وقفات مع النفس والروح مابين الكتابة والحب 2024.

حكاية قلب

لا اعلم لماذا أحاول الكتابة من جديد مع أني قد أقلعت عن هذه العادة التي لم اعد أطيق ممارستها, ذلك لأني لم أجد من يقرأ ما اكتب, أو لم أجد من يحس بما اكتب, فالناس قد تعتبر هذا النوع من الكتابة تعبير عن نوع من الوهم , أو بحث عن مكسب شخصي كأن يقال عني أني أجيد الكتابة , أو حتى يقال فيما كتبت انه جميل , مع انه من الطبيعي أن نبحث عن كلمة ترضي أنفسنا أو كلمة تدعم بعض الغرور الخلاق فينا .
قد بدأت الكتابة وأنا لا اعلم إلى ما سوف اصل أو ماذا سأكتب بالتحديد , ربما سأحاول كتابة ما لا أستطيع قوله في الواقع ¸ أو سأكتب الكلام الذي أخاف أن يسمعه مني من أحب , لأني لا أجيد الكلام كثيرا ولا أجيد أسلوب الحوار وهذا السبب يدفعني للكتابة بدلا من التحدث به علنا على مسامع من أحب .
سأكتب حرقة قلبي وقصة حبي التي أعيشها ولأول مرة في حياتي , لعلي إذا بت شهيداً بحبها أن أجد من الناس من يبلغ حبي لمن أحببتها بكل قطرة دم نزفت مع دمعي .
بدأت قصتي والتي لازالت طي الكتمان في صدري إلى هذه اللحظة وكأنه يومي الأول في هذه الحياة, حين التقيت بمن لا املك لها اسما أو وصفا قد يعبر عن ما تملكه من جمال سواء في خلقتها أو من جمال في داخلها , ففي جمال خلقتها , تعطيك إحساس بثقتها بما هي عليه من الجمال كأنها تعكس كامل قدرة الله على الخلق الجميل أو أن الله أراد أن يرى الناس من خلال جمالها ما كان عليه نبيه يوسف من الجمال, أو فخر الله بحسن خلقه .

فمن أول نظرة إليها تستشعر بالوحي الصادر منها إلى قلبك بجمالها , لا بل انك لن تجد في طيات المعجم كلمة مفردة قد تصف الجمال المبعوثة فيه , فعندما تنظر إلى عينيها وكأنك تنظر إلى صفحة الماء وقد تكرر عليه صورتان لبدر في ليلة صيف صافية وقد تلألئا وأضاءا ما حولهما , ووجهها البحر الذي كلما غصت بعينيك فيه لتستكشف آيات الجمال وجدت آيات للجمال أكثر فأكثر , حتى انك لا تتذكر متى تخرج ببصرك من هذا البحر الواسع الذي ليس له قرار, وترى هذه الشفتان المتوردتان وكأنهما قد خطتا بلون الورد ألجوري المتفتح عند الربيع , وقد توسطهما صفين من أجمل ما طرحته البحار من الؤلؤ , فعندما تبتسم وكأن النجوم تراصت ببريقها لتزيد على نورها نوراً , وأضيع ببصري حينما انظر إلى تلك الخدود الممتلئة بالنضارة والحمرة العذرية الممزوجة بندى الصباح الباكر, ويداعبه بعض من خصلات شعرها الأملس كشعاع الشمس عند شروقها تداعب مروج الربيع وقد امتلأت بزهر الربيع .
لقد مضى وقت طويل على آخر مرة دق فيها قلبي , لكن ها قد عاد قلبي ينبض من جديد حتى أني أكاد اسمع دقات قلبي وكأنه سيقفز من بين أضلعي حين أراك , وكيف لا و كلما مر طيفك بمخيلتي أحسست بجسدي يرتعش كأن روحي ستغادرني إلى عالمك , ويا لعالمك , انه عالم لا مكان فيه إلا لحبك , نعم انه المكان المقدس الذي وجب على داخله أن يتطهر ويخلع نعليه قبل الدخول إليه , فأنت التي جمع فيك أسرار الأنوثة والجمال وأنت القبلة التي تتوجه إليها القلوب , وتُكذب من نساء الدنيا من ادعت الجمال , لا جميلة غيرك.
حين أراك أتجمد مكاني وأعود بلا حراك وينجذب نظري نحوك دون أن يرمش لي جفن حتى لا يضيع مني لمحة من أغلى لحظات الحياة , فأقف كالتمثال , أتأمل ,أفكر, أضيع فيك .وامسك نفسي من أن أقفز عاليا والصراخ , أنك أنتي من أحب , من اعشق , بل من أذوب ويذوب قلبي فيها.
لم أتخيل يوما أن للبكاء لذة كلذة شرب الخمر , ليس لطعمه حلاوة ولكن له نشوة تنسي مرارته وتجعل له حلاوة العسل المصفى , فكلما بكيت جمالك أحرقتني دموعي , لكن نشوة ذكرك تنسيني كل ألم فراقك ووجدك , وتجعل من الانتظار القاتل للقياك نكهة لم تعرف الدنيا كطعمها .

أمسكت مرة فرشاة الرسم وألواني محاولا رسم صورة لوجهك الملائكي على ورق الذهب , لكن يدي وقفت مكانها ولم تتحرك , عجبا ما الذي يحدث معي لماذا لم تعد يدي تتحرك من مكانها , أدركت أني اكفر بالجمال فكيف لي أن ارسم بيدي الكمال والعظمة ومن ليس مثيل في الخلق والصنعة المتناهية .
فسيدتي الكريمة والعظيمة أرجو أن تغفر لي , إني قد تقولت عليها ما هي أسمى وارفع وأعظم منه, ولكني لم استطع أن ابقي جمالها بين الضلوع , فاستجمعت ما أوحاه إلي جمالك وصغته بمفردات لا تليق بعظيم جمالك , يا خالقت العشق ومعبد المحبين .

بقلمي والرجاء اطلاعي على آرائكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.