التصنيف: ذوي الإحتياجات الخاصة

ولد ابني البكر كاي طفل عادي ، كان بصحه وكان كثير الابتسام ويحب الناس وكان ينمو بشكل طبيعي جلس وحبي ومشي وكل شيءكان عادي ، ماعدا تاخره الواضح في الكلام لكن كان يقول العديد من الكلمات ولا يجمعها في جمل ، علي السنتين اخذته الي الطبيب وفحصه وقال لي الطفل طب يعي ، ولديه تاخر في الكلام فقط ولم يشك ابدا انه متوحد ، فتواصله البصري كان مثل اي طفل طبيعي وكدلك لم يورب منه او يتحاشاه ،مثلما يعلم عن اطفال التوحد .
في تلك الفتره شعرت ان شيأ ما يحدث له ولكن لم ادري ماهو ،بدا ابني يظهر سلوك الغضب والعنف مع نفسه فاخذته للطبيب وقد نصحنا بجلسات تخاطب وكان نفس تشخيصه السابق اي ضعف في التواصل اللفظي ، بدانا جلسات التخاطب وكان يتطور لكن ببطئ شديد ،،هنا بدا ابني ينسحب من عالمنا .بدا يصرخ كلما راي شخصا غريب ، يصرخ كلما خرج الي الشارع . لا يحب الاطفال ولا اي شخص يقترب منه ،،سبحان الله كان ذلك متزامنا مع ميلاد اخوه فالكل اعتقد انه يغار من اخوه ،،الا انا فقد كنت علي يقين ان ابني لم يعد مثلما كان ، ابني بدا يتراجع وينسي كلماته وعوضها بالصمت والعزله ،،ولكم ان تتصورو منظره لحزين وهو يجلس في ركن بعيدا عنا ،ولا يحب ان يلمسه اي شخص عدا انا وابوه فقط . بعد عوده الدكتور من عطلته قررت رفع تظلم ضده بسبب سكوته عن حاله ابني رغم معرفته به ، لكن لم يفلح التظلم في شيء ، هنا وبعمر 3 ونصف قرر الدكتور اعاده فحص ابني مع طاقم طبي مكون من هو بنفسه وطبيب اطفال وطبيب نفسي واخصاءي تخاطب وكانت الملاحظه 3 ساعات في الاسبوع وتجميع كل المعلومات عن انس وعاداته وكانت الخبر الصاعقه الذي نزل علي ،،،( مع اني كنت شبه متاكده من حالته ..الا اني كنت اتشبت ب 0.000001 من الامل ) كانت منعطفا خطيرا في حياتي وللاسف حاله ابني ومع اول الصدمه لي ولزوجي اثرت كثيرا علي علاقتي باسرتي وكدت ان انزلق مره اخري في اوحال الاكتآب ،لولا لطف الله بي ، . تزعزعت ثقتي بنفسي فقد اتهمت نفسي بالتقصير في حقه وانه ما كان علي ان انجب ،وكان يتوجب علي ان اعتني به مع اني لم اكن اقصر معه لكن ظروف الحمل والولاده فصلتني عنه وكان يتاثر وبشده من اخوه واخته فوه حساس جدا .
لم اتجاول تآثير الصدمه بسهوله رفضت ان اخرج من بيتي واصبحت حياتي الزوجيه علي المحك …لا اخفي عليكم اني طلبت الانفصال من زوجي والعودة الي بلدي فقد كنت انانيه وكاني اريد ان اهرب من مصيري ،، او ربما القي حملي علي عائلتي ، كان يتوجب علي ان اعتني بنفسي بعد عملية قيصريه وان اعتني بابنتي حديثه الولاده وابني الذى لم يتجاوز سنتين من عمره وانس الذي اصبح في عالم آخر وببيتي وزوجي …لم استطع وكنت انهار كل يوم واصبح بيتي كئيبا وزوجي ياتي لينام فقط . الحقيقه انه حاول مرارا ان يساعدني كان يشتري لي كل ما احتاجه يغدق علي بالهدايا ويقترح علي السفر لتغيير الجو .لكني كنت وتحت تاثير الصدمه واكتآب ما بعد لولاده لا انظر الا للجانب المظلم من الحياه .
ويات ذلك اليوم الذي لن انساه ابدا

كنت استمع الي القرآن واحببت ان استمع الي سوره البقره فبحثت عنها وفتحت الفيديو لكن اخطات في السوره ،وكانت سوره العنكبوت ،،ووالله العظيم ،كانني اول مره اسمعها .. سمعت …

استمعت لها واذكر اني لم ابكي يوما في حياتي مثلما بكيت ذلك اليوم كنت ،،اشعر بخجل من نفسي واشعر كم انا مقصرة في حق ربي علي وتتوالي علي ذنوبي الواحده تلو الاخري وكيف اني مشغوله عن ربي ،،رغم تمسكي بصلاتي وكل طاعاتي لكن حلاوه مناجاه ربي فتقدتها ، فعلمت ان ربي يريد ان يهديني يريد ان يسمع الحاحي… يريدني ان اقف لمناجاته … كانت تلك الايات اول منعطف ايجابي في حياتي بعد صدمه ابني .

وعدت نفسي ان اكون قويه وان ارجع لربي ولا يملك مفاتيح الشفاء الا هو ، كان ذلك واضحا جدا لزوجي بدا يحاول اسعادي ومساعدتي في بعض الامور وكان يتعمد الكلام بالهاتف مع اهلك ويمتدحني ويمدح اهتمامي به وباولادي وانه سعيد بذالك طبعا كنت علي درايه به و اقترح علي السفر الي مدينه اخري لتغيير الجو والانطلاق من جديد وبنفس جديد .
بدات بنفسي اولا
قررت ان اكون انا مثلما يحبني ربي ان اكون ، استعنت بربي ودخلت النت وبحثت عن هدا المرض وكنت امضي من ساعتين الي 3 ساعات يوميا لقراءة المقالات وساعدني زوجي بشراء المقالات الالكترونيه .امضيت الوقت الطويل وانا اتقف نفسي عن هذا المرض وكنت وزوجي نتكلم كل يوم عنه دون ملل وكنت اشاهد العشرات من الاشرطه عن اطفال تعافوا ،،وسالت نفسي لما لا يكون ابني من بينهم يوما ما ، وما ذلك علي الله بعزيز .

انا الان شبه متاكده ان ابني كان طبيعيا ولم يولد متوحدا وكان بدايه مرضه متزامنا مع اصابته بالاتهابات فيروسيه وبكتيريه متكرره دون معرفه مصدرها وكذلك الكميات الهائله من المضادات الحيويه والادويه التي اخذها . وقد اثزت علي جهازة المناعي وبالتالي العصبي .

نات الي مرحله التطبيق
اكثر ما شد انتباهي من طرق ا؛لعلاج هي تعديل السلوك ، العلاج بالطب الحيوي .العلاج بالبرامج التربويه الخاصه بالتوحديين
بدات مع ابني ،في المنزل ،حذفت كل الاطعمة المصنعه من قائمه المشتريات ولم اعد اشتري اي شيء به الوان اصطناعيه او نكهات او مواد حافظه واصبح اكل بيتي 100 ب 100 طبيعي استبدلت الزيوت كلها بزيت الزيتون .استبدلت الخضار والفواكه العاديه بالعضويه ، استبدلت املح بالمح البحري والسكر بالعسل الطبيعي ،وبدات في حميه الغلوتين والكازيين .
اصبحت اخبز كل ما يشتهي ابني في البيت واحاول تحضير اي شيءيخطر بباله حتي اني حضرت له شيبس في البيت وكنت سعيده جدا مع اولي علامات التقدم في سلوكه فقد استجاب للحميه من اول 3 اسابيع .
غيرت له غرفته وجلبت له فرش قطني جميل بالوان زاهيه واشتريت له ملابس جديده والله كاني الده من جديد ، شعر ابني بي وبسعادتي به .
اخبرت اهلي بمرضه وسالتهم ان يدعوا له .وقد نصحتني والدتي ان اعامله مثل اي طفل طبيعي وان لا اشعره انه مريض ودعت له وقالت لي ان شاءالله سيكون بخير وانا اثق في كلام والدتي الحبيبه .
بدات الالعاب وبحثت عن ، المفيده منها لحاله ابني وكنت اوفر كل شهر من مصروف البيت ولا اخفي عليكم اني لم اعد اهتم بملابسي وثمنها الغالي فانا اشتري اي شيءالبسه وخلاص هههههههه ولم اعد اهتم بالعطور ولا بالتجميل ولاي شيءههههههه اعلم انه خطأ مني لكن ليس لي الخيار فيجب علي ان اوفر لاشتري له العابه الغاليه التمن لكنها مفيده جدا وقد ساعدت ابني الاخر في التعلم كذلك ،
والشيء الطريف في الامر اني اعتقدت ان اهمالي لنفسي سيزعج زوجي لكنه بالعكس فقد اقترب مني اكثر ههههه تعلمون الإهمال الحقيقي هو اهمال النفس ،،، هذه هي خدعه اطبطب علي ظهر زوجي بها ههههههه وهو كذلك صار يتفهمني جدا حتي انه قال لي يوما من فضلك لا تضعي عطرا ،فانا احب رائحك

اصبح يومي مع ابني جميلا جدا يختلط فيه مزيج من الضحك واللعب والجري والهدوء والتعب والاحباط والحزن والنوم احيانا اخصص له نصف ساعه اضع له سماعات بلاقط كي يلعب بحريه يستمع يوميا لايه الكرسي والمعوذتان وبعض الصور القصيره .
يتناول فطوره ثم نبدا معا في اللعب بالحروف بالكرات اجهز الغداءواسمي له كل شيءينظر اليه ، ولا اجبره علي قول اي شيء. احاول لفت انتباهه بالاصوات والتعجب والاكثار من التكرار في كل شيء .اكافإؤه علي السلوك الايجابي واتجاهل السلوك السلبي. اجعه اخاه يلعب معه اقول له خذ ،هات ،قم وبعض الاوامر البسيطة واجعله يحاول تقليد اخاه …،اصنع له العجينه ،واساعده علي الرسم ،واللعب بالبزل والكثير الكثير من التمارين ويوميا .
احبه حبا عظيما عظيما ،وقتلته بقبلاتي حتي ان خدوده تورمت ههههههه ،ولا اخجل منه لا والله بل افتخر به وآخذه معي اينما ذهبت حبيبي … يمتلك قلبا لا يحقد ولا يكره لا يعرف الحزن علي اي شئ يعطيك كل ما يملك لمجرد ان تبتسم في وجهه .

بعد حوالي 10 اشهر ابني الآن لم يعد ذلك المعتزل الذي يجلس في ركن لساعات ،،ابني الان اصبح معنا ، يفرض وجوده يختار اكله ،ينظف نفسه ،معتمد اعتماد كلي علي نفسه من حيث الاكل ، يحاول جمع الكلمات ليتكلم لكنه مازال ضعيفا من ناحيه التعبير ولا يزال معظم كلامه مجرد كلمات ..لكنه يحب اللعب مع الاطفال ويختلط مع الناس ويجلس بهدوء مع والده امام الضيوف ، ويحب مدرسته ومعلمه ، يلبس ملابسه وبنفسه ،يشغل التلفزيون ويشاهد الفيديوهات من النت ليتعلم ، يطلب مني المساعده اذا احتاج اليها .والحمد لله مازال الكثير والكثير لينجزه .
وانا علي يقين تام ان الانسان اذا عمل لشيء وثابر وتوكل علي الله ناله في الدني او الآخره ،والله لا يضيع الوداءع وانا استودع ابني وعاءلتي يوميا عند ربي
وادعوه ليل نهار ان يتمم شفاءه وان يجعله عبدا مسلما ينفع نفسه وغيره بالاسلام .

ابني الآن في روضه عاديه لكن مع استاذ مساعد .يتقدم خطوتين ويتراجع خطوه وانا احمد الله علي كل الاحوال . هو يذهب في الباس لوحده ويعود في المساء لوحده . الحمد لله

كلمه اوجهها لكل ام لطفل متوحد . انصحك ان تسمعي لابنك بقلبك فقلب الام ليس كمثله ،، لا تقولي ابني لا يلتفت الي ولا يسمعني ،،كوني علي يقين ان ابنك معك ،انه يسمعك ويراك ،لكن هناك حواجز جعلته لا يستطيع ان يعبر عن نفسه معك ،،كسري تلك الحواجز ولا تستسلمي ،، لا تسمعي لكلمات الاحباط ، ولا تلتفتي للاصوات البائسة .وكوني مؤمنه بالله وبقدرته فهو الذي يقول كن فيكون ، رتبي اهتماماماتك من الاهم الي المهم .
وهكذا تستطيعين تنظيم حياتك مع طفلك التوحدي ، وقولي في نفسك ابني سيكون له شان عظيم وسيكون باذن الله .

دعواتكم لابني
اللهم احلل عقده من لسان انس نفقه قوله