الصبر والمصابرة 2024.

قال – رحمه الله -: "وصابر عطش الهوى في هجير المشتهى، وإن أمضَّ وأرمضَ".

"إن أمضَّ وأرمضَ" أي: وإن آذاك وأزعجك.

"صابر عطش الهوى" أي: يريد الإنسان عمل شيء معين لكنه لا يستطيع، لأنه حرام، ففي هذه الحالة صابر، والمصابرة: غير الصبر، المصابرة: مفاعلةٌ ما بين اثنين، يمكن للإنسان أن يصبر لكن لا يصابر، ولذلك قال الله – عز وجل – (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنوُا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا) [آل عمران: 200].

فالمصابرة أشق، يمكن للإنسان أن يصبر بينه وبين نفسه، ويمكن أن يبتعد عن محل الهوى أو محل المشكلة، أو يحجز نفسه بالبيت، ففي هذه الحالة اعتزل، فيسهل الصبر عليه وإن كان مرًّا؛ لأن اسمه صبر، لكن المصابرة مفاعلة، هناك طرف آخر يجرك للمشكلة، فأنا يمكن أن أكون عصبياً جدًا، وأي أحد يعتدي مباشرة أتشاجر معه، لكن مادام ليس هناك شجار، وهم بعيدون عني فأنا هادئ، ولذلك تجد بعض الناس، سمته هادئ جداً، وشكله هادئ جدًا، وفجأة تجده ناراً تحرق، فأنت تتعجب؛ إذ لم يكن يظهر عليه أنه هكذا لكن لما جعل المحك صار نارًا تحرق، والذي مثل هذا لا يظهر أبدًا أنه عصبي، طالما أنه لا يوجد من يثيره، وعلى كلٍّ فالمطلوب منك صبر فوق صبر.

يقول ابن الجوزي – رحمه الله -: "صابر عطش الهوى في هجير المشتهى" الهجير: شدة الحر.

انظر عندما، تكون في صحراء وفي رمضاء تشوي الجلود، والشمس تحرق الجلود، وتغلي منها الرؤوس، وستموت لكي تشرب، وهذا محل شدة العطش، يقول إذا جاءك الهوى، أي: تهوى شيئاً ما.

مثلاً: كنت تحب سماع الأغاني، ولا تنام إلا على الأغاني، وأغنية معينة لها مواقف معك تتمنى سماعها، وفجأة وأنت تبحث في الإذاعة لتسمع محطة القرآن الكريم مررت على عدة إذاعات، فوجدت الأغنية التي تحبها وكان لها وقع في قلبك، ففي أوقات تتركها خمس دقائق، أربع دقائق وتحس أن قلبك يتحرك يمكن تسمع الأغنية إلى آخرها ثم بعد سماعها استغفر الله استغفر الله، وأمثال ذلك.

من يريد السلامة لا بد أن يبتعد عن محل الفتنة، فأي هوى كان يفعله يمكن في لحظات نقصان الإيمان أن يأتي الهوى، و يمكن أن يشتد عليه.

فيقول ابن الجوزي" صابر عطش الهوى في هجير المشتهى وإن أمضَّ وأرمضَ فإن وصلت إلى الغاية في الصبر فاحتكم وقل". أي: إذا جاءك الهوى في هجير المشتهى، تتمنى فعله، وستموت إن لم تفعله، فربط الله – عز وجل – على قلبك وصبرت وتجاوزت الأزمة، إذا وصلت لهذه المرحلة فاحتكم وقل، ساعتها تقول نحن هنا.

ابن الجوزي يقول هذا الكلام: على افتراض أن الذي وصل إلى هذا سيحتكم ويقول، لكن الواقع غير ذلك؛ لأن من وصل إلى هذه يخاف على عمله أن لا يُقبل، لو وصل إلى هذا المستوى، يتجاوز الهوى ويصبر على حز الغلاصم ونجا، هؤلاء أهل التقوى. فهذا لا يحتكم ولا يقول، ولكنه خائف أن لا يقبل عمله.

كما في الحديث، -وإن كان ضعيفًا، و كثير من الناس يحتج به- عندما قرأت عائشة قول الله – عز وجل -: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) [المؤمنون: 60] قالت: يا رسول الله، أهذا الزاني يزني والسارق يسرق؛ إذ معنى الآية (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا) أي: يفعلون الفعل (وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) خائفون (أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) فيحاسبهم على ما كان منهم.

من الذي يعمل العمل وهو خائف؟ الذي عمل مخالفة، وعلى ذلك عائشة رضي الله عنها -على فرض ثبوت الحديث- لم تفهم إلا أن هذا عاصي، وإلا فالعبد عندما يكون مطيعاً لماذا يخاف؟ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يا ابنة الصديق، هؤلاء أقوام أتوا بصلاة وزكاة وصيام وصدقة ثم يخشون أن لا يُتقبل منهم)) في إسناده انقطاع.

لكن هناك شواهد كثيرة أخرى حتى من فعل الصحابة -السنة العملية للصحابة- وهم يأتمون برسول الله صلى الله عليه وسلم.

النبي عليه الصلاة والسلام كما نعلم من حديث أنس وغيره وحديث المغيرة ابن شعبة أنه كان يصلي حتى تتفطر قدماه، فيقال له في ذلك كما قالت عائشة له: "لقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر"، قال: ((أفلا أكون عبدًا شكورًا)) ثم بعد ذلك لا يوفي نعم الله عليه ويبين بجلاء أنه صلى الله عليه وسلم لن يدخل الجنة بعمله، إلا أن يتغمده الله – عز وجل – برحمته.

العبد إذا أراد أن ينظر أيدخل الجنة بالعمل أم لا، لا، لن يدخل بالعمل؛ لأن المسألة مسألة موازين، العبد يفعل الفعل، لا يجوده عادةًً، يصلي الصلاة ويمكن أن يأخذ خمسها فقط، أو يأخذ عشرها، أو يأخذ ربعها، إذاً عند كل صلاة يأخذ ربعاً وأوقات أخرى لا يأخذ شيئا، المفروض أن صلاته توزن، توضع في الكفة ثم نرى نعم الله – عز وجل – في الكفة الثانية، كلنا سنضيع لو أن المسألة كذلك، إلا أن يتقبل الله – عز وجل – منا إذا بذلنا أقصى ما في وسعنا حتى وإن كان قليلاً، ولكن تصل إلى سقف طاقتك.

الإنسان إذا وصل إلى هذه الدرجة، "فاحتكم وقل" ابن الجوزي يقول: إذا أنت وصلت إلى هذه المرحلة حينئذ تكون وصلت إلى مقام من لو أقسم على الله لأبرَّه.

ثم ذكر ابن الجوزي – رحمه الله – نماذج لمن لو أقسم على الله لأبره.

قال: "تالله لولا صبر عمر ما انبسطت يده بضرب الأرض بالدرة" الدرة: عصا لينة كانت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان عمر يضرب بها بعض الصحابة ومع ذلك لم يكن يغضب من عمر أحد؛ لصدقه رضي الله عنه، جعل الله – عز وجل – له من المهابة والمكانة والمحبة في قلوب الصحابة و في قلوب التابعين ما جعلهم يتجاوزون هذا المعنى.

أي رجل يبتليه الله – عز وجل – بالإمارة، لا بد أن يتسلح بسلاح الصبر والحلم والسخاء، لا يسود إلا بهؤلاء.

الصبر عصب الولاية، عصب الإمارة، أيُّ إنسان يتولى منصباً من المناصب لا بد أن يكون صبورًا وحليمًا وسخيًا؛ لأن الإدارة كلها مشاكل، الإدارة تحتاج إلى حزم، والحزم أكثر الناس يتجاوزون حدوده، فمثلا: أنا إنسان لي منصب معين، وشخصٌ ما أتى لي بشفاعة، وهذه الشفاعة سأتجاوز بها الحكم الشرعي، فيقول من يطلب الشفاعة: افعل كذا لأجْلي، ثم يذكر العلاقات والود، وليس بعيداً أن يأتي بهدية، فالإنسان الذي في الإدارة لو تجاوز لهذا وهذا وهذا، فسدت الإدارة، فيحتاج أن يصبر.

نصيحة الشيخ للشباب القائم على الدعوة:

إيَّاك أن تتلبس بشيء من الإدارة؛ لأن عدَّة العالم و عدَّة الداعي إلى الله – عز وجل – تختلف عن عدَّة الإداري؛ الإدارة تريد حزماً، وأن لا تجامل، لكن عدَّة الداعي أن يُصبِّر المشتكي، فلو أتى له مشتكٍ قائلاً له: فلانٌ قال لي كذا وكذا شتمني وأحرجني أمام الناس، فأنا كداعي أربض عليه مصبراً إياه، بأنه أخوه فالتمس له سبعين عذراً، ولا تحمل كلامه على الشر، وأن تجد لها محملاًً، وحسن الظن في الله وفي أخيك المسلم، وحسن الظن ليس له أي مشاكل، وسوء الطن له مشاكل، ثم يقبل رأسه حتى يرضيه، فهنا لم نعالج الموضوع، كل المسألة صبّرتُ وأنهيت، والمشكلة مازالت قائمة، فأنا لو دخلت في الإدارة بأخلاق الداعي إلى الله لن تنجح الإدارة، ولو دخلت الدعوة إلى الله – عز وجل – بأخلاق الإداري لن تنجح الدعوة؛ لأنني سأكون حينئذ غليظاً، لن أترفق مع أحد لن أتلطف مع أحد، وأصُكُّ صكَّ الجندل، ولو خرجت روحه في أي شعبة من الشعاب لا يضرني إلى أين ذهب

جزاك الله خيرا
شكرا جزيلا على الموضوع الأكثر من رائع

الصبر و تجاوز الأزمات**** 2024.

لاكي

لاكي
الصبر و تجاوز الأزمات
لاكي
**سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري

ساصبر حتى ينظر الرحمن في أمري

ساصبر حتى يعلم الصبر أني صبرت على شيء أمر من الصبر**

لو أمعنا االنظر في حياتنا كبشر ، لوجدناها تتغير وتتبدل تماما كفصول السنة ،فلا ربيع دائم و لا خريف دائم .
و مع كل هذه المتغيرات تظهر لدينا قوة عجيبة وهبنا الله تعالى إياها ،هذه القوة التي
نتسلح بها عند أصعب الأزمات و الشدائد والتي تتلخص في كلمتين بسيطتين في لفظهما كبيرتين في معناهما ألا و هما

(( الصبر و العزيمة ))

هذه النعمة العظيمة التي وهبها الله تعالى لعباده
وأمرهم التسلح بها لمواجهة أصعب أزمات الحياة ، هذا السلاح القوي الذي يمتلكه الإنسان الضعيف في بنيته إذا
ما استعان بها و قام بتوظيفها جعلته أقوى ما على الأرض ، هذه القوة الغريبة و النعمة
العظيمة التي منحهاالخالق تبارك و تعالى لعباده لا يعلم بقيمتها إلا المؤمنون المحتسبون ؛فهى بمثابة طوق النجاة الذي ينقذهم و يخلصهم
من الوقوع و الإنهيار ، ويجعلهم يتخطون أصعب العقبات، فحين
يتسلّحون بالصبر و الثبات وقوة الإيمان و العزيمة الصادقة ؛فإنهم بذلك سوف يتحدّون الرياح العاتية
التي من الممكن أن تعصف بهم لأنهم بكل بساطة أصبحوا بمثابة الذي يقف خلف جدارمنيع ألا وهو
جدار الصبر و قوة الإيمان ، و بذلك يمكنهم مواجة أصعب المواقف و أقساها .
لكن هناك و بكل أسف فئة من
البشر ينسون أو يتناسون هذه النعمة العظيمة ، فتراهم مستسلمين للهموم والأحزان
ومن ثم لوساوس الشيطان، هذه الوساوس التي تصبح مع
مرور الوقت محطمة للنفس البشرية و مدمرة لها ،
إن الإنسان المتسلح بالصبروالعزيمة و بقوة الإيمان
هو الوحيد القادر على طرد هذه الوساوس بالتوكل والثبات . قال تعالى :

( وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)177 البقره

لذا فبالصبر وقوة البأس يطرد الشيطان ويصبح قوياً أمام نفسه وتهون عليه
حينها جميع المصاعب و المصائب و أزمات الدنيا بأسرها ،مهما كانت مصداقا لقوله تعالى في محكم التنزيل :

(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)الزمر10

لاكي
هناك مواقف وأزمات صعبة من الممكن أن يتعرض لها الإنسان في مشوار حياته نذكر منها على سبيل المثال :

** فقدان عزيز**
** حدوث طلاق**
** مرض يلم بصاحبه او بمن هو عزيز عليه**
** خسارة مالية**

لاكي
إن فقدان إنسان عزيز على القلب لشيئ صعب جداً و قاس على النفس ،
يقف الإنسان أمامه عاجزاً لا يملك حيلة لأنه
يعلم أن لا راد لقضاء الله تعالى ،و لا يجد له حولاً و لا قوّة سوى التسلح بالصبر و الثبات ، قال تعالى :

(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ
الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ *
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَـــةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ
رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّـــــهِمْوَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقره 157

هنا يكمن الامتحان على قوة الصبر و حث النفس على تجاوز هذه الأزمة ، وعند المواقف المحزنة
المفاجئة علينا التذكر جيداً أن هذاالحزن إذا ما صبرنا وتحملناه سوف نثاب عليه الثواب العظيم من الله تعالى
عندها فقط سوف يخف هذا الحزن و مع الوقت سوف يتلاشى ، إذ كلما تسلحنا بالعزيمة و
الثبات سوف تنطفئ نار الحزن المدمر للنفس كما تطفئ الماء النار المتأججة . لأنّ الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان و يعلم أنه ضعيف
ومن الممكن أن لا يستطيع التحمل وتخطي المواقف الصعبة ؛لذلك أمره
تعالى بالصبر و وعده بالثواب العظيم في الآخرة ،قال تعالى :

(وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) "النحل 96
لاكي
وعندما يعجز الزوجان عن مواصلة الحياة معاً وتعصف بهما الرياح ،عندها لايجدان أمامهم احلاً سوى الانفصال .
وعند حدوث الطلاق بين الزوجين نجد الكثيرين ذكورا كانوا أم إناثاً يتحدثون عن هذه التجربة
و الحزن و الأسى يعتصرقلوبهم ، في بعض الأحيان
هم أنفسهم لا يتخيلون أو يستوعبون أنهم يمرون بهذه التجربة و المرحلة

القاسية من الحياة ، و بعد الصدمة الأولى واستيعاب الموقف خاصة من قبل النساء يبدأن إعادة النظر في حياتهن وفي كيفية
اجتياز هذه المحنة و الأزمة التي تكمن داخل النفس؛ حينها لايجدون أمامهم سوى التسلح بالصبر والثبات وحث النفس على مواصلة
مشوارالحياة مهما كانت صعبة ومؤلمة ،ولولا ذلك الصبر
لما استطاعت إحداهن الاستمرارأو اعادة التجربة بحياة جديدة من خلال مشروع زواج آخر أو من خلال الاستمرار من
غير ارتباط ، فقط بالتسلح بالصبر و قوة العزيمة لمواجهة أعباء الحياة و المثابرة من أجل ذواتهن، و في بعض الحالات من أجل أبنائهن،
لذا فالحياة لا تتوقف عند أي مصيبة أو مشكلة أو موقف صعب ،إن الحياة مستمرة ونحن علينا التكيف معها بحثّ النفس على الثبات
والقوّة التى و هبنا الله تعالى إياها، ويعلم سبحانه بما يختلج داخل نفوسنا.

لاكي

لاكي

عندما يتعرض الإنسان لمرض ما وتعتريه الآلام، تجد البعض ساخطاً متذمراً كثير الشكوى و أحيانا يتمنى الموت ،
لا يهدئ نفسه ولا يحثها على الصبر و الثبات، ينسى أويتناسى أنه أمام امتحان كبير من الخالق تبارك و تعالى إذ يضعه أمام اختبار عظيم لقوة الصبر
و الثبات قال تعالى :

(يا بُنَيَّ أقِمِ الصلاةَ وأمُرْ بالمعروفِ وانْهَ عنِ المنكَرِ واصبِرْ على ما أصابَكَ) "لقمان17"

نعم إن الصبر على المصيبة مهما كانت لهو من عزم الأمور، لذلك نجد الأشخاص الذين
يتسلحون بالعزيمة القوية و الثبات ، قد تجلدوا وتحصنوا بالدعاء
و
التضرع إلى الخالق تبارك و تعالى بأن يمن عليهم بالشفاء، نجدهم دائما حامدين شاكرين يذكرون
أنفسهم بالثواب العظيم الذي ينتظرهم من الله تعالى على صبرهم ،يتذكرون حديث المصطفى صلى الله عليه و سلم حين قال :

( إذا أحب الله قوما ابتلاهم ، فمن صبر فله الصبر ، ومن جزع فله الجزع ) رواه أحمد ورواته ثقات .

وقال عليه افضل الصلاة و أتم التسليم :

( يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت بالمقاريض )رواه الترمذي و ابن ابي الدنيا .

لذلك يجب على كل مؤمن أن يحث نفسه ويعودها على تجاوز أزمات الحياة مهما
كانت صعبة ليستطيع من خلال ذلك مواصلة المسير بها .
لاكي
أما عند التعرض لخسارة مالية فادحة وهذه أيضا من الأزمات الصعبة التي يتعرض لها الإنسان،

_أحيانا تتمثل في تجارة أو عقارات وغير ذلك من الأمور المالية …_
إذ أن صاحب الخسارة يصبح كريشة في مهب الريح لايقوى على فعل شيئ ،لأن هذه خساره و في كثير من الأحيان لايمكن تعويضها بسهولة ،
فكم سمعنا عن قصص لأشخاص من هول الصدمة و قوة الخسارة كادوا أن يفقدوا عقولهم ،وكم رأينا بشراً كانوا في رغد من العيش وبين عشية و
ضحاها أصبحوا مفلسين ،
هذه هى الدنيا لا تبقي على حال،و لولا تسلحهم بالكثيرمن الصبر و الإرادة القويه للبدء من جديد لما تجاوز هؤلاء
أصعب الخسائر الفادحة ولما استطاعوا الوقوف مرة
أخرى ،
فبقوتهم و ثباتهم أمكنهم تعويض ما فات ، أقنعوا أنفسهم أن هذه الدنيا لا تبقي على حال و أن ليس لهم بدّ من المثابره وأن كل ما حدث لهم
ما هو إلا امتحان من الخالق تبارك و تعالى ،حتى لو كان

من خلال خسارة مادية تصبح جميع المواقف و الأزمات سهلة وبمثابة تجربة تضاف لرصيد الإنسان مهما كانت قوية فإنه يتعلم من خلالها
ويصبح أكثر صلابة وتحمل لمواجهة أصعب الأزمات لأن الحياة مليئة بالمفاجات .ومن يصبر و يتحمل فإن له الأجر العظيم
و الثواب الجزيل من الخالق في الدنيا و الآخرة ، لأنّ التسليم لقضاء الله و عدم التذمر و الجزع لهو قمة الإيمان ، قال تعالى :

(إِنِّي جَزَيْتُهُمُ اليَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُون) المؤمنون 111

لاكي
و من الأمور التي قد تساعد الإنسان على تخطي المواقف الصعبة في الحياة نذكرمايلي :

* أن يهيئ نفسه لتحمل أصعب الصدمات ،ويضع في اعتباره أن الحياة مليئة بها ،وبأن دوام الحال من المحال، فلا فرح دائم و لا حزن دائم
لذلك عليه أن يحصن نفسه بالعزيمه و الوقوف أمام أصعب المواقف مهما كانت ، وليجعل تفكيره ايجابيا عليه ان لا ينظر الى الماضي بل إلى المستقبل .

**أن يعود لسانه على الذكر و الدعاء في كل وقت وأي موقف يتذكر أن الله تعالى قريبا منه ،

يذكر نفسه بقول المصطفى صلى الله عليه و سلم حين قال ::
(عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)رواه مسلم

*** أن يحث نفسه على عدم الإستسلام و الانكسار بل يشجعها و يدعمها بالتفاؤل و الصبر كي يستطيع
تجاوز أصعب ما يواجه ، فيحدث نفسه أن الذي خلقه هو القادر سبحانه على أن يفرج همه ،ويكثر من الدعاء و التضرع للخالق سبحانه قال تعالى :

( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم )48 الطو

لاكي
وختاما نقول:

كي يعيش الإنسان بسعادة و رضى عليه التكيف و التأقلم مع متغيرات الحياة ،فهذا أفضل ما يجب على العاقل فعله حتى
لا يصاب بأي نوع من الإحباط قد يؤثر عليه سلبا في المستقبل ويجعله غير منتج و غير قادر على مواصلة الحياة الطبيعية،
ومن أفضل الطرق أن يجلس الإنسان مع نفسه يفكر جيدا في كيفية الخروج من هذه الأزمة و عدم الهروب منها ،
فمواجهة المشاكل مهما كانت صعبة تكون بالتروي و التفكّروعدم اجترار الماضي بأحزانه و ذكرياته المؤلمة ،
هذه أنسب وسيلة لحلها و تخطيها بأقل الأضرار .

قال عليه الصلاة و السلام :
(ما يصيبُ المسلمَ من نَصبٍ ولا وَصبٍ، ولا همٌّ ولا حزَنٍ، ولا أذى ولا غمٌّ، حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه) (رواه البخاري )
لاكي
لاكي

تسجيل حضووووووووووووووووور
لى عودة

( إذا أحب الله قوما ابتلاهم ، فمن صبر فله الصبر ، ومن جزع فله الجزع ) رواه أحمد ورواته ثقات .

وقال عليه افضل الصلاة و أتم التسليم :
( يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت بالمقاريض )رواه الترمذي و ابن ابي الدنيا .

لقد غاب عن أذهان الكثيرين الصبر عند المصيبة
ولذلك فإنهم قد يحرمون من الأجر
فنجد المريض وقد تمنى الموت جزعا وحزنا على نفسه
ونجد بعضا من الناس من يصيبهم الفشل فى تجربة
وقد أراد بعضهم التخلص من حياته جراء هذا الفشل
والكثير الكثير ممن ذكرتيه فى الأمثلة
التى أحتواها موضوعك
غاليتى
توقفت عند هذه الأية وتمعنت فى كرم الله علينا

(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)الزمر10

أليس من الآولى أن نصبر ونصبر ونصبر
إنتظارا لكرم الله معنا إذا ابتلينا
فالصابرين يوفوا أجورهم بغير حساب
نعم بغير حساب

فخير الجزاء عند الثبات وعدم الجزع
عند المصيبة
اللهم اجعلنا من الصابرين المحتسبين
والراضيين بقضائك
والشاكرين على نعمائك والرضا
فى كافة الأحوال

………………

دهوبتى
لا حرمنى الله منكِ
وتقبلى مرورى

لاكي

موضوع رائع ومجهود موفق

جزاكى الله خير

أهلا غاليتي ذهوبة
وألف شكر لك على هذا الموضوع الجميل
الذي يشيد بسمة من أهمّ السمات الإيجابية
التي يمكن أن يتّصف بها إنسان ،
شيمة الصبر الذي لا يعني الخنوع .
الصبر الذي يعني الإيمان بقدر الله
وتحمّل الصعاب
ومقاومة الفشل بالإيجابية
وقوة الإرادة وقوة الثقة في النفس
وقدرتها على التخلص من عوامل الفشل.

جزاك الله خيرا
لاكي

كلمات جميلة ومعناها قوي والصبر يكمن ليس فقط في المقدرة على تخطي الازمة لحظياً ولكن في القدرة على التعامل مع تبعات المصيبة الواقعة أعتقد انه من هنا يأتي جزاء الله للإنسان على صبره
ومن أصعب أمور الصبر أيضاً الثبات على دين الله في هذا الزمن الصعب وكثرة الفتن والمغريات
اللهم اجعلنا من الصابرين وثبت قلوبنا على دينك
سلمت يداك يا دهوبة على هذا التذكير بنعم الله موضوع جميل يستحق القراءة

تبارك الله عليكى يااختنا الكريمة وعلى طرح الموضوع
وسياقة والسرد الجميل
صدقينى يااختى الكريمة مجرد قرائة الموضوع هذا هو حافظ
لنا فى اخذ القوة والصبر فيما يحدث لنا من هذه الاشياء
جزاكى الله كل الخير والبركة على الكليمات الطيبة والرقيقة
التى تدخل القلب والعقل معا
وقد عجبنى هذا السطر لانة رائع المعنى فعلا
* أن يهيئ نفسه لتحمل أصعب الصدمات ،ويضع في اعتباره أن الحياة مليئة بها ،وبأن دوام الحال من المحال، فلا فرح دائم و لا حزن دائم
لذلك عليه أن يحصن نفسه بالعزيمه و الوقوف أمام أصعب المواقف مهما كانت ، وليجعل تفكيره ايجابيا عليه ان لا ينظر الى الماضي بل إلى المستقبل

وايضا هذه الكلمات الرائعة والتى يوجد يها الحل الذى يطيب النفوس فعلا

نعم إن الصبر على المصيبة مهما كانت لهو من عزم الأمور، لذلك نجد الأشخاص الذين
يتسلحون بالعزيمة القوية و الثبات ، قد تجلدوا وتحصنوا بالدعاء
و
التضرع إلى الخالق تبارك و تعالى
بارك الله فيكى ياغالية دائما مواضيعك تلمس القلوب
وتذيب الهموم وتنشرح الصدور لها
ربى يجعلها فى ميزان حسناتك امين يارب العالمين
لاكي

لاكي كتبت بواسطة صاحبه البيت لاكي

لقد غاب عن أذهان الكثيرين الصبر عند المصيبة
ولذلك فإنهم قد يحرمون من الأجر
فنجد المريض وقد تمنى الموت جزعا وحزنا على نفسه
ونجد بعضا من الناس من يصيبهم الفشل فى تجربة
وقد أراد بعضهم التخلص من حياته جراء هذا الفشل
والكثير الكثير ممن ذكرتيه فى الأمثلة
التى أحتواها موضوعك
غاليتى
توقفت عند هذه الأية وتمعنت فى كرم الله علينا
أليس من الآولى أن نصبر ونصبر ونصبر
إنتظارا لكرم الله معنا إذا ابتلينا
فالصابرين يوفوا أجورهم بغير حساب
نعم بغير حساب

فخير الجزاء عند الثبات وعدم الجزع
عند المصيبة
اللهم اجعلنا من الصابرين المحتسبين
والراضيين بقضائك
والشاكرين على نعمائك والرضا
فى كافة الأحوال

………………

دهوبتى
لا حرمنى الله منكِ
وتقبلى مرورى

لاكي

غاليتي الحبيبه صحصوحه

مرورك اسعد قلبي ومداخلتك الرائعه اثرت الموضوع بارك الله فيك .

اللهم اجعلنا واياكم من الصابرين المحتسبين
وابعد عنا و عنكم الشدائد والأزمات اللهم امين .

لاكي

موضوع مميز حبيبتى

يتحدث عن فضيله عظيمه

فصاحب الصبر جبل لا يهزه البلاء

بل يتقبل البلاء بابتسامة الرضا غير عابئ بتقلبات الدهر حوله

تجد هدايا السماء تنزل عليه تترى

فتراه فى سكينة فى الدنيا

ويوم القيامه

(انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب)

الصابر فى نعيم لانه مهما جدت عليه خطوب فهو فى حمى مولاه

كالطفل الصغير على صدر امه هل يضره احد؟

اللهم ارزقنا الصبر فى السراء والضراء واجعلنا من اهله

وارضنا وارض عنا

ولا تجعل منا شقيا ولا محروما

اللهم عافنا ولا تبتلنا يارب

شكرا لكى حبيبتى على موضوعك المميز

جعله الله فى ميزان حسناتك

أقسام الناس في التقوى والصبر 2024.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أقسام الناس في التقوى والصبر :

أحــدها : أهل التقوى والصبر : وهم الذين أنعم الله

عليهم من أهل السعادة في الدنيا والآخرة

والثاني : الذيـن لهــم نوع من التقـوى بلا صبر مثل

الذيـن يمتثلون مــا عليهــم مـــن الصلاة ونحوهــــا

ويتركون المحرمات لكـن اذا أصيب أحدهم في بدنه

بمرض ونحوه أو في ماله أو في عرضه أو ابتلي

بعدو يخـيفه عـظـم جزعه وظـهـر هلعه .

والثالث : قـوم لهم نوع من الصـــبر بلا تقوى مثـل

الفجار الذيــن يصـبرون على ما يصبيـهم فـي مثــل

أهوائهم كاللصوص والقطــاع الذين يصبرون على

الآلام فــي مثل ما يطلبونه مــن الغصب وأخــــذ

الحرام …

وأمــا القسم الرابع : فهو شر الأقسام لا يتـقـون اذا

قدروا ولا يصبرون اذا ابتــلوا بـل هم كـما قـال الله

تعالــى ( إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعـاً ، إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ

جَزُوعاً ، وَإِذَا مَسَّـهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً ) فهـؤلاء تجدهم

من أظلم الناس وأجبرهم اذا قدروا ومن أذل الناس

وأجزعهم اذا قهروا إن قهرتهم ذلــوا لك ونافقوك

وحابوك واسترحموك ودخلوا فيما يدفعون به عن

أنفسهم من أنواع الكذب والذل وتعظيـم المسؤول

وان قهـروك كانوا من أظلم الناس وأقساهم قلبا

وأقلهم رحمة واحسانا وعفـوا …

كتاب "الزهد والورع والعبادة" لشيخ الإسلام ابن تيمية (بتصرف)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سأصبر حتى ألقاك . ومالصبر بالهين 2024.

كتبت كلمات واحداث عن والدي المتوفى وهي حقيقية وقد نضمتها في هدا المقال لتقراوها
والدي العزيز
اكتب لك هذه الكلمات وانت في دار الحق , والدي الحبيب كنت نعم الاب, فكم اهتممت بنا ,كنت تربينا على حسن الخلق والطيبة والرحمة حتى وانت تكتب وصيتك ياوالدي الغالي لم تنسى ان توصينا باتباع شرع الله
والدي العزيز
هنيئا لك خاتمتك الطيبة
كم كنت تتمنى الحج وكم بكيت العام الماضي لانه لم يتسنى لك ذلك
ابي الحبيب
لقد صدمتك سيارة مسرعة وانت عائد من المسجد وقد اديت صلاة المغرب وقرأت اذكارك كالعادة وعدت بعد ان غادر كل الناس المسجد
هكدا تفعل دائما, تحضر للمسجد مبكرا وتغادره متأخرا, هكذا كنت وهكذا كانت خاتمتك
ابي الحبيب
ان وقت الحادث كان يثير تساؤلي فقد كان رابع ايام عيد الاضحى المبارك بعد ان انتهى الحجيج من مناسكهم
وكأن روحك كانت معهم حاجة لله تعالى
ابي الحبيب
دخلت في غيبوبة بعد الحادث لمدة ثمان اشهر لم تنطق خلالها بكلمة وكأن الله اراد ان يكون اخر كلامك هو ذكر وتسبيح
والدي العزيز
خلال هذه الثمان اشهر تعرضت لعدة امراض فهبط ضغطك وانخفضت ضربات قلبك واصابتك جرثومة الدم وكنت خلالها سمح الشكل لك وقار وكانك لست مريض
كنت تتأثر بتلاوة القرأن
فأتذكر مرة انني كنت اتلو ومستغرقة في التلاوة وفجأة التفت اليك فوجدتك تنظر للمصحف وكأنك كنت تقرأ معي
وكم كنت تستجيب للرقية الشرعية وكم كانت تريحك
ابي العزيز
لقد رحلت ليلة النصف من شعبان بعد ان رفعت اعمالك لله تعالى
اثناء الاحتضار ابيض وجهك واعتدل تنفسك
ابي العزيز لقد اخذوك للمشرحة ولكن بفضل الله ثم دعاء اخي لم يشرحوك
ابي الغالي
غسلوك على السنه اثنان من المغسلين المشهود لهم بالدين
لقد كانت رائحتك طيبة اثناء تغسيلك مع انهم تركوك في الثلاجة لمدة يومين
كنت خفيف الوزن اثناء تشييعك
حتى عندما اضطرب احد اخوتي ولم يستطع ان يضعك في القبر أحس كأنك تكلمه وتقول له ضعني هنا يابني هذا مكاني , فتشجع اخي ووضعك في قبرك في دارك الجديدة والتي ستكون افضل من دارك القديمة بأذن الله
والتى سترتاح فيها وستنعم برؤية ابويك فيها وكل من فقدت بأذن الله الى ان يأتى يوم وألحق بك واسلم عليك واحتظنك بقوة
الى ان يحين ذلك اليوم أطلب من الله ان يجعلني من الصابرين
اللهم اجعلني من الصابرين
اللهم اجعلني من الصابرين
اللهم اجعلني من الصابرين

ابكتني كلماتك اختي
رحم الله والدك واسكنه فسيح جنانه
والهمك الصبر والسلوان
هنيئا لوالدك بك

محرقة تلك الكلمات .. وعزائي الوحيد .. لنفسي أنه قدر محتوم لنا ..

قال تعالى: لاكي كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ لاكي [العنكبوت:]

وقال: لاكي كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ لاكي [الرحمن:27،26]

فكل مخلوق سوف يموت ..

هنيئاً لكِ أخيه صبرك .. لاكي إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ لاكي [الزمر:10]

قال تعالى: لاكي وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156) أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ

: أسأل الله أن يرحم والداكِ ويغفر له وأن يفسح له في قبره، وينوّر له فيه، وأن يدخله برحمته فسيح جنته، إنه سميع مجيب ..

في فضل الصبر 2024.

في فضل الصبر

يقول الله سبحانه وتعالى :
(( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )) الزمر .
والصبر نعمة من نعم الله علينا
فبالصبر يتغلب المؤمن على مصائبه , ويحتسب الأجر , والصابرون لهم
أجر كبير عند الله يوم القيامة , يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم :
إنما الصبر عند الصدمة الأولى ,
وهنا سأعرض لكم بعض القصص عن روائع
الصبر لنأخذ منها العِبر ونتعلم منها , ونعرف كيف صبر غيرنا على مصائبهم
وكيف احتسبوا الأجر عند الله .

القصة الأولى :
يحكى أن رجلاً من الصالحين مر على رجل أصابه شلل نصفي والدود يتناثر من جنبيه
وأعمى وأصم وهو يقول : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً من خلقه .
فتعجب الرجل ثم قال له : يا أخي ماالذي عافاك
الله منه لقد رأيتُ جميع المصائب وقد تزاحمت عليك .
فقال له :
إليك عني يا بطال فإنه عافاني إذ أطلق لي لساناً
يوحده وقلباً يعرفه وفي كل وقت يذكره 0

القصة الثانية :
قال الأحنف بن قيس : شكوت إلى عمي وجعاً في بطني فنهرني وقال :
إذا نزل بك شيء فلا تشكه إلى مخلوق مثلك لا يقدر على دفع مثله عن نفسه ,
ولكن اُشكُ لمن ابتلاك به فهو قادر على أن يفرج عنك , يا ابن
أخي إحدى عيني هاتين ما أُبصرُ بها من أربعين سنة وما أخبرت امراتي
بذلك ولا أحداً من أهلي 0

القصة الثالثة :
يُحكى أن أحد الصالحين كان إذا أُصيب بشيء أو ابتُليَ به يقول خيراً وذات ليلة جاء
ذئب فأكل ديكاً له , فقيل له به فقال : خيراً , ثم ضُربَ في هذه الليلة كلبه المُكلف
بالحراسة فمات . فقيل له , فقال : خيراً ,
ثم نهق حماره فمات , فقال : خيراً إن شاء الله . فضاق أهله بكلامه ذرعاً .
ونزل بهم في تلك الليلة عرب أغارواعليهم فقتلوا كُلَ من بالمنطقة ولم ينجُ إلا هو
وأهل بيته . فالذين غاروا استدلوا على الناس الذين قتلوهم بصياح
الديكة ونباح الكلاب ونهيق الحمير , وهو قد مات له كل ذلك فكان هلاك هذه
الأشياء خيراً وسبباً لنجاته من القتل فسبحاااااان المدبر الحكيم .

القصة الرابعة :
قال المدائني : رأيت بالبادية امرأةً لم أر جِلداً ولا أنضر منها ولا أحسن وجهاً منها ,
فقلت :تالله إن فعل هذا بكِ من الاعتدال والسرور , فقالت :
كلا والله إن لدي أحزاناً وخلفي همومُ , وسأخبرك :
كان لي زوج وكان لي منه ابنان فذبح أبوهما شاة في يوم عيد الأضحى والصبيان يلعبان ,
فقال الأكبر للأصغر :
أَتريد أن أُريك كيف ذبح أبي الشاة . قال : نعم , فذبحه . فلما نظر الدم خاف
ففزع نحو الجبل فأكله الذئب فخرج أبوه يبحث عنه فضاع فمات عطشاً فأفردني الدهر .
فقلت لها وكيف أنتِ والصبر ؟؟؟
فقالت لو دام لي لَدُمتُ له ولكنه كاااان جرحاً فَشُفِي .

القصة الخامسة :
حدثت للشافعي رحمه الله عند موت ابنه , فقال : اللهم إن كنت ابتليت فقد عافيت
وإن كنت أخذت فقد أبقيت , أخذت عضواً وأبقيت أعضاء , وأخذت ابناً وأبقيت أبناء .
لله درهم من صابرين , صبروا على مصائب تَهد الجبال واحتسبوا الأجر من
عند الواحد المنان , لأنهم عرفوا فائدة الصبر وأجره العظيم عند الله , وتغلبوا على
هذه المصائب بقوة ايمانهم وثقتهم بالله سبحانه وتعالى 0

جزاك الله خيرا اختى
وجعله الله بيمزان حسناتك

الصبر على البلاء 2024.

البلاء من سنن الله في الكون يبتلي بها من يشاء من عباده
فمنهم من يبتليه بنقص في المال ومنهم من يسلب منه الصحة والعافية ومنهم من يأخذ منه الراحة والسعادة ومنهم من يبتليه بعدم الانجاب ومنهم من يأخذ منه أغلى مايملك في الحياة
كل هذا بلاء يقع على البشر جميعا
غنيهم وفقيرهم كبيرهم وصغيرهم لاتمييز بين أناس وأخرون بل هو عام على الكون
ولكن من الناس من يصبر ويشكر فينال الأجر ويسعده الله بالرضا
ومنهم من يكفر وينكر فليس له من بلائه غير التعب والنصب والفقد
لذلك لابد لنا أن نتنبه لهذه السنة الكونية وأن نحسن التعامل بها
وأحسن طريقة لتجاوزها هي باللجوء لمن أوجدها وابتلاك بها
اللهم لاتبتلينا واذا ابتليتنا فصبرنا على ماابتليتنا به
بارك الله فيك
أختى الفاضلة

عن الصبر 2024.

*الصبر عبادة واجبة على المسلم ..
ومعناه:حبس النفس عن الجزع .. وحبس اللسان عن التشكي .. وحبس القلب عن السخط.
وهو ضد الجزع كما جاء في كتاب اللهقال تعالى: ( سواءٌ علينا أصبرنا أم جزعنا ).

* مصطلحات بمعنى الصبر:
– الصبر على شهوة القلب هو العفة.
– والصبر على فضول الدنيا فهو الزهد.
– والصبر على قدر من الدنيا فهو قناعة.
– والصبر على داعي الغضب في النفس فهو حلم.
– والصبر على داعي التسرع والاندفاع فهو وقار وثبات.
– والصبر على فضول الطعام فهو شرف نفس.

* أقسام الصبر:
بدني ونفساني.
– أو اختياري وإجباري.
أو مذموم ومحمود.

* ويمكن المزج بينهم كما يلي:
بدني إجباري منه المذموم كالذي يتحمل عمله الشاق مع ضياع صلاته عن وقتها ، والمحمود كالذي يتحمل صيام رمضان في شدة الحر.
بدنى اختياري منه المذموم كالذي يتحمل المشقة في السفر لقطع الطريق على المسافرين ، والمحمود كالذي يتحمل المشقة في صيام نافلة في الحر الشديد.
نفساني إجباري وهو محمود وهو الصبر على قدر الله من الابتلاءات والمصائب فليس له من أمره حيلة ولكنه يمنع نفسه عن الجزع والتسخط.
نفساني اختياري وهو محمود أيضا إلا أنه أرقى الأنواع حيث فيه حبس للنفس عن المعصية اختياريا حيث من الممكن أن يعصى ولكنه يمنع نفسه خوفا من الله لا يمنعه غير ذلك.

* أنواع الصبر:
صبر على الطاعة.
وصبر عن المعصية.
وصبر على أقدار الله.

* قال لقمان يوصى ابنه كما جاء في القرآن قال تعالى: ( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ).
* واستخرج العلماء أنواع الصبر من هذه الآية كما يلي:
أقم الصلاة وأمر بالمعروف ( صبر على الطاعة ).
وانهَ عن المنكر ( صبر عن المعصية ).
واصبر على ما أصابك ( صبر على أقدار الله ).

* وبعض العلماء صنف الصبر كما يلي:
صبر لله أي لا تبتغى إلا وجه الله فيه.
صبر مع الله أي مع أوامر الله أي يقبل كل ما يرضى الله.
وصبر بالله أي لتتيقن أن الصبر من الله وإن لم يصبره الله فلن يستطيع الصبر.

*والصبر لا يكون على المصائب فقط بل على النعم أيضا وهو بعدم الركون إليها والاغترار بها والمبالغة في استخدامها وأداء حق الله فيها.

* فوائد وثمار الصبر:
مضاعفة الأجر والثواب , قال تعالى: ( إنما يوف الصابرون أجرهم بغير حساب ).
تعليق الإمامة في الدين على الصبر , قال تعالى: ( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا ).

معية الله , قال تعالى: ( إن الله مع الصابرين ).
صلاة الله ورحمته وهدايته , قال تعالى: ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وأنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ).

توقف النصر على الصبر , قال صلى الله عليه وسلم: ( اعلم أن النصر مع الصبر و أن الفرج مع الكرب و أن مع العسر يسرا ) صحيح الألباني.
محبة الله , قال تعالى: ( والله يحب الصابرين ).

اجتماع خصال الخير في الصابر , قال تعالى: ( وما يلقاها إلا الذين صبروا ).

*والأمر فيه حديث طويل يمكنك الاستزادة من قراءة كتاب " عدة الصابرين " و" مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين " لإبن القيم رحمه الله.

محاضرة الصبر على الطاعة
للشيخ محمد صالح المنجد – بتصرف

منقوووول

جزاك الله كل الخير والسعادة
فى الدارين
و استعينوا بالصبر و الصلاة..
نسأل الله أن يعيننا على الصبر الجميل..

جزاكِ الله خيراً أختي شيماء

و استعينوا بالصبر و الصلاة..
نسأل الله أن يعيننا على الصبر الجميل

بارك الله فيك حبوبه

الصبر 2024.

سبع وسائل لاكتساب الصبر:

الصبر خلق من أخلاق الإسلام الفريدة، والمتأمّل لألفاظ القرآن الكريم يجد الجذر صَبَرَ ومشتقاته قد ورد ذكره في كتاب الله تعالى أكثر من مائة مرّة. والصّبر ما هو إلا الحبس والكف.

وقد قسّم الإمام الغزالي – رحمه الله- الصّبر إلى قسمين: أحدهما بدني ؛ كتحمل المشاق والثبات عليها، والآخر نفسي ، وهو الصّبر عن مشتهيات الطّبع، ومقتضيات الهوى.

والصّبر علاوة على أنّه خلق إسلامي فهو خصيصة إنسانيّة؛ إذ الإنسان هو المخلوق المكلّف، وهو ضرورة للمؤمنين المتّقين، خصوصاً في هذا الزّمن الذي كثرت فيه المفاسد، وزيّنت الشّهوات، وقلّت المعينات على طاعة الله تعالى.

وللصّبر منزلة رفيعة في الدّين، وكما للصّابرين أجر عظيم، يدل على ذلك قول الله تعالى: ( إنّ الله مع الصّابرين) (البقرة 153)، وقوله تعالى (والله يحبّ الصّابرين) (آل عمران 146)، وقوله عزّ وجلّ: ( و لنجزينّ الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) (النّحل 96)، وكقوله تعالى: ( إنّما يوفى الصّابرون أجرهم بغير حساب) (الزّمر 10).

وممّا يعينك على الصّبر، ويهونه على نّفسك، ما يلي:

: فلا بد أن يتيقّن المسلم أنّ هذه الدنيا زائلة، لا مقام فيها، ولا نعيم بها، وأنّها لا تصفو لأحد، وقد خلقها الله تعالى مزيجة من الصّفو والكدر، وصدق من قال:

فأفٍّ لدنيا لا يدوم نعيمها تقلّب تاراتٍ بنا وتصرّف

2- معرفة دور الإنسان في هذه الحياة: فالله خلق الإنسان مبتلىً للعمل والعبادة والاستخلاف، وهو ملك الله تعالى، وكلّ ما قدّر الله تعالى عليه هو داخل بهذا الابتلاء. والله تعالى هو المنعم المتفضّل فله ما أخذ وله ما أعطى.

3-اليقين بحسن جزاء الله تعالى: خصوصاً للصّابرين المحتسبين، فلو استشعر المسلم جزاء الصّابر الشّاكر، لتمنى لو كان دائم البلوى، وإنّ هذا اليقين ممّا يخفف من الإحساس بشدة المصائب، بل قد ينقل المكروه إلى محبب، وما أعظمه أجر الصّابرين في قوله تعالى: ( نعم أجر العاملين، الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلّون) (العنكبوت 58،59).

4- اليقين بكرم الله بالفرج: وأنّ بعد العسر يسراً، وأنّ بعد الضيق الفرج، وأنّ حال الشّدة والابتلاء لا يدوم، يصدّق هذا قوله تعالى: ( سيجعل الله بعد عسرٍ يسراً) (الطلاق 7).

5- الاقتداء والتّأمّل في سير الصّابرين: من رسل الله وأنبيائه ودعاة ومظلومين، ومهما عظمت المصائب أو تعاظمت الشّهوات فسيجد المتتبّع لهذه السّير من يقتدي بصبرهم. وقد حرص القرآن الكريم خصوصاً المكيّ على تكرار مثل هذه القصص على جيل الصّحابة الكرام؛ تخفيفاً عنهم وتربية لهم. ولعلّي أنصح الأخت الكريمة بالوقوف على الصّبر في قصص أنبياء الله: أيوب ويعقوب ويوسف وإسماعيل.

6- سكينة النّفس بقدر الله تعالى: فقدر الله نافذ، ولن يغيّر الجزع والحزن من القدر شيء، والعاقل من لا يحرم نفسه مثوبة الصّابرين المحتسبين.

7- الدّعاء بالتّخفيف من المصاب، والإعانة على الصّبر: والدّعاء أسهل العبادات، ويستطيعه كل الأحياء، ولا أعلم حديثاً عن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يدعو الله فيه بالصّبر عموماً، وإنّما أدعية كثيرة مرويّة عنه بتخفيف المصاب ودفع البلاء، ولا يطلب من المسلم أن يتكلّف ألفاظ الدّعاء، بل يدعو بما تيسّر على لسانه؛ مثل : يارب صبّرني على مصيبتي، أو أعنّي على الصّبر، أو خفف عنّي مصيبتي.

أدعو الله أن يجعلنا من الصّابرين، وأن يرزقنا أجورهم…

السلام عليكم يسرني ان اكون اول من رد على موضوعك القيم اشكرك اختي على الطرح المفيد وان شاء الله نكون من الصابرين ويرزقنا الاجر
: فلا بد أن يتيقّن المسلم أنّ هذه الدنيا زائلة، لا مقام فيها، ولا نعيم بها، وأنّها لا تصفو لأحد، وقد خلقها الله تعالى مزيجة من الصّفو والكدر، وصدق من قال:

فأفٍّ لدنيا لا يدوم نعيمها تقلّب تاراتٍ بنا وتصرّف

بارك الله فيك

جزاكِ الله خيراً أختي، وألهمنا وإياكِ الصبر الجميل.
موضوع الصبر نحتاجه جميعنا، فالدنيا سجن المؤمن وهي دار ابتلاء.

لمن تود الغوص في موضوع الصبر :

¤•°•¤ دعوة لقراءة كتاب : عدة الصابرين * شـ الفائدة والمتعة ـاركونا ¤•°•¤

الدّعاء بالتّخفيف من المصاب، والإعانة على الصّبر

لاكي

اللهم اجعلنا ممن يصبرون
بارك الله فيك وجزاك خيرا
شكرا لك وجزاك الله كل خير
يسلموووووووووا

4- اليقين بكرم الله بالفرج: وأنّ بعد العسر يسراً، وأنّ بعد الضيق الفرج، وأنّ حال الشّدة والابتلاء لا يدوم، يصدّق هذا قوله تعالى: ( سيجعل الله بعد عسرٍ يسراً) (الطلاق 7).

جزاك الله خيراا
وكم نحتاج للصبر في جميع نواحي الحياة فالصبر على المكاره والصبر على الطاعات والصبر على أذى الناس ووووو
أنواع كثيرة من الصبر نسأل الله أن يرزقنا هذا الخلق وأن يفرج عنا وييسر لنا أمورنا نحن وجميييع المسلمين اللهم آمييين
مشكووورة وبارك الله فيك ….

لاكي

الصبر وشكوي الانبياء 2024.

لاكي
الصبر هو حبس النفس عن الجزع واللسان عن التشكي والجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب

وقيل: الصبر: هو الوقوف مع البلاء بحسن الأدب
وقيل: الصبر تجرع المرارة من غير تعبث.
وقيل: هو الوقوف مع البلوى بلا شكوى.


والشكوى إلى الله عز وجل لا تنافي الصبر، فقد قال أيوب عليه السلام: (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (الأنبياء:83

وقال الله عز وجل( إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (ص:44

وقال يعقوب عليه السلام) إِنَّمَا أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ( يوسف:86

مع قوله) فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ) يوسف:18

فالشكوى إلى الله عز وجل لا تنافي الصبر، أما الشكوى إلى المخلوق فإنها تنافي الصبر.

رأى أحد العلماء رجلاً يشكو إلى أخيه فقال له: والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك. وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم

لاكي

لاكي

بسم الله الرحمن الرحيم
نور الله قلبك واسعدك في الدارين
وجعلك من اهل الخير والعطاء
وجزاك الله خيرا علي وجودك في موضوعي

جزاك الله خيراااااااااااااااااااااااااااا
ننتظر المزيد ان شاء الله
جزاك الله خير الجزاء
وجعله فى ميزان حسناتك

جولة في صحيح مسلم: الصبر 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الذي هدانا لكل خير وما كنا لنهتديَ لولا أن هدانا الله، ثم الصلاة والسلام على خير من صلى وبالنهار صام، وجاهد وبالليل قام، وأوذي في الله فصبر وظفر، ودلَّ الأمَّة على كل ما فيه فوز وظفر، فتارة يدلُّهم على فضائلَ وأعمالٍ لها حصر في الثواب، وتارة يدلهم على فضائل وأعمال ثوابُها بغير حساب؛ قال الله – تعالى -: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10]، وكان – صلى الله عليه وسلم – بأمر الله – عز وجل – له بهذا الخُلق العظيم ممتثلاً خير امتثال، قال الله له: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف: 35]، فكانت دعوته خير مثال للصبر، أوذي – صلى الله عليه وسلم – حسًّا ومعنًى فما كان منه إلا الصبر، وكان له عند ربه – جل وعلا – أعظمُ الظفر.

وأنت – أخي المبارك – وأنا، كم نحتاج في واقعنا اليومَ إلى كثير من الصبر، في طاعاتنا، وعن معاصينا، وفيما يصيبنا من أقدار مؤلمة! الصبر كلمة صغيرة تحمل معنى عظيمًا، يحتاجه المريضُ في شكواه، والمبتلَى في بلواه، والمهموم في همومه، والمحزون في غمومه وأحزانه، يحتاجه طالب العلم مع كُتُبه في علمه وجلده، والداعية فيما يلاقيه في دعوته، يحتاجه الأب في تربيته لأبنائه، والأم حينما تحس بفقد أي مفقود، وكذا الزوجة في حياتها.

إن استعمالات هذا الخُلق العظيم عظيمةٌ، وكثيرة، وكبيرة، فإلى كلِّ محتاج ومكلوم ومهموم؛ بل كل مؤمن أصابتْه ضراءُ، ها هو الدواء، الذي قال فيه النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِنْ عَطَاءٍ خَيْرٌ وَأَوْسَعُ مِنَ الصَّبْرِ))، إليك معنى هذه الكلمات التي قالها أفضلُ مَن صَبَر، أسوقها ضمن سلسلة جولتنا في "صحيح مسلم"، ومع حديث في هذا الباب:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ: أَنَّ نَاسًا مِنَ الأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللهِ، فَأَعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ، حَتَّى إِذَا نَفِدَ مَا عِنْدَهُ قَالَ: ((مَا يَكُنْ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهِ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ، وَمَنْ يَصْبِرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِنْ عَطَاءٍ خَيْرٌ وَأَوْسَعُ مِنَ الصَّبْرِ)).

أولاً: تخريج الحديث:
الحديث أخرجه مسلم في "كتاب الزكاة"، "باب فضل التعفف والصبر"، حديث (1053)، وأخرجه البخاري في "كتاب الزكاة"، "باب الاستعفاف عن المسألة"، حديث (1469)، وأخرجه أبو داود في "كتاب الزكاة"، "باب في الاستعفاف"، حديث (1644)، وأخرجه الترمذي في "كتاب البر والصلة"، "باب ما جاء في الصبر"، حديث (2024)، وأخرجه النسائي في "كتاب الزكاة"، "باب الاستعفاف في المسألة"، حديث (2587).

ثانيًا: شرح ألفاظ الحديث:
((حَتَّى إِذَا نَفِدَ مَا عِنْدَهُ)): نفِد – بكسر الفاء – أي: فرغ، والمعنى: حتى فرغ ما عنده.
((فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ)): أي: لن أحبسه وأمنعكم إيَّاه.
((وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ)): السين والتاء تدلاَّن على الطلب في (يَسْتَعْفِفْ، يَسْتَغْنِ)؛ أي: يطلب العفة والاستغناء، فقوله:
((يَسْتَعْفِفْ)): الاستعفاف: طلب العفاف والتعفف، والثاني هو المراد في حديث الباب، وهو طلب التعفف عمَّا في أيدي الناس، فإنه إن فعل ذلك، فالنتيجة: ((يُعِفَّهُ الله))؛ أي: يجازيه على استعفافه بصيانة وجهه ورفع فاقته. [انظر: "النهاية"، مادة (عفف)، و"المفهم" حديث (920)].
((وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ)): أي: يطلب الغنى ممن عنده الغني، الله – جل وعلا – (يُغْنِهِ اللهُ) فيخلق في قلبه غنى، أو يعطيه ما يستغني به عن الخَلق.
((وَمَنْ يَصْبِرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ)): أي: من يستعمل الصبر ويحمل نفسه عليه (يُصَبِّرْهُ اللهُ): يقويه ويمكِّنه من نفسه، حتى تنقاد وتصبر وتذعن لتحمُّل الشدائد.
والصبر: هو حبس النفس عن المكروه، وعقد اللسان عن الشكوى والمكابدة في تحمله وانتظار الفرج. [انظر: "الفتح"، حديث (6470)].

ثالثًا: من فوائد الحديث:
الفائدة الأولى: الحديث فيه الحثُّ على خصلتين عظيمتين متلازمتين، وهما: الاستعفاف عما في أيدي الناس، والاستغناء بما عند الله تعالى.
قال الشيخ السعدي – رحمه الله -: "وتمام ذلك أن يجاهد نفسه على الأمر الثاني: وهو الاستغناء بالله، والثقة بكفايته، فإنه من يتوكَّل على الله فهو حسبه، وهذا هو المقصود، والأول وسيلة إلى هذا، فإن مَن استعفَّ عما في أيدي الناس وعما يناله منهم، أوجب له ذلك أن يقوى تعلُّقُه بالله، ورجاؤه وطمعه في فضل الله وإحسانه"؛ [انظر: "بهجة قلوب الأبرار وشرح الأخبار"، الحديث الثالث والثلاثون].

الفائدة الثانية: الحديث فيه دلالة على عِظَم الصبر، وهي خصلة لها علاقة بالخصلتين السابقتين؛ فالاستعفاف عما في أيدي الناس مع الحاجة، يحتاج إلى صبر، وتقدَّم أن الاستغناء بما عند الله – تعالى – يكون بعد الاستعفاف عما في أيدي الناس؛ ليقوى يقينه بربِّه – جل وعلا.

ولاشك أن الصبر المراد عام في كل أمر يحتاج إلى صبر، وإليك هذه المباحثَ اليسيرة فيه:
أولاً: تعريفه:
هو مصدر "صَبَر يصبر"، وهو مأخوذ من مادة (صبر)، التي تدل من حيث اللغة على ثلاثة معانٍ:
الأول: الحبس، والثاني: أعالي الشيء، والثالث: جنس من الحجارة. [انظر: "لسان العرب"، مادة (صبر)].
وفي الاصطلاح: ذكر له أهل العلم عدةَ تعريفات – وهي متقاربة – منها ما ذكره ابن حجر – رحمه الله – وتقدم في ألفاظ الحديث، ومنها:
قيل: هو حبس النفس عن الجزع، وحبس اللسان عن الشكوى، وحبس الجوارح عن التشويش.
وقيل: هو ترك الشكوى من ألم البلوى لغير الله إلى الله تعالى.

والله – تعالى – أثنى على أيوب – عليه السلام – بالصبر بقوله: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص: 44]، مع أن أيوبَ دعا برفع الضر عنه بقوله: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأنبياء: 83].

فعُلم أن العبد إذا دعا اللهَ – تعالى – في كشْف الضر عنه، فإن هذا لا يقدح في صبره، وهناك تعريفاتٌ أخرى غير ما ذكر. [انظر: "مدارج السالكين"، لابن القيم، 1/162، 163].

ثانيًا: للصبر أنواع:
قال ابن القيم – رحمه الله -: "الصبر باعتبار متعلقه ثلاثة أقسام: صبر على الأوامر والطاعات حتى يؤدِّيها، وصبر عن المناهي والمخالفات حتى لا يقع فيها، وصبر على الأقدار والأقضية حتى لا يسخطها"؛ [انظر: المرجع السابق، 1/165].
فالصبر على الطاعات: كالصبر على الصلوات فرضًا ونفلاً، والصيام، وقراءة القرآن، وغيرها من أنواع الطاعات.
والصبر على المعاصي: كالصبر على الشهوات المحرَّمة، كالزنا، والنظر الحرام، والأكل الحرام، وغيرها من أنواع المعاصي.
والصبر على الأقدار والأقضية: كالصبر على الابتلاء والمصائب والأوجاع، وفوات بعض المصالح، وحصول بعض المكاره المقدَّرة.

ثالثًا: أهمية الصبر:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: "قد ذكر الله الصبر في كتابه في أكثرَ من تسعين موضعًا، وقرنه بالصلاة في قوله: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45]، وجعل الإمامةَ في الدين موروثةً عن الصبر واليقين بقوله: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24]، فإن الدِّين كلَّه علمٌ بالحق وعمل به، والعمل به لا بد فيه من الصبر؛ بل وطلبُ علمه يحتاج إلى صبر" ["البصائر": 3/376].

رابعًا: حكم الصبر:
أمر الله – عز وجل – بالصبر؛ فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]، ونهى عن ضدِّه، فقال – تعالى – لنبيه – صلى الله عليه وسلم -: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ} [الأحقاف: 35]، فالعجلة ضد الصبر.

وأما حكمه، فقد ذهب ابن القيم – رحمه الله – إلى وجوبه، ونقل الإجماعَ على ذلك، فقال: "وهو واجب بإجماع الأمَّة" [انظر: "المدارج" 2/174].
ولعله – رحمه الله – أراد الصبر على الأمور الواجبة، أو عن الأمور المحرَّمة.

ومن أهل العلم مَن ذهب إلى التفصيل، وما أجملَ ما قاله الإمام الغزالي – رحمه الله -: "واعلم أن الصبر أيضًا ينقسم باعتبار حكمه إلى فرض ومستحبٍّ ومكروه ومحرَّم؛ فالصبر عن المحظورات فرض، والصبر على المكاره مستحب، والصبر على الأذى المحظور محظور، كمن يُقصد حريمه بشهوة محظورة، فتهيج غيرتُه، فيصبر عن إظهار الغيرة ويسكت عما يجري على أهله، فهذا الصبر محرَّم" [انظر: "الإحياء" 4/69].

فالصبر على أداء الصلوات المكتوبات، هذا صبرٌ واجب، لكن الصبر على إسباغ الوضوء على المكاره حال برودة الماء أو حرارته مستحبٌّ، وكذلك الصبر على مقابلة السيئة بمثلها، فالله – عز وجل – أجاز لمن عوقب بسيئة أن يعاقِب بمثلها؛ لكن العفو – وسماه صبرًا – خيرٌ منه، فهذا صبر مستحب؛ قال – تعالى -: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل: 126].

خامسًا: للصبر ثمرات وفضائل:
لعِظَم أمر الصبر جعل اللهُ – تعالى – فيه ثمراتٍ وفضائلَ كثيرةً، أسوق لك شيئًا منها، عشرًا من الكتاب، وعشرًا من السنة، فإليك مما ورد من الكتاب أولاً:
1- أن الله – تعالى – جعل الإمامة في الدين منوطةً بالصبر واليقين؛ قال – تعالى -: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24].
2- أن الله أخبر أن الخير في الصبر مؤكِّدًا ذلك باليمين؛ قال – تعالى -: {وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل: 126]. ومن أعظم الخير فيه أن أجْره لا يُقدَّر ولا يحدَّد؛ قال – سبحانه -: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10].
3- وأخبر الله – جل وعلا – أنه يحب الصابرين؛ قال – تعالى -: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146].
4- وأخبر أنه معهم، فبالصبر ينال العبدُ معيَّةَ الله تعالى؛ قال تعالى: {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46].
5- وعلَّق الله – تعالى – الفلاح على الصبر والتقوى؛ فقال – تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200].
6- وأعطى الصابرين عند المصيبة ثلاثَ بشائرَ، كلُّ واحدة منها عظيمة بذاتها؛ فقال – تعالى -: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 155 – 157].
7- وأخبر أنه بالصبر والتقوى معهما لا يضر كيدُ العدو وتسليطه؛ فقال – تعالى -: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران: 120].
8- وأخبر أن الفوز بالجنة، والنجاة من النار إنما تنال بالصبر؛ فقال – تعالى -: {إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ} [المؤمنون: 111].
9- وأن تدبُّر آياته والانتفاع بها خصَّ به أهل الصبر والشكر؛ فقال – تعالى -: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [إبراهيم: 5].
10- وأخبر أن الصبر من أعالي الأمور وأعظمها؛ فقال – تعالى -: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [آل عمران: 186].
وقال حكاية عن لقمان: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [لقمان: 17].
وهذا مما ورد من فضائل الصبر في القرآن، وهي كثيرة جدًّا، وتقدم قول شيخ الإسلام – رحمه الله – بورود الصبر في القرآن في أكثر من تسعين موضعًا، وامتدح الله – تعالى – الصبر في كثير من المواطن.

وورد في السنة فضائل كثيرة، منها:
11- فأخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – أن الصبر ضياءٌ؛ ففي "صحيح مسلم" من حديث أبي مالك الأشعري – رضي الله عنه – قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((الصبر ضياء)).

12- وأخبر أنه من ابتُلي بذَهاب عينيه فصبر فإن فله الجنة؛ ففي "صحيح البخاري" من حديث أنس – رضي الله عنه – قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله – عز وجل – قال: إذا ابتَليتُ عبدي بحبيبتيه فصبر، عوضتُه منهما الجنة))؛ يريد: عينيه.

14- وكذلك من صبر على ذهاب حبيبه من قريبٍ أو صديق، فله الجنة؛ ففي "صحيح البخاري" من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((يقول الله – تعالى -: ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضتُ صفيَّه من أهل الدنيا ثم احتسبه، إلا الجنةُ)).

15- وأخبر – صلى الله عليه وسلم – أنه من صبَر على شدة المدينة، نال الشهادة أوالشفاعة له منه – صلى الله عليه وسلم – ففي "صحيح مسلم" من حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((من صبر على لأْوائها وشدَّتها، كنتُ له شهيدًا أو شفيعًا يوم القيامة))؛ يعني: المدينةَ.

16- وأخبر أن من علامات الخيريَّة للعبد أن يصيبه، ولا شك أن العبد بالصبر ينال الفضل الكامل على المصيبة؛ ففي "صحيح البخاري" من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((من يُرِدِ الله به خيرًا، يُصِبْ منه)).

وكذلك ينال بذلك تكفير السيئات، ولو صغرت المصيبةُ؛ ففي الصحيحين من حديث عائشة – رضي الله عنها – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((ما من مصيبةٍ تصيب المؤمنَ، إلا كفَّر الله بها عنه، حتى الشوكة يُشاكُها)).

17- وأن الصبر في آخر الزمان مضاعَفٌ أجرُه وثوابه، حتى إن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((إن من ورائكم أيامَ الصبر، الصبر فيه مثل قبضٍ على الجمر، للعامل فيهم مثلُ أجر خمسين رجلاً يعملون مثلَه))، قال: يا رسول الله، أجر خمسين منهم؟ قال: ((أجر خمسين منكم))؛ أي: من الصحابة – رضوان الله عليهم – والحديث رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه من حديث أبي ثعلبة الخشني – رضي الله عنه.

18- وأخبر أن النصر قرينُ الصبر ومعه، ففي "مسند الإمام أحمد" و"سنن الترمذي" من حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرًا كثيرًا، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا))؛ قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

19- وأخبر أن الصبر مع مخالطة الناس والصبر على أذاهم، أعظمُ أجرًا ممن لم يكن كذلك؛ ففي "سنن الترمذي" وابن ماجه و"مسند أحمد" من حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((المؤمن الذي يخالط الناسَ ويصبر على أذاهم، أعظمُ أجرًا من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم)).

20- وأخبر أن المؤمن بصبره على الضراء يحوِّل ما يصيبه في دنياه إلى خيرٍ يستفيد منه؛ ففي "صحيح مسلم" من حديث صهيب – رضي الله عنه -: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كلَّه خيرٌ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابتْه سراءُ شكَرَ، فكان خيرًا له، وإن أصابتْه ضراءُ صبَرَ، فكان خيرًا له)).

وهذه عشرُ فضائلَ مما ورد في السنة، فتتامّت عشرين ثمرة وفضيلة من الكتاب والسنة، ولا أدَّعي حصرها؛ بل هو شيء يسير في فضل هذه العبادة العظيمة، عبادة الصبر، ومما أسعفني فيه بحثي المتواضع على عجالة من أمري، وما ذاك إلا لتدرك – أخي المبارك – طرفًا من قول النبي – صلى الله عليه وسلم -في حديث الباب: ((وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِنْ عَطَاءٍ خَيْرٌ وَأَوْسَعُ مِنَ الصَّبْرِ))، وإلا فعند التأمل في هذه العبادة، تظهر لك ثمراتٌ وفضائلُ، وأسرار ونوائل، نسأل الله أن يجعلنا من أهلها.

سادسًا: أعظم الصبر فضلاً وأجرًا عند أول المصيبة:
ففي الصحيحين من حديث أنس – رضي الله عنه – قال: مرَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – بامرأةٍ تبكي عند قبر، فقال: ((اتقي الله واصبري))، قالت: إليك عني؛ فإنك لم تُصبْ بمصيبتي – ولم تعرِفْه – فقيل لها: إنه النبي – صلى الله عليه وسلم – فأتتِ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – فلم تجد عنده بوابين، فقالتْ: لم أعرِفْك، فقال رسول الله: ((إنما الصبر عند الصدمة الأولى))، وسيأتي الكلام على هذا الحديث في بابه – بإذن الله تعالى.

سابعًا: البكاء ودمع العين لا ينافي الصبر:
بل البكاء إذا كان رحمةً، فهو مستحب؛ لأنه هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – ويدل على ذلك: ما جاء في الصحيحين من حديث أنس – رضي الله عنه – لما دخل النبي – صلى الله عليه وسلم – على ابنه إبراهيم وهو في سكرات الموت وعيناه تذرفان، قال أنس: فقال عبدالرحمن بن عوف: وأنت رسول الله! فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((إن العين لتدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربَّنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون)).

وأيضًا ما جاء في الصحيحين من حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – حينما عاد النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – سعدَ بن عبادة – رضي الله عنه – وكان مريضًا، بكى النبي – صلى الله عليه وسلم – فلما رأى أصحابُه بكاءه بكَوا، فقال: ((ألا تسمعون؟ إن الله لا يعذِّب بدمع العين ولا بحزن القلب، ولكن يعذِّب بهذا – وأشار إلى لسانه – أو يرحم)).

وفي الصحيحين أيضًا من حديث أسامة – رضي الله عنه – حين بكى النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – لخروج روح ابن ابنته، قال له سعد – رضي الله عنه -: "ما هذا يا رسول الله؟!"، فقال: ((هذه رحمة جعلها الله في قلوب عبادة، وإنما يرحم اللهُ من عباده الرحماءَ)).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: "لكن البكاء على الميت على وجْه الرحمة مستحبٌّ، وذلك لا ينافي الرضا"؛ [انظر: "مجموع الفتاوى" (10/479)].

وأما إذا صاحَبَ البكاءَ تسخطٌ وتبرُّم من القضاء، أو نوح وصياح، أو خمش للوجوه، ونحو ذلك من الأفعال أو الأقوال المحرَّمة، فهذا بكاء ممنوع محرَّم، يأثم عليه صاحبُه.

ثامنًا: هل الشكوى إلى الناس ما يجد من الألم ينافي الصبر؟
الصواب أنه لا ينافي الصبرَ، إن كان راضيًا بقضاء الله وقدَرِه، غير ساخط ولا جازع، ويدل على ذلك ما جاء في "صحيح البخاري" من حديث عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت: "وا رأساه!" فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((لو كان وأنا حي (أي: لو متِّ وأنا حي) فأستغفر لكِ وأدعو لكِ))، فقالت عائشة: وا ثكلياه! والله إني لأظنك تحب موتي، ولو كان ذلك لظللت آخر يومك معرسًا ببعض أزواجك، فقال النبي: ((بل أنا وا رأساه!)) الحديث، وسيأتي الكلام عليه في بابه – بإذن الله تعالى.

قال ابن حجر – رحمه الله -: "وأما مجرد التشكي، فليس مذمومًا، حتى يحصل السخط للمقدور"؛ [انظر: كتاب المرضى، باب ما رخص للمريض أن يقول: إني وجع، أو وا رأساه…].

ولا شك أن الأفضل للمصاب أن يشتغل بذِكر الله وحمده والثناء عليه، فهذا خيرٌ له من الشكوى، وربما احتسابه لذلك وإخفاء صبره على المصيبة عن الناس أفضلُ، وهذا هو الصبر الجميل، وهو الأكمل والأفضل.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: "ذكر الله – تعالى – في كتابه الصبرَ الجميل، والصفحَ الجميل، والهجرَ الجميل، والصبرُ الجميل: هو الذي لا شكوى فيه ولا معه، والصفحُ الجميل: هو الذي لا عتاب معه، والهجر الجميل: هو الذي لا أذى معه" [انظر: "مدارج السالكين" 2/167].

تاسعًا: وماذا يقول المصاب عند المصيبة؟
شاع عند الناس أنه إذا أصيب بمصيبة أن يقول: (لا حول ولا قوة إلا بالله)، وليس هذا هو الهدي النبوي عند ذلك؛ بل السُّنة أن يقول ما أثنى الله به على عباده المؤمنين، حيث قال: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156].

وما جاء في السنة من حديث أم سلمة – رضي الله عنها – أنها سمعتْ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: ((ما من مسلمٍ تصيبه مصيبةٌ، فيقول ما أمره الله: "إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، واخلف لي خيرًا منها"، إلا خلف الله له خيرًا منها)).

هذا ما تيسر عرضه من مباحثَ تتعلَّق بالصبر، وسيأتي مزيد على ذلك – بإذن الله – في مظانها، والله أعلم وأحكم.

الفائدة الثالثة: حديث الباب فيه دلالة على أن خُلق الصبر خلقٌ مكتَسب أيضًا، وذلك إذا عوَّد العبدُ نفسَه على تحمل المشاق وصبَّرها، نال العون على ذلك من الله – جل وعلا – فإن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((ومن يصبِرْ، يصبِّره الله)).

مُسْتَلَّةٌ من شرح صحيح مسلم، كتاب الزكاة، للشيخ عبدالله حمود الفريح – الحدود الشمالية – رفحاء.

الشيخ/ عبدالله بن حمود الفريح

نقلا عن موقع الالوكة

::
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
الصبر طاعة للخالق سبحانهُ وتعالى..
وخلق فاضل من أخلاق النفس يمتنع بهِ صاحبهِ من فعل ما لا يُحسن ، ولا يُجمل..
فالصابرون هم أهل الإمامة في الدين:
" وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا " السجدة:24 ..

اللهم ألهم قلوبنا الصبر ، اللهم أجعلنا من الصابرين والشاكرين
يا أرحم الراحمين . .

بارك الله فيكِ وأثابك الجنة

..