سورة الذاريات: 55
احفظ الله يحفظك
سلمتي ..!
سلمتي ..!
احفظ الله يحفظك
سلمتي ..!
سلمتي ..!
وقال الإمام السعدي في تفسيره:
"عمم الله الخسار لكل إنسان، إلا من اتصف بأربع صفات:
الإيمان بما أمر الله بالإيمان به، ولا يكون الإيمان بدون العلم، فهو فرع عنه لا يتم إلا به.
والعمل الصالح، وهذا شامل لأفعال الخير كلها، الظاهرة والباطنة، المتعلقة بحق الله وحق عباده ، الواجبة والمستحبة.
والتواصي بالحق، الذي هو الإيمان والعمل الصالح، أي: يوصي بعضهم بعضًا بذلك، ويحثه عليه، ويرغبه فيه.
والتواصي بالصبر على طاعة الله، وعن معصية الله، وعلى أقدار الله المؤلمة.
فبالأمرين الأولين، يكمل الإنسان نفسه، وبالأمرين الأخيرين يكمل غيره، وبتكميل الأمور الأربعة، يكون الإنسان قد سلم من الخسار، وفاز بالربح العظيم." اهـ.
وروى الإمام مسلم في صحيحه عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِىِّ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الدِّينُ النَّصِيحَةُ » قُلْنَا لِمَنْ قَالَ « لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ ».
قال النووي رحمه الله في شرحه على مسلم – (2 / 37) : "هذا حديث عظيم الشأن وعليه مدار الاسلام"
ثم ذكر رحمه الله تعالى عن العلماء – في شرحه على مسلم (2 / 38- 39) – مختصر قولهم في معنى النصيحة في الحديث، قال:
قالوا أما النصيحة لله تعالى فمعناها:
منصرف إلى الايمان به ونفى الشريك عنه وترك الالحاد في صفاته ووصفه بصفات الكمال والجلال كلها وتنزيهه سبحانه وتعالى من جميع النقائص والقيام بطاعته واجتناب معصيته والحب فيه والبغض فيه وموالاة من أطاعه ومعادة من عصاه وجهاد من كفر به والاعتراف بنعمته وشكره عليها والاخلاص في جميع الامور والدعاء إلى جميع الاوصاف المذكورة والحث عليها والتلطف في جميع الناس او من أمكن منهم عليها قال الخطابى رحمه الله وحقيقة هذه الاضافة راجعة إلى العبد في نصحه نفسه فالله تعالى غني عن نصح الناصح.
وأما النصيحة لكتابه سبحانه وتعالى:
فالإيمان بأن كلام الله تعالى وتنزيله لا يشبهه شيء من كلام الخلق ولا يقدر على مثله أحد من الخلق ثم تعظيمه وتلاوته حق تلاوته وتحسينها والخشوع عندها واقامة حروفه في التلاوة والذب عنه لتأويل المحرفين وتعرض الطاعنين والتصديق بما فيه والوقوف مع أحكامه وتفهم علومه وأمثاله والاعتبار بمواعظه والتفكر في عجائبه والعمل بمحكمه والتسليم لمتشابهه والبحث عن عمومه وخصوصه وناسخه ومنسوخه ونشر علومه والدعاء إليه والى ما ذكرناه من نصيحته.
وأما النصيحة لرسول الله صلى الله عليه و سلم:
فتصديقه على الرسالة والايمان بجميع ما جاء به وطاعته فى امره ونهيه ونصرته حيا وميتا ومعاداة عن عاداه وموالاة من والاه واعظام حقه وتوقيره واحياء طريقته وسنته وبث دعوته ونشر شريعته ونفى التهمة عنها واستثارة علومها والتفقه في معانيها والدعاء اليها والتلطف في تعلمها وتعليمها واعظامها واجلالها والتأدب عند قراءتها والامساك عن الكلام فيها بغير علم واجلال أهلها لانتسابها اليها والتخلق باخلاقه والتأدب بآدابه ومحبة أهل بيته وأصحابه ومجانبة من ابتدع فى سنته أوتعرض لأحد من أصحابه ونحو ذلك.
وأما النصيحة لأئمة المسلمين:
فمعاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وأمرهم به وتنبيهم وتذكيرهم برفق ولطف واعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين وترك الخروج عليهم وتألف قلوب الناس لطاعتهم قال الخطابى رحمه الله ومن النصيحة لهم الصلاة خلفهم والجهاد معهم وأداء الصدقات اليهم وترك الخروج بالسيف عليهم اذا ظهر منهم حيف أو سوء عشرة وأن لا يغروا بالثناء الكاذب عليهم وأن يدعى لهم بالصلاح وهذا كله على ان المراد بأئمة المسلمين الخلفاء وغيرهم ممن يقوم بأمور المسملين من اصحاب الولايات وهذا هو المشهور وحكاه ايضا الخطابى ثم قال وقد يتأول ذلك على الائمة الذين هم علماء الدين وأن من نصيحتهم قبول ما رووه وتقليدهم في الاحكام واحسان الظن بهم.
وأما نصيحة عامة المسلمين:
وهم من عدا ولاة الامر فارشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم وكف الأذى عنهم فيعلمهم ما يجهلونه من دينهم ويعينهم عليه بالقول والفعل وستر عوراتهم وسد خلاتهم ودفع المضار عنهم وجلب المنافع لهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر برفق واخلاص والشفقة عليهم وتوقير كبيرهم ورحمة صغيرهم وتخولهم بالموعظة الحسنة وترك غشهم وحسدهم وأن يحب لهم ما يجب لنفسه من الخير ويكره لهم ما يكره لنفسه من المكروه والذب عن أموالهم وأعراضهم وغير ذلك من أحوالهم بالقول والفعل وحثهم على التخلق بجميع ما ذكرناه من أنواع النصيحة وتنشيط هممهم إلى الطاعات وقد كان في السلف رضى الله عنهم من تبلغ به النصيحة إلى الاضرار بدنياه والله اعلم. اهـ.
وفي نضرة النعيم أن من فوائد النصيحة والتواصي:
(1) النّصيحة لبّ الدّين وجوهر الإيمان.
(2) دليل حبّ الخير للآخرين، وبغض الشّرّ لهم.
(3) تكثير الأصحاب؛ إذ إنّه يؤمن منه الجانب، وتقليل الحسّاد؛ إذ إنّه لا يحبّ لغيره الشّرّ والفساد.
(4) صلاح المجتمع؛ إذ تشاع فيه الفضيلة، وتستر فيه الرّذيلة.
(5) إحلال الرّحمة والوداد مكان القسوة والشّقاق.
(6) الاشتغال بالنّفس لاستكمال الفضائل من تمام النّصح.
(7) بيان خطأ المخطىء في المسألة والمسائل- وإن كرهه- من النّصيحة الواجبة لا من الغيبة المحرّمة.
(8) من قام بها على وجهها يستحقّ الإكرام لا اللّوم والتّقريع.
(9) في التّواصي بالحقّ وبالصّبر ونحوهما ما يكفل حياة مستقرّة للمجتمع الإسلاميّ.
(10) في الأخذ بوصيّة اللّه- عزّ وجلّ- ووصيّة رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم صلاح حال الفرد والمجتمع معا.
(11) للوصيّة الصّادقة تأثير بالغ في النّفس وهي دافع قويّ لتنفيذ الموصى به.
(12) الوصيّة وسيلة من وسائل التّقوى والتّذكّر والتّعقّل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثبـت في الصحيح عن النبي صـلى الله عليــه
وسلم أنه قال ( إن الدين النصيحة ، إن الدين
النصيحة ، إن الدين النصيحة ) قــالوا : لمن
يـارســول الله ؟ قــال ( لله وكتابه ورسـولــه
وأئمـة المؤمنين وعامتهم أو أئمة المسلمين
وعامتهم)أخرجه مسلم وأبو داود واللفظ له.
أخبــر صـلى الله عليـه وسلــم خبرا متضمنا
للحـث عـلى النصيحة والترغيب فيهــا : أن
الدين كله منحصر في النصيحة .
يعنـي : ومن قام بالنصيحة فــقـد قـام بالدين
وفسّــره تفسيرا يــزيـل الإشكال ويعـم جميع
الأحــوال وأن مــوضوع النصيحة خمــســة
أمور باستكمالها يكمل العبد .
أما النصيحة لله فهـــي القيام بحقه وعبوديته
التامة .
وعبوديته تـعـم ما يجب اعتقاده مــن أصول
الإيـمـان كـلـهــا وأعمــال القلوب والجوارح
وأقـوال اللسان من الفروض والنوافل وفعـل
المقـدور منها ، ونية القيام بما يعجز عنه .
قـال تعالى في حق المعذورين ( لَيْــسَ عَــلَى
الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى
الْمَرِيضِ حَرَجٌ ) النور 61 .
وذلك ( إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ ) التوبة91.
فاشترك في نفي الحرج عن هؤلاء أن يكونوا
ناصحين لله ورسوله ،وذلك بالنيات الصادقة
والقيام بالمقدور لهم .
ومن أعظم النصيحة لله : الذب عــن الديـن ،
وتفنيد شبه المبطلين ، وشرح محاسن الدين
الظاهرة والباطنة ؛ فإن شرح محاسن الديـن
وخصوصـا في هذه الأوقات التي طغت فيهـا
الماديات وجرفت بزخارفها وبهرجتها أكثــر
البشــر وظنــوا بعقولهم الفاسدة أنـهـا هــي
الغاية ومنتـهــى الحسن والكمال واستكبروا
عن آيات الله وبيناته ودينه .
ولــم يخطــر بقلوب أكثرهم أن محاسن الدين
الإسلامي فاقت بكمالها وجمالها وجلالهـا كل
شـئ ، وأن محاسن غيرها – إن فــرض فيــه
محـاسن – فإنه يتلاشى ويضمحل ، إذا قيـس
بنور الدين وعظمته وبهائه ، وأنــه الطريق
الوحيد إلى صلاح البشر وسعادتهم ومحـال
أن تحصل السعادة بدونه .
أما سعادة الدين فواضحة لكـل أحد منصف ،
وأمــا سعـادة الدنـيـا فــإن الأمــور المـاديــة
المحضة إذا خلت مـن روح الدين ، فــإنـهــا
شقاء على أهلها ودمار .
والمشاهدة أكبر شاهد عـلى هــذا فـإن أمــور
المادة قد ارتقت في هذه الأوقات ارتقاء هائلا
يعجز الفصيح عن التعبير عنــه ، ومــع ذلك
فهـل عاش هؤلاء مــع أنفسهم ومــع غيرهم
ومــع بقية الأمم عيشة سعيدة هنيئة طيبة ،
أم الأمر بالعكس ؟
ومــا يخـرجون مــن طامّة ، إلا تلقتهم طامّة
أكبر منها ! ولا خلصوا من كوارث وعذاب ،
إلا دخلوا في عذاب أفظع منه !
ولا والله ينجيهم من هذا غير الدين الصحيح
وسيعلمون ويعلم غيرهم عواقبهم الوخيمة .
وأما النصيحة لكتاب الله فهي الإقبال بالكلـية
على تلاوته وتدبره وتعلم معانيه وتعليمهـا ،
والتخـلـق بأخلاقه وآدابــه والعمـل بأحكامـه
واجتناب نواهيه والدعوة إلى ذلك .
وأما النصيحة للرسول محمد صلى الله عليه
وسـلـم فـهــي الإيمان الكامل بــه وتعظيمــه
وتوقيره وتقديم محبته واتباعه عـلى الخلق
كلهم .
وتحقيق ذلك وتصديقه : باتبـاعــه ظـــاهــرا
وباطنا في العقائد والأخلاق والأعمال ، قــال
تـعـالى ( قُــلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ اللّهُ ) آل عمران31 .
والحــرص عـلى تعلــم سنـتــه وتعليـمـهــا ،
واستخراج معانيها وفوائدها الجليلة ، وهــي
شقيقة الكتاب ، قال تعالى ( وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) النساء113 .
وجملة ما تقدم أن النصيحة لله ورسوله هي
الإيمان بالله ورسوله ، وطاعة الله ورسوله
وهذا يعم كل ما تقدم .
وأما النصيحة لأئمة المسلمين وهـــم ولاتهم
من السلطان الأعظم إلى الأمير إلــى القاضي
إلى جميع من لهم ولاية صغيرة أو كبيرة .
فهؤلاء لمـا كانــت مهمتهم وواجباتهم أعظم
مــن غيرهم وجب لهــم من النصيحة بحسب
مراتبهم ومقاماتهم ، وذلك باعتـقـاد إمامتهم
والاعتراف بولايتهم ، و وجــوب طاعـتـهــم
بالمعروف ، وعدم الخروج عليهـم ، وحــث
الرعية عــلى طاعتهم ولزوم أمرهم ، الــذي
لايخالف أمـر الله ورسوله وبذل ما يستطيعه
الإنسـان مــن نصيحتهم ، وتوضيح ما خفي
عليهم مما يحتاجون إليه في رعايتهم ، كـل
أحد بحسب حاله ، والدعــاء لهــم بالصلاح
والتوفيق ، فإن صلاحهم صـلاح لرعيتهم ،
واجتـــنــاب سبهــم والقدح فيهــم وإشاعة
مثالبهم ، فإن في ذلك شرا وضررا وفسادا
كبيرا .
فمن نصيحتهم الحذر والتحذير من ذلك وعلى
مــن رأى منهــم مــالا يحــل أن ينبههم ســرا
لا علنا بلطف وعبارة تليق بالمقام ، ويحصل
بهـا المقـصـــود فــإن هــذا مــطــلــوب فــي
حــق كــل أحد وبالأخص ولاة الأمور ، فــإن
تنبيههم على هذا الوجه فيه خير كثير ،وذلك
علامة الصدق والإخلاص .
واحذر – أيهـا الناصح لهــم عـلى هــذا الوجه
المحمود – أن تفـســد نصيحتك بالتمدح عنــد
الناس فتقول لهم : إني نصحتهم وقلت وقلت
فــإن هــذا عنــوان الرياء وعــلامة ضعـــف
الإخلاص وفيه أضرار أُخر معروفة .
وأما النصيحة لعامة المسلمين : فقد وضحها
النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ( لا يؤمــن
أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحــب لنـفـســه )
أخرجه البخاري ومسلم .
وذلك بمحبة الخير لهـم والسعي فــي إيصاله
إليهم بحسب الإمكان وكراهة الشر والمكروه
لهـــم ، والسعي فـي دفع ذلك ودفع أسبابه ،
وتعليــم جاهلهم ووعــظ غافلهم ، ونصحهم
فـي أمور دينهم ودنياهم ، وكــل ما تحب أن
يفعلـوه معك من الإحسان فافعلــه مـعـهــم ،
ومعاونتهم عـلى البر والتقوى ،ومساعدتهم
على كل ما يحتاجونه ، فمن كان في حاجة
أخيه كان الله في حاجته .
والله في عون العبد ما كان العبد فــي عــون
أخيه المسلم .
وهذه الأمور كلها بحسب القدرة قـال تعــالى
( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) التغابن16 .
فعلمت مما تقدم أن الأمر كما ذكره صـلى الله
عليه وسلم أن النصيحة تشمل الديــن كــلـه
أصوله وفروعه ، حقوق الله وحقوق رسوله
صلى الله عليه وسلم ، وحقوق الخلق كلهـم
أهل الحقوق العامة والخاصة .
فمن قام بالنصيحة على هــذا الوجه فقــد قام
بالدين ومن أخلّ بشئ مما تقدم فــقـــد ضيّع
من دينه بقدر ما ترك .
فــأيــن النصيحة مـمــن تهاون بحقوق ربــه
فضيعها ، وعلى محارمه فتجرأ عليها ؟
وأيـن النصيحة ممـن قدّم قــول غيـر الرسول
على قوله ، وآثر طاعة المخلوق على طاعة
الله ورسوله ؟
وأين النصيحة من أهل الخيانات والغش فـي
المعاملات ؟
وأيــن النـصـيــحــة ممــن يحبــون أن تشيع
الفاحشة فــي الـذيـن آمنوا ، ومــن يتبعون
عورات المسلمين وعثراتهم ؟
أين النصيحة من أهل المكر والخداع ؟
وأيـــن النصيحة ممــن يسـعــى فــي تفــريق
المسلميـن وإلقاء العداوة والبغضاء بينهـم ؟
وأين النصيحة ممـن يتعـلـقـون عـنــد اللقاء
بالمدح والثناء ، ويقـولون خـلاف ذلك فــي
الغيبة عند الأعداء وعند الأصدقاء ؟
وأيــن النـصـيـحــة مـمــن لا يحتـرم أعراض
المسلمين ولا يرقب فيهم إلا ولا ذمّة ؟
وأين النصـيحـة مـن المتكبرين عـلـى الحــق
والمتكبرين عـلى الخلق ،المعجبين بأنفسهم
المحتقرين لغيرهم ؟
فهؤلاء كلهم عن النصيحة بمعزل ، ومنزلهم
فيها أبعد منزل ، وكل هؤلاء قد اختل إيمانهم
واستحقوا العقوبات المتنوعة ، وحرموا مـن
الخير الــذي رتب عـلى النصح ، حرموا مـن
الأخلاق الفاضلة وابتلوا بالأخلاق السافلة .
أولئك هم الخاسرون .
طــوبـــى للناصحين !
حقيقة ما أعظم توفيقهم وما أهدى طريقهم !
لا تجــد الناصح إلا مشتغلا بفـــرض يؤديه ،
وفي جهاد نفسه عن محارم ربــه ونواهيه ،
وفـي دعـوة غيره إلــى سبيـل ربـه بالحكمة
والموعظة الحسنة ، وفـي التخلق بالأخلاق
الجميلة ، والآداب المستحسنة !
إن رأى مــن أخيه خيرا أذاعه ونشره ، وإن
اطّلع منه على عيب كتمه وستره !
إن عاملته وجــدتــه ناصحــا صـدوقـا ، وإن
صاحبته رأيتـه قائـمـا بحقوق الصحبة عــلى
التمام ، مأمونا في السر والعلانية ، مبــاركا
على الجليس كحامل المسك : إما أن يحذيك،
أو تجد منه رائحة طيبة .
إذا وجــدت الناصح فـاغـتـنــم صحبته ، وإذا
تشابهت عليـك المسالك فاستعن بمشاورته ،
جاهد نفسك على التخلق بخلق النصح ، تجد
حلاوة الإيمان ، وتـكــن من أولياء الرحمــن
أهل البر والإحسان ، لو اطلعت علــى ضمير
الناصح لوجدته ممتلئا نورا وأمنـا ، ورحمة
وشفقة ، ولو شاهدت أفكاره لرأيتها تـــدور
حول مصالح المسلمين ، مجملة ومفصّلة ،
ولو تأمّلت أعماله وأقواله ، لرأيتها كلـــها
صريحة متفقة .
أولئك السادة الأخيار وأولئك الصفوة الأبرار.
لقد نالــوا الخيــر الكثيـر ، بالنيات الصالحة
والعمل اليسير .
الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة فـي العقائد
والفنون المتنوعة الفاخرة للشيخ عبدالرحمن السعدي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } آل عمران104
{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ }
آل عمران
{يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ } آل عمران114
{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } التوبة71
{التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } التوبة112
{الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } الحج41
{يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ } لقمان17
انا تحسرت جدا وبكيت .. اريد الرجوع الى سابق عهدي ولكني..
لا أستطيع..
حالتي لم تأت من فراغ..ولكن جاءت نتيجة لعوامل متعددة, من بينها .. الاساتذة اغلبهم متهاونين, النظام في مؤسستنا متساهل وغير متكافئ وهذا لا يعود علينا نحن الطلبة بالنفع , كثرة العطل التي تؤدي الى تكاسلنا وخمولنا بشكل مستمر..ولهذا انا حالتي سيئة جدا..
ارجوكن أرجوكن آرجوكن..
رجاء نابعا من وجداني ..أن ترشدنني.. أقسم أني بحاجة إلى إرشادكن .. *** اعذروني على الاطالة .. انتظر نصحكن..والسلام عليكن ورحمة الله تعالىوبركاته.
إجلسي مع نفسك و فكري بالذي جرى لك
و بالذي أبعد عن الدراسة و إن شاء تعودي من المتفوقين
الله يعطيك العافية
جزاك الله خيرا
لقد وصلتني ايميلات أشعرتني الريبة بعض الشيء وفكرت في استشارتكن إذا كان شكي صحيحاً فيها حيث تناقش الايميلات بعض المواضيع التي منها:
– أن موضوع "الدعاء يرد القضاء" ليس إلا بدعة، وأن مشيئة الله لا يغيرها شيء.
أنا أعلم أن رحمته الله تعالى كبيرة وإن كان الدعاء يرد القضاء فهذا أيضاً بمشيئة الله تعالى فأيهما أصح.
– أن من يقول "إن كنت قلت أن الله موجود بلا مكان فقد أنكرت وجوده" وهم يضعون الأدلة على أن الله موجود بلا مكان.
وبالنسبة لي لا أفضل النقاش في هذه المواضيع التي تمس الله سبحانه وتعالى حيث أنها تؤدي بي إلى طريق مغلق ومليء بالشك.
أتمنى أن أحصل على الاجابة الوافية والنصيحة لكيفية التعامل مع هؤلاء حيث أني لا أرغب في الدخول معهم في نقاشات قد لا تؤدي الغرض منها وقد تؤدي إلى بي إلى الخطأ.
وشكراً
بالنسبة للمسألة الآولى
هل الدعاء يرد القضاء أو يرد القدر ؟
الجواب
الحديث رواه الترمذي بِلفظ : لا يرد القضاء إلا الدعاء ، ولا يزيد في العمر إلا البر .
وقال الألباني : حسن .
وفي الحديث الآخر : الدعاء ينفع مما نزل ومما لم يَنْزل فعليكم عباد الله بالدعاء . رواه الحاكم وغيره ، وحسنه الألباني .
فالدعاء مما يُخفِّف البلاء .
والدعاء مما يَدفَع به البلاء .
ففي حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يُغني حذر من قدر ، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم يَنْزِل ، وإن البلاء ليَنْزِل فيتلقاه الدعاء ، فَيَعْتَلِجَان إلى يوم القيامة . رواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . وحسنه الألباني في صحيح الجامع .
والذي قدّر الأقدار هو سبحانه وتعالى الذي أمر بالدعاء ، ولا تعارض بين الأمر والتقدير .
فالدعاء مُعالجة لأقدار الله بأقدار الله ، كما قال عمر رضي الله عنه .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبدالرحمن السحيم
أما بالنسبة للمسألة الثانية
الله موجود فى السماء … ولا نقل موجود ونسكت .. كما نبه على ذلك العلماء جزاهم الله عنا خيرا ً ..
حكم من يقول أن الله في كل مكان
سئل فضيلة الشيخ:عن قول بعض الناس إذا سئل(أين الله)؟قال (الله في كل مكان)أو موجود فهل هذه الإجابة صحيحة على إطلاقها؟
الجواب:هذه إجابة باطلة لا على إطلاقها و لا تقيدها،فإذا سئل أين الله؟فليقل):في السماء).كما أجابه بذلك المرأة التي سألها النبي صلى الله عليه وسلم أين الله؟
قالت :في السماء.
وأما من قال( موجود ) فقط فهذا حيد عن الجواب ومراوغة منه.
وأما من قال (أن الله في كل مكان) وأراد بذاته ،فهذا كفر؛لأنه تكذيب لما دلت عليه النصوص،بل الأدلة السمعية،والعقلية،والفطرية،من أن الله تعالى على كل شيء،وأنه فوق السماوات مستوي على عرشه.
من كتاب الفتاوى الشرعية في المسائل العصرية من فتاوى علماء البلد الحرام تقديم الشيخ سعد بن عبد الله البريك إعداد خالد الجريسي
أتمنى تكونى استفدت ِ من الاجابات ..
دمتِ فى حفظ الله أختى الكريمة
هل تنصحيني أن أرد على من أرسل الايميلات بهذه الاجابات؟؟؟