[الحجرات:12]
من أكبرالمعاصي التي يقع فيها الإنسان هي الغيبة و النميمة
و التحدث بما لا يحب أخيه في غيبته و نشر البغضاء و الحقد بين المسلمين
فلا يجتمع مجلس الا اذا كان اول ما يبدا به التكلم في اخيه المسلم
الغيبة تأكل الحسنات
1- تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من آفات اللسان عموماً
عن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
قال ابن حجر
الضمان بمعنى الوفاء بترك المعصية فالمعنى
وقال الداودي
المراد بما بين اللحيين الفم
قال ابن بطال
دل الحديث على أن أعظم البلاء على المرء في الدنيا لسانه وفرجه
وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق)
قال ابن حجر (بالكلمة) أي الكلام
(ما يتبين فيها) أي لا يتطلب معناها
وقال بعض الشراح: المعنى أنه لا يبينها بعبارة واضحة
وفي الكلمة التي يزل بها العبد قال ابن عبد البر
هي التي يقولها عند السلطان الجائر
وزاد ابن بطال
بالبغي أو بالسعي على المسلم فتكون سبباً لهلاكه
وقال القاضي عياض
يحتمل أن تكون تلك الكلمة من الخنى والرفث
قال النووي
في هذا الحديث حث على حفظ اللسان
فإن ظهرت مصلحة تكلم وإلا أمسك
وفي حديث معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له
( ألا أخبرك بملاك ذلك كله
قال : كف عليك هذا
فقلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟
قال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار
على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم)
وفي حديث الترمذي أيضاً
أنه صلى الله عليه وسلم سُئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال
قال المباركفوري
(ملاك ذلك كله) الملاك ما به إحكام الشيء وتقويته
(كف عليك هذا) لا تكلم بما لا يعنيك
فإن من كثر كلامه كثر سقطه
ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه
(ثكلتك) هو دعاء عليه بالموت على ظاهره ولا يراد وقوعه
بل هو تأديب وتنبيه من الغفلة وتعجيب وتعظيم للأمر
(يكب الناس) أي يلقيهم ويسقطهم ويصرعهم
(على وجوههم أو على مناخرهم) شك من الراوي
(إلا حصائد ألسنتهم) لا يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم
من الكفر والقذف والشتم والغيبة والنميمة والبهتان
قال ابن رجب
هذا يدل على أن كف اللسان وضبطه وحبسه هو أصل الخير كله
وقال صلى الله عليه وسلم
( إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول
قال ابن القيم: قولها(إنما نحن بك)
أي نجاتنا بك وهلاكنا بك
قال الغزالي مبينا معنى الحديث
إن نطق اللسان يؤثر في أعضاء الإنسان بالتوفيق والخذلان
قال ابن حبان
اللسان إذا صلح تبين ذلك على الأعضاء وإذا فسد كذلك
2 ـ الغيبة في اللغة والاصطلاح وصورها
الغيبة لغة
من الغَيْب "وهو كل ما غاب عنك" وسميت الغيبة بذلك لغياب المذكور حين ذكره الآخرون.
أن يتكلم خلف إنسان مستور بسوء"
والغيبة في الاصطلاح
قالوا: الله ورسوله أعلم
قال: (ذكرك أخاك بما يكره)
ولم يرد في كلام النبي صلى الله عليه وسلم تقييده بغَيبة المذكور
لكنه مستفاد من المعني اللغوي للكلمة
قال النووي
"الغيبة ذكر الإنسان في غيبته بما يكره"
صور الغيبة وما يدخل فيها
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الغيبة إنما تقع فيما يكرهه الإنسان ويؤذيه فقال: (بما يكره)
قال النووي في الأذكار مفصلاً ذلك
ذكر المرء بما يكرهه سواء كان ذلك في بدن الشخص أو دينه أو دنياه أو نفسه
أو طلاقته أو عبوسته أو غير ذلك مما يتعلق به سواء ذكرته باللفظ أو الإشارة أو الرمز
ومن الصور التي تعد أيضاً في الغيبة قال النووي
ومنه قولهم عند ذكره
نسأل الله السلامة ونحو ذلك فكل ذلك من الغيبة
ومن صور الغيبة ما قد يخرج من المرء على صورة التعجب أو الاغتمام أو إنكار المنكر
قال ابن تيمية
ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب فيقول
ومنهم من يخرج [النية في قالب] الاغتمام فيقول
مسكين فلان غمني ما جرى له وما ثم له
الفرق بين الغيبة والبهتان والإفك
بّين النبي صلى الله عليه وسلم الفرق بين الغيبة والبهتان
ففي الحديث
(إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته)
وفي حديث عبد الله بن عمرو أنهم ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً فقالوا
لا يأكل حتى يُطعم
فقال النبي صلى الله عليه وسلم
(اغتبتموه)
إنما حدثنا بما فيه قال
(حسبك إذا ذكرت أخاك بما فيه)
والبهتان إنما يكون في الباطل كما قال الله
{والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً}
[الأحزاب:58]
والبهت قد يكون غيبة وقد يكون حضوراً
قال النووي
قال الحسن
الغيبة ثلاثة أوجه كلها في كتاب الله
فأما الغيبة فهو أن تقول في أخيك ما هو فيه
وأما الإفك فأن تقول فيه ما بلغك عنه
3- حكم الغيبة وأدلة تحريمها في القرآن والسنة
وأقوال السلف في ذلك
الغيبة حرام بإجماع أهل العلم كما نقل ذلك النووي
واختلف العلماء في عدها من الكبائر أو الصغائر
وقد نقل القرطبي الاتفاق على كونها من الكبائر لما جاء فيها من
ولم يعتد رحمه الله بخلاف بعض أهل العلم ممن قال بأنها من الصغائر
والقول بأنها من الكبائر هو قول جماهير أهل العلم
صاحب كتاب العدة والخلاف في ذلك منقول عن الغزالي
وقد فصل ابن حجر محاولاً الجمع بين الرأيين فقال
فمن اغتاب ولياً لله أو عالماً ليس كمن اغتاب مجهول الحالة مثلاً
وقد قالوا
ضابطها ذكر الشخص بما يكره
وقد يشتد تأذيه بذلك
اللهم احفظ السنتنا من الغيبة والنميمة
كل الود ..~
—–•–✿–•————————-
السلام عليكم ورحمة الله
جزاك الله خيراً على هذه المشاركة الطيبة .. في ميزان حسناتك إن شاء الله .
رمضان فرصة أن نطهر فلوبنا ونفوسنا من كل ما يعضب الله .
وفقك الله .
بارك الله فيكى أختى الغاليه
موضوعك قيم وراائع جداً
جعل الله هذا العمل فى ميزان حسناتك
جزاكى الله خيراً
لكِ ودى