ماهو اللقاء ببعيد . 2024.

كنت طفله لا اعلم واجهل كل شيء لكن فطرتي التي توجهني نحو حب ارضي وبلادي جعلتني افهم لغة الحجر والشجر قبل لغة البشر
قبل كلام امي وابي وهم يقولون لي ها قد وصلنا فلسطين
شعرت بدفئ لم اشعر به ابدا في الخامسه من عمري لأول مره اقدامي تطأ ذاك التراب الطاهر الذي لم اراه الى على التلفاز
وجدتها جنة خضراء بلاد مزدهره بالورود وان زينها الدم فهو فخر لها ولأهلها فهذه الدماء مسك طاهر
شعرت بسعادة غامره فانا بلارض الطاهره يا له من شرف لي
في كل دقيقه كنت احاول ان اجمع اكبر قدر ممكن من المشاهد والذكريات لاجعلها في جعبتي محزون لي عندما افارق هذا الثرى الطيب
انتعشت روحي عند سماع تلك الكلمات غدا ستأتي الحافله لتقلنا الى القدس
بفطرة الطفوله انه شيءعظيم هذا الذي دار ببالي اخذت ارسم للمسجد الاقصى والقدس صورة عن قرب فأنا لا اعرفه الا من بعيد على شاشة التلفاز
بقيت طول الليل انتظر واترقب واسأل الله ان يُعجل ظهورخيوط الشمس لانها هي التي ستعلن عن ذهابنا
وصلنا واول ما دار ببالي قصة الاسراء والمعراج التي قصها ابي لي كثيرا
كم شعرت ببهجه هنا كان حبيبي المصطفى هنا صلى ومن هنا عرج
اخذت اهرول في ارجاء القدس الشريف انظر هنا وهناك ولا ارى غير الجمال اطفال يضحكون امهات واباء يتعبدون يصلون فرحين بأنهم قد كحلو عيونهم برؤية المسجد الاقصى
اصطحبني اخي من يدي وقال هيا تعالي دخلنا الى الداخل مناظر لا انساها ابدا شعور ما زال راسخا في قلبي
لساني عاجز عن الوصف فهو ليس بقليل إنه اقصنا الحبيب
توضأت وصليت كنت اتباهى انني من الذين صلو بالمسجد الاقصى
وغابت تلك الخيوط التي اذنت لنا بأن نأتي الى هنا وحان وقت الوداع
وما اقساه من وداع لكن وعدت جدرانه الطاهر بانني سأتي هنا مرة اخرى لأذكر له ماكان شعور وانا طفلة بالخامسه وماهو شعور الان
ودعناه وركبنا الحافله وابتعدنا ومع كثر الابتعاد عاد المسجد الاقصى البعيد الى ناظري وكأنني انظر مش شاشة التلفاز
ومضى شهران وكأنهم يومان اعلمنا ابي برحيلنا اخذت اودع زهور جدتي وشوارع مدينتي وجدران منزلي اقبل الحجاره نعم فهي طاهره بدماء الشهداء