حذار من العصبية العمياء 2024.

يبدو أنه مازال في أعماقنا نحن العرب العصبية العمياء.. فكل ما يصدر عن غيرنا ولو كان أخاً حميماً مرفوض حتى لو كانت فيه وجهة نظر، وكل ما يصدر عنَّا شخصياً حق وصواب، حتى لو كان عين الخطأ!
مازلنا نرتدي الأفكار أزياءً، ولم تنقلب الأفكار في نفوسنا ولا في عقولنا إلى أعباء حقيقية تحثنا على حمل المسؤوليات التي تخدم هذه الأفكار، وتبث فيها الحياة والحركة.
مازلنا نتزيَّا بأفكارنا، ولا نعيشها، ولا نغيِّر بها أحوالنا.
ما زلنا ندعو الناس إلى الالتزام بمبادئ نحن أعجز الناس عن الالتزام بها لقحط أصاب قدراتنا النفسية، ولانعدام الصدق في قلوبنا ونفوسنا، حتى بتنا أمهر الناس في الكذب، وفي الكذب على أنفسنا خاصة!.
مازلنا عند كل امتحان نخلع كل زيّ، ونعود إلى عصبيتنا وفرديتنا وأنانيتنا، نعود أعراباً مستعدين للضرب والخمش واللكم والانتصار لأنفسنا بكل وسيلة ممكنة، مادامت "الأنا" فينا قد مُسَّت ولو عن طريق غير مباشر.
ما فتئنا نلبس أردية القتال، ونتوشح سيوف الثأر، ولا نعرف كيف نخمد الفتن في مواقعها، ولا كيف نبتسم في وجوه بعضنا البعض على إثر خلاف فكري، ولا كيف نمد أيدينا، لنتصافح بعد كل نقاش ومشاجرة.=>
من كتاب "خواطر في زمن المحنة" لنوال سباعي
الله يعطيك العافية يا واحة.
وتعقيباً على موضوعك سأقص عليك ما حدث مع زوجي البارحة.
زوجي رئيس المسجد هنا، وبحكم عمله كمسؤول، عليه أن يسهر على أمن المسجد والمصلين.
خرج من المسجد قبل صلاة العشاء ووجد مكان مواقف السيارات فارغاً، ولكن 5 سيارات قد صفت عند موقف سيارة الإطفاء وفوق الرصيف حتى يكونوا على باب المسجد، وهذا مخالف للقانون، أي لو جاء الشرطي فوراً يعطي المخالفة. فلو حدث أمر طارئ لن يكون هناك ممر لسيارة الإطفاء والشرطة.
المهم، دخل زوجي ونبه وقال للمصلين أن السيارات التي في غير موقفها وتصف فوق الرصيف ستخالف وتؤخذ خارج المسجد، وطبعاً هذا يعني فاتورة كبيرة على السائق.
لم يستجب أحد، انتهت صلاة العشاء وأوشكت أن تبدأ التراويح، فخرج ووجد السيارات في مكانها الخطأ.
فقام وأعلن قبل التراويح نفس الإعلان. أنتظر كم دقيقة وخرج ولا من مستجيب…
ذهب واتصل بشركة نقل السيارات المخالفة.
عندما وصلوا، خرج المصلون يركضون على سياراتهم. ولكن فات الأوان.
بدلاً من أن يعترفوا بخطئهم، باتوا يشتمون زوجي ويصرخون عليه.
وزوجي من الطبع الهادىء الذي يستطيع أن يميت الشخص من هدوءه، كان متبسماً وهو يرد عليه.
الشخص "المسلم" بدأ باستخدام أقذر الكلمات، ويهدد ويوعد بأنه سيفعل كذا وكذا…
وزوجي يقول له: يا أخي لن تستطيع فعل شيء، فهدد كما تشاء، الخطأ خطؤك، وهو مبتسم، حتى يزيد من جنونه.
زاد جنونه، وهم الرجل أن يضرب زوجي!! وأتى والد المجنون، وأصبح يهدد ويقول: ألا تعرف من نحن؟؟؟ لن نأتي إلى المسجد!!!!! سنريك، أنت كذا وكذا……
المهم وقتها زوجي أخبر سائق النقل أن يتصل بالشرطة، فجاءت الشرطة فوراً، ووقفوا بعيداً بانتظار الرجل أن يتصرف بأي خطأ تجاه زوجي حتى يحبس… فخاف وارتدع.
المصيبة الآن، أن هؤلاء الناس يعتبرون أنفسهم أنهم مسلمون، ولكن وقت الشدة يتعاملون مثل اليهود.
عندما يذهب هذا الرجل إلى عمله أو إلى التسوق، يصف في المكان المخصص ولا يجرؤ على التزحزح شعرة. ولكن في المسجد، بيت الله، لا يأبهون، يصفون في أي مكان على أساس أنه لن يخالفهم أحد. ينسون الله!!!!
وهذا الرجل أكثر الرجال تحدثاً عن فشل المسلمين والعرب في حياتهم.
وهو مثال الفشل.
هل هذا شعار المسلم؟ هل هذا شعار العربي؟
المفروض أننا قدوة للبشرية، ما هي النظرة التي نعطيها عنا للعالم عندما لا نستطيع أن نتحكم في أنفسنا، نتشاجر فيما بيننا لسبب تافه…… بسبب…. المااااااااااال، القروش!!!!!!
هذا الرجل افتعل ساعة من الصراخ وكسب الآثام والتلفظ بألفاظ نابية، لماذا؟؟؟؟؟؟؟ بسبب المال… لا يريد أن يدفع. حتى أن شاباً لا يخصه الأمر حتى يسكته قال له: ألأجل المال تصرخ؟ حسناً سأعطيك أنا المال، وتخيلوا أنه قبل!!!!! من شخص غريب، قبل المال!!!!!!!!!!
ماذا تقولون في شعب على هذه الشاكلة؟!!!!!!!!!!!!
تخيلوا الآن الشرطة ستكون في خلال الصلاة كل يوم في المسجد حتى يتأكدوا من أن السيارات في مكانها؟ إن لم نستطع أن نتحكم في موقف سيارات…ما هي آخرتنا؟؟
الله يستر من آخرتنا!!
تحياتي لزوجك إيمان .والله غير هيك ما بيردعهم .ما كانو بيحسو على الحكي من اولها لكن الفلوس خلتهم يحسو .
الله يحييك يارب لاكي
شايفة بالله، حتى ثاني أرسل لكل الجالية بالإيميل، وقاللهم هذا القانون، وأي سيارة مخالفة رح تعطى المخالفة، شو صار؟ ثاني يوم وحتى الآن ما في سيارة إلا في مكانها لاكي
لاكي