معاناتي مع الشهوة 2024.

معاناتي مع الشهوة
-3-

رسالة تسلط الضوء على أسباب الشهوة
ومخاطرها وطرق علاجها

زيد بن محمد الزعيبر

6. ضعف الشخصية والطيبة الزائدة
وهذا الأمر سبب للوقوع في الشهوة من جهتين:
الأول/ أن يتعدى على الشاب بممازحات وتجاوزات دونية لا يقبلها الشاب نفسه، فتمنعه تلك الطيبة (السذاجة) من الإنكار عليهم!!
الثاني/ أن تكون طيبته طيبة زائدة ، بأن يستغفل ذلك الشاب ، ويثق بكل أحد ، فيلتقي بالصالح والفاسد، وقد تقع المصيبة بأن يكون فريسة لأرباب الشهوات والفجور ، وترديد بعضهم "أنا واثق في نفسي" ليست بإطلاق.

7. إطلاق النظر:
فبعض الشباب مصاب بما يسمى بـ" حب الاختلاس " أو " استراق النظر الجنسي " فتراه يُقَلِّب بصره يمنة ويسرة ، وتثيره المناظر الجنسية ، وهنا يقول الدكتور فايز الحاج: " ومسترق النظر أو مختلس النظر يسعى لإشباع رغبته الجنسية عن طريق النظر من ثقب الباب ، أو مراقبة المنبهات والأشياء والأفعال الجنسية ، فهو دائم البحث عن فرصة يشهد فيها موقفاً مثيراً جنسياً ، ولذلك فإنه دائم التسكع حول الحمامات ، والمراحيض العامة ، أو الشقق ، على أمل أن يختلس نظرة إلى شخص عارٍ" 1 .
* مخاطر الوقوع في الشهوة :
سقنا بعض أسباب الوقوع في الشهوة ، ومع إدراكها لدى الشاب ، إلا أنه قد يهون عليه الشيطان التساهل فيها، أو عدم قدرته على الترك، أو النكوص بعد الترك، وكل هذه أو هام تزول بذكر المخاطر والعقوبات الرادعة لمن تجاوز في الشهوة وفعلها:
فأول تلك المخاطر/ الوعيد الأخروي:
إن من أعظم ما يردع المسلم عن الشهوة ما ورد من النصوص الدالة على العفة ، والمحذرة من الشهوة وحال أهلها، فمما ورد في ذلك قوله تعالى : ]وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ[(الأعراف : 80) ، وقوله تعالى :]أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ[(النحل:55) ، وفي آية (الأعراف:81 ) قوله تعالى: ]إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ[ يقول العلامة الشنقيطي 2 ـ رحمه اللـه ـ : فجعل اللـه الشهوة في الرجال إلى النساء، وفي النساء إلى الرجال لتجتمع الشهوة والشهوة فيقع التناسل ، ويبقى نوع الإنسان. فمن صرف الشهوة إلى غير محلها وجعلها في الذكر أسرف، لأنه جاوز الحد ووضع الأمر في غير موضعه، لأنه لو اقتصر الرجال على الرجال وتركوا النساء لا نقطع النسل، وانقطع بنو آدم ، وخرب العالم كله ، ولذا قال : ]بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ[.

الخطر الثاني/ سوء الخاتمة:
فنحن إذا تأملنا حال السلف وحرصهم على فعل الطاعات وتركهم المنكرات ، بل ترك المباحات
ـ ورعاً ـ التي قد تفضي إلى المحرمات ، مع خوفهم من سوء الخاتمة هان علينا الترك لما نرى من اللذائذ والشهوات ، وعلمنا تقصيرنا وإفراطنا في حقه ـ سبحانه ـ.
فهذا سفيان الثوري ـ رحمه اللـه ـ الذي قال عنه عباس الدوري : رأيت يحيى بن معين ، لا يُقَدِّم على سفيان أحداً في زمانه ، في الفقه والزهد وكلَّ شيء 3 . وقال عنه ابن عيينة : ما رأيت رجلاً أعلم بالحلال والحرام من سفيان الثوري 4 . وقال عنه بشرٌ الحافي: كان الثوري عندنا إمام الناس. 5 ومع فضل هذا الإمام وما ورد من ثناء أهل العلم عليه ، كان يبكي ويقول: لذنوبي عندي أهون من ذا ـ ورفع شيئاً من الأرض ـ إني أخاف أن أسلب الإيمان قبل أن أموت. 6 وقد ورد عن بعض السلف قريباً من ذلك ، سواءً بأقوالهم أو أفعالهم ، فهل أدرك من تجاوز في جانب الشهوات هذه الحقيقة؟!
وأيضاً جاء في الصحيحين من حديث ابن مسعود ـ رضي اللـه عنه ـ أنه قال: حدثنا الصادق المصدوق: "…… فواللـه الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها … الحديث ".
يقول ابن عثيمين ـ رحمه اللـه ـ كما في شرح الحديث : عمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس ولم يتقدم ولم يسبق ، ولكن حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع أي بدنو أجله ، أي أنه قريب من الموت " فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار" فيدع العمل الأول الذي كان يعمله ، وذلك لوجود دسيسة في قلبه (والعياذ باللـه ) هوت به إلى هاوية. 7
===========
1 ) الفاحشة ـ عمل قوم لوط ص63.
2) العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير 3/563.
3 ) سير أعلام النبلاء ، 7/237
4 ) الكتاب السابق ، 7/238
5) الكتاب السابق ، 7/239
6) المرجع السابق ، 7/258
7 ) شرح الأربعين النووية ص 88.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.