ستراني في السباق *** أعبر الشوط بقوة
ما أحوجنا إلى نور يخترق ظلمة الليل ..
وما أشقانا بالعيش في عتمة الظلمة ..
بلا سطوع قمر!!
وكذا الحياة بلا أمـــــــل !!
كشجرة بلا ثمر ..
حديث حدث به الفتى محمد ..
حينما استرجع شريط حياته ..
بالأمس يلعب ويلهو…
واليوم مقيد في كرسي محكم الإغلاق كل ما يستطع فعله
الإلتفات يمنة ويسرة يلتقط الألعاب بيده بعد جهد جهيد
يسطر آهاته عبر ورقة بيضاء ناقية الصفاء كصفاء قلبه
استطاع بعد مرور زمن أن يسرع في جر عربته ..
.يقطع مسافات أكبر بقليل مما كان عليه من قبل ..
لا ضير فالزمان كفيل بتلقين الدرس القاسي !!!
همهمـــات دارت في جوانحه !!
نعم الله تترى لا تعد ولا تحصى ..
فقد رزقت بوالد يرئف بي وأم تحنو علي وإخوة يلبون إحتياجاتي
ولكن قدرة الله شاءت ولا راد لقضائه بشر …
اليوم أبي كعادته …
يقيم احتفال بسيط في منزلنا قد اعتدنا على ذلك
النمط فهو يجلب لنا كعك ويجري لنا سباقا
وكا العادة أرفض المشاركة وبعد إلحاح شديد أشارك وأصبح الأخير
كنت دائما احدث نفسي ؟
لا يهم الفوز فأنا وإن انتصرت !! يظل كرسي أنيسي !!
ووحدتي وجليسي !!
اليوم إلحاح أبي شديد محمد ستشارك في السباق رضيت أم أبيت
أحنيت رأسي مرغما وأنا اعرف النتيجة مسبقا
بدأ السباق ……
كنت متحمسا بعض الشيء
فقد زادني تلك التحفة التي علقها أبي تشويقا للفائز
هاهي عقارب الساعة تشير إلى بدأ السباق
وقد أخفى أبي تلك القطعة المعدنية والكل يبحث عنها ..
هند تبحث …وياسر سئم من التفتيش وأنا مازلت جاهدا اعزم قواي على
تحريك العربة والبحث عن تلك القطعة
الكل منهم كف عن البحث وادعوا أنهم قد ملوا وسئموا وأنا مازلت مصر على البحث !!
الفوز لك يا محمد إنها فرصتك
وبعد برهة رفعت يدي معلنا النصر
استبشر أبي فرحا إذا الجائزة لمحمد
أبي يقدم التحفة ..
مسكتها بيدي كلي شوق وزهو لم يكن كل ذلك نكهة الجائزة بقدر ما هو طعم الانتصار
جررت عربتي وانحنيت جانبا امسح دمعة فرح أبت إلا أن تعانق مقلتي
أبو محمد خلف الستار آمرا باقي الأسرة !!
لا ترفع صوتك فيسمعنا محمد ويعلم انك رأيت القطعة الذهبية
وتجاهلتها لأنني أمرتكم بذلك جميعا
وفجأة …….
سمع الجميع صوت التحفة قد تناثرت أجزائها على الأرض
محمد .. رباه سئمت رحمة البشر
انتــــــهى
هـل شـربـت المر مـثـلي هـل تـوسـدت الأنــيـنْ ؟!
وتـجـرعــت الـمـآسـي وتـفــيـأت الحـنــيـنْ ؟!
أنت تـعـدو فـي سـرور تـتـشكـل كـالعـجــيـنْ
وأنـا صــورة طــفـــلٍ آل ألا يــســتــكــيــنْ
*******
أشـعــرِونـي بـكـيـانـي لـيـس بالـعـطـفِ الـمهَيـنْ
أدمـجـوني مـع رفــاقــي واقـمعـوا حُــزْني الـدّفـيـنْ
واطــردوا عـنـي الـكـآبة وتــبـاريـحَ الــسـنـيـنْ
خـفـّفـوا عـنيّ قـيـودي إنـني مـثـل الـسـجــيـنْ (*)
*******
لكم قاست تلك الفئة وعانت ما لله به عليم
لم تكن وسيلتهم لبث همومهم سوى سطور ينفثون
فيهااا عبرات وعبارات كانت من بينهاا
(( ن- أ ))
إحدى المعاقات حينما وجه لها سؤال !!
عن أقسى ما تواجهه من المشاكل ….
لا أكترث بالمرض الجسدي مقابل المرض النفسي .. فلا أستطيع التكييف
مع مجتمعي وأحس أن من حولي لا يرغب بي !!كثير ما تضايقني الأماكن العامة مع أنها متنفسي الوحيد ؟؟
(( ت- م ))
منذ أن وجدت على وجه الأرض وأنا أعايش مرض الإعاقة ..
نظرت المجتمع السلبية تقف أمامي عائقا لتكوين الصداقات ..
وأقربائي لا يرغبون في زيارتي لتأثرهم بحالتي !! وإن تكرموا بالزيارة
فهم لا يحضرون أطفالهم خوفا من جرح مشاعرهم ..
مرّت سنين وكبرت ….. صار همّي اليوم أكبر …
حتى دمعي صار أكثر …. للأسف توي قدرت …
أفهم إني شخص ( عاجز ) !
يعني بيني وبينكم …. مليون حاجـــز !!!
صدقوني ذي حقيقه …
لا طلعت السوق … كل مامشي دقيقه
القى كل شوي أبله !… يمشي ويناظر صديقه …
ويغمز له… يقول : ناظر …! وش يناظر ؟؟
وتتفجّــر في خفوقي … ألف ضيقه