كنـــــــــــــز الذكريات 2024.

بين شهر وآخر أقوم في المعتاد بإعادة ترتيب الخزائن والأدراج
في ذلك اليوم عن لي ان أقوم بترتيب تلك الخزنة في غرفة نومي
تلك التي اضع بها الاشياء الثمينة القيمة سواء من الناحية المادية او المعنوية
فلا تخلو من حلي وكروت معايدة وكل ما احب ان احتفظ به من ذكريات بما في ذلك كرت التأمين الصحي لي في المرحلة الابتدائية
مددت يدي افتح الخزنة وأستنشق عبير الذكريات وأشم رائحة القدم والحنين المختلط بالعطور المتنوعة التي رشت على الهدايا والكروت
أخذت أقرأ كروت الاهداءات من الصديقات والاقارب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ

وإذا بي اجد في ركن بعيد وغير ظاهر إطلاقا وريقات مطوية جيدا حتى باتت صغيرة وكأنها من الحجابات التي يصنعها السحرة !!!!!!!!!!!!
مسكتها بيدي متفاجئة وحلت على شفتي ابتسامة
فهذه الخزنة لا تخصني وحدي بل يشاركني فيها زوجي
وقد ايقنت ان هذه الورقة بها سر رهيب لزوجي وانا على وشك اكتشافه
دفعني الفضول والمغامرة الى فتح تلك الوريقات

فبدأت الابتسامة تتلاشى ويحل محلها محاولة التذكر فقد شعرت بألفة ناحية هذه الوريقات نعم لقد كانت بخطي أنا
بدأت في القراءة حائرة فوجدت في البداية تحذير ينص على ان تلك الورقات لا اسمح لاحد بقراءتها لا في حياتي ولا بعد موتي واذا كان من وقعت في يده اهل للامانة فعليه ان يحرقها
شرعت في القراءة ففي النهاية الوريقات تخصني شخصيا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

أخذت الذكريات تتداعى كالسيل فتلك الورقة كانت مذكرة قمت بكتابتها قبل اسابيع من زفافي خائفة مرتبكة اشعر بالتوتر مشغولة البال بالتجهيزات المعتادة
مرتبكة العواطف اشك في الجميع ولا استطيع تحديد مدى نجاح ما انا مقبلة عليه من تجربة
يالله كم كنت ساذجة بريئة جديدة
نعم جديدة المشاعر والاحاسيس طفلة تتطلع من النافذة للقادم بعيون قلقة دامعة من الخوف والترقب
قرأت تلك السطور بعين دامعة وثغر باسم
لقد جاشت تلك الذكريات وعادت وكأنها الامس القريب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

طويت تلك الورقة ونظرت للتي تليها فوجدت تاريخ بعد الورقة الاولى بعام
عروس حامل بطفلي الاول
ابتسمت للتاريخ وظننتها ذكريات باسمة
لكن للاسف لقد كانت مليئة بالشجون
زوجة حاصرها الملل واكتئاب الحمل حتى ملأ فراغها كله فلا تجد الوقت لتفعل اي شئ
تراقب حركات وهمسات زوجها وتحصي تصرفاته وتتأهب لاي هفوة منه لتفسرها على انه اهمال لها وعدم اهتمام بها
مشاعرها جاهزة تماما لكي تجرح ودموعها قريبة وسهلة وانفعالاتها وثوراتها لا متناهية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
وتوالت الوريقات والذكريات على نفس المنوال لاحداث ذهبت
قرأت مشاكلي وأحزاني فوجدتها كانت بسيطة ولم تكن بنفس ما كنت أحسبها من هول
و سرى في داخلي شعور بالاستخفاف بما امر به من مشكلات حاليا لو دونتها على ورق وقرأتها بعد سنوات لضحكت منها

ولكني عجبت حقا من نفسي ألم أكن ألجأ الي تدوين الذكريات إلا اذا ضاقت بي الدنيا
ألم يخلق القلم إلا لنكتب به بدموع الأعين والقلوب؟!!!!!!!!!!!!
لماذا لم أدون فرحة نجاحي وتفوقي؟!!!!!!!!
أو فرحتي الأولى بولادة طفلي !!!!!!
لقد كانت تلك الذكرات حقيقة بالتدوين

وعجبت لسر ذلك القلم الذي سافر بي لاعيش لحظات مرت عليها سنوات عديدة لكني عشتها بنفس المشاعر والاحاسيس وكأن الزمن عاد الى الوراء سنوات
وعزمت على تدوين لحظات فرحي وحزني
فما نعيشه من لحظات الان
سيكون عن قريب ذكريات لا تقدر بمال