داء الغيبة وداء النميمة 2024.

أيها الناس اتقوا الله تعالى واحترموا حقوق إخوانكم المسلمين وذبواعن أعراضهم كما تذبون عن دمائهم وأموالهم.

أيها المسلمون: لقد شاع بين كثيرمن المسلمين داءان عظيمان لكن السلامة منهما يسيرة على من يسرها الله عليه، أيهاالمسلمون فشا فينا داء الغيبة وداء النميمة أما الغيبة فهي ذكر الإنسان الغائب بمايكره أن يذكر فيه من عمل أو صفة فإن كثيرا من الناس صار همه في المجالس أن يأكل لحمفلان وفلان، فلان فيه كذا وفيه كذا ومع ذلك لو فتشت لرأيته هو أكثر الناس عيباوأسوأهم خلقا وأضعفهم أمانة وإن مثل هذا الرجل يكون مشؤوما على نفسه ومشؤوما علىجلسائه لأن جلساءه إذا لم ينكروا عليه صاروا شركاء له في الإثم وإن لم يقولوا شيئا.

أيها المسلمون: لقد صور الله الإنسان الذي يغتاب إخوانه المسلمين بأبشعصورة، مثله بمن يأكل لحم أخيه ميتا ويكفي قبحا أن يجلس الإنسان على جيفه أخيه يقطعمن لحمه ويأكله.
أيها المسلمون: إن الواجب عليكم إذا سمعتم من يغتاب إخوانهالمسلمين أن تمنعوه وتذبوا عن أعراض إخوانكم ألستم لو رأيتم أحدا قائما على جنازةرجل من المسلمين يأكل لحمه، ألستم تقومون عليه جميعا وتنكرون عليه؟ إن الغيبة كذلكتماما كما قال الله تعالى: ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتافكرهتموه ، ولا يبعد أن يعاقب من يغتاب إخوانه يوم القيامة فيقربون إليه بصورةأموات ويرغم على الأكل منهم كما روي في ذلك حديث عن النبي ولقد مر النبي ليلةالمعراج بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم فقال: ((من هؤلاء ياجبريل))؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم. وقال عليه الصلاةوالسلام ((يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولاتتبعوا عوراتهم فإن من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه فيبيته)) يعني ولو كان في بيته.

أيها المسلمون: إن كثيرا من أهل الغيبة إذانُصحوا قالوا: نحن لا نكذب عليه هو يعمل كذا. ولقد قيل للنبي ((أرأيت إن كان في أخيما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتّه)) فبين لأمته أن الغيبة أن تعيب أخاك بما فيه أما إذا غبته بما ليس فيه فإن ذلك جامعلمفسدتين البهتان والغيبة، ولقد نص الإمام أحمد بن حنبل وفقهاء مذهبه على أن الغيبةمن كبائر الذنوب فاحذر أيها المسلم منها واشتغل بعيبك عن عيب غيرك وفتش نفسك هل أنتسالم؟ فربما تعيب الناس وأنت أكثرهم عيبا وإن كنت صادقا في قولك مخلصا في نصحكفوجدت في أخيك عيبا فإن الواجب عليك أن تتصل به وتناصحه، هذا هو مقتضى الأخوةالإيمانية والطريقة الإسلامية.

أما الداء الثاني الذي انتشر بين بعض الناسفهو داء النميمة وهي أن ينقل الكلام بين الناس فيذهب إلى الشخص ويقول: قال فيكفلان: كذا وكذا لقصد الإفساد وإلقاء العداوة والبغضاء بين المسلمين وهذه هي النميمةالتي هي من كبائر الذنوب ومن أسباب عذاب القبر وعذاب النار قال النبي ((لا يدخلالجنة نمام)) ((ومر بقبرين فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير – أي في أمر شاقتركه عليهما – أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول وأما الآخر فكان يمشيبالنميمة)). أيها المسلمون إن الواجب على من نقل إليه أحد أن فلانا يقول فيه كذا أنينكر عليه وينهاه عن ذلك وليحذر منه فإن من نقل إليك كلام الناس فيك نقل عنك ما لمتقله. قال الله تعالى ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشّاء بنميم .

وفقن اللهلمحاسن الأخلاق وصالح الأعمال وجنبنا مساوئ الأخلاق ومنكرات الأعمال وهداناصراطه المستقيم إنه جواد كريم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماكثيرا. لاكي

الخطيب الشيخمحمد بن صالح العثيمينلاكي

لاكي
جزاك الله كل خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.