oOo~ عبد الله والكنوز العجيبة ~oOo 2024.

لاكي
لاكي

عبد الله والكنوز العجيبة

ما أجمل رائحة البحر أنها تبعث في نفسي الكسل لكن جدي لم يعلمني ذلك بل علمني على الجد والنشاط وحبُّ العمل,ما أعظمك وأروعك يا جدي عمر أفضاله كثيرة علي فلقد علمني السباحة والرماية وركوب الخيل وحفظ كتاب الله الكريم وأشياء كثيرة فقطع حبل أفكاره وأحلامه (الله أكبر الله أكبر) أنُه صوت آذان الظهر ما أجمل صوتك يا جدي فهو أمام مسجد قريتنا ومعلماً للتفسير والقرآن والأحاديث أنُه ذاك الشيخ الوقور الحليم عند الغضب والصبور عند الشدائد والعادل بين الناس (يحدث عبد الله نفسهُ),فعندئذ ٍاستغرق في نوم عميق ولم يحس بشيئاً من حولهِ وإذا بصوت يوقظه من نومهِ العميق (عبد الله) قالها الجد.
فوقف مذهول قائلا: جدي ماذا حصل؟
قال:أتعرف كم الساعة الآن؟
قال له:أنه الظهر وسأذهب معك حالاً لأداء الصلاة. فنظر إليه نظرة حنونة فقال له: يا بني لقد أنهينا من أداء الصلاة وعقارب الساعة تشير إلى الواحدة والنصف.
فنكس عبد الله رأسهُ خجلاً من جدِهِ وقال:أنا آسف لقد غفوت ولم أشعر بذلك.
فقال له:لا بأس هيا إلى البيت وأبدل ملابسك وتوضاء وصلي.
فغادرا المكان وعندما وصلوا للبيت وجدوا أم عبد الله قد أعدت الطعام فذهب عبد الله لغرفته لتنفيذ ما أمر به جده ويصلي الصلاة التي فاتته لأول مره حيث كان حريصاً على أداءها في أوقاتها.بعد صلاة العصر جلس الجد يعلم أبناء القرية الدروس اليومية وعند الانتهاء ذهبا إلى الشاطئ الرملي فتجاذبا أطراف الحديث .
بادر الجد حفيده قائلاً:يا بني ماذا تريد أن تصبح غداً إذا كبرت بمشيئة الله؟
فقال له:لا أدري مرةً أريد أن أكون طبيباً ومرةً معلماً أو مهندساً.
فتبسم الجد وقال:طموحاتك رائعة وعسى الله أن يحقق لك ما تريد.
ذات يوم قرر الجد بعمل امتحان لحفيدهِ ليعلمهُ الصبر وتحمل الشدائد والشجاعة والحلم فهو سيبلغ الثانية عشرة من عمره فلا بد من تعلميهِ شيئاً مفيداً وبطريقةً مختلفة.
وفي يوم من الأيام نادى الجد حفيدهُ فقال لهُ: أصغي إلي جيداً لقد أعددت لك امتحان وأريدك أن تثبت لي جدارتك في تلك المهمة التي أعددتها لك.
فنظر إليه باستغراب قائلاً:امتحان ومهمة لي!!لم أفهم شيئاً. قال لهُ: ستفهم حالاً يا ولدي أنت تعرف أن قريتنا بها جبالاً مرتفعة ومغارة بجانب الوادي وجزيرةً صغيرة أمام ساحل القرية
قال الولد:نعم أعلم يا جدي وما الجديد في ذلك. فقال له:لا تقاطعني دعني أكمل باقي حديثي لقد أعددت ثلاثة صناديق صغيرة ووضعت بداخلها كنوز وأسميتها الكنوز العجيبة فقاطعه قائلاً: أحقاً كنوز أيوجد بها جواهر ودرر فقال له الجد: لم الاستعجال يا ولدي ستكتشف بنفسك ما بداخل تلك الصناديق الثلاثة سوف أعطيك سيفاً ونبالاً وخنجراً لتدافع به عن نفسك إذا حدث لك شيئاً لا سمح الله ومصباحاً لتنر بهِ طريقك وأريدك أن تثبت لي جدارتك في هذه المهمة.فنظر إليه بنظرات خوفاً وهلع وقال: يا جدي أن تلك المغارة بها ثعبان وتلك الجزيرة يوجد بها أشباح وذلك الجبل طريقهِ وعر.
فقال له: يا بني لا تهتم بالإشاعات عليك أثبات شجاعتك في تلك المواقف لقد علمتك أشياء كثيرة ومازالت لأني أريدك أن تصبح بطلاً شجاعاً لا تخاف من أحد إلا من الله عز وجل وكن واثقاً بأن الله خير الحافظين فنظر الحفيد إلى جدهِ بكل ثقة وتحدي وقال له:
بإذن الله سأثبت لك جدارتي وشجاعتي في تلك المهمات الثلاثة. وفي اليوم التالي عند بزوغ الشمس حمل عبد الله أغراضه وزاده وواصل السير إلى طريق المغارة بجانب الوادي الكبيروكان يتقدم تارة ويتراجع تارة أخرى وكأن صوت جدهِ يهاتفه (تقدم يا بني تقدم لا تخف فأن الله خير الحافظين) عند مدخل المغارة أدخل رجله اليمنى وقال: بسم الله وتوكلت على الله. وأضاء المصباح ليرى ما بداخلها ثم استنشق رائحة كريهة وحدث نفسهِ قائلاً: ما هذه الرائحة الكريهة أنها رائحة الغبار والرطوبة في هذا المكان المغلق والمعتم فقرر البحث عن الصندوق ولكن لم يجده. فتوغل أكثر فأكثر فإذا بشئ يتجه أمامه ومن ثم طار من فوقهِ مما جعله يصرخ فزعاً: يا إلهي ما هذا وعندما رآه جيداً أدرك بأنه طائر الخفاش وأخيرا وصل إلى نهاية المغارة ولكن لم يجد شيئاً فصرخ قائلاً:أين وضعت الصندوق يا جدي ؟وإذا بصوتهِ يتردد في إنحاء المغارة وحينها التفت يساراً وإذا به يلمح شيئاً يلمع مع ضوء المصباح,فإذا بهِ يصرخ فرحاً: لقد وجدتها وجدتها أنه مخباءً هناك بين تلك الصخور فأدخل يدهِ وسحب الصندوق وأسرع بكسر القفل وفتحه لكن!! ما هذه؟ ورقة!! (يحدث عبد الله نفسه) ثم هتف بصوتٌٌ حزين:أين الجواهر والدرر؟ لقد وعدت أمي بأن أحضر لها لو جوهرةً واحدة, لماذا تفعل بي هكذا يا جدي؟ ففتح الورقة ليقرأها:أحفظ الله يحفظك,أعبد الله وأطع والديك وحافظ على صلاتك,أن أعرضت عن ذكر الله فإنك ستعيش تعيساً إلى مماتك وبعد مماتك. فأدمعت عيناه وقال: من أجل هذا جعلتني أخاطر بحياتي؟ فوضع الورقة في جيبهِ وغادر المكان وعند خروجه لمح شيئاً غريباً عند مدخل المغارة فحدث نفسه قائلا: يا ألهي أنه ثعبان ماذا سأفعل؟ فخفق قلبه بشدة وارتعد خوفاً ولكنه شجاع يجب أن يثبت جدارته فتذكر النبال وأطلق السهم على رأسهِ فأرداه قتيلاً وبذلك أنهى مهمته الأولى وعند الظهر توقف لصلاة الظهر ثم أنطلق نحو الجبل الوعر حيث خُدشت أقدامه من الصخور ولكن شعوره بالحماس للحصول على الكنز الآخر لم يشعر بالآم في أقدامه وعندما وصل إلى نهايته تلفت يميناً ويساراً ليرى الصندوق ولكن لم يرى شيئاً فلاحظ نبتة صغيرة ففتشها ووجد الصندوق بداخلها فعجل بكسر القفل كما في المرة الأولى وقال: ورقة أخرى يا جدي!! ثم قرأها وإذا مكتوب فيها: تريد بيت في الجنة ردد سورة الإخلاص عشر مرات.
ليحفظك الله من كل مكروه أقرأ آية الكرسي في الصباح والمساء.
لتحصل على كنزاً من كنوز الجنة: ردد لا حول ولا قوة إلا بالله.
فجلس عبد الله حزين وتسأل لما جده يفعل به هكذا؟ هل أتراجع لا لن أفعلها يجب أنتهي من مهمتي الأخيرة.فهبط من الجبل واتجه نحو البحر وواصل المسير إلى أن وصل للشاطئ ووجد قاربه الخشبي وانطلق وهو يقول: بسم الله مجراها ومرساها. وبدأ القلق يساوره ما المصير الذي سأواجه؟ هل هناك أشباح؟ هل يمكنني التغلب على المخاطر التي ستواجهني؟ وحين وصل أخرج السيف من غمده ثم نزل على الشاطئ وتوغل داخل الجزيرة حيث أشجارها الكثيفة التي لا يمكن لأي شخص عبور طريقها فقرر بأن يقطع الأوراق المتدلية ليستطيع اجتياز المكان بسهولة وفعلا كان له ما أراد ولكن ما هذا ؟أين الأشباح التي يقولون عنها أكيد أنها خرافات؟ فبدأ يبحث عن الصندوق ولكن دون جدوى فتوغل أكثر فأكثر إلى أن دخل وسط الجزيرة ووجد أمامه مغارة صغيرة وعندما أراد الدخول وجد أكوام من الخشب عند المدخل فقرر أزالتها ليستطيع الدخول وعندما أزال جزء منها وجد الصندوق وكاد يطير فرحاً فأسرع بفتحه ووجد المجوهرات التي يحلم بها والورقة فرمى الورقة وجلس يتأمل الجواهر ويحدث نفسه يا الله ما أروعها ولكنها قليلة!! كنت أتمنى أكثر من ذلك والأجمل عندما تتقلدها أمي ثم أرجعها بداخل الصندوق ولمح الورقة ففتحها وإذا مكتوب فيها:
أن الدنيا دار فناء والآخرة دار بقاء, والجواهر والدرر التي تبحث عنها إنما هي متاع زائل والذي يبقى معك عملك الصالح فهو الذي ينجيك ويقيك من شر ذلك اليوم عندما أخبرتك عن الكنوز وجدت قلبك معلقا بحب المغريات أعرف أنك صغير ولكن يجب أن تتعلم بأن لا يكون قلبك معلق بحب الدنيا وإنما معلق بحب الله ورسوله فإذا تمسكت بحبل الله وجعلت عقلك وقلبك مسخر لحب الله سيمنحك الله عز وجل الراحة والطمأنينة وترى الدنيا بشكل آخر فتسعى لعمل الطاعات وتدعوه في الرغبة والرهبة فالدينا يا بني سجن المؤمن وجنة الكافر, فلا تكن طماعاً وأرضى بالقليل ففي الجنة نعيم دائم ولا يخطر على قلب بشر وإذا واجهتك المصاعب عليك التوكل على الله ولا تغتر بنفسك بأنك شجاع وتستطيع التغلب عليها ولا تكن قارون ولا كنعان لأنهم بغرورهم خسروا الدنيا والآخرة واجعل الله معين لك في الشدة والرخاء, وإذا خيرك عدوك بين مماتك أو مجوهراتك فأعطهم المجوهرات ولا تغامر بحياتك من أجل متاع زائل فتلك الجنة وهذه النار وذلك العدو هو الشيطان فإذا اتبعته فذلك الخسران المبين وإذا اخترت الجنة فذلك الفوز المبين فبادر يا عبد الله إلى جنة عرضها السموات والأرض أعدها لعباده الصالحين…أتمنى يا بني أن تستمع لنصائحي جيداً وتحتفظ بتلك الكنوز العظمية لنفسك وتعلمها لغيرك ولا تبخل عليهم بالعلم النافع اللهم بلغت اللهم فاشهد). فأغلق الورقة واغرورقت عيناه بالدموع ثم أجهش بالبكاء ثم مسح دموعه وحمل الصندوق وانطلق نحو الزورق ثم واصل المسير نحو القرية وأثناء عبوره تبلدت السماء بالغيوم واضطرب البحر وإذا بالقارب ينقلب بهِ وغطس عبد الله تحت الماء ودقائق قليلة أخرج رأسه وأخذ يتنفس بسرعة ثم تكلم بصوت مجهد: لقد ضاع الصندوق يجب أن أحصل عليه ولكن كيف؟ ثم تذكر كلامه جدِهِ هل تريد موتك أم متاع زائل فقلب الزورق ثم جلس على المقعد ورفع يديه وقال: يا لله لا تجعل الدنيا أكبر همي ولا الشيطان خليلي إنما أريدك أنت وأريد أن أتبع طريق الصالحين فأخذ يدعو ويتوسل إلى الله وفجأة انقشعت الغيوم وسكن البحر واستطاع عبد الله الوصول إلى شاطئ القرية بأمان وقفز من القارب واتجه نحو البيت فوجد جده جالساً على مدخل الباب فأسرع وعانقه بكل شوق وحب ثم أجهش بالبكاء وهو يقول: شكرا لك يا جدي لقد علمتني أشياء كنت أجهلها وسامحني على كل هفواتي.فعانقه الجد بشدة وقال له: أنت ولداً شجاعاً وأنا معجب بك جداً فالله يوفقك ويسعدك في الدنيا والآخرة, هيا يا ولدي أمسح دموعك وأرح بدنك من عناء السفر ونم قليلاً لترتاح ثم ننطلق بعدها نحو المسجد لأداء صلاة المغرب. فابتسم وقبل رأس جده ودخل إلى البيت سعيدا ومنشرح الصدر. وحين دخل غرفته أخرج الورقات الثلاثة ووضعها في داخل صندوق خشبي واحتضنه بين يديه وقال: حقا أنها كنوزٌ عجيبةٌ.

***
هذه القصة للمسابقة ..وقد كتبتها قبل سنة ونسيت الأوراق في بلدي واسترجعت ذكراتي واختصرتها لكم ..الغرض ليس بالفوز بقاص مبدع إنما أريد التوجيه لكي إبدا بكتابة القصص القصيرة وهذه القصة كتبتها باسم ولدي عبد الله ..وإتمنى أن تحوز على أعجابكم .

***
بقلم
الغيورة المسلمة

****

أختي غريبة الروح

لأعرف كيف وضع الوجه المعبر واكيد سهوا مني لأن القصة ليس بحزينة فهل هناك طريقة لأزالتها ..لاكي وشكرا لحسن تعاونكم

جميييييييييييلة وهاااااااااااااااادفة ..
ماأجمل المواعظ التي بها ..

لاشلت يراعك أختي الغالية لاكي

أختي الحبيبة تووووتي ..
أسعدني مرورك ..وتشجعيك الدائم لي …
لاكي لاكي

هادفة

رعاك الله لاكي

مشكورة صدووووووووووووو
لاكي لاكي الله يحفظك

ماشاء الله تبارك الرحمن
قصة رااااااااااائعة ومعناها هادف
بارك الله فيك وفي ولدك وفي ماتخطه يدك

هلا والله وغلااااااااااااااااااااا بشرقرق …
لاكي لاكي
مشكورة على الزيارة الحلوة ..الله يبارك فيك ..ويسعدك في الدنيا والاخرة
ومشكورة على الدعوة الحلوة …
وخاصة لوليدي الله يهيديه ويصلحه يارب هو واخواته ..اللهم آمين

ماشاء الله قصه رائعه
تسلم الأنامل التي خطت والعقل الذي فكر
تسلمييييين يامبدعه والله يحفظ لك ولدك
من زمان انا أدخل هذا الركن وأقرأ فيه وأخرج دون تعليق بس قصتك شدتني
الله يعطيك العافيه ام عبد الله

ماشاء الله عليك والله شيء رائع ومفيد
ثابري أختي الغالية

عروس الشام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.