دمووووووع الخائفين::::::::: 2024.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

دمـــــوع الخائفيـن .. أغلى دمـــــوع !

وبكـــاء المخبتيــن .. أحلى بكـــــــاء !

وأنين المنيبـــيــن .. أصــــدق أنيــن !

ونحيب الخاشعين .. أصـــدق نحيب !

أحــبــتــي ..

إن القلوب إذا استشعرت عظمة ملك الملوك ؛ ملكها الخوف منه تبارك وتعالى ..

و الخشية .. والرهبة ..وهذه أحـبـتـي وقفة من الوقفات التي أحببت أن

أقف فيها مع نفسي ومعكم ونسأل أنفسنا : ( هل نحن حقا من الباكين من خشية

الله تعالى ؟! ) .

خشية الله تعالى .. ملكت قلوب العارفين .. واستحوذت أفئدة الصادقين .. والبكاء

من ذلك ؛ أصدق بكاء تردد في النفوس ..وأقوى مترجم عن القلوب الوجلة الخائفة .

قال يزيد بن ميسرة رحمه الله : (( البكاء من سبعة أشياء : البكاء من الفرح ،

والبكاء من الحزن ، والفزع ، والرياء ، والوجع ، والشكر ، وبكاء من خشية الله

تعالى ، فذلك الذي تُطفِئ الدمعة منها أمثال البحور من النار ! ))

أحـبـتـي :

ما أحلى دموع الخشية إذا هملت من أعين الخائفين ! هناك تتنزل الرحمات ..

وتكتب الحسنات .. وترفع الدرجات !

فهنيئاً لمن أسعفته تلك الدمعات .. قبل يوم الحسرات !

هنيئاً لمن تعجل البكاء .. قبل حسرات يوم اللقاء !

ويا من شغلته الدنيا بغفلاتها !

و صدته الشهوات بأباطيلها !

أنسيت أنك في مُلك ملك الموت ؟!

أنسيت أنك في ملك من ليس كمثله شيء تبارك وتعالى ؟!

تذكر الجبار في ملكه .. والمتعالي في كبريائه ..

تذكر من إليه رجعك .. ومن هو أقرب إليك من حبل الوريد !

تذكر من إذا أراد أمراً ؛ قال له : كن ؛ فيكون !

يا غالي هل حاسبت نفسك يوما ؟

أين أنت (أنتِ) من تلك اللحظات ؟! أين أنت ( أنتِ ) من ركب الباكين (ات) ؟!

كم من دموع لغير الله أريقت !

وكم من بكاء لأجل شهوات النفس توالى !

قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : (( لأن أدمع من خشية الله أحب إلي من أن

اتصدق بألف دينار ! )) .

فيا كل من غفل عن دموع الباكين !

وانشغل عن عظمة لحظات الخاشعين !

أما علمت أن دموع الخائفين أحب الدموع إلى الله تعالى ؟!

قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين :

قطرة من دموع خشية الله ، وقطرة دم تهراق في سبيل الله ، وأما الأثران : فأثر

في سبيل الله ، وأثر في فريضة من فرائض الله ))

أحـبـتـي :

دموع تذرفها لله تعالى ؛ غنيمةٌ غاليةُ نفوز بها .. وبشرى لك إن حرصت

عليها .. قال أبو حازم رحمه الله : (( بلغنا أن البكاء من خشية الله مفتاح

لرحمته )) .

أيهــا الإنسـان الحبيـب !

لا تنسى أن أمامك شدائد يشيب لهولها الوليد !

لا تنسينَّ بيت الظلمة ، والدود ، والقبر !

لا تنس أول ليلة تبيتها في قبرك !!

لا تنس هول السؤال .. ساعة يبعثك الملكان وأنت وحيد .. قد تغرق عنك الأهل

والأصحاب !

شدائد تبعث الدموع مدراراً !

شدائد تملأ القلب أحزانــــاً !

وبين يدي تلك الشدائد ، سكرات الموت وآلامه .. وحال الخاتمة ونهايتها !

لما حضرت سفيان الثوري الوفاة ؛ جعل يبكي ويجزع ، فقيل له : يا أبا عبد

الله عليك بالرجاء فإن عفو الله أعظم من ذنوبك ! فقال : (( أو على ذنوبي

أبكي ؟! لو علمت أني أموت على التوحيد ، لم أبال بأن ألقى الله بأمثال الجبال

من الخطايا ! )) .

رجال عرفوا الطريق فسلكوه على بصيرة ..

رجال عبدوا الله على علم ..

فحاسب نفسك إن كنت تطلب طريق النجاة ؟!

قال خالد بن الصقر السدوسي : كان أبي خاصاً لسفيان الثوري ، قال أبي :

فاستأذنت على سفيان في نحر الظهر ، فأذنت لي امرأة ، فدخلت عليه وهو يقول :

{أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم } [ سورة الزخرف :80] ثم يقول :

بلى يا ربّ ! بلى يا ربّ ! وينتحب ، وينظر إلى سقف البيت ودموعه تسيل ، فمكثت

جالساً كم شاء الله ، ثم أقبل إليّ ، فجلس معي . فقال : منذ كم أنت هاهنا ! ما

شعرت بمكانك !

أأحـبـتي:

أولئك هم أهل الخشية ! رجال صدقوا الإقبال على خالقهم تبارك

وتعالى ؛ فامتلأت قلوبهم بالخشية منه .. والخوف من بطشه ..

فإن العين لا تدمع إلا إذا صفا القلب .. وطهُرت النفس .. كما قال مكحول رحمه

الله : (( أرقُّ الناس قلوباً أقلهم ذنوباً )) .

ايها الأحبة :

إذا وقف الخلائق غداً بين يدي الله تعالى ؛ فاز الباكون من خشية الله

بتك المنزلة الرفيعة ؛ التي أخبرك عنها النبي صلى الله عليه وسلم ..

فما أسعدهم بذاك الأمن ! وما أهنأهم بتلك الدرجات !

كان محمد بن المنكدر رحمه الله إذا بكى مسح وجهه ولحيته بدموعه ، ويقول:

( بلغني أن النار لا تأكل موضعاً مسته الدموع)

فيا طالباً للأمن غداً .. عليك بالدموع تسفحها خشية وخوفاً من بطش ملك الملوك ..

وقيُّوم السماوات والأرض !

عليك بالبكاء لعلَّ الله أن يرحمك .. لعلّ دمعات قليلات تسعدك بالنعيم الباقي

جزاك الله كل خير
و فقك الله

بارك الله فيك

كوني دائما شعلة لأمتك..
وفقك الله

لاكي

موضوع حلو شكرا لك
جزاكم الله خيرا على المرور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.