البندالثاني: تدوين آيات قصة موسى عليه السلام
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
((لقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فظلموا بها فانظر كيف كان عاقبة المفسدين *
وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين *
حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فارسل معي بني إسرائيل *
قال إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين *
فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين *
ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين *
قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم *
يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون *
قالوا أرجه وأخاه وارسل في المدائن حاشرين *
يأتوك بكل ساحر عليم *
وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين *
قال نعم وإنكم لمن المقربين *
قالوا يا موسى إما أن تلقى وإما أن نكون نحن الملقين *
قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم *
وأوحينا ألى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون *
فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون *
فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين *
وألقي السحرة ساجدين *
قالوا آمنا برب العالمين *
رب موسى وهارون *
قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون *
لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم أجمعين *
قالوا إنا إلى ربنا منقلبون *
وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين *
وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون *
قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين *
قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون *
ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الأموال والثمرات لعلهم يرجعون *
فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه إلا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون *
وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين *
فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات لعلهم يرجعون *
ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل *
فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون *
فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بإنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين *
وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون *
وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون *
إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يصنعون *
قال أغير الله أبغيكم إلها وهو رب العالمين *
وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم *
وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي واصلح ولا تتبع سبيل المفسدين *
ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين *
قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين *
وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذ ما آتيتك بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأريكم دار الفاسقين *
سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ساء ما يحكمون *
والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم هل يجزون إلا ما كانوا يعملون *
واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنه لا يكلمه ولا يهديهم سبيلا إتخذوه وكانوا ظالمين *
ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين *
ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين *
قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين *
إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين *
والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم *
ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون *
واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الصاعقة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي بها من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين *
واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة و الذين هم بالآخرة يؤمنون *
الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون *
قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم ترحمون *
ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون *
وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه ان اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون *
وإذ قلنا لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين *
فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا بآياتنا يظلمون *
واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون *
وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون *
فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يعملون *
فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين *
وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم *
وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون))….
تم التدقيق والحمد لله رب العالمين…