هكذا نستقبل العام الجديد 2024.

هكذا نستقبل العام الجديد
نسقبل العام الجديد بقراءة كتاب الله ……..
كل إنسان حر في وقته‏,‏ ينفق ساعاته وأيامه ولياليه
كيفما يشاء‏,‏ يمضيها لهوا ولعبا أو جدا وكدا‏,‏ أو يمازج
بين النقيضين‏,‏ وليس لأحد حق التدخل أو الاعتراض‏.‏
هذا التصور سنكتشف جميعا زيفه وبطلان حجته عندما
نقف بين يدي الله يوم العرض عليه‏,‏ ونجد أنفسنا مضطرين لأن
نعرض امام رب العرش العظيم تقارير عما صنعناه طيلة اعمارنا‏.‏
فهل نفكر كيف يكون الحال إذا لم
نجد شيئا يستحق أن نقوله وقتها؟
وفي الحديث الشريف عن رسول الله صلي الله عليه وسلم‏:‏
لاتزول قدما عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع‏:‏ عن عمره
فيما أفناه‏,‏ وعن شبابه فيما أبلاه‏,‏ وعن ماله من أين اكتسبه
وفيما أنفقه‏,‏ وعن علمه ماذا عمل فيه‏.‏
أي أن المسلم ـ رغم مايبدو له من حرية في اضاعة وقته
الا أنه سيجد نفسه محاسبا علي هذا الوقت‏,‏ لأن الله لم
يخلقه عبثا أو لمجرد الوجود في الدنيا‏,‏ ولكن جعله سببا
لتعميرها وكلفه بمسئوليات ومهام تجاه نفسه‏,‏ وتجاه غيره‏,‏
كما أعلي الله من قيمة العمل والسعي والاجتهاد‏.‏ ورفض
لعباده الكسل والتقاعس والتواكل والاستسلام للشيطان
باضاعة الوقت في اللهو وكثرة الكلام والعبث‏..‏
ونجد أن الحديث الشريف يذكر لنا السؤال عن العمر
ككل أولا‏,‏ ثم يخص بعد ذلك مرحلة الشباب باعتبارها مرحلة
التكليف الشرعي والانطلاق نحو انجاز المهام والمسئوليات
علي كل المستويات‏,‏ كما أنها مرحلة الصحة والقوة التي تتيح
للمسلم القيام بأكبر قدر من الأعمال والطاعات التي يستطيع
ان يذكرها لربه عندما يسأله عما فعله في شبابه‏.‏
وفي حديث آخر لرسول الله صلي الله عليه وسلم قال فيه‏:
(‏خذ من شبابك قبل هرمك‏,‏ وخذ من فراغك قبل شغلك‏)..‏
وتفسير ذلك ان الانسان في فترة شبابه يكون أقدر بالنسبة
للعبادة مثلا علي الخروج للحج والعمرة والصلاة في جماعة
بالمسجد‏,‏ وقيام الليل‏,‏ والصيام‏,‏ وقراءة القرآن‏,‏ وكذلك بالنسبة
للسعي والعمل ومساعدة الآخرين‏,‏ ولكن اذا ماكبرت سنه فقد
تقعده امراض الشيخوخة فلا يستطيع الخروج للحج أو الذهاب
للمساجد‏,‏ ولاتعينه عافيته علي قيام الليل وصيام التطوع وغير
ذلك‏,‏ فلعله يكون قد ادخر في شبابه مايعتبر رصيدا له في آخرته‏,‏
كما ان المسلم قد يكون في بعض مراحل حياته لديه فسحة
من الوقت يمكنه استثمارها في تحقيق أكبر قدر من الانجازات
والعبادات‏,‏ فقد ينشغل بعد ذلك بأعباء كثيرة تجاه عمله
وأسرته تقلل من فراغه‏.‏
ويقول رسول الله صلي الله عليه وسلم‏: (‏نعمتان مغبون
فيهما كثير من الناس‏:‏ الصحة‏,‏ والفراغ‏)‏ والغبن هو‏ شراء
سلعة بأضعاف ثمنها‏,‏ أو بيعها بأقل من ثمنها‏,‏ ومعني
الحديث أن من صح بدنه وتفرغ من الاشغال‏,‏ ولم يشغل
نفسه ووقته بالعبادة والأعمال الصالحة والنافعة
فهو كالمغبون في البيع‏.‏
والزمن من النعم التي أنعم الله بها علي العباد‏,‏
لذا نجده يقسم بها في قوله تعالي‏:‏ والعصر إن
الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات‏..‏
أي أنه ـ عدا الأعمال الصالحة ـ في خسران ونقصان‏.‏
ويقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله‏ (‏ان كل مفقود عسي
أن نسترجعه إلا الوقت فهو إن ضاع لم يتعلق بعودته أمل‏)..‏
ويكون حساب المضيع لعمره ووقته أشد اذا كان هذا
العمر مديدا‏,‏ ومع ذلك لم يحسن صاحبه استغلاله‏,‏ يقول
رسول الله صلي الله عليه وسلم‏: (‏أعذر الله لامرئ أخر
عمره حتي بلغه ستين سنة‏)..‏ أي أن الله أزال عذره
ولم يجعل له مجالا للاعتذار بقصر العمر أو عدم اتساعه‏.‏
ويقول رسول الله صلي الله عليه وسلم‏:
(‏ خيركم من طال عمره وحسن عمله‏

الله يحفظك وبااارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.