الحلقة الخامسة و السادسة – من يشتري الجنة؟ للدكتور راغب السرجانى 2024.

ثانيا : بين الصلاة و الإنفاق

=============

كثيرا ما جمع الله بينهما في قرآنه..ومن المعروف أن الصلاة عماد الدين ، وهي أهم عبادة في الإسلام ..و من ثم يأخذ الإنفاق في سبيل الله من قلب المؤمن حيزا يقترب من حيز الصلاة

تأمل قوله تعالى : (إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19)إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20
وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) المعارج..صفات أساسية مجبول عليها الإنسان : الهلع ، والجزع ، والمنع : أي البخل ..ثم يأتي الاستثناء
إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22)
الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) فالصلاة أولا ..ثم ماذا ؟( وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24)لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) المعارج
.فجاء الإنفاق تاليا للصلاة مباشرة

فهم ذلك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى صار منهج حياتهم ..فقد روى الطبراني عن عبد الله بن مسعود رضي الله قال : ( أمرنا بإقام الصلاة ، و إيتاء الزكاة ..فمن لم يزك فلا صلاة له..) ومن هنا كان هذا الموقف الحاسم لأبي بكر رضي الله عنه ..ذاك الرجل الذي لا تنقضي عجائبه!! فإنه لما ارتدت القبائل ، وكان منها من ارتد بمنع الزكاة فقط ، رأى بعض الصحابة أن أهل هذه القبائل ما داموا قد شهدوا أن لا إله إلا الله ، و أن محمدا رسول الله ..فلا يقاتلون .. أما الصديق فكان يعلم أن الجميع متفقون على أن منكر الصلاة كافر ..ولاحظ هو أن الله قد جمع بين الزكاة ( الإنفاق ) و بين الصلاة في مواضع كثيرة جدا في القرآن الكريم ، فقال قولته الحكيمة : ( لا أفرق بين شيئين جمعهما الله ) انظر إلى الفقه ! فإذا كان حكم إنكار الصلاة كفرا ، والله قد جمع بين الصلاة والزكاة كثيرا ..فإنكار الزكاة كفر إذن …المهم عندنا أن نفهم أن هذا الجمع بين الصلاة والإنفاق لم يتكرر بين الصلاة وشيء آخر ..مما يحفز المؤمن على الاهتمام بالإنفاق والتدريب عليه

ثالثا : لولا أخرتني؟
==========

ومن وسائل التحفيز : ( التحذير من التسويف و التأجيل )، وهذه آفة خطيرة ، فالشيطان لا يأتي للصالحين يقول لهم : لا تدفعوا أموالكم لفلسطين..لكن يأتي و يقول : فلتدفعوا غدا .. أو بعد غد .. أو فلتدفع بعد أن تشتري كذا وكذا..أو فلتدفع بعد أن يأتي لك مبلغ كذا وكذا ..الشيطان إذن يستعمل وسيلة التسويف . ولا شك أنها فعالة ! استمع إلى قوله تعالى يحفزك على الإنفاق لاكيوَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ (10)
وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11) المنافقون
..فلو خطر على ذهنك الآن أن تدفع شيئا لأهلك في فلسطين فأخرجه الساعة ..حدد الآن بينك و بين نفسك .. أو بينك وبين الله رقما ستدفع اليوم .. إن لم تكن تحتفظ به في جيبك فلا تسوف ، و إن جائك الموت قبل أن تصل إلى بيتك و مالك فستؤجر بنيتك ..تصدق ، فقد تكون هذه الصدقة هي المرجحة لكفة الحسنات ، فتسعد سعادة لا شقاء بعدها

رابعا : سبعمائة لا عشرة
============

و من وسائل التحفيز على الإنفاق – أيضا – مضاعفة الحسنات بشكل فريد ..فإننا في كل أمور الخير قد اعتدنا أن تضاعف الحسنات إلى عشر أمثالها .كما في قوله سبحانه وتعالى مثلا ( مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ (160) الأنعام

أما في الإنفاق ..فالأمر مختلف ، ذلك أن الإنسان جبل – كما ذكرنا – على حب المال ، ويحتاج إلى دوافع كبيرة ، ومحفزات عظيمة ، فيزيد الله في أجر الإنفاق أكثر من أمور الخير الأخرى ، حيث يتضاعف إلى أجور كثيرة .. إلى سبعمائة ضعف
انظر إلى قوله سبحانه وتعالى : ( مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261)
البقرة..والله إنه مشروع اقتصادي هائل !! لو أنفقت ألف جنيه لأهل فلسطين كان المردود ما يوازي سبعمائة ألف جنية!!لابد أن تفكر .. لماذ توافق على أن تضع ألف جنيه في مشروع دنيوي يعود عليك بألفين مثلا ..ولا تضعها في مشروع رباني يعود عليك بسبعمائة ألف؟مع أن المشروع الأول دنيوي غير مضمون ، والمشروع الثاني رباني مضمون لاشك فيه !! فكر ..والحمد لله أنك مازلت حيا ، ومازالت أمامك الفرصة للاستثمار ..روى الإمام أحمد والترمذي وصححه ..عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله عز وجل يقبل الصدقات ، ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم ، كما يربي أحدكم مهرة أو فلوة أو فصيلة ..حتى أن اللقمة لتصير مثل جبل أحد) صدق رسول الله

خامسا : أنفق بلال
=========

ينظر الإنسان إلى المال باعتباره وسيلة لقضاء الحوائج و تيسير صعاب الحياة ، ومن ثم يتعلق به و يحبه ، فهو لا يريد أن يأتي عليه يوم يحتاج لنفقة فلا يجدها .. إنه يريد أن يكفي نفسه و من يعولهم..والله تبارك و تعالى يعالج هذا الأمر في النفس عمدما يعلمك أنه هو – سبحانه – من سيتولى الإنفاق عليك إذا أنفقت في سبيله؟ فكيف تخشى وقد وعدك بحسن العوض؟.. ألا تعرفه؟ إنه ملك السماوات و الأرض..بيده خزائنهما

أيهما أجدى عليك نفعا: أن تباشر أنت شئون نفسك؟ أم أن يتولى الله كل ذلك عنك-بقدرته و كرمه و سعة فضله؟
انظر إلى قوله تعالى ..يطمئنك بالتعويض الرباني عما أنفقت لاكي وما أنفقت من شيء فهو يخلفه ) ..نعم ، هو الذي يخلفه ..وهو الواسع العليم
بل تأمل هذا الحديث العجيب و التحفيز الرباني بالتعويض ..روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( قال تعالى : أنفق يا ابن آدم .. أنفق عليك ) سبحان الله ! إذا أنفقت على أهل فلسطين أو العراق أو غيرهما .. أنفق الله عليك؟.. أما ترضى أن ينفق الله عليك؟
على هذا الفقه العميق ربى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ، فطابت نفوسهم بالبذل في سبيل الله ، وجادت أيديهم بالعطاء ..فقد وجد صلى الله عليه وسلم قدرا من الطعام مدخرا عند بلال رضي الله عنه فقال له : ( كما روى الطبراني في المعجم الكبير عن أبي هريرة ) لاكي أنفق يا بلال ..ولا تخش من ذي العرش إقلال).

يتبع
الحلقة الأولى

منقول

سادسا: مال لا ينتقص
================

يقسم الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أن الصدقة لن تنقص من مالك .. بمعنى أنه لابد أن يتم التعويض في الدنيا قبل الآخرة .. إما بمال قادم ، أو برفع أمر كنت ستنفق فيه مالك حتما ..والمسلمون لا يحتاجون لقسم رسول الله حتى يصدقوه ، ولكنه يقسم على أشياء قد يتسلل الشك فيها إلى قلوب البعض ، وذلك تأكيدا لها ، وتحفيزا لمن تزعزع قلبه واهتز يقينه.

روى الترمذي و قال : حديث حسن صحيح ، وروى الإمام أحمد أيضا عن أبي كبشة عمرو بن سعد الناري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث أقسم عليهن ، و أحدثكم حديثا فاحفظوه : ما نقص مال عبد من صدقة …..) هذه أول الأشياء التي يقسم الصادق المصدوق عليها في يقين .ثم يقول : ( ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله بها عزا ..ولا فتح باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر) . وكلها أمور تحتاج إلى كثير اليقين ، و إلي عظيم عقيدة.

ترى .. أما زال في القلوب شك؟ أما زال بعضنا حريصا على ماله؟ إن كان الأمر كذلك فإليك وسيلة سابعة من وسائل التحفيز الرباني.

سابعا: القرض الحسن:

====================

في موضوع الحث على الإنفاق يستعمل القرآن ألفاظا عجيبة لا يتخيلها الناس ، ولا يتوقعونها ..انظر إلى كتاب ربك كيف يناديك و ينادي غيرك متلطفا متحببا مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245)البقرة..

سبحانك يا الله !! كم أنت كريم !! المال مالك ، والعبيد عبيدك ، ثم أنت سبحانك تستقرضنا من مالك ؟ ثم إذا أقرضناك أموالنا ضاعفت لنا أضعافا كثيرة ؟؟ سبحان الله !! إن إلها بهذه الصفات لجدير أن يعبد ، و أن يحب ، و أن يعظم ، و أن يبجل ..و الآية فعلا عجيبة ، وسياقها مبهر .. و كما تعجبنا منها فقد تعجب منها الصحابة ، لكن انظر إلى التعجب الإيجابي ..روى الطبراني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : إنه لما نزلت هذه الآية قال أبو الدحداح الأنصاري : يا رسول الله ، و إن الله عز وجل ليريد منا القرض؟ قال : نعم يا أبا الدحداح .قال : أرني يدك يا رسول الله ! قال عبد الله بن مسعود : فناوله يده ..قال فإني قد أقرضت ربي عز وجل حائطي – أي حديقتي – و أرضي ..قال عبد الله بن مسعود : وحائطه فيه ستمائة نخلة ، و أم الدحداح فيه و عيالها ..قال : فجاء أبو الدحداح فناداها : يا أم الدحداح ! قالت : لبيك ! قال : اخرجي ، فإني قد أقرضته ربي عز وجل.

عطاء في كرم ، وقرار في حسم ! لقد كان أبو الدحداح الأنصاري معطاء بشكل عجيب ..روى الإمام مسلم عن جابر ابن سمرة رضي الله عنه قال : ( لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من جنازة أبي الدحداح رضي الله عنه قال : ( كم من عذق معلق في الجنة لأبي الدحداح ) ) كم من فروع نخيل لأبي الدحداح في الجنة !!

يذكر الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم سبب ذلك فيقول : إن يتيما خاصم أبا لبابة رضي الله عنه في نخلة ، فبكى الغلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم له :-أي لأبي لبابة – أعطه إياها و لك بها عذق في الجنة ..فقال : لا ..فسمع أبو الدحداح، فاشتراها من أبي لبابة بحديقة له !! ثم قال : يا رسول الله ، إلي بها عذق في الجنة إن أعطيتها اليتيم؟ قال: نعم ..ثم قال: ( كم من عذق معلق في الجنة لأبي الدحداح ) ..ثم مرت الأيام و ذهب أبو الدحداح ، وذهب الغلام ، وذهب الحائط ، وذهبت النخلة ، ولكن ماذا بقى؟ بقى عذق أبي الدحداح في الجنة ..( ما عندكم ينفذ وما عند الله باق )

فارق كبير جدا بين رد أبي الدحداح للآية الكريمة : ( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا ) و بين ردة فعل اليهود لما أنزلت الآية نفسها ..قالت اليهود : يا محمد ، افتقر ربك فسأل عباده القرض؟
انظر إلى سوء الأدب، وفظاظة اللفظ، ووقاحة الفعل! فأنزل الله عز وجل : (لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) آل عمران.

ولا يمكن لمثل تلك النفوس المريضة أن تبصر جلال الحكمة و الكرم الإلهيين من وراء سؤال المؤمنين القرض الحسن ..فحقيقة الأمر أن الله قد رفع –كثيرا – من شأن عباده يوم جعل إنفاقهم في سبيله قرضا حسنا يسألهم إياه ..مع أنه صاحب الفضل و العطاء أولا و آخرا .. ومع أنه الغني عن عباده ، وهم جميعا فقراء إليه.

إن الله تبارك و تعالى يعلم حرص النفس الإنسانية على المال ، وحبها له ، فيعطف – سبحانه – على هذه الغريزة في عباده مصورا إنفاقهم في سبيله بصورة القرض الحسن!!

ولا يملك المؤمن – إن فقه هذا المعنى – إلا أن يذوب حياء من ربه ، ويفيض عطاء و إنفاقا لماله في سبيل رضا مولاه1

لقد كان استشعار الصحابة رضوان الله عليهم بالغا لهذا المعنى ( معنى إقراض الله ) فها هي آيات الكتاب الحكيم تواصل حثهم و تحفيزهم بمثل قوله تعالى : ( ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده و يأخذ الصدقات ) فصاروا يوقنون بوقوع الصدقة في يد الله – سبحانه – قبل أن تقع في يد الفقير..

ثامنا : بين وعد الفضل ..ووعد الفقر
=========================

جعل الله الإنفاق في سبيله اختبارا حاسما تختار فيه بين وعد الله ووعد الشيطان ..يقول عز وجل : (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268)البقرة.

انظر أيهما تصدق ..استقرضك الله مالا لفلسطين ..فجاء الشيطان فقال : لا تنفق كثيرا ، حتى لا تفتقر ..ما زلت تحتاج إلى كذا وكذا ..مازال هناك طعام وشراب .. ما زال هناك بيت و سيارة ..مازال هناك سفر ومشاريع ..مازالت هناك زوجة و أولاد ..و يعظم المسألة في ذهنك تماما حتى تثاقل إلى الأرض ، وترضى بالحياة الدنيا من الآخرة ، ثم من الناحية الأخرى ..فإن الله يعدك أن يخلفك خيرا مما أنفقت في الدنيا و في الآخرة ..ويبارك لك في مالك و أهلك ..ويضاعف لك أضعافا كثيرة ..وفوق ذلك رحمة و توبة و مغفرة ..وفوق كل ذلك جنة ونعيم ..عليك أن تعرض المقارنة على ذهنك بسرعة كسرعة أبي الدحداح ، فستمر الأيام ، وتذهب أنت ، ويذهب المال ، و يذهب أهل فلسطين ..و لايبقى إلا ما عند الله ، فآثروا ما يبقى و يدوم على ما يفنى وينعدم.

الحلقة

الثانية


منقول

جزاكِ الله خيراً على النقل الطيب..
يسلموو خيتوو ع النقل الررووعه
جزاكما الله خيرا

شكرا على المرور الكريم

اللي تبغى تشوف الحلقة الثانية من كوكيز سوسو تدخل مع butterfly تتفضل يا هلا . 2024.

لاكي
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لاكي وحشتوووووووووووووووووووووووووووني….لاكي
اللي متابعة مع butterfly-66 اليوم جى على بالي<<<<<<<< طبعاً فالفجر كالعادة
الكوكيز للغالية سوسو بس قولت راح اعمله المره دي بدون شوكولاةلاكيلاكي

فأول تحية حتكون لـ سوسو لأنها صاحبت الوصفة..

والتانية لكل عضوات لكِ الغالييييييييييييييييات وللي بيشجعوني خصوصاَ..
نبدأ عاااااااااااااااااد كثرت الهرج….لاكي

اول شي دي صورة شوكولاته هيرشي للي ما بتعرفها<<<<<< زي قبل ما اتعرف على حضرتهالاكي

لاكي

ودي من قريب وباين فيها شكل الحبيبات..

لاكي[<<<< لازم اسوق لمنتجاتي اللي عالجنب دا الكوكيز اللي عملته اليوم ((((((الفجر)))))لاكيلاكي

تفتكروا دي الصورة!!!!!!!!!
لاكي
لاكيرجاءاً هذا كوكيز بالشوكولاته وليس فلافـــــــــــــــــــللاكي

طييييييييييييييييييييييييييييييييييييب اش رأيكم فدا؟؟؟؟؟
لاكي

ومن قريب اكترررررررررر؟؟؟؟؟
لاكي<<<<<< دا الكوكيز الأصلي لـ سوسو طبقته

واللي بالشوكولاته تقدروا تقولوا النخسه الصينية المقلللللللللللللللللللللللللللللللللدة يعني..لاكي

طبعاً مايحتاج اقولكم كيف الطعم بايييييييييين من الصور شي بيشهي<<<<< كأني انغرت فنفسي!!

ايوه بقي اقولكم انا استخدمت المعايير تبعت القياس اللي بتكون مقسمه كوب نص كوب وكدا والزبدة حطيت القالب ابو 150 غرام وطبعاً الدقيق الملكي حقي زي ما هوا فالوصفة 2ونص كوب والحمدلله طلع مررررررررررررررررررررررررررررره مزبوط ولذيذ… يعني ماعندكم حجة خلاص تطبقوا

يسلموا دياتك يا سوسو ويعطيكِ ألـــــف ألـــــــف عافية..
مستنيه رأيكم لأنه بيهمنيييييييييييييييييييييييييييييييييي…

لاكيلاكيلاكي

رووووووووووووووووعه تسلم الايادي
ما شاء الله حبيبتي قمة في الروعة تسلم يداك انت والغالية سوسو
ماشاء الله عليك
روووووعة
تسلم ايديك ياقمر
ياسلاااام … ماشاءالله عليك شكلها حلوووو …
تسلمين حبوبــــة
يسلمووووووووووو عن جد بشهو وشكلهم طيبين
يعطيكي العافية حبيبتي
بشهوا تسلم ايدك
روووووعة
تسلم ايديك
يا عينى على خواطر الحلويات

وشايفه كيف اخدت ايدك على الموضوع صرتى تبدعى

تسلم الايادى تطبيق رائع وموفق

لاكي كتبت بواسطة strawberryn◦˚ஐ˚ لاكي
رووووووووووووووووعه تسلم الايادي

الله يسلمك حبيبتي ومرورك الاروع
نورتيلاكي

الحلقة الاولى مند.عائض القرني:() 2024.

السبيكة الاولى :امرأة تحدت الجبروت
ما مضى فات والمؤمل غيب ولك الساعة التي انت فيها

انظري الى نصوص الشريعة كتابا وسنة,فان الله عز وجل قد اثنى على المرأة الصالحة,ومدح المرأة المؤمنة,قال سبحانه وتعالىلاكي(وضرب الله مثلا للذين امنوا امرأت فرعون اذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين)).

فتأملي كيف جعل هذه المرأة (آسية رضي الله عنها )مثلا حيا للمؤمنين والمؤمنات , وكيف جعلهارمزاً وعلماً ظاهراً لكل من أراد أن يهتدي وأن يستن ّ بسنة الله في الحياة ,وما اعقل المرأة وما أرشدها،حيث أنها طلبت جوار الرب الكريم،فقدمت الجار قبل الدار،وخرجت من طاعة المجرم الطاغية الكافر فرعون،ورفضت العيش في قصره ومع خدمه وحشمه ومع زخرفه،وطلبت داراٍ أبقى وأحسن وأجمل في جوار رب العالمين،في جنات ونهر،في مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر،انها امرأة عظيمة ؛حيث ان همتها وصدقها أوصلاها الى أن جاهرت زوجها الطاغية بكلمة الحق والايمان،فعذبت في ذات الله،وانتهى بها المطاف الى جوار رب العالمين،لكن الله عز وجل جعلها دوةً واسوةً لكل مؤمن ومؤمنة الى قيام الساعة،وامتدحها في كتابة،وسجل اسمها ،وأثنى على عملها،وذم زوجها عن منهج الله في الارض.

اشراقة:تفاءلي ولو كنتِ في عين العاصفة.
ومضة:لاحول ولا قوة الا بالله.

ص21

أسعــــــــــد الله صباحك**
جـــــــزاك الله عنا كل خير غاليتي00

والله أحب كثيراً أن أقرا لأستاذي00عائض القرني00حماه الله

أنتظر البقيه00رعاك الله وحفظك عزيزتي00

الله يحفظك وكل يوم حلقة بأذن الله ليتجلى للبنات قراءته بيسر وسهولة حلقة حلقة صفحة صفحة
اختي
جزاك الله الجنه
ما احوجنا لمثل هذه المواعظ
لاحرمت اجر ماكتبت
وجزى الله شيخنا الفاضل خير الجزاء

اشراقة:تفاءلي ولو كنتِ في عين العاصفة.

الله المستعان

والله يا انبارية اشكرك على دعوتك انا كمان بتعلم منه ولكن طلبت تثبيت الموضوع حتى ما يضيع بي
هذه اول حلقة

الحلقة 1 إقرأها فقط 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
سأحاول أن أتناول في مواضيعي سيرة رسول الله مقسمة إلى حلقات

وأستعين بالله
في يوم الاثنين 16/أيار/570 ميلادية الموافق 12/ربيع الأول / 52 قبل الهجرة ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم و صح عنه انه قال :(( أنا دعوة أخي ابراهيم و بشرى أخي عيسى , و رأت أمي حين ولدتني أنها خرج منها نور اضائت له قصور الشام )).
و قد كانت العرب تسمي ذلك العام الذي ولد فيه النبي عام الفيل .
و قد ولد النبي من أبويين شريفين هما عبد الله بن عبد المطلب و آمنة بنت وهب .
طفولته و رضاعته
مات عبد الله والد النبي و النبي عليه الصلاة و السلام جنين في بطن أمه و بذلك يكون الرسول ولد يتيم الأب .
و قد كانت عادة العرب أن تسترضع أولادها في البادية ليتعلموا فصاحة الاعراب و شونة الحياة .
و دفعت آمنة ابنها لحليمة السعدية لترضعه .
وخلال فترة رضاعته عند حليمة حدثت حادثة شق الصدر و هاهي كما رواها ابن عباس : (( كانت حليمة تحدث انه لما ترعرع رسول الله كان يخرج فينظر إلى الصبيان فقال لي يوما : يا أماه ما لي لا أرى إخوتي بالنهار ؟ ( يقصد إخوته بالرضاعة) فقلت له إنهم يرعون غنما لنا فيروحون من ليل إلى ليل قال :(( إبعثيني معهم )) فكان عليه السلام يخرج مسرورا و يعود مسرورا . فلما كان
يوم من ذلك خرجوا , فلما انتصف النهار اتاني أخوه يرشح باكيا ينادي : يا أبت و يا أماه إلحقا أخي محمدا القرشي فما تلحقانه إلا
ميتا , قلت و ما قضيته ؟ قال : بينما نحن قيام إذ أتاه رجل فاختطفه من وسطنا و علا به ذروة الجبل و نحن ننظر إليه حتى شق
شق صدره إلى عانتهو لا أدري ما فعل به .
فانطلقت أنا و أبوه نسعى سعيا , فإذا به قاعد على ذروة الجبل شاخص ببصره إلى السماء يبتسم و يضحك , فأكببت عليه أقبله بين عينيه و قلت له : فدتك نفسي ما الذي دهاك ؟ قال :((خير)) .

الحلقة السابعة والثامنة -من يشتري الجنة؟ للدكتور راغب السرجانى 2024.

تاسعا :الترهيب من عدم الإنفاق:
========================

وكما اهتم الإسلام بتحفيز النفس على البذل و التطهر من الشح ..فقد سلك في تربيتها جانبا آخر هاما لا يمكن إغفاله ، فأوضح أن الجهاد بالمال ليس بالأمر الاختياري أو الثانوي ..يستطيع الإنسان أن يتجاوزه أو يحيد عنه متى شاء ..و إنما هو سلوك إسلامي أصيل يبلغ درجة الفريضة و الركن أحيانا – كما في الزكاة – ، و يظل فيما سوى الفريضة معلما مميزا من معالم النفس المسلمة ، ودعامة هامة لحياة و سلامة المجتمع المسلم ..فقد روى الطبراني عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله فرض على أغنياء المسلمين في أموالهم بقدر الذي يسع فقراءهم ..ولن يجهد الفقراء إذا جاعوا و عروا إلا بما يصنع أغنياؤهم .. ألا و إن الله يحاسبهم حسابا شديدا ، ويعذبهم عذابا أليما )..فلن ينجو الأغنياء بأموالهم طالما هناك فقراء يجوعون ويعرون..

و كذلك روى البخاري عن أبي سعيد الخدري قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى ، فمر على النساء فقال : ( يا معشر النساء تصدقن ، فإني أريتكن أكثر أهل النار !! فقلن : ويم يا رسول الله؟ قال : تكثرن اللعن ، وتكفرن العشير ) .. وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قالرسول الله صلى الله عليه وسلم ما من صاحب ذهب و لا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار ، فأحمي عليها في نار جهنم ، فيكوى بها جنبه و جبينه وظهره ..كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله : إما إلى الجنة ، و إما إلى النار ) قيل : يا رسول الله فالإبل ؟
قال : ( ولا صاحب إبل لا يؤدي منها حقها – ومن حقها : حلبها يوم وردها- إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرر ( أي : جعلت في أرض مستوية ملساء) أوفر ما كانت ، لا يفقد منها فصيلا واحدا ..تطؤه بأخفافها ( أي : تدوسه )، وتعضه بأفواهها ..كلما مر عليه أولاها رد عليه أخراها ..في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، حتى يقضى بين العباد ، فيرى سبيله : أما إلى الجنة ، و إما إلى النار ) ..قيل : يا رسول الله ، فالبقر والغنم ؟
قال : ) ولا صاحب بقر ولا غنم لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر ، لا يفقد منها شيئا .. ليس فيها عقصاء ( ملتوية القرن ) ولا جلحاء ( ليس لها قرن ) و لا عضباء ( مكسوة القرن ).. تنطحه بقرونها ، وتطؤه بأظلافها ، كلما مر عليه أولاها رد عليه أخراها ..في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد ، فيرى سبيله : إما إلى الجنة ، و إما إلى النار ) قيل : يارسول الله ، فالخيل؟
قال: ( الخيل ثلاثة : هي لرجل وزر ، وهي لرجل ستر ، وهي لرجل أجر ، فأما التي هي له وزر فرجل ربطها رياء و فخرا و نواء ( أي : عداء ) لأهل الإسلام ، فهي له وزر ..و أما التي هي له ستر فرجل ربطها في سبيل الله ، ثم لم ينس حق الله في ظهورها و لا رقابها ، فهي له ستر ..و أما التي هي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله لأهل الإسلام في مرج وروضة ، فما أكلت من ذلك المرج أو الروضة من شيء إلا كتب له عدد ما أكلت حسنات ، وكتب له عدد أرواثها و أبواهل ( فضلاتها ) حسنات ، ولا تقطع طولها ( وهو الحبل التي تقاد منه ) فاستنت ( جرت بقوة ) شرفا أو شرفين ( الشرف : قرابة الميل ) إلا كتب له عدد آثارها و أرواثها حسنات ، ولا مر بها صاحبها على نهر ، فشربت منه ، و لا يريد أن يسقيها ..إلا كتب الله تعالى له عدد ما شربت حسنات ) قيل : يا رسول الله : فالحمر ؟
قال : ( ما أنزل علي في الحمر شيء إلا هذه الآية الفذة الجامعة : (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) الزلزلة .

بل انظر إلى هذا التحذير الرهيب في الحديث الذي رواه مسلم عن الأحنف بن قيس قال : كنت في نفر من قريش ، فمر أبو ذر الغفاري وهو يقول : بشر الكانزين بكي في ظهورهم ..يخرج من جنوبهم ، و بكي من قبل قفاهم ..يخرج من جباههم ..قال : ثم تنحىفقعد ..قال : قلت من هذا؟ قالوا : أبو ذر ..قال : فقمت إليه ، فقلت : ما شيء سمعتك تقول قبيل ؟( أي : قبل قليل ) قال : ما قلت إلا شيئا قد سمعته من نبيهم صلى الله عليه وسلم .قال : قلت : ما تقول في هذا العطاء؟ قال : خذه فإن فيه اليوم معونة ..فإذا كان ثمنا لدينك فدعه ) بهذا المنظار إذن – كان الصحابة – رضوان الله عليهم أجمعين – ينظرون إلى المال : إما أن يكون عونا على الحياة و مطالبها ، و إلا فهو في سبيل الله .. لأنه لو عزل عن المحتاجين إليه وقت حاجتهم ، واكتنزه صاحبه دونهم ، فالعاقبة وخيمة جدا كما رأينا ..نسأل الله السلامة من الشح وعواقبه.

وليس عقاب الشح خاصا بصاحبه فقط ..بل إن شؤمه يعم الأمة جميعا ..ألم تر إلى ذلك التحذير النبوي الذي يذكر سوء الجزاء الذي ينتظر المجتمعات التي لا تؤدي حق الله في أموالها..
روى ابن ماجة و البزار والبيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يا معشر المهاجرين ، خصال خمس إن ابتليتم بهن ونزلن بكم أعوذ بالله أن تدركوهن ..) وذكر منها : ( ولك يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ، ولولا البهائم لم يمطروا !!) ..فقيمة المجتمع الذي يبخل أبناؤه بما في أيديهم ، أقل من البهائم !! ولا يستحقون فضل الله لولا البهائم التي تحيا إلى جوارهم على فطرة الله لا تتعداها
عاشرا : ليست النائحة كالثكلى
=====================

إخواني في الله ..حدثتكم عن تسع محفزات ربانية على الجهاد بأموالكم في سبيل الله ..و لكن خبروني بالله عليكم ، إذا لم توجد كل تلك المحفزات .. أفلا يكفيكم حال إخوانكم في فلسطين؟؟
ألا يؤرقكم عراء أجسادهم و خواء بطونهم؟
ألا تهتز نفوسكم لأسر فقدت عائلها ..وشباب فقدوا بعض أطرافهم؟؟
أفلا تروعكم بيوت هدمت ، وشرد ساكنوها؟؟ ..ومزارع خربت ، وضاق الحال بمزارعيها؟
إخواني في الله ..نحن لا نتحدث عن باب نظري من أبواب الشرع ، نكتفي فيه بالمعلومات الجافة و المتون المحفوظة ..بل نحن نلمس واقعا مريرا ، يكتوي به إخواننا في فلسطين- وفي غير فلسطين- صباح مساء
أنا لا أدعوكم لإنقاذ قوم بائسين في طرف بعيد من العالم لا صلة لكم به ..بل أنتم تدعون للجهاد بأموالكم دفاعا عن أعراض إخوانكم في فلسطين- وفي سائر ديار الإسلام الجريحة-وواقعية المأساة و إحاحها على مشاعرنا يوميا لابد أن يكون حافزا لسخاء الأيدي ، ومن قبله سخاء القلوب
وواقعية المأساة – بل المآسي – هي المحفز العاشر للجهاد بالمال ..فتلك عشرة كاملة

كانت هذه بعض أساليب القرآن المعجزة في علاج شح الأنفس ، والتحفيز على مسألة شاقة على النفس ، وهي مسألة إخراج المال في سبيل الله ، و أنا أعتقد أن الإنسان إذا علم كل ما سبق فقد ينقلب حبه للمال إلى كراهية ، ولا يصبح المال حينئذ مدعاة للسرور ..كما روى البخاري عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما أحب أن لي مثل أحد ذهبا .. أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير ) أي : لقضاء حوائجه ، و أداء دينه ، ونفقة عياله

و إنفاق المال بعد هذا التحفيز هوز مرحلة من مراحل الإيمان ، ودرجة من درجات الرقي إلى الله عز وجل ..وفوق هذه الدرجة درجات عليا ..يبلغها من ارتقى من مرحلة أن يدعى إلى الإنفاق .. إلى مرحلة أن يرغب في الإنفاق و يبحث عن مواطنه ، ويتمنى أن لو يسر له سبيل يجود فيه بما في يديه ، طمعا في ما عند الله عز وجل ..وعن هذه الدرجة العليا تتحدث السطور القادمة

يتبع

الحلقة الثامنة

من وحي تبوك
==========

تعالوا نغوص في أعماق التاريخ ..لنذهب إلى المعسكر الدائم للإيمان .. إلى المدينة المنورة ..و نصل إلى ساحة واسعة يجلس فيها خير الخلق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ..وعن يمينه و يساره و أمامه جماعات من الذين رضي الله عنهم و رضوا عنه ..يحفزهم صلى الله عليه وسلم على الإنفاق لتجهيز جيش عظيم في وقت عصيب اشتد فيه الحر ، وعظم فيه الخطب ، وطال فيه السفر ، وقل فيه الزاد ، وحان وقت القطاف ..لكن لابد من المغادرة ..هذا تجهيز جيش العسرة ..جيش تبوك ..ترى ماذ فعلوا حتى ينزل الله في حقهم : (لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (117) التوبة .

لكن قبل أن نرى فعلهم ، ونستمتع بصحبتهم ؟..تعالوا نعقد مقارنة عجيبة و قياسا غريبا بين تبوك وفلسطين!!.. وتخيلوا معي بهدوء ..لو كان رسول الله حيا بين أظهرنا ، ورأى – في وقت متزامن- أمر فلسطين على ما هي عليه الآن ، و أمرتبوك على ما كانت عليه ..و طاقة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكفي لإخراج جيش واحد ..ترى ماذا سيكون موقفه؟أتراه يختار تبوكا .. أم تراه يختار فلسطين ؟؟ .. أتراه يحفز الناس على تبوك .. أم تراه يحفزهم على فلسطين؟؟

1- غزوة تبوك كانت لمقتل رسولين من المسلمين في أرض الشام ، كانا في طريقهما إلى قيصر ، ( رجلين فقط) .. أما فلسطين فقد قتل فيها في سنة واحدة : ثمانمائة من المسلمين.

2- في تبوك : كان الجيش الروماني يتجهز لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يدخل الجزيرة العربية بعد ..بل كان في أرض الشام ، ولم تكن أرضا إسلامية آنذاك .. أما في فلسطين فيعيث فيها الجيش اليهودي القذر فسادا ..الجيش اليهودي بالفعل في أرض إسلامية ..لا يحتل فقط بل يستبدل بأهل فلسطين أهله و أبناؤه من بني إسرائيل.
3- في تبوك..لم يخرج مسلم من داره .. أما في فلسطين فقد أخرج نصف أهل البلد من ديارهم !! وربنا يأمرنا ..و علينا الطاعة ، فيقول : ( و أخرجوهم من حيث أخرجوكم ).

4- تبوك كانت تهديدا ، ولم يحدث بعد قتال .. أما فلسطين فتعاني من حرب ضارية قائمة بالفعل ..و ربنا يأمرنا .ز وعلينا الطاعة فيقول : ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم )

5- تبوك لم تكن بها مقدسات إسلامية ..بل كانت بها ديار الظالمين ..ديار ثمود !! أما فلسطين ففيها الأقصى ..ثالث الحرمين .. و أولى القبلتين .. ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا بين أظهرنا لاختار فلسطين على تبوك . إن كان لابد من الاختيار ، فقضية فلسطين أشد خطورة ..وكلتا القضيتين خطيرة..

انظروا ماذا فعل الصحابة الكرام في تبوك .. وتخيلوا كيف كانوا سيفعلون لفلسطين..

لقد فتح الرسول صلى الله عليه وسلم باب التبرع علانية ، حتى يحفز المسلمون بعضهم بعضا ..وكان أول القائمين عثمان بن عفان رضي الله عنه ..قام يشتري الجنة !! لقد قام فقال علي مائة بعير بأحلاسها و أقتابها في سبيل الله ) فسر رسول الله بذلك سرورا عظيما ، فهذا عطاء كثير ! ثم فتح بباب التبرع من جديد ، فقام عثمان بن عفان ثانية( يزايد على نفسه ) قال : ( علي مائة بعير أخرى بأحلاسها و أقتابها في سبيل الله ) فسعد به رسول الله سعادة عظيمة ..حتى إنه قال : ( ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم )…ولكن هل سكن عثمان أو اطمأن ؟ انظر إليه.لقد أخذ يدفع من جديد حتى وصل ما تبرع به إلى ثلاثمائة بعير !!( وفي رواية : تسعمائة بعير ، ومائة فرس) ثم ذهب إلى بيته ، و أتى بألف دينار نثرها في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ..و رسول الله يقلبها متعجبا !..

وهكذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه .. أتى بأربعة آلاف درهم ، وقد يقول قائل : إنها أقل بكثير مما جاء به عثمان ..لكنها تعتبر ظاكثر نسبيا من عطاء عثمان- سبحان الله- لأنها كل مال أبي بكر الصديق .. حتى إن رسول الله سأله : ( وماذا أبقيت لأهلك ؟) قال له في يقين : أبقيت لهم الله ورسوله )
و أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بنصف ماله وهو كثير ..بل كثير جدا..عبد الرحمن بن عوف أتى بمائتي أوقية من الفضة ، وهذا أيضا كثير..

كانوا – بصدق – يشترون الجنة – وما أزهد الثمن .. وما أعظم السلعة ..( ألا إن سلعة الله غالية .. ألا إن سلعة الله الجنة ).

بل إن النساء أتين بالحلي ..كان الكل يشارك..كانت قضية إسلامية تشغل كل فئات الأمة حتى الفقراء الذين لا يملكون إلا قوت يومهم !! جاءوا بالوسق و الوسقين من التمر!! تمر قليل يجهزون به الجيش الكبير؟ نعم قليل ، لكن هذا كل ما يملكونه ، سيطعمون جنديا أياما .. قد لا يعني هذا في نظر بعض الناس شيئا ..لكنها تعني بالنسبة لهم الكثير ، وتعني أيضا عند الله الكثير والكثير ..حتى إن المنافقين كانوا يسخرون من هذه العطايا البسيطة ، فأنزل الله دفاعا عظيما في كتابه عن هؤلاء الفقراء المتصدقين ..يقول تعالى : (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (79)
التوبة ..فالله تعالى بنفسه هو الذي يرد على سخرية المنافقين.
وجاء البكاءون !
==============

جاء نفر من المؤمنين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ..يعرضون أنفسهم عليه ليجاهدوا معه .. وكانوا فقراء لا يملكون شيئا ، ولا عندهم بعير يحملهم ..و كذلك ليس عند رسول الله ما يحملهم عليه ، فأعفاهم من القتال لعذرهم ..لكنهم ما استطاعوا أن يتحملوا ذلك !! أخذوا يبكون على فوات فرصة الجهاد بالنفس و المال !! مع كونهم معذورين عذرا شرعيا مباشرا من رسول الله ..لكن تاقت النفوس إلى البذل و إلى الجهاد ..تاقت إلى الجنة .. أنزل فيهم ربنا : ( وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ (92) التوبة . طراز فريد عجيب من البشر .

بل انظر إلى أحدهم ..( علبة بن زيد ) رضي الله عنه .. تولى وهو يبكي ، ثم ذهب إلى بيته .. ولما جاء الليل قام يصلي و يبكي و يقول : ( اللهم إنك قد أمرت بالجهاد .. ورغبت فيه ..ثم لم تجعل عندي ما أتقوى به مع رسولك ، ولم تجعل في يد رسولك ما يحملني عليه .. و إني أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني فيها من مال أو جسد أو عرض ) أرأيتم يا إخوة ..بماذا يتصدق ؟ يتصدق من حسناته ..هذه الأنواع من الأذى التي لحقت به من إخوانه ..ستتحول إلى حسنات يوم القيامة ، هو لايملك شيئا من مال أو بعير ..فيتصدق بالشيء الوحيد الذي يملكه ..يتصدق بحقه على إخوانه !!

ثم أصبح علبة بن زيد مع الناس ، وذهب إلى صلاة الصبح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ..و بعد الصلاة ، قال النبي : ( أين المتصدق هذه الليلة؟) فلم يقم إليه أحد ..ثم قال : ( أين المتصدق؟فليقم!) فقام إليه علبة ، فأخبره النبي : ( أبشر ..فوالذي نفس محمد بيده ..لقد كتبت في الزكاة المتقبلة ) إنه الصدق مع الله يقابل بكرم من الله ..حمية حقيقية للدين .. حتى و إن كان فقيرا معدما .. وسخاء و عطاء ، ورحمة من إله رحيم حنان منان ..سبحانه وتعالى

يتبع

الحلقة الأولى

من يشتري الجنة؟ سلسلة للدكتور راغب السرجانى
الحلقة
الثانيةhttp://www.lakii.com/vb/showthread.php?t=358903
الحلقة الثالثة
الحلقة الثالثة – من يشتري الجنة؟ للدكتور راغب السرجانى
الحلقة الرابعة
الحلقة الرابعة- من يشتري الجنة؟ للدكتور راغب السرجانى

الحلقتين الخامسة والسادسة

نتابع.. بارك الله فيك..

رمضاني غير ~ الحلقة الأولى 2024.

سلام الله عليكم ورحمته وبركااااتهـ

حياكم الله أخواتي الغاليات

شهركم مبارك ~ وكل عام وأنتم بخير

هاهي حملتنا تنطلق بإذن البارئ مع أول أيام شهر رمضان المبارك

تحت عنوان :

" رمضاني غير ~ "

لحفظ سورة ق وجزء الذاريات بإذنه تعالى
فحياكم الله ..

رابط الموضوع الأول

انطلاق حملتنا : رمضاني غير ~

بدايتنا ستكون بإذن الله

مع سورة ق

ولقد قمت بتحميلها بصوت عدة قراء

ليتمكن الجميع من حفظها بدقه

وسأقوم بإنزالها قريباً بإذن الله

سورة ق

بصوت : أكرم العلاقمي

لاكي

وهنا بصوت : أنس الغامدي

لاكي

بالتوفيق لاكي

وهنا بصوت : عبد الباسط عبد الصمد

لاكي

بالتوفيق لاكي

اللهم اجعلنا من اهل القرآن
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيراً وبارك الله فيكِ

جزاك الله خير

طيب الله لك السمعة و أغدق عليك النعمة

و أصلح لك الباطنة

و كفاك الفتنة و هداك طريق الجنة

و شفعك برسول الأمة

و جمعنا و أياك فى الجنة اللهم

آمين يارب العالمين

جزاكي الله الف خيير
رمضان كريم

حياكم الله أخواتي الغاليات

لكن هذا الموضوع خاص بالتسميع فقط

فلا نريد ردود جانبيه

جزاكم الله خيراً

الحلقة الثانية من كتاب(((((( لا تحزن )))))) 2024.

فكر وأ شكر: المعنى….ان نتذكر نعم الله علينا فإذا هي تغمرك من فوقك ومن تحت قديك
( وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها )
صحة في بدن
أمن في وطن
غذاء وكساءوهواء وماء……..تملك الحياة وأنت لاتعلم
عندك عينان ولسان وشفتان……( فبأي آلاء ربكما تكذبان )
هل هي مسألة سهلة أن تمشي على قدميك,وقد بترت أقدام
تفكر في سمعك وقد عوفيت من الصمم
وتأمل في نظرك وقد سلمت من العمى
………………………………………….. …………………………….
………………………………………….. ……………………………
أتريد في بصرك وحده كجبل أحد ذهبا؟؟؟؟؟
أتحب بيع سمعك وزن ثهلان فضة؟؟؟؟؟؟؟
هل تشتري قصور الزهراء بلسانك فتكون أبكم……
إنك في نعم عميمة,وأفضال جسيمة ولكنك لاتدري ,تعيش مهموما مغموما حزينا كئيبا
وعندك الخبز الدافئ والماء البارد ((((( تتفكر في المفقود ولاتشكر الموجود)))))

قال تعالى (((((((((((((((وفي أنفسكم أفلا تبصرون ))))))))))))))

الله يبارك فيكي ويكثر من امثالك ويخليكي لعيالك موضوع رائع اختك في الله
جزاءكي الله خيرا

هذا كتاب رائع وله محاضرة ايضا اتمنى ان تسمعوها

ما عليكم الا الضغط على الصورة :

[IMG]http://mamlakti.jeeran.com/dont.gif[/IMG] [IMG][IMG]

جزاءكي الله خيرا

هذا كتاب رائع وله محاضرة ايضا اتمنى ان تسمعوها

ما عليكم الا الضغط على الصورة :

لاكي