحديث الأول

عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال :
سمعت رسول الله -صلى الله عليه و سلم- يقول : (( إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل إمرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله و رسوله فهجرته إلى الله و رسوله ، و من كانت هجرته لدنيا يصيبها أو إمرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ))
رواه إماما المحدثين أبو عبدالله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة البخاري
و أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري
في صحيحيهما اللذين هما من أصح الكتب المصنفة .

— منزلة الحديث … أهميته —

1- هو من جوامع كلم رسول الله – صلى الله عليه و سلم –
2- قال عنه الإمام الشافعي .. يدخل في سبعين باباً من الفقه .
3- قال النووي .. لم يرد الشافعي – رحمه الله – لم يرد الشافعي انحصار أبوابه في هذا العدد .
4- و قال الشوكاني .. هو قاعدة الإسلام .. و قيل أنه ثلث العلم .
5- من تعظيم العلماء له أنهم كانوا يرون البداءة به في مصنفاتهم
و ذلك تنبيهاً لطالب العلم أن يصحح نيته .
قال عبد الرحمن المهدي .. (( من أراد أن يصنف كتاباً فليبدأ بهذا الحديث )) .
فبدأ به البخاري ، تقي الدين المقدسي في كتاب .. عمدة الأحكام .. و النووي في كتاب .. المجموع ..

— سبب سياق الحديث —

ظن قوم أن الحديث قد سيق بسبب رجل أراد الزواج من امرأة يقال لها أم قيس فرفضت الزواج منه حتى يهاجر .
فهاجر من أجل ذلك و لم يبتغ بذلك الهجرة .

و الدليل على ذلك .. عن عبدلله بن مسعود – رضي الله عنه – : (( من هاجر يبتغي شيئاً فإنما له ذلك )) .
ثم قال هذه القصة .. و قد عرف الرجل الذي هاجر ( بمهاجر أم قيس ) .
::
::
::

تأتي هنا فائدة ==> و هي ما سبب بحث العلماء عن سبب نزول الحديث ؟؟

::
::

هو يعين على فهم النص كما حرص المفسرون على معرفة أسباب النزول .
– قال ابن تيمية ==> معرفة سبب النزول معين على معرفة الآية فإن العلم بالسبب علم بالمسبب .

: :
: :
: :

ستكون المشاركات بإذن الله بهذا الشكل .. حتى تكون سهلة القراءة و غير مملة ..

]..–.. معنى الحديث ..–..

/
: :
/
: :
/

1- إنما الأعمال ::– هذا التركيب يفيد الحصر … لوجود إنما ، و لأن الأعمال محلى باللام و هذا يفيد الإستغراق المستلزم للقصر .
و هذا فهم إبن عباس – رضي الله عنه – و لم يعارض من قبل الصحابة إلا بدليل آخر يقتضي التحريم
و يقول إبن دقيق العيد : و في ذلك إتفاق على أنها للحصر .
و الحصر هو ::– إثبات المذكور و نفيه عما عداه .
إنما قد تأتي >> تفيد الحصر المطلق .
و قد تأتي >> تفيد الحصر المخصوص .مثال

/
: :
/
: :
/

<< إنما أنت منذر >>
الظاهر من الآية حصر مهنة الرسول – صلى الله عليه و سلم – بالنذرة و الأمر ليس كذلك ، فالرسول لا تنحصر مهنته بالنذرة ، بل له أوصاف أخرى كالبشارة و غيرها .

<< إنما أنا بشر و إنكم تختصمون إلي >>
فمعناه خصر البشرية من حيث الإطلاع على بواطن الأمور لا في كل شئ .

يقول إبن دقيق العيد : فإذا وردت " إنما " فإد دل السياق المقصود من الكلام على الحصر في شئ مخصوص فقل به و إد دل على الحصر في شئ مخصوص فاحمل الحصر على الإطلاق .
و هذا مع كل ادوات الحصر المعروفة .——————————————————————————-

2- هذا الحديث يشمل جميع أفعال الجوارح من – أفعال و أقوال – .
و هذا كما يراة إبن عباس أن القول من العمل .
و في تفسيره لقول الله تعالى << لعلي أعمل صالحاً >> :
— إنه قول لا إله إلا الله —
كما ان الترك من العمال لأنه عمل إختياري و هو يختلف باختلاف النيات .
– فترك الشر يثاب عليه . – و ترك الخير الواجب يلام عليه .——————————————————————————-

3- يوجد إيجاز بالحذف و قد اختلف في تقديره في قوله – صلى الله عليه و سلم –
" إنما الأعمال بالنيات "
– الذين اشترطوا النية قدروه بصحة الأعمال فنقول " إنما صحة الأعمال بالنيات "
– الذين لم يشترطوا النية قدروه بكمال الأعمال فنقول " إنما كمال الأعمال بالنيات "
الأرجح هو القول الأول لأن الصحة أكثر لزوماً للحقيقة من الكمال . ——————————————————————————-

4- (( إنما لكل إمرئ ما نوى ))
فمن نوى شيئاً يحصل له سواء عمله أو منعه مانع بعذر شرعاً
الدليل : — حديث الرسول – صلى الله عليه و سلم –
" رجل أتاه الله مالاً و علماً ، فهو يعمل بعلمه في ماله ، و ينفقه في حقه ، و رجل أتاه الله علماً و لم يؤته مالاً فهو يقول : لو كان لي مثل مال هذا عملت فيه مثل العمل الذي يعمل ، فهما في الأجر سواء " .
الخلاصة .. يقول إبن رجب — العمل في نفسه ، صلاحه و فساده و إباحته بحسب النية الحاملة عليه المقتضية بوجوده ، و ثواب العامل و عقابه و سلامته بحسب النية التي صار بها العمل صالحاً أو فاسداً أو مباحاً ———————————————————————————

5- (( من كانت هجرته لدنيا يصيبها أو إمرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ))
الخلاصة في ذلك ما قاله إبن رجب كما ذكرنا آنفاً .
الهجرة هنا بمعنى الترك و الهجرة إلى الشئ الإنتقال إلى غيره .
1- ترك بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام هجرة .
2- ترك مكة إلى الحجبشة ، و ترك مكة غلى المدينة هجرة .
3- ترك ما زجر الله عنه و نهى هجرة .
فبين – صلوات الله عليه و سلامه – أن الهجرة تختلف باختلاف المقاصد .
فالمهاجر حباً لله و لرسوله و لإظهار دينه فهذا هو المهاجر الحق .
و المهاجر لحظوظ الدنيا و شهواتها من انساء و المال و غيرها .. فحظه من هجرته الدنيا و حظوظها الفانية .
و قوله — هجرته إلى ما هاجر إليه — فيه تحقير و استهانة لما طلبه من الدنيا ، حيث لم يذكره بلفظ .

بارك الله فيك أختي معتزة بحجابها

فكرة رائعة

جعل الله ذلك في موازين حسناتك

واصلي ونحن متابعون معك

فكتاب الشيخ ابن عثيمين في الأربعين النووية رائع جدا

جعل ما تكتبيه في ميزان حسناتك

بااااااااااارك الله فيكي اختي
متابعينك ان شاء الله
لاكي
متابعينك بإذنه تعالى
لاكي
بارك الله فيك اختي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.