موقع يفيدكم عند دعوة شخص أعجمي 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

http://www.harunyahya.com

فيمكنكم تحميل الكتب و الفيديوات و المقالات و غيرها من الاشياء المفيدة التي قد تفيدكم كثيرا عند دعوة شخص أعجمي الى الاسلام!

و يمكنكم تحميل الكتب بمختلف اللغات منها الانكليزية التركية الالبانية الاردوية ألخ…

ان شاء الله يفيدكم… لاكي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
جزاكِ الله خير جزاء لاكي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أختي الغالية

وسائل الثبات على دين الله وصية الرجل الصالح 2024.

<marquee>((((( وسائل الثبات على دين الله : وصية الرجل الصالح)))) </marquee>

عندما يتعرض المسلم لفتنة ويبتليه ربه ليمحصه ، يكون من عوامل الثبات أن يقيض الله له رجلاً صالحاً يعظه ويثبته ، فتكون كلمات ينفع الله بها ، ويسدد الخطى ، وتكون هذه الكلمات مشحونة بالتذكير بالله ، ولقائه ، وجنته ، وناره .
وهاك أخي هذه الأمثلة من سيرة الإمام أحمد رحمه الله ، الذي دخل المحنة ليخرج ذهباً نقياً .
لقد سيق إلى المأمون مقيداً بالأغلال ، وقد توعده وعيداً شديداً قبل أن يصل إليه ، حتى لقد قال خادم للإمام أحمد :
( يعز علي ياأبا عبدالله ، أن المأمون قد سل سيفاً لم يسله قبل ذلك ، وأنه يقسم بقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لئن لم تجبه إلى القول بخلق القرآن ليقتلنك بذلك السيف )
وهنا ينتهز الأذكياء من أهل البصيرة الفرصة ليلقوا إلى إمامهم بكلمات التثبيت ، ففي السير للذهبي (11/238) عن أبي جعفر الأنباري قال : لما حمل أحمد إلى المأمون أخبرت ، فعبرت الفرات ، فإذا هو جالس في الخان ، فسلمت عليه .
فقال : يا أبا جعفر تعنّيت
فقلت : ياهذا ، أنت اليوم رأس والناس يقتدون بك ، فو الله لئن أجبت إلى خلق القرآن ليجيبنّ خلق ، وإن لم تُجب ليمتنعنّ خلق من الناس كثير . ومع هذا فإن الرجل إن لم يقتلك ، فإنك تموت ، لابد من الموت ، فاتق الله ولا تجب .
فجعل أحمد يبكي ويقول : ما شاء الله .
ثم قال : ياأبا جعفر ، أعد ..
فأعدت عليه وهو يقول ماشاء الله ..أ.هـ
وقال الإمام أحمد في سياق رحلته إلى المأمون : صرنا إلى الرحبة ، ورحلنا منها في جوف الليل ، فعرض لنا رجل فقال : أيكم أحمد بن حنبل .
فقيل له : هذا .
فقال للجمال : على رسلك .. ثم قال : ياهذا ، ما عليك أن تقتل هاهنا ، وتدخل الجنة .
ثم قال : أستودعك الله ، ومضى .
فسألت عنه ، فقيل لي ، هذا رجل من العرب ، من ربيعة ، يعمل الصوف في البادية ، يقال له : جابر بن عامر ، يذكر بخير .
وفي البداية والنهاية : أن الأعرابي قال للإمام أحمد :
( ياهذا إنك وافد الناس فلا تكن شؤماً عليهم ، وإنك رأس الناس اليوم فإياك أن تجيبهم إلى ما يدعونك إليه ، فيجيبوا ، فتحمل أوزارهم يوم القيامة ، وإن كنت تحب الله ، فاصبر على ما أنت فيه ، فإنه ما بينك وبين الجنة إلا أن تقتل ) .
قال الإمام أحمد : وكان كلامه مما قوى عزمي على ما أنا فيه من الامتناع عن ذلك الذي يدعونني إليه .
وفي رواية أن الإمام أحمد قال : ( ماسمعت كلمة منذ وقعت في هذا الامر أقوى من كلمة أعرابي كلمني بها في رحبة طوق ) قال : ( ياأحمد إن يقتلك الحق ، مُتّ شهيداً ، وإن عشت ، عشت حميدا! .. فقوى قلبي )
ويقول الإمام أحمد عن مرافقه الشاب ( محمد بن نوح ) الذي صمد معه في الفتنة:
ما رأيت أحداً – على حداثة سنه ، وقدر علمه – أقوم بأمر الله من محمد بن نوح ، إني لأرجو أن يكون قد ختم له بخير .
قال لي ذات يوم : يا أبا عبدالله ، الله الله ، إنك لست مثلي ، أنت رجل يُقتدى بك ، قد مدّ الخلق أعناقهم إليك ، لما يكون منك . فاتق الله ، واثبت لأمر الله .
فمات وصليت عليه ودفنته
وحتى أهل السجن الذين كان يصلى بهم الإمام أحمد وهو مقيّد ، قد ساهموا في تثبيته .
فقد قال الإمام أحمد مرّة في الحبس : لست أبالي بالحبس – ما هو ومنزلي إلا واحد – ولا قتلاً بالسيف ، وإنما أخاف فتنة السوط .
فسمعه بعض أهل الحبس فقال : لاعليك يا أبا عبدالله ، فما هو إلا سوطان ، ثم لاتدري أين يقع الباقي .
فكأنه سُرِّي عنه .
فاحرص أيهاالاخ الكريم على طلب الوصية من الصالحين : وأعقلها إذا تُليت عليك .
= اطلبها قبل السفر إذا خشيت مما قد يقع فيه .
= اطلبها أثناء ابتلاء ، أو قبل محنة متوقعة .
= اطلبها إذ عُينت في منصب أو ورثت مالاً وغنى .
وثبت نفسك ، وثبت غيرك والله ولي المؤمنين .

<FONT size="4"><FONT face="Arial"><FONT COLOR="RoyalBlue">

فتي نجد- – – بارك الله فيك

والله الموفق وهو يهدي السبيل

</FONT c></FONT f></FONT s>

——————
وخالق الناس بخلق حسن

بارك الله فيك وجزاك خيرا
جزاكم الله خيرا ووفقكم

عشر وردات ذهبية 2024.

لاكي

عشر وردات ذهبية ازرعها بقلبك ولن تندم أبدا

الوردة الأولى
تذكر ان ربك يغفر لمن يستغفر
ويتوب على من تاب
ويقبل من عاد

الوردة الثانية
أرحم الضعفاء تسعد
واعط المحتاجين تُشافى
ولا تحمل البغضاء تُعافى

الوردة الثالثة
تفاءل
فالله معك
والملائكة يستغفرون لك
والجنة تنتظرك

الوردة الرابعة
امسح دموعك
بحسن الظن بربك
واطرد همومك
بتذكر نعم الله عليك

الوردة الخامسة
لا تظن بأن الدنيا كملت لأحد
فليس على ظهر الأرض
من حصل له كل مطلوب
وسلِم من كل كدر

الوردة السادسة
كن كالنخلة عالية الهمة
بعيدة عن الأذى
إذا رُميت بالحجارة
القت رُطبها

الوردة السابعة
هل سمعت أن
الحزن يعيد ما فات!
وأن الهم يصلح الخطأ!
فلماذا الحزن والهم؟!

الوردة الثامنة
لا تنتظر المحن والفتن
بل انتظر الأمن والسلام والعافية
إن شاء الله

الوردة التاسعة
اطفئ نار الحقد من صدرك
بعفو عام
عن كل من أساء لك من الناس

الوردة العاشرة
القرآن
والذكر
والاستغفار
أدوية ناجحة
لكل كدر وضيق

منقووووووول


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .,

اطفئ نار الحقد من صدرك بعفو عام عن كل من أساء لك من الناس

جزاكِ الله خيرا ً وبارك الله فيكِ لاكي

**** 2024.

عقوبة نسيان الموت
———————

إذا كان ذكر الموت مأموراً به في الدنيا، فإنه نافع للعبد في دنياه و آخرته، إذ هو يقيه مصارع الهلاك و يجنّبه مهاوي الزلل ، و يدفعه للنشاط في العبادة، فهذه ثمرات و منافع يُحرم منها من أعرض عن ذكره و لم يستعد له.
و لذا قالوا: من نسي الموت عوقب بثلاثة:

1- تسويف التوبة.

لما كانت الطاعة ثقيلة على النفس ينفر منها الطبع ، نلحظ أنه لا يُقبل عليها إلا الفطن الواعي الذي يحاسب نفسه على كل حركة و سكنة، فإذا ما أذنب بادر الى التوبة خشية أن يموت قبلها فيعاقب على ذاك الذنب.
و من كان غافلاً أو مرملاً أن يعيش لأنه لا يتصور أن يأتيه الموت فجأة فإنه يسوّف التوبة لأنه يظن أن في العمر بقية على زعمه الذي يوجه إليه ابليس، فإذا سوّفها نسيها فلم يتب منها، لا في حاضره و لا في مستقبله، فيلقى تبعتها يوم القيامة.

2- ترك الرضا بالكفاف

قد يبتلى المرء بضيق العيش، فإذا أيقن أن الحياة الحقيقية ليست هنا بل أيامه هذه معدودة لحياة لا نهاية لها و أن عليه الاستعداد لتلك و ان مقامه هذا كمقام المسافر في بلد ليقضي حاجته أو لعابر سبيل جلس في ظل شجرة يستريح ثم يدعها و ينصرف… و ان هذه الشدة التي يعانيها ستزول… و ان له عند ربه الحسنى لإحسانه ، رضي بما ناله من الدنيا لأن هذا القليل الذي أصابه كان عوناً له على آخرته..
و إذا أيقن ان ما فاته و حرم منه في الدنيا لا يقاس بشيء أمام نعيم الآخرة و متاعها رضي بهذا الحرمان و اشتلق لتلك الجنان، فما عاد يشعر بأنه محروم من الخير طالما كان موفر الأجر من اعمال البر..

3- التكاسل في العبادة

عندما يؤدي العبد طاعة لله فإنه يقوم بعمل يخالف فيها أهواء نفسه و ذلك يؤديه طعة لربه.
و مما يعينه على ان يفعل خلاف ما يشتهي صدق يقينه بوعد الله تعالى و كرمه حين يكافئه يوم القيامة أوفى الجزاء.
فإذا غاب ذكر الموت و ما يليه عن ذهن العبد فَقدَ الدافع الذي يدفعه و يحثه على فعل الخيرات، فيستسلم العبد لرغباته و شهواته، فلا يتحمس لخير، و لا يندفع لبر ، طالما فقد الباعث على ذلك.
فهل وجدتم فرداً غافلاً عن ذكر الموت، سريعاً في أداء الطاعات و القربات؟

كان أحد الصالحين، إذا فترت همته عن الطاعة يخاطب نفسه قائلاً :
من ذا يصلّي عنك بعد الموت؟
من ذا يصوم عنك بعد الموت؟؟
من ذا يترضى عنك بعد الموت؟؟؟
ثم يبكي، ثم يجد في نفسه نشاطاً…………..

==== عن نشرات العباد====

ونضيف عقوبة من عقوبات "حب الدنيا و كراهية الموت": عقوبة للأمة الاسلامية بالذل و الهوان:

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" يوشك ان تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها". قيل: يا رسول الله ، أمن قلّة لنا؟ قال:" لا ، و لكنكم غثاء كغثاء السيل تنزع المهابة من قلوب عدوكم منكم و يوضع في قلوبكم الوهن." قالوا : يا رسول الله، و ما الوهن؟ قال:" حب الدنيا و كراهية الموت."

اللهم احيني ما دامت الحياة خيراً لي
و توفني ما دامت الوفاة خيراً لي
و اجعل الحياة زيادة لي في كل خير
و اجعل الموت راحة لي من كل شر

منقول من معهد الفرقان …

جزاك الله خير ياأم العبادلة وضربت على الوتر الحساس
شكرا لك وتحياتي
جزاكي الله خيرا اخت ام العبادلة وبارك فيك على موضوعك القيم جعله الله فى ميزان حسناتك ونفع بك وبه
اللهم احيني ما دامت الحياة خيراً لي وتوفني ما دامت الوفاة خيراً لي واجعل الحياة زيادة لي في كل خيرواجعل الموت راحة لي من كل شر ..

جزاك الله خيراً أختي الحبيبة أم العبادلة ..

اللهم احيني ما دامت الحياة خيراً لي
و توفني ما دامت الوفاة خيراً لي
و اجعل الحياة زيادة لي في كل خير
و اجعل الموت راحة لي من كل شر

بارك الله فيك اختي أم العبادلة

وجزاك الله كل الخير اختي

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

معذرة يا أخواتى الحبيبات لتأخرى للرد عليكم ولكن المنتدى لم يفتح معى لا أعلم لماذا ؟؟

عموما … جزيتى خيرا يا ورقة ليمونه … كتب الله لنا النجاه فى الدنيا والأخرة ..

ــــــــــ
زهر لا تبكى يا عزيزتى فأن لدينا وقتا للعمل ما دمنا أحياء ..
تقبل الله منا ومنك يا أختى العزيزة …
ـــــــــ
وجزيتى انت كل الخير يا رهف …. أين أنت نفتقدك ؟؟
آمين يارب العالمين …
ــــــــــــ
بورك فيك يا نمارق …
وكتب الله لك الأجر انت أيضا .. وأستجب لدعائك عزيزتى ..

*******************************************

جزاك الله خير
عدة الموت

أنت في سفر منذ بزوغ فجر دنياك .. و المرء منذ أن يخرج من بطن أمه و ملك الموت ينتظر أجله , متى يحين حتى يقبض روحه .. قال عون بن عبد الله : ما أنزل الموت منزلته من عد غدا من أجله . فكم من مستقبل يوم لا يستكمله , وكم من مؤمل لغد لا يدركه .. إنكم لو رأيتم الأجل و مسيره , لبغضتم الأمل و غروره .. فليكن الموت أمام عينيك .. فإنك بذلك لا تبالين على يسر أصبحت من الدنيا أم على عسر ..

****منقول****

جزاك الله خيراً
الله يهدينا والله ماعمرنا نسينا..

بس الله يحسن خاتمتنا جميعا ياارحم الراحمين

فوائد من سورة يوسف 2024.

قال الله سبحانه وتعالى (لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ) (يوسف:7) وقد ذكر قبلها أنه أرى نبيه يوسف وهو صغير رؤيا عجيبة ويؤخذ من هذه القصة تعاهد الأب ابناؤه بالتربية وتقريبه من عنده استعداد الفهم والعلم والفقه وخصه بمزيد من العناية لأنه ينبغي كلما كان الاقبال أكثر من الشخص ينبغي ان يكون العطاء له اكثر .

إن الرؤية الصالحة من الله وذلك ان يوسف عليه السلام راى رؤيه حق وامره ابوه ان لا يقص الرؤيا على اخوته .

ان كتم التحدث بالنعمه للمصلحه جائز ولذالك قال لا تقصص رؤياك على اخوتك مع ان الرؤيه نعمه هنا لكن قال لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدو لك كيدا اذا لو كتم انسان نعمت الله عليه لم يفشهى لان لا يتضرر من الحسد فهذا لابأس به واما التحدث بالنعمه فانه يكون عند امن الحسد فيذكر الانسان نعمت ربه عليه .

ان الشيطان يدخل بين الاخوة فيوغر صدورهم بعضهم على بعض مع كونهم اشقه فشيطان يدخل بين الاخوه الاشقاء فيصيرهم اعداء ويوغر صدورهم بعضهم على بعض .

ان على الاب ان يعدل بين اولاده ما مكن وانه لو كان احد الاولاد يستحق مزيد عنايه فان على الاب ان لايغمر ذالك قدر الامكان حتى لايغر صدور الاخرين .

ان الله سبحانه وتعالى يجتبي من يشاء من عباده ويصطفي وهذا الاصطفاء من الله عز وجل نعمه فانت مثلا تامل كيف ان الله سبحانه وتعالى اصطفاك فلن يجعلك جمادى بل جعلك انسان تامل كيف اصطفاك الله فلم يجعلك كافرا بل جعلك مسلما تامل ان الله عز وجل لم يجعلك من اهل الكبائر الفسقه والمجرمين اومن اهل البدعه بل جعلك من اهل السنه واذا لم تكن من اهل الكبائر فتامل اصطفاء الله لك بان جعلك لست من هؤلاء اهل الكبائر وجعلك من اهل الطاعه والاستقامه والدين واذا كنت طالب علم فالله اصطفاك اصطفاء اخر بان جعلك صاحب علم واذا كنت داعيه فهذا اصطفاء اخر من الله بان جعلك ليس فقط من اصحاب العلم بل جعلك ممن تدعو الى هذا العلم وهكذا فاذا هي اصطفاءات من الله سبحانه وتعالى للعباد .

ان البيت الطيب يخرج منه الابن الطيب ان نظر الى قوله (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (يوسف:6)

ان الغيره تدفع اصحابها للضرر والاباء فانهم لما غارو من اخيهم شعرو فيه اذاءه.

ان يمكن ان الغيره يمكن ان تؤدي الى الكيد بالقتل وليس الى مجرد الإيذاء فان هذه القضية قد اوصلتهم الى ان يسعوا في قتل أخيهم عندما قالوا أقتلوا يوسف .

ان تبييت التوبة قبل الذنب توبة فاسدة قال الله تعالى (اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ) (يوسف:9)

أذا ظن انسان بشخص سوءا فلا يصلح ان يلقنه حجة لانه يستخدمها عليه ولذلك لما قال داوود وأخاف أن يأكله الذئب هو لقنهم حجة استخدموها بعد ذلك قالوا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب .

أن الله ثبت يوسف من بادئ امره لأنه لما كان في البئر (.. وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (يوسف:15) .

أن المتظاهر بالامر ينكشف أمره لأهل البصيره ولو استخدم التمثيل (وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ*قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ..) (يوسف) .

العمل بالقرائن وشروعية العمل بالقرائن فإن يعقوب رأى قميصا لم تعمل فيه أنياب الذئاب قميص سليم مغموس بالدم غير ممزق .

جواز المسابقة والمسابقة تكون على الخيل والابل والسهام فهي امور تعين على الجهاد وكل أمر يعين على الجهاد تجوز المسابقه فيه بمقابل اما اذا كان ليس من الأمور المعينة على الجهاد ونشر الدين لا يجوز السبق به بجائزة فالمسابقات ثلاثة انواع جائز بعوض وجائز بغير عوض ومحرم فالجائز بعوض مثل مسابقة السهام الرمي ابن تيمية رحمه الله ادخل في المسابقات المعينة على نشر الدين بالجامع المشرك مع الجهاد أما النوع الثاني من المسابقات التي تكون بغير عوض مثل المسابقه على الاقدام واختلفوا في الغطس فقال بعضهم يلحق بالنوع الأول لأنه يعين على الجهاد أما المسابقات المحرمة مثل مناقرة الديكة ومناطحة الأكباش ومصارعة الثيران فهذه الانواع من المسابقات سواء بعوض أو بغير عوض لان فيها تعذيب للحيوان وما حكم الملاكمة فلا تجوز لان فيها ضرب على الوجه وهناك مسابقات أخرى لا تجوز ايضا لان فيها كشف عورات أو فيها قمار .

انباء المشكوك في امره بذلك لعله يتوب (قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً ..) (يوسف:83) .

الصبر الجميل ما هو وما الفرق بينه وبين الصبر العادي قال العلماء الصبر الجميل الذي لا يكون فيه تشكي أو جزع .

البشارة بالامر السار (.. قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ ..) (يوسف:19) وقد تكون البشارة بالامر السيء (فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) ولكن أكثر ما تستعمل البشارة في الأمر الحسن ويجوز اعطاء مقابل لمن بشرك بالخير كما أن كعب رضي الله عنه لما جاءه من بشره بتوبة الله عليه خلع قميصه فاعطاه اياه فمن السنة أنك تكافئ من يبشرك بهدية بأي شي يطيب نفسه لقاء ما ادخل السرور في نفسك.

أن الشراء يطلق على البيع والشراء معا (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ ..) (يوسف:20) فشروه هنا تعني باعوه .

أن بيع الحر وأكل ثمنه من الكبائر العظيمة .

منة الله على يوسف أن جعله يتربى في بيت عز وليس أن يكون ذليلا مهانا ولذلك قال العزيز لإمرأته ( أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ ..) (يوسف:21) .

أن الشاب اذا نشأ في طاعة الله أن الله يعطيه علما وحكمة (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (يوسف:22) .

خطورة الخلوة بالمرأة في البيت (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ ..) (يوسف:23) .

كيد المرأة بيوسف فإنها استعانت عليه بايقاعه في الحرام بأمور كثيرة

راودته هي لم يبدأ الشر منه انما بدأ منها فالمرأة اذا دعت الرجل الى الحرام سقطت الحواجز المعنوية كأن ترفض او تستنجد بأهلها لذلك من السبعة الذين يظلهم الله في ظله رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال .

هو في بيتها فهو ليس بغريب يشك فيه .

غلقت الأبواب وغاب الرقيب وهذا ادعى للوقوع في الحرام .

أنها شجعته الى ذلك وقالت هيت لك .

أنه شاب وان داعي الزنا عند الشاب أكبر .

انها سيدته فلها عليه الأمر والنهي والطاعة .

أنه عبد وداعي الزنا عند العبد أكبر لأن الحر قد يخاف الفضيحة .

أن الرجل غريب عن البلد فالغريب قد لا يخشى الفضيحة .

أن المرأة كانت جميلة .

ان المرأة كانت ذات سلطان .

أن زوجها ليس لدية الغيرة بالرغم من علمه بما حصل الا انه ابقى كل شيء على حاله فقط قال (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ ..) (يوسف:29) .

أنها استعانت عليه بكيد النسوة .

هددته بالسجن .

بالرغم من كثرة الاسباب التي تدعوه للزنا الا انه صمد ولم يزني ولذلك بلغ عند الله شأنا عظيما .

أن الله يعين أولياءه في اللحظات العصيبة بأمور تثبته (..لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ ..) (يوسف:24) والبرهان قيل أنه رأى وجه ابيه يعقوب وقيل أنه رأى كف يعقوب ولكن ما عليها ادلة ولذلك يكفي أن نقول أن برهان ربه صرفه عن هذا الحرام .

أن الانسان لولا معونة الله وتوفيقه وتسديده لا يثبت الحق (.. كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) (يوسف:24) .

أن شهادة القريب على قريبه أقوى من شهادة البعيد على القريب (.. وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا ..) (يوسف:26) قال ابن عباس أنه رجل كبير ذو لحية وهذا أصح مما قيل أنه صغير أنطقه الله وفيه ايضا العمل بالقرائن فاذا كان قميصه مزق من الخلف معناها انها هي التي تطارده وهو يهرب أما اذا كان قميصه مزق من الامام هو يهجم عليها وهي تدافع عن نفسها(فَلَمَّا رَأى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ ..) (يوسف:28) .

عظم كيد المرأة (.. إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) (يوسف:28) .

عظم جمال يوسف عليه السلام الذي أخذ بالألباب وقد قال عليه الصلاة والسلام " إن يوسف أوتي شطر الحسن " نصف جمال العالم في يوسف عليه السلام .

سرعة سريان الشائعات بين النساء (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ ..) (يوسف:30) فلما سمعت بمكرهن امرأة العزيز جمعتهن وأعتدت لهم متكئا (فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ) (يوسف:31) وهذا يدل على شدة جمال يوسف عليه السلام .

أن الملائكة يمتازون بجمال الخلقة ولذلك النسوة هؤلاء لما رأوا جمال يوسف قالوا (..مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ) (يوسف:31) وهذا مستقر لدى الناس أن الملائكة جميلة الخلقه وأن الشيطان قبيح جدا قيل أن الجاحظ وهو مبتدعي من المعتزلة كان جالسا جاءت امراة مع صائغ وقالت مثل هذا واشارت الى الجاحظ ثم انصرفت فالجاحظ استغرب فتبع الصائغ حتى وصل الى دكان الصائغ وسأله قال الصائغ هذه امراة جاءتني وقالت اعمل لي حليا عليها صورة الشيطان فقلت لها وما ادراني ما صورة الشيطان قالت ورائي فقادتني اليك وقالت مثل هذا والله عز وجل قال جبريل ذا مره أي جمال وقال عن شجرة الزقوم أن طلعها كرؤوس الشياطين .

أن المسلم اذا خير بين المعصية وبين الشدة فيصبر على الشدة ويؤثر أن يطيع الله ولو راموه بسوء (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ..) (يوسف:33) واستعانة يوسف بالله (..وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ) (يوسف:33) والانسان بدون توفيق من الله ضعيف .

يتبع…………

استجابة الله لأوليائه وخالص الدعاء (فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (يوسف:34) سميع لدعاء عبده عليم بحال عبده الذي يدعوه .

أن سيما الصالحين تعرف في وجوههم فصاحبي يوسف في السجن لماذا لجؤوا اليه قالوا (.. إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (يوسف:36) عليك سيما الصلاح وعلامات الصالحين .

أن الداعية اذا اراد أن يلقن الناس الحق فإنه يجعلهم يثقون به ويطمئنهم أنهم وقعوا على مليء فأولا في الدعوة يحتاج الداعية الى كسب ثقة المدعو (قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ) (يوسف:37) .

أن الداعية أول ما يبدأ يبدأ بالدعوة الى التوحيد (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ..) (يوسف:38) ثم بدأ (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) (يوسف:39) مع أنهم سألاه عن الرؤيا فما كان أن يجيب عن الرؤيا قبل أن يعلمهما ما هو أهم ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم عندما اتاه اعرابي وقال له متى الساعه؟ قال ما أعددت لها ؟ فماذا أهم قيام الساعه أم الاستعداد لها فصرف السائل عن الاقل اهمية الى ما هو أكبر .

أن تعبير الرؤيا فتوى (..قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ) (يوسف:41) لذلك قال العلماء لا يجوز لمن لا علم له في تفسير الرؤى أن يتكلم.

جواز استخدام الأسباب الجائزة للنجاة (. اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ ..) (يوسف:42) ولكن الشيطان يسعى للكيد بأولياء الله فأنسى الرجل القصة بعد خروجه من السجن.

أن الرؤيا الصحيحة الحق يمكن أن يراها الكافر ولكن نادرا لأن هذا الملك الذي رأى سبع بقرات سمان وسبع سنبلات هذه رؤيا حق وتعبيرها فعلا حدث .

أن الشخص الذي ذهب ليوسف عليه السلام علمه يوسف من غير مقابل يعني يوسف لم يقل أخرجوني ثم سأخبركم ما هو تأويلل الرؤيا , كان من الممكن ليوسف القول هكذا فما بذل يوسف العلم بمقابل ولما قال: (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ) (يوسف:46) قال: ستزرعون سبع سنين مباشره .

أن في هذه الآية من أصول الأقتصاد وحفظ المال ما فيه لأنه قال لاكي فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ) (يوسف:47) واذا فرط الحب فإنه معرض للتلف اكثر من اذا بقي في السنبله ولذلك قال: ( فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ) (يوسف:47) لانه احفظ قَالَ: ( إِلَّا قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ) (يوسف:47) اذا لابد من الاحتياط والاخذ من ايام الرخاء لأيام الشدة فالآن تأكلون منه القليل والباقي يخزن (ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ) (يوسف:48) هذه أصول الاقتصاد كيف يتم الاقتصاد لتخطيط للمستقبل يعني كيف النبوه فيها التخطيط للمستقبل مواجهة الحالات الطارئة كيف السبع السنوات العجاف تأخذ مثلا من السبع سنوات التي قبلها كيف قضية التخزين وكيف قضية تقسيط الاشياء على كل نصيب كل سنة لها نصيب بحيث ان الترحيل الاشياء من سنه الى سنه لكي يحصل سد الحاجه.

كيف علم يوسف أن سنوات الشدة سبع كيف عرف يوسف أنه سيأتي عام رقم 15 رخاء يعني قال: (سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ) (يوسف:46) فسرها يوسف أن سبع سنوات رخاء ثم سبع سنوات شدة ومن أين جاء يوسف أنه سيأتنا عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون يعني عام 15 فيه هذا عام رخاء فيه مطر والناس يعصرون الزيتون ويستخرجون الزيت والسمسم….. الخ قيل أن هذا مما فهمه الله ليوسف وعلمه إياه لأنه لو كان عام 15 عام جذب وقحط كان ما صارت سبع بقرات هزيله وسبع سنبلات يابسه كان صارت ثمان سنبلات يابسه وثمان بقرات هزيله فلما رأى سبعه ثم سبعه معناه أكيد الذي بعدها ليس جذب ولا صارت ثمانيه فهذا من دقائق الفهم على اية حال.

أن الداعيه الى الله لا يخرج إلا بعد تبرأة ساحته ليخرج الى المجتمع نظيفا والآن سمعة يوسف بين الناس ملطخه بالشائعات (ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ) (يوسف:35) اعجب الملك بتفسير يوسف فلما قال أتوني به لم يخرج يوسف والنبي صلى الله عليه وسلم قال تواضعا :رحم الله أخي يوسف لو كنت مكانه لأجبت الداعي فقال يوسف (..قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ..) (يوسف:50) قال (قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ) (يوسف:51) فاعترفت امرأة العزيز وظهرت براءة يوسف لذلك عندما طلبه الملك مرة ثانية ارتفعت منزلة يوسف في المرة الأولى قال الملك (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ ..) (يوسف:50) وفي المرة الثانية قال (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ) (يوسف:54) .

جواز طلب المنصب اذا كان الشخص اقدر واحد للقيام به دون أن يضر نفسه(قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) (يوسف:55) وبين قدراته للملك فيجوز أن يطلب المنصب لمصلحة المجتمع وليست لمصلحته الشخصية فيوسف طلب المنصب ليستثمره في الدعوة الى الله فيجوز للأقدر أن يتقدم الى كانت نيته نفع للمؤمنين.

أن الله يمكن للصالحين اذا حسنت نواياهم يمكن لهم في الارض قال الله تعالى (وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ*وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ ..) (يوسف) ولذلك لما سئل الشافعي أيهما أفضل ايبتلى أم يمكّن ؟؟ قال : لا يمكّن حتى يبتلى وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمكّن في المدينة حتى ابتلي في مكة.

أن الله لا يمكّن أحد حتى يبتليه .

**********************************

و من فوائد قصة يوسف عليه السلام

1- الصبر ثلاثة أنواع :

– صبر على طاعة الله .

– صبر عن معصية الله.

– صبر على أقدار الله المؤلمة .

وهذا الصبر درجات فالصبر على طاعة الله وعن معصية الله أعظم درجة من الصبر على أقدار الله المؤلمة لأن الصبر على الأقدار المؤلمة لا يكون بيدك سوى الصبر أما الواجب والمحرم يكون عندك خيار لفعله أو لا فتكون مراغمة ومجاهدة النفس فيه أقوى ولو سألنا سؤالا وقلنا أيهما أكمل صبر يوسف في السجن والقاء اخوته له في الجب أم صبره عن الزنا بامرأة العزيز ؟؟ بناءا على ما تقدم يكون الصبر عن الزنا أكمل وأكثر أجرا وفضلا من الصبر على الوقوع في الجب والصبر على السجن فاجتمع على يوسف عليه السلام الثلاثة أنواع فهو صبر على طاعة الله ولا زال على صلة بربه وحتى عندما استلم المنصب صبر على طاعة الله فهو يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم تولى فعدل وحكم فكان من المقسطين ما الفرق بين القاسط والمقسط ؟؟ القاسط هو الظالم وقال الله تعالى (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً) (الجـن:15) ولكن (..إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) وإن المقسطين على منابر من نور يوم القيامة عن يمين الرحمن والمسطين هم الذين يعدلون في أموالهم وفي أهليهم وفي من ولوا فإذا تولوا ولاية عدلوا فيها فيوسف عليه السلام تولى ولاية وصبر وحصلت له الفرصه في الوقوع في المحرمات فلم يقع وتعرض للايذاء فكان يوسف عليه السلام أكتمل له الصبر من جميع الجهات .

2- في قوله تعالى (وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ) (يوسف:58) لو قال قائل كيف عرفهم وهم لم يعرفوه ؟؟ فالجواب أنه فارقهم وهو صغير وهم كبار فالصغير يتغير عليك اذا رأيته بعد عشر سنين وأنت لا تتغير عليه كثيرا اذا كنت كبيرا فكم المدة التي جلسها في قصر العزيز وكم جلس في السجن وكم جلس وزيرا حتى جاؤوا اليه بعد سبع سنوات سمان فلما جاءت السنوات العجاف جاؤوا يطلبون المدد اذا أقل شيء واحد وعشرون سنة تقريبا (فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ) (يوسف:42) وسبع سنوات سمان وانقضت غير المدة التي قضاها في قصر العزيز فهي قرابة واحد وعشرون سنة فتغير وجه يوسف عليه السلام كثيرا واخوة يوسف عددهم معروف فاذا تغير بعضهم فالبعض منهم لم يتغير كثيرا وهو ايضا يتوقع أن يراهم وهم لا يتوقعون أبدا ان يروا يوسف بعد أن القوه في الجب .

3- ذكاء يوسف عليه السلام عندما قال ( ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ ..) (يوسف:59) فلما جهزهم بجهازهم واعطاهم ما طلبوا من الميرة وما يحتاجه المسافر وقيل هذا حصل عندما استدرجهم ليقصوا عليه قصتهم يعني قال لهم من أنتم ومن اين انتم وكم عدد الأولاد كم عدد أفراد الأسرة هذا شيء وارد جدا أن يسأل لاشخص المكلف بتوزيع الحصص أو الميرة في السنوات العجاف أن يسأل عن أفراد الأسرة لكي يعطيهم على حسب العدد عندما قالوا ععدنا كذا وواحد مقتول وآخر في البيت قال لهم حتى أصدقكم هاتوا أخيكم في المرة القادمة حتى تكونوا صادقين والا لا أعطيكم شيئا ابدا فأوجد عندهم الحافز لأن يأتوا بأخيهم لانه اشتاق اليه ويريد أن يراه ويوسف مؤيد بالوحي وما يفعله في عدد من الأمور يحتما أنه وحي من عند الله تعالى .

4- اكرام الضيف وتزويد المسافر بما يحتاج (. أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ) (يوسف:59) وينبغي على المسلم أن تكون عادته هذه مستمرة فأنا اوفي الكيل لكم ولغيركم وانا خير المنزلين لكم ولغيركم .

5- جواز اتخاذ الحيلة المباحه للتوصل الى المقصود المباح فإنه قال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم أي الأوعية التي جعلوا فيها الطعام والبضاعة التي أتوا بها من بلادهم ليشتروا بها الطعام واعيدوها حتى اذا انقلبوا الى أهلهم وفكوا متاعهم عرفوا أنهم اخذوا الطعام منا بلا ثمن فيحملهم ذلك زياده على العودة ويقولون نحن أخذنا الطعام بدون أن يأخذوا منا الثمن فلابد أن نرجع ونعيد الثمن اليهم فيريد يوسف ان يحضروا أخاهم فيجوز اتخاذ الحيلة المباحه للتوصل الى المقصود المباح.

6- أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين فلما رجع اخوة يوسف قالوا لأبيهم أرسل معنا أخانا قال (قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ ..) (يوسف:64) فالمؤمن كيس فطن لذلك يعتبر بما اصابه في الماضي ويمتنع عليه ان يحصل له مثلما حصل له بفطنته وذكائه .

يتبع ……………..

7- أن التوكل على الله هو السبب في دفع المكروهات لذلك قال يعقوب (..فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (يوسف:64) فتوكل يعقوب على الله عز وجل .

8- أن إكرام الناس وسيلة لجذبهم قال الشاعر فالاحسان يستميل قلوب الناس ولذلك قالوا (..يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ) (يوسف:65) .

9- أن الانسان اذا رأى محتاج الى فعل أمر ولكن فيه نسبة مخاطرة مع شخص آخر فهو يأخذ الموثق من الله ويقول عاهدني بالله فهذا يقلل نسبة المخاطرة ولذلك يعقوب قال (قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ ..) (يوسف:66).

10- أن الانسان اذا غلب على أمره فهو معذور وهذا من فقه يعقوب لما قال (.. إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ ..) (يوسف:66) فهو يريدهم أن يعيدوا أخاهم ولكن فيما يقدرون عليه أما اذا غلب ولا يستطيعون أبدا فهم معذورون (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا ..) (البقرة:286) .

11- ان اعلان التوكل بعد ابرام العقود يزيدها بركة وخيرا وتذكيرا للطرفين بما تعاقدا عليه فقال يعقوب (.. فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ) (يوسف:66) وقال موسى للرجل الصالح (قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ*قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ) (القصص) .

12- أن أخذ الأسباب للوقاية من العين أمر مشروع فإن يعقوب قال لأولاده (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ ..) (يوسف:67) فأولاد يعقوب فيهم جمال وهم عدد وهم ذكور فهم مجلبة للعين ولذلك عدم ظهورهم معا في مكان واحد أحسن .

13- أن الانسان المسلم عليه أن يدفع الريبة عن نفسه فاذا كان تصرف معين يجعل الناس يرتابون فيك فلا تفعل فالبلاد سابقا كان لها سور وللسور أبواب والابواب تفتح وتغلق في أوقات معينة ولذلك دخول هذا العدد احدى عشر شخص من باب واحد دفعة واحدة قد يثير الريبة بأن هؤلاء يريدون شرا أو ان هؤلاء عصابة ولذلك (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ ..) (يوسف:67) وليس من أجل قضية العين فقط ولكن ايضا من أجل ألا يثيروا الريبة وألا يظن بهم ظن سوء ولذلك ينبغي على المؤمن اذا استطاع ان يدفع الريبة عن نفسه أن يفعل ذلك.

14- أن اتخاذ الأسباب لا يمنع وقوع قدر الله ولكن العقل والشرع يقتضيان الأخذ بالاسباب ولكن ينبغي أن يعلم الذي يتخذ السبب أن السبب لن يحول بينه وبين وقوع القدر اذا كان الله قد قضى من قبل بأن القدر سيقع ولذلك قال يعقوب من فقهه (وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (يوسف:68) فما النسبة الأكبر اذا اتخذت الاسباب لمنع وقوع المكروه أم اذا لم تتخذ الاسباب لمنعه؟؟ اذا لم تتخذ الاسباب فالمكوروه سيقع بنسبة أكبر ولذلك فإن الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل على الله ولكن السبب لايمنع بالضرورة قدر الله اذا كان الله عز وجل قد قضى قيل لابن عباس لما تكلم مرة في القضاء والقدر قيل له أن الهدهد يرى الماء في باطن الأرض فالله جعل في الهدهد خاضية عجيبة أن يمكن أن يرى الماء في باطن الأرض وقيل أن سليمان يستعين به في الأسفار ليعرف له مكان المياه لنزول جيشه ونحو ذلك فقيل لابن عباس الهدهد يرى الماء في باطن الأرض فما بال الطفل يصيده (أي ان الطفل الصغير يصيد الهدهد فكيف تكون له قدرة عجيبة ويقع في شرك الطفل الصغير ) قال ابن عباس لا يغني حذر عن قدر .

15- اكرام الأخ اخاه فيوسف عليه السلام آوى اليه أخاه فنزل كل اثنين في غرفة وبقي واحد لان عددهم فردي وهو أخاه الصغير فآواه اليه (..قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ ..) (يوسف:69) فعرفه بنفسه وأكيد أن هذا الأخ يعرف بأن له أخ اسمه يوسف وربما يعرف القصة (..إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (يوسف:69) ولعله طلب منه أن يخفي أمره والشاهد أنه آواه اليه وأكرمه .

16- أن يوسف عليه السلام أراد أن يأخذ أخاه بالحيلة الشرعية ولا يريد أن يأخذ أخاه على حد دين الملك الجاهلي وانما اراد أن يأخذ أخاه على حد شريعة يعقوب وفي شريعة يعقوب أن السارق يؤخذ عبدا عند المسروق منه أراد يوسف بحيلة أن يتوصل لأخذ أخيه فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه ثم (فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ*قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ) (يوسف) ماذا ضاع لكم (قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ ..) (يوسف:72) .

17- أن الجعالة مشروعة كأن تقول من وجد ضالتي فله ألف مثلا ان تجعل مبلغ مقطوع لمن فعل لك شيء معين وهذا يختلف عن الاجارة فالاجارة العمل فيها معلوم أما الجعالة فالعمل فيها غير معلوم وفي عقد الجعالة لابد أن يكون الجعل معلوما (.. وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ ..) (يوسف:72) فحمل البعير معروف وهذه الجعاله .

18- جواز عقد الكفالة (وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ) (يوسف:72) وزعيم تعني كفيل بحمل البعير (.. وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ) (يوسف:72) وهنا مشروعية عقد الجعالة وعقد الكفالة في جزء من الآية وهذا من بلاغة القرآن الكريم .

19- بعد ذلك استدرجهم يوسف عليه السلام (قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ ..) (يوسف:74) هذا الكيد الذي كاده الله لمصلحة يوسف أنه حاكمهم الى شريعة يعقوب وهي شريعة سماوية قال فما جزاؤه (قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ ..) (يوسف:75) أي من وجد في رحله فهو جزاؤه ان يؤخذ عبدا .

20- أن الانسان اذا اراد أمرا أن يهيئ له الأسباب لكي لا ينكشف (فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ ..) (يوسف:76) فلو أنه بدأ بوعاء أخيه لنكشف فبدأ بأوعيتهم ثم أستخرجها من وعاء أخيه وهذا يدل على إحكام الخطة أن الله لما أراد ليوسف أن يبقي أخاه عنده هيء له كل هذا وجعل الأمر يسير حتى يخرج أخوة يوسف وهم لا يشكون في الأمر أن أخاهم سارق وأخذ أخاهم بشريعة يعقوب ولم يؤخذ في دين الملك .

21- وجوب التحاكم الى شريعة الله وعدم جواز التحاكم الى قوانين الجاهلية (..مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ ..) (يوسف:76)

22- ان كتاب الله سبحانه وتعالى يجب أن يؤخذ ويعمل به بما أراده عز وجل والمقصود من الآية يعمل به أما ما ليس مقصودا منها لا يعمل به وهذا الدرس مبني على قصة في هذه الاية (قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً ..) (يوسف:78) حدثت لابي علي بن عقيل وهو أحد أهل العلم الكبار الذين لهم منزلة كبيرة بين الناس حصل أن لابي علي ولد يهيؤه ويعلمه ويحبه جدا فالناس يحبون ابي علي ويعرفون منزلة ولده منه قدر الله أن هذا الولد مات فالناس اكتأبوا واصابهم الهم والغم والحزن لموت هذا الغلام لأنهم يحبون أباهم ويعلمون كم يحب هذا الأب ابنه فجاؤوا اليه يعزونه وخرجوا معه الى المقبرة ولما انزلت الجنازة في القبر قام أحد العامة فصرخ قال : يا أيها العزيز ان له ابا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه فضج الناس بالبكاء وصار صراخ في المقبرة فنهاهم ابو علي بن عقيل قال :يا أيها الناس القرآن لم ينزل ليثير الحزن ولكن نزل ليعالج الحزن فالفائدة هنا أن الآيات هنا ينبغي أن تستعمل فيما أنزلت من أجله وليس فيما لم تنزل من أجله .

23- بذلك تعلم بدعة ما يفعله بعض الناس في استخدام الايات في غير مواضعها فبعضهم يستخدم الآيات في تقدير الأسعار كقولهم (غلبت الروم ) فالكفار كانوا يستبعدون أن تغلب الروم ويقولوا لا يمكن الفرس أقوى فالفرس احتلوا نصف مملكة الروم والله أوحى لنبيه أن الروم سيغلبون من بعد غلبهم وفي بضع سنين وقريش لا يمكن أن تستوعب هذا فكذبوا وراهنوا وقالوا للصديق صاحبك يقول كذا قالوا نراهنك فراهنوه على الأبل أن الروم لا يمكن أن تغلب فراهنهم ولكن الصديق لم يعطاهم كل المدة فلما انقضت المدة فالبضع من ثلاث الى سبع سنين فلم تنتهي البضع الا والروم اكتسحوا فارس بقدر الله تعالى حصلت اضطرابات في مملكة فارس فانتهز الروم الفرصه فكروا على الفرس فالشاهد من الذين استبعدوا غلبة الروم ؟ كفار قريش قال الله تعالى (غُلِبَتِ الرُّومُ*فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ*فِي بِضْعِ سِنِينَ ..) (الروم) والشاهد أن الناس يستعملوا القرآن بغير ما أنزل به فالمفترض من المسلم أن يستخدم القرآن فيما انزل من أجله وهذا غير عن الاقتباس فالاقتباس يختلف عن العبث فالاقتباس مثلا أن يقول وقعت الفتن وصار الناس في أمر مريج فأمر مريج هذا اقتباس من القرآن فالاقتباس بهذه الطريقة صحيح .

24- استعظام شأن العهد والاستشعار بالمسئولية والعمل بتحقيق ما أخذ على الانسان من الموثق فإن هؤلاء لما استيأسوا من العزيز وأنهم لن يستطيعوا أن يسترجعوا أخاهم (فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيّاً ..) (يوسف:80) نجيا ليس المقصود منها الهرب وخلصوا نجيا أي المساره فيما بينهم أي اجتمعوا فيما بينهم وتشاوروا وأشار ابن الجوزي أن بعض العبث في الفهم الخاطيء أن بعضهم ذكر أن خلصوا نجيا أي هربوا وكقول بعضهم عندما فسر قول الله "ريح فيها صر " قال الصراصير وهذا ليس المقصود فالمقصود من "ريح فيها صر " أي البرد الشديد ، فأخوة يوسف استشعروا بالمسؤولية (.. قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ ..) (يوسف:80) فاستشعر مسئولية الموثق الذي أخذه عليه أبوه وقال أنا لا أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي بأن آخذ اخي أو تنتهي هذه المشكلة فعلا وقف أخوة يوسف ذلك الموقف الشديد في هذه الكربة والموقف العصيب وهذا يختلف تماما عن حالهم لما تحايلوا وأخذوا يوسف وألقوه في الجب فتغير أخوة يوسف وتابوا الى الله وهم في البداية كانوا مجرمين أخذوا أخاهم وطرحوه في البئر ولكن بعد ذلك تابوا الى الله ولعل التغير حصل لهم على مراحل وهذه مرحلة من المراحل ثم قالوا (قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ) (يوسف:97) اعترفوا واعلنوا التوبة .

25- أن الانسان يبين كلامه بالشواهد اذا احتمل التكذيب (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ) (يوسف:82) فإذا كان الشك في كلامهم فيأخذ الخبر من مصادر أخرى .

يتبع …………

26- أن الصبر الجميل عاقبته حميدة والفرق بينه وبين الصبر العادي والصبر الجميل الذي لا يقوم صاحبه فيه بالشكوى بل يفوض اموره لله .

27- حسن الظن بالله عز وجل وهذا من مقتضيات التوحيد ، بعد يعقوب عن يوسف أكثر من عشرين سنة تقريبا ومع ذلك قال (.. عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً ..) (يوسف:83) فهو لم يقل أن يأتيني بولده الصغير وهو يعلم أنه حي في مصر ولكنه أسير وقوله جميعا فهو يقصد به ولده الصغير ويوسف ولم يكن عنده يقين بأن يوسف مات ولكن لازال ظنه بربه قويا .

28- أن البكاء لا ينافي الصبر (.. وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ ..) (يوسف:84) ما الفرق بين البكاء والنياح وهل يجوز لمن مات له ميت أن يبكي عليه ؟؟

الجواب نعم يجوز لمن مات له ميت أن يبكي عليه والدمعه التي نزلت من عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت رحمة وشفقه على الولد التي تفيض روحه في حجر النبي صلى الله عليه وسلم والنياحة ليست بكاءً النياحة صراخ واعتراض وتسخط على القضاء والقدر والنياحة فيها شق الجيوب ولطم الخدود "ليس منه من شق الجيوب ولطم الخدود ودعى بدعوة جاهلية " وانائحة لها عقوبة شديدة يوم القيامة لها ثوب من قطران ودرع من جرب تعذب به يوم القيامة الا ان تتوب الى الله لأن النياحة من الكبائر.

29- أن الانسان المسلم يشكو أمره الى الله ولا يشكو الى الناس في القضاء والقدر (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ..) (يوسف:86)والشكوى للمخلوق يشكو الرحيم الا من لا يرحمه .

30- الفرق بين التجسس والتحسس أن التجسس فيه اطلاع على العورات والاستماع الى حديث من لا يريدك أن تستمع الى حديثه أما التحسس فهو جمع الأخبار والمعلومات بدون تسمع لحديث قوم لا يريدون أن تستمع لحديثهم ولا الاطلاع لعورات القوم أما أن تسأل عن الاخبار أو تستمع لحديث عام لتجد معلومة قد تفيدك ولتصل لشيء مباح فالتحسس يكون في الخير والتجسس يكون في الشر والتجسس وسائله محرمة والتحسس وسائله مباحة .

31- تحريم اليأس من رحمة الله وأنه مناف للتوحيد وأن القنوط من رحمة الله مناف للتوحيد فهو أمر محرم لا يجوز .

32- أن الله عز وجل يؤيد المظلوم ولو بعد حين ويجعله في منزلة عالية اذا صبر واتقى فكان أخوة يوسف الذين كادوه جاؤوا الآن اليه شحادين يقولون (..مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ) (يوسف:88) أذله الله له فهؤلاء الذين ظلموه اتى بهم الله اذلاء صاغرين اليه .

33- أن الانسان اذا رأى قريبه في ذل فإنه لا يزيد همه وذله بل إنه يرق لحاله ويوقف المأساة فيوسف لم يكن يريد أن يتشفى ولو كان يريد أن يتشفى لتركهم يطلبون الزيادة ويتذللون ويردهم مرة ثانية وثالثة ويعذبهم لكن لما رأى بأن الحال وصل بهم لهذا رق لهم وأوقف المسألة وكشف الحقيقة وقال لهم (قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ) (يوسف:89) اذا الانسان لا يمعن في التشفي.

34- (قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ ….) (يوسف:90) هنا الفائدة المهمة جدا الجمع بين التقوى والصبر وأن الله يعقب العواقب الحميدة لمن يتقي ويصبر (.. قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) (يوسف:90) .

35- أن الانسان لا يقول هذا المنصب بذكائي وفضلي وهذه المكانة لقدراتي الجبارة يوسف قال (أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ) اذا الانسان لا يغتر لما وصل مهما وصل لمرحلة عالية فإنه يردها الى الله فهي منة من الله .

36- أن المسلم يراعي مشاعر اخوانه فيوسف قال (قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ..) (يوسف:92).

37- العفو عند المقدرة .

38- الدعاء لمن أخطأ عليك بالمغفرة قَالَ (.. يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ..) (يوسف:92) .

39- معجزات الانبياء فإن القميص عندما ألقي في وجه يعقوب رجع بصيرا .

40- أن الاشياء المعنوية يحس بها الانسان عندما قال يعقوب اني أجد ريح يوسف فهل يمكن أن يجد ريح يوسف وهو في مصر ويعقوب عليه السلام في فلسطين ولكن هناك قوى خفية أودعها الله في نفوس الناس وقد تكون معجزة ثانية أن الله مكن يعقوب عليه السلام أن يشم رائحة ولده عبر هذه المسافة الطويلة جدا .

41- استحباب البشارة وأن البشير يسبق الناس الى المبشر (فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ ..) (يوسف:96) فهذا السابق الي يسبق بالخبر السار يسمى بالبشير واستحباب المكافأة على البشارة كما ورد في السنة .

42- طلب الاستغفار من الأب عند عقوقة فأخوة يوسف عقوا اباهم وطلب الاستغفار هي كفارة عقوق الوالدين (قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ) (يوسف:97) .

43- التماس أوقات الاجابة في الدعاء لأن يعقوب لم يدعو مباشرة بل قال (قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي …) (يوسف:98) قال بعض العلماء أن يعقوب عليه السلام أخر الدعاء الى السحر ولم يعجل بالدعاء لعظيم جريمتهم فأراد أن يخلص الدعاء ويتحرى ساعة الاستجابة شفقة لأولاده عل الله أن يتجاوز عنهم .

44- إكرام الابوين وبرهم لأن يوسف عليه السلام آوى اليه والديه وأنزلهما عنده وضمهما الى منزله الخاص مثلما آوى اليه أخاه من قبل (فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ..) (يوسف:99) .

45- تطمين الخائف (.. ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ) (يوسف:99) وكذلك قول الرجل الصالح لموسى (.. قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (القصص:25) وهذا ما يحتاج اليه الشخص الخائف (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ ..) (يوسف:100) وهذا زيادة على الاكرام كما تقدم.

46- أن تأويل الرؤيا قد يقع بعد سنين طويلة ولا يشترط أن يرى أحدهم رؤيا ويقع تأويله غدا وقد يكون الفارق كبير بين وقوع الرؤيا حقيقة وانطباق الرؤيا على الواقع وبين الرؤيا نفسها .

47- الحفاظ على مشاعر الاخرين وعدم جرحها وايذائها فإن يوسف قال (.. وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ..) (يوسف:100) فلم يقل بعد أن ظلمني أخوتي وألقوني في الجب فوضع اللوم على الشيطان ولم يضعه على اخوته وهذا من مكارم الأخلاق وبما يليق بالأنبياء .

48- الاعتراف لله بالنعم في جميع الاحوال التي يتقلب فيها الإنسان (..وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ ..) (يوسف:100) ومنة من الله عز وجل أن جمع شمل العائلة مرة أخرى فإخراجه من الجب نعمة واخراجه من السجن نعمة وجمع شمل العائلة نعمة ولاحظ أن يوسف لم يقل أحسن بي إذ أخرجني من الجب وإنما قال أخرجني من السجن فلماذا لم يذكر الجب مراعاة لإخوانه لأنهم هم الذين ألقوه في الجب فأعرض عن ذكره.

49- بيان لطف الله تعالى فالله لطيف ويلطف بعبادة فهو اللطيف فكم لطف بيوسف ولم يجعله يمت في الجب ولم يجعله يبقى في السجن ولم يبق مظلوما وإنما لطف به وجمعه بأهله بعد سنين .

50- قد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن أن لا تلاقيا فسبحان الذي جمع هذه الأسرة بعد هذه المدة الطويلة .

51- أن الانسان المسلم اذا اكتملت له نعم الله فإنه يسأل الله الوفاة على الاسلام فلما رأى يوسف أن كل ما يريده تحقق فالعزة في الدنيا تحققت والملك صار اليه والمكانة والغنى واجتماع الأهل فتحقق كل ما يريد فقال (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) (يوسف:101) والصالحين فيهم الانبياء الذين مضوا قبله وهم الرفيق الأعلى (.. فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً) (النساء:69) ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام لما أتاه ملك الموت وخيره بين الدنيا أو أن يلتحق بالرفيق الأعلى قال "بل الرفيق الأعلى ".

——————————————–

المصدر : موقع الصوتيات والمرئيات الاسلامي

زهرة الحديقة
النجم الفضي….رااااااااااااااائع أختي أن توردي فوائد قصة يوسف .. وهي من القصص الرائعة في القرآن الكريم … ولكن أنا سمعت أن مبدأ كيدهن عظيم ..لاينطبق على جميع النساء ويعمم عليهن … وأنه مخصص للنسوة في سورة يوسف أوبإمرأة العزيز وبالأحرى والأصح ….

مشكورة عزيزتي على النقل الرائع …لاحرمت الأجر أخية …

بارك الله فيك أختي شعاع الإيمان ..و لي معك عودة إن شاء الله بالنسبة لقضية إن كيدكن عظيم..
ما شاء الله ، موضوع قيّم جداً ..
جعل الله هذا الموضوع في ميزان حسناتك لاكي
آمين بارك الله فيك أختي الحبيبة لاكي

شعاع لي عودة أخرى إن شاء الله ..

كتبت بالدم الغالي 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي وأخواتي في هذا المنتدى لقد سألني عزيز عليّ عن شريط إسلامي ولم يأت لي بأسمه فقط أتى بمقطع من إحدى الأناشيد وهو:
كتبت بالدم الغالي بياناً …
أرجو منكم كتابة اسم الشريط …
وجزاكم الله خيراً
حياك الله واهلا ومرحبا بك معنا

هذا الشريط للأخ ابو عبد الملك ان شاء الله ادور لك على اسم الشريط

ينقل لركن الصوتيات

حياك الله اختي ..
هذي الانشودة ..
كتبنا بالدم الغالي بيانا …(للشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي..)
وهي لم تنزل للتسجيلات بعد
شكرا..أخواتي الخنساء وشمالية غربية .
جزاكن الله خيرا…
أخواتي أين ركن الصوتيات
روحي للاركان العامه او القائمه التي في نهايت كل صفحه.. بتلاقي ركن الصوتيات
بعيد شوي المكان ……

شاشات توقف اسلامية مع ادعية واذكار وتلاوات وايضا لرمضان والعيد والحج منتهى الجمال 2024.

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
شاشات توقف اسلامية مع ادعية واذكار وتلاوات وايضا لرمضان والعيد والحج منتهى الجمال التحميل مباشر وسرييييييع هنا فقط يتطلب وضع الأيميل
http://www.islamicfinder.org/screensaver.php

وكل عام وانتم بخير

يسلمووووووووووو أختي..وجاري التحميل..
شكرا وجارى التحميل
جزاك الله خيرا
حقيقة قمة الروعة
مشكوره اختي سيدة

تم التحميل

جزاكي الله كل خير

مشكوره اختي سيدة

جاري التحميل

مشكووووووووووووووووورة ياعسل
مجهود رااااائع
اسال الله ان يجعل ماقدمتيه لوجهه في موازين حسناتك يااااااااارب ………
بارك الله فيكن ويسلوا على المرور والدعوة الحلوة
تسلمي على هالموضوع الطيب
مشكوره اختي لاكي

جزاكي الله كل خير

تائب وشيطان 2024.

التائب .. والشيطان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد :

فإن الله تعالى قد حذرنا من الشيطان الرجيم ، وبين لنا عداوته وأنه قد توعد بني آدم بأن يستكثر منهم في نار جهنم ؛ فعداوته أبدية أزلية منذ خلق الله آدم حتى يرث الله الأرض ومن عليها . وإن من رحمة الله تعالى بعباده أن فتح لهم باب التوبة من الذنب الذي استزلهم الشيطان فيه ، ورغبهم سبحانه في الرجوع إليه ، ووعد التائب بالمغفرة والفضائل الكثيرة ما يزدهم حرصاً عليها وعلى الرجوع كلما ألم به ذنب أو وقع في خطيئة .

وإن من أشد ما يؤلم عدونا اللدود – الشيطان الرجيم – عودة العاصي إلى دينه ، والرجوع إلى ربه ، ولذا فإن مما يؤلمه ويبكيه مناظر العبادة وازدحام الناس في الخير وإقبالهم على خالقهم بعد أن عصوا وأذنبوا وفعلوا وفعلوا ، حتى ظن إبليس أنهم من جنوده وأعوانه ، فإذا به يفاجأ برحمة الله تنزل على عبد من عبيده فيلين قلبه وتدمع عينه ويتحسر فؤاده على ما فرط في جنب مولاه ، فيعود إلى ربه نادماً تائباً .. بعد أن أغواه الشيطان وزين له طريق المعصية وجمّل في عينه مناظر الفتن .. وبعد أن بغّض إليها التمسك بدينها وصور لها أن دينها سبب للضيق والتعاسة ، وأن حجابها مصدر كبتها وهمها ، وان التبرج والسفور ولفت الأنظار حقيقة السعادة ومصدر قيمة الفتاة في أعين الناس … وطريق لجلب الأزواج لها .

فإذا رجع العاصي إلى ربه وعادت المذنبة إلى مولاها … جن جنون الشيطان ، وأصبح يكيد لهما واستخدم كل إمكاناته لإعادتهما إلى حظيرته النتنة – التي زينها من خارجها وقد ملأها الله تعالى بكل قبيح ومنتن – ….

ومن هذه الوسائل التي يستخدمها الشيطان لإغواء التائبين:

1- يصور للتائب أن الدين كبت للحريات ، وحبس للنفس عن لذتها ، وأن السعادة في الانحلال من الدين والانغماس في المعاصي .
ويقول له : لماذا تجلب لنفسك الشقاء في الدنيا والهم والغم ، وهل تريد تترك فلانة التي تحبك وتريدك ووو ، والأغنية تلك ستتركها ، وأنتِ ستلبسين حجابك وتتركين خلانك وأصحابك ، وتمنعين نفسك من الاختلاط بالشباب ، وتحرمين أذنك من سماع كلمات المدح والحب والغزل الجميل …..

وأما التائب والتائبة فيعلمان أن الله يعوضهما من ذلك كله بسعادة حقيقية لم يذوقاها في حياتهما … سعادة مقترنة بدين الله وطاعته ، والبعد عن معصيته .
سعادة حرم الله على العصاة طعمها … فلا يعرفونها ولم يتخيلوها … ما عرفها إلا من جرب طريق الخير والسعادة … تراها في وجوه التائبين وفي كلامهم ، وتراها في بشاشتهم وصفاء قلوبهم … يعرفها من جربها وكفى ….

ولسان حال التائبين : هيهات ياعدو الله أن نعود لما كنا عليه … أنترك سعادة الدنيا والآخرة لسعادتك الزائفة وكلامك الخادع ….. هيهات هيهات !!

2- يوسوس له بأن الله عز وجل لن يقبل توبتك بعد الذي عملت من الذنوب ، ألم تفعل كذا وكذا ؟!!!!!
ألم تفعلي ذنب كذا وكذا ؟!!!
هل تظن أو تظنين أن الله يقبلك بعد أن عصيته وخالفت أمره ؟!!
وبعد أن سمعت نصح الناصحين ، وتحذير الخائفين ؟!!وبعد أن ارتكبت أبشع المعاصي وأشنعها ، وبعد أن فضحت أهلك ، وكشفت أمرك ؟ وبعد أن فعلت وفعلت ؟؟ لا تحاول فلست اهلاً للقبول
حتى يصل الشاب والفتاة إلى قناعة بكلامه وأنني لا مكان لي بين التائبين المقبولين … فأنا لست مثلهم .. قد ارتكبت من المعاصي ما لم يخطر لهم على بال أصلاً .
ثم يزيد الشيطان الوصية لهم : استمر في متعتك ولذتك ، ولا تخسر الدنيا كما خسرت الآخرة ، واستمري على صلتك بذلك الشاب الذي يحبك ، وثقي به فهو صادق في ذلك ، وعيشي السعادة معه ، ولا تكدري نفسك بأمر التوبة التي ستحرمك مما أنت فيه ..
فيستمران في المعاصي ونزداد قلوبهما ظلمة وسواداً وضيثاً وهماً … حتى يصبحان يتمنيان الموت بل ربما بحثا عنه بكل وسيلة .

ونسي من يريد التوبة : أن الله تعالى غفور رحيم يحب عباده التائبين ويقبلهم مهما عملوا من ذنوب ومعاصي ومهما بلغ عظمها وكبرها فلن تعظم على رحمة أرحم الراحمينونسي أن الله تعالى أرحم بنا من أمهاتنا ومن أنفسنا التي بين جنبينا … ونسي نداء الله له ولها بقوله :
( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ، إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم )
تأمل وتأملي لاكييغفر الذنوب جميــــــــــــــــعاً ) فهل يخرج ذنباكما عن هذه الآية .

وتأملا معي قول الله في الحديث القدسي في هذا النداء الرباني الذي يبكي القلوب قبل العيون لرحمة الله بنا وعطفه علينا : ((يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة))

فهل بعد هذا يأس ؟!!

3- يصور له أن التوبة صعبة وأن تحقيق شروطها أمر مستحيل ، وأنك لن تستطيع العزم على عدم العودة إلى الذنب ، فكم مرة يتوب ويعود ثم يتوب ويعود ، ويحدثه الشيطان بأن الله مطلع على قلبك ويعلم أنك لست صادقاً في عزمك ؛ وستعود إلى الذنب .
وكيف سترد حقوق الناس وأنت لا تملك شيئاً وقد سرقت مال هذا ؟ وهتكت عرض هذا ؟ وظلمت هذا ؟إلى أن يظن أن بقاءه على حاله هو الخيار الوحيد ولا مجال للتوبة والعودة لهذه الشروط الصعبة ، فيستمر في غيه ولا يفكر في التوبة .
وقد غفل من يريد التوبة أن من صدق الله صدقه الله ، ومن أقبل على الله بصدق وفقه لكل خير ويسر له أمر التوبة وشروطها ، وتبين له أن الأمر لا يحتاج إلا إلى سؤال أهل العلم الذين يبينون له حقيقة التوبة ومعناها الصحيح

وأن من تاب من ذنب صادقاً من قلبه عازماً على عدم العودة إليه وعمل بالأسباب التي تثبته على الدين والبعد عن المحرمات ؛ فإن الله يحفظه من الوقوع فيه مرة أخرى … ولو أنه وقع مرة أخرى فليس معنى ذلك أن توبته السابقة ليست مقبولة ، وأن وقوعه في الذنب ثانية ؛ يعني أنه ليس له توبة أخرى منه . بل يتوب إلى ربه ويقلع ويعزم ، ثم لو وقع في الذنب مرة أخرى تاب إلى ربه وعاد ، ثم لو وقع مرة ثالثة ورابعة وعاشرة وأكثر عاد إلى مولاه واستغفر وأقلع عن ذنبه وعزم وهكذا حتى يقبض الله روحه وهو على هذه الحالة الطيبة من المجاهدة لعدوه الذي يريد أن يظفر به ؛ وييئسه من التوبة والعودة إلى الله تعالى … ولتبشر يا من كانت هذه حاله بهذا الحديث العجيب : (إن عبدا أذنب ذنبا فقال رب أذنبت فاغفره فقال ربه أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ؟ غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبا فقال رب أذنبت ذنبا فاغفره فقال ربه أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ؟ غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبا قال رب أذنبت ذنبا آخر فاغفر لي فقال أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ؟ غفرت لعبدي فليفعل ما شاء ). ( متفق عليه )
وأما حقوق الناس فالأصل وجوب ردها إليهم ؛ إذا كان بمقدور الإنسان واستطاعته ، وإذا كان لا يترتب على ذلك مفسدة أعظم منها .
فمن أخذ مالاً رده إلى صاحبه مباشرة أو عن طريق وسيط بينهما ولو من غير علمه ، ومن هتك عرضاً فليس للعرض ما يعيده سوى الاستغفار والتوبة وليس حقاً يعاد .
ومتى كان في إعادة الحقوق وطلب العفو من أصحابها زيادة مفسدة فلا تجب على التائب حينئذ ، وعليه الإكثار من الاستغفار وكثرة الدعاء لهم بما يستطيع .

4- ويوسوس له الشيطان بأن توبتك ستجلب لك بعض المشكلات وستترك أصحابك وجلساءك ، ولن تمشين مع صديقاتك وزميلاتك ؛ لأنهم جلساء سوء … وفي المقابل ستبقى وحيداً فريداً لأن أهل الخير لا يقبلون من يدخل معهم ، وهم أناس معقدون لا يحبون المزاح والضحك ، وكل مجالسهم ذكر وقرآن وعبادة ولا يوجد فيها شيء من التسلية والمرح . فلماذا تبحث عن هذا التعب ؟!!!!

وهذا كله من خداع الشيطان وحيله وأكاذيبه ؛ فإن أهل الخير والصلاح فيهم من طيب المعشر ولطف المعاملة ما علمهم دينهم ، وكما كان قدوتهم عليه الصلاة والسلام يمزح ويضحك كما مازح تلك العجوز وذلك الصحابي في السوق ؛ بل كان يداعب الأطفال الصغار أيضاً … ويكفي قوله عليه الصلاة والسلام : ( وتبسمك في وجه أخيك صدقة ) …

وأما الجلساء فإن التائب يعلم أن الجليس مؤثر عليه في دينه ولن يقبل مساومة على دينه بعد أن عرف الطريق إلى ربه … وسيعوضه الله بجلساء – إن كان جلساؤه سيئين أو لايفيدونه في دينه – صالحين ، الجلوس معهم عن الدنيا وما فيها ، معهم تجد الراحة والأنس ، وفي وجوههم ترى الابتسامة الصادقة ، والقلب الصافي الذي لا يكن لك إلا كل محبة وخير … كما قال عنهم عمر رضي الله عنه : ( عليك بإخوان الصدق ؛ فهم عدة في البلاء ، زينة في الرخاء ، إن ذكرت أعانوك ، وإن نسيت ذكروك … )
وهكذا فإن الشيطان لا يزال يوسوس للتائب بهدف إفساده وإغوائه عن طريق الحق والنور ، فإذا صبر التائب والتائبة على دينهما ، وازدادا تمسكاً به وعملا بما يثبتهما على دينه- كمل في هذا الرابط – :

وسائل الثبات على دين اللهكلما ازداد الشيطان عنهما بعداً ومنهما يأساً … بل يصبح التائب – بعد ذلك – داعية إلى الله ناصراً لدينه مدافعاً عنه ، بعد أن كان ناصراً للشيطان ، مسرفاً على نفسه ..
أصبح يحمل هماً آخر – بعد أن كان يحمل هم شهوته وبطنه – إنه هم الدين ، أشد ما يفرحه مناظر إقبال الناس على الخير والمساجد ، وانتشار مظاهرالاستقامة وقوافل العائدين والعائدات ، وعودة الحجاب الشرعي في أوساط الفتيات والنساء ، وهجران أماكن اللهو والمجون ( محلات الأغاني ودور البغاء والسينما وأماكن الاختلاط )

وأشد ما يؤلمه مناظر المعصية وانغماس الناس فيها ، يؤلمه بل يبكيه أحياناً غيرة على دينه وحرقة على بعد الناس عنه وحسرة أنه لم يستطع إيصال هذه السعادة التي هو فيها إليهم .
ينام ويقوم وهمه دينه ، يصبح ويمسي في التفكير لعزة دينه وعودة التائبين – بعد أن أصلح نفسه واستمر فيه وتعلم ورسخت قدمه – .
ولا يزال التائب والتائبة من خير وإلى خير حتى تأتيهما منيتهما وهما على خير حالوما أجملها من ميتة حسنة!!

اللهم أحسن ختامنا وتب علينا وامنن علينا بالثبات حتى نلقاك وتوفنا وأنت راض عنا غير غضبان واجعلنا من أنصار دينك وحماة شرعكوارزقنا حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك ، واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلينوصلى الله وسلم على نبينا محمد
منقول عن
أخوكم / أبو عمرأسرة موقع طريق التوبة
" التائب من الذنب كمن لا ذنب له

جزاك الله خير

موضوع رائع
و موقع(طريق التوبه) ممتاز0000 جزا الله الجميع خير الجزاء

أعوذ بالله منه ومن شره
بارك الله فيج عزيزتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

حبيبتي جزاك الله كل خير ، وفعلاً كنت أنا من اللاهين بالدنيا ومشاغلها ، ومع ذلك لم أكن سعيدة ولم أكن راضية.

أما الآن والحمد لله عدت فواظبت على الصلاة وقراءة القرءان ، ولا تتخيلي الراحة النفسية التي أعيشها هذه الأيام.

الله يلعن الشيطان ويبعدنا عنه وعن أتباعه من الإنس والجن.

وجازاكما الله خيراً أنت وأبا عمر.

وها قد تداعت علينا الأمم فما المخرج ؟؟ 2024.

وها قد تداعت علينا الأمم فما المخرج ؟؟ خطبة الجمعة25/1/1242
الحمد لله معزِّ الإسلام بنصره ، ومذلِّ الشرك بقهره ، ومصرِّفِ الأمور بأمره ، ومديمِ النعم بشُكره ، الذي قدر الأيام دولاً بعدله ، وجعل العاقبة للمتقين بفضله ، وأظهر دينه على الدين كله .
القاهرِ فوق عباده فلا يُمانَع ، والظاهرِ على خليقته فلا يُنازَع والآمِر بما يشاء فلا يُراجَع ، والحاكمِ بما يُريد فلا يُدافَع .

وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريك له الأحدُ الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحدْ .

وأشهد أن نبينا محمداً عبدُه ورسولُه ، سيدُ الخلق ، وإمامُ المجاهدين ، والمبعوثُ رحمةً للعالمين .
صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابِه ، أمناءِ دعوته ، وقادةِ ألويته ، وعلى من تبعه بإحسان إلى يوم الدين

أما بعد أيها المسلمون

أخرج ابو داود رحمه الله في سننه عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه أن قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ قَالَ حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ )

في هذا الحديث يبين المصطفى صلى الله عليه وسلم أن الأمم الكافرة والضالة ستجتمع ويدعوا بعضهم بعضا لحرب المسلمين واستغلال خيراتهم ،واستحلال بلادهم ، كما يجتمع جماعة من الناس على إناء فيه طعام ينادي بعضهم بعضا للتعاون على أكله ، والاستفادة منه.

والسبب الذي جعل الكفار ، يطمعون في المسلمين ، ويجتمعوا على نهب خيراتهم ، هو ما أصاب المسلمين من وهن في القلوب ، وركون إلى الدنيا ، وترك التمسك بدين الله عز وجل .

أيها الأخوة
ونحن اليوم نشاهد الأمم الكفارة تدعو بعضَها بعضاً لمقاتلة المسلمين ، وكسر شوكتهم وسلب ثرواتهم ، وأخذ أموالهم ، واغتصاب أراضيهم ، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها يأخذون منها بلا مانع ولا منازع ، فيأكلونها عفواً وصفواً ، يأخذون ما في أيديهم بلا تعب ينالهم ، أو ضرر يلحقهم ، أو بأس يمنعهم 0

والسبب في ذلك هو الوهن الذي هو سرّ الضعف ، فالناس في هذا الزمن إلا من رحم الله يعيشون عبيداً لدنياهم ، عشاقاً لأوضاعهم الرتيبة ، تُحركهم الشهوات والشبهات ، وتسيرهم الرغبات والنزوات . قد أعرضوا عن دين الله تعلما وعملا ، هم الواحد بطنه وفرجه ونومه ..

أيها الأخوة في الله

كل هذا التقصير وهذا الركون أصاب الأمة بالذل ..نعم أصيبت الأمة بالذل بجميع معانية ..اقتصاديا وعسكريا وسياسيا واجتماعيا .. حتى اصبح الكفار يقسمون بلادهم وهم ينظرون ، ويقتلون إخوانهم وهم يشاهدون ، بل بعضهم فرحون مسرورون ..

ما هذا الخزي والعار ،؟؟ ما هذه المهانة أمة الإسلام ..؟؟

فضيحة ما بعدها فضيحة .. وذل ما بعده ذل ..

عبدة الصليب وأحفاد القردة يعيثون في بلاد المسلمين بلا رقيب ولا حسيب ..فلا حول ولاقوة إلا بالله ..

ولسائل يسال ويقول : ما هو المخرج من هذا المأزق الخطير ، وما هو الحل من هذه المصيبة ؟؟
الجواب أتركه لرسول الله صلى الله عليه وسلم يخبركم به ..

أخرج أبو داود رحمه الله عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلا لا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ) ..

إذا الرجوع إلى دين الله ، ومن ذلك ترك المعاملات الربوية ، ورفع راية الجهاد
هذا هو الحل الوحيد ..

الرجوع إلى دين الله تعالى المبني على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على وفق ما فهمه سلفنا الصالح ..

أيها المسلمون :

لقد جربنا الانضمام إلى مجلس اللآ أمن ، والانضمام هيئة حماية الأمم النصرانية ..

ولقد أسسنا المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية ،

واشتركنا في منظمة دول عدم الانحياز ،

ونادى بعضنا بالقومية العربية ، ورفع بعضنا شعار الوطنية ..

ولكن هل نفعنا ذلك ؟؟

ولقد تنازل بعضنا عن بعض تعاليم الدين ، وحاول ان يمسك العصا من الوسط ، ونادى بإسلام معتدل ، لا يصطدم مع الحضارة الغربية ، ولا يغضب ابنا العم سام ..وقسم المجتمع إلى متنطع متشدد ، والى معتدل متفتح.

ولكن هل نفع ذلك ؟؟

لقد تفاعل البعض مع النداءات الغربية ، فحارب العلماء ، وجفف منابع الصحوة ، ومنع المساجد ان يذكر فيها اسم الله ، وحارب مظاهر الالتزام كما فعل الرئيس العراقي في بلده ..

فهل نفعه ذلك ؟؟

أيها الأخوة في الله :

لقد أعلنها الله جل جلال صريحة في كتابه منذ فجر الرسالة فقال ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ .. قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى .. وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِير )..

ان الكفار لن يرحمونا ، ولن يحترمونا ، ولن يرضوا عنا حتى نترك ديننا ، ونتبع دينهم الذي هو عبارة عن أهواء بشريةٍ منحرفة.

هذه الحقيقية ، فنحن إذا بين أمرين

إما أ، نترك دينا ونعطي الدنية فيه ، فنحسر في الدنيا والآخرة .

وإما أن نلتزم بالدين التزاما حقيقيا ، وندعوا إليه ، ونجاهد من أجل رفع رايته ، ونصبر على ما أصابنا في سبيله ، وبهذا نفز في الدنيا والآخرة ، ونحقق لأمتنا المكانة والاحترام بين سائر الأمم ..

وهذا وعد قطعه الله على نفسه حين قال جل من قائل( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ، لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ، وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ، وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ، يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ، وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ(55)

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم

الخطبة الثانية

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا..

أما بعد أيها المسلمون :

يقول تعالى في كتابه العزيز ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ ، أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ، تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا ، يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ، سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ .. ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ،
وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ ، يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ، وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا(29)
إخواني الكرام : هذه بعض أوصاف الصحابة رضوان الله عليهم .

هولاء الرجال الذين غيروا بفضل الله الخارطة العالمية لصالح البشرية.

فأسسوا أعظم دولة واعدل دولة وارحم دولة ..

هولاء هم الكرام البررة ، الذي حملوا للبشرية النور والهدى ، وحملوا الرحمة والعدل والأمن ..

هولاء هم الذين رفعوا شان العرب ، وأخرجوهم من مؤخرة الأمم إلى قادة الأمم ، ورفعوا شان العجم فأخرجوهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ..

هولاء ومن سار على دربهم هم المخلصون الحقيقيون للعالم من الجهل والظلم والتخلف والرجعية ،

هولاء ومن سار على دربهم هو الداعون الحقيقيون إلى التقدم والرقي والحرية والعدل والمساواة ..

أيها الأخوة المؤمنون :

وما أراد منا ان يرفعه الله في الدنيا والآخرة فليمسك بركابهم ، وليقتدي بهم ، وليفهم الإسلام كما فهموه ..وليطبق الإسلام كما طبقوه ..

إننا دائما وأبدا خصوصا في هذه الأيام بحاجة إلى دراسة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ، ومحاولة الاقتداء بهم في جميع شؤون حياتنا، مع نبذ التقليد للكافر والجاهل

نحن بحاجة إلى عودة إلى ديننا ،والجدية في لالتزام .. وقبل ذلك الإقلاع عن المعاصي والعادات والتقاليد المخالفة للشرع.

بحاجة إلى التكاتف والتلاحم والتراحم والتحابِ فيما بيننا ، مع نبذ العصبيات والتحزبات للأشخاص والمذاهب والبلدان.

نحن بحاجة إلى الشعور بشعور إخواننا المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها ، ندعوا لهم .. نساعدهم بكل ما نستطيع .. فربما دعوة صادقة أو درهم حلال أو فكرة حرة نفع الله بها الأمة اكثر من الجيوش الجرارة ..

وختاما اخوة الايمان : فنسأل الله تعالى ان يعزَّ الإسلام والمسلمين ، وأن يذلَّ الشرك والمشركين ،
اللهم دمر أعداءك أعداء الدينِ ، واجعل هذا البلد آمناً مطمئنا ، وسائر بلاد المسلمين ،

اللهم انصر من نصر الدين ، واخذُل من خذل عبادك المؤمنين
اللمه فرّج همَّ المهمومين ، ونفّثْ كرب المكروبين ، واقضِ الدين عن المدينين ، وفكَّ أسر المأسورين ، وأحسن خلاص المسجونين ، واشف مرضانا ومرضى المسلمين ، برحمتك يا أرحم الراحمين 0
اللهم انصرنا نصراً عزيزاً مؤزراً ، وارزقنا فتحاً قريباً مبينـــاً ، وارزقنا يقيناً بأنه لا فعّال ولا ناصر في الأرض إلا أنت .

اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا ، وأفرغ علينا صبراً ، وثبت أقدامنا ، وانصرنا على القوم الكافرين .
اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين خيراً فوفقه لكل خير ، ومن أراد بهم غير ذلك فخذه أخذ عزيز مقتدر .
اللهم آمنا في أوطاننا ، وأصلح أئمتنا ، وولاة أمورنا ، واجعل ولايتنا في من خافك واتّقاك ، واتّبع رضاك … يا رب العالمين .

————————————

حبيبتى هذا مصداق نبؤة النبى صلى الله عليه وسلم

اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن

بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله فيك أختي خديجة
ففعلاً السبب الرئيسي لما نحن فيه هو ضعف الإيمان والخوف من الكفار واعتقاد البعض أن الغلبة ستكون لهم بسبب ما يملكونه من أسلحة ولكن نحن لدينا ما هو أقوى
لدينا الإيمان بالله وبنصره ولكن علينا أن نبتعد عن المعاصي التي هي سبب البلاء وأن نلجأ إلى الله بالدعاء فهو أقوى سلاح يمتلكه المؤمن
و الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله 2024.

إضاءات من حديث (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله )

علي بن عبدالعزيز الراجحي

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ، ورجل قبله معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله . ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه " متفق عليه( )

التعريف بالراوي :
هو الصحابي الجليل ، سيد الحفاظ الأثبات ، أبو هريرة رضي الله عنه ، اختلف في اسمه واسم أبيه على أقوال كثيرة ، أرجحها أنه : عبد الرحمن بن صخر الدوسي ، أسلم عام خيبر ، أول سنة سبع . قال الذهبي : ( حمل عن النبي صلى الله عليه وسلم علماً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، لم يلحق في كثرته )
ولم يرو أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر منه ، لملازمته له ، فقد بلغت مروياته 5374 حديثاً .
روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : إنكم تقولون : إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتقولون : ما بال المهاجرين والأنصار لا يحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل حديث أبي هريرة ؟ وإن إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم لصفق بالأسواق وكنت ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني ، فأشهد إذا غابوا ، وأحفظ إذا نسوا . وكان يشغل إخوتي من الأنصار عمل أموالهم ، وكنت امرأ مسكيناً من مساكين الصفة أعي حين ينسون ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث يحدثه : إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه ثم يجمع إليه ثوبه إلا وعى ما أقول ، فبسطت نمرة علي ، حتى إذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته جمعتها إلى صدري ، فما نسيت من مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء( )
توفي أبو هريرة رضي الله عنه سنة سبع وخمسين للهجرة( )

المباحث اللغوية :
سبعة : هذا العدد لا مفهوم له ، فقد وردت روايات أخرى تبين أن هناك من يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، غير هؤلاء المذكورين في الحديث .
يظلهم الله في ظله : المراد به : ظل العرش ، كما في رواية أخرى : " في ظل عرشه " .
يوم لا ظل إلا ظله : المراد : يوم القيامة .
إمام عدل : الإمام لغة : هو كل من ائتم به من رئيس وغيره .
واصطلاحاً : كل من وكل إليه نظر في شيء من مصالح المسلمين من الولاة والقضاة والوزراء وغيرهم والعدل ، ضد الجور ، والعادل من حكم بالحق .
شاب نشأ في عبادة الله : خص الشاب بالذكر ، لأنه مظنة غلبة الهوى والشهوة والطيش ، فكان ملازمته للعبادة مع وجود الصوارف أرفع درجة من ملازمة غيره لها .
اجتمعا عليه : أي : على الحب في الله ، وتفرقا عليه كذلك ، والمراد : أن الذي جمع بينهما المحبة في الله ، ولم يقطعها عارض دنيوي ، سواء اجتمعا حقيقة أم لا ، فالرابط بينهما المحبة في الله حتى الموت .
ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال : دعته ، أي : طلبته ، ومنصب : المراد به: الأصل والشر والمكانة ، ويدخل فيه الحسب ، والمراد أنها دعته إلى الفاحشة .
ورجل تصدق بصدقة : الصدقة : ما يخرجه الإنسان من ماله على وجه القربة ، سواء كان فرض كالزكاة المفروضة ، أو تطوعاً ، ثم غلب استعمال الصدقة على صدقة التطوع .
فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه : المراد بذلك المبالغة في إخفاء الصدقة بحيث إن شماله قربها من يمينه لو تصور أنها تعلم لما علمت ما فعلت اليمين ، لشدة الخفاء .
خالياً : من الخلو ، بحيث لا يكون عنده أحد ، وإنما خص بالذكر لأنه في هذه الحالة أبعد عن الريا
ففاضت عيناه : من الدموع ، خشية لله عز وجل .

الأحكام والتوجيهات :
1- من فضل الله سبحانه وتعالى أن جعل بعض الأعمال ينال صاحبها جزاء خاصاً ، لتميزه بهذا العمل ، وهذا فيه حث وترغيب في أمور كثيرة من الخير
وهنا ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم جزاء هؤلاء السبعة الذين تميز كل منهم بميزة خاصة ، وذكر هذا الفضل في أحاديث أخرى لغير هؤلاء السبعة ، مثل : الغازي في سبيل الله ، والذي ينظر المعسر ، ومعين الغارم ، وكثير الخطى إلى المساجد ، وغيرهم ، مما جعل أهل العلم يقولون أن العدد المذكور لا مفهوم له ، فلا يراد به الحصر .
وقد تتبع الحافظ ابن حجر رحمه الله تلك الخصال ، وأفرادها في كتاب اسمه: ( معرفة الخصال الموصلة إلى الظلال ) .
2- ذكر الرجال في هذا الحديث لا مفهوم له أيضاً ، إذ تدخل النساء معهم فيما ذكر إلا في موضعين ، هما :
أ‌- الولاية العظمى والقضاء ، فالمرأة لا تلي المسلمين ولاية عامة ، ولا تكون قاضية ، لكن ينطبق عليها العدل فيما تصح به ولايتها ، كمديرة المدرسة ، ونحوها .
ب‌- ملازمة المسجد ، لأن صلاة المرأة في بيتها أفضل من المسد . وباقي الخصال تدخل فيها المرأة .
3- لقد عظم الشرع أمر العدل ، سواء كان في الولاية العظمى ، أو فيما دونها من الولايات ، حتى في أمور الإنسان الأسرية ، كالعدل بين الزوجات ، والعدل بين الأولاد ، وغير ذلك ، قال تعالى : ( وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم )( ) وقال صلى الله عليه وسلم : " اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم "( ) وقال تعالى : ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان )( ) ، وقال صلى الله عليه وسلم " إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل ، وكلتا يديه يمين ، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا )( )
وذكر الإمام العادل في أول الخصال لعظم أمر الإمامة والعدل فيها .
4- مرحلة الشباب من أهم مراحل العمر ، تقوى فيها العزيمة ، وتكثر الآراء ، وتمتلئ بالحيوية والنشاط ، ولهذا من سلك منهج الله في شبابه ، وغالب هواه ونزواته ، استحق تلك الدرجة العالية المذكورة في الحديث ، وما يعين الشباب على تحقيق هذه الخصلة :
‌أ- طلب العلم والانشغال به .
‌ب- تعويد النفس على استغلال الوقت بشتى الوسائل ، كبر الوالدين ، وقضاء حوائجهما ، وقراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وسيرة السلف الصالح .
‌ج- مصادقة الصالحين المستقيمين على منهج الله تعالى .
‌د- محاولة استغلال فرصة الشباب بحفظ كتاب الله تعالى أو شيء منه .
5- المساجد بيوت الله ، ومكان أداء العبادة المفروضة ، وأنواع من العبادات المستحبة ، وميدان العلم والتعلم ، والمذاكرة والمناصحة ، وكلها أعمال جليلة، يستحق الملازم لها ذلك الثواب العظيم ، بالإضافة إلى أن المتعلق بالمسجد بعيد عن رؤية المنكرات ، وقريب من الله سبحانه وتعالى ، فيصفو قلبه ، وتنجلي همومه وأكداره ، ويعيش في روضة من رياض الجنة ، وبذلك تكفر سيئاته ، وتكثر حسناته
والتعلق بالمساجد لا يعني الجلوس فيها جميع الأوقات ، بل وقت دون وقت ، لكن إذا خرج منها فإنه يحب الرجوع إليها ، وإذا جلس فيها أنس واطمأن وارتاحت نفسه .
6- العلاقات بين الناس قائمة على أسس متعددة من مصالح مادية ، وقرابة ، وشراكة مالية ، وتجانس خلقي ، ونحوها ، والإسلام يشجع قوة الترابط بين المسلمين على أساس من المحبة في الله ، والقاسم المشترك فيها طاعة الله تعالى ، ونصوص الكتاب والسنة تركز على هذا الجانب ، يقول تعالى : (إنما المؤمنون إخوة )( ) ، ويقول تعالى ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين )( ) ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " أوثق عري الإيمان : الحب في الله . والبغض في الله )( )
7- للنفس البشرية رغبات وشهوات ، وجه الإسلام لإشباعها بمنهج ثابت معلوم ، والشيطان حريص على أن يميل الإنسان مع شهواته ويتبعها حتى يشاركه في الغي والضلال ، ومما يميل إليه الرجل المرأة ، فإن اتصفت بصفات الجمال والمنصب والحسب والشرف ، كان إليها أكثر ميلاً ، فإذا ما كانت الدعوة موجهة منها ، مع الأمن من الخوف تساقت إليها نفس الرجل أكثر ، وهنا يظهر داعي الإيمان عند المؤمن الصادق ، فيقول : إني أخاف الله ، فإذا قالها بلسان وصدقها عمله ، نال جزاءه العظيم المذكور في الحديث ، وهكذا يريد الإسلام بأن يكون الرجال والنساء أعفاء شرفاء ، بعيدين عن الفواحش والآثام والمحرمات ، يراقبون الله سراً وعلانية .
قال الشاعر :
وإذا خلوت ريبة في ظلمة *** والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها *** إن الذي خلق الظلام يراني

8- الصدقة مبدأ عظيم ، وفضلها جسيم ، وثمارها يانعة ، في الدنيا والآخرة ، لا تحصى النصوص في بيان فضلها وثوابها ، ومضاعفة الأجر لصاحبها ، وقربه من الجنةورضا الله ، وحجبه عن النار ، يقول الله تعالى : ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم )( ).
والصدقة فاضلة سراً وعلانية ، يقول تعالى : ( إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير )( ).
والأفضل في إظهار الصدقة أو إخفائها يختلف باختلاف الأحوال ، فإن كان في إظهارها مصلحة فهو أفضل ، وإلا فإخفاؤها أفضل فرضاً ونفلاً.
9- ذكر الله تعالى من أفضل الأعمال ، ومن أيسرها ، فقيه ثناء على الله ، وتمجيد ، وحمد ، وشكر له بما هو أهله ، واعتراف بالتقصير تجاهه ، وإذا كان هذا الثناء والذكر بعيداً عن أعين الناس ، وأثر في صاحبه خوفاً وخشية دمعت منها عيناه ، أثابه الله تعالى على هذا الذكر الصادق الخالص بأن يظله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .
10- مما أفاده الحديث : إخلاص العبادة لله جل وعلا ، فالأمر الجامع بين العمال المذكورة في الحديث إخلاصها لله سبحانه وتعالى ، وتجريدها عن المقاصد الأخرى .
11- ومن الأمور الجامعة بين هذه الصفات أيضاً : الصبر والتحمل ، ولا شك أن طاعة الله تعالى وتنفيذ أوامره تحتاج إلى صبر ومصابرة ، لأن فيها معارضة للشيطان والنفس والهوى ، فإذا جاهدهم وانتصر عليهم استحق الجزاء الأوفى.
12- مما يرشدنا إليه الحديث أيضاً : أن يحرص المؤمن على أن يوجد له عملاً خفياً لا يعلم عنه أحد من الناس ، ليكون أبعد عن الرياء ، وليتعود الإخلاص، فإن هذا مما يزيد ممارسته لتلك الأعمال الجليلة .

احرصي اخيتي ان نكن من هذا الصنف من الناس وفقني الله واياكم لما يحب ويرضى

آمين يارب وجزاكي الله ألف خير
مشكوووووره