✿~✿رِحْـلَةُ نُـورٍ فِي دَوحِ الأَذْكَــارِ( أذكارالصلاة[4]: أذكار بعد السلام )✿~✿ 2024.

لاكي

لاكي
– الأذْكَارُ بَعْدَ السَّلاَمِ مِنَ الصَّلاَةِ

(1)

أسْتَغْفِرُ اللهَ – ثَلاثاً – اللَّهُمَّ أنْتَ السَّلاَمُ، وَمِنْكَ السَّلاَمُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الجَلالِ والإكْرَامِ


رواه مسلم

قوله: أستغفر الله ثلاثاً أي: ثلاث مرات؛ قيل للأوزاعي – وهو أحد رواة الحديث -: كيف الاستغفار؟ قال: يقول: أستغفر الله، أستغفر الله.

قوله: أنت السلام أي: السالم من المعايب والحوادث، والتغير والآفات، وهو اسم من أسماء الله تعالى؛
فالله هو السلام التي أمرنا الله بدعائه بها في قوله تعالى :{ ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها } [ الأعراف : 180 ]،
ومعناه : أي المنزه عن كل عيب وآفة ونقص ، وهو سبحانه منزه عن كل ما ينافي صفات كماله ،
ومنزه عن مماثلة أحد من خلقه أو أن يكون له ند بوجه من الوجوه ..
وصف به نفسه في كونه سليماً من النقائص، أو في إعطائه السلامة لخلقه .
قوله: ومنك السلام أي: السلامة، والمعنى: أنه منك يرجى ويستوهب ويستفاد

أي أن السلامة من المهالك إنما ترجى وتستوهب منك وحدك ، ولا ترجى من أحد سواك ،
وهذا مستفاد من أسلوب الحصر في قوله :" ومنك السلام " أي وحدك دون غيرك .
قوله: تباركت أي: تعاليت وتعاظمت، وأصل المعنى: كثرت خيراتك واتسعت، وقيل معناه: البقاء والدوام.
قوله: يا ذا الجلال والإكرام أي: يا صاحب الجلال والإكرام وهما وصفان عظيمان للرب سبحانه دالان على كمال عظمته وكبريائه ومجده
وعلى كثرة صفاته الجليلة وتعدد عطاياه الجميلة ، مما يستوجب على العباد أن تمتلئ قلوبهم محبة وتعظيما وإجلالا له ..
المستحق لأن يهاب لسلطانه وجلاله، ويثنى عليه بما يليق بعلو شأنه، والجلال مصدر الجليل، يقال: جليل بيِّنُ الجلالة؛ والجلال: عِظَم القدر؛ فالمعنى: أن الله تعالى مستحق أن يُجَلَّ ويكرم، فلا يجحد، ولا يكفر به، وهو الرب الذي يستحق على عباده الإجلال والإكرام

والحكمة من الإتيان بالاستغفار بعد الصلاة هي:
إظهار هضم النفس ، وان العبد لم يقم بحق الصلاة ، ولم يات بما ينبغي لها على التمام والكمال ،
بل لابد أن يكون قد وقع في شيء من النقص والتقصير ، والمقصر يستغفر لعله أن يتجاوز عن تقصيره ،
ويكون في استغفاره جبر لما فيه من نقص أو تقصير ..
.
(2)
لا إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ الـمُلْكُ ولَهُ الـحَمْدُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِـمَا أعْطَيْتَ، ولا مُعْطِيَ لِـمَا مَنَعْتَ، ولاَ يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ
رواه البخاري ومسلم..

قوله: لا مانع لما أعطيت أي: لا أحد يقدر على منع ما أعطيت أحداً من عبادك، فإذا أراد الله تعالى أن يعطي أحداً شيئاً، واجتمع الإنس والجن على منعه، لعجزوا عن ذلك.
قوله: ولا معطي لما منعت أي: ولا أحد يقدر على إعطاء ما منعت.
قوله: ولا ينفع ذا الجد منك الجد أي: لا يمنع ذا الغنى غناؤه من عذابك.
(3)
لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الـمُلْكُ, وَلَهُ الحَمْدُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ باللَّـهِ، لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ، وَلا نَعْبُدُ إلاَّ إيَّاهُ، لَهُ النِّعْمَةُ ولَهُ الفَضْلُ ولَهُ الثَّنَاءُ الحَسَنُ، لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ مُخلِصِينَ لَهُ الدِّيْنَ ولَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ
رواه مسلم

قوله: ولا نعبد إلا إياه أي: عبادتنا مقصورة على الله تعالى، غير متجاوز عنه.
قوله: له النعمة أي: النعمة الظاهرة والباطنة، وهي بكسر النون، ما أنعم به من رزق ومال وغيره، وأما بفتحها: فهي المسَرَّة والفرح وطيب العيش.
قوله: وله الفضل أي: في كل شيء،
قوله: وله الثناء الحسن والثناء يشمل أنواع الحمد والمدح والشكر.
والثناء على الله تعالى كله حسن، وإن لم يوصف بالحسن.
والمراد بـ الدين: التوحيد.
قوله: ولو كره الكافرون أي: وإن كره الكافرون كوننا مخلصين الدين لله، وكوننا عابدين.
(4)
سُبْحَانَ اللـهِ، والحَمْدُ للـهِ، واللهُ أكْبَرُ (ثَلاثاً وثَلاثِينَ) لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الـمُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ
رواه مسلم .

وجاء فيه: فتلك تسعة وتسعون، وتمام المئة: لا إله إلا الله….
وجاء عن أبي هريرة رضي الله عنه في فضل هذا الذكر وصفته: [ أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا:
ذهب أهل الدثور بالدرجات العلا، والنعيم المقيم؛ يصلّون كما نصلّي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال يحجون بها، ويعتمرون، ويجاهدون، ويتصدقون؟
فقال صلى الله عليه وسلم : ألا أعلمكم شيئاً تدركون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحد أفضل منكم؛ إلا من صنع مثل ما صنعتم؟ ، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: تسبحون، وتحمدون، وتكبرون، خلف كلِّ صلاة ثلاثاً وثلاثين.
قال أبو صالح: يقول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، حتى يكون منهن كلهن ثلاثاً وثلاثين ]
رواه البخاري..

قوله: الدثور جمع دثر؛ وهو المال الكثير،
وجاء في رواية: [تسبحون في دبر كل صلاة عشراً، وتحمدونعشراً، وتكبرون عشراً ]
رواه …..
وهذه الرواية لا تنافي رواية الأكثر.
وفي رواية أن تمام المئة:[ لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير]
وفي رواية: [ أن التكبيرات أربع وثلاثون ]
وكلها صحيحة ويجب قبولها، فينبغي على الإنسان أن يجمع بين الروايات من حيث العمل؛ فيعمل بهذه تارة وبهذه تارة وهكذا…
[قال المصحح: التسبيح، والتحميد، والتكبير أدبار الصلوات جاء على أنواع ستة على النحو الآتي:
النوع الأول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر (ثلاثاً وثلاثين) ويختم بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
النوع الثاني: سبحان الله (ثلاثاً وثلاثين) الحمد لله (ثلاثاً وثلاثين) الله أكبر (أربعاً وثلاثين)
النوع الثالث: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر (ثلاثاً وثلاثين)
النوع الرابع: سبحان الله (عشراً) والحمد لله (عشراً) والله أكبر (عشراً)
النوع الخامس: سبحان الله (إحدى عشرة)، والحمد لله (إحدى عشرة) والله أكبر (إحدى عشرة)
النوع السادس: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر (خمساً وعشرين)
والأفضل أن يقول هذا تارة، وهذا تارة، فينوِّع بين هذه التسبيحات]

وجاء عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيمينه – وفي رواية: يعقد التسبيح بيمينه
وفيه صفة التسبيح؛ وهو أن يكون باليد اليمنى فقط، وبطريقة العقد؛ أي: شد الإصبع إلى باطن الكف.

شرح معاني : التسبيح ، التكبير ، الحمد ، التهليل

(1) التسبيح
لاريب أن التسبيح يعد من الأصول المهمة والأسس المتينة التي يبنى عليها المعتقد فيما يتعلق بمعرفة الرب تبارك وتعالى وأسمائه وصفاته ،
إذ أن المُعْتَقَد في الأسماء والصفات يقوم على أصلين عظيمين وأساسين متينين هما :
الإثبات للصفات بلا تمثيل
وتنزيه الله عن مشابهة المخلوقات بلا تعطيل
والتسبيح هو التنزيه ، فأصل هذه الكلمة من السبح وهو البعد ،
قال الأزهري في تهذيب اللغة : [ ومعنى تنزيه الله من السوء تبعيده منه ، وكذلك تسبيحه تبعيده ، من قولك : سبحت في الأرض إذا أبعدت فيها ، ومنها قوله جل وعز :
{ وكل في فلك يسبحون } (يس : 140 ) ، وكذلك قوله : { والسابحات سبحا } (النازعات : 3) ]
فالتسبيح هو :
إبعاد صفات النقص من أن تضاف إلى الله ،
وتنزيه الرب سبحانه عن السوء وعما لايليق به
(وأصل التسبيح لله عند العرب التنزيه له من إضافة ماليس من صفاته إليه ، والتبرئة له من ذلك )

:

2) التكبير

التكبير هو تعظيم الرب تبارك وتعالى وإجلاله ، واعتقاد أنه لاشيء أكبر ولالا أعظم منه ،
فيصغر دون جلاله كل كبير ، فهو الذي خضعت له الرقاب وذلت له الصعاب الجبابرة ، وعنت له الوجوه ،
وقهر كل شيء ، ودانت له الخلائق ، وتواضعت لعظمة جلاله وكبريائه وعظمته وعلوه وقدرته الأشياء ،
واستكانت وتضاءلت بين يديه وتحت حكمه وقهره المخلوقات .
والتكبير معناه التعظيم ، لكن ينبغي ان يعلم أن التعظيم ليس مرادفا في المعنى للتكبير ،
فالكبرياء أكمل من العظمة ، لأنه يتضمنها ويزيد عليها في المعنى ..

(3) الحمد

معنى الحمد في اللغة : نقيض الذم
فالحمد هو الثناء بالفضيلة وهو أخص من المدح وأعم من الشكر فإن المدح يقال فيما يكون من افنسان باختياره ومما يكون منه وفيه بالتسخير
فقد يمدح الإنسان بطول قامته وصباحة وجهه ، كما يمدح ببذل ماله وشجاعته وعلمه ،
والحمد يكون في الثاني دون الول ، أي الإنسان يحمد على بذل المال والشجاعة والعلم ونحو ذلك مما يكون منه باختياره
والشكر لا يقال إلا في مقابلة نعمه فكل شكر حمد وليس كل حمد شكر
وكل حمد مدح وليس كل مدح حمد

إن حمد الله هو:
الثناء على الله بذكر صفاته العظيمة ونعمه العميمة مع حبه وتعظيمه وإجلاله ،
وهو مختص به سبحانه لايكون إلا له ، فالحمد كله لله رب العاملين ( ولذلك قال الله تعالى ( الحمدلله) بلام الجنس المفيدة للاستغراق ،
فالحمدل كله له إما ملكا وإما استحقاقا ، فحمده لنفسه استحقاق ، وحمد العباد له وحمد بعضهم لبعض ملك له ..
القائل إذا قال : الحمدلله تضمن كلامه الخبر عن كل ما يحمد عليه تعالى باسم جامع محيط متضمن لكل فرد من أفراد الحمد المحققة والمقدرة
وذلك يستلزم إثبات كل كمال يحمد عليه الرب تعالى ولهذا لاتصلح هذه اللفظة على هذا الوجه ولا تنبغي إلا لمن هذا شأنه وهو الحميد المجيد )

وإذا قيل الحمد كله لله ، فإن هذا له معنييان :
أحدهما :
أنه محمود على كل شيء وهو ما يُحمد به رسله وأنبياؤه وأتباعهم ،
فذلك من حمده تبارك وتعالى بل هو المحمود بالقصد الأول وبالذات ،
ومانالوه من الحمد فإنما نالوه بحمده ، فهو المحمود أولا وآخرا وظاهرا وباطنا .

الثاني :
أن يقال : لك الحمد كله أي التام الكامل هذا مختص بالله ليس لغيره فيه شركه ..

:

(4)التهليل

أي قول لا إله إلا الله

تسعد النفس بها وتطمئن و تميل الروح لها وتحن

كلمة حق .. من قالها خالصاً من قلبه وجبت له الجنة

هي سند الدين وركيزة الإسلام ومفتاح الجنة وضمانٌ للسعادة الدنيوية والأخروية

لهذا كان أول واجب يجب على المكلف معرفته "شهادة أن لا إله إلا الله"


قولنا : " لا إله إلا الله "


يعني أنه لا معبود بحق إلا الله ، و أن ما سوا الله ليس بإله ،

فالإله هو المألوه أي المعبود الذي يطاع ويتذلل إليه و يتحبب إليه و تتعلق به القلوب رغباً ورهبا

والإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له و إجلالاً و محبةً و خوفاً ورجاءً

وتوكلا عليه وسؤلاً منه و لا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل

فيلزم إفراد الله تعالى بذلك وحده لا شريك له.

لذلك كان لا معبود بحق إلا الله فكل معبودٍ سوا الله باطل و هو الحق سبحانه وتعالى .


" أركان لاإله إلا الله "


النفي : في" لاإله " و يعني نفي الألوهيه عما سوا الله فلا معبود بحق إلا الله

و يترتب عليه البراءة من الكفر والشرك و أهله . ‏


الإثبات: في " إلا الله " و يعني إثبات الألوهيه لله وحده دون سواه،

فهو سبحانه الإله الحق المستحق للعبادة ،


و يترتب عليها الإيمان بالله ومحبته سبحانه ومحبة أهل التوحيد.

هذه الشهادة تقتضي توحيد الله تعالى اعتقاداً و قولاً و عملا ،


و تقتضي إخلاص العبادة لله وحده و نفيها عما سواه .

كلمة التوحيد من قالها لزمه معرفتها والتصديق والإيمان بها و توحيد الله و إخلاص العبادة له سراً و إعلانا

ومن قالها بلسانه وناقضها بقلبه لم تنفعه

وأرجو منكن أخواتي متابعة الحديث في هذا الرابط القيم الذي اقتبست منه

فجزى الله أختنا ضوء النهار خير الجزاء

لاكي

بارك الله فيكي اختي
وفي ميزان حسناتك ان شاء الله
فكم نحن محتاجون لمثل هذا التذكير
فالذكرى تنفع المؤمنين
تقبلي مروري

وعليكم السلام ورحمة الله

تفصيل ممتع للأذكار بعد السلام
بارك الله فيكِ فقيرة
وفي الأخت ضوء النهار

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك غاليتي
وحفظك الله ورعاك
سرد رائع وممتع
زادك الله من فضله

::
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
بارك الله فيك..
وسدد خطآكِ غاليتي
موضوع مهم وقيم
جزيتِ خيرا
..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بورك فيك يلغالية
وجزاك الله أعلى الجنان

– بعد السلام في صلاة الصبح والمغرب أنا أقول :
*اللهم أجرني من النار ( 7مرات )
*اللهم خلصني من النار ( 7مرات )
*اللهم أدخلني الجنة ( 7مرات )
* أقرأ (4 أيات ) من بداية سورة البقرة مع أية الكرسي مع ( أيتان ) بعده مع ( ثلاث أيات)الأخيرة من سورة البقرة
* الأخلاص ( 3 مرات )
* الفلق ( 3 مرات )
* الناس ( 3 مرات )

– وبعد السلام من جميع الصلوات الفريضة أقول :

*اللهم أعوذ بك بأن أشرك بك شيئا أعلموا وأستغفرك من الذي لا أعلموا ( 3 مرات )
*اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ( 3 مرات )
* بسم الله الذي لا يضر مع أسمه شيئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ( 3 مرات )

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
ربي زدني علما

✿~✿رِحْـلَةُ نُـورٍ فِي دَوحِ الأَذْكَــارِ( أذكارالصلاة[3]: التشهد ومابعده )✿~✿ 2024.

لاكي

لاكي

– أذكار التَّشَهُّدُ

هو قوله: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ ولأن هذا الجزء هو الأشرف من هذا الذكر سمي به.

[التَّحيَّاتُ لِلـَّهِ, والصَّلواتُ, والطِّيِّباتُ، السَّلامُ عَليْكَ أيُّها النَّبيُّ ورَحمةُ اللـهِ وبَركاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنَا وعَلَى عِبَادِ اللـهِ الصَّالحينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلا الله، وأشْهَدُ أنَّ مُحمداً عَبْدُهُ ورَسُولُه]
رواه البخاري
قوله: التحيات جمع تحية؛ ومعناها السلام، وقيل: البقاء، وقيل: العظمة، وقيل: الملك.
والمراد التعظيمات بكافة صيغها وجميع هيئاتها من ركوع وسجود وذل وخضوع ، وخشوع وانكسار
كل ذلك لله وحده لاشريك له ، وهي له سبحانه ملكا واستحقاقا .
قوله: الصلوات قيل: المراد الخمس ذات الركوع والسجود ، أو ما هو أعم من ذلك من الفرائض والنوافل، وقيل: العبادات كلها
وقيل المراد الدعاء فإن معنى الصلاة لغة الدعاء ، وكل ذلك لله فالصلاة كلها لله ، فلا يصرف شيء منها لغيره
والدعاء لله فلايصرف شيء منه لسواه .
قوله: الطيبات أي: ما طاب من الكلام، وحسن أن يثنى به على الله – تعالى – دون ما لا يليق بصفاته،
وقيل: الأقوال الصالحة كالدعاء والثناء، وقيل: الأعمال الصالحة، وهو أعم
والمراد الأقوال الطيبات والعمال الطيبات كلها لله ، يتقرب بها إليه ، ولا يتقرب بشيء منها لأحد سواه
فهو سبحانه يتقرب إليه بكل طيب من قول أو فعل .

قوله: السلام عليك أيها النبي هذا دعاء للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالسلام وارحمة والبركة
والذي يدعى له لايدعى مع الله ،
والسلام من أسماء الله تعالى؛ والمعنى أنه سالم من كل عيب وآفة ونقص وفساد؛
ومعنى قولنا: السلام عليك… الدعاء؛ أي: سلمت من المكاره، وقيل: معناه اسم الله عليك.

قوله: ورحمة الله الرحمة هنا: صفةٌ لله تعالى تليق بجلاله يرحم بها عباده، وينعم عليهم
قوله: وبركاته أي: زيادته من كل خير.
قوله: السلام علينا استدل به على استحباب البداءة بالنفس في الدعاء
وفيه دعاء للنفس ولعموم المؤمنين بالسلامة من كل آفة وعيب ونقص وسوء وهو من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم .
قوله: وعلى عباد الله الصالحين الأشهر في تفسير الصالح؛ أنه القائم بما يجب عليه من حقوق الله وحقوق عباده, وتتفاوت درجاته.
قال الحكيم الترمذي – رحمه الله – : من أراد أن يحظى بهذا السلام الذي يسلمه الخلق في الصلاة فليكن عبداً صالحاً، وإلا حُرِمَ هذا الفضل العظيم

قال بعض أهل العلم : " علمهم أن يفردوه صلى الله عليه وسلم بالذكر ، لشرفه ومزيد حقه عليهم ،
ثم علمهم أن يخصصوا أنفسهم أولا ، لأن الاهتمام بها أهم ،
ثم أمرهم بتعميم السلام على الصالحين إعلاما منه بأن الدعاء للمؤمنين ينبغي أن يكون شاملا لهم "

وقولك : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله " فيه الشهادة لله تبارك وتعالى بالوحدانية ،
ولنبيه صلى الله عليه وسلم بالعبودية والرسالة ،
فهو صلوات الله وسلامه عليه عبد لايعبد ، بل رسول يطاع ويتبع "

.

– الصَّلاةُ عَلَى النَّبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ــ بَعْدَ التَّشهُّدِ

(1)
[ اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُـحمَّدٍ وعلَى آلِ مُـحمَّدٍ، كَمَـا صَلَّيتَ عَلَى إبْرَاهِيْمَ وعَلَى آلِ إبراهِيْمَ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلى آلِ مُحمَّدٍ، كمَا بَارَكْتَ عَلَى إبراهِيْمَ وعَلَى آلِ إبْراهيمَ، إنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ]
رواه البخاري

(2)
اللهمَّ صَلِّ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلَى أزواجِهِ وذُرِّيتهِ، كمَا صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْراهيمَ، وبَارِكْ عَلى مُحمَّدٍ، وَعَلَى أزْوَاجِهِ وذُرِّيَّتـِهِ، كمَا بَاركْتَ عَلَى آلِ إبْرَاهِيْمَ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ]
رواه البخاري ومسلم.

قوله: اللهم صلِّ على محمد قال ابن الأثير – رحمه الله – في النهاية : معناه: عظمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دعوته وإبقاء شريعته،
وفي الآخرة بتشفيعه في أمته وتضعيف أجره ومثوبته

والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي من الله ثناؤه عليه في الملأ الأعلى وتعظيمه ،
وصلاة الملائكة والمؤمنين عليه هي طلب ذلك له صلى الله عليه وسلم من الله تعالى ،
والمراد طلب الزيادة لا طلب أصل الصلاة ..
،
وقيل: المعنى لما أمر الله – تعالى – بالصلاة عليه، ولم نبلغ قدر الواجب من ذلك أحلناه على الله، وقلنا: اللهم صل أنت على محمد لأنك أعلم بما يليق به.
وقيل: صلاة الله – سبحانه – على محمد رسوله وعبده؛ هي ذكره في الملأ الأعلى.
قال الخطابي – رحمه الله -: الصلاة التي بمعنى التعظيم والتكريم لا تقال لغيره، والتي بمعنى الدعاء والتبرك تقال لغيره؛
ومنه الحديث: اللهم صلِّ على آل أبي أوفى أي: ترحم وبرك.

قوله: على آل محمد قال ابن الأثير – رحمه الله – في النهاية : اختلف في آل النبيــ صلى الله عليه وسلم ــ فالأكثر على أنهم أهل بيته،
قال الشافعي: دل هذا الحديث – يعني حديث: لا تحل الصدقة لمحمد وآل محمد، أن آل محمد هم الذين حرمت عليهم الصدقة،
وعُوِّضوا منها الخمس، وهم صليبة بني هاشم وبني المطلب، [و] قيل: آله أصحابه ومن آمن به، وفي اللغة يقع على الجميع.
[قال المصحح: والصواب: أن آله صلى الله عليه وسلم إذا ذكرت وحدها أو مع أصحابه، فإنها تكون بمعنى أتباعه على دينه منذ بُعث إلى يوم القيامة،
أما إذا قرنت بالأتباع، فقيل: آله وأتباعه فالآل: هم المؤمنون من آل بيت النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ ].
قوله: وعلى أزواجه وذريته أي: نسله؛ وهم هنا أولاد فاطمة رضي الله عنها، وكذا غيرها من البنات، ولكن بعضهن لم يعقب وبعضهن انقطع عقبه.
قوله: كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم اشتهر الخلاف والتساؤل بين العلماء عن وجه التشبيه في قوله: كما صليت؛ لأن المقرر أن المشبه دون المشبه به, والواقع هنا عكسه؛ إذ أن محمداً ــ صلى الله عليه وسلم ــ أفضل من إبراهيمــ صلى الله عليه وسلم ــ ، وقضية كونه أفضل؛ أن تكون الصلاة المطلوبة أفضل من كل صلاة حصلت أو تحصل.
واستحسن كثير من العلماء قول من قال: إن آل إبراهيم ــ صلى الله عليه وسلم ــ فيهم الأنبياء الذين ليس في آل محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ مثلهم،
فإذا طُلب للنبي ولآله من الصلاة عليه مثل ما لإبراهيم وآله وفيهم الأنبياء؛ حصل لآل محمد من ذلك ما يليق بهم؛
فإنهم لا يبلغون مراتب الأنبياء، وتبقى الزيادة التي للأنبياء – وفيهم إبراهيم – لمحمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ ،
فيحصل له من المزية ما لا يحصل لغيره.
قال العلامة ابن القيم – رحمه الله – معلقاً على هذا القول: وهذا أحسن ما قيل،
وأحسن منه أن يقال: محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ هو من آل إبراهيم، بل هو خير آل إبراهيم، كما روى علي بن طلحة عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى:{ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) } آل عمران

غيره من الأنبياء الذين هم من ذرية إبراهيم في آله؛ فدخول رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ أولى؛
فيكون قولنا: كما صليت على آل إبراهيم متناولاً للصلاة عليه وعلى سائر النبيين من ذرية إبراهيم،
ثم قد أمرنا الله تعالى أن نصلي عليه وعلى آله خصوصاً؛ بقدر ما صلينا عليه مع سائر آل إبراهيم عموماً وهو فيهم،
ويحصل لآله من ذلك ما يليق بهم، ويبقى الباقي كله له ــ صلى الله عليه وسلم ــ.
قال: ولا ريب أن الصلاة الحاصلة لآل إبراهيم ورسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ معهم أكمل من الصلاة الحاصلة له دونهم،
فيطلب له من الصلاة هذا الأمر العظيم الذي هو أفضل مما لإبراهيم قطعاً، ويظهر حينئذ فائدة التشبيه وجريه على أصله،
وأن المطلوب له من الصلاة بهذا اللفظ أعظم من المطلوب له بغيره؛ فإنه إذا كان المطلوب بالدعاء إنما هو مثل المشبه به، وله أوفر نصيب منه؛
صار له من المشبه المطلوب أكثر مما لإبراهيم وغيره، وانضاف إلى ذلك مما له من المشبه به من الحصة التي لم تحصل لغيره،
فظهر بهذا من فضله وشرفه على إبراهيم، وعلى كلٍّ من آله – وفيهم النبيون – ما هو اللائق به، وصارت هذه الصلاة دالة على هذا التفضيل وتابعة له،
وهي من موجباته ومقتضياته.

قوله: بارك من البركة ؛ وهي النماء والزيادة والثبوت والدوام؛ أي: أدم شرفه وكرامته وتعظيمه وزد له في ذلك
والتبريك الدعاء بذلك ، يقول : باركه الله وبارك فيه وبارك عليه وبارك له ، فهو دعاء يتضمن إعطاءه صلى الله عليه وسلم من الخير وإدامته له ومضاعفته له وزيادته ..

.
قوله: إنك حميد أي: محمود الأفعال والصفات، مستحق لجميع المحامد،
مجيد أي: عظيم كريم.

:

– الدُّعَاءُ بَعْدَ التَّشَهُّدِ الأَخِيْرِ قَبْلَ السَّلامِ

إن من المواطن التي يستحب للمسلم أن يتحرى فيها الدعاء في الصلاة : مابين التشهد والتسليم
فقد ثبت في الصحيحين عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه التشهد ثم قال في آخره :
" ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه ، فيدعو " ، وفي رواية لمسلم : " ثم ليتخير من المسألة ماشاء "

والأولى بالمسلم في هذا المقام أن يأتي بالأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم

(1)
[ اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، ومِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْـمَحيَا والـمَمَـاتِ, وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الـمَسيحِ الدَّجَّالِ ]
رواه البخاري ..

قوله: المحيا بمعنى الحياة، والممات بمعنى الموت، وفتنة الحياة التي تعرض للإنسان مدة حياته من الافتتان بالدنيا، والشهوات، والجهالات،
وأشدها وأعظمها – والعياذ بالله – أمر الخاتمة عند الموت، واختلفوا في فتنة الممات، قيل: فتنة القبر، وقيل: يحتمل أن يراد به الفتنة عند الاحتضار؛ أضاف الفتنة إلى الموت لقربها منه.
وإذا كان المراد من قوله: وفتنة الممات فتنة القبر فيفهم منه التكرار؛ لأن قوله: من عذاب القبر يدل على هذا.
والظاهر أن ليس فيه تكرار؛ لأن العذاب يزيد على الفتنة، والفتنة سبب له.
قوله: المسيح الدجال أما تسميته بالمسيح؛ فلأن الخير مُسِحَ منه، فهو مسيح الضلالة،
وقيل: سمي به؛ لأن عينه الواحدة ممسوحة،
ويقال: رجل ممسوح الوجه ومسيح، وهو أن لا يبقى على أحد شِقَّي وَجْهِهِ عينٌ، ولا حاجب إلا استوى،
وقيل: لأنه يمسح الأرض؛ أي: يقطعها.
وقيل: إنه الذي مُسح خَلْقهُ؛ أي: شُوهَ،
فكأنه هرب من الالتباس بالمسيح ابن مريم – عليهما السلام – ولا التباس؛ لأن عيسى – عليه السلام – إنما سمي مسيحاً؛ لأنه كان لا يمسح بيده المباركة ذا عاهة إلا برأ،
وقيل: لأنه خرج من بطن أمه ممسوحاً بدهن، وقيل: المسيح الصديق.
وأما تسميته بالدجال؛ فلأنه خدَّاع، ملبِّس.
والدجل: الخلط، ويقال: الطلي والتغطية، ودجلة نهر بغداد، سميت بذلك؛ لأنها تغطي الأرض بمائها، وهذا المعنى – أيضاً – في الدجال؛ لأنه يغطي الأرض بكثرة أتباعه،
وقيل: لأنه مطموس العين من قولهم: دجل الأثر، إذا عفى ودرس،
وقيل: من دجل؛ أي: كذب؛ والدجال: الكذاب.
وفائدة التعوذ من شر الدجال في ذلك الوقت، مع علمه صلى الله عليه وسلم بأن الدجال متأخر عن ذلك الزمان بكثير؛ أن ينتشر الخبر،
ويشيع بين الأمة من جيل إلى جيل، وجماعة إلى جماعة بأنه كذاب، مبطل، مفتري، ساعٍ على وجه الأرض بالفساد، ومموه ساحر،
حتى لا يلتبس على المؤمنين أمره عند خروجه، ويتحقق أمره، ويعرفوا أنه على الباطل، كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
(2)
[ اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الـمَسيحِ الدَّجَّالِ، وأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الـمَحْيَا والـمَمَـاتِ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الـمَأثَمِ والـمَغْرَم ]
رواه ومسلم

وجاء فيه؛ أنه قال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم يا رسول الله، فقال: إن الرجل إذا غرم، حدث فكذب، ووعد فأخلف.
قوله: المأثم معناه: الإثم.
وقوله: المغرم هو الغُرم، وهو الدَّين، وقيل: الغرم والمغرم ما ينوب الإنسان في ماله من ضرر لغير جناية منه.

قوله: قال له قائل.. وإنما سأل هذا عن وجه الحكمة في كثرة استعاذته صلى الله عليه وسلم من المغرم؛
فأجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الرجل إذا غرم، أي: إذا لحقه دين حدَّث فكذب،
بأن يتعلل لصاحب الدَّين بعلل شتَّى، وهو كاذب فيها، وغرضه الدفع، ووعد فأخلف،
بأن يقول: أوفي حقك اليوم الفلاني، والساعة الفلانية، ولم يوفه،
فيقترف من أجل الدين الكذب، والخلف في الوعد، وهذا من صفات المنافقين – نعوذ بالله من ذلك -.
وكلمة ما في قوله: ما أكثر ما تستعيذ للتعجب؛ أي: ما أكثر استعاذتك من المغرم.
(3)
[ اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْماً كَثيراً، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أنْتَ، فاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وارْحَمْنِي إنَّك أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.]
رواه البخاري ومسلم

أقول: ظلماً كثيراً بالثاء المثلثة في معظم الروايات، وفي بعض روايات مسلم كبيراً بالباء الموحدة، وكلاهما حسن،
وقال النووي – رحمه الله – في الأذكار: ينبغي أن يجمع بينهما، فيقال: ظلماً كثيراً كبيراً.
أو يأتي بهذه أحياناً وبالأخرى أحياناً.
وفي هذا دليل على أن الإنسان لا يعرى من ذنب وتقصير؛ كما قال ــ صلى الله عليه وسلم ــ : [ استقيموا ولن تحصوا ]
وفي الحديث: [ كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون ]
قوله: لا يغفر الذنوب إلا أنت إقرار بوحدانية الله تعالى، واستجلاب لمغفرته بهذا الإقرار،
كما قال تعالى في الحديث القدسي: [ عَلِمَ أنَّ له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ]
وفي هذا امتثال لما أثنى الله عليه في قوله : { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)} آل عمران
فقوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ: ولا يغفر الذنوب إلا أنت+؛ كقوله تعالى: { ومن يغفر الذنوب إلا الله }
قوله: فاغفر لي مغفرة إشارة إلى طلب مغفرة متفضل بها من عند الله تعالى، لا يقتضيها سبب من العبد من عمل حسن ولا غيره، فهي رحمة من عنده سبحانه.
قوله: إنك أنت الغفور الرحيم من باب المقابلة، والختم للكلام، فالغفور مقابل لقوله: اغفر لي ، والرحيم مقابل لقوله: ارحمني.

(4)
[ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ، ومَا أخَّرْتُ، ومَا أسْرَرْتُ، ومَا أعْلَنْتُ، ومَا أسْرَفْتُ، ومَا أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أنْتَ الـمُقَدِّمُ، وأنْتَ الـمُؤَخِّرُ لا إلَهَ إلاَّ أنْتَ ]
رواه مسلم

هذا أيضاً لتعليم الأمة، ولتعظيم الله سبحانه وتعالى، حيث لم يقطع سؤاله منه.
قوله: ما قدمت أي: من الذنوب.
قوله: وما أخرت ، أي: من الطاعات، [ وقيل: إن وقع مني ذنب فاغفره لي ]
قوله: وما أسرفت أي: وما أكثرت من الذنوب والخطايا، والأوزار والآثام.
قوله: أنت المقدِّم وأنت المؤخر معنى التقديم والتأخير فيهما هو تنزل الأشياء منازلها، وترتيبها في التكوين والتفضيل، وغير ذلك على ما تقتضيه الحكمة.

..

(5)
[ اللَّهُمَّ أعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وشُكْرِكَ، وحُسْنِ عِبَادَتِكَ ]

قوله: ذكرك يشتمل جميع أنواع الثناء حتى قراءة القرآن، والاشتغال بالعلم الديني.
وإنما قدم الذكر على الشكر؛ لأن العبد إذا لم يكن ذاكراً لم يكن شاكراً، كما قدم في قوله تعالى: { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152) } البقرة
قوله: وحسن عبادتك قيد بالحسن؛ لأن العبادة الحسنة هي العبادة الخالصة، فالعبادة إذا لم تكن خالصة [صواباً على السنة] لا تقبل، ولا تنفع صاحبها.

(6)
[ اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ البُخْلِ، وأَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ أنْ أُرَدَّ إلى أرْذَلِ العُمْرِ، وأعُوْذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا, وَأعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ ]
رواه البخاري
قوله: البخل أي: منع إنفاق المال، بعد الحصول عليه، وحبه وإمساكه.
قوله: الجبن أي: تَهَيُّب الإقدام على ما لا ينبغي أن يُخاف.
قوله: أن أردَّ إلى أرذلِ العمر هو البلوغ إلى حد في الهرم، يعود معه كالطفل؛ في سخف العقل، وقلة الفهم، وضعف القوة.
والأرذل: هو الرَّديء من كل شيء.
قوله: فتنة الدنيا ومعنى الفتنة الاختبار، قال شعبة رحمه الله: يعني: فتنة الدَّجَّال ،
وفي إطلاق الدنيا على الدجال، إشارة إلى أن فتنته أعظم الفتن الكائنة في الدنيا، وقد ورد ذلك صريحاً في قوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ : [ إنه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم، أعظم من فتنة الدجال ] رواه ابن ماجه
ومعنى ذرأ : خلق.
قوله: عذاب القبر فيه إثبات لعذاب القبر؛ فأهل السنة والجماعة يؤمنون بفتنة القبر وعذابه ونعيمه؛
فأما الفتنة: فإن الناس يفتنون في قبورهم، فيقال للرجل: من ربك؟ ومَا دينك؟ ومَن نبيك؟
فيقول المؤمن: ربي الله، والإسلام ديني، ومحمد نبيي، وأما المرتاب فيقول: هاه هاه لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته،
فيضرب بمرزبةٍ من حديد، فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الثقلين – الإنس والجن – ولو سمعوا لصعقوا، ثم بعد هذه الفتنة إما نعيم وإما عذاب!!

(7)
[ اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ الجَنَّةَ، وأعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ ]
رواه أبو داود وابن ماجه
أي: اللهم إني أطلب منك الفوز بالجنة، وأن تجيرني من عذاب النار.
ويتضمن هذا الدعاء طلب التوفيق والهداية إلى الأعمال الصالحة المبتغى بها وجه الله تعالى، التي هي سبب للفوز بالجنة،
وطلب البعد عن الأعمال السيئة، التي هي سبب لعذاب النار.

(8)
[ اللَّهُمَّ بعِلْمِكَ الغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الخَلْقِ؛ أحْيِني مَا عَلِمْتَ الحَيَاةَ خَيْراً لِي، وتَوَفَّنِي إذَا عَلِمْتَ الوَفَاةَ خَيْراً لي، اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ خَشْيَتَكَ فِي الغَيْبِ والشَّهَادَةِ، وأسْألُكَ كَلِمَةَ الحَقِّ فِي الرِّضَا والغَضَبِ، وأسْألُكَ القَصْدَ فِي الغِنَى والفَقْرِ، وأسْألُكَ نَعِيماً لا يَنْفَدُ، وأسْألُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لا تَنْقَطِعُ، وأسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ القَضَاءِ، وأسْألُكَ بَرْدَ العَيْشِ بَعْدَ الـمَوْتِ، وأسْألُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إلَى لِقَائِكَ، فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، ولاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِيْنَةِ الإيْمَانِ، واجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ ]
رواه النسائي وأحمد

قوله: ما علمت الحياة خيراً لي أي: إذا كانت الحياة خيراً لي في علمك للغيب، وكذلك التقدير في قوله: وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي أي: إذا كانت الوفاة خيراً لي في علمك.
قوله: خشيتك في الغيب والشهادة أي: فيما غاب عني وفيما أشاهده، والمراد منه: الخشية في جميع الأحوال.
قوله: كلمة الحق أي: التكلم بالحق؛ والمراد: العون والتوفيق على التكلم بالحق.
قوله: في الرضا والغضب أي: في حالة الرضا وحالة الغضب، أو المعنى: عند رضاء الراضي، وعند غضب الغاضب.
قوله: القصد القصد من الأمور؛ أي: المعتدل الذي لا يميل على أحد طرفي التفريط والإفراط؛ يعني: أسألك الاعتدال والوسط في الفقر والغنى، لا فقراً بالتفريط، ولا غنىً بالإفراط؛
لأن الفقر جداً يستدعي ترك الصبر، المؤدي إلى ارتكاب الطعن في التقدير، والتكلم بأنواع البشاعة، والغنى جداً يؤدي إلى الطغيان والفساد، وخير الأمور أوساطها.
قوله: نعيماً لا ينفد أي: لا يفرغ، وهو نعيم الجنة.
قوله: قرة عين لا تنقطع كناية عن السرور والفرح، يقال: قرَّتْ عيناه؛ أي: سر بذلك وفرح، وقيل معناه: بلوغ الأمنية حتى ترضى النفس، وتسكن العين، ولا تستشرف إلى غيره.
قوله: وأسألك الرضا بعد القضاء أي: بعد قضائك عليَّ بشيء من الخير والشر؛ أما في الخير فيرضى به ويقنع به، ولا يتكلف في طلب الزيادة، ويشكر على ما أوتي به، وأما في الشر فيصبر عليه ولا يكفر.
قوله: وأسألك برد العيش بعد الموت كناية عن الراحة بعد الموت.
قوله: وأسألك لذة النظر إلى وجهك إنما سأل هنا لذة النظر ولم يكتف بسؤال النظر، مبالغة في الرؤية وكثرتها؛ لأنه فرق بين رؤية ورؤية.
قوله: والشوق أي: أسألك لذة الشوق إلى لقائك؛ والشوق هو تعلق النفس بالشيء.
قوله: في غير ضراء متعلق بقوله: أحيني إذا علمت الحياة خيراً لي أي: أحيني إذا أردت حياتي في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة،
وتوفني إذا أردت وفاتي في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة عند الموت.
والضراء: الحالة التي تضر، وهي نقيض السراء.
ووصف الضراء بالمضرة، والفتنة بالمضلة للتأكيد والمبالغة.
قوله: اللهم زينا بزينة الإيمان أي: بشرائعه؛ لأن الشرائع زينة الإيمان؛ يعني: وفقنا لأداء طاعتك وإقامة شرائعك، حتى تكون لنا زينة في الدنيا والآخرة.
قوله: هداة جمع هادي؛ أي: اجمع لنا فينا بين الهدى والاهتداء.

(9)
[ اللَّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ يَا أللهُ بأنَّكَ الوَاحِدُ الأحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَـمْ يَلِدْ وَلَـمْ يُولَدْ، ولَـمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ, أنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ ]
رواه النسائي وأحمد
قوله: بأنك الباء سببية؛ أي: بسبب أنك الواحد.
قوله: الواحد الأحد لا فرق بين الواحد والأحد؛ أي: الفرد الذي لا نظير له، ولا يطلق هذا اللفظ على أحد في الإثبات إلا على الله تعالى؛ لأنه الكامل في جميع صفاته وأفعاله.
قوله: الصمد هو الذي يُصمد إليه في الحاجات؛ أي: يقصد لكونه قادراً على قضائها،
قال الزجاج رحمه الله: الصمد السيد الذي انتهى إليه السؤدد، فلا سيد فوقه،
وقيل: هو المستغني عن كل أحد، والمحتاج إليه كل أحد، وقيل: هو الذي لا جوف له؛ قال الشعبي رحمه الله: هو الذي لا يأكل الطعام، ولا يشرب الشراب.
قوله: الذي لم يلد ولم يولد أي: ليس له ولد ولا والد ولا صاحبة.
قوله: كفواً أي: مثلاً ونداً ونظيراً.

(10)
اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ بأنَّ لَكَ الحَـمْدَ، لَا إلَهَ إلاَّ أنْتَ، وَحْدَكَ لا شَرِيْكَ لَكَ، الـمَنَّانُ، يَا بَدِيْعَ السَّمَـاواتِ والأرْضِ، يَا ذَا الجَلالِ والإكْرَامِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، إنِّي أسْألُكَ الجَنَّةَ، وأعُوذُ بِكَ مِنَ النَّار
رواه أهل السنن

قوله: المنان أي: كثير العطاء، من المنة بمعنى النعمة، والمنة مذمومة من الخلق؛ لأنهم لا يملكون شيئاً،
قال صاحب الصحاح: مَن عليه هنا؛ أي: أنعم، والمنان من أسماء الله تعالى.
قوله: يا بديع السماوات والأرض أي: مبدعها ومخترعها لا على مثال سبق.
قوله: يا ذا الجلال والإكرام أي: صاحب العظمة والسلطان والإنعام والإحسان.
وجاء في نهاية الحديث؛ قوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ : [ لقد دعا الله باسمه الأعظم، الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعْطَى ]
قال الطيبي رحمه الله: فيه دلالة على أن لله تعالى اسماً أعظم إذا دعي به أجاب.
قال الشوكاني رحمه الله: قد اختلف في تعيين الاسم الأعظم على نحو أربعين قولاً.
قال ابن حجر رحمه الله: وأرجحها من حيث السند: الله لا إله إلا هو الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد.
وقال الجزري رحمه الله: وعندي أن الاسم الأعظم: لا إله إلا هو الحي القيوم.
ورجح ذلك ابن القيم وغيره، والله أعلم.
لاكي

تسلمي اختي ع الموضوع الرائع
جزاكي الله خيييير

::
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
موضوع قيم ..~
بارك الله فيكِ غاليتي ..
وكثر من امثالك ، والله يوفقك .. وينفع بكِ..
دمتِ بحفظ الرحمن ..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك غاليتي
وحفظك المولى ورعاك
موضوع مهم ورائع
جعل كل ما كتب في ميزان حسناتك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك غاليتي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بوركتي وبورك مجهودك اختي
لاحرمتي الاجر ان شاء الله
وفي ميزان حسناتك
تقبلي مروري
لاكي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

حفظك ربي وسددك ..
رحلة ماتعة بين الأذكار أسأل الله أن ينفع بما قدمتِ ..

جزاك الله خير
ونفع بك غاليتي
لاكي

✿~✿رِحْـلَةُ نُـورٍ فِي دَوحِ الأَذْكَــارِ( أذكارالصلاة[2]: الركوع ، السجود )✿~✿ 2024.

لاكي

لاكي

– دُعَاءُ الرُّكُوعِ


(1)
سُبْحَانَ رَبِّي العَظِيمِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ
أخرجه أهل السنن

قوله: سبحان ربي العظيم أي: أنزهه وأقدسه عن كل النقائص.
قوله: ثلاث مرات أي: يقولها ثلاث مرات.
ويستحب أهل العلم ألا ينقص الإنسان في الركوع والسجود من ثلاث تسبيحات.
(2)
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لـِي.
رواه البخاري ومسلم

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : مَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صلاة بَعْدَ أَنْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ ( إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ) إلاَّ يَقُولُ فِيهَا :
سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ , اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي .
وَفِي لَفْظٍ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ , اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي .

في الحديث مسائل :

1= في رواية للبخاري ومسلم : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثِر أن يقول في ركوعه وسجوده : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي . يتأوّل القرآن .
ومعنى يتأوّل القرآن : أي يفعل ما أُمِرَ بِهِ في قول الله عز وجل : (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) . قاله النووي .

2= سبب قوله صلى الله عليه وسلم ذلك :
قالت عائشة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثِر من قول : سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه .
قالت : فقلت : يا رسول الله أراك تُكثِر من قول : سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه ،
فقال : خبّرني ربي أني سأرى علامة في أمتي ، فإذا رأيتها أكثرتُ من قول : سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه فقد رأيتها : (إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) فتح مكة ،
(وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) .

3= كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثر الدعاء في السجود ، فقد كان يقول في سجوده :
اللهم اغفر لي ذنبي كلَّه ، دِقَّـه وجِلَّه ، وأولَه وآخرَه ، وعلانيتَه وسرَّه . رواه مسلم .
لأن السجود من مظانّ إجابة الدعاء ، لقوله صلى الله عليه وسلم : وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء ، فَقَمِنٌ أن يُستجاب لكم . رواه مسلم .
ومعنى : قَمِن : أي حَرِيّ وقريب .

4= كيف يُجمع بين دعائه صلى الله عليه وسلم في الركوع في هذا الحديث : " يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ "
وبين قوله صلى الله عليه وسلم : فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل ؟
الجواب :
أن التعظيم يكون في الركوع أكثر ، ولا يَعني منع الدعاء في الركوع على الإطلاق .
فإن الركوع موضع تعظيم أكثر من كونه موضع دعاء ، بخلاف السّجود ، فإنه موضع دعاء أكثر من كونه موضع تعظيم .
ولا يَمنع تعظيم الرب في السُّجود ، والدعاء في الركوع ، مع اختصاص كل منهما بما يختصّ به .

5= هل هذا القول خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟
فالخطاب في السورة ، وحديث عائشة في سبب قوله صلى الله عليه وسلم لذلك هل يدلّ على اختصاصه صلى الله عليه وسلم بذلك القول ؟
الجواب :
هو عام ، لأن هذا مما شُرِع لأمته أن تقوله في الركوع ، وهذا ما فهمه الأئمة من صنيعهم في إيراد هذا الحديث في أذكار الركوع والسجود .

والله تعالى أعلم .
كتبه الشيخ : عبد الرحمن السحيم
موقع صيد الفوائد
(3)
سُبُّوحٌ، قُدُّوسٌ، رَبُّ الـمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ
رواه مسلم

قوله: سُبُّوح أي: المنزه عن كل عيب، من سبحت الله تعالى؛ أي: نزهته.
قوله: قُدوس أي : الطاهر من كل عيب، العظيم في النزاهة عن كل ما يستقبح.
قوله: والروح قيل: جبريل عليه السلام، خص بالذكر تفضيلاً على سائر الملائكة؛
وقيل: الروح صنف من الملائكة،
ويحتمل أن يراد به الروح الذي به قوام كل حي؛
أي: رب الملائكة، ورب الروح، والله أعلم.
(4)
اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، ولَكَ أسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي، وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي، وعَصَبِي، [وَمَا اسْتَقَلَّت بهِ قَدَمي]
رواه مسلم

قوله: لك ركعت تأخير الفعل للاختصاص؛ والركوع؛ هو الميلان والخرور، وقد يُذكر ويُراد به الصلاة. والمعنى لك ركوعي لا لسواك ..
قوله : وبك آمنت : أي : أقررت وصدقت ..
قوله : ولك أسلمت أي : انقدت وأطعت .
قوله: خشع لك سمعي.. والمراد بالخشوع من هذه الأشياء هو الانقياد والطاعة؛ فيكون هذا من قبيل ذكر اللازم وإرادة الملزوم.
أما تخصيص السمع والبصر من بين الحواس؛ فلأنهما أعظم الحواس، وأكثرها فعلاً، وأقواها عملاً، وأمسها حاجة؛ ولأن أكثر الآفات بهما، فإذا خشعتا قَلَّت الوساوس.
وأما تخصيص المخ والعظم والعصب من بين سائر أجزاء البدن؛ فلأن ما في أقصى قعر البدن المخ، ثم العظم، ثم العصب؛ لأن المخ يمسكه العظم، والعظم يمسكه العصب، وسائر أجزاء البدن مركبة عليها، فإذا حصل الانقياد والطاعة، فهذه عمدة بنية الحيوان، وأيضاً العصب خزانة الأرواح النفسانية، واللحم والشحم غادٍ ورائح، فإذا حصل الانقياد والطاعة من هذه فمن الذي يتركب عليهما بطريق الأولى.
ومعنى انقياد السمع: قبول سماع الحق، والإعراض عن سماع الباطل،
وأما انقياد البصر: النظر إلى كل ما ليس فيه حرمة،
وأما انقياد المخ والعظم والعصب: انقياد باطنه كانقياد ظاهره؛ لأن الباطن إذا لم يوافق الظاهر لا يكون انقياد الظاهر مفيداً معتبراً،
وانقياد الباطن عبارة عن تصفيته عن دنس الشرك والنفاق، وتزيينه بالإخلاص والعلم والحكمة.
قوله: وما استقلت به قدمي أي: جميع بدنه؛ فهو من عطف العام على الخاص.

(5)
سُبْحَانَ ذِي الجَبَرُوتِ، والـمَلَكُوتِ، والكِبْرِيَاءِ، والعَظَمَةِ
رواه أبو داود والنسائي وأحمد
قوله: ذي الجبروت
الجبروت: من الجبر، وهو القهر، وهو من صفات الله تعالى ومنه الجابر؛ ومعناه: الذي يقهر العباد على ما أراد من أمر ونهي.
قوله: الملكوت من الملك؛ ومعنى ذي الملكوت: صاحب ملاك كل شيء.
وصيغة الفعلوت للمبالغة.
قوله: والكبرياء أي: سبحان ذي الكبرياء؛ أي: العظمة والملك،
وقيل: هي عبارة عن كمال الذات، وكمال الوجود، ولا يوصف بها إلا الله سبحانه وتعالى.

– دُعَاءُ الرَّفْع مِنَ الرُّكُوعِ

(1)
سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ
رواه البخاري
(2)
رَبَّنا وَلَكَ الحَمْدُ، حَمْداً كَثيراً طَيِّباً مُبَاركاً فيهِ
رواه البخاري

قوله: سمع الله لمن حمده أي: تقبل الله منه حمده. [واستجاب له]
وَضَع السمعَ موضع القَبولِ والإجابة للاشتراك بين القبول والسمع، والغرض من الدعاء القبول والإجابة.

قوله: ربنا ولك الحمد وفي رواية بلا واو, والأكثر على أنه بـواو وكلاهما حسن، ثم قيل: هذه الواو زائدة، وقيل: عاطفة؛ تقديره: ربنا حمدناك ولك الحمد.
قال المصحح:
قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم : في الذكر بعد الرفع من الركوع أربعة أنواع على النحو الآتي:
النوع الأول: ربنا لك الحمد
النوع الثاني: ربنا ولك الحمد
النوع الثالث: اللهم ربنا لك الحمد
النوع الرابع: اللهم ربنا ولك الحمد
والأفضل أن يقول كل نوع، فينوِّع: يقول: هذا تارة، وهذا تارة، وهذا تارة، وهذا تارة

قوله: ربنا ولك الحمد الحمد: وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم
قوله: طيباً أي: خالصاً.
قوله: مباركاً أي: متزايداً.

(3)
مِلْءَ السَّماوات ومِلءَ الأرضِ ومَا بَيْنَهُما, ومِلْء ما شِئْتَ مِنْ شَيءٍ بَعْدُ, أهْلَ الثَّناءِ والمَجْدِ، أحَقُّ ما قَالَ العَبْدُ, وكُلُّنا لَكَ عَبْدٌ,
اللهُمَّ لا مَانِعَ لِـمَا أعْطَيتَ, ولا مُعْطِي لِـمَا مَنَعْتَ, ولا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ
رواه مسلم

قوله: ملء السماوات وملء الأرض وما بينهما إشارة إلى الاعتراف بالعجز عن أداء حق الحمد بعد استفراغ المجهود فيه.
قال الخطابي – رحمه الله -: هذا الكلام تمثيل وتقريب، والكلام لا يقدر بالمكاييل، ولا تسعه الأوعية،
وإنما المراد منه تكثير العدد، حتى لو يقدر أن تكون تلك الكلمات أجساماً تملأ الأماكن، لبلغت من كثرتها ما يملأ السماوات والأرض.
قوله: وملء ما شئت من شيء بعد هذه إشارة إلى أن حمد الله أعز من أن يعتوره الحسبان، أو يكتنفه الزمان والمكان؛ فأحال الأمر فيه على المشيئة،
وليس وراء ذلك للحمد منتهى, ولم ينته أحد من خلق الله في الحمد مبلغه ومنتهاه، وبهذه الرتبة استحق نبينا صلى الله عليه وسلم أن يسمى أحمد؛ لأنه كان أحمد ممن سواه.
قوله: أهل الثناء والثناء: هو الوصف الجميل والمدح.
قوله: والمجد أي: العظمة، ونهاية الشرف، يقال: رجلٌ ماجدٌ، منضال كثيرُ الخيرِ شريفٌ، والمجيد: فعيل، للمبالغة، ومنه سُمي الله مجيداً.
وقوله: وكلنا لك عبد اعتراف بالعبودية لله تعالى وأنه المالك لنا.
وكون هذا أحق ما يقوله العبد؛ لأن فيه التفويض إلى الله تعالى، والإذعان له، والاعتراف بوحدانيته.
قوله: ولا ينفع ذا الجَد منك الجد أي: لا ينفع الغنى صاحبَ الغنى منك غناه، وإنما ينفعه العمل بطاعتك.
والجد في اللغة الحظ، والسعادة، والغنى، ومنه تعالى جدك أي: علت عظمتك..

– دُعَاءُ السُّجُودِ

(1)
سُبْحَانَ رَبِّيَ الأعْلَى+ (ثَلاثَ مَرَّاتٍ)
أخرجه أهل السنن

قوله: سبحان ربي الأعلى أي: أنزهه وأقدسه عن كل النقائص.
قوله: ثلاث مرات أي: يقولها ثلاث مرات.
ويستحب أهل العلم ألا ينقص الإنسان في الركوع والسجود من ثلاث تسبيحات، بل يزيد على ذلك.
والحكمة في تخصيص الركوع بالعظيم والسجود بالأعلى؛ أن السجود لـمَّا كان فيه غاية التواضع،
لما فيه من وضع الجبهة التي هي أشرف الأعضاء على مواطئ الأقدام كان أفضل من الركوع،
فحسن تخصيصه بما فيه صيغة أفعل التفضيل، وهو الأعلى بخلاف العظيم.

(2)
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي
رواه البخاري ومسلم

(3)
سُبُّوحٌ, قُدُّوسٌ، رَبُّ المَلائِكَةِ والرُّوحِ
رواه رواه مسلم
تقدم شرحه في أذكار الركوع

(4)
اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ, وَبِكَ آمَنْتُ, وَلَكَ أسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللهُ أحْسَنُ الـخَالِقينَ
رواه مسلم

قوله: وشق سمعه وبصره من الشَّق – بفتح الشين – أي: فلق وفتح، والشِّق – بكسر الشين – نصف الشيء.
قوله: أحسن الخالقين أي: المقدرين والمصورين.

(5)
سُبْحَانَ ذِي الـجَبَرُوتِ، والـمَلَكُوتِ، والكِبْرِيَاءِ، والعَظَمَةِ
رواه أبو داود وأحمد والنسائي

تقدم شرحه في أذكار الركوع

(6)
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ، دِقَّهُ وَجِلّهُ، وَأوَّلَهُ وآخِرَهُ، وعَلاَنِيَتَهُ وَسِرَّهُ
رواه مسلم
– صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
قوله: دِقه أي: قليله.
قوله: جِلّه أي: كثيره.
قوله: دقه وجله… إلى آخره، تفصيل بعد إجمال؛ لأنه لما قال: اغفر لي ذنبي كله تناول جميع ذنوبه مجملاً،
ثم فصله بقوله: دقه وجله…، وهذا أعظم بالاعتراف والإقرار بما اقْتُرِفَ.

(7)
اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوْذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أنْتَ كَمَا أثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ
رواه مسلم

قال الخطابي – رحمه الله -: استعاذ رسول الله ، وسأله أن يجيره برضاه من سخطه، وبمعافاته من عقوبته، والرضا والسخط ضدان متقابلان،
وكذلك المعافاة والمؤاخذة بالعقوبة، فلما صار إلى ذكر ما لا ضد له استعاذ به منه لا غير.
ومعنى ذلك: الاستغفار من التقصير في بلوغ الواجب في حق عبادته، والثناء عليه.
قوله: أعوذ بك منك أي: أعوذ بك من سخطك، أو من عذابك.
قوله: لا أحصي ثناء عليك أي: لا أطيقه ولا أبلغه.
قوله: أنت كما أثنيت على نفسك اعتراف بالعجز عن الثناء، وأنه لا يقدر على بلوغ حقيقته، فكما أنه لا نهاية لصفاته فكذلك لا نهاية للثناء عليه؛ لأن الثناء تابع للمثنى عليه.
فكل ثناء أثنى به عليه – وإن كثر، وطال، وبالغ فيه – فقدر الله أعظم، وسلطانه أعز، وصفاته أكثر وأكبر، وفضله وإحسانه أوسع وأسبغ.

:

– دُعَاءُ الجَلسَةِ بَيْنَ السَّجْدَتَينِ


(1)
رَبِّ اغْفِرْ لِي رَبِّ اغْفِرْ لِي .
رواه أبو داود

جاء في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في الليل، وقيامه الطويل بالبقرة، والنساء، وآل عمران، وركوعه الذي هو نحو قيامه، وسجوده نحو ذلك..،
وأنه كان يقول بين السجدتين: رب اغفر لي، رب اغفر لي…، ويجلس بقدر سجوده.
وهذا يدل على أنه كان يقول: رب اغفر لي أكثر من المرتين المذكورتين في الحديث، بل كان يكرر ويلح في طلب المغفرة.

(2)
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَاجْبُرنِي، وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي، وارْفَعْنِي
أخرجه أصحاب السنن إلا النسائي

قوله: اللهم اغفر لي أي: ذنوبي أو تقصيري في طاعتك.
قوله: وارحمني أي: من عندك لا بعملي، أو ارحمني بقبول عبادتي.
قوله: واهدني أي: وفقني لصالح الأعمال.
قوله: واجبرني من جبر العظم المكسور، لا من الجبر الذي هو القهر؛ والمعنى: أن تسدّ مفاقري، وتغنني.
قوله: وعافني أي: من البلاء في الدارين، أو من الأمراض الظاهرة والباطنة.
قوله: وارزقني أي: بفضلك وَمَنّك.
قوله: وارفعني أي: في الدارين بالعلم النافع والعمل الصالح.

– دُعَاءُ سُجُوْدِ التِّلاوَةِ

(1)
سَجَدَ وَجْهِيَ للَّذِي خَلَقَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وبَصَرَهُ، بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ { فتبارك الله أحسن الخالقين }،
رواه الترمذي وأحمد والحاكم

قوله: للذي خلقه وشق سمعه وبصره تخصيص بعد تعميم؛ أي: فتحهما وأعطاهما الإدراك.
قوله: بحوله أي: بتحويله وصرفه الآفات عنهما.
قوله: وقوته أي: قدرته بالثبات والإعانة عليهما.

(2)
اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي بِهَا عِنْدَكَ أجْراً، وَضَعْ عَنِّي بِهَا وِزْرَاً، واْجعَلْهَا لِي عِنْدِكَ ذُخْراً، وتَقَبَّلَهَا مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَهَا مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ
رواه الترمذي والحاكم

قوله: اللهم اكتب لي أي: أثبت لي بها – أي: السجدة – أجراً.
قوله: وضع أي: حُطَّ.
قوله: وزراً أي: ذنباً.
قوله: ذخراً أي: كنزاً، وقيل: أجراً؛ وكرر لأن مقام الدعاء يناسب الإطناب، وقيل: الأول طلب كتابة الأجر، وهذا طلب بقائه سالماً من محبط أو مبطل.
قوله: كما تقبلتها من عبدك داود ؛ وهو طلب القبول المطلق.

لاكي

:

الحمدُ لله حمداً كثيراً طيّباً مُباركاً فيه ..

الحمدُ للهِ الذّي امتنّ علينا بالعطاءِ قبلَ الطّلب ..

وبالنوالِ قبلَ السّؤال ..

الحمدُ للهِ .. ولهُ الشّكرُ والفضلُ .. سُبحانه ..

امتنّ علينا بالصّلَةِ بيننا وبينَهُ ..

ولم يجعلْ بيننا وبينهُ واسِطة ..

وامتنّ علينا بأنْ أكرمنا بأدعيةٍ نتوسّلُ بها وندعُوهُ بها ..

على لسانِ نبيّهِ مُحمّدٍ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم ..

( وما يَنطِقُ عَنِ الهَوى . إنْ هُوَ إلا وَحْيٌّ يُوحَى )

واللهِ مهمَا شكرنَاهُ .. فنحنُ مُقصّرون ..

لكنّهُ هُوَ المنّانُ .. سُبحانَه ..

ماأعظمَ ماأعطانا مِن نِعَم .. ( وإنْ تَعدُّوا نِعمَةَ اللهِ لاتُحْصُوهَا )

تنويعٌ رائِعٌ بينَ الأدعِية .. وكُلٌّ لهُ معنى لانجدُهُ فِي الدّعاءِ الآخر ..

سُبحانَ الله .. معانِي لاتخطرُ في بالِنا .. ولم نستشعرْ أبعادَها ..

وفي كُلّ موضعٍ منَ الصّلاةِ .. تفضّلَ علينا وأكرَمَنا وأنعَمَ بأدعيَةٍ ..

تتغَلغلُ في حنايا القلب .. فتسبغُ عليها النّور والسّكينة ..

وكُلّما استشعرَ العبدُ المعانِي .. كُلّما كانَ أقربُ للخُشوع ..

فلهُ الحمدُ سُبحانَهُ .. لانُحصِي ثناءً عليه ..

:

جُزيتِ خيراً يا غالِية ~

باركَ الله فيكِ .. وبُوركَتْ يمينكِ ..

حفظكِ اللهُ .. ووفقَكِ .. وسدّدكِ .. وزادكِ من فضلِه ..

:

::
وعليكم السلآم ورحمة الله وبركاتُه،،
بارك الله فيك غاليتي ..
موضوع قيَم وشآمل جزاكِ الله خيرالجزاء ..~
فما أحوجنا إلى قرأت مثل هذهِ المواضيع القيمة .. لما فيها من الفائدة الكبيرة
وتنميت الإيمان في قلوبنا
*
الأدعية والأذكار النبوية هي..
أفضل ما يتحراه المتحري من الذكر والدعاء …؛
فوائدها ونتائجها عظيمة ومن سَلكها وواظب عليها فهو سآلك درب الآمان ..~


لاحرمكِ الله الاجر ونفع بكِ
..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله تبارك الرحمن موضوع رائع وشامل ومتكامل
بانتظار البقية من اذكار الصلاة
حفظك المولى ورعاك
على الانسان ان يتجول بين ربوع الاذكار ومعانيها
فانها تزيد وتقوي الرابطة بينه وبين الله عز وجل

ما شاء الله موضوع شامل و مهم و مفيد

بارك الله فيك و جزاك عنا كل خير ….

أبحرنا معكم في تلك الرحلة الربانية
نستقي منها دلالات عظمة النبي صلى الله عليه وسلم
وتعدد صور الثناء على الحق سبحانه وتعالى

بارك الله فيكم ونفع بكم

✿~✿رِحْـلَةُ نُـورٍ فِي دَوحِ الأَذْكَــارِ()✿~✿ 2024.

لاكي
لاكي
الحمد لله القائل: { أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) " سورة الرعد: 28
نحمده سبحانه وهو للحمد أهل ، ونصلي ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين، وقدوة للسالكين ؛ أما بعد:
فإن ذكر الله – جل وعلا – من العبادات الميسورة التي لا عناء فيها ولا تعب ، وتأتى للعبد في معظم أحواله ،
ومع سهولتها ويسرها هي عظيمة الأجر، جليلة القدر، فعن أبي الدردا ءلاكي قال: قال رسول الله لاكي :
( ألا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق ،
وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال: ذكر الله ) ..
أخرجه الترمذي وأحمد ( 6 / 447 )، وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ( 1 / 673 ).

لاكي

« دعاء القنوت في صلاة الوتر» ..
عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: " علمني رسول الله لاكي كلمات أقولهن في الوتر:
( اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطت، وقني شر ما قضيت،
إنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت )رواه أبو داود (1425) والنسائي (1745)
« اللهم اهدنا فيمن هديت » ..

أي دلنا على الحق ووفقنا للعمل به ؛ وذلك لأن الهداية

التامَّة النافعة هي التي يجمع الله فيها للعبد بين العلم والعمل؛ لأن الهداية بدون عمل لا تنفع ،

بل هي ضرر؛ لأن الإنسان إذا لم يعمل بما علم صار علمه وبالاً عليه .. مثال الهداية العلمية بدون العمل:
قوله تعالى: { وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّواْالْعَمَى عَلَى الْهُدَى } " فصلت: 17"،

أي بينَّا لهم الطريق وأبلغناهم العلم ، ولكنهم ـ والعياذ بالله ـ استحبواالعمى على الهدى ..
ومن ذلك أيضًا من الهداية التي هي العلم وبيان الحق، قول الله تبارك وتعالى للنبي لاكي :

{ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ مُّسْتَقِيمٍ } [الشورى: 52..

أي تدل وتبين وتعلم الناس الصراط المستقيم ..
وأما الهداية التي بمعنى التوفيق فمثل قوله تعالى: { إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } [القصص: 56]

هذهِ هداية التوفيق للعمل ، فإذا قلنا في دعاء القنوت
« اللهم اهدنا فيمن هديت » فإننا نسأل الهدايتين، هداية العلم وهداية العمل ، كما أن قوله تعالى:
{ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } " الفاتحة: 6"،
يشمل الهدايتين هداية العلم ، وهداية العمل ، وقوله:

« فيمن هديت » هذه من باب التوسل بإنعام الله تعالى على من هداه ، أنينعم علينا نحن أيضًا بالهداية..

ويعني: أننا نسألك الهداية فإن ذلك من مقتضى رحمتك وحكمتك ومن سابق فضلكفإنك قد هديت أناسًا آخرين.

« وعافنا فيمن عافيت » ..

عافنا من أمراض القلوب وأمراض الأبدان.. وينبغي أن تستحضروأنت تدعو، أن الله يعافيك من أمراض البدن ،

وأمراض القلب ؛ لأن أمراض القلب أعظم من أمراض البدن ولذلك نقول في دعاء القنوت:

« اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا»..أمراض الأبدان معروفة لكن أمراض القلوب تعود إلى شيئين:

الأول: أمراض الشهوات التي منشؤها الهوى..

الثاني: أمراض الشبهات التي منشؤها الجهل.

لاكي
« وتولنا فيمن توليت »..

أي كُنْ وليًّا لنا، والولاية نوعان: عامَّة وخاصَّة. فالولاية الخاصَّة: للمؤمنين خاصَّة ، كما قال تعالى:

{ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُمْ مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ

مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } " البقرة: 752 " ،

فتسأل الله تعالى الولاية الخاصة التي تقتضي العناية بمن تولاه الله عزَّ وجلَّ والتوفيق لمايحبه ويرضاه ..

أما الولاية العامة، فهي تشمل كل أحد، فالله ولي كل أحد، كما

قال تعالى: { حَتَّى إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ } " الأنعام: 16"،

وهذا عام لكل أحد ، ثم قال:

{ ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ } " الأنعام: 26" ..

لكن عندما نقول: « اللهم اجعلنا من أوليائك »، أو « اللهم تولنا » ،

فإننا نريد بها الولاية الخاصة ، وهي تقتضي العناية والتوفيق لما يحبه ويرضاه
« وبارك لنا فيما أعطيت »..

البركة هي الخير الكثير الثابت ، ويعيد العلماء ذلك إلى اشتقاق هذهالكلمة ، فإنها من البِرْكة ، بكسر الباء وهى
مجمع الماء ، فهي شيء واسع ماؤه كثير ثابت. فالبَرَكَة هي الخيرات الكثيرة الثابتة. والمعنى أي: أنزل لي البركة فيما أعطيتني..

« فيما أعطيت »..

أي :.. أعطيت من المال والولد والعلم وغير ذلك مما أعطى الله عزَّ وجلَّ ، فتسأل الله البركة فيه ؛
لأن الله إذا لم يبارك لك فيما أعطاك ، حرمت خيرًا كثيرًا.. ماأكثر الناس الذين عندهم مال كثير لكنهم في عداد الفقراء؛
لأنهم لا ينتفعون بمالهم ، يجمعونه ولا ينتفعون به.. وهذا من نزع البركة. كثير من الناس عنده أولاد، لكن أولاده
لا ينفعونه لما فيهم من عقوق، وهؤلاء لم يُبَارَكْ لهم في أولادهم
« وقنا شر ما قضيت » ..
الله عزَّ وجلَّ يقضي بالخير ويقضي بالشر.. أما قضاؤه بالخير فهو خير محض في القضاء والمقضي..
مثال القضاء بالخير: القضاء للناس بالرزق الواسع ، والأمن والطمأنينة ، والهداية والنصر.. إلخ.

هذا خير في القضاء والمقضي…القضاء بالشر: خير في القضاء ، شر في المقضي..

مثال ذلك: القحط (امتناع المطر) هذا شر، لكن قضاء الله به خير، كيف يكون القضاء بالقحط خيرًا..؟
لو قال قائل: إن الله يقدّر علينا القحط ، والجدب ، فتموت المواشي ، وتفسد الزروع ، فما وجه الخير..؟
نقول: استمعِ إلى قول الله سبحانه وتعالى:

{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } " الروم: 14"،

إذًا لهذا القضاء غاية حميدة ، وهي الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى من معصيته
إلى طاعته ، فصار المقضي شرًّا والقضاء خيرًا.. وعلى هذا فـ « ما » هنا اسم موصول.. والمعنى:
قِنَا شرَّ الذي قضيت ، فإن الله تعالى يقضي بالشرِّ لحكمة بالغة حميدة ،..

وليست ( ما ) هنا مصدرية أي شر قضائك لكنها اسم موصول بمعنى الذي ؛ لأن قضاء الله ليس فيه شر،
ولهذا قال النبي لاكي فيما أثنى به على ربه:
« والخير بيديك والشر ليس إليك » لهذا لا ينسب الشر إلى الله سبحانه وتعالى..

« إنك تقضي ولا يقضى عليك ».. الله عزَّ وجلَّ يقضي قضاء شرعيًّا وقضاء كونيًّا ،

فالله تعالى يقضي على كل شيء وبكل شيء ؛ لأن له الحكم التام الشامل..
« ولا يقضى عليك »

أي لا يقضي عليه أحد، فالعباد لا يحكمون على الله ، والله يحكم عليهم، العباد يُسألون عما عملوا، وهو لا يُسأل:
{ لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } "الأنبياء: 32"..
« إنه لا يذل من واليت، ولا يعزّ من عاديت »..

وهذا كالتعليل للقول فيما سبق: « وتولنا فيمن توليت »، فإذا تولى الله الإنسان .. فإنه لا يذل ، وإذا عادى الله الإنسان فإنه لا يعز..

ومقتضى ذلك أننا نطلب العز من الله سبحانه ، ونتق من الذل بالله عزَّ وجلَّ، فلايمكن أن يذل أحد والله تعالى وليه ،

فالمهم هو تحقيق هذه الولاية.. وبماذا تكون هذه الولاية..؟ هذهِ الولاية تكون بوصفين بيّنهما الله عزَّ وجلَّ في كتابه ، فقال عزَّ وجلَّ:

{ أَلا إِنَّ أَوْلِيَآءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} "يونس: 26، 36"..

وصفات أحدهما في القلب ، والثاني في الجوارح. (الذين آمنوا) في القلب ،

( وكانوا يتقون) هذه في الجوارح ،فإذا صلح القلب والجوارح ؛ نال الإنسان الولاية بهذين الوصفين،

وليست الولاية فيمن يدعيها من أولئك القوم الذين يسلكون طرق الرهبان وأهل البدع الذين يبتدعون في شرع الله ما ليس منه ،

ويقولون نحن الأولياء.. فولاية الله عزَّ وجلَّ التي بها العز هي مجموعة في هذين الوصفين ..الإيمان والتقوى

« ولا يعز من عاديت »..
يعني أن من كان عدوًّا لله فإنه لا يعز، بل حاله الذل والخسران والفشل ، قال الله تعالى:
{ مَن كَانَ عَدُوّاً للَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ } "البقرة: 89"، فكل الكافرين في ذل وهم أذلة..
« تباركت ربنا وتعاليت »..

هذا ثناء على الله عزَّ وجلَّ بأمرين: أحدهما التبارك ، والتاء للمبالغة ؛ لأن الله عزَّ وجلَّ هو أهل البركة..

« تباركت» أي كثرت خيراتك وعمت ووسعت الخلق؛ لأن البركة كما قلنا فيما سبق هي الخير الكثير الدائم..

وقوله:« ربنا » أي يا ربنا، فهو منادى حذفت منه ياء النداء ..

وقوله: « وتعاليت » من العلو الذاتي والوصفي. فالله سبحانه وتعالى عليٌّ بذاته وعليٌّ بصفاته عليٌّ بذاته فوق جميع الخلق،
وعلوه سبحانه وتعالى وصف ذاتي أزلي أبدي ،
أما استواؤه على العرش فإنه وصف فِعْلِيٌّ يتعلق بمشيئته سبحانه وتعالى ،

والعرش: هو أعلى المخلوقات ، وعليه استوى الله عزَّ وجلَّ ، يعني علا عليه علوًّا يليق بجلاله وعظمته ،

لا نكَيِّفُه ولا نمثِّله وهذا العلو أجمع عليه السلف الصالح..

لدلالة القرآن والسنة والعقل والفطرة على ذلك.. وأما العلو الوصفي فمعناه أن الله له من

صفات الكمال أعلاها وأتمها، وأنه لا يمكن أن يكون في صفاته نقص بوجه من الوجوه..
وفي دعاء القنوت جملة يكثر السؤال عنها مما يدعو به أئمتنا في قنوتهم، يقولون:

« هب المسيئين منا للمحسنين » فما معناها..؟
أقرب الأقوال فيها أنها من باب الشفاعة ، يعني أن هذا الجمع الكبير فيهم المسيء ، وفيهم المحسن ،
فاجعل المسيء هدية للمحسن بشفاعته له فكأنه قيل وشفع المحسنين منا في المسيئين.

لاكي

« صلاة الاستخارة» ..

الاسْتِخَارَةُ لُغَةً : طَلَبُ الْخِيَرَةِ فِي الشَّيْءِ . يُقَالُ : اسْتَخِرْ اللَّهَ يَخِرْ لَك .
وَاصْطِلَاحًا : طَلَبُ الاخْتِيَارِ . أَيْ طَلَبُ صَرْفِ الْهِمَّةِ لِمَا هُوَ الْمُخْتَارُ عِنْدَ اللَّهِ وَالأَوْلَى , بِالصَّلاةِ ,
أَوْ الدُّعَاءِ الْوَارِدِ فِي الِاسْتِخَارَةِ ..
وهي : طلب الخيرة في شيء ، وهي استفعال من الخير أو من الخيرة – بكسر أوله وفتح ثانيه ، بوزن العنبة ،
واسم من قولك خار الله له ، واستخار الله : طلب منه الخيرة ، وخار الله له : أعطاه ما هو خير له ،
والمراد : طلب خير الأمرين لمن احتاج إلى أحدهما ..(ابن حجر : فتح الباري في شرح صحيح البخاري)

« دعاء صلاة الاستخارة » ..

عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ لاكي يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا
كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ : إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ :
( اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ ,
(هنا تسمي حاجتك )

اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ :
عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ .
وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ ) وَفِي رواية ( ثُمَّ أرَضِّنِي بِهِ
( رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (1166)
وما نَدِمَ منْ اسْتخِارَ الخَالِقَ، وِشَاوَرَ المَخلُوقْينَ المُؤمِنينَ

لاكي
قوله في الأمور كلها = أي أمور الدنيا ؛ لأن أمور الأخرة لا يحتاج للاستخارة ؛
لأن الرجل إذا أراد أن يصلي ، أو يصوم ، أو يتصدق ، لا حاجة ( له ) للاستخارة
، ولكن يحتاج للاستخارة في أمور الدنيا مثل: السفر والزواج ، وشراءالمركب
وبيعه ، وبناء الدار ، والانتقال إلى وطن آخر ..، ونحو ذلك.

قوله = كما يعلمنا السورة من القرآن + يدل على شدة اعتنائه لاكي بتعليم الاستخارة..
قوله := إذا هم بالأمر + أي : إذا عزم على القيام بعمل لم يفعله.
قوله:= فليركع ركعتين +أي : ليصلي ركعتين، وقد يذكر الركوعويُراد به
الصلاة ، كما يُذكر السجود ويُراد به الصلاة ، من قبيل ذكر الجزء وإرادة الكل..
قوله: = من غير الفريضة +أي: الصلوات الخمس المكتوبة.
والمراد النوافل ؛ بأن تكون تلك الركعتان من النافلة ؛ قال النوري_
رحمه الله _:= الظاهر أنها تحصل بركعتان من السنن الرواتب ، وتحية المسجد ….، وغيرها من النوافل
قوله:= استخيرك + أي : أطلب الخير أن تختار لي أصلح الأمرين ؛ لأنك عالم به وأنا جاهل..
قوله:= وأستقدرتك + أي : أطلب تُقدِرَني على اصلح الأمرين ، إذ أطلب منك
القدرة على ما نويته ، فأنك قادر على إقداري عليهأ وأن تَقدر لي الخير بسبب قدرتك عليه
قوله:= ويسمي حاجته+أي: يسمي أمره الذي قصده ، مثلا يقول :=
اللهم إن كنت تعلم أن هذا السفر خير لي …، أو هذا البيع …، ونحو ذلك.
قوله:= في ديني ..+ أي: إن كان فيه خير يرجع لديني ، ولمعاشي ،عاقبة آمري، وأنما ذكر عاقبة
الأمر؛ لأنه رُبَ شىء يقصد فعلة الإنسان يكون فيه خير في ذلك الحآل ،ولكن لا يكون خيرا في آخر الآمر، بل ينقلب إلى عكسه.
قوله:= معاشي +أي: العيش والحياة.
قوله:= فاقدُرهُ +أي:اقضِ لي به وهيئه.
قوله:= فاصرفه عني+أي: لا تقضِ ي به ، ولا ترزقني إياه.
قوله:= واصرفني عنه +أي:لا تيسر_ لي أن أفعله ، وأقلعه من خاطري .
قوله:= حيث كان +أي:الخير؛ والمعنى : أقضِ لي بالخيرحيث كان الخير.
قوله:= ثم ارضني به +أي: ، اجعلني راضياً بخيرك المقدر، أو بِشرك المصروف .
قوله:= نَدِمَ +أي: فعل الشى ثم كرهه..

والاستخاره تكون مع الله تعلى بطلب الخيرمن ، والمشاورة تكون مع أهلالرأي والفطنة والصلاح والأمانة
بطلب آرائهم في آمره ، وليست مع جميع المخلوقين .
والتثبت في الآمر يكون ببذل الجهد ، في تحري الأمر الذي يهم بفعله ،من حيث صلاحه أو عدم صلاحه.
قوله ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ )
الآية ؛ آمر من الله تعالى لمحمد لاكي أن يستعرض آراء أصحابه ؛
فيشرك الجميع في الآمر الذي يعم بفعله ، ثم يختارما أشار إليه أكثرهم أعقلهم ، متوكلاً على الله تعالى بهمةٍ عالية..
لاكي

بارك الله فيكي اختي
وفي ميزان حسناتك

جزاك الله خيرا

بارك الله فيك غاليتي
موضوع رائع ومتميز
حفظك المولى ورعاك

ماخاب من استخار

بارك الله فيك اختي

اختي السهى بارك الله فيك وجزاك الله الف خير
والله بالامس وانا اقول دعاء القنوت واتنبهت ونفسي اعرف معانيه والحمدلله اليوم قراتها
الله يكتبه في ميزان حسناتك اللهم امين

بارك الله فيكي غاليتي

؛
ما شاء الله
موضوع شامل وكامل لدعاء القنوت والإستخارة
وتفصيل مبسط للمعاني الواردة فيهما
جازاكِ الله الجنة على مجهودك بإيصال هذه المعاني إلى الأذهان

؛

الموضوع اكثر من رائع
بارك الله فيك