ونحن نحتاج جدا للقوانين ، لاسباب عديدة اهمها انها تنظم الحياة وتحفظ الحقوق ، هناك قوانين تفرض علينا نحن الكبار ونضطر للامتثال لها وهناك قوانين نتبعها ونحن مقتنعون بها وهناك قوانين نتمنى لو انه اخذ راينا فيها قبل ان تفرض علينا ..
نحن ايضا كأولياء امور وآباء نضع قوانين خاصة في بيوتنا ، ويضطر ابناءنا الى اتباعها ، بعضها قد يقتنعون به ، وبعض القوانين يرفضونها او يناقشونها معنا اذا كان هناك فرصة لذلك .
السؤال الهام جدا هنا هو : على اي اساس نضع نحن الآباء القوانين والانظمة في البيت؟؟؟؟يضع الوالدين القانون حتى يحافظوا على سلامة الطفل وحمايته ، وايضا لكي يحافظوا على حقوقهم كآباء في الاحترام والراحة .
والمشكل الذي يحدث احيانا هو حدوث تعارض بين حاجات الوالدين وحاجات الابناء فيبدو القانون مجحقا بحق احد الطرفين وغالبا ما يكون الابناء ، لذلك تبدأ المناقشات والمشاكل الناتجة من عدم قناعة الطرف الخاسر .
وبناء عليه يجب ان نفكر جيدا قبل وضع اي قانون منزلي لابناءنا ، اذ يجب ان تتصف القوانين والانظمة بمجموعة من المواصفات التربوية المهمة ، ولا توضع عشوائيا دون دراسة ، هذه بعض مواصفات الانظمة المنزلية :
– ان تتناسب مع خصائص الطفل وحاجاته( تخيلوا ان تضع يضع الاب قانونا يمنع طفله ذو الثلاث سنوات من الحركة ، فيطلب منه التزام الهدوء التام ، وهذا بالطبع يستحيل حدوثه لأن الطفل في هذا العمر يحتاج للحركة وتعتبر الحركة جزءا مهما في نموه الطبيعي )
– ان تكون انسانية لا تؤدي الى اهانه الطفل او اذلاله( كأن نطلب من الطفل وضع يده على فمه لكي لا يتكلم ويزعجنا ، او ان نضع قانونا يمنع الاطفال من الخروج من غرفهم عند وجود ضيوف في المنزل )
– ان لا تكون تعسفية وجائرة ( كأن نطلب من الطفل المذاكرة طوال اليوم دون وجود فترات راحة )
– ان تحتوي على تعليمات واضحة وظاهرة( فلا نضع قانونا مبهما مثل : كل واحد منكم يهتم بغرفته ، وبدلا من ذلك نقول : كل واحد منكم يرتب سريره ، وطاولة الدرس ، ويزيل القصاصات من على الارض )
– ان تكون معقولة ومنطقية( سمعت مرة احدى الامهات تقول بانها وضعت قانونا لاطفالها ينص على ان من يتأخر منهم في العودة للبيت بعد الثانية عشرة ليلا عليه ان ينام خارج البيت ! )
– ان يتم مراجعتها بين الحين والآخر
فليس هناك قوانين ابديه ، – بالطبع ما عدا الدينية منها ..- بناء عليه يجب تغيير القوانين اذا ما ظهرت ظروف جديدة تستدعي ذلك .
– ان تثابر الام على تعليمها للاطفال بحزم وجدية( فعلينا ان نلتزم بالقوانين ونطبقها اذا اتصفت بالمواصفات السابقة ، فيكون هناك ثبات في القانون من اجل احترامه ، لا ان نغير القانون كل يوم مثلا )
– ان تكون ثابته لا تخضع للاهواء والمزاج الشخصي
( كأن نرضى بمخالفة القانون عندما نكون فرحين ونصر عليه عندما نكون متوعكين مزاجيا !
** شرح القانون واسباب وضعه : نستطيع نحن الاباء بالطبع ان نضع الكثير من القوانين لابناءنا لاننا نملك السلطة ، فنحن اكبر سنا ونتحمل مسؤولية اعالة الابناء ، ولكن هل تعتقدون فعلا انه يحق لنا ان نضع " اي قانون " دون ان نشرحه للابناء اعتمادا على ذلك؟؟؟
ارى ان الاجابة هي لا ، من حق الابناء ان يعرفو القانون واسباب وضعه ، وما الذي سيحصلون عليه مقابل محافظتهم على القانون من نواحي ايجابية نابعة من مصلحتهم الشخصية اكثر من اي شيء آخر .
و هناك عدة طرق لوضع القوانين في الاسرة منها :
– ان يضع الوالدين قانونا معينا ثم يعرضونه على الابناء ويناقشونه معهم للتوصل الى صيغة نهائية له ( اي القانون موجود ولكن الابناء يناقشونه ويعدلونه ) _______تناسب الاطفال الصغار
– ان تكون هناك مشكلة تحتاج الى قانون في الاسرة ، وعليه يجتمع الابوان مع الابناء لعرض المشكلة ، ثم يطلبون منهم اقتراح قوانين معينه لتفادي حدوث المشكلة مستقبلا ( في هذه الحالة القانون غير موجود بل يضعه الابناء ويناقشه الوالدين للوصول لاحسن صيغة له ) ______ تناسب الاطفال الاكبر سنا .
ومن الامور المحببة بالنسبة للقوانين والانظمة التي توضع في الاسرة هي ما يسمى ب " اجتماع القوانين " او " نقطة نظام " وهو اجتماع بين افراد الاسرة في اوقات محددة سلفا من كل اسبوع او كل شهر ( حسب اتفاق افراد الاسرة ) ، حيث يجتمع الجميع في جو ودي دافيء " بما يشبه الاحتفال! " ويمكن ان تدور في هذا الاجتماع الامور التالية :
– وضع قانون جديد للتعامل مع جهاز جديد في البيت او مرفق من المرافق
– وضع قانون جديد له علاقة بالتعامل بين الاطفال وعلاقة الاخوة
– مراجعة قانون لم يتم الالتزام به من قبل الابناء
– مراجعة قانون حسب طلب الابناء
– مراجعة قانون وضعه احد الابوين وصعب على الاطفال تطبيقه
وكلمتي الاخيرة هي ضرورة الاهتمام بوضع القوانين المناسبة للاطفال لاننا في النهاية كل منا يعتبر راعيا مسؤولا عن رعيته..
اقرؤوا معي هذا المقال من كتاب المنهج المطور لرياض الاطفال / بتصرف :
((( للقدوة في توجيه السلوك مكانتها في الإسلام فقد ركز عليه الرسول صلى الله عليه وسلم في تعليمه المسلمين لمبادي الدين.
ويبدأ الطفل الصغير عادة بالتمثل بوالديه أول الأمر لإرتباطه بهما عاطفياً وكلما كبر زاد تعرفه على راشدين يخصونه. فيظهرون له أنماطاً من السلوك جديدة عليه ويخصونه بالحب والحنان في آن واحد، فيقتدي بهم أو بالذين يشعر بأهميتهم، وتتسع دائرة معارف الطفل فتتاح له فرص أكبر في مراقبة وتقليد أشخاص عديدين يقابلهم في حياته اليومية فيتمثل بهم أيضاً.
ويدخل الطفل الروضة وتصبح معلمته أحد هؤلاء الأشخاص المهمين بالنسبة له. كثيراً لا تدرك هي ولا غيرها من الراشدين هذا الدور الحيوي الفعال الملقى على عاتقها فتفاجأ بتقليد الأطفال لها كلاماً وسلوكاً، وأحياناً كثيرة منطقاً ويستشهدون بأفعالها وأقوالها عن محبة وانتماء وثقة. من هنا تنبع المسؤولية والخطورة في دور القدوة وأهمية وضوح رؤية المربية لها والتقيد بأصولها.
وقد أوضحت الأبحاث الحديثة أن اقتباس السلوك الاجتماعي الإيجابي أو السلبي، ينتج عن المؤثرات الخارجية المرتبطة بعواطف الطفل وأحاسيسه، وتساعد هذه المؤثرات على تنشئته وتعطيه الأمثله المطلوب منه الاقتداء بها. وفحوى هذه النظرية أن الطفل وهو يقلد سلوك البالغ أو كلامه، يتلقى تشجيعاً منه وتعزيزاً يبدو له بشكل مكافأة معنوية. فالبالغ يبتسم للطفل أو يربت على ذراعه تشجيعاً له عندما يقلد السلوك المرغوب فيه والمرضي عنه، فيتكون سلوك الطفل حسب القدوة التي سيقتدي بها متعاونة كانت أو عنيفة، وتؤثر عليه في صغره وكبره، ويعتبر هذا حلقة مفرغة إذا بدأت يصعب انتهاؤها.
وقد كان ذكر علماء المسلمين لهذه النظرية واضحاً في كثير من كتاباتهم وتوجيهاتهم، فمثلاً روى الجاحظ أن عقبة بن أبي سفيان دفع ولده إلى معلم وقال له " ليكن أول ما تبدأ به إصلاح بني إصلاح نفسك، فإن أعينهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما استحسنت والقبيح عندهم ما إستقبحت))) .
اذن تلاحظون ان القدوة هي مفتاح قديم استخدمه الانبياء وبعدهم الصحابة والعلماء ، ايمانا منهم ان لها اكبر التاثير في توجيه سلوك الناس ، فعلى سبيل المثال نحن نصادف في حياتنا الكثير من الناس الذين يجيدون فن الحديث وتنميقه ، فيقولون اشياء كثيرة ، الا اننا دائما ما نسأل انفسنا : هل يقوم هؤلاء فعلا بتطبيق ما يقولونه؟ تلاحظون اننا دائما مهتمون بهذه النقطة لاننا نشعر ونعرف ان من يقول شيئا لا يقوم بتطبيقه وكأنه لا يقول شيئا .
وهكذا اطفالنا ، ففي كثير من الاحيان نعلمهم المباديء والقوانين والقيم ونكون نحن اول من يخالفها في حياتنا اليومية فهل تعتقدون انهم يؤمنون بما نقوله ؟
اذن اهم نقطة في هذا المفتاح هي ان نكون قدوة جيدة لابناءنا في الالتزام بالقيم والقوانين والانظمة التي نطلب منهم الالتزام بها .
شيء اخر ربما نمر به جميعا في حياتنا مع الاطفال في المنزل ، وهو عندما نفاجأ بأن ابناءنا يعرفون الكثير من الاشياء التي فعلناها وقلناها ونحن نعتقد انهم لم يعيروها اهتماما ، فقد نقول لصديقة في الهاتف اننا نشعر بالتعب ، وذلك امام اطفالنا ، ثم بعد قليل نطلب من الاطفال ان يجهزوا لنخرج مثلا ، فنفاجأ عندما يقول لنا احد الاطفال : ها؟ الم تقولي لصديقتك انك تعبانه؟؟
هل تلاحظون ذلك مع ابناءكم؟؟ نعم ثقوا دائما ان اطفالكم – مهما صغرت اعمارهم – يراقبونكم او بالاحرى يتابعون تصرفاتكم بالتفصيل ، وهذا شيء خطير ، فكل خطأ ترتكبونه امامهم يعطيهم نموذجا عمليا قد يقومون بتطبيقه فيما بعد ..
وكما يقلد الاطفال الام والاب فانهم يقلدون اخوانهم ايضا ، لذلك فانه من المهم دائما التركيز على تنمية القيم والسلوكيات الجيدة لدى الاخ او الاخت الكبرى ، لانها يمكن ان تكون نموذجا لباقي الاخوة.
وحتى العاملة في المنزل يمكن ان تمثل قدوة للاطفال في كثير من المواقف ، خاصة عندما تمضي وقتا طويلا مع الاطفال ، فهم يقتدون بها وهذا ما يدعونا الى الاهتمام بحسن اختيار العاملة ومتابعة سلوكها ..
الامثلة كثيرة على القدوة ، اشعر اننا جميعا نعي اهمية ان نكون قدوة صالحة للابناء ، ولكن ما يلزمنا هو الحرص على مراقبة ما نقول ونفعل امام الابناء في تفاصيل الحياة اليومية ، فهذه الاشياء هي التي تنتقل للابناء وليس النصائح والاقوال .
موضوع يحتاج إلى الكثير من المتابعة والاهتمام حتى نتمكن من تطبيق ما نقرأه
نعم المهم هو التطبيق، والله المستعان وعليه التُكلان.