الإيمان بالقضاء والقدر 2024.

الإيمان بالقضاء والقدر

ما منزلة الصبر في الإسلام ؟ وعلى ماذا يصبر المسلم ؟.

الحمد لله
الإيمان بالقضاء والقدر من أركان الإيمان .. ولا يتم إيمان المسلم حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطؤه .. وما أخطأه لم يكن ليصيبه .. وأن كل شيء بقضاء الله وقدره كما قال سبحانه .. ( إنا كل شيء خلقناه بقدر ) القمر/49 .

الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد . والصبر صفة كريمة .. وعاقبته حميدة . والصابرون يأخذون أجرهم بغير حساب كما قال سبحانه : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) الزمر / 10.

وكل ما يقع من المصائب والفتن في الأرض , أو في النفس , أو في المال, أو في الأهل , أو في غير ذلك .. فالله سبحانه قد علمه قبل وقوعه .. وكتبه في اللوح المحفوظ كما قال سبحانه : ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ) الحديد/22.

وما يصيب الإنسان من المصائب فهي خير له , علم ذلك أو لم يعلم لأن الله لا يقضي قضاءً إلا هو خير كما قال سبحانه ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) التوبة/51 .

وكل مصيبة تقع فهي بإذن الله ومن يؤمن بالله ولو شاء ما وقعت .. ولكن الله أذن بها وقدرها فوقعت كما قال سبحانه : ( ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم ) التغابن/11.

وإذا علم العبد أن المصائب كلها إنما بقضاء الله وقدره .. فيجب عليه الإيمان والتسليم والصبر.. والصبر جزاؤه الجنة كما قال سبحانه : ( وجزاهم بما صبروا جنة وحريراً ) الإنسان/12.

والدعوة إلى الله رسالة عظيمة .. يتعرض من يقوم بها لكثير من الأذى والمصائب .. لذا أمر الله رسوله بالصبر كغيره من الأنبياء فقال ( فاصبر كما صبر ألوا العزم من الرسل ) الأحقاف/35.

وقد أرشد الله المؤمنين .. إذا حزبهم أمر .. أو وقعت لهم مصيبة أن يستعينوا على ذلك بالصبر , والصلاة , ليكشف الله همهم .. ويُعجل بفرجهم .. ( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين ) البقرة / 153.

ويجب على المؤمن الصبر على أقدار الله .. والصبر على طاعة الله .. والصبر عن معاص الله .. ومن صبر أعطاه الله الأجر يوم القيامة بغير حساب كما قال سبحانه : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) الزمر / 10

والمؤمن خاصة مأجور في حال السراء والضراء .. قال عليه الصلاة والسلام .. ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير , وليس ذلك لأحد إلاّ للمؤمن , إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له , وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ) رواه مسلم برقم 2999.

وقد أرشدنا الله إلى ما نقوله عند المصيبة .. وبين أن للصابرين مقاماً كريماً عند ربهم فقال : ( وبشر الصابرين ، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) البقرة /155-157 .

من كتاب أصول الدين الإسلامي تأليف الشيخ محمد بن ابراهيم التويجري .

من
__________________

جزاكي الله خير يا أختي على هالكلمات الرائعه

وجزاكِ الله خيراً أخيتي

حفظكِ الله

الحمد لله على كل نعمه
حتى النقم والاحزان من عند ربنا هى نعم
لا اله الا الله محمدا رسول الله
يسلمو الطرح اختي
بارك الله فيك ……

بوركت اناملك

الله يعطيـج العافيـة

بارك الله فيك
واسعدك الله في الدارين

بارك الله فيك يا قلبي

::
جزاك الله خير
ونفع بــك أختي…
’,

جزاكم الله خيراً

الإيمان وملك المــدينة . 2024.

لاكي

اعلموا يا إخواني المسلمين وفقنا الله وإياكم أنّ مثل المؤمن كمثل المدينة في الدنيا وروحه وجوارحه كالحصن لملك المدينة، والإيمان في قلبه كالملك في قصره، وللملك سـرير وهو التوحيد.
وله تاج، وهو: المحبة.
وله وزير، وهو: العقل.
وله صاحب،وهو: العلـم.
وله صاحب السرّ، وهو: الذّكـر.
وله نديم، وهو: الزّهــد.
وله عَلم، وهو: الأنس.
وله سـراج، وهو: الحلم.
وله بـوّاب، وهو: المـراقبة.
وله صاحب بريد، وهو: الفــراسة.
وله صاحب سيف، وهو: الحقّ.
وله صاحب منادم، وهو: الإقرار.
وله جنود ينصرونــــه.
وله معاشرون لا يخـالفونه.
فبينما هو متفكر في قصره، ثابت على نهيه وأمره، إذ أقبل عليه بعض جماعته المشفقين على مملكته، فقالوا: أيها الملك الكريم، إنّ الشيطان الرجيم قد توجّه إليك في جيش عظيم فاحترز على مدينتك، واستعد لمملكتك، فإنه عدو واصل، وعن قصرك غير ناكل وفي اقليمك لاشكّ نازل. فلما رأى الملك ذلك، نادى في جماعته وأهل النصح والمشورة من خاصّته، وأعاد عليهم الخطاب، وطلب منهم الرأي والجواب. ثمّ التفت للوزيـر وهو ذو العقل الخطير، وقال له بما تشير عليّ، فقال الوزيـر: أيـّها الملك الكريم: أرى أن تحفر حول مدينتك خندقـا من الزّهــد، فإنه يكيد عدونا ويردّه فقال الملك أحسنت الرأي، فأمر الملك في حفر الخندق بمعاول العقل فلما أحاط بالمدينة أنشأ الملك يقول شعرا:
فلمـّا أحاطت بي جميع وسـاوسي
حفرت بزهـد حول قلبي، خندقـــا
حفرنــاه في أرض التــّودّد والصـّفــا
وأرسـت دموع العين فيــه تروقـــا
وأخفيـت سـرّي واعتصمت بخالقي
وأصبحت من سدّ المهالك مطلقــا
وبينمـــا هو كذلك إذْ علا الغبراء باطل وأقبل العدو ما بين فارس وراجل، فنزل الهوى عن يمين المدينة، وضرب خيامه، ونشر أعلامه، وكان قوّاد جنوده، عشرة:
الحسد والتكـبر، والعُجب والتجبـّر، والغل والمكر، والحقد والغـدر، والوسوسة في السـر، والمخالفة في الأمر.
ونزلـت النفس شمال المدينة،و كان قـوّاد جنودها، عشرة:
الرّيــاء والتفـاخر، والبطر واللّهو، واللعب والزور، الكذب والغش، والخداع والتفريـط في الشّريعة.
ونزل ابليس لعنه الله وراء المدينة،و كان قُواد جنوده عشرة:
الظلم والخيانة، والكفر وترك الأمانة، البغض والنفاق، والشـك في قدرة الخالق، والمخالفة لما أمر به ذو الجلال والإكرام، والتغفل عن سنة النبي عليه الصلاة والسلام، وحب الزينة والمال الحرام.
فهال الملك ما أبصر، وجزع من ذلك وتحيـّر وميـّز في أموره وتفكّـر، وأنشـأ يقول الشعر:
إني بُلــيت بأربـع مـا سُلـّـطوا
إلا لطول شقاوتي وعنائي
ابليس والدنيا ونفسي والهــوى
كيف الخلاص وكلهم أعدائي
ابليس يسلك بي طريق مهالكي
والنفس تأمرني بكل بــــلاء
وزخــــــارف الدنيا تــقول ألا ترى
فخري وحسن ملابسي وبهائي
وكذا الهوى حــاط بسور مدينـتي
يا عدتي في شـدتي ورخائــي
فلمـّا رأى وزيـره، وهو العقل قد جزع وتحيـّر، وقد هاله ذلك وتفكّر وأنشأ شعرا:
لا تجزعـنّ لما أبصـرت حـل بــــــنا
فحول بلدتنا الأمــلاك تحرسنـــا
فنحـن في حفظهـا من كل ناحيـــة
ونشـكر الله إذ للخير وفقنــــــا
ومذ عرفناه أصفينـا مـودتـــــــــــه
وكـان ينكرنــا من ليـس يعرفنــا
ثم إن الملك نادى: يا غياث المستغثين، ويا دليل الحائـرين فثبت الله قلبه وجنـانه، وقوّى ظهره وشـد أركانه.
ثم قال للوزيـر وهو العقل: كن أنت مقابل الهوى، اطلب النصر من الله العزيـز المولى، والآن قد سلمت يمين مدينتي إليك، واعتمدت في حفظها على الله ثم عليك، ثم ضمّ إليه جنوده عشرة، وهم:
الإخلاص والخشوع، واليقين والخضوع، والمعرفة والهداية، والورع والتقوى، والتسليم والرضــا.
ثم سـلم الجانب الثاني إلى صاحبه، وهو العلم، وقال له: كن أنت مقابل النفس، ثم ضم إليه من جنوده عشرة، وهم:
التيقظ والحكمة، وغض الطرف والقناعة، والشكر والإجابة، والتعفف والصبر والنصيحة، والاجتناب لكل فعل قبيح.
ثم سلم الجانب الثالث إلى صاحب السـر، وهو الذكر، وقال له:
كن أنت مقابل ابليس لعنه الله، ثم ضم إليه من جنوده عشرة، وهم:
الحيـاء والمحبـة، الأدب وحسن الصحبة، والتوكل وترك الجفاء، والتواضع والوفـاء، والإنابة والجـود.
ثم سلّم الجانب الرابع إلى نديمه، وهو الزهد, وقال كن أنت مقابل الدنيا، ثم ضمّ إليه من جنوده عشرة، وهم:
الطلب من الحلال والاجتناب عن الحرام، والافتقار إلى الله وترك الاعتراض على الله والثقة بالله تعالى وترك الزندقة، والندم والاستغناء، التهجد وقت الأسحار، والبكاء من خشية الملك الغفار.
ثم قال لهم: من خالف منكم أو قصـّر في الخدمة، فماله جواب عندي إلا سيف النقمة، ثم حفظ الملك باب المدينة، ولبس ثوب الجهاد وترك ثياب الزينة.
د : عمر عبد الكافي

سلمت يديك نور الهدى
اللهم اجعلنا من المؤمنين الصادقين

الإيمان يبعث في النفس الأمل 2024.

الأمل إكسير الحياة

ما الذي يدفع الزارع إلى الكدح والعرق؟إنه أمله في الحصاد، وما الذي يغري التاجر بالأسفار والمخاطر ومفارقة الأهل والأوطان؟إنه أمله في الربح، وما الذي يدفع الطالب إلى الجد والمثابرة والسهر والمذاكرة؟ إنه أمله في النجاح، وما الذي يحفز الجندي إلى الاستبسال في القتال والصبر على قسوة الحرب؟ إنه أمله في النصر، وما الذي يحبب إلى المريض الدواء المر؟ إنه أمله في العافية، وما الذي يدعو المؤمن أن يخالف هواه ويطيع ربه؟ إنه أمله في رضوان ربه وجنته.

الأمل ـ إذاً ـ قوة دافعة تشرح الصدر للعمل، وتخلق دواعي الكفاح من أجل الواجب، وتبعث النشاط في الروح والبدن، وتدفع الكسول إلى الجد، والمجد إلى المداومة على جده، كما أنه يدفع المخفق إلى تكرار المحاولة حتى ينجح، ويحفز الناجح إلى مضاعفة الجهد ليزداد نجاحه.

إن الأمل الذي نتحدث عنه هنا ضد اليأس والقنوط، إنه يحمل معنى البشر وحسن الظن، بينما اليأس معول الهدم الذي يحطم في النفس بواعث العمل. ويُوهي في الجسد دواعي القوة ؛ ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه: " الهلاك في اثنتين: القنوط والعُجب "… والقنوط هو اليأس، والعجب هو الإعجاب بالنفس والغرور بما قدمته. قال الإمام الغزالي: " إنما جمع بينهما: لأن السعادة لا تنال إلا بالسعي والطلب، والجد والتشمير، والقانط لا يسعى ولا يطلب، لأن ما يطلبه مستحيل في نظره".

الإيمان يبعث في النفس الأمل:
نعم هذه حقيقة وواقع مشاهد أن الإيمان يبعث في النفس الأمل ويدفع عنها اليأس والأسى.فالمؤمن الحق يرى أن الأمور كلها بيد الله تعالى فيحسن ظنه بربه ويرجو ما عنده من خير وأمام عينيه قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل: " أنا عند ظن عبدي بي ..".

كيف يتطرق اليأس إلى نفس المؤمن وهو يقرأ قول الله تعالى : {ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون}…. (يوسف : 87)؟.

أم كيف يتمكن منه قنوط وهو يردد كلما قرأ القرآن قوله تعالى : {وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ}… (الحجرات : 56)؟.

إن العبد حين يكون مؤمنا حقا فإنه لن ييأس بل سيكون دائما مستبشرا راضيا متطلعا للأحسن في كل الأمور أصابه في طريقه ما أصابه وقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير؛إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له". فهو في كل الأحوال موعود بالخير فكيف ييأس؟.

إنه ومن خلال إيمانه يستشعر أن الله عز وجل معه وهو ناصره وكافيه وبناء على ذلك فهو إذا مرض رجا العافية والأجر: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}… ( الشعراء:80).

وإذا ضعفت نفسه في وقت من الأوقات فوقع في معصية سارع بالتوبة راجيا عفو الله ورحمته واضعا نصب عينيه قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}…. (الزمر: 53).

وإذا أصابه ضيق او عسر أيقن أنها شدة عما قريب ستنجلي فلن يغلب عسر يسرين: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}.

إن المؤمن في كل أحواله صاحب أمل كبير في روح الله وفرجه ومعيته ونصره ؛ لأنه لا يقف عند الأسباب الظاهرة فحسب، بل يتعداها موقنا أن لها خالقا ومسببا وهو الذي بيده ملكوت كل شيء وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون،فيمتلىء قلبه توكلا ورجاء وأملا. وهذا ما يفتقده غير المؤمنين؛لذلك تراهم ينتحرون ويصابون بالعقد والأمراض النفسية الكثيرة،نسأل الله العافية.

ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
الأمل لابد منه لتحقيق التقدم في كل المجالات، فلولا الأمل ما شيدت الحضارات ولا تقدمت العلوم والاختراعات ،ولا نهضت الأمم من كبوات تصيبها ،ولا سرت دعوة إصلاح في المجتمعات، وقديما قال بعض الحكماء: لولا الأمل ما بنى بان بنيانا، ولا غرس غارس غرسا.

وفي هذا المعنى قال الشاعر:
أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

وقال الطغرائي (الوزير الشاعر):
ولا تيأسنْ من صنـع ربك إنه ضمين بأن الله سوف يُديـل
فإن الليـالي إذ يـزول نعيمها تبشـر أن النـائبات تـزول
ألم تر أن الليـل بعد ظلامـه عليه لإسـفار الصبـاح دليل
ألم تر أن الشمس بعد كسوفها لها صفحة تغشي العيون صقيل
وأن الهلال النضو يقمر بعدما بدا وهو شخت الجانبين ضئيل

فيا أيها المؤمن كن حسن الظن بربك مؤملا منه الخير والنصر والفرج، فإن ابتليت فاصبر واعلم أن العسر لو دخل جحرا لتبعه اليسر، فكن صبورا مقداما واستعن بالله ولا تعجز : لا خير في اليأس كل الخير في الأمل أصل الشجاعة والإقدام في الرجل.

الله يا بيرو
جزاك الله خيرا
اللهم اجعل املنا فيك وحدك يا أكرم الأكرمين
و اصطنعنا لنفسك يا من لا ملجأ لنا الا اياك
و اجعل رضاك عنا قرة اعيننا و خير آمالنا
آمين امين امين
ربنا يجازيكى خير يا بيرو ويطمن قلبك دايما ان شاء الله
امين امين امين

يا رب نعمل كلنا بالمقال دا فعلا يا نهى
لانه فى الحياة العاصفة اللى احنا عايشنها لا ملجأ منها الا الامل فى الله والامان اللى لا ياتى الا بالقرب منه

امين يا نشوى
ويا رب ربنا يطمن قلوبنا كلنا صحبة الخير
{الا بذكر الله تطمئن القلوب}
جزاكى الله خيرا يا بيروووووو حلو أوى

وربنا يرزقنا حسن الظن بالله بس خدوا بالكم من حاجة برضه لا تأمنوا مكر الله

ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

اعوذ بالله ان نكون ممن يستحقوا مكر الله

اللهم عافينا

الحكمة من ترتيب أركان الإيمان في عدة أحاديث! 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحكمة من ترتيب أركان الإيمان في عدة أحاديث !

لفضيلة العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان :

يقول حفظـــه الله وبــارك في عمره وعلمه وعمله :

" هناك حكمة – والله أعلم – في ترتيب أركان الإيمان في الآيات والأحاديث ، وإن كانت الواو لا تقتضي ترتيبًا :

₪ فقد بدئت هذه الأركان بالإيمان بالله ؛ لأن الإيمان بالله هو الأساس ، وما سواه من الأركان تابع له .

₪ ثم ذكر الإيمان بالملائكة والرسل ؛ لأنهم الواسطة بين الله وخلقه في تبليغ رسالاته ، فالملائكة تنزل بالوحي على الرسل ، والرسل يبلغون ذلك للناس ، قال تعالى : ( يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ ) .

₪ ثم ذكر الإيمان بالكتب ؛ لأنها الحجة والمرجع الذي جاءت به الرسل من الملائكة والنبيين من عند الله للحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ، قال تعالى : ( فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ) .

₪ ثم ذكر الإيمان باليوم الآخر ؛ لأنه ميعاد الجزاء على الأعمال التي هي نتيجة الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله أو التكذيب بذلك ، فكان مقتضى العدالة الإلهية إقامة هذا اليوم للفصل بين الظالم والمظلوم ، وإقامة العدل بين الناس .

₪ ثم ذكر الإيمان بالقضاء والقدر لأهميته في دفع المؤمن إلى العمل الصالح ، واتخاذ الأسباب النافعة ، مع الاعتماد على الله سبحانه ، ولبيان أنه لا تناقض بين شرع الله الذي أرسل به رسله وأنزل به كتبه وبين قضائه وقدره ، خلافا لمن زعم ذلك من المبتدعة والمشركين الذين قالوا : ( لَوْ شَاءَ اللهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ ) ، سوغوا ما هم عليه من الكفر بأن الله قدره عليهم ، وإذا قدره عليهم ، فقد رضيه منهم – بزعمهم – ، فرد الله عليهم بأنه لو رضيه منهم ما بعث رسله بإنكاره ، فقال : ( فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ) ."

المصــدر : موقع شبكة سحــاب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جوزيت خيرا

وإيـــــاك أختي الغـــالية

وفقنـــا الله وإياك لكل خير

دمــتِ بود

 أركان الإيمان الشجرة اليانعة والجذور الثابتة  2024.

لاكي

لاكي
لاكي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله
وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..

الركنُ الثاني..
الإيمانُ بالملائكة

تعريفه:
هوالتصديق بوجود ملائكة مكرمون،

مخلوقين من نور، وأنهم ليسوا كالبشر، يسبحون الله في الليل والنهارلا يفترون،

ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، ثم إنهم ليسوا كالبشر، وقائمون
بوظائف متنوعة أوكلَ الله تعالى إليهم القيام بها.

صفات الملائكة:
من المعروف إن العلمَ بالملائكة هو من علم الغيب و..
1- أنهم مخلوقون من نور:
فعَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r:
«.. خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ..»أخرجه مسلم.

وأن خلقهم كان قبلَ خلقِ آدم عليه السلام .. لأنه تعالى أمرهم بالسجود لآدم عليه السلام عند خلقه، قال تعالى:

«.. وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنيُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ البقرة30 ..»
وقال أيضا: «.. وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ
(28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ (29) ..»الحجر

2- عِظمُ خلقهم:

لقد ذكر الله تعالى بعض صفات الملائكة في القرآن العظيم، ومن ذلك عِظم

خلقهم فقد قال تعالى عن ملائكة النار:
«..يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ..» التحريم6،
وقال تعالى عن جبريل عليه السلام:
«.. إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوبِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41)..»الحاقة 40،41 .
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ سيدنا محمد r قال:
«.. أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ،إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِ مِائَةِ عَامٍ..»أخرجه أبوداود
وهذا الحديث يبين عظمة الملائكة ، إذاً ، الواجب علينا الإيمانُ بكل ما جاء في ذلك،
مع أننا لا نستطيع تصور كيفياتهم، إذ كيف نتصور مخلوقات ذات أجنحة
مثنى وثلاث ورباع والجناح ُالواحد يسد الأفقَ، وجبريل عليه السلام له
ستمائة جناح كما ورد بذلك الحديث. فعَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
«.. رَأَى رَسُولُ اللهِ r : جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ ، وَلَهُ سِتُّ مِائَةِ جَنَاحٍ، كُلُّ جَنَاحٍ مِنْهَا قَدْ سَدَّ الْأُفُقَ يَسْقُطُ مِنْ جَنَاحِهِ مِنَ التَّهَاوِيلِ وَالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ مَا اللهُ بِهِ عَلِيمٌ ..»أخرجه أحمد

3- قدرتهم على التشكل في مادة كثيفة جسمانية..

لقد أعطيت الملائكةُ القدرةَ على التشكل والخروج عن صورتهم الحقيقية، فقد جاء
جبريل عليه السلام إلى رسول الله r في
صورة رجلٍ شديد بياضِ الثيابِ، شديد سواد الشعر، كما جاء إلى مريم عليها
السلام في صورة رجل، وغير ذلك من المواقف التي ظهر بها بعض الملائكة
للرسل عليهم السلام..
4-كثرة ُالطاعة والعبادة:
إن الملائكة كثيروالطاعة والعبادة لله تعالى:حمداً وتسبيحاً وتنزيها وطاعةٌ لأوامره
دون كللٍ أومللٍ، قال الله تعالى:
«.. وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ
(19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20) ..»الأنبياء19-20 ،
وقال الله تعالى: فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ ..» فصلت38،
ومع هذا فهم لا يأكلونَ ولا يشربونَ ولا ينامون، ولا يتناسلون،كما أنهم لا يوصفون بالذكورة أو الأنوثة.

لاكي

لاكي

لاكي

وظائفهم:
للملائكة وظائفُ عديدةٌ لا تحصى ومن أهمها،

*- إبلاغ كلام الله تعالى وحكمه إلى عباده المرسلين:
قال الله تعالى مخبراً عن القرآن: وقال تعالى:
«.. رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُوالْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ ..»غافر15،
وقد ثبت بالسنة أن هذه وظيفة جبريل عليه السلام.

*-حمل العرش:
أن عرش الرحمنِ تحمله الملائكة، كما نص القرأن الكريم ، قال الله تعالى:

«.. وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ..» الحاقة17.

وقال تعالى: «.. الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ..»غافر 7

*- رعايةُ الجنة وأهلها، والقيامُ على النار ومن فيها:

أطلق القرآن الكريم على القائمين بهذه الوظائف اسم الخزنةِ قال تعالى:

«.. جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ

عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) ..»الرعد

وقال تعالى: «.. وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ (49)

قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ..»غافر

وخصَّ أصحاب النار باسم الزبانية. قال تعالى: «.. فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) ..»العلق .
ورؤساء خزنة جهنم تسعة عشر، قال تعالى: «.. وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ..»الزخرف:77
وزعيمهم مالك كما جاء في السنة ذكر مالك وأنه خازن النار، فعَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ r :

«.. رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي قَالاَ الَّذِي يُوقِدُ النَّارَ مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ،وَأَنَا جِبْرِيلُ وَهَذَا مِيكَائِيلُ..»أخرجه البخاري.

*- مراقبةُ أعمال الخلق وتصرفاتهم وإحصاؤها:
وذلك أن مع كلِّ إنسان مكلف ملكينِ أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله، قال تعالى:
«.. إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ..» ق

*-المحافظةُ على الإنسان خلال حياته كلها:
قال الله تعالى: «.. لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ ..»الرعد

*- قبض الأرواح عند الموت (ملك الموت):
أن لملك الموت أعوان من الملائكة، يأتون العبد بحسب عمله، وإن كان محسنًا ففي أحسن هيئة، وإن كان مسيئًا ففي أبشع هيئة قال تعالى:

«.. قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ..» السجدة11

*-حضور مجالس الذكر:
عَنْ الأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، أَنَّهُ شَهِدَ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ ، أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ:
«.. مَا مِنْ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا حَفَّتْ بِهِمُ المَلَائِكَةُ،وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ،وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ..»أخرجه الترمذي

*- وضع أجنحتها لطالب العلم والاستغفار له:
عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ،

قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي الدَّرْدَاءِ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، إِنِّي أَتَيْتُكَ مِنْ مَدِينَةِ الرَّسُولِ فِي حَدِيثٍ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ،
فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَمَا جِئْتَ لِحَاجَةٍ، أَمَا جِئْتَ لِتِجَارَةٍ ، أَمَا جِئْتَ إِلَّا لِهَذَا الْحَدِيثِ..؟

قَالَ: نَعَمْ
قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ، يَقُولُ:
«.. مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا،سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ، وَالْمَلَائِكَةُ تَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ يَسْتَغْفِرُ لَهُ

مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ، وَمَنْ فِي الْأَرْضِ،وَالْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ، وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ، كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ،

إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَأَوْرَثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ..».

*-ومنهم الموكل بالقطر والنبات وهوميكائيل عليه السلام :وقد ورد ذكره في القرآن، قال تعالى:
«.. مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُولِلْكَافِرِينَ ..»البقرةَ:98
وهوذومكانه عالية، ومنزلة رفيعة عند ربه، ولذا خصه الله هنا بالذكر مع جبريل، وعطفهما على الملائكة، مع أنهما من جنسهم لشرفهما..

*- ومنهم الموكل بالصُّور :
وهو إسرافيل عليه السلام ، وهوثالث الملائكة المفضلين المتقدم ذكرهم..وهوأحد حملة العرش والصور..

*- ومنهم الموكل بالجبال وهوملك الجبال:
عَنِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، زَوْجَ النَّبِيِّ r أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ r:
«..هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ..؟،
قَالَ: لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ، وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ العَقَبَةِ،إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ،فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى
مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي،فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي،فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي،

فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ، فَنَادَانِي
فَقَالَ:إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ،

فَنَادَانِي مَلَكُ الجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ:يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ، ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ،إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ؟
فَقَالَ النَّبِيُّ r: بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ،لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ..»أخرجه البخاري ومسلم

*- ومنهم الملك الموكل بالرحم:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،عَنِ النَّبِيِّ r قَالَ:«..إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَّلَ بِالرَّحِمِ مَلَكًا، يَقُولُ:
يَا رَبِّ نُطْفَةٌ، يَا رَبِّ عَلَقَةٌ، يَا رَبِّ مُضْغَةٌ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْضِيَ خَلْقَهُ قَالَ: أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى، شَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ، فَمَا الرِّزْقُ وَالأَجَلُ، فَيُكْتَبُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ..»أخرجه البخاري .

*- ومنهم زوار البيت المعمور:
عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وفيه..، فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ السَّابِعَةَ، قِيلَ مَنْ هَذَا..؟
قِيلَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ مَنْ مَعَكَ..؟ قِيلَ: مُحَمَّدٌ،

قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ، مَرْحَبًا بِهِ وَلَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فَأَتَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ،

فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ مِنَ ابْنٍ وَنَبِيٍّ، فَرُفِعَ لِي البَيْتُ المَعْمُورُ،
فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ،
فَقَالَ :هَذَا البَيْتُ المَعْمُورُ يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ،إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ ..» رواه البخاري

*- تبليغ الرسول السلام من أمته:
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :
«.. إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ يُبَلِّغُونِي عَنْ أُمَّتِي السَّلَامَ..»أخرجه ابن حبان

*- ومنهم الموكلون بفتنة القبر ..
وسؤال العباد في قبورهم وهما مُنْكَر ونَكِير
قد دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ:أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ:
«..إِنَّ العَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ، وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ،أَتَاهُ مَلَكَانِ فَيُقْعِدَانِهِ، فَيَقُولاَنِ:
مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ لِمُحَمَّدٍ ، فَأَمَّا المُؤْمِنُ، فَيَقُولُ:
أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ،
فَيُقَالُ لَهُ:انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنَ الجَنَّةِ،فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا وَأَمَّا المُنَافِقُ وَالكَافِرُ
فَيُقَالُ لَهُ :مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ..؟
فَيَقُولُ:لاَ أَدْرِي كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ،
فَيُقَالُ:لاَ دَرَيْتَ وَلاَ تَلَيْتَ، وَيُضْرَبُ بِمَطَارِقَ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ..»أخرجه البخاري


لاكي

لاكي

ثمراتُ الإيمان بالملائكة..

إنَّ الله سبحانه وتعالى، لم يطلع الناس على شيء من غيبه..

إلا وكان فيه نعمة عظيمة لهم، ومن فضل الله علينا أن ْعَرَّفَنَا بهذه المخلوقات الكريمة. وجعل الإيمان بها من الإيمان بالغيبِ الذي يعد أول صفة للمتقين.قال تعالى:
«..الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) ..»البقرة:1-3.

ومن هذه الثمرات..

1- وقوف المؤمن على عظيم قدرة الله تعالى ..
2- اطمئنان المؤمن إلى أنه محاطٌ برعاية الله تعالى له..
3- حثُّ المؤمن على العمل الصالح وزجره عن السيئات..
4 محبةُ الملائكة على ما هداهم الله إليه، من تحقيق عبادة الله
5- الاستقامةُ على أمر الله عز وجل: فإن من يستشعر وجود الملائكة معه وعدم مفارقتها له، يستحي من الله ومن جنوده ، فلا يخالفه في أمر ولا يعصيه في العلانية..

الخلاصة..
أن الله عز وجل خلق ملائكة بالسماء، وملائكة بالأرض، وملائكة بالجبال، وملائكة بالسحاب..إلخ
وكل ذلك من أجل الإنسان وراحته ، فيجب على الأنسان أن يتوجه إلى الله بالشكر والحمد ،فتزداد محبة الله في قلبه ويعمل على طاعته.
لاكي

::

سبحان ربي الأعلى بحمده،،
سبحان ربي العظيم
..~

جزاك الله خير اختي السهى
موضوع دسم جدا
جزاك الله خيرا
لي عودة لقراءته بالتفصيل
حين اجتماع افراد الاسرة
الله لا يحرمك الاجر

ما شاء الله تبارك الرحمن رائعة يالغالية
حفظك الرحمن ورعاك

،،،

ماشاءلله تبارك الله يالحبيبة

رائع رائع

بارك الله فيكِ وزادك من فضله

،،،

بارك الله فيكى

؛

أوجب الله سبحانه وتعالى الاعتقاد الجازم بوجود بالملائكة،
وجعل هذا الاعتقاد ركنا من أركان الإيمان..
فلا يصح إيمان العبد إلا به،
(آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله )(البقرة: 285).

وفي حديث
جبريل عليه السلام المشهور،
قال – صلى الله عليه وسلم – عندما سئل عن الإيمان:
(
الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره )
رواه
مسلم


وقد قرن الله عز وجل الكفر بالملائكة بالكفر به
قال تعالى:( ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا )
( النساء: 136).

وهل هناك دليل على عظم قدر الملائكة عند الله وعلو مكانتهم

أكثر من قرن شهادتم بشهادته سبحانه للاستشهاد بالتوحيد له

( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم )
(آل عمران:18)


..

بارك الله فيك السهى ~
موضوع قيم عن ركن من أركان الإيمان
ألا وهو الإيمان بالملائكة
جازاكِ الله خيرا وأثقل به ميزان حسناتكِ
؛

.¸¸۝❝ التقوى ثمرة الإيمان ❝۝¸¸. 2024.

لاكي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لاكي
واتق ِ الله حيثما كنت ِ فإن الله تعالى يراك ِ ويسمعك ِ ويعلم سرك ِ وعلانيتك ِ. فقد أوجب الله عليك ِ واجبات وحرم عليك ِ محرمات
أوجب عليك ِ إخلاص النية لله في القول والعمل وعلى حسب نيتك تثابين أو تعاقبين ، كقول الرسول صلى الله عليه وسلم : «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى» متفق عليه.

تعريف التقوى:

لاكي

(التقوى) تقوى الله طاعته بامتثال أوامره واجتناب نواهيه رغبة في ثوابه وخوفًا من عقابه، وهي وصية الله للأولين والآخرين،
قال الله تعالى: ) وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ(
وقال تعالى: ( يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )
. وذلك بأن يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر، والمعنى استمروا على الإسلام والإيمان والتقوى والعمل الصالح حتى تموتوا عليه لأن من شب على شيء شاب عليه ومن شاب على شيء مات عليه في الأغلب.

لاكي

ثمرات التقوى:
والتقوى تثمر سعادة الدنيا والآخرة والسلامة من شقاوة الدنيا والآخرة

قال الله تعالى: ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ).
) وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (.
) وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا (.
وفاقد التقوى قد خسر نفسه ودنياه وآخرته وذلك هو الخسران المبين
قال تعالى: ( وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )

وهذه السورة العظيمة على اختصارها جمعت أصول الخيرات، فهي ميزان للمؤمن يزن
بها نفسه فيعرف ربحه من خسارته وسعادته من شقاوته، فقد تضمنت ما يجب من القول والاعتقاد والعمل،

ولذا قال فيها الإمام الشافعي رحمه الله: لو فكرَّ الناس فيها لكفتهم. أقسم الله فيها بالدهر المتضمن لأعمال بني آدم إن الإنسان خاسر إلا إذا اتصف بالإيمان بعد العلم به وصدَّقهُ بالعمل الصالح المثمر وأوصى غيره بلزوم الحق علمًا وعملاً واعتقادًا ودعوه، وأوصاه بفعل ما يجب وترك ما يحرم

فقد تضمنت هذه السورة منهاج الشهادة فيستفاد منها:
1 – وجوب الإيمان والعلم والعمل به والدعوة إليه والصبر على ذلك.
2 – عدم فائدة العمل إلا إذا كان صالحًا خالصًا لله موافقًا للسنة.
3 – عدم استقامة الإيمان بدون عمل.
4 – أن الدين يشمل قول اللسان واعتقاد القلب وعمل الجوارح.
5 – خسر الإنسان الذي لم يتصف بما ذكر في هذه السورة من العلم والعمل والدعوة والصبر على ذلك.
فإن الله تعالى ذم من يعلم ولا يعمل كاليهود حينما كلفهم العمل بالتوراة ثم لم يعملوا بها وضرب لهم المثل بالحمار يحمل أسفار الكتب ولا ينتفع بها وقالوا للرسول عليه السلام سمعنا قولك وعصينا أمرك، فغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم عذابًا أليمًا.

فإياك ِ أختي المسلمة أن تسلكي طريقهم فتتركي الحق مع علمك به وترتكبين الباطل فيصيبك ما أصابهم.
وإن لنا لعظة وعبرة بمن سبق من الأمم الطاغية الكافرة كقوم نوح وعاد وثمود وفرعون بما حصل لهم من الهلاك في الدنيا والعذاب في الآخرة حينما كفروا بالله وعصوا رسله

قال الله تعالى: ( فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) سورة العنكبوت (الآية: 40).

والتقية تأمر بالمعروف تينهي عن المنكر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم واجبات الإسلام وأكبر قواعد الأديان وهو من أشق ما يحمله المسلم لأنه تنفر منه نفوس العصاة

والتقية تقوم بالفرائض على أتم وجه والنوافل أيضا وسيلة إلى محبة الله وحفظه لك من كل مكروه وإجابة دعائك وزيادة حسناتك ورفع درجاتك ومحو سيئاتك .

والتقية تبتعد وتخاف عن المحرمات كما تبتعد وتخاف من النار وتتقي من المعاصي فالمعاصي هي السبب في زوال النعم وحلول العقوبات والنقم وهلاك من سبق من الأمم والسعيد من وعظ بغيره.

التقية لا تسمع الغناء لأنه يصد عن ذكر الله وعن الصلاة وينبت النفاق في القلب ويصد عن الحق ويجر إلى الضلال، وينقص الحياء ويهدم المروءة ويدعو إلى ارتكاب جريمة الزنا، ويؤثر في القلب والإيمان كتأثير السم في الأبدان، وهو من أعظم مكائد الشيطان لإغواء بني الإنسان وشغلهم به عن القرآن

والتقية لا تتبرج تبرج الجاهلية فيعظم وزرها وتشتد العقوبة عليها
قال الله تعالى : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ) سورة الأحزاب (الآية: 33).

لاكي

ومن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه

والتقية تبر والديها وتحسن إليهما .

وأخيرا :
واعلمي أختي أن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس ويصلحون ما أفسد الناس. فتستدلين بعلمك وعقلك على ربك وعلى فعل ما ينفعك وترك ما يضرك.
وعليك أن تفكري في نعم الله عليك وإحسانه إليك بكل أنواع الإحسان، حيث خلقك فسواك فعدلك وأنعم عليك بالسمع والبصر والعقل، وأطعمك وسقاك وآواك، وجعلك مسلمة ورزقك من الطيبات وفضلك على كثير ممن خلق،
فاحمدي الله واشكريه على نعمه بالقيام بطاعته ظاهرًا وباطنًا بقولك واعتقادك وعملك لتستقر نعمه عليك ويزيدك منها وتعرضي لأسباب المغفرة وابتعدي عن أسباب العذاب.

لاكي

في حفظ الله وأمانه

نور الهدى سلمت يدك على هذا الطرح الطيب
فى ميزان حسناتك

"سئل أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه أبيّ ابن كعب فقال له : ما التقوى؟ فقال أبيّ: يا أمير المؤمنين أما سلكت طريقاً فيه شوك أبيّ فقال : نعم ، قال : فماذا فعلت أبيّ قال عمر: أُشمّر عن ساقي و أنظر الى مواضع قدميا و أقدم قدماً و أؤخر أخرى مخافة أن تصيبني شوكه ، فقال عمر: تلك هي عمر"

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ غاليتي موضوع متميز كما عهدناك

حفظك الرحمن ورعاك

بارك الله فيكِ غاليتي

بارك الله فيكِ
موضوع متميز

شكرا لمروركن الكريم
جزاكن الله خيرا

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اختي جزاك الله خيرا على الموضوع

نور الهدى سلمت يدك على هذا الطرح الطيب
فى ميزان حسناتك

شكرا لمرورك يا غالية
حفظك الله

جزاك الله خيرا غاليتي
موضوع متميز كالعاده

اللهم ارزقنا التقوى والإخلاص في السر والعلن

دورة: "كيفية الإيمان بأسماء الله تعالى وصفاته"[الدرس العشرين] 2024.

دورة: "كيفية الإيمان بأسماء الله تعالى وصفاته"

لاكي

قال تعالى { وقل رب زدني علما }طه: 114.

لاكي

[الدرس: العشرين]

من كتاب:
إتحاف أهل الألباب بمعرفة العقيدة في سؤال وجواب
عقيـدة أهـل السنـة في الأسمـاء والصفـات

لاكي

س250 ما البلايا والمصائب التي وقع فيها أهل البدع وكانت سبب ضلالهم وتخريفهم في باب الاعتقاد ؟

ج: هذا سؤال مهم جداً، وبيانه أن يقال: الأسباب كثيرة يجمعها ما يلي:

الأول: عدم حصرهم أدلة الاعتقاد في الكتاب والسنة، فإنهم يستدلون بالمنطق والفلسفة، ويسمونها العقليات، وهي في حقيقتها جهليات وخرافات ووساوس شيطانية، فهم يسوقون ما يجب اعتقاده في الله من عقولهم، وقواعدهم المنطقية الفلسفية, أو مواجيدهم، وأذواقهم العفنة، ومكاشفاتهم الإبليسية، وقد نص الدليل على أن من طلب الهدى في غير الكتاب والسنة أضله الله، ولذلك فهم يعرضون النصوص على عقولهم فما وافقها أخذوه، وما خالفها ردوه واتهموه، فيقرون ما تقره عقولهم – وإن لم يكن عليه دليل- وينفون ما نفته عقولهم – وإن كانت الأدلة قد تواترت على إثباته – وهذا هو السبب العظيم في ضلالهم .

الثاني: أنهم لا يأخذون الكتاب والسنة على فهم السلف بل يبتدعون من عندهم المعاني الغريبة والاصطلاحات العويصة، ويقولون: هذا معنى هذا النص. وقد تقرر في القواعد أنه لا بد من فهم الكتاب والسنة فهماً يوافق فهم السلف، فهم أكبر عقولاً وأصح فهوماً وأعمق علوماً ممن أتى بعدهم، فالمبتدعة مثلاً يفهمون من نصوص الصفات معانٍ بعيدة كل البعد عن فهم السلف، فهم لا يفهمون منها إلا ما يفهمونه من صفاتنا، وأما السلف فإنهم يثبتون لله ما أثبته لنفسه، ويعتقدون أنه ليس كمثله شيء، وهكذا فالمبتدعة على اختلاف فرقهم لا يعتمدون فهم السلف للنصوص أبداً، ولا ينظرون فيه، فأنت ترى أن هؤلاء المبتدعة قد جمعوا بين بليتين فهم لا يقتصرون على الكتاب والسنة في مسائل الاعتقاد، ولا يفهمونها على فهم السلف- فنعوذ بالله من حال أهل الأهواء.

الثالث: أنهم يبنون استدلالهم على القواعد المناقضة للمعقول والمخالفة للمنقول والمعارضة لمنهج السلف في الاستدلال، فهم يستدلون بالمتشابه ويدعون المحكم، ويأخذون بطرف من النصوص ويدعون الآخر، ويقدمون العقل على النقل، ويثبتون أمور الغيب بالقياس، ويأخذون بالمجمل ويدعون المبين، ويفسرون بعض ألفاظ القرآن على غير ما تعرفه العرب من كلامها … وهكذا فالقوم يقعدون القاعدة على ما تمليه عقولهم القاصرة، وينزلون النصوص عليها فوقعوا في الضلال ومخالفة النصوص .

الرابع: أنهم يخوضون في النصوص بلا علم ولا برهان، ولا يقفون حيث وقف النص، بل يقحمون عقولهم فيما لا مجال لها فيه: كخوضهم في باب القدر، وباب الصفات، ونحوها . والسلامة في الوقوف عند ما وقف عليه النص .

الخامس: كثرة جدالهم، وخصوماتهم، ومرائهم .

السادس: اعتمادهم على الألفاظ البدعية المجملة، وبناء معتقدهم عليها كلفظ الجوهر، والعرض، والجهة، والجسم، والحيز، ونحوها . وهذه الألفاظ ألفاظ محدثة بدعية لا تعرف عن أحد من السلف . وأضرب لك مثالاً: المعتزلة ينفون عن الله الصفات، ويقعون في آيات الصفات وأحاديثها تحريفاً بسبب أنهم إذا أثبتوا لله الصفات لا يستلزم ذلك أن يكون جسماً، والأجسام متماثلة، فانظر كيف بنوا معتقدهم في الصفات على هذا اللفظ المجمل، فكم ردوا بهذه الألفاظ المجملة من النصوص، وحرفوا من الصفات . والله المستعان .

السابع: الفهم الفاسد للنصوص: كفهم الخوارج: لبعض النصوص، وكفهم أهل التمثيل والتعطيل لنصوص الصفات، وكفهم الجبرية والقدرية لنصوص القدر، وكفهم المرجئة والوعيدية لنصوص الوعد والوعيد … وهكذا فهذا الفهم الفاسد هو الذي أوصلهم إلى هذه النتيجة الفاسدة . والله المستعان.

الثامن: اعتمادهم في اعتقادهم على الأحاديث الموضوعة والضعيفة، وذلك كالرافضة – لعنهم الله تعالى- فإنهم يعتمدون في أمر معتقدهم على المرويات المكذوبة، والأحاديث الموضوعة الملفقة على آل البيت.

التاسع: تقديم آراء الرجال وقواعد المذاهب على قول الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – فلا يقبلون من النصوص إلا ما وافق مذهبهم وكلام مبتدعيهم .

العاشر: اعتقادهم التعارض بين العقل والنقل، وبين الحقيقة والشريعة .

الحادي عشر: اعتمادهم على الأهواء والشهوات، وتحكيمها في كتاب الله – تعالى وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – فهذه بعض الأسباب، ويظهر غيرها بالتأمل . والله أعلم.
*******************************************

س251 بماذا يعرف أهل البدع ؟

ج : منها: الوقيعة في أهل السنة، ووصفهم بالأوصاف القبيحة المستهجنة التي هي بهم أليق، وهم بها ألصق.
ومنها: عقد الولاء والبراء على المسميات التي ما أنزل الله بها من سلطان.
ومنها: اتباع الهوى، والإعراض عن الدليل.
ومنها: أنهم لا يذكرون إلا ما لهم فقط، ويكتمون ما عليهم أو يكذبون به ويعرضون عنه ويقدحون فيه، وأما أهل السنة فيذكرون مالهم وما عليهم مع الإجابة عنه .
ومنها: اتباع المتشابه كما قال – تعالى- ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ﴾ [آل عمران: 7] وفي الصحيحين من حديث عائشة مرفوعاً [فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاؤلئك الذين سماهم الله فاحذروهم].
ومنها: كثرة التنقل والتبديل والتغيير فلا يثبتون على شيء فمذاهبهم –غالباً- تخضع للمستجدات والمتغيرات والأحداث والأهواء والشهوات وأقوال متبوعيهم، ومن نصبوه إماماً لهم؛ ولكثرة جدالهم، ومن جعل دينه عرضاً للخصومات أكثر التنقل؛ ولأن هذه المذاهب الفاسدة أصلاً لم تبن على أسس ثابتة بل بنيت على أهواء متغيرة، وأفكار متبدلة، وشهوات متلونة .
ومنها: معارضة الكتاب والسنة بالأقيسة الفاسدة والمعقولات الكاسدة .
ومنها: دعواهم أن الأدلة لا تفي بالدين، ولا تكفي لتنظيم حياة الناس، وهم في ذلك بين مصرح، وملمح .
ومنها: كثرة الاختلاف، والفرقة فيما بينهم . وهذا أمر واضح فلا تجدهم يتفقون على شيء, فانظر إلى فرق الخوارج، وفرق الشيعة، وفرق المعتزلة … وهكذا, وهذا من أبرز صفاتهم .
ومنها: أنهم يتسمون بالأسماء المحدثة, فمنهم من ينتسب إلى مؤسس الفرقة كالأشاعرة نسبة إلى أبي الحسن الأشعري، والجهمية نسبة إلى الجهم بن صفوان الترمذي، والماتريدية نسبة إلى أبي منصور الماتريدي، والكلابية نسبة إلى محمد بن سعيد بن كلاب، ونحو ذلك، أو ينتسبون إلى أصل بدعهم كالخوارج: لأنهم خرجوا على عليَّ بن أبي طالب – رضي الله عنه – أو لأنهم خرجوا على المسلمين وإمامهم، والجبرية نسبة إلى قولهم بالجبر وسلب العباد مطلق القدرة والاختيار، والقدرية نسبة إلى نفيهم للقدر السابق، وقولهم: إن العبد هو الذي يخلق فعله، ونحو ذلك، وأما أهل السنة – رحمهم الله تعالى- فإنهم لا يتسمون إلا باسم الإسلام والإيمان، أو ما دل عليه الدليل، أو وقع اتفاق الصدر الأول عليه . والله أعلم.
ومنها: التعصب للآراء وعدم الرجوع للحق – ولو بعد بيان الحق- بل يتعامون عن الحق تعامياً عجيباً، ولا نقول ألا كما قال – تعالى- ﴿ فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ ولَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ [الحج: 46].
ومنها: بغض أئمة الحديث وأهل الأثر . وبالجملة: بعض أئمة الإسلام والدين كالصحابة، والتابعين، وتابعيهم بإحسان كالإمام أحمد، والثوري، والأوزاعي، وابن عيينة، وابن المدني، والبخاري، وابن تيمية، وابن القيم، ومحمد بن عبدالوهاب – رضي الله عنهم، وأرضاهم- فإذا سمعت الرجل يقع في واحد من أئمة الإسلام والسنة فاعلم أنه صاحب بدعة وهوى، والله المستعان، فهذه أشهر علامات أهل البدع – نعوذ بالله منهم ومن حالهم – والله أعلم.

_________________________

الأحد القادم إن شاء الله تعالى.. مراجعة عامة..
ثم .. يوم التكريم.. إن شاء الله..

جزاك الله خيرا
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
جازاك الله كل خير اختنا العزيزة سناء المتفائلة .
لاكي

لا أجد بصدق كلمات لأعبر لك أختي العزيزة عن اعترافي لك بالجميل و شكري لك من أعماق قلبي ..
فقد كان لهذه الدورة نقطة تحول بداخلي فأنا عضوة في هذا المنتدى منذ سنين لكني كنت عضوة سلبية أكتفي بالقراءة و التجول في المنتدى لكن مع بداية الدورة قررت المشاركة كتابة و بدأت أتعلم بعض أبجديات الكمبيوتر و أظن انك تلاحظين الفرق بين كتابتي في أول الدروس و كتابتي الآن الحمد لله كان دافعي أن أتعلم و أتفقه في ديني و كان لك الفضل بعد الله في دفعي للاستمرار و تشجيعي على التقدم فجازاك الله كل خير .
و أكتفي بان أقول لك أني أسأل الله ان يكون كل ما أتعلمه و ما أكتبه في الكمبيوتر من عمل صالح يكون في ميزان حسناتك أيضا .
تقبلي مني حبي لك في الله .

لاكي

لاكي كتبت بواسطة عتاب قلم لاكي
جزاك الله خيرا

وفقك الله غاليتي..

لاكي كتبت بواسطة om salsabil لاكي
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
جازاك الله كل خير اختنا العزيزة سناء المتفائلة .
لاكي

لا أجد بصدق كلمات لأعبر لك أختي العزيزة عن اعترافي لك بالجميل و شكري لك من أعماق قلبي ..
فقد كان لهذه الدورة نقطة تحول بداخلي فأنا عضوة في هذا المنتدى منذ سنين لكني كنت عضوة سلبية أكتفي بالقراءة و التجول في المنتدى لكن مع بداية الدورة قررت المشاركة كتابة و بدأت أتعلم بعض أبجديات الكمبيوتر و أظن انك تلاحظين الفرق بين كتابتي في أول الدروس و كتابتي الآن الحمد لله كان دافعي أن أتعلم و أتفقه في ديني و كان لك الفضل بعد الله في دفعي للاستمرار و تشجيعي على التقدم فجازاك الله كل خير .
و أكتفي بان أقول لك أني أسأل الله ان يكون كل ما أتعلمه و ما أكتبه في الكمبيوتر من عمل صالح يكون في ميزان حسناتك أيضا .
تقبلي مني حبي لك في الله .

لاكي

أجمل وردة ..من أخت رااائعة..

أسعد الله قلبك ياحبيبة..لاكي

كم سعدت وتشرفت بتواجدك الرائع في صفحاتي..
وأحمد الله تعالى..على استفادتكن من هذه الدورة..
لم أرى منك إلا الهمة.. والاقبال على العلم..جعل الله ذلك في ميزان حسناتك..وزادك علما ..
وفي كل المجالات.."وفعلا الفرق ملاحظ..في كتاباتك..وفقك الله دائما.."
وقد كان هذا واجبي غاليتي.. أم سلسبيل..

جزاك الله خيرا ,, ونفع بك

موضوع قيم ,,

لاكي كتبت بواسطة عهد الأماني لاكي
جزاك الله خيرا ,, ونفع بك

موضوع قيم ,,

بارك الله فيك ياغالية..
أسعدك الله دنيا وآخرة..

جزاك الله خيرا
لي عودةإن شاء الله للإجابة

بارك الله فيك

ونغع بك الامة

اللهم املئ قلبها بالنور والايمان والطاعة والسعادة والرضا والنور

بارك الله فيك ونفع بك

لا إله الأ الله ..

دورة:"كيفية الإيمان بأسماء الله تعالى وصفاته" [الدرس السادس] 2024.

لاكي
لاكي

لاكي

قال صلى الله عليه وسلم (( ما من خارج خرج من بيته في طلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع حتى يرجع )) صحيح الجامع2/ 5702.

لاكي
الدرس السادس: من كتاب

إتحاف أهل الألباب بمعرفة العقيدة في سؤال وجواب
عقيـدة أهـل السنـة في الأسمـاء والصفـات
الشيـخ / وليـد بن راشـد

لاكي

س213 ما مذهب أهل السنة في نفس الله- تعالى- مع بيان ذلك بالأدلة من الكتاب والسنة ؟ وهل هي من الصفات الذاتية أم الفعلية ؟؟

ج: أقول : يعتقد أهل السنة ، والجماعة أن لله – تعالى- نفساً لائقة بجلاله ، وعظمته ، ليست كأنفس المخلوقين ، ومجرد اتفاق اسم نفسه مع اسم نفسنا لا يستلزم اتفاقهما في كيفياتهما -كما قدمنا لك سابقاً –
والدليل:
قوله تعالى: ﴿ وإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ﴾ [الأنعام: 54] فقد أضاف النفس إليه تعالى ، وهي لا تقوم بذاتها فدل ذلك على أنها إضافة صفة إلى موصوف – جل ربنا ، وتعالى ، وتقدس عن أن تكون نفسه كنفس خلقه ، وعز جلاله ، وتعالت عظمته أن يكون عدماً لا نفس له- وقال تعالى لكليمه موسى – عليه الصلاة والسلام:﴿ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى واصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ﴾ [طـه:40ـ41] فثبت أن لله نفساً ، وقال تعالى: (ويُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ﴾ [آل عمران: 28] وقال تعالى عن عيسى -عليه السلام: ﴿ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي ولا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ﴾ فنثبت لله نفساً إثباتاً بلا تمثيل ، وننزهه عن مماثلة خلقه فيها تنزيهاً بلا تعطيل ، وعن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ( يقول الله- تعالى- أنا مع عبدي حين يذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأٍ ذكرته في ملأٍ خير منهم ) متفق عليه ، وإضافة النفس هنا إضافة صفة إلى موصوف . وعن أبي هريرة – رضي الله عنه- أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال : ( لما قضى الله الخلق كتب كتاباً على نفسه فهو عنده فوق العرش: أنَّ رحمتي سبقت غضبي ) متفق عليه ، ، وعن أبي ذر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فيما يروى عن ربه تبارك وتعالى: (إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا…. ) [مسلم] ومن الأدلة القطعية أيضاً إجماع أهل السنة فقد أتفق أهل السنة – رحمهم الله تعالى – على إثبات النفس لله – تعالى- على ما يليق بجلاله وعظمته ، وهو الذي نعتقده بقلوبنا ، وننطقه بألسنتنا .
إذا علمت هذا فأعلم أن صفة النفس من الصفات الذاتية التي لا تنفك عن الله- تعالى- والله أعلم.
___________________________________________

لاكي[/

س215 ما مذهب أهل السنة – رحمهم الله تعالى – في صفة الوجه ؟ وهل هو من صفات الذات ، أم الفعل ؟ مع بيان ذلك بالأدلة ؟

ج : يعتقد أهل السنة – رفع الله نزلهم في الفردوس الأعلى- أن لله – تعالى- وجهاً يليق بجلاله وعظمته ، وهو من صفاته الذاتية.
قال تعالى: ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وجْهَه ﴾، وقال تعالى: ﴿ ويَبْقَى وجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ والْأِكْرَام ﴾، وقال: ﴿ واصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ والْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وجْهَهُ ﴾ وعن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: ( إن الله لا ينام ، ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ، ويرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار ، وعمل النهار قبل عمل الليل ، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ) [مسلم] وعن جابر – رضي الله عنه- قال: لما نزلت هذه الآية ﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ ﴾ قال النبي – صلى الله عليه وسلم- ( أعوذ بوجهك. قال: ﴿أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ﴾ قال – عليه الصلاة والسلام: ( أعوذ بوجهك ). قال: ﴿ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً ويُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ﴾ قال : ( هذه أهون أو أسهل ) [البخاري] . وعن شقيق قال : كنا عند حذيفة فقام شبث بن ربعي فصلى فبصق بين يديه فقال له حذيفة : يا شبث لا تبصق بين يديك ، ولا عن يمينك فإن عن يمينك كاتب الحسنات ، ولكن عن يسارك أو من ورائك فإن العبد إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم قام إلى الصلاة أقبل الله عليه بوجهه فيناجيه فلا ينصرف عنه حتى ينصرف عنه أو يحدث حدث سوء . متفق عليه . ، وعن ابن عباس – رضي الله عنهما- أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال : ( من استعاذ بالله فأعيذوه ، ومن سألكم بوجه الله فأعطوه ) [أبو داود ، والنسائي بسند صحيح] وقد اجمع أهل السنة ، والجماعة على إثبات هذه الصفة لله – تعالى- وهو ما نعتقده بقلوبنا ، وننطقه بألسنتنا ، والله أعلم .

لاكي

الأسئلة التطبيقية:

س1: اذكري دليلا من القرآن والسنة على إثبات النفس والوجه لله تعالى؟

أخواتي الغاليات.. هل تفضلن أن نأخذ صفه واحدة في الدرس أم اثنين..


جزاكي الله خير قرأت الدرس

ومشكورة على التصحيح في موازن حسناتك إن شاء الله

جازاك الله خيرا اختي سناء المتفائلة .
ارى ان ناخذ صفتان في الدرس الواحد مثل هذا الدرس الا اذا كانت الصفة تتطلب كثير من الشرح و الفهم حينها يمكنك الاكتفاء بعرض صفة واحدة في الدرس .
ساعود للاجابة عن الاسئلة بحول الله .

الأسئلة التطبيقية:
س1: اذكري دليلا من القرآن والسنة على إثبات النفس والوجه لله تعالى؟
إثبات الوجه لله
من القران : (( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ))
من السنة : (( عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((من استعاذ بالله فأعيذوه ومن سألكم بوجه الله فأعطوه ))

رواه داوود والنسائي بسند صحيح

إثبات النفس لله
من القران
قول عيسى لربه (( تعلم مافي نفسي ولآأعلم مافي نفسك ))

من السنة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((يقول الله تعالى أنا مع عبدي فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ))
اشكرك كثيرا حبيبتي لمتابعتك معنا وصبرك
فجزاكي الله خير
والله يجعل عملك هذا سبب في دخول الجنة
إنه ولي ذلك والقادر عليه
آمين

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك

ان شاء الله لي عودة

جازاك الله خيرا اختنا سناء و زادك الله من علمه و فضله .
1_ اذكري دليلا من القران و السنة على اثبات النفس و الوجه لله تعالى ؟
ورد في القران الكريم ايات تثبت :النفس لله تعالى
اذكر منها قول الله عز وجل :واذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة .
ومن السنة الشريفة قول رسول الله صلى الله عليه و سلم : لما قضى الله الخلق كتب كتابا على نفسه فهو عنده فوق العرش :ان رحمتي سبقت غضبي .
اثبات الوجه لله تعالى
من القران الكريم قول الله عز و جل:كل شيئ هالك الا وجهه .
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :من استعاذ بالله فاعيذوه
و من سالكم بوجه الله فاعطوه .

وعليك السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

لاكي

لاكي كتبت بواسطة عتاب قلم لاكي
الأسئلة التطبيقية:
س1: اذكري دليلا من القرآن والسنة على إثبات النفس والوجه لله تعالى؟
إثبات الوجه لله
من القران : (( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ))
من السنة : (( عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((من استعاذ بالله فأعيذوه ومن سألكم بوجه الله فأعطوه ))

رواه داوود والنسائي بسند صحيح

إثبات النفس لله
من القران
قول عيسى لربه (( تعلم مافي نفسي ولآأعلم مافي نفسك ))

من السنة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((يقول الله تعالى أنا مع عبدي فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ))

بارك الله فيك " عتاب قلم"
اجباتك ممتازة.. وفقك الله ورعاك.. لاكي
اشكرك كثيرا حبيبتي لمتابعتك معنا وصبرك
فجزاكي الله خير
والله يجعل عملك هذا سبب في دخول الجنة
إنه ولي ذلك والقادر عليه
آمين

آآآآآمين..ياارب..
الله يرضى عنك حبيبتي ويسعدك..
وأنا سعيدة جدا.. بوجودك معنا..

لاكي كتبت بواسطة om salsabil لاكي
جازاك الله خيرا اختنا سناء و زادك الله من علمه و فضله .
1_ اذكري دليلا من القران و السنة على اثبات النفس و الوجه لله تعالى ؟
ورد في القران الكريم ايات تثبت :النفس لله تعالى
اذكر منها قول الله عز وجل :واذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة .
ومن السنة الشريفة قول رسول الله صلى الله عليه و سلم : لما قضى الله الخلق كتب كتابا على نفسه فهو عنده فوق العرش :ان رحمتي سبقت غضبي .
اثبات الوجه لله تعالى
من القران الكريم قول الله عز و جل:كل شيئ هالك الا وجهه .
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :من استعاذ بالله فاعيذوه
و من سالكم بوجه الله فاعطوه .

بارك الله فيك "om salsabil"جزاك الله خير..
اجاباتك ممتازة.. الله يحفظك ويرعاك لاكي

لاكي كتبت بواسطة shaier لاكي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك

ان شاء الله لي عودة

وفقك الله حبيبتي…
بانتظارك..

من رسائل الإيمان مفاتيح الرحمة 2024.

من رسائل الإيمان (28)
مفاتيح الرحمة

أمير بن محمد المدري
إمام وخطيب مسجد الإيمان – اليمن


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله مُجيبِ الدّعوات، مُجزل العطايا والهِبات، يجيبُ دعوةَ المضطرّين ويكشِف السوء ويُنزل الرّحمات، أحمده تعالى وأشكُره، وأُثني عليه وأستغفِره، ﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ﴾، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، علَّق بربه رجاهُ وجنانَه، فأُجيب قبل أن يبرحَ مكانَه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلّم تسليمًا كثيرًا.
في هذه الرسالة نقف مع أجمل وأحلى شيء في الحياة ، شيءٌ لو دخل في حياتنا وبيوتنا صلُحت أمورنا كُلّها وعشنا أسعد حياة وأحلى حياة .
إنها رحمةُ الله الكريم القائل :﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾[يونس:58]
ما المخرج مما نحن فيه ؟ما النجاة من الهموم والمصائب والأزمات ؟إنها رحمةُ الله لا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه .
دخول الجنة التي عرضها السموات والأرض،ليس بسبب طاعاتنا وصلواتنا وقُرباتنا إنما يدخل الله تعالى عبادَه السعداء جنتَه برحمته، وبمحض فضله وإحسانه وجوده وكرمه، ففي الحديث الشريف قال صلى الله عليه وسلم : «سددوا وقاربوا وأبشروا، فإنه لا يُدخل أحدًا الجنةَ عملُه» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟! قال: «ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة» [أخرجه البخاري ومسلم].

إن رحمة الله لو فتحها سبحانه لأحد من خلقه ، فسيجدها في كل شيء ، وفي كل موضع ، وفي كل حال ، وفي كل مكان ، وفي كل زمان ، فإنه لا مُمسك لها ﴿مَا يَفْتَحْ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾[فاطر:2] . ما من نعمة من نعم الله ، يُمسك الله معها رحمته ، حتى تنقلب هي بذاتها نقمة ، وما من محنة تحفها رحمة الله ، حتى تكون هي بذاتها نعمة ، ينام الإنسان على الشوك مع رحمة الله فإذا هو مهاد وحرير ، وينام على الحرير وقد أُمسكت عنه رحمة الله، فإذا هو شوكٌ وعذاب .

إن الإنسان يواجه أصعب الأمور برحمة الله فإذا هي هوادة ويسر ، ويواجه أيسر الأمور وقد تخلت رحمة الله فإذا هي مشقة وعُسر ، ويخوض المخاوف والأخطار برحمة الله ، فإذاهي أمن وسلام ، ويعبرها بدون رحمة الله ، فإذا هي مهلكة وبوار. إنه لا ضيق مع رحمة الله .

فلنطلبها بفعل أسبابها والأخذ بمفاتيحها – يارب خصنا برحمتك يا من يختص برحمته من يشاء.

إن المال والولد والصحة والقوة والجاه والسلطان تصبح مصادر قلق وتعب ونكد إذا أُمسكت عنها رحمة الله ، فإذا فتح الله أبواب رحمته كان فيها السكن والراحة والسعادة والاطمئنان. يبسط الله الرزق مع رحمته – فإذا هو متاع طيب ورخاء ، وإذا هو رغد في الدنيا وزاد في الآخرة ، ويمسك رحمته عن هذا الرزق، فإذا هو مثار قلق وخوف ، وإذا هو مثار حسد وبغض .

إن رحمة الله من طلبها وجدها ومن أخذ بمفاتيحها نالها في أي مكان وفي أي حال. وجدها إبراهيم عليه السلام في النار، ووجدها يوسف عليه السلام في الجُب، كما وجدها في السجن، ووجدها يونس عليه السلام في بطن الحوت في ظلمات ثلاث ، ووجدها موسى عليه السلام في اليمّ وهو طفل رضيع مُجرّد من كل قوة ومن كل حراسة ، ووجدها أصحاب الكهف في الكهف حين افتقدوها في القصور والدور فقال بعضهم لبعض: ﴿فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً ﴾[الكهف:16] ووجدها رسول الله ^ وصاحبه في الغار، والقوم يتعقبونهم قائلاً :«لا تحزن إن الله معنا».

ووجدها شيخ الإسلام عندما أُدخل السجن فالتفت إلى السجناء، وتمثل قول الله تعالى: ﴿فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ﴾ [الحديد:13]وسيجدها كل من أخلص لله ، قاصداً باب الله ، دون الأبواب كلها.

إنه ما بين الناس ورحمة الله إلا أن يطلبوها مباشرة منه بلا واسطة ، ويعملون بأسبابها ويأخذون بمفاتيحها التي سنبدأ في عرضها.

1 – المفتاح الأول الإيمان : إن رحمة الله لا تحصل إلا لمن آمن ، الإيمان الحقيقي بجميع أركانه الستة : الإيمان بالله ، بملائكته ، وبكتبه ، ورسله ، وباليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره ، ، وقال جل وعلا : ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ﴾ [الجاثية:30] .

2 – المفتاح الثاني طاعة الله وطاعة رسوله : إن ما عند الله لا ينال إلا بطاعة الله ، ودخول الجنة مُعّلق بطاعة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم القائل: «كُل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، فقالوا: يا رسول الله من يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى» [صحيح البخاري (6737)].، وقال جل وعلا : ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾[آل عمران:132] . وقال جل وعلا : ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾[النور:56]

3 – المفتاح الثالث إتباع الكتاب والسنة : إن إتباع كتاب الله هو الخير كل الخير ، والسنة لا يصح إتباع الكتاب إلا بإتباعها ؛ لأنها شارحة ومبينة للكتاب . قال تعالى : ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأنعام:155] .أما إتباع السنة قال تعالى :﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ…..الاية﴾[الأعراف:157]

4 – المفتاح الرابع رحمة الخلق: كيف تُريد رحمة الله وأنت لا ترحم عباده ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء » [صحيح ، سنن أبي داود ح (4941) ، سنن الترمذي ح (1924) وقال : حسن صحيح].

إن المؤمن لا يكون مصدر إيذاء أبدا، وإلا ففي إيمانه نظر، قيل لرسول الله ^: فلانة تقوم الليل وتصوم النهار ولكنها تؤذي جيرانها؟ قال صلى الله عليه وسلم : «دعوها إنها من أهل النار» [قال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/169): رواه أحمد والبزار ، ورجاله ثقات]. من ادعى الإيمان وهو يؤذي الخلق ويُفزعهم فهو كاذب «من لا يرحم لا يُرحم»وأولى الناس برحمتك ولينك وعطفك اقرب الناس منك اهلك وأولادك .

إذا ترحلّت الرحمة من المجتمع، انقلب المجتمع إلى مجتمع غاب، يأكل القوي فيه الضعيف، وتُداس في الحقوق، ويشكو الوالد ولده، وتشكو الزوجة زوجها، والقضايا المتراكمة في المحاكم تشهد بذهاب خُلق الرحمة بين الناس. بل لقد أخبرنا الصادق المصدوق: «أن امرأةً بغياً رأت كلباً في يوم حار يطوف ببئر، قد أدلع لسانه من العطش، فنزعت له بموقها (أي أنها استقت له من البئر، والموق هنا هو الخف فغُفِر لها» [أخرجه البخاري (3318)، ومسلم (2619)، من حديث أبي هريرة].
إذا كانت الرحمة بالكلاب تغفر الخطايا للبغايا فكيف تصنع الرحمة بمن وحّد ربّ البرايا؟!

5- المفتاح الخامس التصالح والأخوة: قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾[الحجرات:10] لا صلاح لأحوالنا ولاقتصادنا إلا بالأخوة والتصالح .
سفينة المجتمع إذا تم خرقها سنغرق جميعا فلنوحد صفوفنا ولا نسمح لأحد يشق صفنا واُلفتنا .ولنقدم مصلحة الدين ثم الوطن على كل الفئات والأحزاب والطوائف والأشخاص .

6- المفتاح السادس زيارة المريض: نعم اسمعوا الحبيب المصطفى وهو يقول: «من عاد مريضًا لم يزل يخوض في الرحمة حتى يجلس، فإذا جلس اغتمس فيها» [صحيح، موطأ مالك: كتاب العين (1694)، مسند أحمد (3/304] وغيرهم]
إنها رسالة أن نتواصى على الخير ،رسالة أن نتآخى، رسالة أن نتراحم ،رسالة أن لا نتفرق وهذا هو الإسلام، يقول عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام: «ما مِنْ مُسلمٍ يعودُ مُسلِمًا ـ أي: يزورُ مريضًا أو أخًا لهُ في الله ـ غُدوةً في أوَّلِ النَّهار إلاَّ صلَّى عليهِ سبعُونَ ألفَ ملَكٍ حتَّى يُمسي، وإن عادَهُ عَشيِّةً ـ أي: في المساء كذلك » [صحيح البخاري : كتاب الجنائز باب الأمر بإتباع الجنائز 2/70 ، وصحيح مسلم : كتاب السلام ، باب من حق المسلم للمسلم رد السلام 14/143]. اللهُ أكبر، هنيئًا والله لِمن حملَ نفسَهُ في زيارة أخٍ لهُ في الله، يزوره للاطمئنانِ عليه في مرضهِ أو في صحتهِ، هنيئًا لهُ بالجائزةِ الُكُبرى؛ يُصلّي عليهِ سبعون ألف ملكٍ من ملائكةِ الله.

7- المفتاح السابع التقوى : إن التقوى شرط لحصول الرحمة من الله ، ولا يمكن أن تحصل الرحمة والفضل والخير للفاجر العاصي ، قال سبحانه : ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ ، وقال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾[الحديد:28]

8 – المفتاح الثامن الاستماع إلى القرآن الكريم والإنصات له وتعلّمه : القرآن الكريم كلام الله هو كله بركة ورحمة وفضل ،وكلما اقترب منه العبد كلما حصل له الفضل والبر والرحمة ، قال عز من قائل : ﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾[الأعراف:204] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « . . وما اجتمع قومٌ في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده»[ أخرجه مسلم في الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (4867)].

9 – المفتاح التاسع الاستغفار والتوبة : الإنسان محل الخطأ فهو ينسى وينام ويضعف ويكسل ويظلم ويجهل ، لكن الله بلطفه ورحمته وإحسانه وتكرمه شرع الاستغفار والتوبة من جميع الذنوب كبيرها وصغيرها ، جليلها وحقيرها فكان فضله وبره ورحمته ، قال سبحانه : ﴿ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [النمل:46] ، وقال تعالى ذكره : ﴿ وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾[الأنعام:54]
أخي الحبيب: كُن على يقين من ثلاث :لا أحد ارحم بك من ربك ،ولا أحد أعلم بهمك من ربك ولا أحد يقدر على رفع الضر عنك إلا ربك .

10- المفتاح العاشر من مفاتيح الرحمة الصبر : فالدنيا جُبلت على كدر وتعب وهموم ومن ثم فأحلى حياة وأسعد حياة يعيشها المسلم بالصبر،و نتيجة الصبر محمودة ، بل الصابرون هم الذين تنالهم رحمة الله ، قال تعالى : ﴿وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ *الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ ﴾[البقرة:157]

11- المفتاح الحادي عشر قيام الليل وإيقاظ الزوجين لبعضهم: عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول اللّهصلى الله عليه وسلم : « رحم اللّه رجلا قام من اللّيل فصلّى، ثمّ أيقظ امرأته فصلّت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم اللّه امرأة قامت من اللّيل فصلّت، ثمّ أيقظت زوجها فصلّى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء» [ سنن أبي داود: كتاب الصلاة، باب: قيام الليل (1113)، وأخرجه أيضًا أحمد (2/250)، وهو في صحيح سنن أبي داود (1287)]

12- المفتاح الثاني عشر صلاة قبل العصر أربعاً : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : «رحم اللّه امرأ صلّى قبل العصر أربعا» [أخرجه الإمام أحمد (5944)، وأبو داود في الصلاة، باب: الصلاة قبل العصر (1271)].

13- المفتاح الثالث عشر انتظار الصلاة :قال صلى الله عليه وسلم :«لا يزال العبد في صلاة ما كان في مصلاه ينتظر الصلاة، وتقول الملائكة: اللهم اغفر له اللهم أرحمه حتى ينصرف أو يحدث»[ صحيح مسلم]

14 – المفتاح الرابع عشر الهجرة والجهاد : ترك الأوطان ومفارقة الأحبة ، والتعرض للموت في سبيل الله من أشق العبادات على النفوس ، والتي بسببها يحصل العبد على الدرجات العلا والمغفرة والرحمة والرضوان ، قال سبحانه : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة:218] ،وقال عز من قائل : ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ ﴾ [التوبة:20] .

15 – المفتاح الخامس عشر الإحسان : الإحسان مع الله بمراقبته وخشيته ، ﴿ وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ﴾[القصص:77] ،الإحسان مع الوالدين، ﴿وبالوالدين إحسانا﴾ ،الإحسان في القول، ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً﴾ [البقرة:83] ، ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾[الإسراء:53].قال تعالى : ﴿ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف:56] .

16 – المفتاح السادس عشر خشية الله : إن الخوف من الله مع الرجاء في الله يورثان فضل الله ورحمة الله وغفرانه ، قال عز وجل : ﴿ وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ﴾ [الأعراف:154] ، وأخرج البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : « أن رجلاً كان قبلكم رغسه الله مالا – أي رزقه – فقال لبنيه لما حضر : أي أب كنتم لكم ؟ قالوا : خير أب . قال فإني لم أعمل خيرا قط ، فإذا مت فأحرقوني ثم اسحقوني ، ثم ذروني في يوم عاصف ، ففعلوا ، فجمعه الله عز وجل فقال : ما حملك ؟ قال : مخافتك ، فتلقاه برحمته » [البخاري ومسلم ].

17- المفتاح السابع عشر الصلاح:والرسل وأتباعهم الى يوم القيامة هم الذين بصلاحهم وإصلاحهم يستحقون أن يدخلهم الله في رحمته ، قال عز وجل : ﴿ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ * وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [الأنبياء:86] .الصالحون هم الذين يبنون لا يهدمون هم ينفقون ولا يبخلون يصلحون في الأرض لا يفسدونها .

18- المفتاح الثامن عشر اللجوء إلى الله تعالى والتضرع إليه : فكم من رحمة ظاهرة أو باطنة كانت بسبب الدعاء،ألا ترى أن الرسول^ وأصحابه والتابعين ومن تبعهم في أحلك الظروف وأصعبها لجأوا إلى الله بالدعاء،حتى تنزلت عليهم الرحمة ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ﴾[الأنفال:9] كما أن الدعاء سبيل إلى رحمة الله عز وجل لحديث ابن عمر ب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :«من فُتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة» [ضعفه الألباني]

19 – المفتاح التاسع عشر الإنفاق في سبيل الله : إن الإنسان جُبل على الإمساك ، لكن المؤمن الذي يرجو ما عند الله ينفق ولا يخشى الفقر ؛ لأنه يرجو ما وعد الله به عباده من فضل ورحمة ، قال سبحانه : ﴿ وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة:99] ، وقال تعالى عن موسى : ﴿ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف:156].

20 – المفتاح العشرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين، والهمّ الذي إبتعث الله به النبيين أجمعين، فلو طوي بساطه وأُهمل علمه وعمله لتفشّت الضلالة وعمّت الجهالة وخربت البلاد، وهلك العباد، وكثُر الفساد، فهو سبيل الفلاح في الدنيا والآخرة،الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خصائص هذه الأمة ، بل هو من مهام الأنبياء والرسل بل وقدّمه الله تعالى على الصلاة والزكاة ولذلك استحق من يفعله الرحمة ، قال تبارك اسمه : ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ الله وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾[التوبة:71]

نسأل الله جل وعلا أن يحُفّنا برحمته ، وأن يفيض علينا من رحمته ، وأن يغمرنا برحمته فإنه الرحمن الرحيم ، وهو الغفور الرحيم ، وهو على كل شيءٍ قدير.

أمير بن محمد المدري
21/ربيع الثاني 1445هـ

ابحثْ عن سعادتك في الإيمان بالغيب 2024.

ابحثْ عن سعادتك في الإيمان بالغيب

إذا أصبحتَ فلا تنتظر المساء، اليوم فحسب ستعيش، فلا أمس الذي ذهب بخيره وشره، ولا الغد الذي لم يأتِ إلى الآن. اليوم الذي أظلتْكَ شمسه، وأدركَك نهاره هو يومك فحسب، عمرك يوم واحد، فاجعل في خَلَدِك العيش لهذا اليوم وكأنك وُلدت فيه وتموت فيه، حينها لا تتعثر حياتك بين هاجس الماضي وهمه وغمه، وبين توقُّع المستقبل وشبحه المخيف وزحفه المرعب، لليوم فقط اصرف تركيزك واهتمامك وإبداعك وكَدَّكَ وجدك، فلهذا اليوم لابدّ أن تقدم صلاةً خاشعةً، وتلاوةً بتدبّرٍ، واطلاعًا بتأمُّل، وذِكْرًا بِحُضور، واتزانًا في الأمور، وحُسْنًا في خُلُق، ورضًا بالمقسوم، واهتمامًا بالمظهر، واعتناءً بالجسم، ورضًا بالمقسوم، واهتمامًا بالمظهر، واعتناءً بالجسم، ونفعًا للآخرين.
لليوم هذا الذي أنتَ فيه، فتقسّم ساعاته وتجعل مِن دقائقه سنوات، ومِنْ ثوانيه شهورًا، تزرع فيه الخير، تسدي فيه الجميل تستغفر فيه من الذنب، تذكر فيه الرب، تتهيأ للرحيل، تعيش هذا اليوم فرحًا وسرورًا، وأمنًا وسكينةً، ترضَى فيه برزقك، بزوجتك، بأطفالك، بوظيفتك، ببيتك، بعلمك، بمستواك {فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الأعراف: 144]، تعيش هذا اليوم بلا حزن ولا انزعاج، ولا سخط، ولا حِقْد ولا حَسَد.
إنّ عليك أنْ تكتب على لوح قلبك عبارة واحدة تجعلها أيضًا على مكتبك، تقول العبارة: يومك يومك.
إذا أكلت خبزًا حارًّا شهيًّا هذا اليوم، فهل يضرك خُبز الأمس الجاف الرديء، أو خبز غدٍ الغائب المنتظر.
إذا شربت ماءً عذبًا زُلالاً هذا اليوم، فلماذا تحزن من ماء أمس الملح الأجاج، أو ماء غدٍ الآسِنِ الحارّ.
إنك لو صدقت مع نفسك بإرادة فولاذية صارمة عارمة لأخضعتَها لنظرية: لن أعيش إلا هذا اليوم.
حينها تستغلّ كل لحظة في هذا اليوم، في بناءِ كيانك وتنمية مواهبك، وتزكية عملك، فتقول: لليوم فقط أهذّب ألفاظي فلا أنطق هجرًا أو فحشًا، أو سبًّا، أو غيبة، لليوم فقط سوف أرتّب بيتي ومكتبتي، فلا ارتباك ولا بعثرة، وإنما نظام ورتابة. لليوم فقط سوف أعيش فأعتني بنظافة جسمي، وتحسين مظهري والاهتمام بهندامي، والاتزان في مشيتي وكلامي وحركاتي.
لليوم فقط سأعيش فأجتهد في طاعة ربي، وتأدية صلاتي على أكمل وجه، والتزود بالنوافل، وتعاهد مصحفي، والنظر في كتبي، وحفظ فائدة، ومطالعة كتاب نافع.
لليوم فقط سأعيش فأغرس في قلبي الفضيلة وأجتث منه شجرة الشر بغصونها الشائكة من كبر وعجب ورياء وحسد وحقد وغلّ وسوء ظنّ.
لليوم فقط سوف أعيش فأنفع الآخرين، وأسدي الجميل إلى الغير، أعود مريضًا، أشيع جنازة، أدلّ حيران، أطعم جائعًا، أفرّج عن مكروب، أقف مع مظلوم، أشفع لضعيف، أواسي منكوبًا، أكرم عالمًا، أرحم صغيرًا، أجلّ كبيرًا.
لليوم فقط سأعيش، فيَا ماضٍ ذَهَبَ وانتهى! اغرب كشمسك فلنْ أبكي عليكَ، ولن تراني أقف لأتذكرك لحظة؛ لأنك تركتنا وهجرتنا وارتحلت عنا ولن تعود إلينا أبد الآبدين.
ويا مستقبل أنت في عالم الغيب فلن أتعامل مع الأحلام، ولن أبيع نفسي مع الأوهام، ولن أتعجّل ميلادَ مفقودٍ؛ لأنّ غدًا لا شيء لأنه لم يُخلق ولأنه لم يكن مذكورًا.
يومك يومك أيها الإنسان، أروع كلمة في قاموس السعادة، لمن أراد الحياة في أبهى صورها وأجمل حللها.

ولكي تعيش يومك فلابد أن تترك المستقبل حتى يأتي؛ قال تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ} [النحل: 1]. لا تستبق الأحداث، أتريد إجهاض الحمل قبل تمامه، وقطف الثمرة قبل النضج، إنّ غدًا مفقودٌ لا حقيقة له، ليس له وجود ولا طعم ولا لون، فلماذا نشغل أنفسنا به ونتوجّس من مصائبه ونهتمّ لحوادثه ونتوقع كوارثه، ولا ندري هل يُحال بيننا وبينه أو نلقاه، فإذا هو سرور وحبور، المهمّ أنه في عالم الغيب لم يصل إلى الأرض بعد. إنّ علينا أن لا نعبر جسرًا حتى نأتيه، ومن يدري؟ لعلنا ننفق قبل وصول الجسر، أو لعلّ الجسر ينهارُ قبل وصولنا، وربما وصلنا الجسر ومررنا عليه بسلام.
إنّ إعطاء الذهن مساحةً أوسع للتفكير في المستقبل وفتح كتاب الغيب ثم الاكتواء بالمزعجات المتوقعة ممقوتٌ شرعًا؛ لأنه طول أمل، ومذموم عقلاً، ولأنه مصارعة للظل. إنّ كثيرًا من هذا العالم يتوقع في مستقبله الجوع والعُرْي والمرض والفقر والمصائب، وهذا كله من مفردات مدارس الشيطان {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً} [البقرة: 268].
كثيرٌ هم الذين يبكون؛ لأنهم سوف يجوعون غدًا، وسوف يمرضون بعد سنة، وسوف ينتهي العالم بعد مائة عام. إنّ الذي عُمْره في يدِ غيره لا ينبغي له أنْ يراهِنَ على العَدَم، والذي لا يدري متى يموت لا يجوز له الاشتغال بشيء مفقود لا حقيقة له.
اترك غدًا حتى يأتيك، لا تسأل عن أخباره، ولا تنتظر زحفه؛ لأنك مشغول باليوم. وإن تعجب فعجبٌ هؤلاء.. يقترضون الهمّ نقدًا ليقضوه نسيئة في يوم لم تشرق شمسه ولم يَرَ النور، فحذارِ من طول الأمل.

منقووووووووووول عن موقع تبيان أون لاين

الموضووووووووووووووووووع رائع و جزاك الله خيرا
وفي رأي ان المواضيع لو كانت موجزة و غير مطولة لقرأت اكثر من المشاركين و جزاك الله خيرا
الموضووووووووووووووووووع رائع و جزاك الله خيرا
وفي رأي ان المواضيع لو كانت موجزة و غير مطولة لقرأت اكثر من المشاركين و جزاك الله خيرا
بارك الله فيكم على الموضوع النفيس..