الأعذار الطبية الكاذبة التي يقدمها الطلبة والموظفون 2024.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الســؤال : ما حكــم ما يفعـله بعـض الموظفيــن

والطلاب مــن إحضار أعذار طبية كاذبة ، وفــي

الحقيقة يكون سبب غيابهم ليس مرضيا ،وإنما

لأجل سفر مثلا ، أو نوم ، وهـل يجوز لـو غاب

طالب عن الامتحان بسبب أنــه نـــام ولـم ينتبه

للمنبه مثلا ، وتأخر عـلى موعد الامتحان – أن

يستعـين بالأعذار الطبيــة الكـاذبة لأنــه فـي

الحقيقة معذور ؟

الجــواب : الحمد لله

الــواجــب عـلى المسلـم حفـظ الأمانة وأداؤها ،

ومراقبة الله تعالى في جمـيع أمره ، فيصدق في

قوله وعمله ولا يسلك مسالك الخيانة والشبهة

ولا يرد موارد الظن والريبة .

يقــول الله تعــالــى ( إِنَّ اللّهَ يَأْمُــرُكُمْ أَن تُــؤدُّواْ

الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُــم بَيْــنَ النَّاسِ أَن

تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُــم بِهِ إِنَّ اللّهَ

كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً ) النساء/58 .

يقول الحافظ ابن كثيـر رحـمـه الله في " تفسـير

القرآن العظيم" (2/338) :

"يُخبرُ تعالى أنَّه يأمر بأداء الأمانات إلى أهلها ،

وفي حــديث الحســن عـن سمــرة أن رسول الله

صلى الله عليـه وسلــم قــال ( أد الأمانة إلى من

ائتمنك ، ولا تخن من خانك ) رواه الإمام أحمــد

وأهـل السنن ، وهو يَعمُّ جميع الأمانات الواجبة

عـلى الإنسـان : من حقوق الله عـزَّ وجـلَّ عــلى

عـباده مــن الصـلاة والزكاة والصيام والكفارات

والنذور وغير ذلك مِمَّا هو مؤتَمَن عليه لا يطَّلع

عليه العباد ، ومـن حقــوق العباد بعضهـم عـلى

بعض ، كالودائع وغير ذلك مِمَّا يأتَمنون به من

غير اطلاع بينة عـلى ذلك ، فـأمر الله عزَّ وجلَّ

بأدائها ، فمَن لَم يفعل ذلك فـي الدنيا أخذ منه

ذلك يوم القيامة " انتهى .

والتقصير في أداء العمل بالتغيب عنــه أو عــدم

إتمامه أو الإهمال فيه يُعَدُّ من الخيانة المحرَّمة،

فكيف إذا جمع مع ذلك الكذب واختلاق الأعذار

بطريقة أو بأخرى ؟!

يقـول النبي صلـى الله عليه وسلــم ( الْبِرُّ حُسْنُ

الْخُلُقِ ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِـي صَـدْرِكَ وَكَـرِهْتَ أَنْ

يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ ) رواه مسلم (2553)

والموظف الـذي يُقَصِّرُ فـي وظيفته ، ثــم يـأتـي

بأعــذارٍ طبيةٍ مختلقةٍ يشعــر فــي قرارةِ قــلبــه

ونفسه بالإثم والخطأ ، ويكـره أن يطَّلِع النــاس

عـلى فعلته ، حتـى مــن المقربين إليــه ، فهــو

يحب أن يظهر بمظهر الأمين الصادق المنتج

الملتزم بوظيفته وعمله .

سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :ما حكم تقدم

الموظف لدائرة حكومية يعمل فيها بطلب إجازة

مرضية وهو غير صادق ؟

فــأجابـوا : " إذا كـان واقــع الموظف كمـا ذكــر

فلا يجوز ذلك ؛لما فيه من الكذب وغش الدولة،

وأخــذ ما يقابل أيــام الإجازة المرضية الكاذبة

من المال بغير حق " انتهى .

فتاوى اللجنة الدائمة" (15/152-153)

وسئلوا أيضا (15/153-154) :

" إنني أعمل مدرسا ، وكـذلك زوجتي مدرســـة

– والحمد لله – ، ويحصل بعض الأيام أن نتغيب

كلانا أو أحدنا ، ليس لعذر شرعي وإنمـا بسبب

نوم أو كسل ، وفــي اليـوم التــالي نأتي بأعذار

كاذبة وأحيانا يتغاضى عنا مديرونا ، فما الحكم

فــي ذلك ؟ ومـاذا نعمل بالراتب الذي تقاضيناه

على تلك الأيام التي لم نحضرها للدوام ؟ علما

أننا نندم على غيابنا في ذلك اليــوم ، ونعــزم

على عدم العودة ، ثم نعود أخرى .

فـأجـابــوا : " الواجب على من وُكل إليــه عمل

يتقاضى فـي مقابله راتبا أن يــؤدي العمـل على

الوجه المطلوب ، فإن أخل بذلك مـن غيــر عذر

شرعي لم يحل له ما يتقاضاه من الراتب ؛ لأنه

يأخذه في غير مقابل ، وعليــه : يجــب عليكــم

التوبة ، وعــدم العودة إلى مــا ذكرت ، والتزم

الأمانــة في أداء العمــل الــذي يـوكـل إليــك ،

والتصدق فيما يقابل ما أخذت من راتب بدون

عذر شرعي " انتهى .

وسئلوا أيضا (15/156) :

" كيف يكون الإخلاص في العمل ، وهل هو من

الأمانة المذكورة في القرآن ؟

فـأجابــوا : " الإخــلاص في العمــل الوظيفي أو

المستأجر عليه هو : أداؤه على الوجه المطلوب

والمتفــق عليــه فــي العقد أو النظام الوظيفي ،

وهو من الأمانة التي يجب أداؤها كما في قوله

تعالى ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى

أَهْلِهَا ) " انتهى .

وقــال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى "مجموع

الفتاوى" (5/40) :

" الواجب على الموظف أن يؤدي الأمانة بصدق

وإخلاص وعناية وحفظا للوقت ،حتى تبرأ الذمة

ويطيب الكسب ، ويرضـي ربه ، وينصح لدولته

فـي هذا الأمر أو للشركة التي هو فيهـــا أو لأي

جهة يعمل فيها , هذا هو الواجب على الموظف

أن يتـقــي الله وأن يــؤدي الأمانة بغاية الإتقان

وغاية النصح ، يرجو ثواب الله ويخشى عقابه

ويعمل بقوله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا

الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا )

ومن خصال أهــل النفاق الخيانة فـي الأمانات ،

كمــا قــال النبــي عـليــه الصـلاة والسلام ( آية

المنافق ثلاث : إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف

وإذا اؤتمن خان ) متفق عليه .

فلا يجـوز للمسلم أن يتشبه بأهــل النفاق ، بــل

يجب عليه أن يبتعد عـــن صفاتهم ، وأن يحافظ

عـلى أمانته ، وأن يـــؤدي عمله بغاية العناية ،

ويحفـظ وقته ولو تساهل رئيسه ، ولو لم يأمره

رئيسه ، فلا يقعد عن العمل أو يتساهل فيه ،بل

ينبغي أن يجتهد حتى يكون خيرا من رئيسه في

أداء العمل ، والنصح في الأمانة ، وحتى يكون

قدوة حسنة لغيره " انتهى .

وليتق الله كــذلك الأطباء الــذين يعينون هــؤلاء

الموظفين المقصرين عــلى تقصيرهم ، فيكتبون

لهــم الأعذار وهــم يعلمــون أنها غيــر حقيقيـة

ولا واقعية ، فيكونون سببا في فساد الموظفين

وتشجيع الإهمال والتقصير وأكل أموال الناس

بالباطل .

سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله فـي " اللقاء

الشهري" (7 / سؤال رقم 4 )

هـل يجــوز للطبيب أن يعطي أحـداً مــن النــاس

إجازة مرضية -وخاصة للموظفين- عندما يكون

هذا الشخص لا يحتاج حقيقة إلى هذه الإجازة ،

وهذا الطبيب لم يعاين هذا الشخص ولم يكشف

عليه ، وهل يأثم الطبيب لو أعطى المريض

إجازة مرضية أكثر مما يستحق ؟

فأجـاب " في الصحيحين عن أبي بكر رضي الله

عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلـم قــال :

( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قالوا : بلى يا رسول

الله . قـــال : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ،

وكـان متكئاً فجلـس فقال : وقول الزور وشهادة

الزور ) ولا شـك أن الطبيب إذا أعـطى شخصــاً

إجـازة مرضية وهو ليس بمريض لا شــك أنــه

قـال الزور وشهد شهادة الزور ، وأنه آثم وأتى

كبيرة مـن أكبر الكبائر ، وكــذلك الذي أخذ هذه

الإجــازة آثم وكاذب عــلى الجهات المسئولة ،

وآكل للمال بالباطل ، فـإن الراتب الــذي يقابل

هذه الإجازة أخذه بغير حق ، وكذلك إذا أعطاه

أكثر مما يحتاج ،مثل أن يحتاج إلى ثلاثة أيام

إجازة مرضية ويعطيه أربعاً ، فإن هذا حرام

من أكبر الكبائر .

والحقيقة أن الإنسـان كلـمــا فكــر فــي مثـل هذه

الأمـور يعجب كيف يقع هذا فــي شـأن المسلم ،

ألسنا كلنا مسلمين ؟ أليــس ديــن الإسلام يحرم

هـذا ؟ أليس العقـل المجرد عن الإيمان والإسلام

يحرم هــذا ؟ الجواب : بلى ، لكن مع الأسف أن

يقع هـذا من المسلمين ، ويكون وصمة عار في

جبين كـل مسلم .الآن يقول بعض السفهاء : إن

الكفــار أنصــح مــن المسلميــن وأصــدق مـــن

المسلمين وأوفى من المسلمين ، وهـذا قد يكون

صدقاً في بعض الأحيان ،لكننا نقول لهذا : دين

الإسـلام أكمل مــن كــل ما سواه مــن الأديان ،

ومنهج الإسلام خيـر مــن كــل منهج ، وشرعة

الإســلام فوق كـل شريعة ، لكن البلاء من أهل

الإسـلام وليــس مــن الإسلام ، وما دمت رجلاً

أنتمي إلــى الإسلام وأفخر به وأعتز به وأرجو

به ثواب الله ، فلماذا أخالف شريعة الإسلام ؟!

لماذا أقول الزور ؟ لماذا أشهد الزور ؟ لماذا آكل

المال بالباطل ؟ لماذا أخون الجهات المسئولة ؟

كل هذا مما يؤسف له ،وكل هذا مما أوجب تأخر

المسلميـن وتسلط الأعــداء عليهــم . إخــواننــا

المسلمين فـي بعض الجهات الإسلامية ينحرون

نحر الخروف ، يذبحون ذبحاً ،تنتهك حرماتهم،

تسبى ذراريهم ، تغتنم أموالهم ، لماذا ؟ كل هذا

بذنوبنا ومعاصينا .فنسأل الله أن يعاملنا بعفوه

وأن ينصرنا على أعدائنا " انتهى .

والطالب في ذلك كالموظف لا يجوز له أن يكذب

ويأتي بشهادة زور . نسأل الله الهداية للجميع

والله أعلم .

موقع الإسلام سؤال وجواب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لاكي
وعليكــــم السـلام ورحمة الله وبركـــاته ..

لاكي

هل تعرف كيفية صلاة أهل الأعذار 2024.

لاكي

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

أهل الاعذار: هم المرضى والمسافرون والخائفون الذين لا يتمكنون من أداء الصلاة على الصفة التي يؤديها غير المعذور فقد خفف الشارع عنهم وطلب منهم أن يصلوا حسب استطاعتهم، وهذا من يُسر هذه الشريعة وسماحتها فقد جاءت برفع الحرج:

قال الله تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج:78].
وقال تعالى: {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة:185].
وقال تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة:286].
وقال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم».
إلى غير ذلك من النصوص التي تبين فضل الله على عباده، وتيسيره في تشريعه.

ومن ذلك ما نحن بصدد الحديث عنه، وهو كيف يصلي من قام به عذر من مرض أو سفر أو خوف؟

• أولاً: صلاة المريض

إن الصلاة لا تترك أبداً، فالمريض يلزمه أن يؤدي الصلاة قائماً، وإن احتاج إلى الاعتماد على عصا ونحوه في قيامه فلا بأس بذلك لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
فإن لم يستطع المريض القيام في الصلاة، بأن عجز عنه أو شق عليه أو خيف من قيامه زيادة مرض أو تأخر برء فإنه – والحالة ما ذكر – يصلي قاعداً. ولا يشترط لإباحة القعود في الصلاة تعذر القيام، ولا يكفي لذلك أدنى مشقة بل المعتبر المشقة الظاهرة.

وقد أجمع العلماء على أن من عجز عن القيام في الفريضة، صلاها قاعداً ولا إعادة عليه، ولا ينقص ثوابه وتكون هيئة قعوده حسب ما يسهل عليه لأن الشارع لم يطلب منه قعدة خاصة فكيف قعد جاز.

فإن لم يستطع المريض الصلاة قاعداً بأن شق عليه الجلوس مشقة ظاهرة، أو عجز عنه، فإنه يصلي على جنبه ويكون وجهه إلى القبلة، والأفضل أن يكون على جنبه الأيمن، وإن لم يكن عنده من يوجهه إلى القبلة، ولم يستطع التوجه إليها بنفسه؛ صلّى على حسب حاله، إلى أي جهة تسهل عليه.

فإذا لم يقدر المريض أن يصلي على جنبه، تعين عليه أن يصلي على ظهره، وتكون رجلاه إلى القبلة مع الإمكان.

وإذا صلّى المريض قاعداً، ولا يستطيع السجود على الأرض، أو صلّى على جنبه أو على ظهره، كما سبق فإنه يوميء برأسه للركوع والسجود، ويجعل الإيماء للسجود أخفض من الإيماء للركوع. وإذا صلّى المريض جالساً وهو يستطيع السجود على الأرض وجب عليه ذلك ولا يكفيه الإيماء.

والدليل على جواز صلاة المريض على الكيفية المفصلة ما أخرجه البخاري وأهل السنن من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه قال: كانت بي بواسير، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: «صلِّ قائماً، فإن لم تستطع فصلِّ قاعداً، فإن لم تستطع، فعلى جنبك»، زاد النسائي: «فإن لم تستطع، فمستلقياً» {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة:286].

وهنا يجب التنبيه على أن ما يفعله بعض المرضى ومن تجرى لهم عمليات جراحية، فيتركون الصلاة بحجة أنهم لا يقدرون على أداء الصلاة بصفة كاملة، أو لا يقدرون على الوضوء أو لأن ملابسهم نجسة، أو غير ذلك من الأعذار، وهذا خطأ كبير، لأن المسلم لا يجوز له ترك الصلاة إذا عجز عن بعض شروطها أو أركانها وواجباتها، بل يصليها على حسب حاله قال الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16].

وبعض المرضى يقول: إذا شفيت، قضيت الصلوات التي تركتها، وهذا جهل منهم أو تساهل، فالصلاة تُصلّى في وقتها فينبغي الإنتباه لهذا والتنبيه عليه، ويجب أن يكون في المستشفيات توعية دينية وتفقد لأحوال المرضى من ناحية الصلاة وغيرها من الواجبات الشرعية التي هم بحاجة إلى بيانها.

وما سبق بيانه هو في حق من ابتدأ الصلاة معذوراً، واستمر به العذر إلى الفراغ منها، وأما من ابتدأها وهو يقدر على القيام، ثم طرأ عليه العجز عنه، أو ابتدأها وهو لا يستطيع القيام، ثم قدر عليه في أثنائها، أو ابتدأها قاعداً، ثم عجز عن القعود في أثنائها، أو ابتدأها على جنب، ثم قدر على القعود فإنه في تلك الأحوال ينقل إلى الحالة المناسبة له شرعاً، ويتمها عليها وجوباً لقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16]، فينتقل إلى القيام من قدر عليه، وينتقل إلى الجلوس من عجز عن القيام في أثناء الصلاة وهكذا.

وإن قدر على القيام والقعود، ولم يقدر على الركوع والسجود؛ فإنه يوميء برأسه بالركوع قائماً، ويوميء بالسجود قاعداً ليحصل الفرق بين الإيماءين حسب الإمكان.

وللمريض أن يصلي مستلقياً مع قدرته على القيام إذا قال له طبيب مسلم ثقة: لا يمكن مداواتك إلا إذا صليت مستلقياً، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى جالساً حين جحش شقه، وأم سلمة تركت السجود لرمد بها.

ومقام الصلاة في الإسلام عظيم فيطلب من المسلم، بل يتحتم عليه أن يقيمها في حال الصحة وحال المرض فلا تسقط عن المريض لكنه يصليها على حسب حاله فيجب على المسلم أن يحافظ عليها كما أمره الله.

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.

• ثانياً: صلاة الراكب

ومن أهل الأعذار الراكب إذا كان يتأذى بنزوله للصلاة على الأرض بوحل أو مطر، أو يعجز عن الركوب إذا نزل، أو يخشى فوات رفقته إذا نزل، أو يخاف على نفسه إذا نزل من عدو أو سبع، ففي هذه الأحوال يصلي على مركوبه، من دابة وغيرها، ولا ينزل إلى الأرض لحديث يعلى بن مرة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم إنتهى إلى مضيق هو وأصحابه، وهو على راحلته، والسماء من فوقهم، والبلة من أسفل منهم، فحضرت الصلاة، فأمر المؤذن فأذن وأقام، ثم تقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته، فصلى بهم يوميء إيماءً، يجعل السجود أخفض من الركوع" [رواه أحمد والترمذي].

ويجب على من يصلي الفريضة على مركوبه لعذر مما سبق أن يستقبل القبلة إن استطاع، لقوله تعالى: {وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة:144]، ويجب عليه فعل ما يقدر عليه من ركوع وسجود وإيماء بهما وطمأنينة، لقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16]. وما لا يقدر عليه لا يُكلف به. وإن لم يقدر على استقبال القبلة لم يجب عليه استقبالها وصلى على حسب حاله وكذلك راكب الطائرة يُصلي فيها بحسب استطاعته من قيام وقعود وركوع وسجود أو إيماء بهما بحسب استطاعته، مع استقبال القبلة، لأنه ممكن.

• ثالثاً: صلاة المسافر

ومن أهل الأعذار المسافر، فيشرع له قصر الصلاة الرباعية من أربع إلى ركعتين، كما دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع، قال الله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَة} [النساء:101]، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يصل في السفر إلا قصراً، والقصر أفضل من الإتمام في قول جمهور العلماء، وفي الصحيحين: «فرضت الصلاة ركعتين ركعتين، فأقرت صلاة السفر، وزيد في صلاة الحضر»، وقال ابن عمر: "صلاة السفر ركعتان تمام غير قصر".

ويبدأ القصر بخروج المسافر من عامر بلده، لأن الله أباح القصر لمن ضرب في الأرض وقبل خروجه من بلده لا يكون ضارباً في الأرض ولا مسافراً، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يقصر إذا ارتحل، ولأن لفظ السفر معناه الإسفار: أي الخروج إلى الصحراء، يقال: "سفرت المرأة عن وجهها" إذا كشفته، فإذا لم يبرز إلى الصحراء التي ينكشف فيها من بين المساكن لم يكن مسافراً.

ويقصر المسافر الصلاة ولو كان يتكرر سفره كصاحب البريد وسيارة الأجرة ممن يتردد أكثر وقته في الطريق بين البلدان.

ويجوز للمسافر الجمع بين الظهر والعصر، والجمع بين المغرب والعشاء في وقت أحدهما فكل مسافر يجوز له القصر فإنه يجوز له الجمع وهو رخصة عارضة يفعله عند الحاجة كما إذا جد به السير؛ لما روى معاذ رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزوة تبوك إذا ارتحل قبل زيغ الشمس، أخر الظهر حتى يجمعهما إلى العصر ويصليهما جميعاً وإذا ارتحل بعد زيغ الشمس صلى الظهر والعصر جميعاً ثم سار وكان يفعل مثل ذلك في المغرب والعشاء" [رواه ابو داود والترمذي].

وإذا نزل المسافر في أثناء سفره للراحة فالأفضل له أن يصلي كل صلاة في وقتها قصراً بلا جمع.

ويباح الجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء للمريض الذي يلحقه بترك الجمع مشقة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "وإنما كان الجمع لرفع الحرج عن الأمة، فإذا احتاجوا الجمع جمعوا، والأحاديث كلها تدل على أنه يجمع في الوقت الواحد لرفع الحرج عن أمته، فيباح الجمع إذا كان في تركه حرج قد رفعه الله عن الأمة وذلك يدل على الجمع للمرض الذي يحرج صاحبه بتفريق الصلاة بطريق الأولى والأحرى" أهـ.

وقال أيضاً: "يجمع المرضى كما جاءت السنة في جمع المستحاضة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها بالجمع في حديثين ويباح الجمع لمن يعجز عن الطهارة لكل صلاة كمن به سلس بول أو جرح لا يرقأ دمه، أو رعاف دائم، قياساً على المستحاضة؛ فقد قال عليه الصلاة والسلام لحمنة حين استفتته في الاستحاضة: «وإن قويت على أن تؤخري المغرب وتعجلي العشاء، ثم تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين، فافعلي» [رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه].

ويباح الجمع بين المغرب والعشاء خاصة لحصول مطر يبل الثياب، وتوجد معة مشقة، لأنه عليه الصلاة والسلام جمع بين المغرب والعشاء في ليلة مطيرة وفعله أبو بكر وعمر.

قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: "يجوز الجمع للوحل الشديد والريح الشديدة الباردة في الليلة الظلماء ونحو ذلك، وإن لم يكن المطر نازلاً في أصح قولي العلماء وذلك أولى من أن يصلوا في بيوتهم، بل ترك الجمع مع الصلاة في البيوت بدعة مخالفة للسنة، إذ السنة أن تصلى الصلوات الخمس في المساجد جماعة، وذلك أولى من الصلاة في البيوت باتفاق المسلمين، والصلاة جمعاً في المساجد أولى من الصلاة في البيوت مفرقة باتفاق الأئمة الذين يجوزون الجمع، كمالك والشافعي وأحمد" انتهى.

ومن يباح له الجمع، فالأفضل له أن يفعل الأرفق به من جمع تأخير أو جمع تقديم، والأفضل بعرفة جمع التقديم بين الظهر والعصر، وبمزدلفة الأفضل جمع التأخير بين المغرب والعشاء، لفعله عليه الصلاة والسلام، وجمع التقديم بعرفة لأجل اتصال الوقوف، وجمع التأخير بمزدلفة من أجل مواصلة السير إليها.

وبالجملة، فالجمع بين الصلاتين في عرفة ومزدلفة سنة، وفي غيرهما مباح يفعل عند الحاجة، وإذا لم تدع إليه حاجة، فالأفضل للمسافر أداء كل صلاة في وقتها، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يجمع في أيام الحج إلا بعرفة ومزدلفة، ولم يجمع بمنى، لأنه نازل، وإنما كان يجمع إذا جد به السير.

هذا ونسأل الله للجميع التوفيق للعلم النافع والعمل الصالح.

• رابعاً: صلاة الخوف

تشرع صلاة الخوف في كل قتال مباح، كقتال الكفار والبغاة والمحاربين، لقوله تعالى: {إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ} [النساء:101].
وقيس عليه الباقي ممن يجوز قتاله، ولا تجوز عليه صلاة الخوف في قتال محرم.

والدليل على مشروعية صلاة الخوف الكتاب والسنة والاجماع: قال الله تعالى: {وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ} [النساء:102].

قال الإمام أحمد رحمه الله: "صحت صلاة الخوف عن النبي صلى الله عليه وسلم من خمسة أوجه أو ستة كلها جائزة" أ هـ.

فهي مشروعة في زمنه عليه الصلاة والسلام، وتستمر مشروعيتها إلى آخر الدهر، وأجمع على ذلك الصحابة وسائر الأئمة ما عدا خلافاً قليلاً لا يعتد به.

وتفعل صلاة الخوف عند الحاجة إليها سفراً وحضراً، إذا خيف هجوم العدو على المسلمين، لأن المبيح لها هو الخوف لا السفر، لكن صلاة الخوف في الحضر لا يقصر فيها عدد الركعات، وإنما تقصر فيها صفة الصلاة، وصلاة الخوف في السفر التي يقصر فيها عدد الركعات إذا كانت رباعية، وتقصر فيها الصفة.

وتشرع صلاة الخوف بشرطين:

الشرط الأول: أن يكون العدو يحل قتاله كما سبق.

الشرط الثاني: أن يُخاف هجومه على المسلمين حال الصلاة، لقوله تعالى: {إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ} [النساء:101]، وقوله: {وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً} [النساء:102].

ومن صفات صلاة الخوف الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث سهل بن أبي حثمة الأنصاري رضي الله عنه، وقد اختار الإمام أحمد العمل بها؛ لأنها أشبه بالصفة المذكورة في القرآن، وفيها احتياط للصلاة واحتياط للحرب، وفيها نكاية بالعدو، وقد فعل عليه الصلاة والسلام هذه الصلاة في غزوة ذات الرقاع، وصفتها كما رواها سهل هي: "أن طائفة صفت مع النبي صلى الله عليه وسلم وطائفة وجاه العدو، فصلى بالتي معه ركعة، ثم ثبت قائماً وأتموا لأنفسهم، ثم انصرفوا وصفوا وجاه العدو، وجاءت الطائفة الأخرى، فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاته، ثم ثبت جالساً وأتموا لأنفسهم، ثم سلم بهم" [متفق عليه].

ومن صفات صلاة الخوف ما روى جابر؛ قال: «شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف، فصففنا صفين والعدو بيننا وبين القبلة، فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبرنا، ثم ركع فركعنا جميعاً، ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعاً، ثم انحدر بالسجود، وقاموا ثم تقدم الصف المؤخر وتأخر الصف المقدم، ثم ركع فركعنا جميعاً، ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعاً، ثم انحدر بالسجود والصف الذي يليه وكان مؤخراً في الركعة الأولى، وقام الصف المؤخر في نحر العدو، فلما قضى صلى الله عليه وسلم السجود، وقام الصف الذي يليه؛ انحدر الصف المؤخر بالسجود، فسجدوا ثم سلم صلى الله عليه وسلم وسلمنا جميعاً» [رواه مسلم].

ومن صفات صلاة الخوف ما رواه ابن عمر قال: "صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف بإحدى الطائفتين ركعة وسجدتين والأخرى مواجهة العدو، ثم انصرفوا وقاموا في مقام أصحابهم مقبلين على العدو، وجاء أولئك فصلى بهم ركعة ثم سلم، ثم قضى هؤلاء ركعة وهؤلاء ركعة" [متفق عليه].

ومن صفات صلاة الخوف أن يصلي بكل طائفة، ويسلم بها [رواه أحمد وأبو داود والنسائي].

ومن صفات صلاة الخوف ما رواه جابر؛ قال: «أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى إذا كنا بذات الرقاع؛ فنودي للصلاة، فصلى بطائفة ركعتين ثم تأخروا، فصلى بالطائفة الأخرى ركعتين، فكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين، وللقوم ركعتان» [متفق عليه].

وهذه الصفات تفعل إذا لم يشتد الخوف، فإذا اشتد الخوف؛ بأن تواصل الطعن والضرب والكر والفر، ولم يمكن تفريق القوم وصلاتهم على ما ذكر، وحان وقت الصلاة؛ صلوا على حسب حالهم، رجالاً وركباناً للقبلة وغيرها يومئون بالركوع والسجود حسب طاقاتهم، ولا يؤخرون الصلاة؛ لقوله تعالى: {فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا} [البقرة:239]؛ أي: فصلوا رجالاً أو ركباناً، والرجال: جمع راجل، وهو الكائن على رجليه ماشياً أو واقفاً، والركبان: جمع راكب.

ويستحب أن يحمل معه في صلاة الخوف من السلاح ما يدفع به عن نفسه ولا يثقله؛ لقوله تعالى: {وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ} [النساء:102].

ومثل شدة الخوف حالة الهرب من عدو أو سيل أو سبع أو خوف فوات عدو يطلبه، فيصلي في هذه الحالة راكباً أو ماشياً، مستقبل القبلة وغير مستقبلها، يومئ بالركوع والسجود.

ونستفيد من صلاة الحوف على هذه الكيفيات العجيبة والتنظيم الدقيق: أهمية الصلاة في الإسلام، وأهمية صلاة الجماعة بالذات، فإنهما لم يسقطا في هذه
الأحوال الحرجة؛ كما نستفيد كمال هذه الشريعة الإسلامية، وأنها شرعت لكل حالة ما يناسبها، كما نستفيد نفي الحرج عن هذه الأمة، وسماحة هذه الشريعة وصلاحيتها لكل زمان ومكان.

نسأل الله أن يرزقنا التمسك بها والوفاة عليها، إنه سميع مجيب

فضيلة الشيخ الدكتور /
صالح بن فوزان الفوزان – عضو هيئة كبار العلماء


لاكي

مُوَفقة بإذن الله … لك مني أجمل تحية . .


لاكي لاكي

لاكي لاكي لاكي —– لاكي لاكي لاكي لاكي لاكي

لاكيلاكي

لاكي

الثلاثاء 22 محرم 1445 هجرى – 26 نوفمبر 2024 ميلادى

جزاك الله خيرا يالغالية
جزاك الله خيرا

جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يثبت الله أجرك
ونفعنا الله وإياكي بما تقدميه

الأعذار العشرة التي تجعل الفتيات لايرتدين الحجاب الشرعي 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لماذا تمتنع الفتيات عن ارتداء الحجاب؟
أوجب الله تعالى على المرأة الحجاب صونًا لعفافها، وحفاظًا على شرفها، وعنوانًا لإيمانها

من أجل ذلك كان المجتمع الذي يبتعد عن منهج الله يدعى: مجتمعًا مريضًا
يحتاج إلى العلاج الذي يقوده إلى الشفاء والسعادة ومن الصور المؤلمة تفشي ظاهرة السفور
والتبرج بين الفتيات وهذه الظاهرة نجد أنها أصبحت ـ للأسفـ- من سمات المجتمع الإسلامي،
رغم انتشار الزي الإسلامي فيه،
فما هي الأسباب التي أدت إلى هذا الإنحراف؟

عشرة أعذار رئيسة.
وعند الفحص والتمحيص بدا لنا كم هي واهية تلك الأعذار!
معًا نتصفح هذه السطور لنتعرف من خلالها على أسباب الإعراض عن الحجاب،
ونناقشها كلاً على حدة.

:: العذر الأول ::

قالت الأولى:
أنا لم أقتنع بعد بالحجاب.(( مع العلم أن هذا الكلام شرك ))).

نسألها سؤالين:
الأول: هل هي مقتنعة أصلاً بصحة دين الإسلام؟

إجابتها بالطبع نعم مقتنعة؟ فهي تقول: ‘لا إله إلا الله’، ويعتبر هذا اقتناعها بالعقيدة،
وهي تقول: ‘محمد رسول الله’، ويعتبر هذا اقتناعها بالشريعة،
فهي مقتنعة بالإسلام عقيدة وشريعة ومنهجًا للحياة.
الثاني: هل الحجاب من شريعة الإسلام وواجباته؟

لو أخلصت هذه الأخت وبحثت في الأمر بحث من يريد الحقيقة لقالت: نعم.

فالله سبحانه وتعالى الذي تؤمن بألوهيته أمر بالحجاب في كتابه،
والرسول الكريم الذي تؤمن برسالته أمر بالحجاب في سنته.

بسم الله الرحمن الرحيم
ياأيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن
ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما

:: :: العذر الثاني ::

قالت الثانية : أنا مقتنعة بوجوب الزي الشرعي ولكن والدتي تمنعني لبسه،
وإذا عصيتها دخلت النار.

يجيب على عذرها أكرم خلق الله رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول وجيز حكيم:

‘لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق’.

مكانة الوالدين في الإسلام ـ وبخاصة الأم ـ سامية رفيعة بل الله تعالى قرنها بأعظم الأمور ـ
وهي عبادته وتوحيده ـ في كثير من الآيات ـ كما قال تعالى:
{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}
[النساء:36].

فطاعة الوالدين لا يحد منها إلا أمر واحد هو: أمرهما بمعصية الله؟، قال تعالى:
{وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا}
[لقمان:15].

ولا يمنع عدم طاعتهما في المعصية في الإحسان إليهما وبرهما قال تعالى:
{وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً}[لقمان:15].

:: :: العذر الثالث ::

جاء دور الثالثة، فقالت: الجو حار في بلادنا وأنا لا أتحمله، فكيف إذا لبست الحجاب.

لمثل هذه يقول الله تعالى: {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ}[التوبة:81].

كيف تقارنين حر بلادك بحر نار جهنم؟

اعلمي أن الشيطان قد اصطادك بإحدى حبائله الواهية ليخرجك من حر الدنيا إلى نار جنهم،
فأنقذي نفسك من شباكه، واجعلي من حر الشمس نعمة لا نقمة،
إذ هو يذكرك بشدة عذاب الله تعالى يوم يفوق هذا الحر أضعاف مضاعفة.

:: :: العذر الرابع ::

أما عذر الرابعة فقد كان: أخاف إذا التزمت بالحجاب أن أخلعه مرة أخرى،
فقد رأيت كثيرات يفعلن ذلك!!.

وإليها أقول: لو كان كل الناس يفكرون بمنطقك هذا لتركوا الدين جملة وتفصيلاً،
ولتركوا الصلاة؛ لأن بعضهم يخاف تركها، ولتركوا الصيام
لأن كثيرين يخافون من تركه .. إلخ ..

أرأيت كيف نصب الشيطان حبائله مرة أخرى فصدك عن الهدى؟

قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم
أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل.
لماذا لم تبحثي عن الأسباب التي أدت بهؤلاء إلى ترك الحجاب حتى تجتنبيها وتعملي على تفاديها؟

:: :: العذر الخامس ::

وقالت الخامسة:
أخشى إن التزمت بالزي الشرعي أن يطلق علي اسم جماعة معينة وأنا أكره التحزب.

إن في الإسلام حزبين فقط لا غير، ذكرهما الله في كتابه الكريم
: الحزب الأول: هو حزب الله،
الذي ينصره الله تعالى بطاعة أوامره واجتناب نواهيه واجتناب معاصيه،

والحزب الثاني:
هو حزب الشيطان، الذي يعصي الرحمن ويكثر في الأرض الفساد،
وأنت حين تلتزمين أوامر الله ومن بينها الحجاب تصيرين مع حزب الله المفلحين،
وحين تتبرجين وتبدين مفاتنك تركبين سفينة الشيطان وأوليائه من المنافقين والكفار.
وبئس أولئك رفيقًا.

:: :: العذر السادس ::
ها هي السادسة:
فما قولها: قالت: قيل لي: إذا لبست الحجاب فلن يتزوجك أحد لذلك
سأترك هذا الأمر حتى أتزوج؟

إن زوجًا يريدك سافرة متبرجة عاصية لله هو زوج غير جدير بك،
زوج لا يغار على محارم الله، ولا يغار عليك، ولا يعينك على دخول الجنة والنجاة من النار.

إن بيتًا بني من أساسه على معصية الله وإغضابه حق على الله تعالى
أن يكتب له الشقاء في الدنيا والآخرة،
كما قال تعالى:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}
[طـه:124].

وبعد، فإن الزواج نعمة من الله يعطيها من يشاء، فكم من متحجبة تزوجت،
وكم من سافرة لم تتزوج وإذا قلت: إن تبرجي وسفوري هو وسيلة لغاية طاهرة،
ألا وهي الزواج، فإن الغاية الطاهرة لا تبيح الوسيلة الفاجرة في الإسلام،
فإذا شرفت الغاية فلابد من طهارة الوسيلة؛
لأن قاعدة الإسلام تقول: الوسائل لها حكم المقاصد

:: :: العذر السابع ::

وما قولك أيتها السابعة؟ تقول: أعرف أن الحجاب واجب، ولكنني سألتزم به عندما يهديني الله.

نسأل هذه الأخت عن الخطوات التي اتخذتها حتى تنال هذه الهداية الربانية؟

فنحن نعرف أن الله تعالى قد جعل بحكمته لكل شيء سببًا،
فكان من ذلك أن المريض يتناول الدواء كي يشفى،
والمسافر يركب العربة أو الدابة حتى يصل غايته، والأمثلة لا حصر له.
فهل سعت هي جادة في طلب الهداية، وبذلت أسبابها: من دعاء الله تعالى مخلصة،
كما قال تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}
[الفاتحة:6].

ومجالسة الصالحات فإنهن خير معين على الهداية والاستمرار فيها، حتى يهديها الله تعالى،
ويلهمها رشدها وتقواها فتلتزم بأوامره تعالى وتلبس الحجاب الذي أمر به المؤمنات؟

:: :: العذر الثامن ::
وما قول الثامنة؟
قالت: الوقت لم يحن بعد وأنا ما زلت صغيرة على الحجاب،
وسألتزم بالحجاب بعد أن أكبر وبعد أن أحج.

ملك الملوك زائر يقف على بابك ينتظر أمر الله حتى يفتحه عليك في أي لحظة من لحظات عمرك.
قال تعالى: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ}
[الأعراف:34].

الموت لا يعرف صغيرة ولا كبيرة، وربما جاء لك وأنت مقيمة على هذه المعصية العظيمة
تحاربين رب العزة بسفورك وتبرجك.

:: :: العذر التاسع ::

جاء دور التاسعة:
فقالت: إمكانياتي المادية لا تكفي لإستبدال ملابسي بأخرى شرعية.

وهذه نقول لها في سبيل رضوان الله تعالى ودخول الجنة يهون كل غال ونفيس من نفس أو مال.

:: :: العذر العاشر ::

وأخيرًا قالت العاشرة:
لا أتحجب عملاً بقول الله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}
[الضحى:11]،
فكيف أخفي ما أنعم الله به علي من شعر ناعم وجمال فاتن؟

وهذه تلتزم بكتاب الله وأوامره ما دامت هذه الأوامر توافق هواها وفهمها،
وتترك هذه الأوامر نفسها حين، لا تعجبها، وإلا فلماذا لم تلتزم
بقوله تعالى:
{وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا}
[النور:31]،
وبقوله سبحانه:{يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ}
[الأحزاب:59].

إن أكبر نعمة أنعم الله بها علينا هي نعمة الإيمان والهداية،
فلماذا لم تظهري وتتحدثي بأكبر النعم التي أنعم الله بها عليك ومنها الحجاب الشرعي؟


عندك حق هده هي الاعدار الكادبة
لاكي

شكرا اختى على مرورك العطر

عندك حق هده هي الاعدار الكادبة


شكرا لك اختى على مرورك العطر

بارك الله فيك
وجزاك خير.

شكرا لك اختى على مرورك العطر
تسلمين حبيبتي
موضوع حلو
جزاكي المولى خيرا
شكرا لكم على مرورك العطر