قـصة : دمــــــــــوع الذكريات 4 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قالي أخوي مرة إنه قلبي من حجر
واليوم تأكدت
وأنا أكتب القصة كنت حاطة أناشيد أعراس
…..

..
على كل حال إسمحولي أشكر كل من شجعني على إكمالها
وكل من قرئها أو مر بها
وكل من أنتقدني عليها
ولا أزال أنتظر إنتقاداتكم البناءة
….
ولا أنسى أقدم إعتذار عن تأخري
لكن كما لاحظتوا أنه رحلة العمرة خذت كثير من وقتي
….

أختكم

بنت البحر الاحمر

والآن أتتركم مع

دمــــــــــــوع الذكــــــــــــــريات 4

إعتدل خالد بالكرسي وهو يستمع لقصة جاسم: طيب وش كان هالشرط ؟

جاسم بإبتسامه مبهمة : إذا لاحظت أنها تمثل أمامك .. وأنها بالحقيقة مش كما تتوهم بأنها أفضل

من بنات عمك … طلقها ..

كانت للكلمة الأخيرة أثر كبير في نفسية الإثنان .. فساد المكان هدوء غريب … قطعه صوت هاتف جاسم …
حمله بسرعة وعندما لاحظ المتصل .. إرتسمت على شفتيه إبتسامه رائعه … قال لخالد : يظهر أبوي قام …

وبسرعة ذهبا إلى المستشفى … بالطريق كان خالد يتأمل بقصة صديقة … فالشخص الوحيد الذي يقف أمام سعادته هو أباه ..
ومع ذلك فهو شديد الإحترام له … خالد: فرحان لأن أبوك قام …

جاسم: أكيد .. أبوي بالنسبالي حياتي .. من أنا وصغير كنت متعلق فيه وأفهمه أكثر من حاله – يلتفت إليه- خالد أبوي طيب كثير ..
يمكن فقط عنده مبادئه يلي يحترمها ويعتبرها ضروريات … هي الشي يلي تركت بينا ثغرة …
بجد لو عرفته راح تحبه ولو على قطع رقبتك …

… حال وصولهما للمستشفى أسرعا إلى غرفة والده .. كان في بداية إفاقته ولكن لم يغادره الإرهاق والتعب …
تقدم جاسم إليه وقبله على رائسه : ها يبه كيفك اللحين؟

الأب بتثاقل : الحمدلله وليدي…

يلتفت جاسم إلى بديع : خلاص بديع روح إنت … انا بظل عند أبوي …

بديع: وين أروح ..أنا جاي مع أبوي ولازم أظل معه …

يجذب خالد بديع من يده ويسحبه للخارج … وخارج الغرفة:خله يظل مع أبوه …وإذا تحب تعال معي الشقة ..

وتحت هذه الظروف سلم بديع أمره …

………………………..

مضت الساعات بتثاقل كان جاسم يرسل رسائل إلى مي يخبرها عن حاجته لها للوقوف جنبه … ولكن ما من جواب …
الأمر الذي كان يزيد من ضيق جاسم فيصدر آهات من صميم قلبه…

… أما الرجل العجوز المستلقي على الفراش الأبيض فقد كان يتابع آهات ولده بصمت …

ومع كثرة الآهات لم يستطع الأب متابعة صمته : ها وش فيك ياوليدي؟

ينتبه جاسم فيضع جواله بسرعه …

إرتسمت إبتسامه على شفتي أبا جاسم : ها إنت ما تسوى هالحركة إلا إذا بالسالفة مي …
ها وليدي ما تخبر أبوك شو القصة.؟

يطرق جاسم رئسه ويحاول كتم عبرته وهو يعض على شفتيه …

أبو جاسم : ها ما ناوي تقول شو فيك ؟ يمكن اقدر أساعدك …

جاسم وهو يحاول أن يكتم عبراته .. لكن صوته فضحه : يبه مي تبي الطلاق … وما راضية تجاوبني ..

تتغير ملامح العجوز : إيش تقول ؟ وليش شو سويتلها ؟

جاسم: عرفت إنك ما تباها …

يضحك العجوز وخالط صوت ضحكته صوته المنهك : وليش ، هي ما كنت تدري من البداية ؟

جاسم وقد بدء بصوته صوت البكاء أكثر وأكثر : لا ما كانت تدري … ولمن درت طلبت الطلاق ..

يعتدل أباجاسم بجلسته وكأن أحد قد صفعه على وجهه : معقول ؟ يعني معاملتها لي كانت من باب الطاعة ..

جاسم وقد خالطت كلماته دموع حاره : إي يبه .. هذي هي يلي إختارها قلبي وعقلي وكياني …
هذي يلي غيرتني كلماتها ونصائحها …هذي يلي ..

أباجاسم وهو لا يكاد يستطيع فهم ما يسمعه : إذا يلي تقوله صحيح ليش ما قلتلي إنك ما خبرتها عن الشرط لي شرطه عليك ؟
وإن يلي تسويه من طيب أصلها ؟

صمت جاسم واخذ يفكر … هل كان من الواجب عليه إخبارهم بأنه لم يخبرها …
ألن يكون هذا سبيل للتفرقة بينهما حيث ان معرفتها لهذا الشرط سيجعل النتيجة الطبيعية هي أنها ترفض الزواج منه …

إبتسم العجوز وهو يقول: خلاص ياوليدي .. انا بصلح كل شي … لكن توصى بالعملية …

وهو يمسح دموعه : يبه ما يحتاج تتوصى بعمليتك … لاتنسى إنك أبوي وسندي …

وحاول أن يكمل كلامه ولكن شارك محاولاته خجل لم يستطع تبديده …

يضحك أبوجاسم : راح أروح لحالي واخطبها ثاني لك …
وبخبرها إني ما بحصل لوليدي أفضل منها .. وش تبى بعد؟

إبتسامه رائعه إرتسمت بمحيا جاسم .. قام من فوره وطبع قبله على رائس والده …
وهو يقول بتمتمه :ما توقعت هالشي ..

الوالد يمسك بيد إبنه : ياولدي –يجلس جاسم على السرير جنب والده ..
ويكمل الوالد- أنا كنت ابيلك وحده أعرف أصلها وأعرف تربيتها … علشان كذا بغيتلك بنت عمك …
وإذا حصلت من هي لها هالأخلاق فليش أمانع ..

إبتسامه عريضة على وجه الإثنان …

……………………………….

مضت أيام طويلة منذ آخر لقاء بيننا . ورغم رسائلك التي لم تتوقف … لكن فعلاً أحس بأني مشتاقة لك ..
مشتاقة لجميل كلامك .. مشتاقة للرد على رسائلك …مشتاقة لصوتك الحنون … إشتقت لمقالبك ومحاولاتك إغضابي …
إشتقت لأن أفكر في مشاكلك .. وأن أحاول توريطك وقهرك …

لكن علي أن انسى ….

……………………………………

مر أسبوع والجميع ينتظر عملية الوالد … رسائل جاسم إنقطعت عن مي .. لأنه كان ينتظرخروج والده من العملية …
وكان يستعد نفسياً لهذه العملية …كانت العملية ستقام تمام التاسعة … أرسل إليها قبل العملية بنصف ساعة …
"أرجوك أريد أن أسمع صوتك …بعد نصف ساعة سأبداء علية أبي "

لم ينتظر طويلاً حتى أرسلت إليه " أتمنى لك التوفيق"

كان بتلك الفترة يعلم أنها لن ترد عليه … فكان يحاول أن يرفع معنوياته بتركها …
وإقناع نفسه بأن والده سيفعل الواجب بمجرد خروجه من المستشفى … فكانت هذه الرسالة بمثابة رفع معنويات …
رغم أنه كان يتمنى أن يسمع صوتها …

وبداء وقت العملية … كان بديع يتلقى بين اللحين والآخر إتصال من أهله يسأله عن أحوال الوالد …
وما إذا خرج من العملية أم لا ..

… بعد ساعات من بداء العملية .. خرج جاسم وعلى وجهه ملامح مبهمة ..
قاطع طريقة بديع : ها بشر؟

جاسم وهو ينزل الكمامة التي على فمه : للحين الحمدلله العملية تعتبر ناجحة …
أدعوا الله إنه ما يصير له نزيف داخلي …

بديع : إن شاء الله ..

ويكمل جاسم طريقة إلى مكتبه .. حيث يغسل يديه ووجهه .. ويحمد ربه ويدعوه ان تكون العملية ناجحة ..
وبعدها أكمل وضوءه وصلى الظهر وأثناء صلاته سمع صوت هاتفه …
وعند إنتهائه من الصلاة دخل بديع المكتب :ها ما المفروض تكون جنب أبوك اللحين؟

جاسم : كنت أصلي … اللحين بجي .. يرفع الجوال معلناً أنه يريد إجراء محادثة ..

… ملاء دهشة عندما لاحظ صاحب الإتصال .. لقد كانت مي ..

قال بصوت مندهش : بديع مي إتصلت فيني ..

فخرج بديع من المكتب … أما جاسم فقد إتصل بها سريعاً … وجاءه صوت من بعيد : السلام عليكم …

قفز قلب جاسم من الفرح .. وبسرعة رد على الصوت : وعليكم السلام .

مي: كيف أبوك اللحين ؟

جاسم: الحمدلله .. دعائك يالغالية ..

مي بصوت صارم: إحم .. توصى عليه .. مع السلامة .

وقبل ان يرد جاسم عليها أغلقت السماعة .. كانت صدمة كبيرة لجاسم ردة فعلها ..
أحس وكأنها شخص غريب عليه …

وضع جواله بالمكتب وذهب إلى سرير والده …

وكانت هنا المفاجئة الكبرى … فقد كان والده يتألم بصمت … وكان الأطباء قد إجتمعوا عليه …
لقد وقع ما كان يخشاه ..:نزيف داخلي شديد ..

هذا ما قاله أحد الأطباء … شاركهم محاولاتهم لإنقاذ حياته … بسرعة نحتاج إلى دماء لتعويض المفقود ..
كلمات من هنا وإقتراحات من هناك … كلٍ يدلوا بدلوه ليحاولوا إنقاذ العجوز الضعيف .. لحظات حرجة وسريعة …
كان ملك الموت سيد الموقف هناك …

بكاء موجع صدر من الولد وهو يرقب والده يموت أمامه وهو عاجز عن كل شي …

خرج من الغرفة وهو يتآلم ويتوجع … كان أمامه بديع … وقبل أن ينطق بكلمه .. شاركه بديع البكاء …
ولكن نظرات غريبة علت وجه بديع .. إتصال آخر يصل لبديع : ها أمي ..
جاسم أخذ وقته يسولف مع مي وخلى أبوي ليموت لحاله ..

لا شعورياً تمتد يد جاسم على وجه بديع لترديه أرضاً …
ويسرع نحوه ليوجه له ركلات على بطنه ويصرخ :شو قاعد تقول شو هالكلام …

وبعد أن فضى غيضه أسرع على الجوال : يمه ..

الأم : ما توقعت بنت تخليك تنقلب على أقرب الناس لك … وتغلق المكالمة …

يتوجه مرة آخرى على أخيه .. وكان الآخر يحاول أن يعتدل واقفاً …
وقبل أن تلحقه ركله يتجمهر الأطباء عليهما ويحاولوا أن ينقذوا بديع من ركلات جاسم …

ومن جانب آخر كانت الأم مصدومة بما سمعت … فأبوعيالها قد توفى بين يدين ولدها وبسبب إهماله …
وبسبب أنه أخذ يتكلم مع خطيبته … هكذا كان الأمر بالنسبة لها … رمت بالجوال جانباً .. وكان الكل يرمق تصرفاتها …
فقد إحتمعوا ليعرفوا الخبر سويا … ولكن لم يكن عندها جواب أبلغ من دموعها …
مشهد مدمي من البكاء دار بمكان إجتماعهم …
الكل يولول ويبكي الوالد الراحل …ولا يوجد بينهم من يهدئهم …لقد توفى سند البيت …
كان إحساس يغمر الجميع بأن كل شي كان يبكي الوالد .. توفت تلك الضحكات التي كان يصدرها …
توفى الأمل الذي كان يبثه بينهم … توفى قبل أن يرى حفيده الذي بأحشاء إبنته …

قطع مشهد البكاء إشارت الأم لإبنها بأنها تريد الخروج ..
بالسيارة أخبرته أنها تريد الذهاب لبيت أبو مي …

.. وهناك دخلت مثل العاصفة .. كانت تنادي بأعلى صوتها : وين مي؟

وحال وصول مي أمامها ..
بدئت تتذمر وتصرخ : أنت السبب ما حصلتي وقت تتكلمي معه غير وأبوه محتاجله.

ردت مي ببراءه: يمه شو صار اللحين قالي جاسم إنه أبوه بخير لكن محتاج دعواتنا ؟

تقاطعها بصوت عالي : لاتقولين لي يمه … إنت السبب إنت لي خليتي ولدي يهمل بأبوه …

صمتت مي وتذكرت الرسالة التي قال لها إحتفظي بها "سأثبت لكي يوماً أنني أحبك"

خواطر كثيرة دارت برئس مي … هل يعقل أنه سينتقم من والده ..
أحست أن هناك أمر غير مفهوم …

من جانب آخر كان وديع بالسيارة وعندما سمع صراخ والدته خرج مسرعاً إليها … وجد أمه في حال يرثى لها …
أمسك بيدها وحاول تهدئتها .. إلتفتت إليه مي وفي عينيها ألف إستفسار .. قال لها بحزن : أبوي توفى …

وضعت يدها على فمها حتى لا تصرخ .. نزلت دموع حاره .. إنقلب وجهها ..
لم تقوى على الوقوف .. رمت بجسدها المنهك إلى أقرب كنبه …

……………………………..

… بالمكتب جلس جاسم مع خالد … وكان خالد يحاول تهدءة الوضع : يالله يا جاسم ..
لازم ما نتعامل مع الآمور بهالطريقة …

كان جاسم يبكي بمراره … فهاهو يودع أقرب إنسان له … الإنسان الذي كان يحبه مهما حدث بيهما …
وفوق هذا يتهم أن إهماله هو سبب وفاة غاليه …

جاسم بحسرة : ليش يتكلم بهالطريقة … كيف بيكون نظرة أهلي لي … أمي ما رضت تكلمني …
لو إني فعلاً تكلمت معها وخذنا الحديث كنت بلوم حالي … لكن ما كملت مكالمتنا دقيقة …

خالد : إستغفر ربك وماداعي لهالكلام … اللحين الكل ثاير من الخبر … أيام وبيرحع كل شي …
لازم على الأقل واحد منكم يمسك أعصابه …

جاسم يحاول رفع رئسه : واللحين شو يمكن أسوي ؟

خالد : إتصل بندى … هي الأقرب لك …

جاسم وهو يرفع جواله : يا خوف من الصدمة …

بسرعة جاءه الرد … بصوت مملواء بالأسى ويخالطه الشهيق : جاسم .. أبوي …

جاسم : يالغالية حاولت لكن …

ينفجران مرة أخرى بالبكاء … وبعدها تمسك آثار السماعة : جاسم ..
شلون كذا بديع قال أن العملية خلصت …

جاسم وقد حس بإرتياح .. فكما يبدوا أن أمه لم تخبرهم بشيء :أي لكن كنا نتوقع النزيف ..
بعد ما خلصت مصلي تأخرت دقيقة ولمن وصلت … حصلت الكل يحاول يساعد … لكن قدر الله وما شاء فعل …

تنفجر الأخرى بالبكاء …

ولايجد جاسم أحد ليتكلم معه … فينهي الإتصال …

… يتنفس الصعداء وهو يقول : الحمدلله يظهر الكلام ما وصل لأخواني …

خالد يرمق جاسم بصمت … فيقول جاسم شارحاً : على الأقل بحصل أحد فيهم يعزيني …

……………………

وحالما وضعت آثار السماعة جأها إتصال : السلام عليكم .. شو أمي ؟ ..
بأي مستشفى … طيب اللحين بجي ..

وحال إغلاقها للسماعة إلتفتت إلى زوجها : يزيد أمي بالمستشفى …

يقف يزيد وندى .. تتابع آثار كأنها تلقي أوامرها : ندى إنت لازم تجلسي هنا علشان الأطفال ..
بروح مع يزيد..

كانت آثار لها كلمتها المسموعة بالبيت .. فلم تحتج ندى على أوامرها …

.. وما هي إلا دقائق حتى وصلت آثار وزوجها إلى المستشفى .. كانت الأم في حالة هيستيرية …
قربت آثار منها وحاولت تهدئتها …

بالعصر ذهب وديع لإحضار ندى لرؤية والدتها … أما آثار قد عرفت من والدتها ما قاله بديع …أحست أن بالأمر سوء فهم …
فإتصلت بجاسم من فورها وفهمت منه الأمر …
وأخبرت أمها وأخبرتها أن كل الأطباء تواجدوا ولكن ما من أحد على وجه الأرض يمكن أن يقف الموت ….
أما بديع فكان في حال لايحسد عليه … فقد رفض أن يأكل شيئاً وطول وقته أمضاه بالبكاء …
ولم يكن جاسم ومي أحسن منه حالاً …

ساعات ثقيلة مرت على الكل …
وعند المغرب قرر يزيد أن لا يقف ساكتاً فالكل حزين على والدهم ونسوا أن إكرام الميت دفنه …
وأن الوالد الآن يقنط بالثلاجة … إتصل بجاسم وأخبره أن عليه أن يتصرف ويجلب جثة أبيه …

وتحــــــياتي لكم

بنت البحرالاحمر

يعطيك العافيه على القصة
مشكوره على هذا الأبداع

لاكي

يعطيك العافيه على القصة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.