طائر الصخرة المشرفة . 2024.

كل صيف كانت تحمله نسمات الشوق الى مدينة القدس الشريف … كان يحلق عاليا كطير وهو يخترق درجات باب العامود من خلال بوابته الضخمة … كان يستنشق عبير البلدة القديمة وأسواقها وحاراتها … الله ما أطيب تلك الروائح والمناظر … كعك القدس بالسمسم … والفلافل … وبن قهوة القدس … ومحلات بيع المخلالات والتوابل … والحلويات الشرقية … كان على موعد مع روحه خلف تلك الآسوار العالية … شق طريقه عبر طريق الآلام … وهبت نسمات روحه من مشارف الحرم القدسي الشريف … ما أروع منظر قبة الصخرة المشرفة … معقول … هذه الصخرة بقبتها الذهبية تعانقها أشعة الشمس بكل الحب والدفئ … الله ما أطول المسافة للوصول اليها … ساركض لها لآعانقها … سأنثر دموع الشوق على درجاتها … وبسمة اللقاء بعد طول الفراق … أمتار قليلة تبعدني عن روحي المعلقة تحت قبتها … سأكون أول الواصلين اليها … سأحدثها عن ليالي السهر ولحظات الشوق لهذا اللقاء … سأنثر مساحات من البوح لتغطي السماء ونجومها … سأعلن لها أنها … حبيبتي … سألتصق بأرضها … لا بل سألتحم بترابها … لا بل سأنثر جزيئات جسدي بهوائها الشريف … وسأكتم أنفاسي لاستنشق عبيرها … الله … الله … الله … ها أنا هنا تحت قبتها … ها هي روحي في مكانها حيث عهدتها دائما … الله الله الله … ما أجمل أن ألتقي بروحي وقلبي نزولا لتلك الدرجات القليلة … سأصلي ركعتين شكر لله … الله ما أجمل نور الروح وهو يتخلل مسامات الجسد وعيون القلب … هذه اللحظة التي أصالح بها نفسي … هذه اللحظة المنتظرة … ولكن … هناك احساس غريب جدا … أشعر كأن هناك عبير بداخل أريج يعانق روحي بحب لا يقل عن حبي لها … هل من المعقول هي أيضا تفتقدني … تشعر بشوق مثل شوقي … والله للآماكن شواهد وحركات وتجليات … كأنها تنطق وتقول : أنا ايضا أحبك وأشتاق لك وافتقدتك طيلة الشهور الماضية … ياااااه لهذا الحنين ولتلك الرائحة الزكية … لست أدري كيف لها تلك القدرة على امتصاص متاعب سنة كاملة … كيف تعطيني ذلك الرضى وأنا الظمئان العطشان لحبها وحنانها … الله الله الله ما أجمل تلك النسمات التي تحمل بردا وسلاما تحملها الروح لتصل القلب لينعش الجسد … سأعتكف اليوم بين الصخرة المشرفة والمسجد الآقصى الشريف …كم أتمنى لو تقف عقارب الزمن بهذا اللقاء … هذا المساء قد أتى … وغابت شمس نهار جميل … واستودعت الله روحي بين الدرجات الفاصلة للصخرة المشرفة والاقصى الشريف … اقترب موعد العشاء وانا أمشي على سطح الصخرة المشرفة … الله الله الله ما أجمل هذا الطير الابيض ناصع البياض … طائر وقت صلاة العشاء …! حسنا سأبتعد قليلا عن سطح الصخرة … عجبا هذا الطائر ملازم لي … ما قصته … ماذا يحاول أن يقول …! حان وقت صلاة العشاء … سأدخل لآصلي في الاقصى الشريف … وبعد الصلاة … اختفى الطير … وبقيت روحي معلقة بذلك المكان … ولكني سأعود يوما … نعم سأعود بمشيئة الله عز وجل .

الّله..

… هناك احساس غريب جدا … أشعر كأن هناك عبير بداخل أريج يعانق روحي بحب لا يقل عن حبي لها .
لا يوجد اجمل واروع من (القدس)بترابها..بهوائها..باسواقها..بطيورها..باشجار ها.. باسوارها..بعالمها..
الله …
كلمات وبوح رائع ..كما عودتنا دائما ..
تحيات معطره بالياسمين ..

الّله..

… هناك احساس غريب جدا … أشعر كأن هناك عبير بداخل أريج يعانق روحي بحب لا يقل عن حبي لها .
لا يوجد اجمل واروع من (القدس)بترابها..بهوائها..باسواقها..بطيورها..باشجار ها.. باسوارها..بعالمها..
الله …
كلمات وبوح رائع ..كما عودتنا دائما ..
تحيات معطره بالياسمين ..

الغالية شمعة لن تنطفئ …
كم أتمنى أن يعود الطائر الآبيض ببياضه الناصع لآعود ل… لتراب القدس الحبيبة …
ولكن الطيور تهاجر … وقد تضل طريق العودة … وكلي ثقة ستبقى أرواحها في تلك البقعة المقدسة … والشواهد كثيرة من القلب والفكر والروح .
شكري واحترامي لكم دائما لمروركم الراقي .

الروح هي مصدر القوة لجميع البشر المميزين … هي تلك الطاقة الهائلة التي لا تعرف تعب ولا كلل … هي تلك الارادة الخلاقة في الابداع والتحدي …
تمر بحياتنا اوقات نجد البشر يحاولون طمس هويتنا وقتل الارداة في نفوسنا … قد يصلون للجسد .. قد يكسروا قلوبنا … قد يقمعوا فكرنا … ولكن : هيهات ان يصلوا للروح في شموخها وسموها ورقيها … القوة تكمن في روح الارادة التي لا يزعزها قوة او قهر او جبروت …
للروح ذكاء وفطنة اكبر من ادراك البشر … للروح مساحة لا تتسع لغير فئة نادرة جدا من الصفوة المختارة … أروع احساس في الوجود ان يجد الانسان روحه بكل ما فيها من طاقات كامنة بكل الحب والصدق والقوة والشفافية … لانها تتخطى حدود الاعجاب … بكلمات او همسات او لوحات خارجية … للروح تصميم وارادة حرة وتملك خيوط شعاع النور والضياء الداخلي لتنير لنا درب الحياة او ما تبقى من عمر مهما طال فهو قليل وقليل جدا …
للروح وجه واحد خالي من الاقنعة والمجاملات وترهات الصفحات وتسلية المنتديات … الروح هي نور من الله عز وجل …
عجبا لمن يجد روحه ويعرف الطريق اليها … ويقف في طابور الحياة يبحث عن فتات مبعثر هنا وهناك … لك روح اكبر من مساحة الكون واكثر ضياء من النجوم واكبر من حدائق الدنيا وربيعها وبريقها … ومع هذا .. تعيش كباقي البشر ..!!!
نتمنى الخير لمن نحب … نتمنى له السعادة والهناء … وسنبقى منارة عالية له بروح من روحه للابد … اقصى درجات العطاء الحب بصمت … واقصى درجات الصمت أن تذوب شمعة لتنير درب من حولها …
وتبقى ذكريات الزمن الجميل خالدة بصورة رائعة لياسمينة يانعة لن تذبل ابدااا .
القوة الحقيقية تكمن في ارواحنا … لانها ببساطة تعني الارااادة الحرة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.