الشتاء الغنيمه البارده للعابدين 2024.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحبا خواتي
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::


(الشتــــــاء غنيمة العابدين)

الحمد لله الواحد القهار ، العزيز الغفار ، مكور الليل على النهار تبصرة لأولي القلوب والأبصار أحمده سبحانه {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} [الرحمن:17].

قال مجاهد {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ} لِلشَّمْسِ فِي الشِّتَاءِ مَشْرِقٌ وَمَشْرِقٌ فِي الصَّيْفِ {ورَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} مَغْرِبُهَا فِي الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ .

والله سبحانه رب الدهر كله وحديثني سيكون عن الشتاء والكلام عن الشتاء يطول والحديث فيه ذو شجون، فإذا أقبل الشتاء فحيا هلاً بـغنيمة العابدين وربيع المؤمنين

لاكيلاكيلاكيلاكي

ألم تعلموا أنّ الصوم في الشتاء غنيمة باردة

بكى المجتهدون على التفريط – إن فرطوا –

في ليالي الشتاء بعدم القيام، وفي نهاره بعدم الصيام .!

روى الترمذي في سننه عَنْ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : «الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ» وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول : ألا أدلكم على الغنيمة الباردة ، قالوا : بلى، فيقول : الصيام في الشتاء [وصححه الألباني رحمه الله]

ومعنى الغنيمة الباردة: أي السهلة ولأن حرارة العطش لا تنال الصائم فيه .

قال ابن رجب رحمه الله: "قيام ليل الشتاء يعدل صيام نهار الصيف".

وثبت عن عمر رضي الله عنه أنّه قال: "الشتاء غنيمة العابدين". رواه أبو نعيم بإسناد صحيح

وجاء في حديث حسن لغيره : "الشتاء ربيع المؤمن: طال ليله فقامه، و قصر نهاره فصامه".

قال ابن رجب: "إنما كان الشتاء ربيع المؤمن لأنّه يرتع في بساتين الطاعات ويسرح في ميادين العبادات ويُنْزِّه قلبه في رياض الأعمال الميسرة فيه".

وقد أكد السلف على ذلك وعلى رأسهم الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وكانوا يعتنون بالشتاء ويرحبون بقدومه ويفرحون بذلك ويحثون الناس على اغتنامه .

فعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "مرحبًا بالشتاء، تنزل فيه البركة ويطول فيه الليل للقيام ويقصر فيه النهار للصيام".

ولله در الحسن البصري من قائل: "نعم زمان المؤمن الشتاء ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه".

وعن الحسن أيضاً أنّه قال: "الشتاء ذَكْر وفيه اللقاح والصيف أنثى وفيه النتاج".

وعن عبيد بن عمير- رحمه الله – : أنه كان إذا جاء الشتاء قال: "يا أهل القرآن! طال ليلكم لقراءتكم فاقرؤوا، وقصر النهار لصيامكم فصوموا".

فإذا لم نصم صيام داود "وهو أن نصوم يوماً ونفطر يوماً" أفلا نصوم الاثنين والخميس، وإذا كان ذلك صعبا علينا في هذا الزمان أفلا نصوم الأيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر قمري، بل إن «من صام ثلاثة أيام من كل شهر فقد صام الدهر كله» سواء كان من أول الشهر أو وسطه أو آخره .

فرصة ذهبية للمُتَنفْْل الذي يبتغي الأجر من الله رب العالمين وغنيمة باردة له ولمن عليه قضاء من أهل الأعذار أو من عليه كفارات هؤلاء يغتنموا جميعاً هذه الغنيمة الباردة

ومن الأجور العظيمة التي ثبت لفاعلها الثواب الجزيل في الشتاء الوضوء على المكاره:

قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ؟». قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ : «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ» [رواه مسلم].

وهكذا دلنا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على هذا الأجر العظيم المتثمل في مَحْو الْخَطَايَا وغُفْرَانهَا وَرَفْع الدَّرَجَات بإِعْلَاء الْمَنَازِل فِي الْجَنَّة.

فمن الأعمال التي جاء ذكرها في الحديث َإِسْبَاغ الْوُضُوء عَلَى الْمَكَارِهِ يعني إِتْمَامُهُ وَإِكْمَالُهُ بِاسْتِيعَابِ الأعضاء بِالْغُسْلِ وَتَطْوِيلِ الْغُرَّةِ وَتَكْرَارِ الْغُسْلِ ثَلَاثًا وتطبيق السنن الوادرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمَكَارِه تَكُون فِي مُدَّةِ الْبَرْدِ أوعند ِشِدَّةِ الْبَرْد وَأَلَمِ الْجِسْم وَنَحْو ذَلِكَ وَأَطْلَقَ عَلَيْهَا الْمَكَارِهَ لِمَشَقَّتِهَا عَلَى الْعَامِلِ وَصُعُوبَتِهَا عَلَيْهِ ولذلك أُمِرَ الْمُكَلَّفُ بِمُجَاهَدَةِ نَفْسِهِ وأنت ترى أن مما يكرهه الشخص وَيَشُقُّ عَلَيْهِ أن يَتوَضَّأُ مَعَ بَرْدٍ شَدِيدٍ وَعِلَلٍ يَتَأَذَّى مَعَهَا بِمَسِّ الْمَاءِ.

فمن علم ذلك هانت عليه مشقة القيام من النوم للوضوء والقيام بين يدي الرب جل في علاه وترك لذة الفراش الدافىء إلى لذة الصلاة ومناجاة العليم الخبير بل صارت المشقة والألم الحاصل في الوضوء عند البرد لذة لا تعدلها لذة.

مع التنبيه على أنّ بعض أهل العلم ذكروا أنّ "تسخين الماء لدفع برده ليقوي على العبادة لا يمنع من حصول الثواب المذكور".

كانوا كثيرا من الليل ما يصلون

إنّ الشتاء أمره عجيب لمن تذوق طعم العبادة فيه وقد ذكر الله تعالى من أوصاف أهل الجنة أنهم {كَانُوا قَلِيلًا مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} [سورة الذاريات:17] ومما يدخل الجنّة بسلام الصلاة بالليل والنّاس نيام.

وقد كان العابد منهم كالنجم الساطع في ليالي الشتاء وضّاءً منيراً ولهذا أثُِر عن غير واحد من السلف عند مشهد الاحتضار أنهم يبكون قيام ليالي الشتاء: ومنها أنه لما احتضر أحد السلف بكى فقيل له: أتجزع من الموت وتبكي. فقال: ما لي لا أبكي ومن أحق بذلك مني؟ والله ما أبكى جزعاً من الموت، ولا حرصاً على دنياكم، ولكني أبكي على ظمأ الهواجر وقيام ليل الشتاء. وجاءت هذه االقصة عن عدد السلف.

وقال معضد: "لولا ثلاث: ظمأ الهواجر، وقيام ليل الشتاء، ولذاذة التهجد بكتاب الله ما باليت أن أكون يعسوباً".

وليس هذا بغريب فإنّ في العبادة لذة لا يعلمها إلاّ الله ومن فقدها فهو محروم قال عبد الله بن وهب: "كل ملذوذ إنّما له لذة واحدة إلاّ العبادة فإنّ لها ثلاث لذات: إذا كنت فيها، وإذا تذكرتها، وإذا أعطيت ثوابها".

وأحسبهم رحمهم الله ذاقوا اللذة الأولى والثانية وأسال الله أن لا يحرمنا وإيّاهم الثالثة.

وكانوا رحمهم الله يستثمرون الليل عموماً وليل الشتاء على وجه الخصوص في طلب العلم.

فكان أبو هريرة – رضي الله عنه – يقسّم ليله ثلاثة أقسام بين القيام والنوم وطلب العلم فعنه رضي الله عنه قال: "جزّأت الليل ثلاثة أجزاء: ثُلثاً أصلي، وثُلثاً أنام، وثُلثاً أذكر فيه حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". وروي مثله عن عمرو بن دينار وسفيان الثوري.

وكانوا يرشدون إلى ذلك أيضاً

قال أحمد بن الفرات: "لم نزل نسمع شيوخنا يذكرون أشياء في الحفظ فأجمعوا أنّه ليس شيئ أبلغ فيه من كثرة النظر، وحفظ الليل غالب على حفظ النهار"، وقال: "سمعت إسماعيل بن أبي اويس يقول: إذا هممت أن تحفظ شيئا فنم وقم عند السحر فأسرج، وانظر فيه فإنّك لا تنساه بعد إن شاء الله".

وهذا الخطيب البغدادي يقول: "واعلم أنّ للحفظ ساعات ينبغي لمن أراد التحفظ أن يراعيها.. فأجود الأوقات: الأسحار، ثم بعدها وقت انتصاف النهار، وبعدها الغدوات دون العشيات، وحفظ الليل أصلح من حفظ النهار"، قيل لبعضهم: بم أدركت العلم؟ قال: بالمصباح والجلوس إلى الصباح، وقال آخر: بالسفر والسهر والبكور في السحر.

وسمعنا عن كثير من العلماء من المتقدمين والمتأخرين أنهم يعكفون على طاعة الله وطلب العلم في وقت غفل النّاس فيه عن هذا وناموا وتجد الواحد منهم يسهر الليالي الطوال مجتهداً في ذلك طلباً وتحصلياً وتحقيقاً للمسائل وتخريجاً وتثبتاً في الأحاديث وتبحراً في العلوم.

هناك فرق كبير بين هؤلاء ومن يضيّع أوقات الشتاء بل وسائر أيام العام في اللهو وارتكاب المعاصي. فطوبى لمن رقد إذا نعس، واتقى اللّه إذا استيقظ فحاله أحسن وأطيب من هذا العاصي لربه.

قال يحيى بن معاذ: "الليل طويل فلا تقصره بمنامك، والإسلام نقي فلا تدنسه بآثامك".

وقال أحمد بن فارس من شعراء العصر العباسي ناصحاً:

إذا كنت تأذى بحرِ المصـــيف *** ويبَسِ الخريف وبَردِ الشــتا
ويلهيكَ حُسنُ زمـــانِ الربيع *** فأخذُك للعلم قـــلْ ليْ متى

قلت: فطلبك للأجر قل لي متى؟ وقيامك لليل قل لي متى؟ ونشرك للعلم قل لي متى؟ وعملك في الدعوة قل لي متى؟

والمقصود استثمار الأوقات قبل فوات الأعمار، والمسلم في عبادة دائمة فهو يشتغل دائما في طاعة الله فإن لم يجد عملاً حسياً اشتغل في التدبر والتأمل والتفكر في ملكوت الله.

وفي الشتاء عظة

والشتاء بحد ذاته موعظة ففي شدة برده عبرة وعظة لمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فقد ثبت في الصحيح أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «وَاشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الزَّمْهَرِيرِ» [رواه البخاري ومسلم]، ومن وقف عند ذلك فتأمّل واعتبر كان ذلك تسلية وتصبيرا له على العبادة حتى يسلم من زمهرير جهنم وحرها، وتوجب عليه الاستعاذة من زمهريها.

وفي الشتاء تنزل البركات وتنشر الرحمات من رب الأرض والسماوات

أسأل الله أن يرزقني وجميع إخواني المسلمين الإخلاص والقبول وأن يوفقنا لما يحب ويرضى إنّه سميع مجيب، والله تعالى أعلم والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين البشير والنذير والسراج المنير محمد بن عبد الله عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم
__________________

جزاك الله خيرا…….مجهود كبير
ماشاء الله بارك الله فيك وجعلة في ميزان حسناتك
اللهم آمييييييييين

اللهم صلي على سيدنا محمد افضل صلاة واتم تسليم

موضوع استمتعت جدا بقراءته

والفائدة العظيمة التي حصلت عليها من خلاله

جزاكِ الله الجنة

جزاك الله خيرا اختي ..

((إنّ الشتاء أمره عجيب لمن تذوق طعم العبادة فيه ) والحمد لله رب العالمين لاني اتذوق طعم العباده في هذا الفصل

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،

أسأل الله أن يرزقني وجميع إخواني المسلمين الإخلاص والقبول وأن يوفقنا لما يحب ويرضى إنّه سميع مجيب

اللهم آمين
بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خيرا ً

بارك الله فيك و رفع من قدرك لاكي

الشتاء الغنيمه البارده 2024.

من نعم الله علينا أن خص كل موسم بما يناسبه من الزروع والثمار ونوع الأعمال،
ودفع السآمة عن الإنسان ؛ والمؤمن الحق من وقف مع هذه النعمة وتدبرها حق التدبر
وشكر الله لأجلها، قولا وعملا،

سيكون كلامنا عن العبادة في الشتاء ، والكلام عن الأمر يطول، فإذا اقبل الشتاء
فخرجنا بغنيمة العابدين وربيع المؤمنين، كنا من الفائزين بإذن الله.

وقد روى الترمذي في سننه عن عامر بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء" .
سماه غنيمة لما فيه من الأجر والثواب، فالغُنْمُ هو الفوز بالشىء من غير مشقة .

وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول: "ألا أدلكم على الغنيمة الباردة، قالوا: بلى،فيقول: الصيام في الشتاء".
ومعنى الغنيمة الباردة: أي السهلة، ولأن حرارة العطش لا تنال الصائم فيه.

وقال ابن رجب الحنبلي: "قيام ليل الشتاء يعدل صيام نهار الصيف".
وثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "الشتاء غنيمة العابدين"
رواه ابو نعيم بإسناد صحيح.

وأخرج الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال: "الشتاء ربيع المؤمن" ، وأخرجه البيهقي ، وزاد فيه:
"طال ليله فقامه، وقصر نهاره فصامه" .

فكيف يستغل المسلم ليل ونهار الشتاء؟

وإنما كان الشتاء ربيع المؤمن لأنه يرتع فيه في بساتين الطاعات، ويسرح في ميادين العبادات، وينَزه قلبه في بساتين الطاعات الميسرة فيه ( أي في الشتاء ) .
فإن المؤمن يقدر في الشتاء على صيام نهاره من غير مشقة شديدة، ولا كلفة تحصل
له من جوع ولا عطش ( أي لا مشقة ) ، فإن نهاره قصير بارد، فلا يحس
فيه بمشقة كبيرة للصيام. وقد أكد اصحابة رضوان الله عليهم على ذلك،
وكانوا يعتنون بالشتاء ويرحبون بقدومه ويفرحون بذلك ويحثون الناس على اغتنامه.

فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "مرحبا بالشتاء، تنْزل فيه البركة ويطول
فيه الليل للقيام ,ويقصر فيه النهار للصيام "

ولله در الحسن البصري من قائل: "نِعْمَ زمانُ المؤمن الشتاء ليله طويل يقومه،
ونهاره قصير فصامه "

وكان أحد الصالحين إذا جاء الشتاء يقول: "يا أهل القرءان، طال ليلكم
لقراءتكم فاقرؤوا، وقصر النهار لصيامكم فصوموا".

فإذا لم نصم صيام داود الذي كان يصوم يومًا ويفطر يومًا ءاخر بعده أفلا
نصوم الاثنين والخميس ؟ وإذا لم نصم الاثنين والخميس، أفلا نصوم أيام البيض ؟
وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر قمري!.

اخي المسلم / اختي المسلمه :

فرصة ذهبية للمشتغل الذي يبتغي الأجر من الله رب العالمين وغنيمة باردة له،
ولمن عليه قضاء، أو من عليه كفارات فليغتنموا جميعًا هذه الغنيمة الباردة.
وأما قيام ليل الشتاء فلطوله، ففيه قد تأخذ النفس حظّها من النوم، ثم تقوم بعد
ذلك إلى الصلاة، فيقرأ المصلي ورده، وقد أخذت نفسه حظها المحتاجة إليه
من النوم، مع إدراك ورده، فيكمل له مصلحة دينه وراحة بدنه.

وقد جاء عن الحسن البصري رحمه الله تعالى قال: "نِعْمَ نَدْمَانُ المؤمن الشتاء،
ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه"
أي نعم الرفيق المؤنس النديم …

إن الشتاء أمره عجيب لمن تذوق فيه طعم العبادة، وقد ذكر الله تعالى من أوصاف
أهل الجنة انهم {كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون} (الذاريات/17).
أي لما كانوا في الدنيا كانوا قليلاً ما ينامون .

وقد ورد أن معاذ بن جبل رضي الله عنه بكى عند مشهد الاحتضار، فقيل له:
أتجزع من الموت وتبكي ؟! فقال: " مالي لا أبكي، ومن أحق بذلك مني؟ والله
ما أبكي جزعًا من الموت، ولا حرصًا على دنياكم، ولكني أبكي على ظمإٍ الهواجر
وقيام ليل الشتاء" أي على ظمإ فترات اشتداد الحرّ أوقات الظهر .

وليس هذا بغريب، فإنّ للعبادةِ لذّةً، من فقدها فهو محروم. قال عبد الله ابن وهب:
"كل ملذوذ إنما له لذة واحدة، إلا العبادة فإن لها ثلاث لذات: إذا كنت فيها،
واذا تذكرتها ,واذا أعطيت ثوابها "

وكان ابو هريرة رضي الله عنه يقسم ليله ثلاثة أقسام بين القيام والنوم وطلب
العلم، وكان يقول: "جزّأت الليل ثلاثة أجزاء: ثلثا أصلي، وثلثا أنام، وثلثا اذكر
فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم" .

وقد احسن من قال:
إذا كنت تأْذَى بحرّ المصيف ويبس الخريف وبرد الشتا
ويلهيك حسن زمان الربيع فأخذك للعلم قل لي متى

وإنما الأيام مراحل يقطعها المسلم مرحلة مرحلة، وأفضل الناس من أخذ من
كل مرحلة زادًا للآخرة.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا الهمة على الطاعة، ويرزقنا الاخلاص والقبول،
وأن يوفقنا لما يحب ويرضى إنه سميع مجيب.

منقوووول

بارك الله فيك ونفع بك
نسال الله ان يبارك لنا فى اوقاتنا اعمارنا وان يسر لنا الطاعات
وان يعيننا على قيام الليل

جزاك الله خيرا ……….دمتـي فيــ حفظ الرحمــن

حفيدة الحميراء
وردة البنفسج

جزاكن الرحمن الجنان على المرور العطر