المناجاة الثالثه 2024.

نعيش في رحاب مناجاة الله جل جلاله ،
وما أحلى وأرقى وأروع أن نعيش ساعة ضراعة على أعتاب الله تعالى .. نثني عليه ، ونتملقه ، ونرجوه ونخافه ..
– – –
الحمد لله حمدا كثيرا ..
والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
ربنــا ..
ربنا إننا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا ، لنكونن من الخاسرين .
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ..
ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك .. ومن اليقين ما تهوّن به علينا مصائب الدنيا ..
إلهي ….
إلهي .. يا من إذا أعطى أغنى .. وإذا أغنى أقنى ..
ويا من إذا سئلَ أجاب .. وإذا تُضرّع إليه رَحم ..
اكشفْ عنا ما نزلَ بنا من مصائب الدهر ..
إلهي .. ربي ..
مولاي .. سيدي . سندي ..
اللهم إني أعوذ بك من كلّ لذةٍ بغير ذكرك ..
ومن كل راحةٍ بغير خدمتك .. ومن كل سرورٍ بغير قربك ..
ومن كل فرحٍ بغير رضاك .. ومن كل شغلٍ بغير معاملتك ..
اللهم إنك سألتني من نفسي ما لا أملكه ، إلا بك ..
فأعطني منها ما يرضيك عني ….
ولا تنزع عني صالح ما أعطيتني .. يا رب العالمين
اللهم .. يا مولاي .. ويا سيدي . ويا سندي..
لا طاقةَ لي بالجهلِ … ولا صبرَ لي على البلاءِ … ولا قوةَ لي على الفقرِ ..
فبفضلكَ اللهم أغننـي .. وبعظمتك قوّني .. وبسعتك أبسط يديّ..
اللهم اجعل هواي فيما يرضيك عني .. واجعل رضاي فيما يرد عليّ منك ..
اللهم بارك لي فيما رزقتني .. وفيما أنعمتَ به عليّ ..
اللهم اقضِ عني كل دين.. وارزقني الرغبة في العمل لك ..
وهب لي نوراً أمشي به في الناس .. وأهتدي به في الظلمات..
وأستضيء به من الشك والشبهات ..
اللهم ارزقني سلامةَ الصدر من الحسد والحقد ..
وارزقني التحفظَ من الخطايا ، والاحتراس من الزلل ..
اللهم اجعلني عاملاً لطاعتك .. راغباً في رضاك ..
اللهم اجعلني ممن يدعوك مخلصاً في الدعاء ..
إنك يا رب العالمين خير من يجيب دعاء المحتاجين .
اللهم . ربنا ومولانا ..
روّحْ صدورَنا بنسيمِ ودّك .. واغمرْ قلوبّنا بغوامرَ من عطفك ..
وأذقْ أرواحنا حلاوةَ برّك .. وجُدْ علينا بكَ يا أرحم الراحمين ..
اللهم اغضض أعيننا عن النظر إلى غيرك ..
وسهّلْ مقاداتنا في القبولِ عليك .. والإيجاب لك . والصبر معك ..
واجعلْ أرواحنا مغارسَ معرفتك .. وألسنتنا قواطفَ وصفك ونعتك ..
اللهم .. ربنا ..
إذا عطشنا ….فـروّنــــــا ،،
وإذا ضعفنا ….. فـقوّنـا ،،
وإذا أعوججنا .. فسـوّنا ،،
وإذا اعتللـنا … فـداونـا ،،
وإذا كـدرنـا … فصفّـنـــا ،،
وإذا فسـدنا … فأصلحنـا ،،
وإذا نكـرنا … فعـرّفنــــا ،،
وإذا جهلناك … فعلمّنــا ،،
وإذا تعسّرنـا … فسهلنا ،،
وإذا افتقرنـا … فأغننـــــا ،،
وإذا بعدنا عنك …. فصلنـا بك ..
اللهم وهبْ لنـا من لدنك ، ما يقرّبنـا إليك .. يا كريم يا وهاب ..
اللهم .. يا واسع … يا عليـم .. يا ذا الفضـل
أنت ربي ، وعلمك حسبي ..
إن تمسسني بضرٍ ، فلا كاشف له إلا أنت ..
وإن تردني بخـيرٍ ، فلا رادّ لفضلك .. تصيبُ به من تشاء من عبادك ..
إلهي .. ومولاي .. وسيدي ..
يا مَـنْ أمـدّنـا بأصنــاف النعـيم ..
ويـا مَـن واصلنـا بإحسانه القديم ..
ويـا مَـنْ عرفناهُ بإنه الرحمن الرحيم … الحليم العظيم ..
اغفر لنا ما كان ..واغفر لنا ما يكون …إنك على كل شيء قدير ..
اللهم يا عالم السرّ منا ، لا تكشف السترَ عنا ..
وعافنا واعفُ عنا … وكنْ لنا حيثُ كنا ..
اللهم ..
أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرضُ ، وبكل حقٍ هو لك ..
أن تقبلنا برحمتك ، وتدخلنا في رحمتك ..وأن تجعلنا من أهل جنتك ..
اللهم .. إنــا نسألك رضاك والجنة … ونعوذ بك من سخطك والنار ..
اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا . وشيوخنا ومعلمينا .. وإخواننا وأخواتنا ..
واغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات ، الذين شهدوا لك بالوحدانية ، ولنبيك بالرسالة وماتوا على ذلك ..
وصلّ وسلم على رسولك وحبيبك محمد .. صلى الله عليه وسلم .

* * *
نقلا عن أحد المنتديات

بارك الله فيك…يا شذى الرياحين
شكرا على هذه الكلمات الطيبة والهادفة واسال الله ان يعم علينا برحمته وعطفه آمين
دعاء جداً جميل

حاولت أكثر من مرة طباعة لم أستطيع

قالوا فى المناجاة 2024.

لاكي

لاكي

اخوتي الاحبة في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل انسان مسلم او غير مسلم عندما يكون مهموما يذهب الي احد اصدقائه المقربين الي قلبه ثم يبدا يفضفض ويتكلم ويبدا يهدي من نفسه

فما بالك اخي و اخيتي الفاضلة اذا كان هو المقرب اليك او الشخص العزيز عليك هو رب العزة سبحانة وتعالي .

في ايامنا الحالية لا يوجد شخص سليم الاعضاء سليم الهموم ليس به مشاكل تهمه ولا تريح باله ليه ما نبدا ونذهب الي ربنا
ونبدا ندور انفسنا وعلي حالنا مع الله

هل يرضي الله ورسول ؟

هل يرضينا نحن؟

كيف اناجي الله عز وجل وما هي المناجاة؟

المناجاه انك تطلب العون من الله ولكي يكون اهل للاجابة يجب ان يكون في الوقت المناسب

والوقت المناسب هذا يكوت في الثلث الاخير من الليل تتوضا وتذهب الي رب العباد يااااااااااااااااارب انا تركت العباد واتيت الي رب العباد
ياااااااااااااااااااااااارب
محتاجلك ياااااااااااااااااااااارب انا الصغير الذي كبرته ياااااااااااااااااااااااارب انا الضعيف الذي قويته
يااااااااااااااااارب اانا الحزين الذي بطاعتك اسعدنه

يااااااااااااااااااارب انا الفقير الذي برحمتك اغنيته
يااااااااارب وتطلب من الكبير المتعال كل ما تريده
ونتذلل في طلب العون من الله ونكرر الدعاء حتي يكون اقرب الي الاجابة
وفقنا الله واياكم الي ما يحبه ويرضاه

لاكي

السلام عليكم

بارك الله فيكي اختي….يا رب يتقبل منا و منكم اجمعين

وفقنا الله واياكم الي ما يحبه ويرضاه
االلهم ااامييين…
بارك الله فيييكى..
وجعله فى ميزااان حسناااتك…
كلمااات مؤثره…وصدقتى..
الله لايحرمناااا منك..ياالغاليييه…
جزاك الله خيرا أختي و جعله في ميزان حسناتك..

لاكي كتبت بواسطة *lina* لاكي
السلام عليكم

بارك الله فيكي اختي….يا رب يتقبل منا و منكم اجمعين

وعليكم السلام ورحمة الله
أختى لينا
وفيك بارك الله
نورتى بمشاركتك
ربنا يعينا واياك والمسلمين على الخير

لاكي كتبت بواسطة النائيه لاكي
وفقنا الله واياكم الي ما يحبه ويرضاه
االلهم ااامييين…
بارك الله فيييكى..
وجعله فى ميزااان حسناااتك…
كلمااات مؤثره…وصدقتى..
الله لايحرمناااا منك..ياالغاليييه…

اللهم آمين أختى وحبيبتى النائية
بارك الله فيك يارب
دايما منورانى يا حبيبتى
الله يديم محبتنا لوجه الله دائمة محبة خالصة تشهد لنا على الاجتماع فيه

لاكي كتبت بواسطة egyfairy لاكي
جزاك الله خيرا أختي و جعله في ميزان حسناتك..

جزانا الله واياك أختى فى الله
اللهم آمين ووهبك بالمثل
أهلا ومرحبا بك اخت ومشاركة فاضلة

المناجاة الثانيه 2024.

المناجاة الثانية

في المناجاة زاد كبير للقلب

وحياة للروح . واستحياء للنفس

وتحريك لمواجيد عالية تشد القلب إلى باب الرب

وكلما طالت المناجاة ، واشتد التضرع ، وسالت معها العبرة

وجد القلب أنسا ولذة ونكهة

فكأنما اغتسل ساعتها على عتبات الله جل جلاله

فطاب له الإقبال على ربه أكثر فأكثر ..

– – – – – –

الحمد لله رب العالمين ..

حمدا يوافي نعمه ، ويكافئ مزيد إحسانه

والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

اللهم لا قابض لما بسطتَ .. ولا باسطَ لما قبضت ..

ولا هادي لمن أضللتَ … ولا مضل لمن هديت ..

ولا معطي لما منعتَ .. ولا مانع لما أعطيت ..

ولا مقرب لما باعدتَ .. ولا مبعد لما قرّبت ..

اللهم ابسط علينا من بركاتك ، ورحمتك ، وفضلك ، ورزقك ..

اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول ..

اللهم استرنا بسترك الجميل الذي سترت به نفسك فلا تراك العيون ..

اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير ..

واجعل الموتَ راحةً لنا من كل شر ..

اللهم ارزقنا حبك ، وحب من يحبك ،

وحب كل عمل يقرّبنا إلى حبك ..

اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها ،

وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة ..

اللهم يا محول الأحوال ، حوّل حالنا وحال المسلمين إلى أحسن حال ..

اللهم إنك لو حاسبتنا على خطرات النفوس ، لحشرتنا مع الأشرار ..

ولو حاسبتنا على تقصيرنا في حقك ، لحشرتنا مع أهل النار ..

ولو حاسبتنا على نسياننا لآلائك ، لما أمددتنا بجزيل نعمائك ..

ولو حاسبتنا على تبرمنا بقضائك ، لما حشرتنا مع المؤمنين ..

ولو وكلتنا إلى نفوسنا لكنا من الهالكين ..

اللهم كثرت عندنا أياديك ، فعجزنا عن إحصائها

فضلا عن أداء شكرها ..

فلك الحمد على ما أوليت ،

يا خير من دعاه داعٍ ، وأفضل من رجاه راجٍ ..

تباركت يا ذا الجلال والإكرام ..
اللهم إنا قد علمنا أنك لم تخلقنا إلا لعبادتك ومعرفتك ومحبتك ،

ونحن ندعي إننا كذلك ، غير أن أفعالنا تصرح بغير ذلك ..

فما نعرف من العبادة إلا رسومها ، ولا من المعرفة إلا قشورها ،

ولا من المحبة إلا الدعاوى فيها ..

وأنت أنت سبحانك تهملنا ، وكأنك لا تدري بما نصنع معك ..

وتتركنا وكأنك لا تعرف ما في طيات قلوبنا من سوء الأخلاق ..

نسألك اللهم رحمة تخرجنا بها من النفاق والشقاق وسوء الأخلاق ..

وتدفعنا بها إلى دوائر عبادتك ، وأبواب معرفتك ، وسبل محبتك ..

اللهم إنا نعوذ بك من الشك في الحق بعد اليقين ..

ونعوذ بك من شدائد يوم الدين

اللهم إنا نسألك رضاك والجنة .. ونعوذ بك من سخطك والنار ..

اللهم أسألك قوة في الإيمان واليقين ..

وصلابة في الحق والدين .. وأسألك رزقاً طيبا واسعا ..

اللهم ارضَ عنا ، ولا تغضب علينا ،

وعافنا وأعفُ عنا .. واستعملنا في مرضاتك ..

واملأ قلوبنا بمحبتك ..

واجعلنا من المؤمنين الصادقين الذين ترضى عنهم ..

اللهم إن سمعي وبصري ،

وقلبي وعقلي بيدك ، لم تملكني من ذلك شيئا ..

فإذا قضيت بشيءٍ فكن أنت وليي ، واهدني إلى أقوم السبل ،

يا خير من سئل ، ويا أكرم من أعطى ، يا أرحم الراحمين ..

اللهم الوجود كله ملكك وحدك ،

والقلوب خزائن محبتك ..

اللهم راعِ والديّ كما راعياني .. وأنر ليالي الحياة لمن علموني ..

اللهم قد استطاعت شياطين الإنس والجن أن تجر بخطام أنوفنا عن بابك ،

وتشغلنا بكل شيءٍ عنك ..

وأنت _ أنت سبحانك _ ترى ذلك فلا تعاجلنا بالعقوبة ..

اللهم اجعلني باراً بأمتي .. ونافعاً لعبادك ..

ومخلصا لمن عدل .. ناصحاً لمن جار ..

جريئا بالحق على الباطل ..

ناصراً للضعيف المظلوم على القوي الظالم .

اللهم إذا كان كفر ساعة ، يهدم عبادة خمسين سنة ،

فتوحيد خمسين سنة ، كيف لا يهدم معصية ساعة .؟.

اللهم يا منعماً بالعطايا منذ الأزل ،

وأنت تجود على ما لا يحصى من الخلائق بالنعم الظاهرة والباطنة ،

ثم لا ينقص ذلك من ملكك شيئا ..سبحانك ..

جد علينا برحمة .. وامنن علينا بمغفرة ..

وتفضل علينا برفع درجاتنا عندك ..

إلهي .. ما زال بهاء أياديك في ملكوتك ظاهرا ..

وما زالت أنوار رحمتك في جوانب كونك متجلية ..

ولا زلت كريما منعما متفضلا ..

تستر العيوب ، وتغفر الذنوب ، وتكشف الكروب ..

فامنحني اللهم منك عطاءً متجدداً من الإيمان واليقين ..

وأكرمني بقلب مفعم بحبك ، لا يلتفت إلى غيرك ..

فإني أخشى أن أكون مخدوعاً بك ، مغتراً بما في يدي من إحسانك عليّ ..

ثم يكون نصيبي الطرد يوم تكون الإهانة فيه هي الإهانة ..

وكيف لا أخاف وقد قلت في محكم كتابك :

( وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ) ..

اللهم الطف بي ولا تفضحني ..

إلهي .. كلما أذنبتُ ذنباً ، دعتني سابقة عنايتك إلى التوبة ..

وكلما تبتُ ، جذبتني الأهواء إلى المعصية من جديد ..

فلا التوبة تدوم لي ، ولا المعصية تنصرف عني ..

وما أدري ما أفعل ؟ ولا بماذا يختم لي ؟؟

غير أن سابقة الحسنى منك ، أوجبت لي حسن الظن بك

وأنت عند حسن ظن عبدك بك ،

وقد علمتُ أنك تغفرُ الذنبَ ،

فهب لي توبةً نصوحا دائمة ، حتى لا أعود إلى الانغماس في المعصية ،

واصرف عني أزمة الشهوات وامح زينتها من قلبي ،

وقني الفتن ما ظهر منها وما بطن ..

برحمتك يا أرحم الراحمين .

اللهم اشملني بنظرة من عين رحمتك تغسل بها عن قلبي الذنوب والخطايا ..

اللهم إني لا أملك زاداً للطريق ،

فإن لم تعني ، فوا حسرتاه من ضياع العمر هباء ..!

اللهم إن تقطعت الحبال بيني وبينك ،

فسرعان ما تخطفتني الشياطين تدوس على كرامتي ،

وتمرغ أنفي في وحل المعصية ،

فإن لم توصلني إليك ، بخدمة تربطني بك ،

فإن عذابك حاصل ، ما له من دافع سواك ..

اللهم ارحم ذلي بين يديك ، ولا تفضحني يوم العرض عليك ..

اللهم اغفر زلاتي _ ما أكثرها _

وليكن شافعي عندك لي ،

انتسابي إليك ، وحبي إياك ، وثقتي بك ،

وأملي فيك ، وخوفي منك ، وحسن ظني بك ..

اللهم ما لنا حيلة إلا أن نتضرع بين يديك ،

ونتذلل لك ، ونثني عليك ،

لعلك ترحم ضعفنا وذلنا ، وتسمع شكوانا وتضرعنا ..

وتغفر لنا ، وترضى عنا .

وتكشف كربتنا ، وترحم أمتنا

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

جزاك الله خير وحفظك من كل شر

لذة المناجاة .روعه 2024.

لسلامـ عليكنّ ورحمة الله وبركاته


بسم الله الرحمن الرحيم

إن من أعظم أسباب الطمأنينة وسكينة القلب: الأنس بمناجاة الله – تعالى -،
والتلذذ بذكره والثناء عليه،

قال الله – تعالى -:

﴿ "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" ﴾

(الرعد: 28)،

إذا هدأت العيون وهجعت النفوس، واسودت ظلمة الليل، نشط لذكر الله يسكب العبرات،
ويظهر الحاجة والافتقار إلى مولاه، ويعترف بعجزه وضعفه، ويلح عليه بالثناء والتسبيح والتهليل،
يرفع العبد يديه بقلب مخبت منيب يسأل الله – سبحانه وتعالى- ويستعينه،

﴿ "أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ" ﴾

(الزمر: من الآية9)،

﴿ "تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً " ﴾

(السجدة: من الآية16).

إنها لذة المناجاة، لذة من أعظم لذائذ الدنيا، تعمر القلوب وتسكن لها الجوارح،
ولا يجدها إلا من ذاق طعم الإيمان، وحلاوة القرآن، وبرد اليقين،

وصَدَق المصطفى – صلى الله عليه وسلم -: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت".

تأمَّل موسى – عليه السلام – وقد أنهكه السفر، يستظل بظل شجرة،
ويقولها من قلبه، نفثات عابد مستجير بربه:

﴿ "فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ" ﴾

(القصص: 24).

تأمل أدعية النبي – صلى الله عليه وسلم – ومناجاته لربه،
تجد فيها أجمل التضرع والإنابة والانكسار بين يدي الله – تعالى -،
وتجد فيها أبلغ الالتجاء والاستعانة به – عز وجل -، يُعفّر وجهه في التراب،
ويقوم تالياً وراكعاً حتى تتورم قدماه، ويُسمَع لصدره أزيز كأزيز المرجل،
وتتحدّر الدموع من عينيه الشريفتين، ويستغفر الله ويتوب إليه في اليوم مئة مرة،

ومع ذلك كله يقول في دعائه العبق الكريم:

"اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني،
اللهم اغفر لي جدّي وهزلي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي،
اللهم اغفر لي ما قدمتُ وما أخرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ،
وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير".

غاية في التضرع والسكينة والافتقار إلى الله – تعالى -، لا يغتر بعمله،
أو يتبختر بفعله، بل يطأطئ رأسه إخباتاً ومهابة لربه، ويسأله الثبات والسداد،

ويناجي ربه بقوله: "اللهم مُصرِّف القلوب صرِّف قلوبنا على طاعتك".

يخلو العبد بربه، ويرطب لسانه بالذكر وتلاوة القرآن،
مخلفاً وراءه الدنيا بغربتها وهمومها، فمهما ادلهمت به الخطوب،
وتكالبت عليه الفتن، وتكاثرت عليه الهموم، إلا أنه يجد في قلبه سكينة عامرة، ويقيناً راسخاً.

إن الدعاء عبادة عظيمة تتجلى فيه كريم الصلة بين العبد وخالقه،
يُرى فيه العبد منكسراً بين يدي مولاه، منطرحاً على بابه، يستغيث به ويستجير،
والله – تعالى -، يحب العبد الملحاح،

ولهذا قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: "من لم يسأل الله يغضب عليه".

ودعوات المؤمنين الصادقة هي الطاقة الحية المعطاءة
التي تبعث الروح في قلوب المؤمنين، وتدفعها إلى البذل والعطاء بصدق وإخلاص،
فهي الجند الذي لا يُغلب، والسلاح الذي لا يقهر.
منقول

جزاك الله خيرا
وبارك فيك

جزاكى الله خيراً على الموضوع

جزاك الله خيرا

نقل موفق
جزاك الله الفردوس الاعلى

جزيتِ خيرا

"اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني،
اللهم اغفر لي جدّي وهزلي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي،
اللهم اغفر لي ما قدمتُ وما أخرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ،
وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير".

شكرا لك وبارك الله فيك

أكل الحلال وحلاوة المناجاة 2024.

أكل الحلال وحلاوة المناجاة

لفضيلة الشيخ: عبدالعزيز آل عبداللطيف
يُقال: إنَّ الحَجَّاج بن يوسف لَمَّا ولي العراق، وكان أهله لا يتولَّى عليهم أحدٌ يشوش عليهم إلا هلَك سريعًا بدعائهم عليه، فأمَرَهم الحجاج أنْ يأتي كلُّ واحد منهم ببيضة دجاجة، ويضعها في صحْن الجامع، وأراهم أنَّ له بذلك ضرورة، فاستخفُّوا ذلك منه ففعَلوا، ثم أمَرَهم بعد ذلك أنْ يأخذ كلُّ واحدٍ عين بيضته، وأراهم أنْ قد بدا له الرجوع عمَّا أراده، فلمَّا أخذوا ذلك لم يعلم كلُّ واحدٍ منهم عينَ بيضته، فلمَّا علم الحجَّاج أنهم تصرَّفوا في ذلك مَدَّ يده إليهم، فدعَوا عليه على عادتهم فمُنِعوا الإجابة.

قال ابن الحاج (ت 737هـ) مُعلِّقًا على تلك الحادثة: "ولأجل هذا المعنى كَثُرت المظالم اليوم، وكَثُر الدعاء على فاعلها وقلَّت الإجابة أو عدمت… فلو سلم بعضهم من مثْل هذه الحال ودعا، لاستُجِيب له عاجلاً".

ولقد احتَفَى أهل السُّنة بأكْل الحلال تقريرًا وتحقيقًا، حتى أثبَتُوه في عقائدهم؛ يقول الفضيل بن عِياض: "إنَّ لله عبادًا يُحيِي بهم البلاد والعباد، وهم أصحاب سُنَّة، مَن كان يعقل ما يدخُل جوفه من حِلِّه كان في حزب الله تعالى".

قال ابن رجب معلقًا على عبارة الفضيل: "وذلك لأنَّ أكْل الحلال من أعظم الخِصال التي كان عليها النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – وأصحابه".

ووَصَف شيخُ الإسلام الصابوني أهلَ الحديث والسُّنة أنهم يتواصَوْن بالتعفُّف في المآكِل والمشارب، والمنكح والملبس، وكذا قرَّره قِوام السُّنة الأصفهاني.
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الله طيِّب لا يَقبَل إلا طيبًا، وإنَّ الله – تعالى – أمَر المؤمنين بما أمَر به المرسلين، فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ﴾ [المؤمنون: 51]، وقال – تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾ [البقرة: 172]، ثم ذكَر الرجل يُطِيل السفر أشعث أغبر، يمدُّ يدَيْه إلى السماء: يا ربِّ، يا ربِّ، ومَطعَمه حَرام، ومَشرَبه حَرام، ومَلبَسه حَرام، وغُذِي بالحرام، فأَنَّى يُستَجاب لذلك؟!)).

ومن شُروحات ابنِ رجب لهذا الحديث قوله: "مِنْ أعظَم ما يحصل به طيبة الأعمال للمؤمن طيب مطعمه، وأنْ يكون من حلال، فبذلك يزكو عمله… وفي الحديث إشارةٌ إلى أنَّه لا يُقبَل العمل ولا يزكو إلا بأكْل الحلال، وأنَّ أكْل الحرام يُفسِد العمل، ويمنع قبولَه… فالرسل وأُمَمهم مأمورون بالأكل من الطيِّبات التي هي الحَلال، وبالعمل الصالح، فما دام الأكل حَلالاً فالعمل صالح مقبول، فإذا كان الأكل غير حلال فكيف يكون العمل مقبولاً؟!".

والمقصود أنَّ على الداعي أنْ يتحرَّى أكْل الحلال، ويَتورَّع في مطعمه ومشربه؛ فإنَّ هذا من آكَد آداب الدعاء، بل هو من شروط الدعاء المُستَجاب.

إنَّ من أجَلِّ آداب الدعاء إظهارَ الافتِقار إلى الله، والانطِراح والانكِسار بين يديه – سبحانه – وكما قال سهل التُّستَرِيُّ: "ليس بين العبد وبين ربِّه طريقٌ أقرب إليه من الافتقار".

وكلَّما ازداد الشخص عبوديَّةً وافتِقارًا إلى الله ازداد كمالُه وعَلَتْ درجته؛ فأكرَمُ ما يكون العبد على الربِّ – سبحانه – أحوَجُ ما يكون إليه، وأمَّا الخلق فأهوَنُ ما يكون عليهم الشخص أحوجُ ما يكون إليهم.
فمَن أعرض عن الدعاء والافتِقار والإلحاح على الله فإنَّه يشتَغِل بمسألة الناس، ويُقْبِل على التذلُّل لهم… فيرتكب ثلاث مفاسد: مفسدة الافتقار إلى غير الله، ومفسدة إيذاء المسؤول، ومفسدة امتهانه لنفسه، وذله لغير الله.
قال ابن تيمية: "وقد جرَّب الناس أنَّ مَن لم يكن سائِلاً لله سأَل خلقَه، فإنَّ النفس مضطرَّة إلى مَن يُحصِّل لها ما ينفَعُها، ويَدفَع عنها ما يضرُّها؛ فإنْ لم تطلب ذلك من الله طلبَتْه من غيره".

وهذا حال بعض شيوخ الصوفيَّة الذين يترُكون الدعاء استِكبارًا وغرورًا، ويدَّعون الاستغناءَ عن اللَجَأ إلى الله – عزَّ وجلَّ – ثم آخِر حالهم يَعكُفون على أبواب الظَّلَمة، ويَقتاتون من مكاسب خبيثة.
وقد وصَف ابن تيميَّة أولئك الشيوخ بقوله: "هكذا شيوخ الدعاوَى والشطح، يدَّعِي أحدهم الإلهيَّة، وما هو أعظم من النبوة، ويعزل الربَّ عن ربوبيَّته، والنبيَّ عن رسالته، ثم آخِرته شحَّاذ يطلب ما يقيته، أو خائف يستعين بظالمٍ على دفْع مظلمته، فيفتَقِر إلى لقمة، ويَخاف من كلمة؛ فأين هذا الفقر والذل من دعوى الربوبيَّة المتضمِّنة للغِنَى والعزِّ؟!".

وفي غمرة الغفلات المتتابعة، وحظوظ النفس المتشعِّبة، وصخب الحياة الجسديَّة – فإنَّ النفس لا تنفكُّ عن الجهل والظلم، وحينئذٍ يعتدُّ الأشخاص بقدراتهم ومواهبهم التي امتنَّ الله بها عليهم، ويَركَنون إلى حولِهم وقُوَّتهم، ويدَّعِي أحدُهم بلسان الحال أو المقال أنَّه "العملاق" أو "سوبر مان".

بل إنَّ اعتِداد الشخص وثقتَه بنفسه وطاقته بعُجَرها وبُجَرها قد استَحوَذ على فِئامٍ من الدعاة، فلا تَكاد تُخطِئ عينُك كثرة الدَّورات والندوات في هذا الشأن؛ وغرق القوم في الالتِفات والاعتماد على الأسباب الظاهرة المحسوسة، بل تجاوَزُوه إلى تعلُّق بأسبابٍ مثالية موهومة، وأعقب ذلك ما نُكابِده من ضعْف الأحوال الإيمانية: من الإخبات والخشوع والإنابة إلى الله – تعالى – بل ربما غاب ما يتعيَّن استصحابُه من فقرنا وفاقتنا، وضعفنا ومسكنتنا، وعجزنا وتفريطنا في جنْب الله.
والناظر إلى الأئمَّة الأعلام لدى أهل الإسلام والسُّنة، وسِيَرِهم وأحوالهم، لا تكاد تجدهم إلا أصحاب إخباتٍ وانطِراحٍ بين يدي الله – تعالى – واعتِراف بالذنب والتقصير، ويقين بالفاقة إلى الغني الحميد – سبحانه – فرحمة اللهِ على تلك الأرواح، لم يبقَ منهم إلا الأشباح.
وقدوتهم في ذلك رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – الذي كان يقول: ((سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهْدك ووعْدك ما استطعتُ، أعوذُ بك من شرِّ ما صنعتُ، أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي فاغفر لي؛ فإنَّه لا يغفر الذنوب إلا أنت)).
وروي عنه – صلَّى الله عليه وسلَّم – أنَّه قال: ((اللهم إنَّك تَسمَع كلامي، وترى مَكاني، وتَعلَم سرِّي وعلانيتي، ولا يخفى عليك شيءٌ من أمري، أنا البائس الفقير، المستغيث المستجير، والوجل المشفق، المقرُّ بذنبه، أسألك مسألةَ المسكين، وأبتَهِل إليك ابتهالَ المذنب الذليل، وأدعوك دعاءَ الخائف الضرير، مَنْ خضعَتْ لك رقبتُه، وذلَّ لك جسدُه، ورَغِمَ لك أنفُه، اللهم لا تجعلني بدعائك ربي شقيًّا، وكُنْ بي رؤوفًا رحيمًا، يا خير المسؤولين، يا خير المُعطِين)).
ويبدو أنَّ ثمَّة تَلازُمًا بين أكْل الحلال، وحلاوة المناجاة لله – تعالى – ولذَّة الأنس والافتِقار إليه – عزَّ وجلَّ – وقد قرَّر الحافظ ابن كثير – في "تفسيره" – أنَّ أكْل الحلال عونٌ على العمل عند تفسيره لقوله – تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [المؤمنون: 51].

وأشار ابن الجوزي إلى ذلك التلازُم في إحدى خَواطِره، فقال: "وربما رأى العاصي سلامةَ بدنِه وماله، فظنَّ أنْ لا عقوبة، وغفلته عَمَّا عُوقِب به عقوبةٌ، وربما كان العِقاب العاجل معنويًّا، كما قال بعض أحبار بني إسرائيل: "يا رب، كم أعصيك ولا تعاقبني! فقيل له: كم أعاقبك ولا تدري؛ أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي؟!".

فمَن تأمَّل هذا الجنس من المعاقبة وَجَدَه بالمرصاد، فرُبَّ شخصٍ أطلق بصره فحُرِم اعتبارَ بصيرته أو لسانه، فحرم صفاء قلبه، أو آثَر شبهةً في مطعمه، فأظلم سِرُّه، وحُرِم قيامَ الليل وحلاوة المناجاة… إلى غير ذلك، وهذا أمرٌ يعرفه أهلُ محاسبة النفوس.
ولقد رأينا مَنْ سامَح نفسَه بما يمنع منه الشرع، طلبًا للراحة العاجلة، فانقلبت أحواله إلى التنغُّص العاجل، وعكست عليه المقاصد".
وقد كابَد ابن الجوزي شيئًا من عَوارِض حَلاوة المناجاة ومُكدِّراتها، ثم إنَّ الله تَدارَكَه برحمته ولطفه، ولقد حكى هذه المعاناة بأسلوبٍ بديع، فقال: "كنت في بداية الصبوة قد أُلهِمت سلوك طريق الزهَّاد؛ بإدامة الصوم والصلاة، وحُببت إِلَيَّ الخلوة، فكنتُ أجد قلبًا طيبًا، وكانت عين بصيرتي قويَّة الحِدَّة تتأسَّف على لحظةٍ تمضي في غير طاعة، وتُبادِر الوقتَ في اغتِنام الطاعات، ولي نوعُ أُنْسٍ وحلاوة مناجاة، فانتهى الأمر إلى أنْ صار بعض وُلاة الأمور يستحسن كلامي، فأمالني إليه فمال الطبع؛ ففقَدتُ تلك الحلاوة، ثم استَمالني آخَر، فكنت أتَّقِي مخالطته ومطاعمه لخوف الشبهات، وكانت حالتي قريبة، ثم جاء التأويل فانبسطتُ، فقدم ما كنت أجد، وصارت المخالطة تُوجِب ظُلمَةَ القلب إلى أنْ عُدِم النور كله، فكان حنيني إلى ما ضاع منِّي يُوجِب انزعاج أهل المجلس، فيتوبون ويصلحون، وأخرج مفلسًا فيما بيني وبين حالي، وكَثُر ضَجِيجي من مرضي، وعجزتُ عن طبِّ نفسي، فاجتذبني لطف مولاي بي إلى الخلوة على كراهةٍ مِنِّي، ورَدَّ قلبي عليَّ بعد نفوره مِنِّي، فأفقت من مرض غفلَتِي، وقُلت في مناجاة خلوتي: سيِّدي، كيف أقدر على شكرك؟ وبأيِّ لسان أَنطِق بمدحك؛ إذ لم تؤاخذني على غفلتي، ونبَّهتَنِي من رقدتي، وأصلَحتَ حالي على كرهٍ من طبعي؟! فما أربحني فيما سُلِب مِنِّي؛ إذ كانت ثمرته اللجأ إليك،وما أوفر جمعي؛ إذ ثمرته إقبالي على الخلوة! وما أغناني؛ إذ أفقرتَنِي إليك! وما آنَسَنِي؛ إذ أوحشتني من خلقك! آهٍ على زمانٍ ضاعَ في غير خدمتك! أسفًا لوقتٍ مضی في غير طاعتك!".

وأختم هذه السطور بطرفٍ من مناجاة أبي الحسن الكانشي (ت 347هـ)، الذي عُرِف بالعلم والوَرَع، ورقَّة القلب ومجانبة أهل الأهواء؛ فقد حُكِي عنه أنه قام ليلة فقرأ سورة الإسراء حتى ختم المصحف، ثم أخَذ في البكاء وقال:
أتراك بعد الدرس للقرآن تحرقني؟

يا ليتني أُدرِجتُ قبل الذنب في الكفنِ

ثم عاد إلى البكاء حتى طلَع الفجر، ثم أقبل يقول: "وعزتك وجلالك ما عصيتك استِخفافًا بحقِّك، ولا جحودًا لربوبيَّتك، لكنِّي حضرني جهلي، وغاب عنِّي علمي، واستفزَّني عدوِّي، وإنِّي عليها – يا إلهي – لنادم".

ومن مناجاته: "أَرِنِي مَن أطاعَه فأضاعَه، أرِنِي مَن قصَدَه فخيَّبه، أرِنِي مَن توكَّل عليه فأضاعَه، إذًا لا تراه أبدًا".

المناجاة السادسه 2024.

في أجواء المناجاة الضارعة الخاشعة ..

نواصل العيش لحظات لها نكهتها الخاصة ..

لعل الله أن يكرمنا خلالها ، وينفعنا بها

– – – –

الحمد لله .. الحمد لله رب العالمين ..

والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

اللهم توفني على الإسلام ، ولا تجعلني مصراً على ذنب ..

اللهم وفقني إلى توبة نصوح ترضى بها عني ..

اللهم اهدني إلى حسنات متتابعة تمحو بها أثرَ تلك السيئات التي سلفت ..

اللهم ألهم نفسي تقواها ، أنت خير من زكاها .. أنت وليها ومولاها ..

اللهم اجعلني لك ذكّـاراً ، لك شكّـاراً .. إليك منيبا ..

اللهم أوزعني أن اشكرَ نعمتك التي أنعمتَ بها عليّ وعلى والديّ ..

وأن أعملَ صالحاً ترضاه ، وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ..

اللهم إنكَ سلطّتَ علينا عدواً بصيراً بعيوبنا ،

يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم ..

اللهم فآيسهُ منا كما آيسته من رحمتك .. وقنطّهُ منا ،

كما قنطته من عفوك ..

وباعدْ بيننا وبينه ، كما باعدتَ بينه وبين رحمتك …

إنك على كل شيء قدير ..

اللهم إني أسألك رحمةً من عندك تزكي بها عملي .. وتلهمني بها رشدي .

وتعصمني بها من كل سوء .. إنك أنت السميع العليم ..

اللهم أسألك بعزتك وذلي .. إلا رحمتني .

وأسألك بقوتك ، وضعفي .. وبغناك ، وفقري .. إلا عفوت عني ..

إلهي .. وسيدي ..

هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك ..

عبيدك سواي كثير ، وليس لي سيد سواك ..

لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ..

أسألك مسألة المسكين ,, وأبتهل إليك ابتهال الخاضع الذليل ..

وأدعوك دعاء الخائف الضرير .. سؤال من خضعتْ لك رقبته ..

ورَغِمَ لك أنفه .. وفاضتْ لك عيناه .. وذل لك قلبه ..

اللهم اغفر لي ، ولوالديّ ، وارحمهما كما ربياني صغيرا ..

اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة .. وأدخلنا مدخل صدق ،

يا رب العالمين .

اللهم احرسني بعينك التي لا تنام .. واحفظني بعزك الذي لا يضام ..

وارحمني بقدرتك عليّ .. أنت ثقتي ورجائي ..

كم من نعمةٍ أنعمتَ بها عليّ ، قلّ لك بها شكري ..

وكم من بليةٍ ابتليتني بها ، قلّ بها صبري ..

يا ذا المعروف الذي لا ينقضي أبدا .

ويا ذا النور الذي لا يطفأ سرمدا ..

أسألك أن تكفيني شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته .

اللهم إنا نسألك خير ما عندك ،

وأفضْ علينا من جودك وفضلك ، وانشر علينا من فيوضات رحماتك ..

وانزلْ علينا من عظيم بركاتك ..

اللهم إني أسألك الطيبات ، وفعل الخيرات ، وترك المنكرات ، وحب المساكين ،

وأن تتوب علي ، وتغفر لي ، وترحمني ..

إلهي .. يا رب ..

خذ مني الغرور ، وأعطني الثقةَ ، وجردني من الشك ،

وامنحني الإيمان واليقين ..

وقوّني على نفسي ، ولا تقوني على الناس ..

ربّ اجعلني احكم على نفسي ، قبل أن أحكمَ على غيري ..

وامنحني عيناً أرى بها عيوبي ، وساعدني على إصلاح نفسي وتأديبها ..

اللهم املأ قلبي بالرحمة ، وانزع من قلبي الطغيان ..

اللهم لك الحمدُ كله ، لا قابضَ لما بسطتَ .. ولا باسطَ لما قبضتَ ..

ولا هادي لما أضللتَ ، ولا مضل لمن هديتَ ..

ولا معطيَ لما منعتَ ، ولا مانعَ لما أعطيتَ ..

ولا مقر‍ّبَ لما باعدتَ ـ ولا مباعدَ لما قرّبتَ ..

اللهم إني أسألك كلمة الحق في الرضا والغضب ..

وأسألك القصد في الغنى والفقر .

وأسألك نعيماً لا ينفد .. وقرّة َ عينٍ لا تنقطع ..

وأسألك الرضا بعد القضاء ، وبردَ العيش بعد الموت ..

اللهم .. يا رب العالمين ..

إني أسألك رحمةً من عندك تهدي بها قلبي .. وتجمع بها أمري ..

وتلمّ بها شعثي .. وتحفظ بها غائبي .. وترفع بها شاهدي ..

وتبيض بها وجهي .. وتزكي بها عملي . وتلهمني بها رشدي ..

وتعصمني بها من كل سوء ..

اللهم برحمتك استغيث .. ولا مغيث لي سواك .

ارزقني إيماناً صادقا .. وقلباً خاشعا .. ويقيناً ليس بعده كفر .

ورحمةً أنال بها شرفَ كرامتك في الدنيا قبل الآخرة ..

اللهم إني أسألك الجنةَ وما قرّب إليها من قول وعمل ..

وأعوذُ بك من النار ، وما قرّب إليها من قول وعمل ..

رب.. خالقي .. ورازقي . وسيدي ومولاي ..

تظاهرتْ عليّ منك النعمُ ، وتداركتْ مني الذنوب..

فلك الحمد على النعم التي تظاهرت .. وأستغفرك للذنوب التي تداركتْ .

يا رب .. يا رب

اللهم وصلي وسلم وبارك على نبينا محمد

اللهم من كادنا فكده
ومن بغى علينا بهلكه فأهلكه
وفك حد من نصب لنا حده
واطفي عنا نار من شبب لنا ناره……

آمين يا رب العالمين
جزاكم الله كل خير

المناجاة الأولى 2024.

حرك قلبك لعله يهتز

هذه مناجاة قوية ،
شحنة التأثير فيها واضحة ، ووقعها على القلب ملحوظ ..
وأحسب بأن المتأمل فيها ، سيبكي تأثرأ بمعانيها ..
ومن لم يبك ، أو تترقرق عيناه .. فعليه مراجعة العيادات الروحية في أسرع وقت !
وأروع تلك العيادات وأعجبها ، وأسرعها فاعلية : قيام الليل .. والاستغفار بالأسحار .. ومناجاة الغفار ..
والآن أدعك تعيش لحظات روحية خالصة ..
– – – – –
الحمد لله .. والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد صلى الله وعليه وسلم ….
إلهي … وخالقي . ورازقي .
..كيف يجحدك الجاحدون ….. وأنواركَ تُعشي أبصارَهم ….؟!!
وكيف لا يعبدونك …… وجلالك يملأُ عيونهم ..؟!!
وكيف يبتعدون عنك ….. ونعمك تجذبهم إليك كل حين ..؟!!
وكيف لا يهابونك …… وعظمتك تجبرهم على الترامي على أعتابك ..؟!!!
وكيف لا يخافونك …… وآيات عذابك قريبة منهم لو يشعرون ؟!!
وكيف لا يحبونك ……. وكل ذرةٍ من ذرات وجودهم إنما هي من بعض فيضك .؟!
وكيف يُدهشهم جمال من خلقت …….
ولا يدهشهم جمالك وأنت الذي خلقت جمال كل جميل ،؟!
يا رب .. يا رب … يا رب …
يا واهب الكرم …… حتى للمنكرين
يا واسع الحلم ….. حتى على المتكبرين
يا عظيم الرحمة …. حتى للمعاندين
تعطّفْ على من عبدوك … حتى هجروا فيك الجاحدين ..
وتحنن على من أحبوك … حتى كرهوا فيك المعاندين ..
ولولاك ما عبدوك ، ولا أحبوك ..
ولولاك ما اهتدوا إليك ، ولا تعرفوا عليك ..
نشهدك أننا لك مستجيبون ، لك محبون ، إليك مشتاقون ..
فاسلكنا مع المهتدين .. واجعلنا من الراشدين .. واكتبنا مع المقربين ..
اللهم إليك نفزع …
ولقدرتك نخضع .. ومن عقابك نخشع .. وفي رياضك نرتع …
يا رب … يا رب
اللهم إن صُغـرَ في جنب طاعتك عملي …. فقد كَـبُـرَ في جنب رجائك أملي ..
كيف أنقلبُ بالخيبةِ من عندك محروما …. وظني بجـودك أن تقبلني مرحوما ؟!
فإني لم أسلطْ على صدق ظني بك ، قنوط اليائسين .. فلا تبطلْ صدق رجائي لك بين الآملين ..
إلهي .. مولاي .. سيدي ..
إن أو حشتني الخطايا من محاسن لطفك .. فقد أنسني اليقين بمكارم عطفك …
وإن أماتتني الغفلة عن الاستعداد للقائك … فقد أنبهتني المعرفة بكريم آلائك ..
إلهي ..
نفسي قائمة بين يديك …. وقد أظلها حسن التوكل عليك ..
فاصنع بي ما أنت أهله .. ولا تعاملني بما أنا أهله …
إلهي يا واسع المغفرة .. تغمدني برحمة منك ، فأنت أعلم بي من نفسي ..
ونفسي قد أشقتني حين أبعدتني عنك … فتولني بلطفك ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين يا رب … يا رب .. يااااااارب
دعوتنا إلى الإيمان …. فـآمنـا .
ودعوتنا إلى العمل … فعملنــا ..
ووعدتنا النصر ….. فصدّقنــا …..
فإن لم تنصرنا …. لم يكن ذلك إلا من ضعف إيماننا .. أو تقصير في أعمالنا …
فوعزتك وجلالك … ما زادتنا النكبات إلا إيماناً بك .. ولا الأيام إلا معرفة بك ..
فأما العمل .. فأنت أكرم من أن ترده لنقص وأنت الجواد .. أو لشبهة وأنت الحليم … أو لخلل وأنت الغفور الرحيم الودود .
يا رب .. ياااااااااااارب
لولا ما جهلتُ من أمري ….. ما شكوت عثراتي ..
ولولا ما تذكرك من تفريطي .. ما سحت عبراتي ..
إلهي ..
مولاي ..
سيدي ..
إن كنت لا ترحمُ إلا المجد في طاعتك ….. فإلى أين يلتجئ المخطئون …؟؟!!
وإن كنت لا تُكـرمُ إلا أهل الإحسان …… فكيف يصنع المسيئون ؟؟!
وإن كان لا يفوز يوم الحشر إلا المتقون ….. فبمن يستغيث المذنبون ..؟!
إلهي ..
أفحمتني ذنوبي ..
وانقطعت مقالتي ..
فلا حجة لي ولا عذر لدي ..
فأنا المعترف بإساءتي .. والأسير بذنبي .. والمرتهن بعملي ..
فارحمني برحمتك يا من وسعت رحمته كل شيء ..
وتجاوز عني فأنت الحليم الغفار للذنوب …
يا رب … ياااارب … ياااااااااااارب …. يااااااااااااااااارب … ياااااااااااارب
ارحم عبرتي … وانظر إلى انكساري …
أنا العبد المقر بكل ذنبٍ **** وأنت السيد المولى الغفور
فإن عاقبتني فبسوء فعلي *** وإن تغفر فأنت به جدير
إلهي ..
مولاي
سيدي ..
كيف أدعوك وأنا أنا !!!
ولكن .. كيف لا أدعوك وأنت أنت …؟!
وأصلي وأسلم على محمد خير البشرية صلى الله عليه وسلم

لامنجا ولا ملجا منك الا اليك…. اقرعوا ابواب السماء
جـزيتـي خيـرا أخيتي ,,
جزاك الله كل خير …..يا شذى الرياحين
والى الله الملتجئ……سبحانه
اهلا بك اختي شذى الرياحين
وجزاك الله الف الف الف خير
على المشاركة الرائعة والى الامااااااااااااام اتحفينا بالرائع والمفيد
لاكي لاكي لاكي