ماأقرب الأمس من اليوم! غزوة الأحزاب تتكرر فهل يتكرر النصر من الله 2024.

أخذت أتذكر غزوة الأحزاب وأقارن مايحدث هذه الأيام بتلك الأيام
فوجدت تشابها كبيرا فهل ستتكرر المحنةوالإبتلاء على المؤمنين؟
ثم هل سيكون النصر حليفا للمؤمنين؟
أسألة تحتاج إلى إجابة..
فقلت دعني أسرد قصة هذه الغزوة وما حصل للمؤمنين من ابتلاء شديد بسببها ثم ماهي العاقبة والنتيجة؟

كانت غزوة الخندق في شوال من السنة الخامسة وكان سببها أن نفرا من اليهود منهم كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق وسلام بن مشكم وحيي بن أخطب النضريون وهوذة بن قيس وأبو عمار من بني وائل وهم كلهم يهود وهم الذين حزبوا الأحزاب
خرجوا في نفر من بني النضير ونفر من بني وائل فأتوا مكة فدعوا قريشا إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعدوهم من أنفسهم بعون من انتدب إلى ذلك فأجابهم أهل مكة إلى ذلك ثم خرج اليهود المذكورون إلى غطفان فدعوهم إلى مثل ذلك فأجابوهم فخرجت قريش يقودهم أبو سفيان بن حرب وخرجت غطفان وقائدهم عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري على فزارة والحارث بن عوف المري على بني مرة ومسعود بن رخيلة على أشجع ..
فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم باجتماعهم وخروجهم إليه شاور أصحابه فأشار عليه سلمان بحفر الخندق .

فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبلت قريش في نحو عشرة آلاف بمن معهم من كنانة وأهل تهامة وأقبلت غطفان بمن معها من أهل نجد حتى نزلوا إلى جانب أحد وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون حتى نزلوا بظهر سلع في ثلاثة آلاف وضربوا عسكرهم والخندق بينهم وبين المشركين واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم .
وعظم عند ذلك البلاء واشتد الخوف وأتى المسلمين عدوهم من فوقهم ومن أسفل منهم حتى ظنوا بالله الظنون وأظهر المنافقون كثيرا مما كانوا يسرون فمنهم من قال إن بيوتنا عورة فلننصرف إليها فإنا نخاف عليها
وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقام المشركون بضعا وعشرين ليلة قريبا من شهر لم يكن بينهم حرب إلا الرمي بالنبل والحصا فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه اشتد على المسلمين البلاء بعث إلى عيينة بن حصن الفزاري وإلى الحارث بن عوف بن أبي حارثة المري وهما قائدا غطفان فأعطاهما ثلث ثمار المدينة لينصرفا بمن معهما من غطفان وأهل نجد ويرجعا بقومهما عنهم وكانت هذه المقالة مراوضة ولم تكن عقدا فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهما قد أنابا ورضيا أتى سعد بن معاذ وسعد بن عبادة فذكر ذلك لهما واستشارهما فقالا يا رسول الله هذا أمر تحبه فنصنعه لك أو شيء أمرك الله به فنسمع
له ونطيع أو أمر تصنعه لنا قال بل أمر أصنعه لكم والله ما أصنعه إلا لأنني قد رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة فقال له سعد بن معاذ يا رسول الله والله لقد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله وعبادة الأوثان لا نعبد الله ولا نعرفه وما طمعوا قط أن ينالوا منا ثمرة إلا بشراء أو قرى فحين أكرمنا الله بالإسلام وهداني له وأعزنا بك نعطيهم أموالنا والله لا نعطيهم إلا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك وقال لهم أنتم وذاك وقال لعيينة والحارث انصرفا فليس لكم عندنا إلا السيف وتناول الصحيفة وليس فيها شهادة فمحاها فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون على حالهم والمشركون يحاصرونهم ولا قتال منهم إلا أن فوارس من قريش منهم عمرو بن عبد ود العامري من بني عامر بن لؤي وعكرمة بن أبي جهل وهبيرة بن أبي وهب وضرار بن الخطاب الفهري وكانوا فرسان قريش وشجعانهم أقبلوا حتى وقفوا على الخندق فلما رأوه قالوا إن هذه المكيدة ما كانت العرب تكيدها

فلما كانت ليلة السبت وكان ذلك من صنع الله عز وجل لرسوله وللمؤمنين أرسل أبو سفيان إلى بني قريظة عكرمة بن أبي جهل في نفر من قريش وغطفان يقول لهم إنا لسنا بدار مقام قد هلك الخف والحافر فاغدوا صبيحة غد للقتال حتى نفاجىء محمدا فأرسلوا إليهم إن اليوم السبت وقد علمتم ما نال منا من تعدي في السبت ومع ذلك فلا نقاتل معكم أحدا حتى تعطونا رهنا فلما رجع الرسول بذاك قالوا صدقنا والله نعيم بن مسعود فردوا إليهم الرسل وقالوا والله لا نعطيكم رهنا أبدا فاخرجوا معنا إن شئتم وإلا فلا عهد بيننا وبينكم فقال بنو قريظة صدق والله نعيم بن مسعود وخذل بينهم واختلفت كلمتهم وبعث الله عليهم ريحا عاصفا في ليال
شديدة البرد فجعلت الريح تقلب أبنيتهم وتكفأ قدورهم فلما اتصل برسول الله صلى الله عليه وسلم اختلاف أمرهم بعث حذيفة بن اليمان ليأتيه بخبرهم فأتاهم واستتر في غمارهم وسمع أبا سفيان يقول يا معشر قريش ليتعرف كل امرىء منكم جليسه قال حذيفة فأخذت بيد جليسي وقلت من أنت فقال أنا فلان ثم قال أبو سفيان يا معشر قريش إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام ولقد هلك الكراع والخف وأخلفتنا بنو قريظة ولقينا من هذه الريح ما ترون ما يستمسك لنا بناء ولا تثبت لنا قدر ولا تقوم لنا نار فارتحلوا فإني مرتحل ووثب على جمله فما حل عقال يده إلا وهو قائم قال حذيفة ولولا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي إذ بعثني وقال لي مر إلى القوم فاعلم ما هم عليه ولا تحدث شيئا لقتلته بسهم ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند رحيلهم فوجدته قائما يصلي فأخبرته فحمد الله ولما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ذهب الأحزاب رجع إلى المدينة ووضع المسلمون سلاحهم فأتاه جبريل صلى الله عليه وسلم في صورة دحية الكلبي على بغلة عليها قطيفة ديباج فقال له يا محمد إن كنتم قد وضعتم سلاحكم فما وضعت الملائكة سلاحها إن الله يأمرك أن تخرج إلى بني قريظة وإني متقدم إليهم فمزلزل بهم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديا ينادي في الناس لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة وكان سعد بن معاذ إذ أصابه السهم دعا ربه فقال اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني لها فإنه لا قوم أحب إلي أن أجاهدهم من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه اللهم إن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعلها لي شهادة ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة..
أطل سعد على النبي صلى الله عليه وسلم قال للأنصار قوموا إلى سيدكم فقام المسلمون فقالوا يا أبا عمرو إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ولاك أمر مواليك لتحكم فيهم فقال سعد عليكم بذلك عهد الله وميثاقه أن الحكم فيهم ما حكمت قالوا نعم قال وعلى من هنا من الناحية التي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معرض عن رسول الله إجلالا له فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قال سعد فإني أحكم فيهم أن يقتل الرجال وتسبى الذراي والنساء وتقسم الأموال فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد حكمت فيهم بحكم الله تعالى من فوق سبعة أرقعة وأمر بهم رسول الله فأخرجوا إلى موضع سوق المدينة فخندق بها خنادق ثم أمر بهم النبي عليه السلام فضربت أعناقهم في تلك الخنادق وقتل يومئذ حيي بن أخطب وكعب بن أسد وكانوا من الستمائة إلى السبعمائة وقتل من نسائهم امرأة وهي بنانة امرأة الحكم القرظي التي طرحت الرحى على خلاد بن سويد فقتلته وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل كل من أنبت منهم وترك كل من لم ينبت وكان عطية القرظي من جملة من لم ينبت فاستحياه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مذكور في الصحابة ..

قال تبارك وتعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا 9 إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا 10 هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا)

( وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا 25 وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا 26 وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا )

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

أسألة تحتاج إلى إجابة..
والعلم وحده عند الله…
هل سيكون النصر لنا أم لهم؟؟؟
بارك الله فيك أخي الكريم..
جزاك الله خير

حلقة شهر شعبان لحفظ سورة الأحزاب 2024.

السلام عليكن أخواتي ورحمته وبركاته

كييييفكم

خطر ببالي نستغل شهر شعبان بحفظ سريع لسورة بسيطة
استعدادا لرمضان
خاصة وأن شهر شعبان شهر ترفع فيه أعمال السنة
وماأجمل أن ترفع أعمالنا
وقد توجناها بشيء من القرآن

فرأيت أن نحفظ سويا سورة
"الأحــــزاب"

كل يوم نصف وجه
والتسميع وجه كل يومين تقومي بكتابته هنا
أو إذا ماكنتي فاضية تكتبي تم حفظ الصفحة كذا
والجمعة اختبار بسيط فيما تم حفظه

سنبدأ بعون الله:
الأحد
26/7

بانتظااااااركن أخواتي

يالله شدو الهمة ياصبايا
وسجلوا معنالاكي
صدقوني السورة حلوة وسهلة

شو ياأخوات ويييييينكم؟
وين الهمة؟؟؟
للرفع
انا معاك ياحبوبة باذن الله تعالى
اختي الغالية ام مريم
سامحيني ما حأقدر اسمع كتابيا بس راح ادخل واقول تم الحفظ باذن الله تعالى

الحمد لله حفظت الصفحة الاولى من الاحزاب

بانتظارك ياحبوبة

عزيزتي أم مريم : وينك حبيبتي عسى المانع خيرا

بحمدلله حفظت الصفحة الثانية من الأحزاب

بانتظارك

وين ياحلوة
كل يومين وجه
ونبدأ اليوم
ماشاء الله عليك
في كل شي سابقاني
ربنا يوفقك
هههههههه

معلش يلللللا خلص انا حستناك يومين

منيح هيك لما تحفظي صفحتين اقصد وجهين راح اكمل معاك حفظ المهم نضل نشجع بعض

موافقة ياحلوة ؟

حبيبتي سنبولة
بعتذر منك لانقطاعي
لاني ملتزمة حاليا مع حلقة ثانية
براجع في سورة الأحزاب بس مابلاقي وقت أسمع
ومو حابه إلا أكتب كتابة حتى يرسخ المحفوظ
اصبري علي وإن شاء الله ربنا ييسرها واكتب حفظي

من آداب سورة الأحزاب 2024.

من آداب سورة الأحزاب
لاكي

أ.د. نظمي خليل أبوالعطا موسى

حوت سورة الأحزاب العديد من المفاهيم والآداب الإسلامية التي يجب أن يقف كل مسلم عندها متدبرا ومتفكرا واعيا، ففي السورة الحسم الكثير من القضايا الدائرة على الساحة العربية والإسلامية الآن , وخاصة في مسائل الحجاب والنقاب , التي اشتعلت هذه الأيام، لذلك رأيت أن أبين بعض هذه الآداب وخاصة لأبنائنا الشباب ولبعض الذين يديرون المعركة طمعا في الدنيا وبعض المناصب الوظيفية في الجامعات وغيرها من المؤسسات التربوية والدينية العربية والإسلامية.

تبدأ السورة بتوجيه عظيم إلى خير خلق الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً{1} وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً{2} وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً{3}) (الأحزاب/1-3).
أي يا أيها النبي (اشكر نعمة ربك عليك باستعمال تقواه التي أنت أولى بها من غيرك، والذي يجب عليك منها أعظم من سواك، فامتثل أوامره ونواهيه وبلغ رسالاته ، وأد إلى عباده وحيه، وابذل النصيحة للخلق، ولا يصدنك عن هذا المقصود صاد ولا يردنك عنه راد …)، (وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ)فإنه هو الهدى والرحمة وأرج بذلك ثواب ربك فإنه(بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً)يجازيكم بحسب ما يعلمه منكم (ومن نياتكم وأقوالكم وأعمالكم) من الخير والشر (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، عبدالرحمن بن ناصر السعدي مع إضافة ما بين الأقواس).
كأني بهذه الآيات تخاطب هؤلاء الذين ظهروا على الفضائيات منذ أن تفجرت قضية النقاب والحجاب ووجدوها مناسبة لنيل بعض المكاسب الدنيوية وفسروا الآيات على هواهم، وجمعوا الأدلة الدالة على خبث نواياهم، وأصدروا البيانات ومنعوا المسلمات من حرياتهن الدينية والشخصية، وحاولوا تحقير سلوكهن.
الله تعالى يقول لمن هو أفضل منهم وأطهر عليك بتقوى الله وعدم السير في ركب الكافرين والمنافقين وعليك الالتزام بما أوحي إليك من ربك , وإن خفت من الكافرين والمنافقين والمتنفذين فتوكل على الله وهو وكيلك وكفيلك وحاميك وناصرك ورازقك، فيا من خرجتم علينا بآرائكم الشاذة: اتقوا الله، فالله مطلع على نياتكم , ومن كان منكم راغبا في رضا أعداء الله فهو واهم , فعلى المسلم أن يتوكل على الله وهو كافيه في الرزق والمنصب والنصر والهداية.
يا من مارستم أقصى وأقسى درجات الإهانة والتحقير للمسلمات المتدينات: اتقوا الله واتبعوا ما تعلمتموه من كتاب الله، وفسرتموه من قبل تفسيرا صحيحا ونراكم في هذه الأيام حدتم عن وحي الله وسنة نبيه وتفننتم في قلب الحقائق وجرأتم إحدى الكاتبات العَلمانيات (بفتح العين)التي أنكرت من قبل آيات سورة الأحزاب وآيات سورة النور في لباس المرأة المسلمة ، وأصدرت قراءتها الشاذة في كتيبها (الحجاب رؤية وعصرية)، الذي أصدر علماء الفتوى من الأزهر الشريف بيان بزيفه وإرجافه وخطورته (ورددت عليه في خمسة مقالات بعنوان : الحجاب رؤية عَلمانية )، لقد جرؤت هذه العَلمانية (بفتح العين) على أن تقول إن لباس المرأة المسلمة مقزز ومقرف ومهين ومشين ويجب القضاء عليه.
ثم بينت بعض آيات سورة الأحزاب السر خلف نجاح المسلمين الأوائل في تحقيق أهدافهم النبيلة، وتحملهم مسئولية نشر الدين ونصرته في أحرج أوقاته قال تعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً{23}) (الأحزاب/23).
فالسر في نجاحهم ورضا الله عنهم يكمن في إيمانهم (من المؤمنين) ورجولتهم (رجال) والرجولة شمائل يتصف بها الرجل وتتصف بها المرأة، أنها المواقف القوية وقت الفتن والحاجة، وصدقهم (صدقوا) الصدق مع النفس، والصدق مع المؤمنين والصدق مع الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وسنته والصدق مع الله وتقواه وإتباع ما أوحاه إليهم، ومع الإيمان والرجولة والصدق اتصفوا بالثبات على الحق، (وما بدلوا تبديلا) فلم يغيروا فتواهم في أعداء الله وخاصة اليهود، ولم يغيروا تفسيرهم لآيات الله وفهمهم لها طمعا في الدنيا، وجريا خلف الكافرين والمنافقين ولم يغيروا سلوكهم إرضاء لأعداء الله.
إن القرآن الكريم تتدفق آياته بالمعاني الربانية كأنها نزلت منذ ساعات فقط غضة طرية لترد على هؤلاء المرجفين والطامعين في الدنيا والمتبعين للكافرين والمنافقين والمرجفين في الفضائيات والصحف والمنتديات.
ثم تأتي السورة ببيان سلوك المؤمنين مع أوامر الله فقال تعال: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً{36})(الأحزاب/36).
فالمؤمنون وقافون عند أوامر الله فلا خيار لهم فيما أوحى الله وما جاء به رسوله ومن حاد عن ذلك (فقد ضل ضلالا مبينا) كما قال تعالى: (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً{65}) (النساء/65).
فالإيمان واستمراره وزيادته ونقصانه مرهون بالعودة إلى كتاب الله وسنة نبيه في القضايا المثارة، ثم إتباع ما أمر الله به مع عدم وجود الحرج في النفس، والتسليم المطلق في السلوك لما جاء الله به وخاصة في الآيات القطعية الدلالة وبفهم علماء الأمة.
ثم تأتي القضية المثارة والمشتعلة هذه الأيام ,قضية لباس المرأة المسلمة، فيقول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً{57} وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً{58}) (الأحزاب/57-58).
فالذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير جناية منهم موجبة للأذى (فقد احتملوا) على ظهورهم (بهتانا) حيث آذوهم بغير سبب (وإثما مبينا) حيث تعدوا عليهم وانتهكوا حرمة أمر الله باحترامها (المرجع السابق ص 879).
فالذي يحقر من شكل وخلقة المؤمنة و التي تصف لباسها بالمقزز والمقرف، والذين يعلنون الحرب عليها ويضيقون عليها ويصدرون القرارات والقوانين ضدها يحملون على ظهورهم إثما كبيرا سيسألون عنه أمام الله سبحانه وتعالى.
ثم تأتي قضية وأدلة اللباس الشرعي للمرأة المسلمة في السورة فيقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً{59}) (الأحزاب/59).
هذا أمر الله للمسلمات (أن يدنين عليهن من جلاليبهن) وهن اللاتي يكن فوق الثياب من ملحفة (عباءة) وخمار ورداء ونحوه أي يغطين بها وجوههن وصدورهن كما قال الشيخ عبدالرحمن بن السعدي في تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (المرجع السابق ص 789) (ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ) دل على وجود أذية لمن (يلتزمن باللباس الشرعي) وحتى لا يطمع فيهن من في قلبه مرض فيؤذيهن، فيتهاون بهن من يريد الشر بهن (وكان الله غفورا رحيما) حيث غفر لكم ما سلف ورحمكم بأن بين لكم الأحكام وأوضح الحلال والحرام فهذا سد للباب من جهتين (المرجع السابق).
فما تتعرض له المسلمة الآن من إيذاء في بعض الشوارع العربية ومن تضييق في بعض أماكن الدراسة ومساكن الطالبات المغتربات في بعض الدول العربية جزء من الصراع بين الحق والباطل، وأهل العفة وأهل الفاحشة ، وأتباع الرحمن وأعوان الشيطان.
وهنا يجب علينا أن نبين أن وجه المرأة المسلمة ليس بعورة وأن تغطية الوجه فيها خلاف بين العلماء، والقاعدة الفقهية تبين أنه (لا أمر بمعروف أو نهي عن منكر في مختلف فيه) فمن يرى كشف الوجه فعليه ألا يعيب على من يرى تغطية الوجه (1)، ومن يرى تغطية الوجه فعليه عدم الإنكار على من يرى كشف الوجه، هكذا يقول العلماء، وعلى المسلمات الملتزمات أن يلتزمن بالسلوك الإسلامي في الجامعة والمدن الجامعية للبنات وفي الشوارع والمواصلات العامة وفي المتنزهات والأسواق لأن الأعين عليهن وعلى سلوكهن (فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام) (رواه البخاري ومسلم).
ولا يعيب الملتزمات استغلال بعض الفاسقين والفاسقات للنقاب في الإتيان بأفعال مشينة ومهينة ، فكما أنه لا يعيب رجل الشرطة الشريف ارتداء بعض المجرمين لباسه لارتكاب الجرائم فيها فإنه لا يعيب المسلمة الشريفة هذا السلوك المهين والمشين لبعض المجرمين والمفسدين في الأرض.
وعلينا جميعا البعد عن الشقاق النزاع والفشل الناتجين عن الخلاف المرضي (بفتح الميم والراء) كما قال تعالى: (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ{46}) (الأنفال/46).
فالخلافات الدائرة الآن في الفضائيات والمنتديات هي خلافات مرضية (بفتح الميم والراء) وغير سوية وتؤدي إلى ضياع الوقت والجهد والمال والطاقة في غير المفيد، وهذه خطة شيطانية لشغل المسلمين بالخلافات , وكل يوم يفجرون لنا قضية خلافية فننغمس فيها وننشغل بها , وغيرنا يعمل ويخطط ويبدع ويتقدم وينتج وينمي ويعمر ويصدر ونحن لاهون منشغلون بتلك القضايا المغرضة , لذلك قال الله تعالى عقب آية اللباس (آية 59) من سورة الأحزاب قال في إعجاز معجز (لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً{60} مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً{61} سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً{62}) (الأحزاب/60-62).
علينا جميعا أن ننتبه للمخطط الإرجافي الذي يديره المنافقون والقافزون من قطار الشيوعية المحترق والطامعين في رضا العم سام والصهاينة اللئام وفسدة الحكام.
وعلى المرجفين الكف عن إرجافهم ودفع الشباب إلى اليأس أو استقطابهم نحو الغلو والتطرف لأن الأمر خطر والعاقبة كؤود والأعداء يتربصون بنا الدوائر من كل مكان والحل في الهدوء والسكينة والصبر والتعليم والتعلم والإنتاج والبعد عن الفتن الطائفية والدينية والمذهبية والعنصرية، وأن نتعايش في أوطاننا بعيدا عن الفتن , وأن نحاول الخروج بأوطاننا م الجهل والتخلف , وأن نحافظ على أرواحنا وأعراضنا وأموالنا ومكتسباتنا ووحدتنا الوطنية، وأن نتعاون جميعا على البر والتقوى ونتجنب التعاون على الإثم والعدوان، وأن نعمل سويا فيما اتفقنا عليه وأن ينصح بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه, فالدين النصيحة (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين ولعامتهم).

____

أخبار الخليج – الملحق الإسلامي – العدد (11536)- الجمعة 4 ذي القعدة 1445هـ – 23 أكتوبر 2024م.

(1) أتفق جميع العلماء انه اذا خشيت الفتنة يجب ستر الوجه (الناشر)

ننصح بقراءة هذه الكتب
كتاب
الى كل فتاة تؤمن بالله

الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
لاكي
لاكي

لاكي

رابط التحميل
اضغط هنا

أو
اضغط هنا

لاكي

كتاب
حراسة الفضيلة

بكر بن عبدالله أبو زيد
لاكي

لاكي
لاكي

للتحميل أضغط هنـــــا

لاكي