فيلم من ثمانية مشاهد بطولية مثيرة جداً لكل مسافر في الصيف 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين
أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقـــدمــــة
فلمي هذا ليست من نسيج الخيال أحداثه ، ولا من أساطير القصص بنياته ، صدقُ تاريخٍ سيناريوهاته ، وصفحت إخلاص مكياجه ، ودمج مكساجه .

بطله ليس هندوسياً ، ولا صهيونياً ، وكذا بطلته وإخراجه .

عرض لأبطــال الفلــم
بطله : بطل من أبطال الإسلام ، ورجل من رجالاته ، وذكر اسمه تـــــــاج منير لصفحات التاريخ ، كان هذا الشاب وسيمـاً ، مليــحـــاً ، شـــهمـــاً ، شجــــاعاً ، رؤوفــــاً، كريمــــاً ، يكنى بأبي المساكين .

وبطلته : شابة من عفيفات بنات الإسلام الكرام ، صافية المظهر ، نقية الجوهر ، ندية المخبر ، سيدة التضحية ، وفــارســــة الصعـــــــاب .

أحــداث الفـلـــم
حقاً لقد خنقتني الغصـص الكابدات ، وتســـارعت من مقــلي حمـــــرُ العبـــرات ، وأنا أعيش أحداث هذا الفلم ؛ تارة بروحي ، وأخرى بعبراتي ، فأنا بين القشعريرة المذهلة ، والدموع القاتلة ، وكأن نبضتي تقمصتها أحداثه ، فأبطأت مهمتها ، حتى أصبحت أسيرة لمشاهده .

المشهد الأول
جمع الله شمل ذلك الأسد ، بشمل تلك العفيفة النقية ، حتى أصبحـــا مثلاً في الحب ، والوفاء بهما يقتدى ، فتزوج هذا الشاب النقي بتــــلك الفتاة الزكية ، وأقدما على حياةِ ودٍٍ سوية ، وصفحة صفـاءٍ رضيــــــــة .

فبعث الله سيد البشرية ، بسماحة الحنفية ، يدعو إلى توحيد رب البرية ، فأسلم وأسلمت ، وناصر وناصرت ، وصابر وصابرت ، وجاهد وجاهدت ، إنهما شابا قريش "جعفر بن أبي طالب " ؛ ابن عمي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبنت خثعم "أسماء بنت عميس " رضي الله عنهما .

المشهد الثاني
وبعدما أسلما وجدا من قومها أشد العذاب ، ولم يستمتعا بلذة عرس في زهرة الشباب ، افترشا شعاب مكة ، وضُيق عليهما مطاعمها ، وبُليا في دينها ، فأمرهما الرسول صلى الله عليه وسلم مع جمــــع من المسلمين بالهجرة إلى الحبشة ؛ فلبيا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما في زهرة عمرهما ، ولم يفكرا في اليالي الوردية ، ولا في السمرات الودية ، بل كان لسان حالهما يقول ( إن كان يرضيك هذا ربنا فسمعنا وأطعنا ) .

المشهد الثالث
خرج جعفر وهو دون العشرين من عمره ،كما ورد ذلك في البدء والتاريخ أميراً على المسلمين ، ومعه رفيقة الدرب ، وسميرة الليل ، وشريكة القضية ، أسماء الأبية التقية .
وكأني بلسان حال جعفر وهو يودع مكة وهو ينظر إلى رباها، وجبالها، وتعود به الذكريات لتعرض عليه مشاهد الحياة التي يعزُ عليه أن تُنسى ، فله في كل زاوية من مكة الشريفة ذكرى .

ذكريات البيت العتيق تدور في خلده .

ولذة زمزم يجد طعمه عندما تأخذه الغصص لفراق نبيه ، وأهله ، وأهل بلده .

وتملأ ذكريات المقام أفق ناظريه ، وتذكره خطا البين إلى الحبشة بالمسعى ، وسمو المروة ، وعلو الصفا .

وتخنقه الحسرة بذكرى الحطيم ووادي طوى وجبال منى .

يا ترى إلى أين رحلة جعفر وأسماء ؟ أهي إلى شواطئ الأمزون ؟ أم إلى رياض الدنمرك ؟ أم إلى سهرات لندن ، وأبراج باريس ، ؟ أم إلى شلالات الهيملايا . لا . نعم لا .. وألف لا .

بل كانت رحلتهما إلى أرض البعداء ، وحقل العناء ، وتجرع غصص البلاء ، فهما لا يميزان الأصدقاء ، ولا يعرفان الأعداء ؛ أرض بعيدة ، ولغة غريبة ، وأحوال مريبة ، ومستقبل الله يعلمه ، وعودة إلى أرض الوطن مجهولة .

دفعٌ بزهرةِ الشبابِ الجميلة ، وأيامِ العـــرسِ العسيلـــة إلى ساحـــــة التضحية ، والفداء، وليس لهما غاية إلا كما قال موسى (( وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ))

كانت الرحلة من أُنسِ الأحبةِ إلى وحشةِ الغربة ، ومن رغدِ الحياةِ إلى كدرِ العيش ، وضيق السكن .

المشهد الرابع
ويستوطن جعفر ، وزجه الحبشة إلى أمدٍ لا يعلمانه ، وتمضي بهم سنوات الشباب ، وهما يتجرعان مرارة الغربة وقهرها ، وجمر الشوق ولهيبها ، وتلدُ العفيفة ثلاثة من الولد في وحشة تلك البلد ، وهي صابرة مصابرة ، ومحتسبة وحشتها ، وغربتها عند من قال : (( إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً )) وتمر سبعة أعوام على نبينا صلى الله عليه وسلم في مكة قبل الهجرة وهو يعاني فراق جعفر ؛ ويهاجر عليه الصلاة والسلام إلى طيبة الطيبة ، ويمكث فيها سبعة أخرى ، وهو يعاني فراق الحبيب جعفر رضي الله عنه وأرضاه ، يا له من أسى يكوى الفؤاد ، بلا رحمة ، ولا هود .

المشهد الخامس
وبعد مرور أربعة عشر عاماً من فراق حبيب القلب جعفر رضي الله عنه فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر ، فقدم في ذلك اليوم الميمون عيون الأبطال ، وسيد التضحيات جعفر ، ومعه ينبوع الخير أسماء ، وأبناءهما فلما رآه صلى الله عليه وسلم أخذ برأسه ، وقبله بين عينيه ، وقال (( لا أدري بأيهما أفرح بفتح خيبر ، أم بقدوم جعفر ؛ وكانت قبلة تاريخ شريفة ، في جبين استحقها وبجدارة ، تعبر عن مدى شوقه صلى الله عليه وسلم لجعفر رضي الله عنه .

المشهد السادس
ولما قدم جعفر رضي الله عنه لم ينل منصباً في الدنيا عال ، ولم يُكافأ بمال خاص لتكبده سنين الغربة ، ولم يطالب هو بذلك أو يتحسر ، ولم يُجعل له داراً مزخرفة جميلة ، ويُقال له انتهت مهمتــك وقدمت الذي عليك ، لا .. نعم لا .. لأن الله يريد أن يُكافأه فانطلق هذا البطــــل لجهاده ، وسبيل تضحيته ، وحان فراق حبيبة قلبه ، وقرة عينه ، ورفيقة دربه ، وجاء الوقت الذي يرحل فيه لوحده ، ويودع حبه ليستقـــــر به المكان ((فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ)) ودخل مع إخوانه غزوة مؤته لينصر دين الله ، ويتشرف التاريخ هناك لينقل لنا تضحية أمير المجاهدين جعفر رضي الله عنه ، تقدم للراية وأخذها بعد قتل زيد ، فعقر فرسه وأقبل بروحه نحو ربه ، فضُربت يمينه ، فأخذها بشماله فضُربت شماله ، فاحتضنها في صدره ليشهد الوجود بأفلاكه ومجراته وذراته عظيم هذا الإخلاص ، فضُربَ على عاتقه ، فطار في الجنة ، فطار في الجنة ، فطار في الجنة ؛ الله أكبر من رحلة كفاح لأجل هذا الدين .

المشهد السابع
فلما قتل جعفر رضي الله عنه واختاره الله إليه جاء رسول الله جبريل عليه السلام فأخبره فبكى عليه الصلاة والسلام وجمع أصحابه ، وأخبرهم الخبر وهو يبكي ، وذهب إلى بيت جعفر ليخبر المحتسبة أسماء ، أن لحظة الفراق مع جعفر في الدنيا قد حانت ، وأن الله أبدله في الجنة بجناحين يطير بهما فيها حيث يشاء ، وليبليها الله بفقد بطلها ، ليكمل لها الأجر ، ويعلو بها المقام .

المشهدالثامن
روى لنا ابن عمر رضي الله عنه هذا المشهد لجعفر رضي الله عنه قال : (( " كنت فيهم في تلك الغزوة فالتمسنا جعفر بن أبي طالب فوجدناه في القتلى ووجدنا ما في جسده بضعا وتسعين من طعنة ورمية ")) رواه البخاري في صحيحة . الله أكبر كم هي تضحيتك ؟ كم هو إخلاصك ؟ كم هو فداؤك ؟ فلتهنك الجنان وقرب الرحمان .

ويروي هذا المشهد الخبري أبو هريرة رضي الله عنه كما عند البخاري فيقول (( "وخير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته حتى إن كان ليخرج إلينا العكة ليس فيها شيء فنشتقها فنلعق ما فيها " ))

بوركتى أخيتى على الاسلوب الجميل والسلسل فى سرد القصة

[COLOR=]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
راااااا سيل …عوداً حميداً يا أخيّه لقد أفتقدناك
أسأل الله أن تكونى بخير وعافيه .
أثابك الله يا أخيّه ورزقك الفردوس الأعلى .

[/COLOR]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
غاليتي مـاشاء الله هل هذا من كتابتك أم من نقلك ..؟
بارك الله فيك أختي ..ورزقك الفردوس الأعلى.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
راسيل لاكي .. مرحباً أخية .. لقد إفتقدناك .. لِمَ الغيبة .. ؟!
الحمد لله على السلامة .. وعوداً حميداً لاكي ..

مشاهد المؤثرة والرائعة ..
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً ..

الكروان غنى
شمس الحق
زوجة داعية
السلفية
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة جميعا
وجزاكم الله خير الجزاء
والحمدلله ان هناك من يذكرني فبارك الله بكم وبرفقتكم
ولاأادري ايطول بي المقام معكم ام انقطع من جديد
وللتنوية المقال من منقولي وليس من قولي ولكن أعجبني جدا جدا
بارك الله فيك وفي كاتب المقال ….عرض مميز رائع …
اخت راسيل ررررررررررررررررررائع تسلم يداك
وجعله الله في ميزان حسناتك
بارك الله في نقلك
وجزاك خيرا

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
عوداً حميداً ..أختي راسيل …
وجزاكِ الله خيراً على هذا النقل الرائع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.