المفاسد المترتبة على عدم التخلق بخصال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 2024.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المفاسد المترتبة على عدم التخلق بخصال الأمر بالمعروف

والنهـي عن المنكر :

1 – العـلـــم : الداعي إلـــى الله لا بد أن يكــون علــى بصيرة

فيــمــا يأمر به و فيما ينهى عنه ، وهي الدليل الواضح الذي

لا لبس في الحق معه، كما قال تعالى ( قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو

إلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) فـــإن كان جاهلًا فقـد

يأمر بما ليس بمعروف ، وينهى عما ليس بمنكر ، لا سيما

في هـــذا الزمن الذي انتشر فيه الجهل ، وصار المعروف

منكرًا ، و المنكر معروفًا عند كثير من الناس .

2- الرفق : ينبغي للداعية أن تكــون دعوته إلى الله بالحكمة

واللطافة مع إيضاح الحق ، كـمــا قال تعالى ( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ

رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) فــإن كانت دعوته بقسوة

وعنف وخرق ، فإنها تضر أكثر مما تنفع ، وكانت سببًا في

نفـرة المأمور والمنهي ، وربما أخذته العزة بالإِثم فاستمر

على مــا هو عليه من المنكر و ترك المعروف ، أو زاد

في ذلك بسبب طريقة الداعية الخرقاء .

3- الصبر : الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر لا بد له من

الصبر لأن الأمــر بالمعروف وظيفة الرسل وأتباعهــم وهـــو

مستلزم للأذى من الناس؛ لأنهم مجبولون بالطبع على معاداة

مــــن يخالفهم فــي أهوائهم وشهواتهم وأغراضهم فيعادونه

ويؤذونه ، ولهـذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلــم لورقة

بن نوفل فــي أول البعثة حيــــن أخبره أن قومه سيخـرجونه

"أو مخرجيّ هم ؟" أخبره أن هـذا الدين الذي جاء به لم يأت

به أحد إلا عــودي ، وروي عـن عمر بن الخطاب رضــي الله

عنـــه أنه قال " ما تـرك الحـق لعمر صديقًا ". فإذا لم يصبر

عــلــى الأذى لزم من ذلك ، إمـــا تعطيل هــذا الواجب العظيم

– الأمر بالمعروف و النهـــي عن المنكر – وإمـا حصول فتنة

وفساد بسبب عــدم احتـمال الأذى من تعدٍّ علـــى المأمور أو

المنهي بالقول أو بالفعل ، وقد يؤدي عدم الصبر على الأذى

إلـى الانتصار للنفس ، فيخرج بذلك عـــن كونه منتصرًا لله

ولرسوله ولدينه ، وعن الغيرة لله ولحرماته إلى الانتصار

لنفسه والحمية لها ، وذلك معصية وفساد ..

قــال الشيــــخ عبد الرحمــن السعدي في تفسيره آية لقمان :

( وَأْمُــرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ ) وذلك يستلـــزم العلـــم

بالمعـروف ليأمــر به ، والعلم بالمنكـر لينهى عنــه ، والأمر

بمـا لا يتم الأمر بالمعـروف والنهي عن المنكر إلا بـــه مـــن

الرفق و الصبر ، وقـــد صــرح بـه فـي قــوله ( وَاصْبِرْ عَلَى

مَا أَصَابَكَ) ومـن كونه فاعلًا لما يأمر به كافًّا لما ينهى عنه،

فتضمن هــذا تكميل نفسه بفعل الخير و ترك الشر ، وتكميل

غيره بذلك بأمره و نهيه ولما علم أنه لا بد أن يبتلى إذا أمر

ونهى ، وأن فــي الأمــر والنهي مشقة على النفوس ، أمره

بالصبر على ذلك فقال (وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ)الذي

وعظ به لقمان ابنه ( مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) أي : مـــــن الأمور

التي يعزم عليها ويهتم بها، ولا يوفق لها إلا أهل العزائم"

الكتاب القول البين الأظهر في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف

والنهي عن المنكر للشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جزاك الله خيرا
وبارك فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.