آلام الأمة في ترك الكتاب والسنة 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

آلام الأمة في ترك الكتاب والسنة

إعداد المشرف العام الشيخ هشام بن فهمي العارف

واجب علينا اتباع منهج السلف "منهج النبوة"، لأنه الدين ، والدين كله ، ولأنه منهج الخلاص من العذاب الذي تعيشه الأمة . والله ـ تعالى ـ أمر باتباع منهج السلف علماً وعملاً في كثير من نصوص كتابه ـ عز وجل ـ وكذلك نبيه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي هو بنفسه أشرف على تربية الصحابة ـ رأس السلف الصالح ـ ، بوحي من الله ـ تعالى ـ على أن يكونوا ـ رضوان الله عنهم ـ على هذا المنهج الرباني ، فكيف يتأتى للناس بعد ذلك ، بعد أن شهدوا خيرية القرون الأولى وفضل أهلها أن ينصرفوا إلى عقولهم وآرائهم الكاسدة الفاسدة في حل مشاكلهم دون الرجوع إلى المنهج الرباني العظيم للخروج من واقعهم الأليم .

قال شيخنا الإمام محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ : "العلاج هو العلاج ، والدواء هو الدواء ، فبمثل ما عالج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تلك الجاهلية الأولى ، فعلى الدعاة الإسلاميين اليوم ـ جميعهم ـ أن يعالجوا سوء الفهم لمعنى "لا إله إلا الله" ويعالجوا واقعهم الأليم بذلك العلاج والدواء نفسه ، ومعنى هذا واضح جداً ، إذا تدبرنا قول الله عز وجل : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا(21).فرسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الأسوة الحسنة في معالجة مشاكل المسلمين في عالمنا المعاصر ، وفي كل وقت وحين ، ويقتضي ذلك منا أن نبدأ بما بدأ به نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو إصلاح ما فسد من عقائد المسلمين أولاً ، ومن عبادتهم ثانياً ، ومن سلوكهم ثالثاً… وإنما أريد أن يهتم بذلك المسلمين اهتماماً شديداً كبيراً".

وقد لخص خليفة المسلمين عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ ما تقدم بقوله : "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله". انتهى

لذلك فيجب على المسلمين اتباع المنهج الرباني الذي هو منهج النبوة ، منهج السلف الصالح ، ففيه العزة والخير والبركة .

أثر عن السلف الصالح ومنهـم على سبيل المثـال : مكحول الشامي ـ رحمـه الله ـ أنه قـال ـ بسند صحيح ـ : "القرآن إلى السُّنة أحوج من السُّنة إلى القرآن".
فالسنة مهمة جداً لأنه لولاها لما فسر القرآن وبُيِّن، قال ـ تعالى ـ : (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ).
وعن أيوب السختياني ـ التابعي الجليل ـ أنه قال : "إذا حدثت الرجل بسنة فقال : دعنا من هذا، وأنبئنا عن القرآن فاعلم أنه ضال". وقال : وأخرج البيهقي عن عامر الشعبي ـ رحمه الله ـ أنه قال لبعض الناس : "إنما هلكتم في حين تركتم الآثار" يعني بذلك الأحاديث الصحيحة . وأخرج البيهقي أيضاً عن الأوزاعي ـ رحمه الله ـ أنه قال لبعض أصحابه : "إذا بلغك عن رسول الله حديث فإياك أن تقول بغيره فإن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان مبلغاً عن الله تعالى". وأخرج البيهقي عن الزهري ـ رحمه الله ـ أنه قال : "كان من مضى من علمائنا يقولون : الاعتصام بالسنة نجاة". وأخرج البيهقي عن مجاهد بن جبير ـ التابعي الجليل ـ أنه قال : في قوله تعالى : "(فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ)، قال : "الرد إلى الله الرد إلى كتابه ، والرد إلى الرسول الرد إلى السنة".
وقال ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسير قوله تعالى : (فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) أي : عن أمر سول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو سبيله ومنهاجه ، وطريقته ، وسنته ، وشريعته ، فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله ، فما وافق ذلك قبل ، وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله كائناً من كان ، كما ثبت في "الصحيحين"، وغيرهما ، عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" أي : فليخشى وليحذر من خالف شريعة الرسول باطناً أو ظاهرا ً: (أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ) أي في قلوبهم ، من كفر ، أو نفاق ، أو بدعة ، أو (يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) أي : في الدنيا بقتل أو حد ، أو حبس أو نحو ذلك .

منقبة عظيمة لأبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ لأجل تمسكه بالسنة

قال أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ : "والله الذي لا إله إلا هو لولا أبو بكر استخلف ما عبد الله " ثم قال الثانية ، ثم قال الثالثة ، فقيل له : مه يا أبا هريرة ! فقال : " إن رسول الله وجَّه أسامة بن زيد في سبعمائة إلى الشام ، فلما نزل بذي خشب قبض رسول الله وارتدت العرب حول المدينة ، فاجتمع إليه أصحاب رسول الله ، فقالوا : يا أبا بكر ! ردَّ هؤلاء ، تُوجِّه هؤلاء إلى الروم وقد ارتدت العرب حول المدينة ؟! فقال : والذي لا إله غيره ، لو جرت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله ما رددت جيشاً وجهه رسول الله ، ولا حللت لواءً عقده رسول الله ، فوجَّه أسامة ، فجعل لا يمر بقبيل يريدون الارتداد إلا قالوا : لولا أن لهؤلاء قوة ما خرج مثل هؤلاء من عندهم ، ولكن ندعهم حتى يلقوا الروم ، فلقوا الروم فهزموهم وقتلوهم ورجعوا سالمين فثبتوا على الإسلام".

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ : "وقد حقق العلماء أن غلبة الأنبياء على قسمين : غلبة بالحجة والبيان ، وهي ثابتة لجميعهم ، وغلبة بالسيف والسنان ، وهي ثابتة لخصوص الذين أمروا منهم بالقتال في سبيل الله".

قال الشيخ عبد المالك الرمضاني ـ حفظه الله ـ : "ولهذا قرر العلماء أن المؤمنين المستضعفين اليوم في مجتمعاتهم ، الذين لا يؤمرون بالقتال ، هم منتصرون بالحجة العلمية التي تدمغ كل باطل وجدال ، وأما الذين لهم القوة والسلطان فيؤمرون به لتتأيد الحجة بالسنان ، وعلى هذا فالحجة العلمية غالبة في كل زمان ، والحمد لله على هذا".

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته..

إذا حدثت الرجل بسنة فقال : دعنا من هذا، وأنبئنا عن القرآن فاعلم أنه ضال

جزاك الله خيرا..

جززجزاك الله خيرا

هذه الليلة من خصائص الأمة المحمدية 2024.

ليلة القدر
هذه الليلة من خصائص الأمة المحمدية وهي ليلة الشرف والتقدير لهذه الأمة العظيمة الماجدة . وقد أشاد الله بفضلها في كتابه المبين فقال تعالى ( إِنَّآ أنزلناه في ليلةٍ مُباركةٍ إنا كُنا منذرين (3) فيها يفرق كل أَمرٍ حكيم (4) أمراً من عندنا إنا كُنا مرسلين …) سورة الدخان: الآيات 3،4،5.
وسميت بذلك لأنها ليلة شريفة عظيمة يقدر الله فيها ماسكون السنة من أمور حكيمة . وقد ذكر أهل العلم فضائل ليلة القدر ومنها :
1- أن الله أنزل فيها القرآن .
2- أنها خير من ألف شهر .
3- نزول الملائكة فيها .
4- كثرة السلامة فيها من العذاب .
5- أنزل الله في فضلها سورة كاملة تتلى إلى يوم القيامة .
وهي في رمضان قطعاً بل في العشر الأواخر منه في أوتارها . يدل لذلك ما روته عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله  :" تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر ". رواه البخاري ومسلم .
ويستحب قيامها وكثرة الدعاء والاستغفار والصدقة ، لأنها موسم عظيم .
يدل لذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله  :" من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ". رواه البخاري .
جزاك الله خير.
بوركت أخي الفاضل و جزاك الله خيرا على نقلك الطيب و نرجو أن يكون أول الغيث من مشاركاتكم بالمنتدى

الحمد لله أن جعلنا من الأمة المحمدية

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اثابك الله اخى الكريم
بارك الله فيكم ..
جزاك الله خيرا

أسباب ضعف الأمة و أسباب نهضتها 2024.

كما نعرف جميعا أن الأمة الاسلامية كانت في زمان ما هي القوى العظمى في وقتها و لكن مع مرور الأزمان بدأت هذه الحالة تعرف نوعا من التراجع حتى أصبحت ضمن الدول النامية و الت هان أصحابها و اقتصادها و ثقافاتها و اختلط فيها الصالح و الطالح حتى لم نعد نفرق أين الصح و أين الغلط و طبعا هنالك أسباب عدة تساهم في هوانها و ضعفها كما أن هناك ما يساهم في إصلاحها و نهضتها

* فمن أسباب ضعف الأمة أذكر ما يلي:
– ضعف الإيمان
– ضعف الصحبة الصالحة
– كثرة الملاهي
– سماع الموسيقى و مشاهدة الأفلام الفاسدة
– كثرت الضحك تميت القلب
– اتباع الموضى
– بالنسبة للذكور قلة غض البصر
– انتشار الفساد
– قلة التنظيم في العمل و قلة الرغبة في الاتقان
– الاعلام الفاسد
– التهرب من المسؤولية في أغلب الأحوال
*و أسباب نهضتها:
– كثرت جلسات الإيمان
– دورات و مجمعات دينية و علمية
– البحث عن الصحبة الصالحة
– مطالعة سيرة الرسول و الصحابة و غيرهم من الناجحين
– الدعوة و التبليغ بالخير بين الناس قدر المستطاع
– أعمال خيرية
– تحفيز الناس على اتباع الدين الحقيقي و إشعال الغيرة الايمانية فيهم
– دراسة نهضة البلدان المتقدمة

أرجو أن تتوحد الأمة الإسلامية و نكون مساهمين أيضا في هذه النهضة إن شاء الله

جزاكِ الله خيراً..

نسأل الله أن يهدينا وأن يهدِ بنا وأن يستخدمنا لخدمة دينه..

لو تساوت الصفوف لانتصرت الأمة 2024.

أخيتي في الله أكتب هذه الكلمات القليلة فتقبليها من قلبٍ دامي وأصغي إليها بقلبك قبل سمعك فهذا صوتي عبر السطور ..
غاليتي:
أنت وما أدراك من أنت ؟!
أنت راية أول الطريق إلى ذلك المجد المضيء
أنت الإبنة والأخت ،أنت الزوجة الصالحة والأم.
اسمعي هذه المحاورة بين مسلم ويهودي :
اليهودي :هل صليت الفجر؟
المسلم :نعم
اليهودي :كم عدد الصفوف في صلاة الفجر ؟
المسلم :صف واحد أو يزيدون قليلا.
اليهودي: هل صليت المغرب؟
المسلم :نعم.
اليهودي: كم صف في صلاة المغرب؟
المسلم:ثلاثة صفوف أويزيدون.
اليهودي: لن تنتصروا إلا إذا تساوت صفوف المصلين في جميع الفروض.
فيا ابنة الإسلام لك الدور الأولفي تساوي الصفوف.
فأنت الإبنة والأخت ،أيقظي أبيك واخوتك لصلاة الفجر .
فأنت الزوجة والأم أيقظي زوجك وأبنائك لصلاة الفجر،وحثيهم على أن لا تفوتهم تكبيرة الإحرام
في أي فرض من الفروض .
فلو فكرت كل عاقلة بهذا التفكير وعملت به فسوف يخرج صلاح الدين ليحقق لنا النصر وسيعود
المجد الضائع لأمتنا ونصل فوق هامات النجوم وسيكون العالم ملكاً لأيدينا .
يا سلام على كلماتك الرائعة …

وفقك الله .

تحياتي …

جزيت خيرا على الرد واتمنى ان تنال مشركاتي إعجاب الجميع

||♥|| إلى أمل الأمة " طالبة المرحلة المتوسطة والثانوية " ||♥|| 2024.

إلى أمل الأمة " طالبة المرحلة المتوسطة والثانوية "

للتحميل

http://www.ktibat.com/showsubject-link-371.html

هآدف ومفيد ..

شكراً لكِ [ محط الرحآل ]

على النقل الجميل

ننتظر إبداعك ..~

بارك الله فيك

::
بارك الله فيك
وشكر الله لك يافاضلة
::

*

جزاكِ الله خيراً ..،

بارك الله فيك أختي الكريمة رحال
وننتظر مشاركاتك الفعاله معنا دائماً ..

درة قيمة أضفناها هنا منكِ وننتظر المزيد
أسأل الله أن ينفع بها .

كتآب قيم

بورك فيك =)

رائع
الله يعطيك العافية
=)
بارك الله فيكِ
موضوع مميز

بارك الله فيكِ يا قمر

نقل موفق

مودتي~

¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ قراءة من نور ؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ { مشروع امنة الأمة }،، 2024.

لاكي


،
،
،
لاكي
عظماء .. نشروا الإسلام والرسالة .. وحملوا الراية والآمانة مع رسول الله ،،

اقوياء .. دافعوا عن
حياض الدين .. وبذلوا كل غالي وثمين لإعلاء كلمةالله ،،

لاكي
هم من
صنعوا المجد والتاريخ المهيب ،،

( وامنة لأمة ) .. وخير صحبة لنبينا الحبيب ،،

هم كأنوار النجوم والشمس الساطعة تنشر الضياء ،،

وكالسيوف
اللامعة تقاتل وتدافع وترفع اللواء ،،

لاكي

اعزائنا الكرام في منتدى لك الغالي

اسعد الله اوقاتكم بكل الخيرات وبعد:

،
،

لايخفى عليكم من هم هؤلاء النخبة ،،

انهم ولا شك
( امنة الأمة ) وخير الصحبة ،،

فكم نحن بشوق لقراءة سيرتهم العطرة ،،

وكم نحن بحاجة لأن نشنف اسماعنا بقصصهم المبهرة ،،

لاكي
فهلموا بنا يااحبة نستقي من بحر الكتب ،،

ونرتوي من عذب نهر سيرة خير الصحب ،،

ومن خلال اقتباساتنا ننتقي الجواهر من منجم الذهب ،،

،

لاكي

لاكي

وكم يحمل القلبّ من محبة وطمائنينة ترتحل بين كُل عبرة نرتشفها منهم ،،

رضوان الله عليهم أحبة الله وأمنة أمة ، نشتاق للقائهم والتزود من درر حملوها للأمة ،،
هناك الكثير الذي نتطلع لمعرفتهِ عنهم من حكمتهم وزهدهم ورحمتهم وعطفهم ،،

حكايا جليلة تشفي القلبّ سعادة وتزداد فطنة ومحبة مع كُل رواية عنهم ،،

لاكي

لذا هُنا كانت إطلاقة مسابقتنا لأصدقاء القراءة الأحبة ،،

مسابقة تجمعنّا معاً نرحل بها مع الصحابة وقصصهم ،،

لاكي

طريقة المسابقة :

1/ يحدد مجموعة من الكتب ستذكر لاحقاً للقراءة يختار منها المتسابق أياً منها ،
2/ المطلوب قراءة 3 صفحات يوما بإستيعاب من الكتاب ،
3/ مهمة ما بعد القراءة توضيح اسم الكتاب والكتاب ثم إدراج :
إقتباس راق لكِ من الكتاب أو كتابة
قصة ، موقف ، توضيح ، تبسيط ، بإسلوبكِ الجميل من الكتاب ،
الأمر الأخر مناقشة شيء في الكتاب لم يُفهم أو استصعب المغزى منه ،
4/ ثم يتم مناقشة ما لي يفهم ،
5/ اختيار أفضل اقتباسة وأفضل ما كتب بإسلوبكِ العذب يوماً ،

ومنها أصدقاء القراءة
سنبحر معاً نقرأ ونقتبس من حياة الصحابة رضوان الله عليهم ،،

محبة لهم وطمعاً لمعرفة الكثير عنهم ،،

لاكي

ننتظركم بشغف فلا تحرمنا إطلالتكم التي تزيد لنا كثيراً من الفرح ،،


لاكي

هنا الكتبّ المرفقة للمسابقة :

– عبقريه عمر,رضي الله عنه * -العقاد

الغرر في فضائل عمر

فضائل الصحابة للإمام أحمد بن حنبل


file.pdf

لاكي

لاكي

سنقرأ بإذن الله في هذه الكتب معاً ،،


سنبدأ بمشيئة الله 19 / 9 / 1445 هـ
وننتهي بـ 19 /10 /1433 هـ

لاكي

لاكي

هلموا بنا لنقرأ ونحلل ونتذكر سوياً سير الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ،،
فكم سمعنا عن شجاعة عمر بن الخطاب رضي
الله عنه وعن حكمته ولكن الكثير منا لا يعلمها بتفاصيلها الدقيقة ،،

لاكي

فهيا بنا نجدد النية ونقرأ لنزداد فخراً بالصحابة الكرام رضوان الله عليهم ،،
فهم من نشروا الإسلام وجاهدوا وقاتلوا في سبيل الله لتعلوا راية الإسلام ،،

لاكي

وقد دعا الرسول الكريم أن يعز الله الإسلام بأحد العمرين فاستجاب الله له وأعز الإسلام بشهيد المحراب ،،
فهيا بنا نتعرف على
سيف الله المسلول وذو النورين ومؤذن الرسول والزهراء وحارسة القرآن وشاعر الرسول وغيرهم الكثير والكثير من الصحابة الكرام ،،

لاكي

فلننفض الغبار عنا وننهل من سيرة الصحابة لتكون لنا وجبة مشبعة في هذا الشهر الفضيل ،،
فهؤلاء هم صحابة رسول الله الذين حملوا معه الأمانة وبذلوا كل نفيس وغالي من أجل إعلاء كلمة الحق ،،
نترقب كل قطف اقتطفتموه عن صحب رسول الله من
كلمة وموقف وقصة تطرحه الأيادي العذبة لنا لنتلذذ ونبحر معاً إلى سيرتهم العطرة ،،
نترقب ونترقب لها
دوماً فأمطرونا بها .

لاكي

ماشاءالله مسابقه رائعه ومفيده
وثرية بالمعلومات
والاجمل طريقتها
بارك الله فيكم آل الفيض وسدد خطاكملاكي
مسايقة رائعة جدااااااااااااااا

سأحاول ان شاء اله أن أكون معكم

لاكي

جزاكم الله خيرا أهل الروضة
وجعله فى ميزان الحسنات

أمنة الأمة

هم الذين قال فيهم رب العزة جل وعلا:
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ..)
الاحزاب
فلا اقل من أن نقوم بأحياء سيرتهم العطرة
ليكون لنا فيهم أسوة حسنة

وفقنا الله وأياكم

جزاكم الله خيرا أهل الروضة

وجعله فى ميزان الحسنات

شقيقتي ()

سررتُ بوجودكِ معنَا ،

لالا الغالية ()

إنظمامكِ شرف لنَا ، سعدت بكِ حقاً
وإن شاء الله ننتفع معاً ،

الغالية بنتَ النيل ()

أهلاً بكِ ولكلمتك الرائعة ، وهنا أهل الفيض لاكي
تقبل الله منكِ الدعوات ،

أسماء أبحر ()
ربي يتقبل منك الدعاء ،
وكم لي أمنية أن تشاركينا الركبّ ،

ماشاءالله مسابقه رائعه ومفيده
بارك الله فيكن آل الروض وجعلة بميزان حسناتكن

إن شاءالله إن سنحت لي الفرصة أكون معكم بعد العيد السعيد
كل عام وانتن بخير

،

غاليتي الفالحة ()

شرف لنا مشاركتك وسنكون بإنتظارك بإذن الله ،
حماك الله ،

،

نعمة الله على هذه الأمة 2024.


لاكي

لقد أنْعَم الله على هذه الأمّـة بِنِعَمٍ كثيرة ..
وقد تَكَرَّر في القُرْآن ذِكْر أحْوال الأُمَم الماضِيَة .. ومِن أغْراض ذلك التِّكْرار التَّذْكِير بِامْتِنان الله على هَذه الأمَّـة أنْ رَفَع الله عنها الآصَار والأغْلال التي عَلى الأُمَم السَّالِفَة ..
وفي آخِر آية مِن سُورَة البَقَرَة : (رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا) ..
وفي الحديث : قال الله : قَد فَعَلْتُ . رواه مسلم .
فالمؤمِنون دَعوا الله ربّهم أن لا يَحْمِل عليهم إصْرًا كَالذي حَمَل على الأُمَم السَّالِفَة ، فاسْتَجَاب الله للمُؤمِنين .. وأنْزَل الآيات تُتْلَى في هَذا الشَّأن ليُعلَم فَضل الله ، وتتبيَّن مِنَّـته على هذه الأمَّة ..
ذلك أن الضِّدّ يُظهِر حُسْنه الضِّدّ .. وبِضِدِّها تتبيَّن الأشياء ..

ومِن تِلك الـنِّعَم التي أنْعَم الله بها على هذه الأمَّة .. نِعْمَة الـتَّوبَة ..
تلك العِبادة الغَائبة في دُنيا كَثير مِن الناس .. بل كثير مِن الناس لا يستَحضِر أصْلاً أنها عِبَادة ! فَضلاً عن أن يَتَقَرَّب بِها !

حينما تتأمّل سِياق أخْبار بني إسرائيل في الكِتَاب الْمُبِين تَجِد أنَّ الله لم يَقْبَل توبة طائفة منهم إلا بِإزْهَاق الأنفُس ..
وَقَفْتُ طويلا مع قوله تعالى : (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) ..
وقَفْتُ مُتأمِّلا ..
كم مرّة سمعنا وقرأنا هذه الآية ؟!
كم مرّة اسَتَوْقَفَتْنَا هذه الآية لِنَتَأمَّل عِظَم نِعْمَة الله .. وكَبِير مِنَّـته علينا ؟

قرأت هذه الآية – بِحَمْدِ الله كثيرا – وسَمِعْتُها كَثِيرًا .. إلاّ أن القُرْآن لا تنقضي عجائبه .. ولا تَزِيغ بِه الأهْواء ، ولا تَلْتَبِس بِه الألْسِنَة ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يَخْلَق عَلى كَثْرَة الرَّدّ ..
وقَفْتُ مُتأمِّلا .. شاكِرًا لِرَبِّي وحامِدًا ..
ماذا لَو لَم يَكن من الذَّنْب والـتَّقْصِير تَوبة ؟!
ماذا لَو لَم يكن توبة إلا بِقَتْل الـنُّفُوس ، وإزهاق الأرْوَاح ؟!

ودَعُونا نَقِف مع ما رُوِي عن بني إسرائيل – من باب : حدِّثُوا عن بني إسرائيل – فيما يَحتَمِل التَّحْدِيث ..
يُرْوَى أنَّ يُوشِع بن نُون خَرَج عليهم وهُم مُحْتَبُون ، فَقَال : مَلْعُون مَن حَلَّ حَبْوَتَه ، أوْ مَدَّ طَرْفَه إلى قَاتِله ، أو اتَّقَاه بِيَدٍ أوْ رِجْل ؛ فَمَا حَلَّ أحَدٌ مِنْهم حَبْوَتَه حَتى قُتِل مِنهم – يَعْنِي مَن قُتِل – وأقْبَل الرَّجُل يَقْتُل مَن يَلِيه ..
قال ابنُ عبّاس رضي الله عنهما : أمَرَ مُوسَى قَوْمَه عَن أمْرِ رَبِّـه عَزَّ وَجَلّ أن يَقْتُلُوا أنْفُسَهم . قال : وأخْبَر الذين عَبَدُوا العِجْل فَجَلَسُوا وقَام الذين لَم يَعْكُفُوا عَلى العِجْل فأخَذُوا الْخَنَاجِر بأيْدِيهم وأصَابَتْهُم ظُلْمَة شَدِيدَة فَجَعَل يَقْتُل بَعْضُهم بَعْضًا ، فَانْجَلَتِ الظُّلْمَة عَنْهم وقَد جَلَوا عَن سَبْعين ألَفَ قَتِيل ، كُلّ مَن قُتِل مَنْهم كَانَتْ لَه تَوْبَة ، وكُلّ مَن بَقِي كَانَتْ لَه تَوْبَة .
وقال سعيد بن جُبير ومُجاهِد : قَام بَعْضُهم إلى بعض بالْخَنَاجِر يَقْتُل بَعْضُهم بَعْضًا لا يَحْنُوا رَجُلٌ عَلى قَرِيب ولا بَعِيد ، حتى ألْوَى مُوَسى بِثَوبِه فَطَرَحُوا مَا بأيْدِيهم ، فَكَشَف عَن سَبْعِين ألفَ قَتِيل .

لقد وُضِع السَّيْف على الرِّقاب .. وسالتِ الدِّمـاء .. وأُزْهِقَتِ الأنْفُس .. وقُتِل العدد الكبير .. كُل ذلك مِن أجْل تحقّق التوبة .. ونَيْل رِضا الله ..

والله إنه لَمَشْهَد عجيب .. يَقِف له شَعْر الرأس .. ولا ينقضي مِنه العَجَب ..
وأن يَكون ذلك الاسْتِسْلام مِن أقْوَام سَارَعُوا إلى الشِّرْك بالله .. لكنّهم سُرْعان ما نَدِمُوا ..
وأن يَكون ذلك الانْقِيَاد مِن أقْوَام عُرِفُوا بِكثْرَة الْمُخالَفَة ..

كان ذلك في بني إسرائيل .. وسِيق في التَّنْزِيل للتحذير مِن مَسَالِك القَوم .. ولِبيَان نِعْمَة الله على هذه الأمَّـة .. وإظْهَار فضل هذه الأمَـة أيضا على سائر الأُمم ..

في هذه الأُمَّـة .. ليس بَيْن الإنسان وبين التَّوبَة .. إلا الـنَّدَم ..
إذا كان الذَّنْب بين الإنسان وبين ربِّـه ..
ولذا جاء في الحديث : الـنَّدَم تَوْبَة . رواه الإمام أحمد وغيره .
وذلك لأن الـنَّادِم يَحْمِلُه ذلك الـنَّدَم على أمُور :

الإقلاع عن الذَّنْب .
العَزْم على عَدم العَوْدَة فيه .
الاستغفار لِمَا مضَى .

وقال عليه الصلاة والسلام : ويَتُوب الله على مَن تَاب . رواه البخاري ومسلم .

قال سفيان بن عيينة : التَّوبَة نِعْمَة مِن الله أنْعَم الله بِهَا على هذه الأُمَّـة دُون غَيرها مِن الأُمم ، وكانَتْ تَوْبَة بَني إسْرائيل القَتْل ..

وقد أخْبَر الله أنه يُحِبّ الـتَّوابِّين ..
وذلك لِمَا يَظْهَر مع كَثْرَة الـتَّوبَة مِن معنى اسْم " الـتَّوَّاب " ..
ولأن طبيعة بني آدم الخطأ بل كثْرَة الخطأ ..
وفي الحديث : " كُلّ بَني آدَم خَطَّاء ، وخَيْر الْخَطَّائين التَّوابُون " رواه الترمذي وابن ماجَه.

فتُقابَل كثرة الخطايا بِكثرة التوبة .. فيَكون المسلم توّابا ..

ولأن التوبة سبيل الفلاح (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)

وتارِك التوبة ظالِم (وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) ..

ونَحن في شَهْر الخير .. وموسم المؤمنين ..

والكُلّ يبحث عن أسباب الفَلاح ..
ويَلْتَمِس مَوَاطِن النَّجَاح ..
وداعِي الشَّرّ قد غَاب – أو كَاد –
ورُؤوس الشياطين قد صُفِّدَتْ وقُيِّدَتْ ..
ولم يَبْق أمَام الْمُسْلِم إلاَّ أن يَتوب إلى الله .. وأن يَعُود إلى الله ..
ليَرَى مِن حُسْن صَنِيع الله بِه ..
ويَرى إقْبَال مَولاه عليه ..
ألَم يُخْبِر مَن لا يَنْطِق عن الهوى – صلى الله عليه وسلم – أن ربّه قال عَن عَبْدِه : وإن تَقَرَّب إليَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إليه ذِرَاعًا ، وإن تَقَرَّب إليَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إليه بَاعًا ، وإن أتَاني يَمْشِي أتَيْتُه هَرْوَلة . رواه البخاري ومسلم . ؟

قِف مُتأمِّلا في غِنَى ربّ العِزَّة عَن عِباده .. وفَقْرِهم إليه ..
ومع ذلك يَفْرَح رَبُّـنَا تَبَارَك وتَعَالى بِتَوبَة عَبْدِه إذا تَاب ..
ومِن الْمُتقَرِّر عَقْلاً وشَرْعًا : أنَّ الله لا تَنْفَعُه طَاعة الطَّائعِين .. ولا تَضُرُّه مَعْصِيَة العَاصِين ..

الغَنِيّ في عُلاه .. والعَزيز في عِزِّه وسُلْطَانه .. يَتَودَّد ويَتَحَبَّب إلى عِبَادِه .. !
هذا – والله – مَثَارُ الْعَجَب ! ومُنْتَهى الكَرَم ..

قال ابن القيم :
ليس العَجَب مِن مَمْلُوك يَتَذَلَّل لله ويَتَعَبَّد لـَه ، ولا يَمَلّ مِن خِدْمَتِه مَع حَاجَتِه وفَقْرِه إليه، إنَّمَا العَجَب مِن مَالِكٍ يَتَحَبَّب إلى مَمْلُوكِـه بِصُنُوف إنْعَامِـه ، ويَتَوَدَّد إليه بأنْوَاع إحْسَانه ، مَع غِنَـاه عَنه ..
كفى بك عزًّا أنك له عَبْد *** وكَفَى بِكَ فَخْرًا أنه لَك رَبّ . اهـ .

والتوبة عِبَادة .. بل ومِنَّـةٌ ربَّانية .. لا تَخْتَصّ بالعُصَاة وأصْحَاب الْجَرَائم وأرْبَاب العَظَائم
وإنما هي مِنَّـة الله عَلى خِيرَتِه مِن خَلْقِه .. بل عَلى أفْضَل خَلْقِ الله .. فقد امْتَنّ الله بِنِعْمَة التَّوبَة على سَيِّد وَلَدِ آدَم – محمد عليه الصلاة والسلام – .

قال تعالى : (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ) الآية ..

يقول ابن القيم رحمه الله بَعْد أن سَاقَ هَذه الآيَة :
هذا مِن أعْظَم مَا يُعَرِّف العَبْد قَدْر التَّوبَة وفَضْلها عِنْد الله ، وأنَّها غَاية كَمَال الْمُؤمِن ، فإنه سُبْحَانه أعْطَاهم هَذا الكَمَال بَعْد آخِر الغَزَوَات ، بَعْد أن قَضَوا نَحْبَهم ، وبَذَلُوا نُفُوسَهم وأمْوَالَهم ودِيَارَهم لله ، وكان غَاية أمْرِهم أن تَابَ عَليهم ، ولِهَذا جَعَل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يَوْم تَوْبة " كَعْب " خَيْر يَوْم مَـرّ عَليه مُنْذ وَلَدَته أُمُّـه إلى ذَلك اليَوم ، ولا يَعْرِف هَذا حَقَّ مَعْرِفَته إلاَّ مَن عَرَف الله ، وعَرَف حُقُوقه عَليه ، وعَرَف مَا يَنْبَغِي لَه مِن عُبودِيته ، وعَرَف نَفْسَه وصِفَاتِها وأفْعَالها ، وأنَّ الذي قَامَ بِه مِن العُبُودية بالنِّسْبة إلى حَقّ رَبِّـه عَليه كَقَطْرَةٍ في بَحْر ، هذا إذا سَلِم مِن الآفَات الظَّاهِرَة والبَاطِنة ؛ فَسُبْحَان مَن لا يَسْع عِبَاده غَيْر عَفْوِه ومَغْفِرَته وتَغَمّده لَهم بِمَغْفِرَته ورَحْمَته ، ولَيْس إلاَّ ذَلك أو الْهَلاك . اهـ .

ومِن حسَنَات التَّوبَة .. أن السَّيئَات تُبَدَّل إلى حَسَنات ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لأعْلَم آخِر أهْل الْجَنَّة دُخُولاً الْجَنَّة ، وآخِر أهْل النَّار خُرُوجًا مِنها ؛ رَجُلٌ يُؤتَى بِه يَوْم القِيَامَة فيُقَال : اعْرِضُوا عَليه صِغَار ذُنُوبِه وارْفَعُوا عَنه كِبَارَها ، فتُعْرَض عليه صِغَار ذُنوبه فيُقَال : عَمِلْتَ يَوْم كَذا وكَذا كَذَا وَكَذَا ، وعَمِلَتْ يَوْم كَذَا وكَذَا كَذا وَكَذا ، فَيَقُول : نَعَم ، لا يَسْتَطِيع أن يُنْكِر ، وهو مُشْفِق مِن كِبَارِ ذُنُوبَه أن تُعْرَض عليه ، فيُقَال له : فإنَّ لك مَكَان كُلّ سَيئة حَسَنة ، فَيَقُول : رَبِّ ! قَد عَمِلْتُ أشْياء لا أرَاها هَهُنَا ! فَضَحِك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بَدَتْ نَواجِذُه . رواه مسلم .

وفي التَّنْزِيل : (إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) ..

فهذا نِدَاء إلى تَصْحِيح هَذا الْمَفْهُوم حَوْل هَذه العِبَادَة العَظِيمَة ..
واسْتِغلال أوْقَات الرَّحَمات .. والـتَّعَرّض للـنَّفَحَات ..
وفي الحديث : " افْعَلُوا الْخَيْر دَهْرَكم ، وتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ الله ، فإنَّ لله نَفَحَات مِن رَحْمَتِه يُصِيب بِهَا مَن يَشَاء مِن عِبَادِه " . رواه الطبراني ، وقال الهيثمي : رواه الطبراني ، وإسْناده رِجاله رِجال الصحيح غير عِيسى بن موسى بن إياس بن البكير ، وهو ثقة . والحديث حسَّنَه الألباني .

فَبَادِر أيُّها الكَرِيم
وسَارِعِي أيّتُها الكَرِيمَة

دُونَكُم شَهْر التَّوبَة والغُفْرَان والعِتْقِ من النِّيرَان ..
دُونَكُم طُرُق الأجْر مُتَنَوِّعَة .. وأبْوَاب التَّوبَة مُشْرَعَة
فالبِدَار البِدَار قَبْل أن يُغلَق البَاب ..
وقَبْل أن يُحَال بَين القَلْب وسُلُوك الصِّرَاط ..
أمَا عَلِمْتَ أيُّها الكَرِيم أن هُناك مَن تَمَنَّى التَّوبَة .. ولكن حِيلَ بَيْنَهُم وبَيْن ما يَشْتَهُون .. جزاءً وِفَاقا ..
قَال رَبُّ العِزَّة سُبْحَانه : (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ) .. قال الْحَسَن البَصْرِي : مَعْنَاه مِن الإيـمَان والتَّوْبَة والرُّجُوع إلى الإنَابَة والعَمَل الصَّالِح ، وذلك أنـَّهُم اشْتَهَوه في وَقْت لا تَنْفَع فِيه التَّوْبَة .

أمَا سَمِعْتَ بِقِصَّة جَبَلَة بن الأيْهَم ؟

كَان مِن مُلُوك النَّصَارَى فَأسْلَم في أيَّامِ عُمَر ، وحَجَّ مَعه ، فَبَيْنَما هو يَطُوف بِالكَعْبَة إذْ وَطئ إزَارَه رَجُلٌ مِن بَنِي فِزَارة ، فَانْحَلَّ إزِارُه فَرَفَع جَبَلةُ يَدَه فَهَشَم أنْفَ الفِزَارِيّ ، فَاسْتَعْدَى عَلَيه عُمَر ، فَاسْتَحْضَرَه عُمَر فَاعْتَرَف ، ثم طَلَبَه للقِصَاص فَاسْتَنْكَف واسْتَكْبَر ! وسَألَ عُمَر أن يُمْهِلَه لَيْلَتَه تِلك ، فَلَمَّا ادْلَهَمّ الليل رَكِب في قَوْمِه ومَن أطَاعَه وسَارَ إلى الشَّام ثُم دَخَل بِلادَ الرُّوم ورَاجَع دِينَه دِينَ السُّوء ، أي أنه ارْتَدَّ عَن دِين الإسلام .
ولَمَّا بَدَا له أن يَعُود حِيْلَ بَيْنَه وبَيْن مَا أرَاد ، فَكَان مِمَّا قَال :

تَنَصَّرتْ الأشْرافُ مِن عَارِ لَطْمةٍ = ومَا كَان فِيها لَو صَبَرْتُ لَهَا ضـَرَرْ
تكنّفني فيهـا اللجـاجُ ونَخْوةٌ = وبِعْتُ بها العَينَ الصَّحِيحةَ بالعَـوَرْ
فَيَا لَيْت أُمِّي لَـم تَلِدْنِي ولَيْتَني = رَجَعْتُ إلى القَول الذي قَالَه عُمـرْ
ويَا لَيْتَنِي أرْعَى الْمَخَاض بِقَفْرةٍ = وكُنْتُ أسَيرًا في رَبِيعَـة أوْ مُضَـرْ
ويَا لَيْتَ لي بالشَّام أدْنَى مَعْيِشةٍ = أجْلِس قَومِي ذَاهِب السَّمْع والبَصَر
أدِين بِمَا دَانُوا بِه مِن شَرِيعـة = وقَد يَصْبِر العَوْد الكَبِير عَلى الدَّبَـر

وكَان جَبَلَة بَعْدَ ذَلِك إذا سَمِع هَذه الأبْيَات تُغَنَّى له بَكَى حتَّى يَبُلّ لِحيَته ..

فالبِدَار البِدَار .. قبل أن يُحَال بَيْنَك وبَيْن التَّوبَة ..
وقَبْل أن يُغلَق بَاب التَّوبة ..
وقَبْل أن تَتَمَنَّى الأوْبَـة ..

وليكَن الْحِدَاء في هذه الأيام – حُداء عُمير بن الحمام – :

رَكْضًا إلى الله بِغَيْر زَاد = إلاَّ الـتُّقَى وعَمَل الْمَعَاد
والصَّبْر في الله عَلى الْجِهَاد = وكُلّ زَاد عُرْضَة للنَّفَاد
غير الـتُّقَى والبِرِّ والرَّشَاد …

هَنِيئا لَك أيُّها التَّائب ..
وهَنِيئا لكِ أيَّـتُـها التَّائبَة ..

والله يحفظك ..

منقوووووووول

يا من تفرقون الأمة 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الموضوع : يا من تفرقون الأمة الإسلامية .

يا من تفرقون الأمة هكذا البعض يصف من ينكر على أهل البدع و الضلال و يكشف حالهم بأنهم يفرقون الأمة الإسلامية و ينشرون الفتن بين المسلمين نقول لهم :

النبيّ صلى الله عليه وسلم أخبرنا بافتراق هذه الأمّة إلى ثلاث وسبعين فرقة كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما كما رواه الترمذي و غيره و إسناده حسن ، و أن النّجاة لفرقة واحدة و هي التي على منهاج النّبوّة ، و الصحابة رضوان اللله عليهم أجمعين .

و يريد هؤلاء اختصار الأمّة إلى فرقة وجماعة واحدة مع قيام الاختلاف العقديّ المضطرب ؟!.

أم أنها دعوة إلى وحدة تصدِّع كلمة التّوحيد فاحذروا.

وما حجّتهم إلا المقولات الباطلة :

1 ) لا تصدِّعوا الصفّ من الدّاخل ! .

2 ) لا تثيروا الغبار من الخارج ! .

3 ) لا تحرّكوا الخلاف بين المسلمين ! .

4 ) نلتقي فيما اتّفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ! . وهكذا .

وأضعف الإيمان أن يقال لهؤلاء : هل سكت المبطلون لنسكت ، أم أنهم يهاجمون الاعتقاد على مرأى ومسمع ، و يُطلب السّكوت ؟ اللهمّ لا…

ونُعيذ بالله كل مسلم من تسرّب حجّة اليهود ، فهم مختلفون على الكتاب ، مخالفون للكتاب ، و مع هذا يظهرون الوحدة والاجتماع ، و قد كذّبهم الله تعالى فقال سبحانه : (( تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وقُلُوبُهُمْ شَتَّى )) .

وكان من أسباب لعنتهم ما ذكره الله بقوله : (( كانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُنكَرٍ فَعَلُوهُ )) .

و لهذا فإذا رأيت من ردّ على مخالف في شذوذ فقهيّ أو قول بدعيّ ، فاشكره على دفاعه و نصرته لمنهج السلف الصالح بقدر ما وسعك .

ولا تخذِّله بتلك المقولة المهينة ( لماذا لا يردّ على العلمانيّين ؟! ) ، فالناس قدرات ومواهب ، وردّ الباطل واجب مهما كانت رتبته ، وكل مسلم على ثغر من ثغور ملّته .

قال ابن تيمية في كتابه مجموع الفتاوى 5/110 : و قال بعضهم لأحمد بن حنبل : إنه يثقل علي أن أقول : فلان كذا ، فلان كذا ؟ فقال : إذا سكت أنت وسكت أنا ، فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم ؟ إ . اهـ .

وإذا كان النصح واجبا في المصالح الدينية الخاصة والعامة : مثل نقلة الحديث الذين يغلطون أو يكذبون ، كما قال يحيى بن سعيد : سألت مالكا والثوري والليث بن سعد و الأوزاعي عن الرجل يتهم في الحديث ؟ فقالوا : بين أمره .

و مثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة والعبادات المخالفة للكتاب والسنة ، فإن بيان حالهم و تحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين .

حتى قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال : إذا قام وصلى واعتكف، فإنما هو لنفسه ، وإذا تكلم في أهل البدع ، فإنما هو للمسلمين ، هذا أفضل . اهـ .

قال ابن تيمية رحمه الله : فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم ، من جنس الجهاد في سبيل الله ، إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعه ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين . ولو لا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء ، لفسد الدين ، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب .

فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين ، إلا تبعا ، وأما أولئك ، فهم يفسدون القلوب ابتداء . اهـ .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملاحظة : تم الاستفادة عند تحرير هذا المقال من كتاب الرد على المخالف .

هذا الرابط له علاقة بموضوعنا :
http://alsaha.fares.net/sahat?14@47…rxQ.4@.1dd3973e

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيك ياأخى

حديث غفل عنه الكثير يرفع من هذه الأمة . 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أن (أول شىء يرفع من هذه الأمة..الخشوع..)

نرجوا الخشوع منكم أخواتي إخواني..
وشكرا..

جزاك الله خيرا أخي الفاضل

و إن كانت صيغة الحديث كما أوردتها غير موجودة بهذه الصفة

و اسمحلي أثري موضوعك بهذا الرابط : مع الخاشعين ..و فيه الصيغة الصحيحة و حديث آخر..
http://saaid.net/rasael/228.htm

بسم الله الرحمن الرحيم

أحب أن أقول أن الحديث صحيح ولاكني لم أقم بإكماله..
الحديث كاملا:
( أول شيء يرفع من هذه الأمه الخشوع حتى لا ترى فيها خاشعا )
وقد نقلته من موقع : ( تيسير الوصول إلى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم )
الراوي: ( أبو الدرداء )
المحدث: ( الألباني )
المصدر: ( صحيح الجامع )
خلافة الدرجة: ( صحيح )
الصفحه أو الرقم: ( 2569 )

Haneen..

[SIZE=6]حديث صحيح
جزاك الله خيرا لا حول ولا قوة الا بالله [/SIZE
]
[]حديث صحيح
جزاك الله خيرا لا حول ولا قوة الا بالله[/]] لاكي

جزاك الله خيرا لا حول ولا قوة الا بالله

لاكي

جزاكي الله خيرا
يا رب لا تبقنا لذلك اليوم الذي لايبقى فيه خاسعا
الخشوع والإخلاص والرضا .. كلها معاني بدأت تقل في زماننا والله المستعان!

جزاكِ الرحمن خيراً وأثابكِ وجعلنا وإياكِ ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ..

بارك الله فيك أختي و لكني لم أجده تظهر لي نتائج بالصيغة التي كتبتيها عندما أجريت بحثا …اللهم زدنا علما لاكي

:.oOo.: لا يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها :.oOo.: 2024.

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق لظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً ، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيداً ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً مزيداً .أما بعد :

فقد أخرج الإمام الحافظ ، أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري القرطبي بسنده في كتابه القيم ( التمهيد ) عن مالك قال : كان وهب ابن كيسان يقعد إلينا ولا يقوم أبداً حتى يقول لنا : اعلموا أنه لا يصلح آخر هذا الأمر إلاّ بما أصلح أوله . قلت : ’’ يعني الراوي عن مالك ’’ : يرد ماذا ؟ قال يريد في بادئ الإسلام أو قال التقوى )أ.هـ .
قلت : واعلم أيها القارئ الكريم أن ما قاله هذا العالم الجليل وهو ( أبو نعيم وهب ابن كيسان القرشي مولاهم المدني المعلِّم ، من كبار الرابعة المتوفى سنة سبع وعشرين ومائة ) مؤيداً بآي التنزيل الكريم وصحيح السنة وآثار السلف الصالح ، وهاك بعض أدلته على سبيل المثال لا الحصر وفق الترتيب السابق .

الشواهد من القرآن الكريم :

قال الله تعالى :{ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم } .
قال الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي رحمه الله: ( هذه الآية هي الميزان التي تعرف بها من أحب الله حقيقة ومن ادعى ذلك دعوى مجردة ، فعلامة محبة الله اتباع محمد صلى الله عليه وسلم الذي متابعته وجميع ما يدعو إليه طريقاً إلى محبة الله ورضوانه فلا تنال محبة الله ورضوانه وثوابه إلاّ بتصديق ما جاء به الرسول من الكتاب والسنة وامتثال أمرهما واجتناب نهيهما ، فمن فعل ذلك أحبه الله ورسوله وجازاه جزاء المحبين وغفر له ذنوبه وستر عليه عيوبه ) أ.هـ .
وقال الحافظ الإمام ابن كثير رحمه الله : " هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى عليه وسلم أنه قال : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) ولهذا قال : { إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } أي يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه وهو محبته إياكم وهو من الأول " أ. هـ . محل الغرض .
وقال تعالى : { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر
وذكر الله كثيراً }قال الإمام العلامة محمد بن على الشوكاني رحمه الله : " أي قدوة صالحة وفي هذه الآية عتاب للمتخلفين عن القتال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أي لقد كان لكم في رسول الله حيث بذل نفسه للقتال وخرج إلى الخندق لنصرة دين الله أسوة , وهذه الآية وإن كان سببها خاصاً فهي عامة في كل شيء " أ. هـ محل الغرض .
وقال الشيخ ابن سعدي في الآية " حيث حضر الهيجاء بنفسه الكريمة وباشر موقف الحرب وهو الشريف الكامل ، والبطل الباسل , فكيف تشحون بأنفسكم عن أمرٍ جاد رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه فيه ؟!! فتأسوا به في هذا الأمر وغيره , واستدل الأصوليون في هذه الآية على الاحتجاج بأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم وأن الأصل , أن أمته أسوته في الأحكام إلاّ ما دل الدليل الشرعي على الاختصاص به , فالأسوة نوعان : أسوة حسنة ، وأسوة سيئة . فالأسوة الحسنة في الرسول صلى الله عليه وسلم فإن المتأسِّي به سالك الطريق الموصل إلى كرامة الله وهو الصراط المستقيم . وأما الأسوة بغيره إذا خالفه فهو الأسوة السيئة ، كقول المشركين حين دعتهم الرسل للتأسي بهم ( إنَّا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون ) وهذه الأسوة الحسنة إنما يسلكها ويوفق لها من كان يرجوا الله واليوم الآخر فإن ما معه من الإيمان وخوف الله ورجاء ثوابه وخوف عقابه , يحثه على التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم " أ. هـ.
وقال تعالى : { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب }
والمعنى : ( مهما أمركم به فافعلوه ومهما نهاكم عنه فاجتنبوه فإنه إنما يأمر بخير وإنما ينهى عن شر ) وقوله : { واتقوا الله إن الله شديد العقاب } أي اتقوه بامتثال أوامره وترك زواجره فإنه شديد العقاب لمن عصاه وخالف أمره وأباه وارتكب ما عنه زجره ونهاه . ونظير آية الحشر هذه قوله تعالى : { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } قال الحافظ ابن كثير في تفسير
آية النور هذه : ( أي : عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته وشريعته فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله فما وافق ذلك قُبل وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله كائناً من كان .
إلى أن قال :فليحذر وليخش من خالف شريعة الرسول باطناً وظاهراً ،
{ أن تصيبهم فتنة } أي في قلوبهم من كفر أو نفاق أو بدعة { أو يصيبهم عذاب أليم } أي في الدنيا بقتلٍ أو حدٍ أو حبسٍ أو نحو ذلك ) أ. هـ .
وما أجود ما قاله الإمام العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في قوله سبحانه وتعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم } فإذا كان سبحانه قد نهى عن التقديم بين يديه فأي تقديم أبلغ من تقديم عقله على ما جاء به . قال غير واحد من السلف : و لا تقولوا حتى يقول ولا تفعلوا حتى يأمر . ومعلوم قطعاً أن من قدم عقله أو عقل غيره على ما جاء به فهو أعصى الناس لهذا النبي صلى الله عليه وسلم وأشرهم تقدماً بين يديه 0 أ.هـ .
وقال العلامة المفسر أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي رحمه الله في هذه الآية من سورة الحجرات قوله تعالى : { لا تقدموا بين يدي الله } أصل في ترك التعرض لأقوال النبي صلى الله عليه وسلم وإيجاب اتباعه والاقتداء به وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه : ( مروا أبا بكر فليصل بالناس ، فقالت عائشة لحفصة رضي الله عنهما قولي له إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس من البكاء ، فمر عمر فليصل بالناس ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنكنَّ لأنتن صواحب يوسف ، مروا أبا بكر فليصل بالناس ) فمعنى قوله ( صواحب يوسف ) الفتنة بالرد عن الجائز إلى غير الجائز وربما احتج بغاة القياس بهذه الآية وهو باطل منهم , فإن ما قامت دلالته فليس في فعله تقديم بين يديه ، وقد قامت دلالة الكتاب والسنة على وجوب القول بالقياس في فروع الشرع , فليس إذاً تقدماً بين يديه { واتقوا الله } يعنى في التقدم المنهي عنه { إن الله سميع } لقولكم { عليم } بفعلكم 0 أ.هـ.
وأقول لا ينازع ذو بصيرة ثاقبة وعقل مستنير في أن هذه الآيات الخمس صريحة الدلالة على وجوب التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم واتباعه في كل ما شرعه وهذا هو الشاهد منها على ما قاله ابن كيسان رحمه الله .

الشواهد من السنة :

ثم في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة الصحيحة التي تلقاها أهل المعرفة بحديثه بالقبول ما تواتر به النقل عنه صلى الله عليه وسلم في الحث على اتباعه واتباع من سلك سبيله بعده , وهاك خمسة أحاديث منها :

الحديث الأول : عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : خيركم قرني ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، وقال عمران : لا أدري أذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعد قرنه قرنين أو ثلاثة , قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن بعدكم قوماً يخونون ولا يؤتمنون يشهدون ولا يستشهدون وينذرون ولا يفون ويظهر فيهم السمن ) .

الحديث الثاني : عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته )) متفق عليه.
فالشاهد من هذين الحديثن : أن إخباره صلى الله عليه وسلم أن الخيرية يعني الفضلة هي في قرنه والقرنين أو الثلاثة بعده . قال أهل العلم : المراد بقرنه أصحابه والذين يلونهم هم التابعون والذين يلونهم هم أتباع التابعين . قلت : وهذه القرون الثلاثة هي القرون المفضلة التي لا ينصرف لقب السلف الصالح عند الإطلاق إلاَّ إليها .

الحديث الثالث : عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : ( كنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلاً فمنا من يصلح خباءه ومنا من ينتعل ومنا من هو في جَشره إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصلاة جامعة ، فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( إنه لم يكن نبيٌ قبلي إلاّ كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ، وينذرهم عن شر ما يعلمه لهم ، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها ، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها وتجئ الفتنة ويرقق بعضها بعضاً ، وتجئ الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف ، وتجئ الفتنة فيقول المؤمن هذه ، هذه . فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ) رواه مسلم .
فلنتأمل أيها القارئ الكريم ما في هذا الحديث من فقه عظيم ، فقد أفاد أموراً كثيرة منها : –
أولاً : كمال هدي النبي صلى الله عليه وسلم إذ حرص على تعليم الأمة المعاملة إلى جانب العقيدة والعبادة .
ثانياً : بيان أن السلامة في السير على درب من مضى من الصحابة والتابعين وهذا نأخذه من قوله صلى الله عليه وسلم : ( وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها ) إذاً السلامة والنجاة والرشد والفلاح والسعادة في التمسك بهدي من مضى من الصحابة والتابعين الذين أخذوا من الكتاب والسنة الدين غضاً طرياً ، فالصحابة أخذوا من النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون أخذوا من الصحابة .

الحديث الرابع : عن عائشة رضي الله عنها , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) أخرجاه ، ولمسلم ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) ومعنى رد : مردود ، وما كان مردوداً فكأنه غير موجود , والرد إذا أضيف إلى العبادة اقتضى فسادها وعدم الاعتداد بها ، وإذا أضيف إلى المعاملة اقتضى إلغائها وعدم نفوذها ، والشاهد من الحديث في إخباره صلى الله عليه وسلم : أن الإحداث في أمره وهو الدين موجب لرد العمل .

الحديث الخامس : عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب ، وذرفت منها العيون ،
فقلنا : يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا ، وفي رواية (فبما تعهد إلينا ) قال : أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبدٌ حبشي ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعظوا عليها بالنواجذ ) رواه أبو داود والترمذي وابن عاصم وغيرهم ، وقال الترمذي حديث حسن صحيح .
فالشاهد من الحديث قوله: ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعظوا عليها بالنواجذ ) وهذا إخبارٌ منه صلى الله عليه وسلم بأن في ذلك صلاح آخر أمر هذه الأمة .

الشواهد من آثار السلف الصالح وأخبارهم :

اعلم أيها المسلم هدانا الله وإياك إلى مراشد أمورنا وصواب الأقوال والأعمال أن وصايا الأئمة ونصائح أهل الفضل وجلالة القدر وعلماء الأمة بمثل ما نصح به أبو نعيم وهب بن كيسان رحمه الله قد تواتر بها النقل . يستبين ذلك جلياً من كانت له بصيرة ومعرفة بكتب القوم المعنية بنقل أصول الدين والاعتقاد مثل شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة وسنن الدارمي . وإليك خمساً من وصايا القوم ونصائحهم .

أولاً : عن شريح أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إليه : إن جاءك شيء في كتاب الله فاقض به , ولا يلفتك عنه الرجال فإن جاءك ما ليس في كتاب الله فانظر سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقض بها , فإن جاءك ما ليس في كتاب الله ولم يكن في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فانظر ما اجتمع عليه الناس فخذ به فإن جاءك ما ليس في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتكلم فيه أحد قبلك , فاختر أي الأمرين شئت . إن شئت أن تجتهد برأيك ثم تقدم فتقدم , وإن شئت أن تتأخر فتتأخر , ولا أرى التأخير
إلاَّ خيراً لك ) .

ثانياً : قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم ) .

ثالثاً : وقال الشعبي رحمه الله : ( إياكم والمقايسة فوالذي نفسي بيده لإن أخذتم بالقياس لتحلنَّ الحرام ولتحرمنَّ الحلال فما بلغكم عن من حفظ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فخذوا به ) .

رابعاً : قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : ( عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته يذهبون إلى رأي سفيان ) قلت : وسفيان هذا هو سفيان بن سعيد الثوري .
خامساً : قال الأوزاعي رحمه الله : ( اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم وقل بما قالوا وكُفَّ عمَّا كفوا عنه واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم ) .

وبعد : فيا أيها المسلم الناصح لنفسه الحازم في أمره إن كنت حريصاً على النجاة والفوز بسعادة الدارين ولا إخالك إن شاء الله إلاّ كذلك فافقه ما تضمنته هذه المقالات السلفية , فإنها مطابقة في مضمونها ما قدمته قبلها من آي التنزيل الكريم وصحيح السنة وإياك إياك أن تسلك غير سبيل المؤمنين واحذر فقد قال الحق جل ثناؤه : { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً } .

رزقنا الله وإياك الإخلاص في الأقوال والأعمال والثبات على السنة في الحياة وبعد الممات وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

كتبه : عبيد بن عبدالله بن سليمان الجابري
المدرس بالجامعة الإسلامية سابقاً