نصائح تربوية 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
——————-

*تصرف سيء، نريد أن نغيره ؟
————————

غالباً نحن نركز على التصرف السيء عند الولد، و نهمل التصرف الحسن.
بمعنى آخر، اذا قام الولد بتصرف حسن، فقليلاً ما نكافؤه (و لو بالكلام الجميل و المشجع)
بينما اذا قام بتصرف غير سليم، فإننا نركز على هذا التصرف، (طبعاً لأنه أزعجنا و نريد أن نغيره) فترانا ننفعل فور تصرفه بذلك التصرف السيء…

و نتساءل، لماذا ابني لم يقلع عن هذا التصرف مع اني نبهته 100 مرة؟؟

عزيزتي! الجواب هو انك يجب ان تراجعي تصرفك انت مع ولدك حالما يقوم بهذا التصرف السيء. فلعل ردة فعلك هذه لم تكن مجدية. فعليك ان "تختاري" بعناية ردة الفعل المجدية.

نعم، اذا أردتِ أن تتغير تصرفات ابنك السيئة، فعليكِ ان تغيري أنتِ ردة فعلك…

هذا هو المفتاح.

و لكن يبقى السؤال.. كيف أغير ردة فعلي؟؟؟

الجواب ان الأمر يختلف حسب نوع الحالة.

و ان شاء الله اذا الله أعانني .. أتناول لكم أمثلة عن حالات معينة و كيفية التصرف

و السلام

شكرا لك على النصائح هذه اختي الثريا
بارك الله فيكِ أختي الثريا، وأنا معك 100%. وكثيراً فكرت بهذا ووجدت كما قلت بأن الأسلوب هو المفتاح، وأننا نحصد خيراً عندما نعرف كيف نتعامل معهم. أنا أعطيكِ مثالاً من حياتي: كنت دائماً أوبخ ابنتي على تركهما لفراشهما من غير ترتيب. يقومان بترتيبها عندما أقول فقط. وهذا مزعج أن أكرر نفس الكلام كل يوم. ومرة عندما نظفا الغرفة، قلت لهما كم أنا فخورة بحسن الترتيب، وأنني أفرح عندما أراها هكذا، ومن يومها ولم أرها غير مرتبة. وأحياناً أقول هيا إلى العمل، فيتذمرا، فغيرت السؤال ليعطيني نفس النتيجة، فقلت: من الشاطرة التي تريد الأجر من الله تساعدني، الإثنتان بدآ بالعمل، وكلما انتهت واحدة جاءت تطلب عملاً آخراً، فمدحت الجهد، وقلت: لولا مساعدتك لي كنت تعبت كثيراً ولم أنته بهذه السرعة. فوجدت أن الطفل يحب المديح واشعاره بأنه مسؤول، ولولاه ما خلص العمل.
بارك الله بكمــا.. أخواتي استرلاز و ايمان

و أشكرك أختي إيمان على اضافة خبرتك بهذا الموضوع… أعطيت مثال جيد جداً عن فعالية اختيار الأسلوب المناسب للتعاطي مع التصرف "السيء" للأبناء بغية تغييره
هو الأسلوب الايجابي.. و الحكيم…
———

أود ان أضيف بعض الامثلة عن حالات تصرف سيء، و كيف نتعاطى معها:

و لكن قبل ان اتابع، ربما أفضل ان نسمي هذا التصرف "السيء" ، "تصرف غير مناسب"
حتى أكون أكثر ايجابية لاكي

* نموذج: "لاحظت ان ابنتي تكذب علي، ماذا أفعل؟"
———————————–

– أحاول ان أضبط نفسي قدر المستطاع مع هذه المشكلة، لأتصرف بتصرف حكيم.
-لا أقول لها " أنتِ تكذبين !!" حتى لو كنت واثقة 100% أنها تكذب.
– أحاول ان أحسن الظن بها قدر المستطاع، و أشعرها اني أثق بها،
فإن قالت لي مثلا: "السماء لونها أخضر"
أقول لها:" حقاً يا ابنتي؟ و لكن انظري يا ابنتي الى السماء..تعالي ننظر… انا أرى ان لونها يشبه لون البحر (أزرق) و ليس لون الشجر (الأخضر) .. إذاً ألا تعتقدين يا ابنتي ان السماء لونها أزرق؟؟؟
اذاً هي ليست خضراء يا ابنتي.."

بمثل هذا التحليل، يمكنك أن تصلي مع ابنك أو ابنتك الى قول الكلام الصحيح …
و ليس باتهامه انه كاذب او انها كاذبة.. فهذه التهم من شأنها ان تجعل الولد أو البنت ربما تخاف منك.. و قد يجعلها تخفي عنك أكثر في المرات القادمة

بل حاولي ان وجدتيها لا تقول الصدق.. حاولي ان تشعريها أولاً انك صدقتِ كلامها.. أو على الأقل انك تقبلتيه… و لكن حاولي ان تحاوريها حول الكلام الذي قالته.. و حاولي ان تبيني لها انه غير صحيح…….. يعني بمحاورنك هذه ستجعليها هي تستنتج ان ما قالته غير صحيح…
و ان "الكذب" أو "عدم قول الصدق".. لن ينفع بل سينكشف عاجلاً ام آجلاً…

بهذه الطريقة ، و الله أعلم ، الولد نفسه سيكتشف ان الكذب لا ينفع.. و سيعلم انه لا يجدي… و مرة بعد مرة، ان شاء الله ، سيقلع ان هذه العادة السيئة.. (أو غير المناسبة لاكي ).. لأنه طالما لاحظ ان عادته هذه لا تحقق أهدافها.. فإنه سيعرض عنها……… و هذا الأسلوب ان تجعلي الولد يكتشف الصواب بنفسه هو أجدى من أن تلقنيه عبارات تأنيب و ملاحظات ..

هذا لا يعني ان "النظريات" ليس لها مكان هنا.. بلى.. فمع مشكلة الكذب مثلاً.. لا ننسى انه يجب ان تعظيه و تذكريه و تقدمي له النصائح الايمانية ربما بدرس الدين.. أن الكذب لا يجوز.. و "المؤمن لا يكذب"… و لكن يجب ان يكون هذا الدرس طبيعي.. و لا يظهر انك تفعليه من أجل اتهامه بالكذب… بل ان الولد بقرارة نفسه سيربط بين هذا الدرس و بين ما يفعله هو… و تصله الموعظة .. دون أن يكون في قفص الاتهام………..

آمل ان أكون قد أصبت في كلامي………..

و السلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.