ملكات عطرن التاريخ ( بلقيس ملكة سبأ ) ( مسابقة قَصص القرآن ) // متـميـز 2024.

لاكي



لاكي

عندما نقرأ ، ونتابع قصص القرآن ، نعلم إنها ليست قصص تحكى لِملأ الوقت..،
ولكن ؛ لنتمعن ونتعلم منها
العبروالحكمة التي اخبرنا بها الله تعالى في كتابهِ العزيز،،
وذلك ، لنستخرج منها ما يجب أن نطبقه في حياتنا العملية ..

لاكي


القصة التي سنتعرف عليها هنا أن شاء الله ، كما ورد ذكرها في القرآن الكريم
قصة حافلة بالحركة ، والمشاعر ، وبالمشاهد
ونموذج وافٍ في القرآن الكريم..
نستمد اهميتها ، من ذكرها في القرآن الكريم

(..إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ..)الحجر9

لاكي

أبطالها نبي الله سليمانعليهِ السلام
وملكة كانت سيدة عصرها وحكيمة حكماء زمانها.. ملكة سبأ
( بلقيس اليمانية )
وطائر الهدهد الذي أدرك من أحوال ملكة سبأ ، وقومها ما يدركه أعقل الناس وأذكاهم وأتقاهم ..
فلنأخذ في عرضها مختصرة ..!!


لاكي

لاكي


جاء يوم.. وقف الهدد على مسافة غير بعيدة عن سليمان عليه السلام
(.. فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ..)النمل22
فقال لسيدنا سليمان عليه السلام : (..
فقد جئتك بأخبار أكيدة من مدينة سبأ باليمن..)
رأيت قوم (
بلقيس) يعبدون الأجرام السماوية والشمس على وجه الخصوص، و يسجدون لها من دون الله،
ويتركون الله سبحانه وتعالى
وامرأة تحكمهم.. أعطاها الله قوة وملكا عظيمين ّ، ولها كرسي عظيم ..
فتعجب سليمان من كلام الهدهد
..!!
وتعجب من عرشها العظيم، فلم يصدق الهدهد ولم يكذبه إنما بمنتهى العدل :
(.. قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ..)النمل27

لاكي

ثم كتب كتاباً وأعطاه للهدهد وقال له: (.. اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ..)النمل28
وسط مجلس المستشارين، قرأت بلقيس رسالة سليمان..
قَالَتْ:
(..يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ..)النمل 31
وكانت عاقلة تشاورهم في جميع الأمور:
(..
قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ..)النمل32
أثارت الرسالة بلهجتها المتعالية المهذبة غرور القوم، وإحساسهم بالقوة .. فأدركوا أن هناك من يتحداهم ويلوح لهم بالحرب والهزيمة
ويطالبهم بقبول شروطه قبل وقوع الحرب والهزيمة..
(..
قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ..)النمل33

لاكي

كانت الملكة( بلقيس) امرأة حكيمة فقد فكرت طويلاً في رسالة سليمان.. كان اسمه مجهولا لديها، لم تسمع به من قبل،
ونظرت حولها فرأت تقدم شعبها وثراءه، وخشيت على هذا الثراء والتقدم من الغزو..
ورجحت الحكمة في نفسها على التهور، وقررت أن تلجأ إلى اللين، وترسل إليه بهدية..

أخفت الملكة ما يدور في نفسها، وحدثت رؤساء قومها بأنها ترى استكشاف نيات الملك سليمان، عن طريق إرسال هدية إليه،
وأقنعت رؤساء قومها بنبذ فكرة الحرب مؤقتا،
وصلت هدية الملكة بلقيس إلى الملك النبي سليمان عليه السلام..
جاءت الأخبار لسليمان بوصول رسل بلقيس وهم يحملون الهدية..

لاكي


أدرك سليمان على الفور أن الملكة أرسلت رجالها ليعرفوا معلومات عن قوته لتقرر موقفها بشأنه..
ونادى سليمان في المملكة كلها أن يحتشد الجيش.. ودخل رسل بلقيس وسط غابة كثيفة مدججة بالسلاح..
فوجئ رسل بلقيس بأن كل غناهم وثرائهم يبدو وسط بهاء مملكة سليمان.. وصغرت هديتهم في أعينهم.
وفوجئوا بأن في الجيش أسودا ونمورا وطيورا.. وأدركوا أنهم أمام جيش لا يقاوم..
ثم قدموا لسليمان هدية الملكة بلقيس على استحياء شديد. وقالوا له نحن نرفض الخضوع لك، لكننا لا نريد القتال، وهذهِ الهدية علامة صلح بيننا
ونتمنى أن تقبلها. نظر سليمان إلى هدية الملكة وأشاح ببصره
(..
فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ..)النمل36
كشف الملك سليمان بكلماته القصيرة عن رفضه لهديتهم، وأفهمهم أنه لا يقبل شراء رضاه بالمال.
ولما بلغ الملكة رفض هديتها
..!!
جهزت نفسها وبدأت رحلتها نحو مملكة سليمان..
جلس سليمان في مجلس الملك .. وكان يفكر في بلقيس..
يعرف أنها في الطريق إليه .. فقرر سليمان بينه وبين نفسه أن يبهرها بقوته،
فيدفعها ذلك للدخول في الإسلام. فسأل من حوله، إن كان بإمكان احدهم ان يحضر له عرش بلقيس قبل أن تصل الملكة لسليمان.
فعرش الملكة بلقيس هو أعجب ما في مملكتها.. كان مصنوعا من الذهب والجواهر الكريمة،
وكانت الحراسة لا تغفل عن العرش لحظة..
فقال أحد الجن أنا أستطيع إحضار العرش قبل أن ينتهي المجلس ..
وأنا قادر على حمله وأمين على جواهره.
لكن شخص آخر يطلق عليه القرآن الكريم "الذي عنده علم الكتاب" قال لسليمان أنا أستطيع إحضار العرش في الوقت الذي تستغرقه العين في الرمشة الواحدة.
واختلف العلماء في "الذي عنده علم الكتاب" فمنهم من قال أنه وزيره أو أحد علماء بني إسرائيل وكان يعرف اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب.
ومنهم من قال أنه جبريل عليه السلام… والله أعلم…
فماثل العرش سليمان.. وشكر سليمان ربه على ذلك..
وتأمل العرش طويلاً ، ثم أمر بتغييره، وبإجراء بعض التعديلات عليه ؛ ليمتحن بلقيس حين تأتي،
ويرى هل تهتدي إلى عرشها . أم تكون من الذين لا يهتدون.
كما أمر سليمان ببناء قصر يستقبل فيه بلقيس. واختار مكاناً رائعاً على البحر
و أن تصنع للقصر أرضية من زجاج شديد الصلابة، وعظيم الشفافية في نفس الوقت ؛ لكي يسير السائر في أرض القصر
ويتأمل تحته الأسماك الملونة وهي تسبح ، ويرى أعشاب البحر وهي تتحرك.
وتم بناء القصر،

لاكي

لما اصطحب سليمان عليه السلام بلقيس إلى العرش، نظرت إليهِ . فرأته كعرشها تماما..
وليس كعرشها تماما
..!!
تسألت في نفسها ، إذا كان عرشها فكيف سبقها في المجيء..؟
وإذا لم يكن عرشها فكيف أمكن تقليده بهذه الدقة ..؟
قال سليمان وهو يراها تتأمل العرش: (
أَهَكَذَا عَرْشُكِ؟).
قالت بلقيس بعد حيرة قصيرة:
( كَأَنَّهُ هُوَ!).
قال سليمان: (
وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ).

لاكي

أدركت بلقيس أن هذا هو عرشها، لقد سبقها إلى المجيء، وأنكرت فيه أجزاء وهي لم تزل تقطع الطريق لسليمان..
وانبهرت بما شاهدته من إيمان سليمان وصلاته لله، مثلما انبهرت بما رأته من تقدمه في الصناعات والفنون والعلوم..
وأدهشها أكثر هذا الاتصال العميق بين إسلام سليمان وعلمه وحكمته.
ورأت أن عقيدة قومها تتهاوى هنا أمام سليمان، وأدركت أن الشمس التي يعبدها قومها ليست غير مخلوق خلقه الله تعالى لعباده ،

لاكي

ثم قيل لبلقيس ادخلي القصر.. فلما نظرت لم تر الزجاج، ورأت المياه، وحسبت أنها ستخوض البحر، (وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا) حتى لا يبتل رداؤها.
نبهها سليمان دون أن ينظر. ألا تخاف على ثيابها من البلل.
(.. إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ..)النمل44
اختارت بلقيس هذه اللحظة لإعلان إسلامها..
اعترفت بظلمها لنفسها وأسلمت ..
وتبعها قومها على الإسلام.
يقول المفسرون أنها تزوجت سليمان بعد ذلك..

لاكي


لاكي


دروس مستفادة من القصة

*مسؤولية الموظفين تجاه الرسالة..
باستنكار الهدهد أن يجد أقواماً يعبدون غير الله .. وهذا حرص منه على رسالة التوحيد.

*أهمية تحرّي الأخبار والتأكد من صحتها وتحليلها..
عندما ، لم يصدق سليمان الهدهد بمجرد أن أخبره لكنه أراد أن يتحرى صدقه فيما أخبر به وهذا حرص المسؤول على صدق ما يصله من معلومات من عمّاله.

*تجربة تحرّي الأخبار..
بإرسال الكتاب مع الهدهد إلى بلقيس وقومها.

*أهمية الشورى..
مشاورة بلقيس لقومها.

*سياسية جس النبض..
بلقيس أرسلت هدية لسليمان لترى ردة فعله.

*إمتلاك قوة عسكرية هائلة..
وهي ضرورية لأية أمة تريد أن تنشر دين الله في الأرض وتدافع عنه.

*التكنولوجيا الراقية..

نقل عرش بلقيس في زمن قياسي من مكانه إلى قصر سليمان وهو ما يعرف في عصرنا الحاضر بانتقال المادة

*الذكاء والديبلوماسية في السياسة..
حين أجابت بلقيس: ( كأنه هو..!!) ، حتى لا يظهر أنها لا تعرف.


لاكي

الخاتمـــــــة :
فمهما اتقن روعة التعبير ، ومهما كُتب عن الملكة بلقيس وأُلف عن سيرتها،
فإن قصتها ستكون كما وصفها القرآن …
لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ..

لاكي

ماشاء الله
قصة جميلة واختيار موفق
بارك الله فيكي حبيبتي
وجزاكي الله خيرا
,,,,,, رائعة ,,,,,,
ما شاء الله رائعة وجميلة
إذهلني ما خطته أناملك الرائعة المبدعة
حفظك الرحمن ورعاك

غاليتى / سهى

لاكي

ولذكر القصة بقلمكِ هنا طعم مشوق لا يعادَل
كم أحببتُ هذا التنسيق وهذا السرد
ابتداء من اختيار العنوان المُعطر بأذكى التطلُّعات

جميلةٌ أنتِ وما جُدتِ بهِ

لا عدمناكِ ()

*)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.