مفتاحُ السعادة سجدةٌ 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مفتاحُ السعادة سجدةٌ

ولستُ أرى السعادة جمع مالٍ ولكنَّ التقيَّ هو السعيدُ

أولُ صفحات السعادة في دفتر اليوم ، وأول بطاقات المعايدة في سجل النهار صلاةُ الفجر ، فابدئي بصلاة الفجر يومكِ ، وافتتحي بصلاة الفجر نهاركِ ، حينها تكونين في ذمة الله ، في عهد الله ، في حفظ الله ، في رعاية الله ، في أمان الله ، وسوف يحفظكِ من كل مكروه ، ويرشدكِ إلى كل خير ، ويدلكِ على فضيلة ، ويمنعكِ من كل رذيلة ، لا بارك الله في يوم لم يبدأ بصلاة الفجر ، لا حيَّا الله نهاراً ليس فيه صلاة فجر ، إنها أول علامات القبول ، وعنوان كتاب الفلاح ، ولافتة النصر والعز والتمكين والنجاح . فهنيئاً لكل من صلَّى الفجر ، طوبى لكل من صلَّى الفجر ، قرة عين لمن حافظ على صلاة الفجر ، وبؤساً وتعاسةً وخيـبةً لمن أهمل صلاة الفجر !

إشراقة : الجدلُ العقيمُ والنقاشُ التافِهُ يُذهبُ الصفاء والبهاءَ

منقــول

أثابك الله كلامك مثل الدواء
لاكي
جعلناالله من المحافظين عليها.
جزاك الله خيرا على كلامك الطيب
مفتاحُ السعادة سجدةٌ
ماااجملهاااا من سعاده…
إشراقة :الجدلُ العقيمُ والنقاشُ التافِهُ يُذهبُ الصفاء والبهاءَ
باارك الله فيييكى على النقل الحلوووووووو
جزاك الله خيرا.

قيل لحكيم: ما العافية؟
قال: أن يمر بك اليوم بلا ذنب.
سبحان الله وبحمده ، عدد خلقه ، ورضى نفسه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته

سلمت يدك

لاكي

أسس السعادة العشرة من منظوري الخاص ومنظور كل مؤمن 2024.

لاكي
بحسب منظوري ومنظور كل مسلم هناك قواعد لسعادة
ومن منا لا يريد ان يكون سعيد

فأذا فقدت غالي او مرضت او خسرت مالاً او ابتلاك الله بمن تحب
هل تود ان تكون سعيداً

نعم ستكون سعيداً لآن السعادة بوجود الله والايمان به

وسأ اقدم لكم أسس السعادة من منظوري :-

1_ ان تؤمن بالله وبالقدر خيره وشره وان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك وان تحسن لله وكأنك تراه وان لم تكن تراه فأنه يراك …

2_ ان تحافظ على الصلوات الخمس بوقتها وخاصة البردين (الفجر والعصر) وعلى الرواتب الاثنى عشر وقرأت القرأن و حفظ اجزاء منه والعمل بقتضاه ….
3_ ان تحافظ على صلاة الليل وعلى الدعاء وهو مخ العبادة مع الالحاح وعلى وردك صباح مساء مع التسبيح والاستغفار في كل وقت …

4_ بر الوالدين سواء احياء او متوفين بطاعة الحيين منهم والعاء لهم ومساعدتهم ومن توفاه الاجل بالدعاء لهم والتصدق عنهم وذكرهم بخير …

5_الصدق لله من القلب وقبل ان يصدق اللسان ولا يهمك في الله لومة لائم والخوف من الله وحده والحياء من الناس وليس الخوف منهم ….

6_ ان تعيش وانت لا تحمل في قلبك مقدار بغض او حقد على احد مهما اخطاء في حقك فالله حسيبه وان لاتدعى الا اذا ظلمك ظلم شديد بقولك (حسبي الله ونعم الوكيل ) فالله كفيل بأخذ حقك دنيا او آخره …

7_ قدم المعروف ولا تنتظر لا شكر ولاثناء بل انتظر الجزاء من رب العباد ….

8_ حاول ان تعيش يومك وتنسى الماضي سواء جميل او قبيح فلا جميله اتي ولا قبيحه اتي مرة اخرى فما ذهب لن يعود فلا تضيع وقتك …

9_ ابتسم في وجه من هو امامك فالابتسامة شأنها عظيم ويكفي انها صدقة ….

10_ قلل من النوم والاكل اعمل جاهد لبذل مجهود بدني عملي او رياضي اذا كنت عاطلاً عن العمل ساعد الغير ارسم الابتسامة على وجه الغير ستجد نفسك سعيداً لاكي
والســــــــــــلام عليـــكم …

بارك الله فيكِ ياحنين لاكي
من لزم الطاعة لازمته السعادة


قال تعالى (من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) [النحل:97].
أسأل الله ان يجعلنا من السعداء بطاعتهلاكي

والله موضوع رائع
جزاكي الله خيرا
بيسان
بداية داعية نورتي الموضوع والله يسعد ايامك بطاعته …

بيسان هلا فيك والله يسعد قلبك…

وعليكم السلام ورحمة الله
فعلا لا سعاااده إلا بالطاااعه ..
باااارك الله فيك حنين ..
اسعد الله قلبك ..

بارك الله فيك حنين الذكرى
نحتاج الى هذه العبارات دائما لتذكرن وتصبرنا على ما ابتلانا الله
موضوعك حلووووو
صدقين من لزم طاعة الله بالأستغفالر والقرب من الله رأى السعادة والجميع من حوله سعيد أهله حياته
بورك فيك وجزاك الله خيرا ورزقك الجنة إن شاء الله
الله يجزاكم كل الخير وسعادة الدارين خواتي …
موضوع رائع

بارك الله فيك واثابك خير الثواب يا حنين

ولكِ بالمثل يا دانا …

أختاه هل تريدين السعادة 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

أختاه هل تريدين السعادة

بسم الله الرحمن الرحيم، إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير . شهادة عبده وابن عبده وابن أمته ومن لا غنى به طرفة عين عن رحمته أشهد أن محمد عبد الله ورسوله أرسله الله رحمة للعالمين فشرح به الصدور وأنار به العقول وفتح به أعينا عميا وأذان صما وقلوب غلفا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحده وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وأسأل الله الذي جمعنا وإياكم في هذه الروضة أن يجعلنا ممن تنزَّل عليه الرحمة، وتغشاه السكينة، وتحفُّه الملائكة، ويذكره الله -عز وجل- فيمن عنده. اللهم إنا نسألك ألا تصرفنا -رجالنا والنساء- من هذا المسجد إلا وقد غفرت لنا ما تقدم من ذنوبنا. اللهم لا تعذب جمعًا الْتقى فيك ولك. اللهم لا تعذب ألسنة تخبر عنك. اللهم لا تعذب أعينًا ترجو لذة النظر إلى وجهك. اللهم لا تعذب قلوبًا تشتاق إلى لقاك. ما أجمل أن تلتقي الأسر المسلمة على كتاب الله، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ما أجمل أن نتذاكر الله -عز وجل- جميعًا ليعم النفع للرجل والمرأة، والصغير والكبير، والذكر والأنثى. إنها لَنعمة عظيمة قد كان -صلى الله عليه وسلم- يفعلها، وذاك من هديِه وخير الهدي هديُه -صلى الله عليه وسلم- وعذرًا لكم -أيها الرجال- سيكون الخطاب هذه المرة من بين مرات كثيرة وكثيرة لطالما خوطبتم أنتم، سيكون الخطاب للنساء، عذرًا وعفوًا، وما يُقال للرجل يُقال للمرأة، وما يُقال للمرأة يُقال للرجل إلا فيما اختص به كل جنس عن جنس آخر، والذي خصَّه به شرعنا المطهر الذي أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-

أيتها الأخوات أيتها الأمهات هل تُردْن السعادة؟ هل تُردْن السكينة؟ هل تُردْن الأمن والطمأنينة؟ هل تُردْن ذلك في الدنيا والآخرة؟ أم تُردْنها في وقت غير وقت من هذه الأوقات؟ إني لأقول لَكنَّ: إن السعادة سعادتان؛ دنيوية مؤقَّتة بعمر قصير محدود، من طلبها مجردة وحدها فسينسى ذلك في غمسة واحدة يُغمسها في جهنم. يُؤتَى بأَنعَم أهل الدنيا من أهل النار فيغمس في النار غمسة، ثم يقال له: هل مرَّ بك خير قط؟ هل مرَّ بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب. فينسى كل نعيم ولذة في الحياة بغمسة واحدة يُغمسها في النار. نعوذ بالله من النار. أما السعادة الثانية: فهي سعادة أخروية دائمة لا انقطاع لها –أبدًا- وهذه هي المطلوبة. فلو حصل للإنسان في حياته ما حصل من التعاسة والشقاء لم يكن بعد ذلك نادمًا أبدًا؛ لأن غمسة واحدة في الجنة تُنسيه تلك الآلام، وتُنسيه ذلك الشقاء وتلك التعاسة.
ويا أيها الأحبة إن سعادة الدنيا مقرونة بسعادة الآخرة، وإنما السعادة الكاملة في الدنيا والآخرة للمؤمنين والمؤمنات، للصالحين والصالحات، للطيبين والطيبات، للقانتين والقانتات، للعابدين والعابدات، للمتقين والمتقيات؛ اسمع إلي ربك يوم يقول –سبحانه وبحمده-: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا من ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) فالسعادة كلها في طاعة الله، والسعادة كلها في السير على منهج الله وعلى طريقة محمد بن عبد الله –صلى وسلم عليه الله- يقول الله –جل وعلا –: (وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) والشقاوة كلها في معصية الله، والتعاسة كلها في منهج غير منهج الله وغير منهج محمد –صلى الله عليه وسلم- (وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا ). فيا أيتها الأخوات المسلمات هل تُردْن السعادة؟ إن كنتن كذلك، وما أظنكن إلا كذلك؛ فلتسمعن مني النصيحة والعتاب من مخلص في نصحِكن يرجو لَكُنَّ حُسن الثواب، يخشى على هذه الوجوه من الحميم من العذاب، أخواتنا لا تغضبن فالحق أولى أن يجاب. أيتها الأخت المسلمة بصوت المحب المشفق وكلام الناصح المنذر أدعوكِ وأدعو الكل، وأدعو نفسي إلى تقوى الله -عز وجل- وأن نقدم لأنفسنا أعمالاً صالحة تُبيض وجوهنا يوم أن نلقى الله، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. ( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أكفر تم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون َ) تبيضُّ وجوهنا يوم أن نلقى الله. (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا) ألا هل تُردْن النجاة؟ إن النجاة لفي تقوى الله –جل وعلا- لا غير. (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ). ثم إني أدعوكِ أخرى –يا أخت الإسلام- إلى أن تحمدي الله –عز وجل- الذي أنعم عليك بنعمة الإيمان ونعمة القرآن وكرَّمكِ وطهَّركِ ورفع منزلتك أيَّ رفعة. لم تُرفَع منزلة المرأة تحت أي مظلة مثلما رُفعَت تحت مظلة لا إله إلا الله محمد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ليس هذا فحسب؛ بل أنزل الله فيك وفي أخواتك سورة كاملة في قرآنه باسم سورة النساء، وسورة أخرى باسم سورة مريم، وسورة ثالثة باسم سورة المجادلة. ليس هذا فحسب بل خصَّك بأحكام عديدة في كتابه الكريم في حين كانت المرأة قبل هذا الدين سلعة رخيصة سلعة ممتهنه كسبق المتاع، عار على وليها وعار على أهلها، وعار على مجتمعها الذي تعيش فيه؛ ولذلك تعامل أحيانًا كالحشرة بل تُفضَّل البهائم عليها. لم تنالي عزَّك إلا في وسط هذا الدين يا أَمَة الله، فاستمسكي به، اسمعي إلى قول الله -عز وجل- يوم يحكى ماضينا لابد أن تتذكريه؛ فتحمدي الله أولاً وأخرًا وظاهرًا وباطنًا على ما أنتِ فيه. ( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ). لا إله إلا الله، إنه ليئدُها ويقتلها ويدفنها حية أحيانًا، فاسمعي يا أمة الله؛ يُذكر أن صحابيًا اسمه[ عبد الله بن مغفل] –رضى الله عنه وأرضاه- كان إذا جلس عند رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ظهر على وجهه حزن وكآبة، حزن عظيم وكآبة عظيمة، فسأله النبي –صلى الله عليه وسلم- عن سبب حزنه ذلك الذي لا ينقطع أبدًا، فقال: يا رسول الله كنت في الجاهلية، وخرجت من عند زوجي وهي حامل، وذهبت في سفر طويل لم أعُدْ إلا بعد سنوات، وجئت وإذا بها قد أنجبت لي طفلة تلعب بين الصبيان كأجمل ما يكون الأطفال، قال: فأخذتها، وقلت لأمها: زيِّنيها زيِّنيها، وهي تعلم أني سأئدها وأقتلها، فقامت أمها تزينها وبها من الهمِّ ما بها. زينتها وتقول لأبيها: يا رجل لا تضيِّع الأمانة، يا رجل لا تضيِّع الأمانة، قال: ثم أخذتها كأجمل ما يكون الأطفال براءة وجمالاً، فخرجت بها إلى شِعْب من الشعاب، قال: وبقيت في ذلك الشعب أبحث عن بئر أعرفها هناك، فجئت إلى بئر قوية دوية، ليس فيها قطرة ماء، قال: فوقفت على شفير البئر، أنظر إلى تلك الصغيرة، فيرقُّ قلبي لما بها من البراءة، وليس لها من ذنب، ثم أتذكر نكاحها وسفاحها؛ فيقسو قلبي عليها، بين هاتين العاطفتين أعيش، قال: ثم استجمعت قواي، فأخذتها، فنكبتها على رأسها في وسط تلك البئر. قال: وبقيت أنتظر هل ماتت؟ وإذا بها تقول: يا أبتاه ضيعت الأمانة، يا أبتاه ضيعت الأمانة. ترددها وترددها حتى انقطع صوتها؛ فوالله يا رسول الله ما ذكرت تلك الحادثة إلا وعلاني الحزن والهم، وتمنيت أن لو كنت نسيًا منسيًا، لو كان ذلك في الإسلام. ثم نظر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فإذا دموعه تهراق على لحيته -صلى الله عليه وسلم-، وإذ به يقول -فيما رُوي-" يا عبد الله والله لو كنت مقيم الحد على رجل فَعَل فعلا في الجاهلية لأقمته عليك، لكن الإسلام يَجبُّ ما قبله "-أو كما قال صلى الله عليه وسلم-. ألا فاحمدي الله يا أخت الإسلام الذي هداك لهذا الدين، وشرَّفكِ بهذا الدين، وأكرمكِ بهذا الدين، ورفع قدركِ بهذا الدين، يوم ضلَّ غيرُك من نساء العاملين، ثم استمسكي بحبل الله -جل وعلا-، واعتصمي بدين الله -عز وجل-؛ فإنه الركن إن خانتكِ أركان. ثم أنقذي نفسك من النار، أنقذي نفسك من النار يا أَمَة الله، والله لستِ خيرًا من فاطمة الزهراء بنت رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وقد قال لها أبوها يومًا من الأيام –كما في صحيح مسلم-: "يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار، لا أُغني عنكِ من الله شيئًا، يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار لا أُغني عنكِ من الله شيئًا" وهذا إخطار لكِ أمة الله وإنذار منه –صلى الله عليه وسلم- يوم عُرضت عليه النار فرأى أكثرها النساء. ألا فاعلمي أنكِ عرضة لعذاب الله إن لم تخضعي لأوامر الله، إن لم تطيعي الله، إن لم تقفي عند أوامره وحدوده وتجتنبي نواهيَه، ألا فأنقذي نفسك من النار، واعملي بطاعة الله ولا تجعلي لكِ رقيبًا غير الله –جل وعلا- الذي ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم، ولا خمسة إلا هو سادسهم، ولا أدني من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا، إنك –والله- لأعجز من أن تطيقي عذاب النار. إن الجبال لو سُيِّرت في النار لذابت من شدة حرِّها؛ فأين أنتِ –أيتها الضعيفة- من الجبال الشمِّ الراسيات، متاع قليل، والآخرة خير لمن اتقى، لا مهرب من الله إلا إليه، ولا ملجأ منه إلا إليه، الكل راجع إليه، الكل مسئول بين يديه، الكل موقوف بين يديه، الكل سيُسأل عن الصغير والكبير والنقير والقطمير (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) فماذا عسى يكون الجواب؟ ماذا عسى يكون الجواب يا أخا الإسلام ويا أخت الإسلام؟ ألا فأعدي وأعدَّ للسؤال جوابًا، ثم أعدي للجواب صوابًا، أطيعي الله يا أمة الله، وأطيعي رسوله –صلى الله عليه وسلم-، خذي من أوامر الله ما استطعتي، واجتنبي نواهيَه، وقفي عند حدوده، وتمسكي بدين الله، ثم تمسكي بحيائك –والحياء من الإيمان- ما استطعتِ إلى ذلك سبيلا؛ فإنكِ إمَّا قدوة اليوم، وإما قدوة الغد، وكلٌ سيُسأل؛ فماذا سيكون الجواب؟ أنت راعية في بيتك أَمَة الله-، وأنت راعية إن كنتِ معلمة في مدرسة، ومسؤولة عن رعيتك أيًّا كانت تلك الرعية –يا أَمَة الله- ألا فلتكوني قدوة حسنة في تربية الجيل، ألا ولتقومي بهذه المسؤولية؛ فإن الله سائلكِ عمَّن استرعيت ماذا فعلتِ؟ أَقُمتِ بالأمانة فيهم، أم ضيَّعتي الأمانة ليكون لك مثل أجور من اتبعك إن عملتي بالحق لا يُنقَص من أجورهم شيء؟ وإياكِ ثم إياكِ أن لا تكوني ،وإياك ثم إياك أن تكوني قدوة السوء للأخرى؛ فتأتين يوم القيامة تحملين أوزارك وأوزار من أضللت كاملة، ألا ساء ما تزرين. ألم تسمعي لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" ثم خصَّك أيتها المرأة، فقال: "المرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها"؟ وفي الحديث الصحيح الآخر: "وما من راعٍ استرعاه الله رعية فبات غاشًّا لهم إلا حرَّم الله عليه رائحة الجنة". أنت راعية في مدرستك، وأنت راعية في بيتك؛ فاللهَ اللهَ لا يأتي يوم القيامة، ولكل ابن من أبنائك عليكِ مظلمة، ولكل بنت من بناتك عليكِ مظلمة؛ لم تأمريهم ولم تنهيهم، ولم تربيهم على قال الله، وقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-. إياكِ أن يأتي يوم القيامة، ولكل طالبة –إن كنت معلمة- عليكِ مظلمة؛ لأنكِ لم تربيهم على قال الله، وقال رسوله -صلى الله عليه وسلم-، عندها التعامل بالحسنات والسيئات يأخذون حسناتكِ، ثم تحملين من سيئاتهم، ثم تُطرَحين في النار، أجارَكِ الله من النار، ومن غضب الجبار وكل مسلمة ومسلم. اسمعي يوم يقف الناس في عرصات القيامة، يوم يقول الله -كما في الأثر-: "وعزتي وجلالي لا تنصرفون اليوم ولأحد عند أحد مظلمة، وعزتي وجلالي لا يجاوز هذا الجسر اليوم ظالم "يؤخذ بِيَدِ العبد ويؤخذ بِيدِ الأَمَة يوم القيامة -كما يقول ابن مسعود-:" فيُنادَى على رؤوس الخلائق: هذا فلان أو فلانة من كان عليه حق فليأتِ إلى حقِّه، فتفرح المرأة أن يكون لها حق على أبيها أو أخيها أو زوجها أو أمها." (فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءلُونَ) (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ* لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)
فاللهَ اللهَ لا يكون أبناؤك وبناتك خصماءكِ عند الله فتهلكي، أجاركِ الله من الهلاك يا أَمَة الله. يا أيتها الأخت المسلمة هل تريدين السعادة؟ هل تريدين السعادة؟ اقتدي بالصالحات تفوزي في الحياة وفي الممات، واعملي صالحًا ثم أخلصي العمل لله –جل وعلا- تخلصي، وبلغي العلم إن كنتِ تعلمين شيئًا بلِّغيه؛ لأنكِ ستُسألين عنه بين يدَي الله –عز وجل- ماذا عملتِ في ذلك العلم، وإن لم تكوني قد تعلَّمتي من العلم شيئًا، فعليكِ أن تتعلمي ما يجب عليكِ؛ لتعبدي الله –عز وجل- على بصيرة وعلى هدى؛ فهذا واجب وفرض عين لا يسقط عن أي إنسان –كان من كان-.
يا أمة الله إن الإنسان ليَأْلَم يوم يسمع عن عجائز في البيوت لا يُجِدْن قراءة الفاتحة، بل لا يعرفن كيف يصلين؟ بل لا يعرفن بعض أحكام النساء. أحد الرجال –كما يذكر أحد الدعاة إلى الله- يعود إلى أهله في البيت في يوم من الأيام ويُجلس أسرته ليربيهم، ويعرف ماذا وراء هذه الأسرة؟ فجلس معهم وقال لأمه العجوز قال: اقرئي لي الفاتحة –يريد أن يعرف هل هي تعرف قراءة الفاتحة التي لا تتم الصلاة إلا بها أم لا- قالت: وما الفاتحة يا بني؟ قال: إذا كبرتِ ماذا تقولين في صلاتك؟ قالت: أقول: لا جريت كتابًا ولا حسبت حسابًا فلا تعذبني يوم العذاب. عمرها سبعون سنة، وأنا أقول: ربما أنه يخرج من بيتها من يذهب إلى المتوسطة، وقد حفظ من القرآن ما حفظ، ويخرج من بيتها ويذهب إلى الثانوية، وقد حفظ ما حفظ، وتخرج من بيتها المعلمة وقد حفظت من كتاب الله ما حفظت، لكننا تعلمنا العلم لا لنعمل به، ولكن لتنال شهادة.، حاشاكِ أختي المسلمة أن يكون هذا ديدنك، إنكِ مسؤولة عن هذا " لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع؛ عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيمَ أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل به؟." فماذا سيكون الجواب يا أمهات المستقبل ويا معلمات الجيل ويا مربيات الأمة؟ اقتدي بالصالحات –كما قلت- وتشبهي بهم، واعملي بما عملوا به، وامشي على أثرهم لِيُلحِقَكي الله عز وجل بهن. ها هي [سارة زوج الخليل] –عليه الصلاة والسلام، وعلى نبينا الصلاة والسلام- اعتصمت بالله عز وجل والْتجأت إلى الله عز وجل وحفظت الله في الرخاء فحفظها الله عز وجل في الشدة، أُخذت عن بيتها بالقوة من قِبَل زبانية طاغية مصر آنذاك، وقام إليها يريد فعل الفاحشة بها. امرأة ضعيفة لكنها عزيزة قوية يوم تستمسك بحبل العزيز القوي سبحانه وبحمده قامت وتوضأت وقامت لتصلي، واتصلت بربها سبحانه وبحمده مباشرة، لا وسائط بين أحد وبين الله سبحانه وتعالى قائلة: اللهم إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك، وأحصنت فرجي إلا على زوجي؛ فلا تسلط عليَّ هذا الكافر. اللهم اكفنيه بما شئت، فجَمُد الكافر هذا مكانه لا يستطيع أن يتحرك منه شيء، يوم لجأت إلى الله وقد حفظته في وقت الرخاء، فحفظها الله عز وجل في وقت الشدة. جمُدَ في مكانه ولم يتحرك ولم يتزحزح، ثم يُطلق بعد ذلك، فيمدُّ يدَه مرة أخرى على زوج الخليل، فتتجمد أعضاؤه مرة أخرى، ويبقى على ما كان عليه في المرة الأولى، ثم يمد الثالثة، ثم يمد الرابعة، ثم في الأخيرة يقول لهم: ما جئتموني إلا بشيطان، أرجعوها إلى إبراهيم، وأخدموها [هاجر]. لم ترجع سليمة محفوظة بحفظ الله فقط؛ بل رجعت ومعها مملوكة لها وهي هاجر عليها رضوان الله رجعت إلى إبراهيم عليه السلام وهي محفوظة بحفظ الله؛ لأن الله عز وجل قد قال : (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُه) وقد قال رسوله صلى الله عليه وسلم "احفظ الله يحفظك، احفظ الله يحفظك " فالعز في كنف العزيز، ومن عبد العبيد أذلَّه الله؛ فهلا ائتسيتنَّ بها أيتها المسلمات، هلا لجأتُنَّ إلى الله وتركتنَّ ما يبعدكنَّ عن الله، وعكفتُنَّ على كتاب الله وسنة رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم فتعلمتُنَّ كتاب الله وعلمتنَّ وبلغتنَّ فكنتنَّ فيمن قال فيهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه". ليس هذا فحسب، هل كانت أسوتكِ أختي المسلمة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك التي تربَّت في بيت النبوة، وذاقت ما ذاقه ذاك البيت من أذى في سبيل الله -عز وجل-، ترى أباها -صلى الله عليه وسلم- وهو يقوم بالدعوة يقف صفًا واحدًا، والبشرية كلها صفٌّ ضده، تراه وهو يصلى، فيقول أحدهم: أيهم أو أيكم يمهل هذا المرائي حتى يسجد، فيأخذ سَلا جَذور بني فلان، فيضعه على ظهره -صلى الله عليه وسلم-؟ رأت المنظر وهي طفلة صغيرة تتربى على لا إله إلا الله، محمد رسول الله يسجد أبوها، والسَّلا على ظهره، والفرث والدم على ظهره –صلى الله عليه وسلم- ولم يجد نصيرًا له في تلك اللحظة بعد الله إلا ابنته فاطمة، وهي جارية صغيرة لتمتد إليه، وتأخذه من على ظهره، وتدعو عليهم، وتسبهم وتشتمهم. عاشت حياة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في أيام كان في مكة، ويوم هاجر إلى المدينة، ويوم استقرَّ إلى هناك. انظر إليها في تمسُّكها بدينها، وتمسكها بعفتها وحيائها وصبرها العظيم، تلك المرأة التي تزوجت بعلي –رضي الله عنه وأرضاه- فما حملت معها الجواهر ولا الفساتين، وما دخلت القصور ولا الدُّور، وإنما دخلت بيتًا من طين. أما جهازها –يا أمة الله- فهو وسادة محشوة بليف وسقاء وجُرَّتين ورَحَى تطحن الحبَّ عليها، وهي سيدة نساء العالمين –رضي الله عنها وأرضاها- ما ضرَّها ذلك وما أنقص من قدرها ذلك. انظر إليها يوم يتحدث عنها زوجها في آخر حياته يتحدث عنها علي -رضي الله عنه وأرضاه- فيقول: كانت بنت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وكانت أكرم أهله عليه، جرت بالرحى تطحن الحب حتى أثر الجر في يديها، واستقت بالقربة حتى أثَّر الحبل في نحرِها –رضي الله عنها وأرضاها- وقَمَّت البيت حتى تغيَّرت هيئتها -رضي الله عنها وأرضاها- وأوقدت النار حتى تغيرت هيئتها، وأصابها من ذلك ضرٌ أيَّما ضر. اسمعي إليها يوم تقول -يومًا من الأيام-: خير للنساء ألا يَرَيْنَ الرجال، ولا يراهنَّ الرجال . بضعة منه -صلى الله عليه وسلم- أخذت من علمه وفقهه وحكمته -صلى الله عليه وسلم- انظري إليها يوم تَقمُّ البيت، وتوقد النار، وتجرُّ بالرَّحى، وتطحن الحب، وتصبر، ولم تتصخب، ولم تتشكى، ولم تسخط من قضاء الله -عز وجل- ثم فوق ذلك تربي أبناءها تربية عظيمة؛ تربيهم على كتاب الله، وعلى سنة رسوله –صلى الله عليه وسلم- وألا يراقبوا أحدًا غير الله –عز وجل- فمن كان من أبنائها؟ كان الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة –رضى الله عنهم أجمعين- هي بنت مَنْ؟ هي أمُّ مَنْ؟ هي زوج مَنْ؟
من ذا يساوي في الأنام علاها
أمَّا أبوها فهو أكرم مرسل
جبريل بالتوحيد قد رباها
وعليٌّ زوج لا تسأل عنه
سوى سيف غدا بيمينه تيَّاها
طلبت من رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أن يخدمها مملوكة من المماليك، أن يخدمها إياها؛ فماذا كان منه –صلى الله عليه وسلم- قال: "لا والله ما دام على الصفة فقير يحتاج إلى لقمة أو إلى كسرة" –أو كما قال –صلى الله عليه وسلم-، فذهبت إلى بيتها وقد تعبت من أعمال البيت، وجاء النبي –صلى الله عليه وسلم- إليها ليدخل بيتها وهي وزوجها في فراش واحد، ثم قال لهما –صلى الله عليه وسلم-: "أولا أدلكما على خير لكما من خادم" أولا أدلكما على خير لكما من خادم من الذي قال هذا؟ إنه من لا ينطق عن الهوى. إنْ هو إلا وحي يوحي. قال: "إذا أويتم إلى فراشكما فَسَبِّحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، وكبِّرا أربعًا وثلاثين؛ فذلكما خير لكما من خادم". هل فعلنا ذلك يا أيها الأحبة؟ بل هل علمنا نساءنا أن يذكروا هذا الذكر قبل أن يناموا؟ إنه من المعين على خدمة البيت. يقول عليٌّ: والله ما تركته من بعد ذلك اليوم حتى لقيت الله -جل وعلا- قالوا: حتى ولا ليلة صفِّين قال: ولا ليلة صفين في وسط المعركة وفي وسط ما حصل ما نسيه -رضي الله عنه وأرضاه-. إني أقول لكنَّ أيتها الأخوات: عليكنَّ بهذا فذلكن خير لكن من خادم. هل تعلمين يا أَمَةَ الله أن في بيوت المسلين الآن سبعمائة وخمسين ألف خادم في هذه الجزيرة ما بين مسلمة وما بين بوذية وما بين نصرانية وما بين مجوسية تولَّى هؤلاء. ماذا تولوا؟ تولوا تربية فلذات الأكباد، والله إن هذا لأعظمُ الكفر، والله إن هذا لأعظمُ ما تغشين به أطفالك ومجتمعك وأُمتك وبلادك -الجزيرة- التي لا يجوز دخول كافر إليها أبدًا. يا أيها الأحبة عليكم بهذا الدعاء فذلكما خير لكما من خادم. اذكري فاطمة يا أيتها الأخت المؤمنة، ثم اذكري ما عليه بعض أخواتك في الرغبة الملحة من النظر إلى الرجال، والحديث مع الرجال، والاختلاط بهم، وتشبههن بالكافرات في لباسهن ومشيتهن،
وبالله يا أختي المسلمة أنت قمَّة وأنت فضيلة وأنت طهر؛ قمة بالقرآن، فضيلة بالإيمان، طهر بتمسكك بهذا الدين؛ فكيف تتشبه القمة بالسافلة؟ وكيف تتشبه الفضيلة بالرذيلة؟ وكيف يتشبه الطهر بالنجس؟
يعيش المرء ما استحيا بخير *** ويبقى العود ما بقيَ اللُّحاء
فلا والله ما في العيش خير *** ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
إني لأذكركِ مرات ومرات بتلك المؤمنة الطاهرة التي يذكرها أهل السِيَر بأنها قد قُتل لها ولد في إحدى الغزوات مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فجاءت تبحث عن ولدها بين القتلى وهي متنقبة ومتحجبة، فقيل لها: كيف تبحثين عنه وأنت متنقبة ومتحجبة قد لا تعرفينه؟! فأجابت إجابة المؤمنة، إجابة من أطاعت الله: لأَن أفقد –والله- ولدي خيرٌ من أن أفقد حيائي وديني. لأَن أفقد –والله- ولدي خير من أن أفقد حيائي وديني. إن الله خاطب رسوله قائلاً: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ) والله ما أنا بخير من أمهات المؤمنين ولا من نساء المؤمنين ولا من بناته -صلى الله عليه وسلم-.
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم *** إن التشبه بالكرام فلاح
وهاهو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرسل رجلا لخطبة بنت من بنات الأنصار له، ويأتي ويقول: رسول الله يطلب ابنتكم لي -وكان رجلاً فقيرًا ودميمًا- فما كان من الرجل إلا تردد، وما كان من الأم بعد ذلك إلا أن ترددت؛ فما كان منه أو من هذه المرأة التي تربت على الإيمان إلا أن خرجت، وقالت: أترُدَّان أمر رسول الله –صلى الله عليه وسلم-؟ أين تذهبان من قول الله: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا) ادفعوني إليه فإن الله لا يضيعني. أرأيتم –يا أيتها الأخوات- الاستجابة لله –عز وجل- إذا قضى أمرًا هو أو رسوله –صلى الله عليه وسلم- فهلا كانت هذه أُسوة لكِ.[ سميَّة] تعتنق الإسلام، وتُضَرب وتُؤذَى، يريدون أن يردُّوها عن دينها، وما نقموا منها إلا أن آمنت بالله –الذي لا إله إلا هو- فأبَتْ؛ لأنها علمت أنها على حق؛ فماذا كان منها؟ تقدم إليها الشقي بحربته ليطعنها في موطن عفَّتها، ولسانُ حالها يقول: (وَعَجِلْتُ إِلَيكَ رَبِّي لِتَرْضَى) فكانت أول شهيدة في الإسلام بإذن الله -سبحانه وبحمده-. ومن قبل هؤلاء امرأة فرعون [آسيا] التي آمنت في وسط بيت من يقول: (أَنَا رَبُّكُمُ الأعْلَى) لم يصدها جبروته، ولم يصدها قوته، ولم يصدها طغيانه. لما تبين إسلامها طلب منها أن ترجع عن دينها، فأَبَتْ وأنَّى لمسلم يعرف هذا الدين ثم يعود عنه وينكص على أعقابه؛ فماذا كان منه؟ أوْتدَ رجليها، وأوْتدَ يديها بأربعة أوتاد، ثم ربطها وألقاها في الشمس، ومنع عنها الطعام والشراب وضربها ضربًا مبرحًا، وآذاها ووكَّل من يؤذيها، فقالت: ماذا قالت؟ وإلي من لجأت؟ لجأت إلى فاطر السماوات والأرض (رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) روي أنها لما قالت ذلك رُفعت دونها الحُجُبُ حتى رأت بيتها في الجنة من دُرة بيضاء مُجوَّفة، فضحكت وهي تُعذَّب حتى قالوا: هذه مجنونة، تُعذَّب وتضحك؟!. يقول الضحَّاك: فأمر فرعون بعد ذلك بحجر يلقى عليها، وهي في أوتادها؛ فما وصل الحجر إليها حتى أخذ الله روحها قبل ذلك، فصارت مثلاً للذين آمنوا. أرأيتم –يا أيها الأحبة، ويا أيتها الأخوات- كيف تكون المؤمنة متعلقة بالله –عز وجل- فيحفظها سبحانه وبحمده؟ ليس هذا، قد تقولون: هؤلاء في عصر مضى، فسأذكر لكم نموذجًا من هذا العصر؛ عجوز جالست النساء، وهي تخشى الله –عز وجل- وتعلم أن هذا اللسان لطالما أردى كثيرًا من الناس في حفرة من حفر النار، وأوقعهم في أعراض المسلمين وأعراض المسلمين حفرة من حفر النار ما كان من هذه المرأة يوم أن جالستهم؛ فلم تجد فائدة إلا أن اعتزلت بيتها؛ فهي تذكر الله آناء الليل وأطراف النهار، وتقرأ القرآن، واعتزلت النساء ولم تجلس معهن، وكان لها ولد بارٌ بها، وفي ليلة من الليالي، قد كانت تقوم أكثر ليلها يوم أصبح قيامنا وقيام أهل بيتنا إلا من رحم الله على التمثيليات والمسلسلات، ونسأل الله أن يعصم قلوبنا أن نلقى الله على ذلك. يا أيها الأحبة كانت تقوم ليلها، وفي ليلةٍ من الليالي، وإذا بها تنادي ابنها في ثلث الليل الآخر، وتقول: يا بني ها أنا على وضع سجودي لا يتحرك مني عضو واحد؛ فما كان منه إلا أن أخذها وذهب بها إلى المستشفى، وهو بارٌ بها، يريد أن تعود إلى صحتها، نور في البيت تذكر الله ليلاً ونهارًا، وذهب بها إلى الأطباء، وفعلوا ما فعلوا، وأنَّى لبشر أن ينجي من قدر؟ وأنَّى لِحَذَرٍ أن ينجي من قدَر سألته بالله أن يعيدها إلى بيتها ، فأخذها وذهب بها إلى البيت، ووضَّأها، ثم قالت: أعِدني على وضع السجود كما كنت على سجادتي في آخر الليل، وإذا بها بعد فترة ليست بالطويلة تنادي ابنها وتقول: يا بني أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. لتلقى الله –عز وجل- وهي ساجدة؛ يغسلونها وهي ساجدة؛ ويكفنونها وهي ساجدة؛ ويذهبون ليصلوا عليها وهي ساجدة، تُحمل إلى المقبرة وهي ساجدة، وتدخل القبر وهي ساجدة، ومن مات على شيء بُعث عليه، تُبعث بإذن الله ساجدة. يا أيها الأحبة رجالاً ونساء امرأة تقوم من الليل ما تقوم، وبعضنا لا يقوم من ليله ولو لساعة أو نصف ساعة أو لدقائق أو لركعتين أو ثلاث يرجو بها رحمة الله، يرجو بها نفحة من نفحات الله -عز وجل-. إني أقول: تشبهوا بهذه العجوز وقد منحكم الله ما لم يمنحها من الصحة والقوة. وهاهي ابنة [سعيد بن المسيب ] -عليه رحمة الله- وهذه مثل للأخوات المتعلمات؛ لما دخل عليها زوجها –وكان من طلبة العلم- أصبح في الصباح فأخذ رداءه يريد أن يذهب ليُثنيَ ركبته في مجلس سعيد بن المسيب أبيها. فقالت: إلى أين تريد؟ قال: إلى مجلس أبيكِ سعيد أتعلمُ العلم، فقالت: له اجلس أعلمك علم سعيد، فوجد ما كان يتعلمه من سعيد عند ابنته. هكذا تكون المرأة المسلمة، وهكذا تكون المعلمة الفاضلة تصبح نورًا يَشِعُّ على زوجها وعلى بيتها؛ فلا يخرجون من البيت إلا طيبين وصالحين بإذن الله. وإن نسينا فلا ننسى عائشة -رضى الله عنها- تلكم العالمة التي ماتت ولم تَخْطُ بعد إلى التاسعة عشر، وملأت الأرض علمًا حتى قال فيها [الزهري]: لو جُمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل وأكثر وأفيد. طلبت العلم ولم تعزف عن الزواج، كما يفعل بعض أخواتنا في هذه الأيام يطلبون العلم، فيعزفون عن الزواج. تزوجت -يا أيها الأحبة- وهي في التاسعة أو أقل من ذلك، ولم تتعلم إلا قال الله وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-. لم تتعلم قصص الغرام، ولم تتعلم الحب، ولم تتعلم الأدب الإنجليزي، ولم تصرف وقتها إلا فيما ينجيها؛ كتاب الله وسنة نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- فرضى الله عنها وأرضاها، ووفق أخواتنا لتكون هي وأمثالها قدوة لهن. وهاهو[ أبو قدامة الشامي] يقف خطيبًا في يوم من الأيام على المنبر يَعِظ الناس ويذكرهم بفضيلة الجهاد في سبيل الله –جل وعلا- ماذا كان من هذا الرجل؟ خرج من المسجد، وقد اشْرَأَبَّتْ الأعناق للذهاب إلى القتال في سبيل الله، وخرج يمشي في شارع من شوارع مدينته، وإذا بهذه المرأة تقول: يا أبا قدامة السلام عليك، فلم يرد عليها السلام؛ لأنه خشي أن تفتنه؛ لأن نبيه –صلى الله عليه وسلم- يقول: "فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء." فلم يرد عليها الأولى، ولم يرد عليها الثانية، وفي الثالثة قالت: السلام عليك يا أبا قدامة ما هكذا يفعل الصالحون. قال: فتوقفت فتقدمت إليّ، وقالت: سمعتك وأنت تشحذ الهمم للجهاد في سبيل الله، وفتشت، فلم أجد -والله- أغلى عندي من ضفيرتَيْ شعري، فقصصتهما، فخذهما، واجعلهما لجامًا لفَرَسِك في سبيل الله؛ علَّ الله أن يكتبني من المجاهدات في سبيله. ولا إله إلا الله تقصُّ ضفائرها لجامًا لخيل الله ولجند الله. وأخرى تقص ضفائرها لتكون أشبه بالبغايا العاهرات. شتان بين مشرق ومغرب. شتان بين الفريقين –يا أيها الأحبة- من تشبَّه بقوم فهو منهم. أرأيتم هذه المرأة في اليوم الذي بعده؟ يقول أبو قدامة: وقد انطلقنا نريد الجهاد في سبيل الله، قال وإذا بهذا الطفل يأتي ويلحق بنا، ويقول: يا أبا قدامة سألتك بالله أن تجيزني في القتال في سبيل الله. قال: تطؤك الخيل بحوافرها. قال: سألتك بالله إلا أخذتني. قال: إن قُتلت تشفع لي عند الله- شرط- ؟ قال: نعم، فأخذه معه على فرسه، وانطلقوا حتى قابلوا الروم، وحينما قابلوهم قال: سألتك بالله ثلاثة أسهم. قال: تضيعها إذاً. قال: سألتك بالله ثلاثة أسهم، فأعطاه، فأخذ سهمًا، وقال: السلام عليك يا أبا قدامة، بسم الله، ثم أطلقه، فقتل روميًا، ثم أطلق الثاني فقتل روميًا، ثم أطلق الثالث فقتل روميًا ثالثًا، ثم جاءه سهم، فضربه في لبته، فأرداه من فوق الفرس وهو يقول: السلام عليك يا أبا قدامة سلام مودع، ثم سقط فسقط وراءه أبو قدامة، وقال: لا تنسَ الوصية، لا تنسَ الوصية. فما كان منه بعد ذلك إلا أن قال: خذ هذا وأعطِه أمي. قال: ومن أمك؟ قال: أمي صاحبة الضفيرتين التي أعطتك إياها بالأمس. أرأيتم إلى البيوت المسلمة يوم تُربَّى على لا إله إلا الله محمد رسول الله ، المرأة مربية الأجيال
والأم مدرسة إذا أعددتها *** أعدت شعبًا طيِّب الأعراق
هاهي [صفية بنت عبد المطلب] عمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تِلْكُم المرأة الحازمة التي ربَّتْ للأمة أول فارس سلَّ سيفًا في سبيل الله. توفي عنها زوجها وترك لها الزبير -وهو طفل صغير- فنشَّأته على الخشونة والبأس، وربَّتْه على الفروسية، لم تُنشِّئْه على التنعُّم وعلى الترفُّه وعلى الميوعة حتى أصبح الأطفال والرجال -الآن- أشباه رجال لا رجالاً، جعلت لعبَه في برْيِ السهام وإصلاح القسي، لم تجعل لعبه في لعب الكرة، وفي مطاردة الدراجات في الشوارع يمينًا وشمالاً، يتسكعون. كانت تقدمه في كل مخوفة، وكانت ترميه في كل خطر؛ تريد أن يكون لَبِنَة صالحة في هذا المجتمع؛ فإذا تردد عنها ضربته وأوجعته حتى إن أحد أعمامه يومًا من الأيام قال لها: إنكِ تضربينه ضربَ مبغضةٍ لا ضرب أم، فارتجزت قائلة:
من قال قد أبغضته فقد كذب *** وإنما أضربه لكي يَلُبَّ
ويخدم الجيش ويأتي بالسلب.
هاجرت إلى المدينة النبوية، وهي تقفو إلى الستين من عمرها، تركت مدارج الشباب، وتركت مكة، وهاجرت بدينها فارَّةً إلى الله –جل وعلا- في المدينة، وفي يوم أُحد شاركت في يوم أُحد لما رأت ما حل بالمسلمين وهي تسقيهم بالماء هبَّت كاللبؤة، وانتزعت رمحًا من أَحَد المنهزمين، ومضَتْ تشق الصفوف به، وتزأر وتقول: ويحكم أتنهزمون عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم؟ فلما رآها النبي-صلى الله عليه وسلم- خشيَ أن ترى أخاها حمزة وقد مثَّل به المشركون؛ فما كان منه إلا أن أشار إلى ابنها الزبير، وقال: "دونك أمك" أو كما قال –صلى الله عليه وسلم-. فقال الزبير: يا أماه إليكِ، يا أماه إليكِ. قالت: تنحَّ عني، لا أمَّ لك. فقال: إن رسول الله يأمركِ أن ترجعي. قالت: الأمر أمر الله وأمر رسوله، فتوقفت، ثم قالت: والله لقد بلغني أنه مُثِّلَ بأخي حمزة ولأصبرنَّ، وذلك في ذات الله في سبيل الله، ثم انتهت المعركة، وما كان منها إلا أن وقفت على أخيها وقد بُقرَ بطنُه، وأُخرِجت كبدُه، وجُدِع أنفه وأُذناه، وشُوِّهَ وجهُه، فاستغفرت الله له، وجعلت تقول في ذات الله: لقد رضيت بقضاء الله، لقد رضيت بقضاء الله. لم تلطم خدًّا، ولم تُشق جيبًا، ولم تنُحْ، وما كان لها أن تكون كذلك، وها هي في يوم الخندق يوم وضع النبي –صلى الله عليه وسلم-. النساء في حصن حسان وهو حصن من أمنع الحصون، ولم يترك معهن من الرجال، فذهب الجيش إلى الخندق، وما كان منها إلا أن رأت يهوديًا يتسلل إلى القصر وإلى هذا الحصن يريد أن ينظر هل في الحصن رجال أم يستخلي اليهود بهذا الحصن- ليسلبوا النساء والذراري، لما رأته أخذت عمودًا من الحصن، ثم هجمت عليه حتى قتلته، ثم لم تكتفي بذلك فاحتذت رأسه واقتطعته، وأخذته وخرجت إلى أعلى الحصن، ثم رمَتْ برأسه على اليهود يتدحرج بينهم، فقالوا: قد علمنا أن محمدًا لن يترك النساء بلا رجال. رضي الله عن صفية، ربَّت وحيدها أحسن تربية وأُصيبَتْ في شقيقها، فاحتسبت ذلك وعملت لهذا الدين وحملت همَّ هذا الدين، وهكذا يكون نساء المسلمين أيتها الأخوات. إن النماذج لكثيرة كثيرة لكني أقف مع نموذج أخير أو قبل الأخير، وهو مع أم [الإمام أحمد] الذي يموت أبوه عنه، وهو صغير فتكفله أمه الزاهدة العابدة الصائمة القائمة، تقوم بتربيته ،وهذا دور المرأة يوم تكون صالحة. تنتج اللَّبِنات الصالحة. نشأت ابنها على حب الله ورسوله، وعلى حب كتاب الله، يقول أحمد: حفَّظتني القرآن وعمري عشر سنوات، ومن حفظ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيْه. يقول: كانت توقظني قبل صلاة الفجر بوقت ليس بالقصير، وتدفئ لي الماء؛ لأن الجو كان باردًا في بغداد، وتُلبسُني اللباس، ثم نصلي أنا وإياها ما شئنا، ثم ننطلق إلى المسجد وهي مختمرة؛ لأن الطريق كان بعيدًا مظلمًا موحشًا لتصلي معه صلاة الفجر في المسجد -وعمره عشر سنوات-، وتبقى معه حتى منتصف النهار لتعلمه العلم وتربيه التربية ليكون لَبِنَة صالحة ينفعها يوم تقْدمُ على الله -جل وعلا-. يقول: فلما بلغت السادسة عشرة قالت: يا بني سافِرْ في طلب الحديث؛ فإن طلب الحديث هجرة في سبيل الله. أعدت له بعض متاع السفر من أرغفة الشعير ومن صُرَّة ملح ومن بعض مستلْزَمَات السفر، ثم قالت: إن الله إذا استُودِع شيئًا حفظه، فأستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه. ذهب من عندها إلى المدينة وإلى مكة وإلى صنعاء ليعود الإمام أحمد، وقد قدَّم للأمة ما قدم ولأمه -إن شاء الله- من الحسنات مثلما عمل أحمد ومثل من يعمل بعمل أحمد إلى أن يلقى الله بمنِّه وكرمه، والخير في الأمة كثير وكثير.
فلو كان النساء كمن ذكرنا *** لفَضلت النساء على الرجال
وما التأنيث لاسم الشمس عيب *** وما التذكير فخر للهلال

هل أعجبتكِ خصال هؤلاء النساء؟

إذا أعجبتك خصال امرئ *** فكنه يكن ما يعجبك
فليس على الجود والمكرمات *** إذا جئتها حاجب يمنعك.

يا أيتها الأخت المؤمنة إن أعداءك كُثْرٌ، وإنما يريدون استغلالكِ لهدم الدين والحياء والفضيلة، كُثْر كُثْر. وقد يكونون ممن يتكلمون بألسنتنا ومن بني جلدتنا، يقول أحدهم: لا تستقيم حالة الشرق إلا إذا رفعت الفتاة حجابها عن وجهها وغطت به القرآن الكريم ويقول آخر: كأس وغانية تفعلان بالأمة المحمدية ما لم تفعله المدافع والقذائف؛ فأغْرِقوهم بالشهوات والملذَّات فما موقفكِ أمَةَ الله من هؤلاء؟ إن الموقف المنتظَر مِنكن هو الاعتصام بدين الله والوقوف عند حدود الله، ولكننا نرى – ويا ليتنا ما نرى – أحيانا نرى الكاسية العارية. أحيانًا نرى أن بعض النساء تتصور أن السفور هو كشف الوجه فقط، لا، ذاك شيء، ومعه – أيضًا – السفور الذي لو غطت المرأة وجهها قد يكون أحيانا برؤيتها، وكأنها تمشي في صالة عرض، تُبدي مفاتنها، وتُخرج محاسنها. إن من السفور لبسَ الضيق. إن من السفور لبس العباءة الخفيفة الجذابة في منظرها. السفور بلبس القصير والخفيف من الملابس. أهان عليكِ – يا أختي المسلمة – أن تلبسي لباس أهل النار. ألم تسمعي قول النبي -صلى الله عليه وسلم- " صنفان من أهل النار لم أرَهما بعد…" وذكر منهن: "نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رؤوسهن كأَسْنِمَةِ البُخْت المائلة، لا يدخلْنَ الجنة ولا يجدْن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا" ألا هل ترضين أن تكوني من أهل النار؟ هل ترضين أن تخرجي من آداب القرآن والسنة إلى عادات قوم أخذوها من اليهود والنصارى؟ هل ترضين أن تكون ابنتكِ وثمرة فؤادك من أهل النار؟ هل ترضين أن تُلبسي بناتك لبسًا تتعرَّى به من الحياء، والحياء من الإيمان؟! هل ترضين لابنتك أن تُعرَض كما تُعرَض السلع فاتنة ليتعلق بها كل سافل وحقير ومهين ورذيل؟. هل ترضين أن تَلبسي أو تُلبسي لباس أهل النار؟ لا –يا فتاة الإسلام- لن ترضَيْ، ولا ترضَيْ، وهذا هو المأمول، حصنكِ الحصين دينكِ العظيم يحافظ على عفتكِ وعلى حيائكِ وعلى فضيلتكِ، يأمرك بالحجاب والاحتشام متى ما تركتِ هذا الأمر كنت عرضة لعذاب الله في الآخرة، وفي الدنيا عرضة للذئاب البشرية التي تريد عفافك الذي به تشرفين، تريد أن تفجعك بعفافك لتتجرعي الغصص مدى الحياة. وبعض أخواتنا–هداهُنَّ الله- يسمعْن لنداء الذئاب، ويسعين لهم. حالهن كقول القائل: قطيع يساق إلى حتفه ويمشي ويهتف للكافرين. يا فتاة الإسلام الأيادي الماكرة الخبيثة تمتد إليكِ في صورة مقالات ساحرة، في صورة مجلات خليعة، في صورة مسلسلات فاتنة، في صورة كلمات أدبية، في أعمدة الصحف تريد إخراجكِ إلى الشقاء والتعاسة؛ فكم من مقالة تقول: إن الإيمان في القلوب، لا في ستر الوجه والجيوب، وكبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبًا. إنهم يريدون منك الخطوة الأولى –وهي أصعب خطوة، ومسافة الميل تبدأ بخطوة واحدة- يريدون أن تكوني فاجرة عاهرة سافرة، حاشاكِ ذلك، ينتظرون منكِ بفارغ الصبر أن تلقي العباءة وتتخلصي من الحجاب ومن مستلزماته من الإيمان والحياء والطهر، ثم تتركي الصلاة، ويومها تقرُّ أعينهم؛ فيلعبون بكِ لَعِب الأطفال بالكرة، ويعبثون عبث الكلاب بالجِيَف. حفظكِ الله منهن، أغيظيهم بعدم الالتفات إليهم والسماع لهم. اقتليهم حسرة بتوفير حيائك وملازمة حجابك؛ فإنما أطمعهم في الوصول إلى غاياتهم ما لاحَ لهم من النجاح في سماح منكِ لمختلف الأغنيات والمسلسلات والأفلام الماجنات. أغراهم بالوصول إلى بعض فتياتنا بالخروج إلى الأسواق والوقوف أمام الباعة من غير ما ضرورة، والتجوال في الشوارع والأسواق، ألستِ تؤمنين بالله واليوم الآخر؟ ألستِ ترجين الله والدار الآخرة؟. إن عُرف هذا فاعلمي أن الله حرَّم السفور كما حرَّم الفسق والفجور، وأمر المؤمنات بغضِّ الأبصار وحفظ الفروج ونهاهنَّ عن إبداء شيء من الزينة؛ بل أمر أن يقَرْن في بيوتهن فلا يخرجن من غير ما حاجة. وإذا خرجن لحاجة فليخرجن متسترات غير متجملات ولا متعطرات وبإذن وليِّهن. "أيَّما امرأة خرجت بغير ذلك فهي في سخط الله حتى ترجع، وأيما امرأة استعطرت ومرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية". ألا فلتمشين متواضعات في أدب وحياء. ألا لا تتخذن خلاخل وما يشبه الخلاخل، ولا أحذية تضرب الأرض بقوة، فيُسمَع قرعها، وربما أوقعت في القلوب شيئًا. إن الله يقول: (وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ) "لا تخلونَّ امرأة بغير ذي محرم لها". "ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما". لا تصافحي الرجال؛ فإن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قد امتدت إليه يد امرأة تبايعه، فقال: "إني لا أصافح النساء". اتقين الله –أيتها الأخوات- فإنه لا صبر لكُنَّ على النار. إنكنَّ تصبرْنَ على الجوع وعلى الضر وعلى التكاليف، لكن –والله- لا صبر لكُنَّ على النار –أجاركن الله وكل مسلمة من النار-. أيتها الأخوات لا تتَّبعْن خطوات الشيطان؛ فإنه يأمر بالسوء والفحشاء. يا من آمنت بالله، ويا من سجدت لله، ويا من استترت بستر الله حذارِ حذارِ من السقوط؛ فإن السقوط إلى النار وبئس القرار. حذارِ حذار يا بنت عائشة وحفصة وسارة وزينب وأسماء أن تغتري بزيف حضارة الغرب المادية فهي زَبَدٌ اكتووا هم بنارها؛ فاستمعي واعتبري.
واعرف الشر لا للشر لكن لتوقِّيه *** ومن لا يعرف الشر من الخير يقع
فيه نشرت إحدى الصف الأمريكية استقراءً خطيرًا في إحدى جامعاتها في سنة واحدة ثبت أن عشرين ألف فتاة حملن من الزنا –نعوذ بالله من الفواحش ما ظهر منها وما بطن- وأن أمريكا تستقبل مليون طفل من الزنى والسفاح سنويًا، وتعاني من مشكلة رعاية هؤلاء الأطفال الآن. وفي إحصائيات للتليفزيون الفرنسي بلغ عدد العازبات من النساء ثمانية ملايين امرأة، وبلغت حوادث اغتصاب الفتيات اثنتين وعشرين ألف حالة سنويًا، كاتب أمريكي يقول: إحصائيات عام تسعة وسبعين للميلاد تدق ناقوس الخطر؛ عدد اللواتي يلدن سنويًا دون زواج في سن المراهقة ستمائة ألف فتاة، منهن عشرة آلاف دون سن الرابعة عشرة، ومع ذلك يقولون –وكبرت كلمة تخرج من أفواههم- يقولون: إن الحجاب وعدم الاختلاط كبْتٌ جنسي، ومع ذلك تجد الواقع يكذبهم. أين اثنان وعشرون ألف حالة سنويًا من الاغتصاب عندهم؟ أين هذا الكبت الذي يقول: بأنه لا يعيشه إلا المسلمة التي تأتمر بأمر الله؟! حالات الاغتصاب –كما سمعتن- لا تُحصى، ونكاح الرجل ابنته وأمه وأخته مألوف ومشهور –عافانا الله وإياكم من الفسق والفجور-. وفي بريطانيا عشرون ألف حالة إجهاض سنويًا، ناهيك عن الأمراض التي طمَّت وعمَّتْ كالإيدز والسيلان والهربز. وصدق رسول الله –صلى الله عليه وسلم- القائل –قبل أربعة عشر قرنًا-: "وما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوا بها إلا ظهرت فيهم الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم". (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ). يا فتاة الإسلام إنهم يريدون لمجتمعنا أن يكون كمجتمعهم (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) فانتبهي واحذري –يا أخت الإسلام- أنت أمام داعييْن: داعٍ إلى النار والعار والشنار؛ ففرِّي منه فرارك من الأسد، وداعٍ إلى الجنة وهو رسول الله –صلى الله عليه وسلم- الذي جعل من أكبر اهتماماته المرأة، خاطبها، ووعظها، وبالله ذكَّرها وأبكاها. كان يصلي العيد، ثم ينتقل إلى النساء، فيعظهنَّ، ويذكرهن بالله، ويربيهن على الإيمان، وهديه –صلى الله عليه وسلم- موجود بيْن أَيْديكنَّ، وخيرُ الهدي هديُه –صلى الله عليه وسلم- فالْزموه. في وقت ستجدين فيه من يستهزئ بكِ، ويريد منكِ أن تكوني غربية سافلة ساقطة. ستجدين من يقول للحجاب: خيمة، ولقد قيل –وكبرت كلمة تخرج من أفواههم- ستجدين من يقول: عليكِ أن تبحثي عن قائد يقودك إلى المدرسة، وستجدين من يقول: آن لكِ أن تمزقي حجابك وتمشى سافرة يدعونكِ إلى جهنم إن أجبتيهم قذفوكِ فيها؛ فليكن جوابك:
اخسئوا لأني مولعة بالحق لستُ *** إلى سواه أنحو ولا في نصره أئنُّ
دعهم يعضوا على صم الحصى *** كمدًا من مات من غيظه منهم له كفن؟
ولنقف مع نموذج هنا وهو وقفة عظيمة أخيرة وقفة تأمل وتدبر. لابد أن نقفها مع هذا النموذج إنه مع نموذج فريد. مع نموذج درس وحده لنقف مع[ أسماء] –رضى الله عنها وأرضاها- ذات النطاقين الصدِّيقة بنت الصديق التي حظيت بموقف لم تحظَ به امرأة قبلها ولا بعدها ولا حتى الرجال، ألا وهو خدمة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأبيها في الغار، في طريق الهجرة إلى المدينة النبوية، حدث لم يتكرر، وخدمة لن تتكرر، تزوجت بالزبير –رضى الله عنه وأرضاه- وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، رضيت به زوجًا؛ لأنه ابن الدعوة الذي شهد فجرها كما شهدتها هي، ولأنه ابن الدعوة الذي ذاق حلاوة الأذى في سبيلها كما ذاقتها هي، إنهما يشتركان في الإيمان والدعوة والشجاعة، انتقلت من بيت أبيها إلي بيت زوجها المتواضع، لم تحمل جواهر، ولم تحمل فساتين، وإنما تحمل همَّ مستقبل الإسلام بين أضلاعها ومصير الدعوة، تقول ذات يوم: تزوجني الزبير، وما له في الأرض مالٌ، وماله مملوك غير فرسه، فكنت أعلف فرسه، وكنت أكفيه مئونته، وكنت أقوم فوق ذلك بأعباء بيته. واسمعوا –يا أيتها الأخوات- لم تكن أسماء عبئًا على زوجها الزبير بما لها من مطالب دنيوية ورغبات ذاتية؛ لأنها لم تطلب الدنيا للمتعة، ولم تطلب من زوجها أن يكون لها لوحدها يحقق رغباتها، ويسعى لتوفير السعادة لها؛ بل كانت هي في خدمة زوجها تسعده وترضيه وتقف وراءه، وتحتسب ذلك. فهو على ثغر في خارج البيت، وهي على ثغر في داخل البيت، وهذه هي القسمة العادلة، وهكذا تكون الأسرة المسلمة. فأين تقف المرأة المسلمة اليوم مع زوجها في دعوته؟ هل تتعهده بالطمأنينة؟ هل تشحنه بالعزيمة؟ هل تقف صفًّا وراءه، وتتخلى عن بعض رغباتها في سبيل الله؟ أم أنها تقف عقبة تُعيقُه في طريق دعوته، وفي طريق رسالته. إني لأدعو الأخوات إلى دفع الأزواج، وإلى دفع الأبناء، وإلى دفع الإخوان، وإلى دفع الأخوات إلى الإصلاح والدعوة والعلم ولهن في أسماء قدوة ونعم القدوة. لا زلنا نعيش مع أسماء ويرزقها الله -جل وعلا- بعبد الله، فتربيه تربية المؤمنات، تُتحفُّ سمعه وقلبه بمبادئ هذا الدين تُتْحف سمعه صباحًا ومساءً بتلاوة آيات الله البينات على آذانه، تُتْحِف سمعه وقلبه بذكر الله آناء الليل وأطراف النهار حتى شبَّ وترعرع، وأبواه لا يفتران عن تعليمه أمور الدين، وتربيته على الإسلام حتى إنه ليقتحم مجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومًا من الأيام، وهو لا زال صغيرًا فيتبسم -صلى الله عليه وسلم- يوم جاء يبايعه، ويقول:" إنه ابن أبيه، إنه ابن أبيه "كما روى عنه -صلى الله عليه وسلم-. فهل تعي الأمهات مسؤولية الأبناء، نرجو ذلك. إن المرأة الغارقة في الرفاه والتنعم والترف والتي تستهلكها الدنيا من طعام وشراب وزينة وتفاخر ومظاهر براقة لا تربي الأطفال، ولا تربي العلماء، ولا تربي الأتقياء. إنما تربي التنابلة والبطَّالين والكسالى والخاملين والعالة على المجتمع المتسكعين أشباه الرجال ولا رجال. انظرن -يا أيتها الأخوات- لأسماء في أحْلَكِ المواقف، وقد بلغت السابعة والتسعين من عمرها، يوم حوصر ابنها في الحرم، فتدخل عليه، فيدخل هو عليها يستشيرها في الموقف؛ ماذا يفعل؟ فقالت بثبات المؤمنة المربية: أنت أعلم بنفسك يا عبد الله، إن كنت تعلم أنك على حق وتدعو إلى الحق؛ فاصبر عليه حتى تموت في سبيله، وإن كنت تريد الدنيا فلبئس العبد أنت، أهلكت نفسك ومن معك. قال: يا أماه –والله- ما أردت الدنيا، وما جُرْتُ في حكم، وما ظلمتُ، وما غدرت، والله يعلم سريرتي، وما في قلبي، فقالت: الحمد لله، وإني لأرجو الله أن يكون عزائي فيك حسنًا إن سبقتني إلى الله، تعانقَا عناق الوداع، ثم قالت: يا بني اقترب حتى أشمَّ رائحتك، وأضم جسدك، فقد يكون هذا آخر العهد بك، فأكبَّ على يديها ووجهها يلثمها ويقبلها وتشتبك دموعه بدموعها وهي تتلمسه. عمياء لا ترى، ثم ترفع يدها، وهي تقول: يا عبد الله ما هذا الذي تلبسه؟ قال: درعي. قالت يا بني ما هذا لباس من يريد الشهادة في سبيل الله، انزعه عنك؛ فهو أقوى لوثبتك، وأخفُّ لحركتك، والبس بدلا منه سراويل مضاعفة حتى إذا صُرعت لم تنكشف عورتك. نزع درعه، وشدَّ سراويله، ومضى إلى الحرم، وهو يقول: يا أماه لا تَفْتُري عن الدعاء،. فرفعت كفَّها وقلبها إلى الله قائلة: اللهم ارحم طول قيامه، وشدة نحيبه في سواد الليل، والناس نيام. اللهم ارحم جوعه وظمأه في هواجر مكة والمدينة، وهو صائم. اللهم إني قد أسلمته إليك، ورضيت بما قضيت فيه، فأثبني فيه ثواب الصابرين. ويذهب ويصلي طوال ليلته تلك، ويصلي بالناس الفجر، ثم يحمد الله، ويثني عليه، ويحرض أصحابه على القتال، ثم ينهض ليقاتل وتأتيه ضربة في وجهه، يرتعش لها ويسيل الدم على وجهه، فيقول:
ولسنا على الأعقاب تدمي كلومنا *** ولكن على أقدامنا تقطر الدم
ثم سقط فأسرعوا إليه، فأجهزوا عليه، فارتجت مكة بالبكاء عليه -عليه رحمة الله- ثم لم يكتفوا بذلك، بل صلبوا جسمانه كالطود الشامخ في ريع الجحون.
عُلواً في الحياة وفي الممات *** بحق أنت إحدى المكرمات
كأنك واقف فيهم خطيبا *** وهم واقفون قيامًا للصلاة
وتسمع الأم الصابرة ذات السبع والتسعين سنة العمياء البصيرة، وتذهب إلى ولدها المصلوب كالطود الشامخ، وتقترب منه، وهي لا ترى وتدعو له، وإذ بقاتله يأتي إليها في هوان، ويقول: يا أمَّه إن الخليفة أوصاني بكِ خيرًا، فتصيح به: لست لك بأم، أنا أم هذا المصلوب، وعند الله تجتمع الخصوم، ويتقدم ابن عمر مخاطبًا عبد الله المصلوب: السلام عليك يا أبا خبيب، السلام عليك يا أبا خبيب، والله ما علمتك إلا صوَّامًا قوَّامًا وصولا للرحم، أما وقد قال الناس: إنك شرُّ هذه الأمة، أما والله لأمةٌ أنت شرُّها لأمة خير كلها. ثم الْتفت إلى أصحابه قائلاً: أما آن لهذا الفارس أن يترجل، ويتقدم ابن عمر إلى أسماء معزيًا مواسيًا، ثم يقول لها: اتقي الله واصبري، فقالت –بلسان الصابرة المؤمنة الواثقة بموعود الله-: يا ابن عمر، وماذا يمنعني من الصبر وأقد أهِدي رأس يحيى بن زكريا إلى بَغِيٍ من بغايا بني إسرائيل؟!. أرأيتنَّ ما أعظم الأم المربية! وما أعظم الابن المربَّى! لم تلطم خدًّا، ولم تشق جيبًا، ولم تنُح، وإنما سلَّمت الأمر لله، فلله الأمر من قبل ومن بعد. (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) انظرن –أيتها الأخوات- إلى[ أسماء] يوم يقدم ابنها المنذر، يوم يقدم ابنها [المنذر بن الزبير]، فأرسل إليها بكسوة من بلاد <مرو>، كسوة رقاق عتاق، وهي لا ترى، فقامت تتلمس هذه الكسوة، ثم قالت: أفٍ أفٍ ردوا عليه كسوته، فشقَّ ذلك على ابنها، وقال: يا أماه إنه لا يشفُّ –يعني لا يشف عما تحته- قالت: إن لم يشفّ فهو يَصِفُ، إن لم يَشفّ فهو يَصِفُ، فاشترى لها ثيابًا أخرى لا تشف وأعطاها، فقالت: مثل هذا فاكسني يا بني، مثل هذا فاكسني يا بني. رحم الله أسماء لو رأت ما يصنع بعض نساء المسلمين اليوم، وما يلبسه بعض حفيدات أسماء وخديجة وسمية وصفية ماذا يكون الجواب؟ إننا لنعجب والله من أُذن تسمع قول رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "صنفان من أهل النار –وذكر منهم- نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات –إلى أن قال-: لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسافة كذا وكذا وكذا". ثم لا نزال نرى في بعض المسلمات -هداهنَّ الله- من تلبس الضيق، وتلبس الشفاف، وتجمع الحشف وسوء الكيل؛ فتلبس القصير والضيق والشفاف.
كأن الثوب ظل في صباح *** يزيد تقلصًا حينًا فحينًا
تظنين الرجال بلا شعور *** لكأنك ربما لا تشعرين
إنه وعيد شديد، وزجر أليم، ماذا بعد الحرمان من الجنة ورائحتها الزكية التي توجد من مسيرة ألف عام وأكثر، إلا النار؟!. يا أيتها المسلمة إنكِ في هذه الحياة يوم تخالفين أمر الله، فتقعين في الوعيد الشديد. يوم تجوبين الأسواق سافرة، وتقفين مع باعة الأغنيات والمجلات والفيديوهات ماجنة لتحطِّي من قدركِ في هذه الحياة؛ فلا عفاف ولا حياء، والحياء من الإيمان، ثم تتنازلين شيئًا فشيئًا حتى تقعي فيما نسأل الله أن يجيرك منه، وإذا وقعتي -بالطبع- لا أحد -حتى الفجرة- يريدون رؤيتك بهذا المستوى.
إذا سقط الذباب على طعام *** رفعت يدي ونفسي تشتهيه.
وتجتنب الأسود ورود ماء *** إذا كان الكلاب ولغن فيه
فيا أيتها المسلمة المصلية الساجدة، يا من خضع رأسك للحي القيوم، وخشع له سمعك وبصرك، ألا يكفيكِ زاجرًا حديث رسول الله الذي سمعتيه آنفًا، والله إنه لعظيم لو صُبَّ على الجبال الراسيات لأذابها. فأي شيء بعد الحرمان من دار النعيم، وهل هناك دار إلا الجنة أو النار.
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها *** إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه *** وإن بناها بشر خاب بانيها

فارفعي رأسك -أختي المسلمة- وانظري بعين بصيرتك إلى أمهاتك وأخواتك من خير سلف الأمة، وسلي الله اللحاق بهن واعملي عملهن علَّكِ أن تلحقي بهن؛ فتُحشَري معهن، والمرء مع من أحب. يا أمَةَ الله راقبي الله، وقومي بما أوجب الله عليكِ من تكاليف. وادعي إلى الله ما استطعتِ إلي ذلك سبيلا (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا ممن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا) وإذا قسي قلبك فتذكري كربًا بيد سواك، لا تدرين متي يغشاك، إنه الموت الذي لا بُدَّ فيه. (كُلُّ نَفْسٍ ذائقة الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) يا أمة الله تذكري يوم يأتيكِ منكر ونكير، فيسألانِك: من ربُّك؟ وما دينك؟ ومن نبيُّك؟ كيف بكِ إذا صاح إسرافيل، ونفخ في الصور، وجُمِعْتِ مع الخلائق حافية عارية ذاهلة، قد دنت الشمس منك قدر ميل، ونادى الرب أبانا آدم: يا آدم أخرج بَعْثَ النار من ذريتك، فيقول: يا رب وما بعْثُ النار؟ فيقول الله -عز وجل-: من كل ألفٍ تسعمائة وتسعة وتسعون. عند ذاك يشيب الصغير، وتذهل المرضعة عما أرضعت، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سُكارَى وما هم بسكارى ولكن عذاب شديد. كيف بكِ -يا أمة الله- إذا رُجَّت الأرض، وبُثَّتِ الجبال، وشخصت الأبصار، وخشعت الأصوات للرحمن؛ فشاب الصغير، وزفرت النار، وتقطعت الأسباب، وصاح الكبير: واشيبتاه وصاح المفرِّط: واخيبتاه وأَزِفَتِ الآَزفة، وبلغت القلوب الحناجر، وتوالت المِحَن على العباد، ونُوديتي باسمك من بين الخلائق للحساب، ما حالك عندها يا أمة الله؟ لا إله إلا الله. أين عُدتُك أيتها الغافلة؟ كم في كتابك من حسنات؟ كم فيه من سيئات؟ هل تنفع الأزياء والموديلات؟ هل تنفع الأغاني والمسلسلات والتمثيليات؟ هل تنفع الفيديوهات والتليفزيونات والإكسسوارات؟ هل تنفع الجواهر والمجوهرات؟
ألا فتوبي قبل ألا تستطيعي أن تتوبي واستغفري لذنوبك الرحمن غفار الذنوب.
إن المنايا كالرياح عليك دائمة الهبوب
ألا فازدادي من الحسنات، والحسنات يذهبن السيئات؛ فوالله ما بعد هذه الدار من دار إلا الجنة أو النار، والله لَلْجنَّة أقرب من شِراك النعل، والنار كذلك. اتقي الله يا ابنة الإسلام. اتقي الله يا من تخرجين إلى الأسواق متبرجة. اتقي الله يا من تلبسين العباءة للزينة لا للستر. اتقي الله يا من كلَّفكِ الله بمهمة عجزت عن حملها السماوات والأرض. اتقى الله وصوني نفسك من أن تكوني ألعوبة في يد ضعاف الإيمان. اتقي الله يا من تزاحمين الرجل، وتخرجين مع الرجل الذي ليس بمحرم لكِ كالسائق وغيره. اتقي الله يا من تدخلين على الطبيب بدون محرم ودونما ضرورة. اتقي الله يا من تربي أبناءها تربية البهائم؛ فلا تذكرهم بالله ولا تَعِظُهم. اتقي الله يا من تتعطر وتخرج حتى إلى الصلاة. إن رسول الله قد نهى عن ذلك، يقول: "أيما امرأة أصابت بخورًا؛ فلا تشهدْ معنا العشاء الآخرة " كما رواه مسلم.
اتقي الله وارجعي إلى الهدى قبل يوم تتقلب فيه القلوب والأبصار، واعلمي أن عذاب الله شديد، وأن الدنيا ليست مقر، وأن الفضيحة أمام الأولين والآخرين عظيمة؛ فاتقي الله، ثم اتقي الله، ثم اتقي الله.وفَّقكنَّ الله جميعًا –أيتها الأخوات- لما يحب ويرضى، ووفَّقنا الله جميعًا لما يحب ويرضى. نسأل الله أن يحفظ فتيات المسلمين من كيْد الكائدين، وتربص المتربصين. اللهم اجعلهن من الصالحات، وبالصالحات مقتديات، وعن الضلال معرضات، وللكتاب والسنة مقتديات. اللهم اجمعهن -كما جمعتهن في هذه الروضة- على الإيمان، وفي الآخرة في جنات ونهَر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر. اللهم وفِّقنا للقيام بمسئولياتنا -أيها الرجال- فنحن القوَّامون على النساء. اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، واحفظنا من بين أيدينا، ومن خلفنا، وعن إيماننا، وعن شمائلنا، ومن فوقنا، ونعوذ بك –اللهم- أن نُغتال من تحتنا. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
تم الكلام وربنا محمود *** وله المكارم والعلا والجود
وعلي النبي محمد صلواته *** ما ناح قُمَريٌ وأورق عود
lkمنقول

السعادة فـــي ذكـــر اللــــه 2024.

أين توجد السعادة ؟ أليست السعادة مطلبنا جميعاً وغايتنا؟ إن السعادة الحقيقية هي في سعادة القلب، وسعادة القلب لا تتم إلا بعمل كل ما يحبه الله ويرضاه، وإن القلب متى ما اتصل بالخالق سبحانه وتعالى وأناب إليه حصلت له السعادة، ومتى أعرض الإنسان وغفل عن طاعة خالقه فإن قلبه سيموت.
أخواتى الأعزاء.. لقد فضل الله سبحانه وتعالى الإنسان عن سائر المخلوقات بالكلام، وهي كسائر الجوارح الأخرى، إما أن تزيد في ميزان حسنات العبد أو ميزان سيئاته، وأفضل وأيسر ما يستغل به الوقت هو ذكر الله، قال تعالى: {أذكروني أذكركم}، وقال جل وعلا: {والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً}، وبين عليه الصلاة والسلام أن الغافل عن ذلك كالميت، فقال صلى الله عليه وسلم: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت) (رواه البخاري)، كما أوضح صلى الله عليه وسلم أن ذكر الله من أعظم الأعمال فقال عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم: (ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم، قالوا بلى يا رسول الله، قال: (ذكر الله تعالى) رواه الترمذي.

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله أكثر من مائة فائدة منها أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره ويرضي الرحمن عز وجل ويجلب الرزق ويزيل الهم والغم عن القلب ويجلب للقلب الفرح والسرور والبسط وأنه ينور الوجه والقلب ويحط الخطايا ويذهبها، وأن العبد إذا تعرف على الله يذكره في الرخاء ويذكره في الشدة، وأنه سبب اشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والباطل ويورث حياة القلب وقوته، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (الذكر للقلب مثل الماء للسمك فكيف يكون السمك فوق الماء؟).

جعلنا الله و إياكِ من سعداء الدارين لاكي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا

أحبتنا..
الزمان كئيب من غير إخاء..
والساعات ثقيلة من غير لقاء..
أحبتنا..
أنتم سروري ..
وأنتم مشتكى حزني..
وأنتم في سواد الليل سماري..
أنتم و ان بعدت عنا منازلكم ..
نوازل بين إسراري وتذكاري

لاتعرف معني السعادة 2024.

هُناك خلف كثبان الدموع.. وخلف قضبان الأحزان..بانت سعادة في لمحة ، إلاإن تلك القضبان كانت قاسية ، حاولت المرور من خلال ذلك القُضبان ـ إلاإنها تمزقت قبل إن يكتمل فستانها المُرصع بالورود الوردية ، تمزقت قبل إن تبلغ ذروة السعادة سقط ذلك الفُستان بوحل الإحزان ، ذبلت الورود في دموع الآسي ، غابت شمس السعادة التي كانت تطل كلمح للأبدـ عاد قُضبان الحُزن يُحكم اللحام ويشدّ من الألم…..فعادت إليها الأحزان بمرارة أكثر من ذي قبل..هي كذلك لأتعرف معني السعادة ولو بانت كلمح البصر فإنها لاتدوم..لاتدوم..لاتدوم………………………

هذا اول مشاركة لي في هذا الركن ارجوا ان تحواز علي اعجابكم
ماتلك الشخصية التي لاتعرف معني السعادة الا انا
فمان الله

ثوب السعادة لا تمزقه أحزان الأيام .. صدقيني أختي الحبيبة لاكي
مهما كثرت الأحزان وتوالت وطال ليلها .. فلا بد أن يأتي النهار وتشرق الشمس على حياة الكآبة ..
أوقدي في حياتك شعلة الأمل والثقة بالله عز وجل وسترين كيف أن حزنكِ تحول إلى سكينة لاكي

كلماتكِ جميلة .. وستكون أجمل عندما تعيدي حياكة ثوب السعادة فيها لاكي لاكي

دمتِ بخير ..

كم اسعدني مرورك اختي كلماتك كانها اذابت شيئا من تلك الاحزان
فمان الله
أنا من سيسعدني جداً أن أقرأ كتابة جديدة من كتاباتك تكون مفعمة بالأمل أختي الحبيبة لاكي

بل ستدوم ياغاليه

بإذن الله ستدوم،،،

أعيدي حياكة فستان ايامك بخيوط الأمل وزينيه بزهور التفاؤل

وأنظمي من ثقتك بالرحمن عقداً يزين جيد حياتك

وسترين أطيار السعادة تحلق في فضاء كيانك

: . : . : . :

عبير الأحزان

قلمك رائع واسلوبك أروع

واصلي ونحن بإنتظار جديدك المزدان بعبير أفراحكِ

أسعدك الله في الدارين غاليتي

هلا اختي بودي ان اعمل كم ترين انتي واختي حمامة الجنة لكن ماانا الا لوعة احزان تعود قلمي عليها ونزف حبري بقاي من دمي وعزفت عليها يناط قلبي قصتي وبدايتي التي هي نهايتي وماموقع لك الا صفحة اخري تساعد ورقتي في بث احزاني وافراحي ان وجدت ولكن كل ذاك وتلك ماهي الا نبرة حزن ابوح بها لقلمي ومنتدي لك لعلي اترك لصندوق احزاني فراغ لدخول حزن اخر …………………
فمان الله

لعلي اترك لصندوق احزاني فراغ لدخول حزن اخر

لا يا أخية .. صدقيني إن تركتِ هذا الصندوق وفتحتِ صندوقاً آخر للسعادة فستجدي ما يسرّك بإذن الله ..
اتركي الهموم والأحزان جانباً وأكثري من التسبيح والحمد والتهليل .. وأكثري من الدعاء والتقرب لله عز وجل ..
ليس لنا في هذه الدنيا إلا الله عز وجل .. سواء في السعادة أو في الحزن ,, فبابه هو الباب الوحيد الذي نستطيع أن نطرقه في كل حين وفي كل لحظة ..
ولا تنسي قول الله عز وجل :
( من عمل صالحاً من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )
حياة طيبة خالية من الكدر ..

لاكي لاكي

سيدتي…..
ما هذا الألم…….!!
الذي نثر من القلم…..!!
أتعلمين…..
قرأتها مرار وتكرارا…..
حتى عشت بها السكارا…
وأتت حروفي بكل أصرارا….
……………………….

جروح الكون في مهب الريح
وجرحي انا يؤلمني نزيفة
ليته ينزف دون ان يعيد الذكريات
ليته يلتف حولي ويحوم بدون ما فات
كفا … احلفك يا جرحي كفا
الا ترى العين كم دمعة سكبت
الا ترى كم اخرج صدري اهات بعدما كُتِمت
ابصر في الناس فرح وابصر في جرحي ترح
يصرفني …. يجرفني …. ياخذني له ايضا
لا عادت الدنيا … هي الدنيا
ولا عادت الافراح تسعدني وتبعد الاتراح
لا عادت الليلات سوى ستار لإآهاتي ودمعات
سوف اعيش … وحيدا …. بدون من يسألني
لما حزني… لما ترحي … لما كل الانين بصوت الجراح…

عبيـــــــر الأحــــزان

لحن يذيب قلوب من حزنها ومن شده الالماها

وقفت اقرءها مرات مرات ما هذه الكلمات

ولم يبقى للتعبير مجال فقد عز الكلام فى وجود التميز

اضعها هنا فوق سطر حرفك وكلماتك العذبه

التي تبكي القلب قبل العين

وتحيط بينا بكل المعاني

التي تعانق الدمعه في قلوبنا وليس لها الى الدمعه

تمر فيها وليس نملك في نفسنا

غير الصمت والعيون تملي وتغرق بالدموع الحاره

وليس في وسعنا غير الصراخ

لا اعرف لماذا توقف قلمي عن الكتابه

لانني اواجه

الحزن … الحزن … الحزن

دمتي وبحب ودام قلمك

اختي حمامة الجنة والله انني استريح عند قرأت كلماتك فنعم الاخت ووعدك انني ساحاول ان اغلب احزان وبث افراحي اختي انني لااملك شئ اقولة لك غير الدعاء نعم الدعاء هو زاديني في هذه الحياة وتقبلي سلامي
اخي امير الهمس لقد اضفت لكلماتي اضاءة جميلة ببداعك الجميل اتمني لك سعادت الدارين وشكرا لك
فمان الله

رسالة بعنوان أخيرا وجدت السعادة 2024.

بسم الله الرحمنالرحيم
أخيرا وجدت السعادة

أنافتاة إنجليزية في الثامنة و العشرين من عمري ، و أعيش في مصر وأعمل كمدرسة لغةإنجليزية لفترة تصل إلى سنة الآن .
أحدأسباب مجيئي إلى هنا هو تشوقي و اهتمامي بمعرفة المزيد عن الإسلام، مع أني لم أحلم و لم أتخيل يوما بأن الأمر سينتهي بي إلىاعتناق الإسلام ، في ذلك الوقت كنت أنتمي للبروتستانت، و لكني في الحقيقة كنتمنقطعة عن الذهاب إلى الكنيسة لعدة سنوات ، كما أني لم أحس بالحاجة حقا للانتماءإلى" دين منظم "، و لكنني الآن و بعد أن أمضيت عدة أشهر هنا ، بدأت أرىالأمور بشكل مختلف تماما …لم أذهب لمكان قبلا و رأيت كيف أن الدين يشكل مكانة هامةو كبيرة في حياة البشر كما وجدتها هنا ،كنتمتأثرة جدا بالقوة و السعادة التي يستمدها و يجدها طلابي في الإسلام .كنت أيضا متيمة بالنعمة و الجمال الذينرأيتهما في صلاة المسلمين ، كنت أشاهد المسلمين و هم يصلون و بدأت أحس بالغيرة بأنيلا أنتمي إلى هؤلاء القوم ….
قررت بأن علي إيجاد كل ما يمكنني إيجاده عنالإسلام، فصرت أقرأ كل ما يقع تحت يدي ، بما في ذلك ترجمة إنجليزية للقرآن الكريم.
ثم كنت على اتصال بموقعالسنة الإسلامي ،و جاءني منهم رد ساعدني كثيرا ،لم أكن بعده في حاجةلمزيد من الإقناع ، و الحمد لله نطقت بالشهادتين و أعلنت إسلامي منذ ستة أسابيعتقريبا في جامع الأزهر بالقاهرة…
لاشك أني أواجه صعوبات عدة في بدايةإسلامي، كتغيير لباسي ، و المحافظة على الصلواتالخمس ، التي أتعلمها ببطء و لكنها صارت أسهل بمضي الوقت ، كذلك فإني مازلت أخفيالأمر عن والدي و قررت أن أؤجل الأمر إلى أن أسافر إليهما بدلا من إخبارهما بالهاتف .
و إلى الآن لم أخبر زملائي المدرسون في المدرسة و هم بالمناسبة أجانب جميعهم، و ذلك لأن مشاعر العداء و الكره للإسلام هي التي تسود غرفة هيئة التدريس ،و على قدر ما أخجل من نفسي لإخفائي أمرإسلامي، على قدر ما أخشى ردة فعلهم ، أدري أنيلن أبقي هذا الوضع للأبد ، و لكنني فقط أصلي لله أن يمنحني القوة للتعامل معالسخرية و عدم القبول الذين يتعين علي مواجهتهما.

أختكم / آنا
يسلمو

الابتسامة مفتاح السعادة 2024.

الابتسامة ليست مجرد حركات نحرك بها شفاهنا وأعيننا ونظهر اسناننا لمن يرانا
بل الابتسامة لها تأثير كبير جدا وهي تظهر مكنونات الشخص المبتسم وتصل للاخرين بحسب الحالة النفسية وقت خروجها من المبتسم
لذلك نرى أن هناك أنواع كثيرة للابتسامة من الشخص نفسه
فتراه أحيانا يبتسم فيبعث في القلب السرور وتراها وكأنها تخرج من قلبه
وتراه تارة أخرى يبتسم وكأنها لاتتعدى أسنانه
وتراه أحيانا يبتسم ويخبىء وراء ابتسامته حزنا عميقا
كما أن للابتسامة تأثير كبير فلو ذهبت مثلا الى طبيب ورأيته مبتسما لارتحت نفسيا من غير أن تبدأ بأخذ الدواء
على عكس من يكون حالته النفسية سيئة ومعاملته جدية من غير وجود الابتسامة على وجهه فلن تجد الراحة نفسها
وكذلك لو أنك نظرت الى فقير أو محتاج وابتسمت له ابتسامة حب وود هي خير زاد تجعله يشعر بها فورا ^_^
كما أنك من خلال ابتسامتك يمكنك ايصال اي معلومة بطريقة أسرع ^_^
وبابتسامة لطيفة تبعد جو توتر مشحون بالزعل والقلق ^_^
اذا فلنبتسم دوما ^_^
ولو كنا من داخلنا نمتلك حزنا إلا أن الابتسامة تخرجنا من هذا الحال
وصدق النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال
تبسمك في وجه أخيك صدقة

جزاك ربي خير الجزاء
تسلم يمينك على الطرح ويسلم فهمك على الإنتقاء النافع .
أطيب المنى لكَ ،،لاكي

لم أجد السعادة فماذا افعل ؟ هل اطلب الطلاق ؟ 2024.

هذه رسالة وصلتنا من أخت يئست من حياتها الزوجية وتفكر في الأنفصال … فما رأيكم ؟؟؟

انا متزوجه منذ سنة لم اجد
السعادة التي كنت انشدها.زوجي بكل بساطة انسان بخيل من جميع النواحي :المادية
والمعنوية.يبخل علي بالمال والاحاسيس.باردعاطفيامنذايام الزواج الاولى.قدتعتقدين
انني لم احاول ان اشده او ان اغير من حاله.لقدجربت كل شئ من التودد والزعل
والمناقشة الصريحة حتى اني حرصت على التجديد دوما في مظهري لكني لم اجد منه اي
تجاوب .انسان جاف قاسي يعاملني كاني صديق من اصدقائه وليس كزوجة حاولت مرارا ان
افهمه انني انسانة لديها مشاعر واحاسيس لكنه يصر على معاملتي كجماد,يؤمن بان المراة
لا دور لها في الحياة سوى الخدمة فقط ليس لديها اية مطالب ,يجب ان توافق على ما
يقوله الرجل دون مناقشة .لقد سئمت وكرهت هذه الحياة. لا تظني اني انسانة متطلبة او
تريد السيطرة على زوجها ,انا مثل اي فتاة تريد زوجا متفهما وانسان يشعرها بانها اهم
شيء لديه.انه لم يتزوج الا ارضاء لرغبة والديه الملحة في تزويجه هذا ما قاله لي
بالحرف عندماناقشته , وهوغير مستعد لبذل اي جهد لتقبل وضعه الجديد كزوج ,مكتفي
بذاته وما زال يعيش
حياة العزوبية .تخيلي انه مازال يسهر حتى الصباح امام (الدش)كانه مراهق ولا يرديني
ان ارى ما يشاهده .حتى عندما اطالبه بالانفاق علي فانه يرفض ذلك واذا استجاب فان
ذلك لا يتم الا بعد تبريرات تبين سبب طلبي لهذا الغرض .اه … لو جلست
احكي ما اعانيه فان ذلك سيتغرق وقتا طويلا جدا , لذلك وباختصار اريد ان اطلب الطلاق
فهل تؤيديني ام لا .؟؟؟؟ علماً اني لم احمل .

السلام عليكم
أختي كونك لم تحملي إلى الآن فهذه فرصة لإنهاء حياة لم تبدأ بعد وليس لإنهائها أي آثار جانبية
لكن قبل أن تعملي أي شيئ أحب أن أوصيك بالإستخارة ، وإن كان زوجك لايُرضى دينه وخلقه
ولا يصلي مع الجماعة فالأولى تركه
اختي اسيرة الغربة:.. انه موضوع يدمي مشاعري لأنني مررت بحالة شبيه لهذه الحا لة ولكن الحمد لله عوضني الله بالصبر والصلاة والدعاء بما هو خيراً منه هذا وأنا كان لدي طفلين رضيعين فطلبة الطلاق .
وكافحت وعملت وصرفت على أبنائي حتى أن الكبير عمره الأن يتجاوز 12 عام والأخر 11 عام .
فرزقني الله زوجاً أخر يخاف الله فيني وبأطفالي ويفضلهم على نفسه ولله الحمد والمنه فأصبري وأطلبي له من الله الهدايه في كل صلاة ونافله .
فعساأن يصلحه الله لك ويهديه طريق الحق فأصبري ما أستطعتي وإلا فالحل معوف وبيدك وقولي ((اللهم ايجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراًمنها ))وكوني على يقين أن الله لاينسى عباده الصالحين وهو رب العرش العظيم .لاكي لاكي #
اختي اذاكنتي في بداية حياتك الزوجية فاهذا عايدي ولان الرجال اماانيكون رومنسي فى البدايه ماسرع ماتتلاش واما ان يكون صعب التفاهم معه وطبيع الرجل لايصرف مثل المراة مع الوقت يتفهم ذلك لان يبقى تلبسين له وخاصه انه يطالع الدش واما المعامله كلهم بالهوى سوى هذا اذا ماعملوا اصدقاهم افضل بكثير واعتقد ان زوجك ليس مسئول عن احد يصرف عليه.وعليك بصبر
الاخت الفاضلة صاحبة المشكلة00000

في بداية حياتنا الزوجية نعاني من أزواج لم يعتادو الحياة الاسرية ومالمسئولية والاهتمام بشخص لآخر00000 كل هذا امور طبيعية000000

ولكن لننظر في حال زوجك!!
كم يبلغ من العمر حتى يطلب اهله منه الزواج ويتزوج على طلبهم ورغبتهم ؟ هل هو صغير السن ؟
مسألة السهر على الدش، يتركك من اجل رؤيةالحرام وبين يديه الحلال؟
يرفض ان يصرف عليك وانت الآن تحت مسئوليته؟
هذه امور غير مقبولة، إذا لم يدللك الآن وانت لم تأتي بالاولاد مازلت في نظرة صغيرة؟ ولم تأخذك مسئولية الأولاد منه؟
متى إذاً؟

الحل:- أشركي في المشكلة طرفاً من أهلك ، وطرفاً من أهلة ،فأنت مازلت على البر، وأن رأى الموضوع جد وليس لعب ، قد يتغير،
وغير ذلك فالطلاق هو الحل قبل أن ترتبطي بأولاد منه0
ولا تخافي الطلاق فالزوج العصبي تستطيعين ان تهدئ من ثورته، والساكت قد يكون سكوته رحمه،ووووووووولكن البخيل هو الذي لايتعاشر0
تمنياتي لك بالتوفيق0

امرك غريب !!!!

شكواك التي طرحتها تدل على استحالة العيش مع انسان ك ذاك !! ولكن لماذا وافقت عليه منذ البدايه وفيه كل تلك الآثام !!
الم يعلم ابوك !
اين امك من هذا !
هل باعوك له بثمن باهض ولا اقول بخس لمصلحة يريدونها هم ؟
ولكن يبدو انك تعيشين في عالم ، ووالداك يعيشان في عالم آخر انت غير مقتنعة به .
وكما هي عادة البنات اليوم ، هي تريد ان تتزوج كي تخرج من بيت اهلها وهي وحظها بعدين
الى متى نحن نكرر الأخطاء ثم نندب حظنا .

اختي الكريمة ..طلما انك لم تحملي منه هذا جيد .اذن ما رايك ان تحاولي مرة اخري ولكن بطرق اخرى ايضا .فلن تخسري شيئا .فمع الدعاء في اوقات الاستجابة بان يصلح الله لك زوجك .استخدمي اسلوب الامبالة معه .يعني البسي احلى الملابس واعملي احلى التسريحات بس لا تحسسينه انك متجمله له خصيصا يعني طنشيه حاولي تشغلين نفسك عنه لا تخلينه اكبر همك روحي لجاراتك ؛اهلك ؛اهله ؛اعزميهم عندك يعني عيشي حياتك ولا تخلينه هو السنتر .مع الاهتمام بحاجاته طبعا لان هذا واجب .بس اديها كروتين عادي ولا تذبحين نفسك له .دائما حاولي تشغلين نفسك عنه وسوى نفسك عادي عادي مره.ولا تفتحين له سيرة مرة ثانية بخصوص الموضوع .وعادي بعض الازواج ما يحب يعطي حرمته مصروف لكن حاولي معه بطريقة اخرى ولما يقول وش محتاجه الفلوس له خذيها عادي قولي له ابغى ملابس ؛عطور ؛اي شى انت محتاجه لهقولي عادي وممكن انك تروحين معه للسوق وتختارون سوى ..انشاء الله تنفع هالطريقة ………المهم نعودالى موضوع التطنيش بعد ما تطنشينه فترة من الزمن تعالي يوم من الايام وتجملي كالعادة روحي له وقولي له مشتهي شاهي يا ابو فلان …….او انت صلحي وادخلي عليه وقولي مشتهيه اتقهوى معك يا فلان ….وجلسي تقهوي ودرد شي شوي في مواضيع تكون حلوة وبعدي عن النكد .بيالة او بيالتين وروحي عنه حتى لو عطاك وجهه لا تطولين عنده شوي شوي ياختي ومع الصبر ترى الدنيا يبيلها صبر ..وتذكري ان فيه حريم تزوجوا رجاجيل يشربون ويزنون ويضربون ومع الصبر والدعاء ومحاولة التغيير واستخدام ذكاء المراة ووحيلها وعدم الياس انصلحت احوالهم وصارو باحسن حال .المهم حاولي منتي خسرانه شى المهم مافيه اطفال ..الله يساعدك ويكتب لك الخيرة آمين لآمين آمين ……
عزيزتي انا قدمت لك حل من قناعاتي وخبرتى فان كان صواب فمن الله وان كان غير ذلك فمن نفسي والشيطا ن .نرحب بلاراء ..ودمتم .
أٌقول وبالله التوفيق أختى انصحك من القلب والله ثم اسئلي نفسك و استخيري وتوكلي على الله
1* هل هناك إحتمال أن يتغير مع قدوم الأطفال
2*نظرة المجتمع للمطلقة لاترحم مهما كان السبب؟
3*حاولي جذبة بطريقة غير الكلام وهي أن تحاولي أن تستعينعي بشخص مثالي تقريباَ مع زوجته
4*تبادلي الزيارات مع أهلة أي محارمه حتى يرى تعاملهم مع زوجاتهم ولكن لا تحاولي تنبهه
حتى لا يحس أنه مقصود
5*حاولي تجاهل الموضوع لراحة أعصابك وأشغلي نفسك فبعض الرجال بليد الاحساس وارضي بما قسم الله لك ولا تنسي انه ان لم يكون يصلي فهناك كلام أخر
اللهم فرج همها وصبر قلبها وأعنها على ما ابتليتها وانصرني على من ظلمني
أتمنى لك حياة سعيدة وسوف تتغير حياتك عند قدوم أطفال فتنشغلي بهم
اختي الصابرة جميع الاراء السابقة معقولة وحاولي ان تجربي تلك المفاتيح ولا اريد ان نقول اسلحة لاننا لانريد ان ندخل معركة ولن تخسري شيئ مع الا لتزام بالا حتياطات لمنع الحمل لانة لايوجد شىْ يعيق الطلاق مثل الانجاب وان لم تنجحي فا انفذي بجلدك لانة لايستحق التضحية حتى لو كنت تحبينة لان العطاء سيكون من طرف واحد وهو انت فقط . فماذا كسبتي انت اذا"!!!والحياة يا اختي اخذ وعطاء وتمنياتي لك با النجاح

لتحضير طبق من السعادة الأسرية يلزم . 2024.

السلااام عليكم

المقادير :
– أربع أكواب من المحبة
– كوبان من الاحترام
– كوباً واحداً من الوفاء
– نصف كوب من التسامح
– غالون كبير من المرح
– خمسة ملاعق من التفاهم
– ماعقتان من الحنان
– ملعقى كبيرة من الابتسام
– رشة من الايمان
طريقة التحضير:
ضع الاحترام والوفاء في وعاء التفاهم اخلطهما بكثير من الحنان بعد أن تضيف اليهم رشة الايمان ثم امزج الخليط بتسامح,وإذا اشتد رش عليه بعضاً من المرح بين الحين والآخر,ثم اطهه بحميم المحبة الدافىء وبعد ذلك قدمه بكل ابتسام لأفراد أسرتك ولمن يزورك.
هل تعتقد أنه سيكون مذاق هذه الوصفة طيباً؟ إنني أسلم بصحة مكوناتها لأنها قيمة في عناصرها الغذائية للروح والجسد معاً,فهي تتضمن عناصر أساسية للحياة السعيدة :المحبة:الحوار/التفاهم,والاحترام.
1- لماذا المحبة؟
لأنها إكسير الحياة :هي يقظة الروح وهي يقظة الروح السامية انتصار للإنسان على اغترابه وعزلته وانفصاله الاجتماعي,المحبة الحقيقية تجعل ايا منا في اتصال مع الذات الأخرى التي تنعكس فيها "الأنا" انعكاساً صادقاً.
ان المحبة المثمرة هو أن نفكر بعضنا ببعض أن يجل الصغير الكبير والكبير يعطف على الصغير,أن يبادر كا منا – كفرد في العائلة – بتقديم العطف والحنان من أعماقنا تجاه الآخر.
2- لماذا الحوار؟
هل لاحظت مما يشتكي منه أفراد الأسرة اليوم؟ بعض الأبناء يشكون من أن أباءهم لايستمعون اليهم والى مناقشاتهم,دائماً يخاطبونهم بطريقة فرض الرأي بحكم دورهم كآباء أو أمهات,الأب من جهته يقول بأن الابن يثور ويتكلم بعصبية عندما يريد أن يشرح وجهة نظره,كذلك يريد الزوج من زوجته ان تفهمه وتريد هي منه ان يحبها,والأجداد يعيبون على الأجيال الصاعدة منتقدين تصرفاتهم,والجيل الجديد بدوره يأخذ على الكبار تحفظهم وتقليديتهم,مما يجعل الحوار أو التواصل بينهم مشوشاً وغير ذي نفع.
3- لماذا الاحترام؟
قلة الاحترام بين أفراد الأسرة يجب ألا تقطن في أي بيت تسوده المحبة والالفة,من المفيد ان يدرك الجميع حقوق وواجبات بعضهم البعض.
فأنظمة السلوك القيمة في أي أسرة توفر شعوراً بالأدمان في أنماط الحياة المختلفة,وتقديم الكبار أنفسهم نموذجاً في الاحترام من شأنه أن يفعل فعله كقدوة صالحة ولقول المربي الألماني "هنري بستالونزي" :"إن اجمل مارأيته هو أن شجاعة تقوم بتعليم أولادها,فالأمر معها يختلف عما هو في حجرة المدرسة,فقد لايستفيد الولد من دروس المعلم كما من تعاليم آبائه,لأن التربية الحقة تتم بالأمثلة الصالحة لا بالوصايا,فليست وصايا معلم المدرسة,كن عاقلاً,كان مطيعاً,كن مجتهداً هي التي تؤثر في نفس الولد,فالآباء العاقلون يمرنون أولادهم على الاحترام دون أن يكلموه بأمره ويعودون قلبه على الرحمة دون أن يقولوا له كن رؤوفاً.."
لذلك من المهم إيجاد الاحترام المناسب داخل الاسرة ذلك ان عدمه يكون سبباً لعدم التكيف الاجتماعي خارجها,فقد تبين من إحدى الدراسات الاجتماعية أن 70 – 90% من المنحرفين جاؤوا من بيوت مضطربة,أو اسرة مفككة كانت تفتقد الى الحب والدفء لاتؤمن لأفرادها العاطفة والطمأنينة والاحترام.
والملفت للنظر أن البيئة المنزلية السليمة ترفم من نسبة الذكاء عن أفرادها حتى 20%,لهذا إن اي اسرة:
– يعتمد أفرادها على أنفسهم.
– ويستقلون برأيهم.
– ويشعرون بالمسؤولية تجاه بعضهم.
– ويتبادلون الاحترام القائم على روح الود والتفاهم.
– ويتفاعلون بشكل حميمي.
تعتبر من المبادىء الهامة التي يجب ان يصبو اليها كل بيت وأسرة تهدف الى سعادة وطمأنة بال

تسلمى ع الوصفه
بس ما قلتيش أد إيه مدة الطهى
اخاف تتحرق لاكي

السلااااام عليكم

مفيش مدة محددة لطهي هذه الوصفة خليها طول العمر أبدا ان شاء الله ما تحترقلاكي

يسلملي مرورك الكريم

هههههههههههههههههههههههه
الله يسلمك
لاكي
thanx

لاكي كتبت بواسطة . تيوليب*** لاكي
هههههههههههههههههههههههه
الله يسلمك
لاكي

اي تسلملي هي الضحكةلاكي
والله يسعدك ويسعد الكل آمين

لاكي كتبت بواسطة الامال الصاعدة لاكي
thanx

و الشكر ليك كمان حبيبتي على ها المرور الكريم لاكي

دية وصفة سهلة
جوى جوى
دية وصفة هايلة
جوى جوى
شكرا ليكي على الوصفة الجميلة دي نادية تسلم الايادي

لاكي كتبت بواسطة اميرة صلاح لاكي
دية وصفة سهلة
جوى جوى
دية وصفة هايلة
جوى جوى

الحمد لله أنها سهلة
الله يسعدك ويهنيك لاكي

الشيخ ابن باز يقول: هل أدلك على طريق السعادة 2024.


الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله وخليله وأمينه على وحيه نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيله، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:

فلا ريب أن الله جل وعلا أمر بطاعة ولاة الأمر والتعاون معهم على البر والتقوى، والتواصي بالحق والصبر عليه، فقال جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا[1].

هذا هو الطريق؛ طريق السعادة، وطريق الهداية، وهو طاعة الله ورسوله في كل شيء، وطاعة ولاة الأمور في المعروف من طاعة الله ورسوله، ولهذا قال جل وعلا: أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ[2]؛ فطاعة ولي الأمر تابعة لطاعة الله ورسوله، فإن أولي الأمر هم الأمراء والعلماء، والواجب طاعتهم في المعروف، أما إذا أمروا بمعصية الله سواء كان أميراً أو ملكاً أو عالماً، أو رئيس جمهورية، أو غير ذلك، فلا طاعة له في ذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنما الطاعة في المعروف))[3]، والله يقول: وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ[4] يخاطب النبي عليه الصلاة والسلام، ويقول الله عز وجل: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ[5]؛ فالله أمر بالتقوى، والسمع، والطاعة، يعني: في المعروف، لذا فإن النصوص يشرح بعضها بعضاً، ويدل بعضها على بعض، فالواجب على جميع المكلفين التعاون مع ولاة الأمور في الخير، والطاعة في المعروف، وحفظ الألسنة عن أسباب الفساد، والشر، والفرقة، والانحلال، ولهذا يقول الله جل وعلا: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ[6] أي: ردوا الحكم في ذلك إلى كتاب الله، وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم في اتباع الحق والتلاقي على الخير والتحذير من الشر، هذا هو طريق أهل الهدى، وهذا هو طريق المؤمنين.

أما من أراد دفن الفضائل والدعوة إلى الفساد والشر، ونشر كل ما يقال مما فيه قدح بحق أو باطل فهذا هو طريق الفساد، وطريق الشقاق، وطريق الفتن، أما أهل الخير والتقوى فينشرون الخير ويدعون إليه، ويتناصحون بينهم فيما يخالف ذلك حتى يحصل الخير ويحصل الوفاق والاجتماع والتعاون على البر والتقوى؛ لأن الله جل وعلا يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ[7]، ويقول سبحانه: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ[8].

ومعلوم ما يحصل من ولاة الأمر المسلمين من الخير والهدى والمنفعة العظيمة من إقامة الحدود، ونصر الحق، ونصر المظلوم وحل المشاكل، وإقامة الحدود والقصاص، والعناية بأسباب الأمن، والأخذ على يد السفيه والظالم، إلى غير هذا من المصالح العظيمة، وليس الحاكم معصوما، إنما العصمة للرسل عليهم الصلاة والسلام فيما يبلغون عن الله عليهم الصلاة والسلام، لكن الواجب التعاون مع ولاة الأمور في الخير والنصيحة فيما قد يقع من الشر والنقص، هكذا فهم المؤمنون، وهكذا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم. أمر بالسمع والطاعة لولاة الأمور، والنصيحة لهم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا: يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم…))[9] الحديث، ويقول عليه الصلاة والسلام: ((الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة)) قالوا: يا رسول الله لمن؟ قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم))[10]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من ولي عليه والٍ فرآه يأت شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعة))[11].

ولما سئل عن ولاة الأمر الذين لا يؤدون ما عليهم قال صلى الله عليه وسلم: ((أدوا الحق الذي عليكم لهم وسلوا الله الذي لكم))[12]؛ فكيف إذا كان ولاة الأمور حريصين على إقامة الحق، وإقامة العدل، ونصر المظلوم، وردع الظالم، والحرص على استتباب الأمن، وعلى حفظ نفوس المسلمين ودينهم وأموالهم وأعراضهم، فيجب التعاون معهم على الخير وعلى ترك الشر، ويجب الحرص على التناصح والتواصي بالحق حتى يقل الشر ويكثر الخير.

وقد من الله على هذه البلاد بدعوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه، ومناصرة جد هذه الأسرة الإمام محمد بن سعود رحمه الله لهذه الدعوة، وحصل بذلك من الخير العظيم ونشر العلم والحق، ونشر الهدى، والقضاء على الشرك، وعلى وسائل الشرك، وعلى قمع أنواع الفساد من البدع والضلالات ما يعلمه أهل العلم والإيمان ممن سبر هذه الدعوة، وشارك فيها، وناصر أهلها.

فصارت هذه البلاد مضرب المثل في توحيد الله والإخلاص له، والبعد عن البدع والضلالات، ووسائل الشرك حتى جرى ما جرى من الفتنة المعلومة التي حصل بسببها العدوان على هذه الدعوة وأهلها، ثم جمع الله الشمل على يدي الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود والد الإمام فيصل بن تركي رحمة الله على الجميع، ثم على يد ابنه فيصل بن تركي، ثم على يد ابن ابنه عبد الله بن فيصل بن تركي ثم حصلت فجوة بعد موت الإمام عبد الله بن فيصل رحمه الله فجاء الله بالملك عبد العزيز ونفع الله به المسلمين، وجمع الله به الكلمة، ورفع به مقام الحق، ونصر به دينه، وأقام به الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحصل به من العلم العظيم والنعم الكثيرة، وإقامة العدل، ونصر الحق، ونشر الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ما لا يحصيه إلا الله عز وجل، ثم سار على ذلك أبناؤه من بعده في إقامة الحق، ونشر العدل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فالواجب على جميع المسلمين في هذه المملكة التعاون مع هذه الدولة في كل خير، وهكذا كل من يقوم بالدعوة إلى الله ونشر الإسلام والدعوة إلى الحق. يجب التعاون معه في المشارق وفي المغارب، فكل دولة تدعو للحق، وتدعو إلى تحكيم شريعة الله، وتنصر دين الله يجب التعاون معها أينما كانت.

وهذه الدولة السعودية دولة مباركة نصر الله بها الحق، ونصر بها الدين، وجمع بها الكلمة، وقضى بها على أسباب الفساد وأمن الله بها البلاد، وحصل بها من النعم العظيمة ما لا يحصيه إلا الله، وليست معصومة، وليست كاملة، كلٌّ فيه نقص فالواجب التعاون معها على إكمال النقص، وعلى إزالة النقص، وعلى سد الخلل بالتناصح والتواصي بالحق والمكاتبة الصالحة، والزيارة الصالحة، لا بنشر الشر والكذب، ولا بنقل ما يقال من الباطل؛ بل يجب على من أراد الحق أن يبين الحق ويدعو إليه، وأن يسعى في إزالة النقص بالطرق السليمة وبالطرق الطيبة، وبالتناصح والتواصي بالحق، هكذا كان طريق المؤمنين وهكذا حكم الإسلام، وهكذا طريق من يريد الخير لهذه الأمة، أن يبين الخير والحق وأن يدعو إليه، وأن يتعاون مع ولاة الأمور في إزالة النقص، وإزالة الخلل، هكذا أوصى الله جل وعلا بقوله سبحانه: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ[13]، ويقول سبحانه: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خَسِرَ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ[14]؛ فالدين النصيحة، الدين النصيحة، فمن أهم الواجبات التعاون مع ولاة الأمور في إظهار الحق، والدعوة إليه، وقمع الباطل والقضاء عليه وفي نشر الفضيلة ومحاربة الرذيلة بالطرق الشرعية.

ويجب على الرعية التعاون مع ولاة الأمور، ومع الهيئات، ومع كل داع إلى الحق، يجب التعاون على الحق وعلى إظهاره والدعوة إليه، وعلى ترك الفساد والقضاء عليه، هذا هو الواجب على جميع المسلمين، بالطرق التي شرعها الله في قوله سبحانه: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[15]، وفي قوله سبحانه: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا[16]، وفي قوله سبحانه: وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ[17]، وفي قوله سبحانه: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ[18] الآية. وفي قوله عز وجل لموسى وهارون لما بعثهما إلى فرعون: فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى[19].

أما ما يقوم به الآن محمد المسعري وسعد الفقيه وأشباههما من ناشري الدعوات الفاسدة الضالة فهذا بلا شك شر عظيم، وهم دعاة شر عظيم، وفساد كبير، والواجب الحذر من نشراتهم، والقضاء عليها، وإتلافها، وعدم التعاون معهم في أي شيء يدعو إلى الفساد والشر والباطل والفتن؛ لأن الله أمر بالتعاون على البر والتقوى لا بالتعاون على الفساد والشر، ونشر الكذب، ونشر الدعوات الباطلة التي تسبب الفرقة واختلال الأمن إلى غير ذلك.

هذه النشرات التي تصدر من الفقيه، أو من المسعري أو من غيرهما من دعاة الباطل ودعاة الشر والفرقة يجب القضاء عليها وإتلافها وعدم الالتفات إليها، ويجب نصيحتهم وإرشادهم للحق، وتحذيرهم من هذا الباطل، ولا يجوز لأحد أن يتعاون معهم في هذا الشر، ويجب أن ينصحوا، وأن يعودوا إلى رشدهم، وأن يدَعوا هذا الباطل ويتركوه.

ونصيحتي للمسعري والفقيه وابن لادن وجميع من يسلك سبيلهم أن يدَعوا هذا الطريق الوخيم، وأن يتقوا الله ويحذروا نقمته وغضبه، وأن يعودوا إلى رشدهم، وأن يتوبوا إلى الله مما سلف منهم، والله سبحانه وعد عباده التائبين بقبول توبتهم، والإحسان إليهم، كما قال سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ[20]، وقال سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[21]، والآيات في هذا المعنى كثيرة.

والمقصود أن الواجب على جميع المسلمين التعاون مع ولاة الأمور في الخير والهدى والصلاح حتى يحصل الخير ويستتب الأمن، وحتى يقضى على الظلم، وحتى ينصر المظلوم، وحتى تؤدى الحقوق، هذا هو الواجب على المسلمين التعاون مع الولاة، ومع القضاة، ومع الدعاة إلى الله، ومع كل مصلح في إيجاد الحق والدعوة إليه، وفي نصر المظلوم، وردع الظالم وإقامة أمر الله، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير والتخلص من الباطل، ويجب التعاون والتناصح لمن حاد عن الخير فينصح ويوجه إلى الخير وأسباب النجاة حتى يحصل الخير العظيم، والمصالح العامة، وحتى يقضى على الفساد والشر والاختلاف بالطرق الشرعية، والناس في خير ما تناصحوا وتعاونوا على البر والتقوى، فإذا تعاونوا على الباطل وعلى الشر والفساد ساد البلاء، ونزع الأمن، وانتصر الباطل، ودفن الحق، وهذا هو الذي يحبه الشيطان، والذي يدعو إليه شياطين الإنس والجن، فالواجب الحذر مما يدعو إليه شياطين الإنس والجن، والتواصي بكل أسباب الأمن، وبكل أسباب الخير والهدى، والتواصي بالتعاون مع ولاة الأمور في كل خير، ومع كل من يدعو إلى الخير، وإقامة أمر الله، وفي نصر الحق، وفي إقامة المعروف، والتعاون مع كل مصلح فيما يدحض الباطل وفي التحذير من الباطل، والتحذير من أسباب الفرقة والاختلاف.

هذا هو الواجب كما قال سبحانه وتعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ[22]، وقال جل وعلا: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خَسِرَ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ[23]، وقال سبحانه: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا[24]، هذا هو الذي فيه النجاة والإيمان الصادق والعمل الصالح والعاقبة الحميدة، وبهذا يكثر الخير ويحصل التعاون على البر والتقوى، ويدحض الشر، وتأمن البلاد، ويستتب الأمن، ويحصل التعاون على الخير، ويرتدع السفيه المفسد وينتصر صاحب الحق وصاحب الهدى.

ونسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى أن يوفق الجميع للخير، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يصلح أحوال المسلمين جميعاً، وأن يعيذنا وإياهم من شرور النفس، وسيئات الأعمال واتباع الهوى، وأن يعيذنا جميعاً من مضلات الفتن، كما نسأله سبحانه أن يوفق ولاة أمرنا لكل خير، وأن يعينهم على كل خير، وأن ينصر بهم الحق، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يوفق أعوانهم للخير، وأن يعيذهم من كل ما يخالف شرع الله، وأن يجعلنا وإياكم وإياهم من الهداة المهتدين، كما نسأله سبحانه أن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يولي عليهم خيارهم، ويصلح قادتهم، وأن يجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى، إنه سميع قريب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

الإمام عبد العزيز بن باز (رحمه الله)
————————————————————–

[1] سورة النساء الآية 59.

[2] سورة النساء الآية 59.

[3] رواه البخاري في كتاب الأحكام برقم 6612، ومسلم في الإمارة برقم 3424، والنسائي في البيعة برقم 4134، وأبو داود في الجهاد برقم 2256، وأحمد في مسند العشرة المبشرين بالجنة برقم 686.

[4] سورة الممتحنة من الآية 12.

[5] سورة التغابن من الآية 16.

[6] سورة النساء من الآية 59.

[7] سورة المائدة من الآية 2.

[8] سورة العصر كاملة.

[9] رواه الإمام أحمد في باقي مسند المكثرين برقم 8444 ، ومالك في الموطأ في كتاب الجامع برقم 1572.

[10] رواه الترمذي في البر والصلة برقم 1849، والنسائي في البيعة برقم 4128، وأبو داود في الأدب برقم 4293.

[11] رواه مسلم في الإمارة برقم 3448، وأحمد في باقي مسند الأنصار برقم 22856.

[12] رواه مسلم في الفتن برقم 2116 بلفظ " أدوا إليهم حقهم وسلوا الله الذي لكم" ورواه أحمد في مسند المكثرين من الصحابة برقم 3458.

[13] سورة المائدة من الآية 2.

[14] سورة العصر كاملة.

[15] سورة النحل من الآية 125.

[16] سورة فصلت من الآية 33.

[17] سورة العنكبوت من الآية 46.

[18] سورة آل عمران من الآية 159.

[19] سورة طه الآية 44.

[20] سورة الزمر الآيتان 53 – 54.

[21] سورة النور من الآية 31.

[22] سورة المائدة الآية 2.

[23] سورة العصر كاملة.

[24] سورة آل عمران من الآية 103.