الحكم الإلهية العظيمة . في ترتيب الخلفاء . وفي معاملة الله تعالى مع أهل البيت 2024.

الحكم الإلهية العظيمة
في ترتيب الخلفاء
وفي معاملة الله تعالى مع أهل البيت
للعلامة: أبي الحسن الندوي

ليس عندنا من مصادفات الزمان ولا نتيجة لمؤامرة أو تخطيط، أن يخلف النبي e بعد وفاته رجل من بني تيم بدلاً من أن يشغل هذا المنصب فرد من أفراد الأسرة النبوية التي كانت تتمتع من غير شك بأوصاف وفضائل إنسانية عالية، وهو أبو بكر الصديق y، الذي قام بأعباء الخلافة باختيار علمٍ واستحسان من المسلمين، على أنه لم يكن من بني هاشم ولا من بني المطلب، ذلك لكي يتبين للناس ويرسخ في أذهانهم لأول وهلة، أنَّ الإسلام ليس نظاماً وراثياً، ولا قضية عائلية، بل العبرة في الإمامة والخلافة بالكفاءة العملية والخدمات، وباختيار المسلمين وقضائهم .
كما أنني لا أرى من حكم المصادفات أو الاضطرار أن يوكل سادة أهل البيت وفضلاؤهم بعد ذلك إلى فضائلهم وسيرتهم وأخلاقهم وزهدهم وحميتهم الدينية وعزمهم الراسخ فيستحقون بذلك تعظيم الأمة المحمدية ن ويتبوؤن منصب القيادة الدينية والإمامة العلمية، فقد كانت الأمة تقدم إليهم ضريبة الحب والإعجاب، ووفقهم الله سبحانه لنصرة الأمة الإسلامية في أحرج المناسبات عدة مرات، ووقفوا في وجوه أعداء الإسلام حرباً عليهم، ونفخوا في جسم المجتمع الإسلامي قوة وروحاً جديدة بروحانيتهم الصادقة وعزيمتهم الراسخة ((ذلك تقدير العزيز العليم)) .

النصوص القرآنية على صحة القرآن وسلامته

لقد أسلفنا في الرقم (2) أن الشرط الثالث للنبوة الخالدة أن تكون الصحيفة السماوية الأخيرة التي نزلت على النبي الخاتم والتي تعتبر أساساً لدينه، ومصدراً لتعاليمه ودعوته، ووسيلة دائمة لربط الخلق بخالقه، مصونة سالمة في كل حرف من حروفها ونقطها، وجديرة بالفهم وفي متناول الإنسان، ويستمر عمل قراءتها وتلاوتها وتحفيظها واستحضارها وتفهيمها وتعميمها في كل زمان، دون أن تمسها يد التحريف كالصحف السابقة، ولا أن تودع كأثر تاريخي أو كوثائق ومستندات ووصايا العائلات في طبقة أو أسرة، أو مكتبة خاصة بالنوادر والمخطوطات، فلا تعرض إلا على الخاصة من الناس وهم الذين يطلعون عليها دون غيرها .
إن تصريحات القرآن الكريم في هذا الشأن قطيعة وصريحة، وعندما كان جبريل الأمين يبلغه إلى الرسول الكريم e، وكان الرسول كثير الاهتمام بحفظه وتحفيظه بالنص الأصيل وإبلاغه إلى الآخرين، وعده الله بالجمع والقراءة حيث قال {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة :17- 19]
تشير الآيات إلى جمع القرآن في الصدور وتلاوته كاملة غير منقوصة، ثم تهيئة الأسباب لشرحه وبيانه، ومسؤولية استمراره إلى يوم الدين، ثم لما وصل القرآن إلى الناس وحفظوه كلياً أو جزئياً في البلدان، وحدثت في الزمان ثورات، تولى الله سبحانه مسؤولية صيانة القرآن بألفاظه إلى يوم القيامة، يقول: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9]

لاكي
جزاك الله خيرا و زادك الله حرصا و علما و نورا
جزاكي الله خيرا

جزاك الله خيرا …وجعله في موازين حسناتك …
شكرا جزيلا لكم جميعا
بارك الله فيكم
وفقنا الله لخدمة دينه ورزقنا الوعي الكامل لطبيعة المرحلة
اللهم زاد الطريق ..
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

المنح الإلهية للأمة الإسلامية في شهر رمضان 2024.

أن أول هذه المنح هي نزول القرآن:
قال الله تعالي: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًي لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَي وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَي سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَي مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ . سورة البقرة 185
عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ وَالإِنْجِيلُ لِثَلاَثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ وَأُنْزِلَ الْقُرْآنُ لأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَان . رواه أحمد
أما ثاني هذه المنح هي بيان الصلة بين الصيام والقرآن:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. وَيَقُولُ الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. قَالَ فَيُشَفَّعَانِ . رواه أحمد والحاكم
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلي الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلي الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة". متفق عليه، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : القرآن شافع مشفع وما حل مصدق من جعله أمامه قاده إلي الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلي النار". رواه الطبراني
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرؤوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة ". رواه مسلم
كذلك من أعظم هذه المنح ليلة القدر:
قال الله تعالي : إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْر * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّي مَطْلَعِ الْفَجْر سورة القدر 1-5، و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ (صلي الله عليه وسلم) قَالَ مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ، وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِه . متفق عليه ، كما جاء عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ دَخَلَ رَمَضَانُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّه: إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ وَلاَ يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلاَّ مَحْرُومٌ رواه ابن ماجة
وأضاف فضيلته أن من منح الله كذلك (خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَي مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَال الصِّيَامُ جُنَّةٌ ، فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَجْهَلْ ، وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ . مَرَّتَيْنِ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَي مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ، يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي ، الصِّيَامُ لِي ، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا . متفق عليه

فتح أبواب الجنة:
عن أَبَي هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّه إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ . متفق عليه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطاها أمة قبلهم خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وتستغفر لهم الملائكة حتي يفطروا ويزين الله عز وجل كل يوم جنته ثم يقول يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذي ويصيروا إليك ويصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصوا إلي ما كانوا يخلصون إليه في غيره ويغفر لهم في آخر ليلة قيل يا رسول الله أهي ليلة القدر قال لا ولكن العامل إنما يوفي أجره إذا قضي عمله . رواه أحمد بسند ضعيف
من فطر صائما كان له مثل أجره:
عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا . رواه الترمذي بسند صحيح ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلي الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلي الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة . متفق عليه
وختم بنعمة تصفيد الشياطين:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلي الله عليه وسلم- قَالَ إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَنَادَي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَة . رواه أحمد والترمذي وابن ماجه
دَعْوَةً الصَّائِمِ مَا تُرَدُّ:
عن عَبْد اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً مَا تُرَد رواه ابن ماجه

كلمات لوكتبت بداخلنا بماء الذهب ما اوفتها حقها …

لك ودي واحترامي >>

كلمات لوكتبت بداخلنا بماء الذهب ما اوفتها حقها …

لك ودي واحترامي >>

العدالة الإلهية والتفاضل في الأرزاق ! 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

العدالة الإلهية والتفاضل في الأرزاق

س: أعرض عليكم مشكلة حدثت لي منذ أيام. فقد وسوس الشيطان في نفسي وصار يعرض في أفكاري صورا شتى تدور حول الشك في العدالة الإلهية، وتساءلت: لماذا يغني الله بعض الناس ويفقر بعضهم الآخر؟ مما جعلني أتردد في ضلال وحيرة… وتركت الصلاة… وأخيرا أفقت إلى نفسي… وعذبني ضميري… ولازلت في ألم نفسي وريب خلفته تلك الوساوس والأفكار… فما حيلتي لاسترداد الثقة واليقين، وطرد همزات الشيطان اللعين؟؟

ج: المؤمن، قد تعرض له وساوس، وقد تهجس في نفسه هواجس، ولكنه إذا كان صاحب إيمان ويقين وكان موفقا من الله عز وجل، سرعان ما تزول تلك الوساوس وتختفي الهواجس، ويعود إليه منطق الإيمان ونور العقيدة القويمة… والاطمئنان.
هذا الشاب، حين عرضت له تلك الوساوس، بناها على خطأين كبيرين:
الأول: هو اعتقاده أن الغنى المادي هو كل شيء أو أعظم شيء في هذه الحياة وأن العدل يقتضي أن يسوي الله بين الناس، في الفقر والغنى، وفي المال والثروة وهذا هو الخطأ الأول.
وليعلم ذلك الأخ أن المال ليس هو كل شيء في هذه الحياة، كلا… فكم من الأغنياء يعوزهم الذكاء، أو تعوزهم الحكمة، أو تعوزهم الصحة، والعافية، أو تعوزهم الأسرة الهنيئة، أو يعوزهم الولد، وإذا كان عندهم الولد يعوزهم الولد البار، والزوجة الصالحة… يعوزهم أشياء كثيرة.
كثير من الأغنياء أصحاب الملايين، يشتهون أن يأكلوا كما يأكل فقير لا يملك إلا دريهمات معدودة، قد حرم عليهم الأطباء أن يأكلوا الدهنيات أو السكريات، أو غير ذلك، وعنده الخزائن تموج بالذهب والفضة. ماذا يصنع بهذه الخزائن؟ وهب أنه كان صحيحا، هل يملك أن يأكل أكثر من ملء بطنه؟ وما البطن، وما المعدة؟ شبر في شبر.. أو أقل… هب أن الإنسان عنده كنز من النضار فهل يأكل الإنسان النضار؟ وهل يأخذه معه إلى القبر؟ كلا… إن المال وسيلة للإنسان.
الذي يملك منه الكثير، يزيد على غيره أنه حمل مسئولية أكبر، وسيكون حسابه يوم القيامة أعظم (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم)الشعراء:88-89. (يوم لا تزول قدماه. حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه، وفيم أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل به؟).(رواه الطبراني بإسناد صحيح عن معاذ بن جبل)
ليس ملك المال إذن هو كل شيء…
قد يملك الإنسان أشياء أخرى كثيرة غير المال… وهي أغلى منه وأثمن والإنسان المتعجل، المتسرع، السطحي ينسى النعم التي أنعم الله بها عليه. لو عد الإنسان ما يملك لأعياه ذلك وما استطاع أن يحصيه: نعمة البصر… كم تقدرها؟ لو قيل لك: خذ كذا ألفا أو مليونا وتفقد بصرك… هل ترضى؟!
والسمع، الشم، الذوق، الأنامل، الأسنان، الأجهزة التي في داخل جسمك، فضلا عن الذكاء والنطق، والقدرة على التعبير والعمل والتصرف… وغير ذلك…
لو حسب الإنسان هذه الأشياء والنعم التي يملكها في جسمه وحده وأمكنه تقديرها وإحصاؤها لبلغت مئات الملايين.
والحقيقة أن تلك النعم لا تقدر ولا تحصى (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)إبراهيم:34.
ولكن النظر في المادة وحدها هو الذي يجعل الإنسان يخطئ الخطأ الكبير، فتنتابه الوساوس والهواجس المؤلمة.
ثم هل يعتقد هذا الأخ السائل، أن الحكمة في التسوية بين الناس؟ هل الحكمة أن يكون الناس سواء؟ لا والله… ليست هذه هي الحكمة. ليس من الحكمة في شيء أن يستوي الناس كلهم.
إنما الحكمة في هذا التباين، ليظهر الابتلاء، ويتحقق الامتحان. ليتميز من يشكر ممن يكفر، ومن يجزع ممن يصبر، ومن يعمل صالحا ممن يعمل غير ذلك…
هذه هي البوتقة التي تصهر فيها نفس الإنسان. هذه هي الحياة… ميدان للجهاد وللكفاح.
لو شاء الله لخلق الناس أجسادا بلا طعام… لا تحتاج إلى أكل وشرب ولا تحتاج إلى المال، ولكن الله ركب في الإنسان الغرائز والدوافع، فجعله يحتاج إلى الطعام والشراب، والتناسل، والاجتماع… وغير ذلك، فسبحان الله الذي خلق الإنسان على هذه الكيفية، ولو كان الناس كلهم سواسية، لما كان للحياة طعم، ولا كانت لها حكمة. من أجل أن يعرف الصبر لابد أن يكون هناك ما يصبر عليه ولكي يعرف الإيثار والإحسان، لابد أن يكون هناك من يحسن إليه. فهذه الفضائل الإنسانية لا يمكن أن تظهر إلا إذا كان هناك تفاوت وتفاضل في الحياة. لو كانت الحياة كلها ضياء ونهارا، لما كان هذا الليل الذي يسكن الناس فيه، وقد جعله الله لباسا. لابد من النور والظلمة، لابد من الليل والنهار… لابد من ذلك كله.
فالخطأ الثاني الذي أخطأه الأخ، هو تصوره حكمة الله خطأ. وتصوره عدل الله خطأ. تصور العدل والحكمة على حسب عقله القاصر.
هل نستطيع نحن البشر أن نحدد لله مفهوم الحكمة؟ وأن تكون حكمته تعالى على أهوائنا (ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض)المؤمنون:71.
كل واحد، يظن أن الحكمة ينبغي أن توافق هواه… ولو حدث ذلك بالفعل، لما تأتي للحياة أن تستقيم.
فالشاب، الذي يدخل على عروسه في ليلته الأولى يقول: يا رب! … أطل هذا الليل!!
بينما المريض يستغيث ويدعو قائلا: يا رب!… متى يطلع الصباح؟!.
فلمن يستجيب الله فيهما؟. إن الله عز وجل ليس على هوى هذا ولا على هوى ذاك!!. إنما له حكمة، قد نعرفها ولا نعرفها.

وكم لله من سر خفي يدق خفاه عن فهم الذكي!

أضرب مثلا لهذا الشاب:
حكوا أن رجلا وابنه كانا تحت نخلة في بستان، فأراد الولد أن يجادل أباه، فقال له: يا أبت، انظر هذا التفاوت الذي نراه، أين الحكمة التي تقول لي عنها؟ وإن الله حكيم عليم؟؟ انظر إلى هذه النبتة الصغيرة، نبتة البطيخ، تثمر ثمرة كبيرة جدا، بينما هذه النخلة على طولها وعظمها، فإن ثمرتها صغيرة… ولا نسبة بينها وبين البطيخة… وكان المفروض أو المعقول أن تكون ثمرة النخلة في عظم البطيخة، لتتناسب مع حجم الشجرة، بينما تكون ثمرة نبات البطيخ في حجم التمرة… فقال له: يا بني. لعل لله حكمة لا نعرفها. ثم استلقى الفتى على ظهره ليستريح، واستلقى أبوه إلى جواره… وما أن أغفت عين الفتى قليلا، حتى سقطت من أعلى النخلة تمرة، فأصابت وجهه وآلمته، وصاح من أثر ذلك… فقال له أبوه: ماذا بك؟ قال: تمرة من فوق النخلة أصابتني قال: يا بني، أحمد الله أنها لم تكن بطيخة!!
هذا مثل لبيان حكمة الله عز وجل، وإن الإنسان قاصر وعاجز دون إدراك هذه الحكمة والإحاطة بها كلها… وما عليه إلا أن يقول كما قالت الملائكة: (سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم)البقرة:32 أو يقول ما قال أولو الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا، وعلى جنوبهم، ويتفكرون في خلق السموات والأرض (ربنا ما خلقت هذا باطلا، سبحانك! فقنا عذاب النار)آل عمران:191.
على هذا الشاب الذي راوده الشك، وفعل ما فعل يوما ما، أن يستغفر الله، ويتوب إليه، ويجدد إيمانه وثقته بالله، ويعود إلى الصلاة، ويتصل بأهل العلم والدين لعل الله يتقبله، ويجعله من الشباب الصالحين… والله ولي التوفيق.

المصدر كتاب فتاوي معاصرة الجزء الأول(للدكتور يوسف القرضاوي).

جزاك الله خيرا أختي زهر وكثر من أمثالك..
( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا)

جزاكِ الله كل خير على هذه المساهمة الرائعة

جزاكن الله خير الجزاء أخواتي ألق الفجر وإيناس على المرور والتعقيب ونعكن الله بكل نافع.

الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية 2024.

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

يمنع التعرض للوهابية التي التي تدعو إلى التوحيد .. والعقيدة الصحيحة……….المشرفة العامة

هذا غير صحيح يا أخ حزين

الـسـنـن الإلهية في الأمم والجماعات والأفراد في الشريعة الإسلامية 2024.

لاكي

السنن الإلهية
في الأمم والجماعات والأفراد
في الشريعة الإسلامية
لاكي

تأليف
الدكتور عبد الكريم زيدان
أستاذ الشريعة الإسلامية ورئيس قسمها في كلية الحقوق بجامعة بغداد سابقاً
أستاذ الشريعة ورئيس قسم الدين بكلية الآداب بجامعة بغداد سابقاً
أستاذ الشريعة بكلية الدراسات الإسلامية وعميدها سابقاً
أستاذ متمرس بجامعة بغداد

لاكي

ـ إن ما يقع في هذا العالم من حوادث ومجريات لا يقع صدفة ، ولا خبط عشواء .
وإنما يقع ويحدث وفق قانون عام دقيق ثابت صارم لا يخرج عن أحكامه شيء .
ـ والكائنات الحية ـ بما فيها الإنسان ـ تخضع لهذا القانون ، فخلق الإنسان والأطوار التي يمر بها في بطن أمه يخضع في ذلك كلّه إلى هذا القانون العام الثابت .
ـ والظاهرات الكونية هي من الآيات الدالة على خالق هذا الكون ، وهي خاضعة لهذا القانون الثابت .
ـ والإنسان لا يستطيع أن يغير شيئاً من هذا القانون ، وإنما يستطيع أن يوسع معرفته بتفاصيله وجزئياته الكثيرة جداً . وذلك بالنظر والمشاهدة والتأمل والإستقراء والتجارب .
ـ والبشر يخضعون لقوانين ثابتة ـ يسميها القرآن بالسنن ـ في تصرفاتهم وأفعالهم وسلوكهم في الحياة وما يكونون عليه من أحوال وما يترتب على ذلك من نتائج كالرفاهية أو الضيق في العيش ، والسعادة والشقاء ، والعز والذل ، والرقي والتأخر ، والقوة والضعف ، وما يصيبهم في الدنيا والآخرة من عذاب أو نعيم ..
ـ وقد بيّن الكاتب في كتابه خضوع البشر لهذا القانون والذي جاءت الآيات القرآنية مشيرة تارة وموضحة أخرى إلى تأكيد بعض معاني الشريعة الإسلامية للمسلمين ونشرها فيما بينهم لتبصيرهم بها ودعوتهم إلى مراجعة نفوسهم وصفاتهم وأحوالهم . ليعلموا يقيناً أن ما هم عليه ، وما أصابهم وما حل في ديارهم ، لم يحدث شيء من ذلك قط (صدفة) أو خبط عشواء ، بل كان نتيجة حتمية لما فعلوه أو قصروا في فعله ، وليعلموا أيضاً على وجه اليقين أن الخلاص من الحالة السيئة التي هم عليها لا يكون أبداً إلا بإتباع ما تقضي به سنن الله تعالى . عسى أن يكون فيما كتبه المؤلف محركاً ودافعاً لهم للعمل الجدّي الدؤوب الصامت وفقاً لمقتضيات سنن الله في التبديل والتحويل من السيىء إلى الحسن ، إلى حيث أراد الله تعالى للمؤمنين من العزة والكرامة والقيادة للبشر جميعاً ، والله الموفق .