يد الله مع الجماعة مشاركة لبرنامج على الخير أعوانا 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لاكي

على الخير أعوانا

مشاركة …بقلم

السَّــلوى~

العنوان: " يَدُ الله مع الجماعة"

تَرَامَى بَصَرُها إلى الأُفُقِ البعيد..
وجَالت بِعينيهَا في الضياعِ الشاسِع..
وكأنَّها تبحثُ عن فقيدٍ تَشتاقُه،،
همسَت بِنبراتٍ مُرتَعِشة:
"فَقَدتِ الأشياءُ لونها البَرَّاق.. وأصبحت باهِتَة..
تَداعَى جِسرُ الأمل حتى تَلاشَى في أعماقِ البحر..
لا أدري..
لِمَ يَطُولُ الليل.. ولا يَنبَلِجُ الصبح : (.."
طأطَأَت.. واختَفَى الصَّوتُ طويلاً..
ثمَّ جاءَ مِن ضَياع:
"هِيَ طبيعَةُ البُعد.. والجفاء..
يَجْتَرِحُ حبلُ الوِصال.. لِتَعمقَ جِراحُ أُمَّة..
كانت أعظَمَ كَيَانٍ على هذهِ الأرض.. طالَما عمِلَت بمبادئِ الإسلام..
حينَ كُنَّا إِخْوة.. لم يَكُن يُضاهي بناءنا بِناء آخَر..
إمبراطورية النُّصرة.. امتدَّت جِسرًا تًعبُرُهُ الخيرات إلى كُل الأصقاع..

والآن ضاعَ المورُوث وبقيَ الوارِثُ يَجتَرُّ الجِراح.. طَيْفًا ثَقيلاً..
طأطَأت مرةً أخرَى.. طويلاً أيضا.. حتَّى أحسَسْتُ أنْ لَا أَمَل : ( ،،
وفجأةً.. وجدتُها تَلتَفِتُ.. وبمُقلَتينِ تَلَألَأت تَرمُقُني..
ومدَّت ذِراعيها بِحُنُوِّ الحالِمَةِ.. تَحتَويني..
وجاء صوتُها هذهِ المرة عذبًا.. رقراقًا:
"مُدِّي يَدكِ.. غداً.. ستمتَدُّ ملايينُ الأيادي..
لِنَملِكَ الدنيا.. وما فيها..
سَنَنشُرُ الإحسان.. ونُفشِي السَّلام..
ونُغيثُ اللَّهفَان.. ونُواسِي الحَيرَان..
سنبنِي حُدُوداً مَنِيعة.. نَرُدُّ بها العُدوان..
وسَنُعيدُ جُسُورَ الأمل.. للمُبتَلَى والحَزْنَان : ).. "
وابتَسَمت ويدُها تَحضُنُ يدِي.. وهمست:
"لا تقلقِي.. سَتُبارَكُ الأيادِي مِن السماء..
وسَتَصيرُ كُلُّ الأشياء.. إلى عِلْوَان "

اتمنى ان اكون وفقت لنقل جمال هذا النبض بما يرضي الكاتبة ويرضيكن اخواتنا

حفظ الله الجميع
وجمعنا دائما وابدا على الخير وفي الخير وللخير

اللهم آمين

http://www.youtube.com/watch?v=kidZoPm6r3Q

رائعة
سلمت يمناكم يالغالية
جزاكم الله خيرا

مااااااااااااااشااااااااااااااء الله تباااااااااااااارك الله

رووووووووعة الكلمات والمونتاج

حفظكن الله وحماكن وشرح صدوركن

زادكن الله من فضله ونعمه

ياااه ما احلاه

انتو الثنتين روعة لاكيلاكي
الخاطرة عذبة في كلماتها
وتصويرك لها رااائع دخلت جو معاه ،,^^"

سلمت يمينك المونتاجية المبدعة عبورتي
وسلمت يمين الكاتبة المتألقة السلوى

ما شااء الله تبارك الرحمن..
رائع.. رائع.. أختي عابرة : )
حفظكِ المولى وزادكِ من فضله *)

ما كنت انتظر مونتاج عميق وشفاف في آنٍ كالذي عملتيه لكلماتي المتواضعة
مونتاجك أعطى الكلمات رونقا آخر لاكي
أسعدتِ قلبي.. أسعد الله قلبكِ وسَرَّهُ بما تُحبين

خيولة الرائعة ()
ربنا ما يحرمنا منكِ يا قمر لاكي

()***

ماشاء الله

مونتاج راااااااائع

لاكي كتبت بواسطة ثِمال لاكي
رائعة
سلمت يمناكم يالغالية
جزاكم الله خيرا

الرائع هو تواجدك اختي الكريمة
لك الشكر وفقك ربي وحفظك

لاكي كتبت بواسطة بنت رقوش لاكي

مااااااااااااااشااااااااااااااء الله تباااااااااااااارك الله

رووووووووعة الكلمات والمونتاج

حفظكن الله وحماكن وشرح صدوركن

زادكن الله من فضله ونعمه

اللهم آمين على ما دعوتي به اختي الفاضلة
حفظك ربي ونفع بك

لاكي كتبت بواسطة خ ـيآل الإبداع لاكي
ياااه ما احلاه

انتو الثنتين روعة لاكيلاكي
الخاطرة عذبة في كلماتها
وتصويرك لها رااائع دخلت جو معاه ،,^^"

سلمت يمينك المونتاجية المبدعة عبورتي
وسلمت يمين الكاتبة المتألقة السلوى

سلمك ربي خيال وجزاكِ عنا خيرا
رأيك دائما يهمني
لك شكري والدعاء
حفظك ربي وسخر لك خلقه

لاكي كتبت بواسطة السَّــلوى~ لاكي

ما شااء الله تبارك الرحمن..
رائع.. رائع.. أختي عابرة : )
حفظكِ المولى وزادكِ من فضله *)

ما كنت انتظر مونتاج عميق وشفاف في آنٍ كالذي عملتيه لكلماتي المتواضعة
مونتاجك أعطى الكلمات رونقا آخر لاكي
أسعدتِ قلبي.. أسعد الله قلبكِ وسَرَّهُ بما تُحبين

خيولة الرائعة ()
ربنا ما يحرمنا منكِ يا قمر لاكي

()***

اهلا بك كاتبنا الفاضلة
بأمانه كنت خايفه كثير ان لا توافق رؤيتي نبض ما فاض به قلمك
اسعدك ربي
وشكرا لتواجدك الغالي

اتباع منهج أهل السنة والجماعة فرض عين على كل مسلم 2024.

تابـــــع لموضوع اتباع منهج أهل السنة والجماعة فرض عين على كل مسلم(1)

وهنالك أدلة أخرى تدل على هذا الأمر تضمناً منها :

أولاً : المدح المطلق ، قال تعالى : ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) . (29) الفتح

وقوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) . (100) التوبة

وغيرها من الآيات الدالة على مدح الله المطلق لأصحاب محمد رسول الله ، مما يدلنا ذلك على موافقة الصحابة للحق الذي يريده الله سبحانه ، وإلا لما استحقوا هذا المدح .

ثانياً : الثناء على مواقفهم وأعمالهم ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) . (23) الأحزاب

وقوله سبحانه : (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً ) .(10) الفتح

ثالثاً : الدلالة الصريحة على فضلهم وعدم مساواة الآخرين لهم ، كما في قوله تعالى : (وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) . (10)الحديد

وقوله تعالى لاكيالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ) . (20)التوبة

وإن كانت الآية عامة فيمن اتصف بتلك الصفات إلا أن دخول الصحابة في هذه الآية من باب أولى .

ومما ذكرنا من الآيات الكريمات المشتملة على ثناء الله سبحانه على صحابة رسوله العام الشامل لإيمانهم ، وأعمالهم ، وأخلاقهم ، لدليل على صحة معتقدهم ومنهجهم ، ولولا موافقتهم للحق واتباعهم له لما استحقوا كل هذا الفضل والثناء ، وقد جاءت السنة صريحة ببيان فضل الصحابة وعدم مساواة الناس لهم بالفضل والأجر كما في الحديث المتفق على صحته عند أئمة الحديث أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : (لا تسبوا أصحابِي فوالذي نفسي بِيده لو أَن أحدكم أَنفق مثل أحد ذهبًا ما أَدرك مد أَحدهم ولا نصيفه ) .

فهذه الأدلة قاطعة بوجوب اتباع سبيل المؤمنين ، وهو سبيل الصحابة رضي الله تعالى عنهم ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وهذا المنهج هو المنهج الذي عرف بمنهج أهل السنة والجماعة التي يجب على كل مسلم أن يكون فيه ، وهذه التسمية ليست تسمية محدثة بل هي تسمية عرفت زمن الصحابة رضي الله تعالى عنهم كما جاء ذلك في تفسير ابن عباس رضي الله تعالى عنمها لقوله تعالى : (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ) . (106) آل عمران قال : تبيض وجوه أهل السنة والجماعة ، وتسود وجوه أهل الفرقة والضلالة وقد نقل ابن كثير رحمه الله تعالى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال : يعني يوم القيامة حين تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسوّد وجوه أهل البدعة والفرقة، قاله ابن عباس رضي اللّه عنهما.

وهذا الأثر عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما صحيح ، وقد درج العلماء قديماً وحديثاً على تسمية أهل الحق بأهل السنة والجماعة .

وتقوم هذه التسمية على أصلين عظيمين :

أولاً : أهل السنة ، وهذا من باب المضاف والمضاف إليه ، فأهل السنة إذن هم اتباعها الذين لا يخرجون عنها ، فلا يكون أهل الحق إلا متبعين للسنة ، وعليه فكل مخالف للسنة لا يعتبر من أهل الحق ، فاتباع السنة ضابط من الضوابط التي يميز بها أهل الحق عن غيرهم .

ثانياً : الجماعة ، فقد جاء وصف أهل الحق بأنهم أهل جماعة إذ عطف لفظ الجماعة على لفظ أهل السنة ، فكما أن أهل الحق معروفون باتباعهم للسنة ، كذلك هم معروفون باجتماعهم عليها ، فلا يكون أهل السنة متفرقين بل مجتمعين ، وعليه فهذان وصفان ثابتان لأهل الحق ، وهما اتباع السنة والاجتماع عليها ،وأهل الحق متصفون بهاتين الصفتين ، فإن فقدوا إحدى الصفتين خرجوا عن كونهم أهل سنة وجماعة ، وهذان الأصلان قائمان على أدلة قطعية لا يخالف فيها مسلم ، وإن كان كثير من المسلمين يخالفون هذين الأصلين بأقوالهم وأفعالهم إما جهلاً ، وإما اتباعاً للهوى عافانا الله سبحانه .

1 : الأدلة على وجوب الاتباع :

الأدلة على وجوب الاتباع كثيرة معلومة ، بل هي من لوازم التوحيد ، فكلمة التوحيد مشتملة على حقيقتين ، الأولى تفريد الله سبحانه بالعبادة ، فلا معبود بحق سواه ، الثاني ، تفريد الرسول عليه الصلاة والسلام بالاتباع ، فلا متبوع بحق إلا الرسول .

أدلة وجوب اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام من القرآن :

قال تعالى : ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) . (32) آل عمران

وما يستفاد من هاتين الآيتين الكريمتين :

1 : أن محبة الله سبحانه لا تكون إلا من خلال متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وذلك لتضمنها للشرط ، أي إن كان حبكم لله حباً صادقاً فإنه يحملكم على اتباع النبي ، وما يفهم في مقابل هذا اللفظ ، أن عدم متابعتكم للرسول دليل على عدم محبتكم لله سبحانه .

2 : وجوب اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام لحتمية وجوب محبة الله سبحانه ، فحب الله من الإيمان الواجب الذي ينتفي الإيمان بانتفائه قال تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ). (165) البقرة

واتخاذ الأنداد من دون الله ومحبتهم مع الله شرك ، فكيف إذا خلا قلب العبد من محبة الله ؟ وبما أن محبة الله لا تتحقق إلا بمتابعة الرسول كان اتباعه واجباً .

3 : محبة الله لمن يتبع رسوله عليه الصلاة والسلام ، إذ علق الله سبحانه وتعالى محبته للعباد باتباعهم للرسول ،وحب الله دليل على المدح المتضمن للوجوب ، أي يجب على المسلم أن يسلك السبل التي يتوصل من خلالها إلى حب الله له ، ومن أعظم هذه السبل متابعة الرسول مما دلنا ذلك على الوجوب .

4 : ما تضمنته الآية الكريمة من كون التولي عن طاعة الله والرسول من صفات الكفر التي لا يحبها الله سبحانه ، ولا شك بأن أهل الحق لا يتصفون بصفات يبغضها الله سبحانه ويذم عليها .

دليل آخر على وجوب الاتباع قال تعالى : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) . (63)النور

وهذه الآية الكريمة اشتملت على تحذير شديد لمن خالف أمر الرسول عليه الصلاة والسلام ، بل جاءت نتائج المخالفة واضحة وهي إحدى أمرين : ( أن تصيبهم فتنة ) أو : ( يصيبهم عذاب أليم ) . وهذا التحذير المتضمن للوعيد الشديد الدال على الذم والتحريم لدليل صريح على وجوب متابعة الرسول في كل ما أمر به ونهى عنه وفق ما هو مقرر عند العلماء .

دليل آخر : قال تعالى : (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) . (7) الحشر

وهذه الآية الكريمة دالة على وجوب متابعة الرسول عليه الصلاة والسلام في كل شيء إذ – ما – اسم موصول دال على العموم ، مما يفهم من ذلك أن الرسول معصوم بكل ما يقوم به من أعمال تعبدية بدلالة إطلاق المتابعة في الأمر والنهي ، وإلا لما جاء الأمر بوجوب المتابعة بعموم ، وعليه يكون الأمر في هذه الآية الكريمة من صيغ الأمر واجب الاتباع .

أدلة من السنة الصحيحة على وجوب الاتباع :

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: ( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى) . رواه البخاري.

فهذا الحديث صريح الدلالة على وجوب متابعة الرسول في ما أمر به ، ونهى عنه ، إذ علق دخول الجنة على متابعته ، فكل من اتبعه فهو من أهل النجاة ، وعليه كل من خالفه فهو من أهل الهلاك ، ولا أدل من هذا السياق على فرضية اتباع الرسول .

حديث آخر : أخرج الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام قال : ( من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني) .

وهذا الحديث الصحيح يربط ما بين طاعة الله سبحانه ، وطاعة رسوله ، ثم يرجع الطاعتين إلى طاعة واحدة ، وهي طاعة الله سبحانه وتعالى ، ولا خلاف في وجوب طاعة الله سبحانه .

وإن كانت هذه الأدلة بظاهرها تدل على وجب اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام ، فهنالك أدلة آخرى تدل على حرمة مخالفته ومغايرة سبيله منها ما جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) . والإحداث في الدين هو كل عبادة يتقرب بها إلى الله سبحانه عن غير طريق الرسول إما أصلاً أو كيفاً.

وكذلك ما جاء في صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه أن النبي كان يقول في خطبة يوم الجمعة : ( أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة ) .

والتحذير من المحدثات ما هو إلا إلزام باتباع الرسول بكل ما جاءنا به ، وهذا ما كان ظاهراً في الصحابة رضي الله تعالى عنهم ، والأمر في ذلك أوضح من أن يستدل عليه ، وما ينبغي التنبيه إليه هو أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم كانت متابعتهم للرسول عليه الصلاة والسلام أبرز أعمالهم التي أثنى الله عليهم لأجلها إذ قال سبحانه : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) . (23)الأحزاب

فالصحابة رضي الله تعالى عنهم عرفوا باتباعهم الحقيقي للرسول عليه الصلاة والسلام فقد أخذوا أحكام الدين عنه دون أن يزيدوا أو ينقصوا فيه ، وهذا سبب فلاحهم ورضى الله سبحانه عنهم ، والشاهد في الآية الكريمة قوله تعالى : ( وما بدلوا تبديلاً ) فالصحابة رضي الله عنهم لم يبدلوا ولم يحرفوا إنما أخذوا الدين وفق ما جاءهم به النبي ، وقد جاء في الحديث الصحيح أن الإحداث في الدين من أبرز ما يرتب على المسلم حرمان الثواب والنجاة يوم القيامة قال : ( إني فرطكم على الحوض انتظر من يرد إليّ فوالله ليقتطعن دوني رجال فلأ قولن : أي رب مني ومن أمتي فيقول إنك لا تدري ما عملوا بعدك مازالوا يرجعون على أعقابهم ) . أخرجه مسلم .

ووجوب الاتباع ، وحرمة الابتداع قاعدة عامة من قواعد ديننا الحنيف ، بل إن العمل لا يقبل من أي عامل إلا من خلال الصحة والإخلاص لقوله تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ) . (110) الكهف ،وأهل السنة هم أهل اتباع ، لذا سموا بأهل السنة ، أي بسبب اتباعهم للسنة وعدم مخالفتهم لها ، سموا بذلك ، أي بأهل السنة ، فلا يكون أهل الحق إلا متبعين للسنة الصحيحة .

2 : الأدلة على وجوب الاجتماع :

سبق الذكر بأن أهل السنة والجماعة يتصفون بصفتين أساسيتين لا تنفصل إحدهما عن الأخرى وهما الأولى : الاتباع ،ومضى القول فيه ، الثانية : الاجتماع ، وهي صفة لازمة لأهل الحق ، فأهل الحق من صفاتهم اللازمة اجتماعهم على الحق ، وعدم تفرقهم في الدين وقد جاءت الأدلة القاطعة على ذلك

الأدلة من القرآن :

منها قوله تعالى : (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) . (103)آل عمران

وقوله تعالى : (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) . (105)آل عمران

وقوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ ) . (4) الصف

فهذه الآيات دليل واضح على وجوب الاجتماع وحرمة الافتراق ، وهذا ما تجسد في الصحابة رضي الله تعالى عنهم في عهد النبي ونزل القرآن مثبتاً له ، واصفاً المؤمنين بأعلى درجات الاجتماع والألفة من ذلك قوله تعالى : (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) . (29)الفتح . وقوله سبحانه : (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) . (63)الأنفال

فالله سبحانه يصف المؤمنين بأنهم متحابون متلاحمون متعاضدون ، وهذا ما يجب أن يكون عليه المؤمنون كما جاء في الحديث عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) . متفق عليه . وكل هذه المعاني تدل على اجتماع المسلمين وعدم تفرقهم على خلاف واقعهم في هذا الزمان ، وهذا خلاف الحق الذي يجب أن يكون المسلمون عليه ،فالمسلمون مطلوب منهم أن يجتمعوا على الحق ، واجتماعهم على الحق دليل واضح على موافقتهم له ، على خلاف تفرقهم فهو دليل بعدهم عن المنهج الحق الذي عليه أهل الحق ، أهل السنة والجماعة قال تعالى : (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) . (2) المائدة

وهذا خطاب عام من الله سبحانه لعباده المؤمنين ، يأمرهم من خلاله بالتعاون على البر والتقوى ،وينهاهم عن التعاون على الإثم والعدوان ، وهو أمر يدل على الوجوب لترتب الطلب والتحذير ، وهذا مسألة لا يختلف فيها المسلمون نظرياً ، بل الخلاف فيها عملياً ، أي من حيث الحكم فكل المسلمين متفقون على وجوب التعاون ، أما من حيث التطبيق – فالله المستعان –

الأدلة من السنة :

ومن أدلة السنة على وجوب الاجتماع قوله : (عليكم بالجماعة، وإيَّاكم والفرقة ) . رواه أحمد الترمذي، وقال: حديث حسن غريب.

وورد في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : ( فعليك بالجماعة، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ) . رواه أبو داود والنسائي والحاكم، وقال: هذا حديث صدوق رواته.

و في حديث حذيفة بن اليمان الشهير في الصحيحين، ومطلعه: كان الناس يسألون رسول الله عليه الصلاة والسلام عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني إلى قوله : ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) .

وهذه الأحاديث مبينة لوجوب اجتماع المسلمين ،وهي مسألة أصلية يقوم عليها ديننا الحنيف ، لذا شدد الإسلام على كل ما يحول دون الاجتماع كالتفرق والاختلاف قال تعالى : (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) . (105)آل عمران

ومن أدلة السنة على حرمة التفرق والاختلاف ما رواه أبو داود وابن ماجه عن معاوية رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: ( ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين: ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي الجماعة ).

وكذلك ما رواه البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: ( لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة ) .

ومن منطلق الحفاظ على وحدة الأمة أوجب الله سبحانه تنصيب إمام واحد للمسلمين في شتى بقاع الأرض وشدد على الخروج عليه فقد جاء في الحديث الذي رواه الشيخان البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر، فإنَّه ليس أحد يفارق الجماعة شبراً فيموت، إلا مات مِيتةً جاهلية ) .

وما رواه مسلم أيضاً عن أبي سعيد الخُدري عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: ( إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما ) . وروى مسلم عن عرفجة قال: سمعت رسول الله يقول : ( من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم، أو يفرق جماعتكم فاقتلوه ) .وروى مسلم أيضاً عن أبي حازم قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين فسمعته يحدث عن النبي ، قال: ( كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وستكون خلفاء فتكثر، قالوا فما تأمرنا قال: فوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم ) .

ما يستفاد من عموم الأدلة :

1 : أن المسلمين أمة واحدة ، متآلفة متراحمة .

2 : أن وحدة الأمة واجبة ، ويكون ذلك ضمن جماعة واحدة تحت راية واحدة ،بإمرة أمير واحد .

3 : أن كل ما يحول دون تحقق هذا الأمر يعتبر حراماً ومنه التفرق والاختلاف ومفارقة الجماعة .

4 : أن كل من فارق الجماعة يعتبر آثماً يجازى على فعله أسوء الجزاء .

ويستدل بعموم الأدلة على أن أهل الحق مجتمعين غير متفرقين ، وبهذا أخي الحبيب تعلم أن مصطلح أهل السنة والجماعة ليس مصطلحاً محدثاً ، بل هو مصطلح موجود معروف منذ زمن الصحابة رضي الله تعالى عنهم ، وأنه دال على أصلين يعرف بهما أهل الحق من غيرهم ، وهما الاتباع والاجتماع ، وكل جماعة خرجت عن ذلك لا تعتبر من أهل السنة والجماعة التي يجب على كل مسلم أن يكون فيها .

حقيقتان تقومان على هذين الأصلين :

لقد عرفنا فيما سبق أن أهل السنة والجماعة ، أهل اتباع واجتماع ، وأن هاتين الصفتين من أبرز ما يتميز بهما أهل الحق عن غيرهم ، إلا أن في الأمة التباسات كثيرة تحول دون الوصول إلى الجماعة الحق نظراً لكثرة وقوع الخلاف فيها ، فما من فرقة إلا وتدعي أنها على الحق المبين ، وأنها الجماعة التي يجب على المسلمين أن يكونوا فيها أو يعملوا معها ، وأن من خالفها يعتبر آثما مخالفاً للحق المبين ، وما من فرقة من هذه الفرق إلا وتأتي بأدلة كثيرة على صحة مذهبها وبطلان من يخالفها ، مما أوقع كثيراً من الباحثين عن الحق في حيص بيص وأصبح الحليم فيهم حيراناً مما يتعين علينا بيان ذلك بياناً لا نبقي معه أدنى ريب لمن يريد الحق ، ولا يزيد الظالمين إلا خسارة .
وهذا البيان قائم على الأصلين الذين يميزان سبيل أهل السنة عن غيره :

1 : الاتباع : والمقصود بالاتباع ، اتباع سبيل المؤمنين ، وهم الصحابة والتابعون لهم بإحسان ، ولا يكون ذلك إلا من خلال ما أجمعوا عليه ، لا فيما اختلفوا فيه ،فالمقصود بالمتابعة متابعة الرسول فيما كان دليله دليلاً صريحاً ،أما ما كان دليله محتملاً غير مخالف لأصول الشريعة ،فهو واقع في دائرة الاجتهاد التي لا يعاب الناس عليه ، وعليه يجب على المسلم أن يكون متبعاً لما قام إجماع الأمة عليه ، فإن خالف إجماع الأمة فهو أحد الضالين الذين يعملون على إخراج الأمة عن سبيلها القويم ، وذلك لقوله تعالى : (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً ) . (115) النساء

وقد مضى القول بأن المقصود بسبيل المؤمنين ، هو سبيل الصحابة رضي الله عنهم ،وهذا ما دلت عليه الأدلة القاطعة ، فكل من خالف سبيل الصحابة يعتبر مبتدعاً كالفرق الهالكة التي أصل هلاكها نابع من مخالفتها لسبيل الصحابة رضي الله تعالى عنهم في العقيدة أو المنهاج ، فكل فكر لم يعرف في زمن الصحابة ، فهو فكر أجنبي عن المسلمين إلا أن يكون عليه دليل من الكتاب والسنة ، ومن الأفكار الدخيلة على الإسلام ما روج إليه أهل الكلام واعتبروه من عقائدهم ، كالقول بخلق القرآن ، ونفي صفات الله سبحانه أو تشبيهها ، والقول بعدم الإيمان بخبر الواحد ، وبوحدة الوجود ، وغيرها من الأفكار الكثيرة التي لم تعرف في زمن الصحابة رضي الله تعالى عنهم ، فإن عدم طرق الصحابة لهذه المواضيع وعدم خوضهم فيها وهم أصحاب الاتباع الحق، لدليل واضح على خروج أصحاب هذه الأقوال عن الاتباع الذي هو دليل على صحة المعتقد والمنهج .

2 : الاجتماع : الاجتماع هو الأصل الثاني التي يستدل من خلاله على معرفة أهل الحق من غيرهم ، فكل قول أو عمل يؤدي إلى تفرق الأمة يعتبر محرماً شرعاً لحيلولته دون اجتماع الأمة الواجب ، وهذا ما يقع فيه كثير من المسلمين ، فإننا نرى حتى أصحاب الدعوة إلى وحدة المسلمين متفرقين متعادين ، وهذا من التناقضات الظاهرة ، إذ كيف يدعو إلى وحدة المسلمين من هو أحد أسباب تفرقهم؟ ومرجع هذا التناقض إلى الخروج عن المنهج الحق ، فإن هؤلاء المفرقين للأمة الداعين إلى وحدتها ، إنما فرقوا الأمة بسبب دعوتهم للناس من أجل أن يتبنوا ما تبنوه هم من خلال الاجتهادات الخاصة ، وإلا فمن ضرورات توحيد الأمة أن يكون الداعون إلى ذلك قائمين على أسس مجمّعة غير مفرقة ، وهذا لا يكون إلا من خلال دعوة الناس إلى التمسك بالأصول التي لا يختلف فيها ، والإعراض عن كل ما هو اجتهادي ، لأن الأمة لن تجتمع على مذهب زيد وعمر ، ولكنها تجتمع على الأصول المتفق عليها وهي ما تكون أدلتها أدلة مقطوع بها ، ولا يتحقق ذلك إلا باتباع الأصول دون الفروع وبهذا جاءت الأدلة من الكتاب والسنة قال تعالى : (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ) . (7)آل عمران

يتبين من خلال هذا النص القرآني ، أن آيات القرآن الكريم تنقسم إلى قسمين ،
القسم الأول : الآيات المحكمة ،
القسم الثاني : الآيات المتشابهة ،
فكلا الآيات المحكمة والمتشابهة من القرآن الكريم ، وكلا المتبعين لهما متبعون لآيات القرآن الكريم ، إلا أن المتبع للمتشابه من القرآن مائل عن الحق متبع للهوى ، على خلاف المتبع للمحكم ، فهو متبع للحق موافق له ، والفرق بين القسمين من الآيات ، أن القسم الأول وهو المحكم ، لا يختلف الناس فيه ، وعليه لا يتفرقون ، على خلاف القسم الثاني ، فإنه يكون سبباً لتفرق الأمة ، ويتفق مع هذا النص ما جاء في الحديث الصحيح عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول : ( إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ـ كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ـ ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ،وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) .متفق عليه.

والحديث بمدلوله العام ، يدل على أن الواجب على المسلم اتباع الحلال البين ، وهو الواضح الذي لا شبهة فيه ، وهو الذي لا يختلف على حله المسلمون ، وكذلك الواجب عليه اجتناب الحرام البين ، وهو الذي لا يختلف على تحريمه المسلمون ، وقد بين الرسول أن بين الحلال البين ، والحرام البين ، أمور مشتبه بها ، أي ليست حلالاً بيناً ، أو حراماً بيناً ، فهي إذن تحتمل الوجهين ،وهذا القسم الذي يجب على المسلمين أن يتقوه ، وبناء على هذا الأصل فإن المسلمين لا يختلفون ، وبهذا يجتمعون ، أما إذا وقعوا في المتشابهات ، ومنها ما وقع الخلاف فيه بين المسلمين ، فإنهم يقعون في الحرام البين الذي جاء النص دالاً عليه ، ولا يقال في هذا الموضع : إنه لا يجوز العمل بما اختلف فيه أهل العلم من أحكام شرعية مبناها الاجتهاد ، فهنالك من الناس من يعلم حقيقة المسائل التي بين الحلال البين ، والحرام البين كما بين ذلك الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله : ( لا يعلمها كثير من الناس ) فقوله لا يعلمها كثير من الناس ، دليل واضح على أن بعض الناس يعلمون ما تشابه منه إن كان متعلقه بالأحكام الشرعية التي يتوصل إليها من خلال التتبع والاستقراء ، وقد اختلف أهل العلم في مسألة تقليد عالم فيما توصل إليه من خلال اجتهاده ، ولكن ما اتفق عليه أهل العلم المعتبرون خلفاً عن سلف ، هو حرمة اتباع عالم بعينه يقوم على شخصه الولاء والبراء ، أو الاعتقاد أنه على الحق المبين دون غيره من العلماء، وهذا عين ما نراه في مجتمعنا اليوم ، فكثير من المسلمين يعتقدون أن الحلال والحرام راجع إلى أقوال علمائهم ، فما قال علماؤهم قالوا به ، وما توقفوا عنه ، توقفوا عنه ، إلا فيما يتعلق بمسائل لا تعارض ما هم عليه ، وهذا هو ما حرمه الإسلام وعاب عليه ، إذ جعل أولئك مصادر تشريعاتهم أقوال علمائهم التي بنوها على غلبة الظن ، وفي كثير من الأحيان تكون مخالفة لما أجمع عليه أهل السنة والجماعة كما تقرر ذلك آنفاً ، قال تعالى : ( اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) . (31) التوبة

وقد جاء في تفسير هذه الآية ما جاء عن عدي بن حاتم رضي الله عنه الذي قال فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام] لهلاكي ألم يحلوا لكم الحرام فأطعتموهم . قال عدي رضي الله عنه: بلى، قال : وحرموا عليكم الحلال فأطعتموهم . قال: بلى، قال صلى الله عليه وسلم فتلك عبادتكم إياهم ) . رواه ابن ماجة والترمذي وحسنه .

وهكذا المسلمون إذا جعلوا مرجع تحليلهم وتحريمهم إلى أقوال علمائهم ، وأقاموا الولاء والبراء فيهم ، وقعوا فيما وقع فيه بنو إسرائيل ، فسلكوا بذلك سبيل المغضوب عليهم والضالين ، ولن يكون في حال من الأحوال أهل الحق مشابهين لأهل الباطل في أي عمل قام الدليل على النهي عنه وورد الذم عليه ، ومن خلال هذين الأصلين الاتباع ، والمقصود به اتباع سبيل المؤمنين – الصحابة ومن تبعهم بإحسان – فيما أجمعوا عليه ، والاجتماع ، وهو اجتماع أهل الحق على إقامة هذا الدين نميز بين أهل الاتباع ، وأهل الابتداع ، وهذا ملخص ما دل عليه مصطلح –أهل السنة والجماعة – فأهل السنة هم أهل الاتباع القائم على الإجماع ،المجتمعون عليه .

فوائد لا بد من ذكرها :

أولاً : إن حكم اجتماع المسلمين يكون على المسائل التي دل عليها النص الصريح ، أو التي قام الإجماع عليها ، أما ما كان ظنياً ،فيجوز الاختلاف فيه شريطة أن لا يقوم الولاء والبراء فيه ، أو يؤدي إلى تفريق الأمة ، وقد دلت على ذلك النصوص الشرعية لما جاء في الحديث عن النَّزال بن سبرة قال سمعت عبد الله بن مسعود قال: سمعت رجلا قرأ آية سمعت من النبي خلافها فأخذت بيده فأتيت به رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال : ( كلاكما محسن فاقرآ ) قال شعبة – أحد رواة الحديث – أكبر علمي أن النبي قال : (فإن من كان قبلكم اختلفوا فأُهلكوا ) . رواه البخاري

وكذلك حديث ‏عن ‏ ‏ابن عمر ‏ ‏رضي الله عنهما ‏ ‏قال ‏ قال النبي ‏ عليه الصلاة والسلام‏ ‏ ‏يوم الأحزاب : (‏ ‏لا يصلين أحد العصر إلا في ‏ ‏بني قريظة ‏ ‏فأدرك بعضهم العصر في الطريق فقال بعضهم لا نصلي حتى نأتيها وقال بعضهم بل نصلي لم يرد منا ذلك فذكر ذلك للنبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فلم ‏ ‏يعنف ‏ ‏واحدا منهم). رواه البخاري ، وعليه لا يكون قولنا متعلقاً بالمسائل الاجتهادية المحتملة القائمة على النصوص الشرعية ، شريطة أن لا تكون مخالفة نصاً صريحاً ، أو إجماعاً معتبراً ، ولا يكون الولاء والبراء قائماً عليها كما ذكر ، فهذه أمور تحول دون اجتماع الأمة ، وقد تجلى الاجتماع في أعلى صوره في واقع الصحابة رضي الله تعالى عنهم رغم اختلافاتهم المتعددة في كثير من المسائل الفقهية وغيرها ، ومع ذلك لم يؤد هذا الاختلاف إلى التفرق والتباغض بينهم بل كانوا إخواناً بكل ما تحمل الكلمة من معنى قال تعالى : ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) . (29)الفتح

ثانياً : إن الله سبحانه حرم على المسلمين ،التفرق والاختلاف ، وكل ما يؤدي إلى التفرق والاختلاف فهو محرم ، من ذلك التحزب ، فهو من أبرز ما يفرق بين الأمة الواحدة ، وقد جاء الأمر باعتزال الفرق كلها كما في حديث حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه قال : ( كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركنى ، فقلت : يا رسول الله إنا كنا فى جاهلية وشر وجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : " نعم " ، قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : " نعم وفيه دخن " ، قلت : وما دخنه ؟ قال : " قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر . " ، قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر قال : " نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها . " ، قلت : يا رسول الله صفهم لنا ، قال : " هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا . " قلت : فما تأمرنى إن أدركنى ذلك ؟ قال : " تلزم جماعة المسلمين وإمامهم . " ، قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : " فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ) .رواه البخاري

فهذا الحديث يدل بوضوح على وجوب التمسك بجماعة المسلمين وإمامهم ، واعتزال الفرق كلها في الحالة التي يكون المسلمون فيها من غير إمام أو جماعة ، ولكن الحديث لا يدل على اعتزال أهل الحق ، بل يدل على اعتزال
الفرق المخالفة لأهل الحق ، ويدلنا على ذلك أمران :

أ : أن سياق الحديث يفصل بين الجماعة والإمام فقول حذيفة : ( فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ) يتبين منه أن الجماعة قد تكون من غير إمام ، أو الإمام من غير جماعة ، وإن كان الثاني بعيداً لقيام الأدلة على خلافه ، إلا أنه قد تنفصل الجماعة عن الإمام حتى في وجوده ، كأن يكون الإمام مخالفاً لسبيل المؤمنين ، متبعاً للبدع والضلالة ، وقد وقع هذا في المسلمين على الحقيقة ،على خلاف الاحتمال الأول فهو محتمل الوقوع ، أي قد توجد الجماعة ولا يوجد الإمام ، كما هو الحال في هذا الزمان .

ب : قيام الأدلة على بقاء أهل الحق الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة كما جاء في الحديث الصحيح عن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( لا تزال طائفة من أمتي قائمين بأمر الله لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ) .

ومن المعلوم ضرورة أن الرسول عليه الصلاة والسلام لا ينهى عن اعتزال هذه الطائفة الناجية ، بل ينهى عن اتباع من يخالفها ، وبما أن الحديث صريح الدلالة ببقاء هذه الجماعة إلى أن يرث الله سبحانه الأرض وما عليها ،فيكون العمل ضمن هذه الطائفة من أفضل العبادات التي يتقرب بها إلى الله سبحانه ، على خلاف العمل في الفرق المخالفة لها ، فهو من أكبر الكبائر ،
وعليه تعلم أن المخالفين لهذه الطائفة المدعين للحق المبين ينقسمون إلى ثلاثة أقسام :

1 : المخالفون لها عقيدة ومنهاجاً : وهم الذين أعمى الله قلوبهم فضلّوا عن الصراط ، ومن أولئك الفرق المعادية لها الداعية إلى غير سبيلها .

2 : المعتزلون لها : وهؤلاء الذين آثروا العزلة على العمل خوفاً من الفتنة ، وإذ بهم قد وقعوا فيما هو أشد من ذلك ،وقعوا في التخاذل عن نصرة أهل الحق والعمل معهم ، فلا هم أظهروا الحق ، ولا ذادوا عنه ، بل دفنوا أنفسهم في العزلة أحياء ، وارتضوا بالذل والهوان ، وما حركهم إيمانهم للدفاع عن عقيدتهم ، وأمتهم التي هي أحوج ما تكون لكل مسلم يقودها إلى الصراط الحق المبين . وهؤلاء ممن رفع شعاره عالياً : اللهم نفسي ،اللهم نفسي ، فاعتزل الفرقة الناجية ، بل قد يكون مثبطاً عنها بتخاذله المتولد عن يأسه وجبنه عافانا الله سبحانه من ذلك .

3 : المدعون أنهم من الطائفة المنصورة أهل السنة والجماعة ، الرافعون شعار اتباع السلف الصالح ، وهم الذين تحزبوا أشد من تحزب المتحزبين ، وذلك من خلال قيامهم على قواعد هشة، هم أول من ينتقدها ، وهو الاتباع المذموم المتجسد بمعرفة الحق بالرجال ، فهم يقيمون ولاءهم وبراءهم في مشايخهم ، ولا يعرفون الحق إلا من أقوالهم ،أضف إلى ذلك تخذيلهم للعاملين واتهامهم لهم ، والدعوة إلى تثبيت عروش الظلمة والذود عنهم بكل ما أوتوا من قوة ، فهؤلاء من أبعد الناس عن المنهج الحق ، وقد بينا حقيقتهم برسالتنا ( احذروا أدعياء السلفية ) فلتراجع .

ثالثاً : إن ما يتميز به أهل السنة والجماعة عن غيرهم متابعة رسول الله ، واجتماعهم على المتابعة ، فهم مجتمعون غير متفرقين ، فالتفرق دليل عدم متابعة الرسول عليه الصلاة والسلام وأهل الحق ما وافقوا الحق إلا لحصول المتابعة ، ومن المتابعة الاجتماع ، وهذا ما دلت عليه النصوص الثابتة المبينة آنفاً ، فأهل السنة متعاضدون متراحمون ، مثلهم بالجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ، ولا يكون هذا الوصف مع التفرق والاختلاف ، فاجتماع المؤمنين من أبرز الأدلة الدالة على صدقهم ، فلا يكون أهل الحق إلا مجتمعين ، وضابط الاجتماع عدم الاختلاف المؤدي إلى الفشل كما قال سبحانه : ( وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) . (46) الأنفال

لذا حرص الإسلام على عدم تفرق الأمة حفاظاً على قوتها ولحمتها ، وذلك من خلال الأمر بتنصيب إمام يكون المسلمون كلهم تحت إمرته ، ومن الأدلة على ذلك ما أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : ( من خرج من الطاعة ، وفارق الجماعة ، فمات ، مات ميتةً جاهلية ، ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة ، أو يدعو إلى عصبة ، أو ينصر عصبة ، فقتل فقتلة جاهلية ، ومن خرج على أمتي يضرب برها ، وفاجرها ، ولا يتحاشى من مؤمنها ، ولا يفي لذي عهد عهده ، فليس مني ولست منه ) .

فهذا الحديث الشريف يبين وجوب طاعة الإمام ، واعتبار من خالفه وخرج عنه من المتصفين بصفات الجاهلية ، أعاذنا الله من ذلك ، فالمسلمون يجتمعون تحت راية واحدة ، تحت نظام واحد ، تحت إمرة أمير واحد ، وإلا فالنتيجة التفرق والاختلاف ، وهذا ما ذمه الشارع ونهى المسلمين عنه ، فالمسلمون أين ما كانوا لا بد لهم من وجود نظام ينتظمون به يحافظ على وحدتهم وألفتهم ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن عمر أنه قال : ( إذا كنتم ثلاثة في سفر فأمروا عليكم أحدكم ذا أمير أمره رسول الله ) . قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين

وهذا الأثر ثابت صحيح له حكم الرفع ، ولا خلاف في ذلك ، والعلة من تأمير الأمير في السفر الحفاظ على وحدة الجماعة ، إذ المسافر منقطع عن الإمارة الحقيقية ، لذا جاء تقيد الإمارة في السفر دون غيره ، مما يدلنا ذلك على وجوب اجتماع المسلمين في الحضر والسفر ، أما في الحضر ، فمن خلال طاعتهم لإمام المسلمين ، وأما حال انقطاعهم عن إمارة الأمير العام ، كأن يكونوا في سفر ، فمن خلال أمير السفر ، والجماعة اليوم قائمة وستبقى قائمة إلى يوم القيامة ، واحتمال تفرقها قائم ، وعليه لا بد للجماعة من أمير ينظم شؤونها ، ويجمع بين أفرادها حتى يتحقق لها الاجتماع ، وهذا الأمر يحتاج إلى تفصيل أكبر ، فليس المجال مجال تفصيل .

خلاصة القول :

إن اتباع سبيل المؤمنين واجب ، وهو سبيل الصحابة رضي الله تعالى عنهم ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وهم المعروفون بأهل السنة والجماعة ، أي أهل الاتباع والاجتماع ، فلا يكون أهل الحق إلا متبعين مجتمعين ، غير مختلفين أو متفرقين ، فهم جماعة واحدة متصلة منذ عهده وستبقى باقية إلى قيام الساعة ، لا يقومون على أفكار اجتهادية ، أو قواعد خلافية ، بل يتبعون النصوص المحكمة وما قام عليه الإجماع ، ولا يوالون ويعادون في أشخاص أو مذاهب أو أحزاب ، ولا يعتزلون أهل الحق ، أو يخذلون عنهم ، بل يعملون معهم ، ويبذلون في سبيل إقامة شرع الله النفس والنفيس ، ومع ذلك فهم متحابون متراحمون متعاضدون ، كمثل الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ، وكل من خالف سبيلهم ، أو عمل بما يتناقض مع سبيلهم ، فهو من أهل الفرقة والضلالة المستحق لوعيد الله سبحانه ، ومن هذا المنطلق ، فإنني ادعو المسلمين جميعاً إلى التعرف على أهل السنة والجماعة ، والعمل معهم ، وعدم خذلانهم ليتحقق لهم النصر والتمكين ، وليكونوا من أهل الحق العاملين الفائزين بجنة عرضها السماوات والأرض أعدها الله لعباده المتقين ،هذا وبالله التوفيق وصلِ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

كتب : إبراهيم بن عبد العزيز بركات

ملاحـــــــحظه: قسمتها لقسمين لكي تسهل قرائته ويكثروا القراء
ولأنــــه موضوع طويــــل
فأغلب القراء لايقــــرؤا المواضيـــع الطويـــلة

وهـــــو منقوووووول للفائده

ترك الصلاة مع الجماعة 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
ان الحمد لله نحمدة ونستعينه ونستهديه ونسترضيه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعــــد فأن -(( ترك الصلاة مع الجماعه من كبائر الذنوب وقد عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على تحريق المتخلفين عنها, ولم يكن ليحرق مرتكب صغيرة. وقد صح عن ابن مسعود أنه قال : ( ولقد رأيتنا وما يتخلف عن الجماعة إلا منافق معلوم النفاق). وهذا فوق الكبيرة والحديث رواه مسلم.))- نقل عن كتابالبيان المطلوب لكبائر الذنوب للشيخ عبدالله الجار الله = رحمه الله=.
فعلينا اخواتي ان نعلم ابنائنا على الصلاة مع الجماعه في اوقاتهاحتى يتعودوا على ذلك لما في ذلك من الخير الكثير وحتى لا أطيل عليكن نكتفي بذلك وأسأل الله العلي القدير على أن يعيننا على ذلك.<IMG SRC="http://www.montadalakii.com/ubb/smilies/cwm28.gif" border=0>

——————
اللهم ارزقناالعفو والعافية والذرية الصالحة

حياك الله يا أم غادة وجزاك الله خيرا

——————
عواطف

بارك الله فيك اختى ام غاده مزيدا من المواضيع الها دفه

——————
اللهم انصرالمجاهدين،واخذل اعداء الدين .

جزاك الله خير ياختي ام غادة فمن المفروض تعويد الطفل منذ ان يكون عمره خمس سنوات على ان يرافق والده أو أحد أخوته إلى المسجد وان يأمر بالالتزام بالهدوء وعدم اللعب .

كذلك على الزوجة حث زوجها على صلاة الجماعة وخاصة صلاة الفجر التي يتكسل بعض الناس عن صلاتها في المسجد .

——————
الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية

التحذير من موقع أهل السنة والجماعة 2024.

الرابط
http://www.sunna.info/

هذا الموقع لفرقة الأحباش استعملوا طريقتين لغش المسلمين والكذب عليهم .

.الأولى : بتسمية أنفسهم أهل السنة والجماعة ، وهم حقيقة صوفية أشاعرة

والثانية : بأنهم أخفوا الكثير من عقائدهم الشاذة التي تنفر المسلمين عنهم ،وأخفوا ما يدل عليهم في موقعهم ،وتعرف حقيقتهم بالمواقع التي نصحوا بها وهذه طريقة أهل البدع جميعا يظهرون للمسلمين ما لا يستنكرونه ، فإذا تمكنوا من قلوبهم أظهروا لهم فساد ما عندهم .

وهذه العجالة لا تكفي لبيان حقيقة هذه الفرقة وريثما نكتب فيهم مقالا خاصا انظر هذا الرابط الذي فضحهم وبين حالهم

http://www.antihabashis.com/defaulton.htm
واحذر كذلك المواقع التي نصحوا بها ، وهي : ميكائيل ، والقبلة ، والمديح ، والمولد ، salafis

http://www.alqayim.net/index.php?display=15&subject=40

الاحباش–

فرقه ضاله مضله لا تمت للاسلام بصله

والله الموقع محجوب عندنا في السعوديه الحمد لله

جزاك الله خيرا

الله المستعان
اللهم سلّم سلّم
http://www.sunna.info/antiwahabies/
هذا الرابط من موقعهم يهاجمون فيه العلامة ابن باز رحمة الله عليه والألباني ومحمد بن عبدالوهاب وابن تيمية أيضا !

اسلوبهم مكشفو وأحقادهم ظاهر لارفع الله لهم رايه

بارك الله فيك اختي وجعله في ميزان حسناتك
مصداقاً لكلامك
قبل شهر رمضان دخلت على هذا الموقع
لمعرفة فضل الدعاء واوقات الاستجابة
فستغربت….فوجدتهم يقولون لا داعي من الدعاء لان كل شئ مسجل ومكتوب عند الله منذ خلق الكون…وهذا غير صحيح
بارك الله فيك
جزيتي الجنة اختي

لاكي

فضل أهل البيت و علو مكانتهم عند أهل السنة و الجماعة 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

(( فضلُ أهل البيت وعلوُّ مكانتِهم عند أهل السُّنَّة والجماعة ))

للعلامة فضيلة الشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله

رئيس الجامعة الإسلامية سابقا و المدرس بالمسجد النبوي

الجزء الأول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقدمة :
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ، صلَّى اللهُ وسلَّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ، ومَن سلك سبيلَه ، واهتدى بهديه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد :

فلأهميَّةِ بيان مكانة آل بيت النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عند الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ألقيتُ في الموضوع محاضرةً في قاعة المحاضرات بالجامعة الإسلامية بالمدينة قبل ستة عشر عاماً، وقد رأيتُ لعمومِ الفائدةِ كتابةَ رسالةٍ مختصرةٍ في هذا الموضوعِ، سَمَّيتُها :

فضلُ أهل البيت وعلوُّ مكانتِهم عند أهل السُّنَّة والجماعة .

الفصل الأول : مَن هم أهل البيت ؟

القولُ الصحيحُ في المرادِ بآل بيت النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هم مَن تَحرُم عليهم الصَّدقةُ ، وهم أزواجُه وذريَّتُه ، وكلُّ مسلمٍ ومسلمةٍ من نَسْل عبدالمطلب ، وهم بنُو هاشِم بن عبد مَناف؛ قال ابن حزم في جمهرة أنساب العرب ص:14 : وُلِد لهاشم بن عبد مناف: شيبةُ ، وهو عبدالمطلب ، وفيه العمود والشَّرف ، ولَم يبْقَ لهاشم عَقِبٌ إلاَّ مِن عبدالمطلب فقط . اهـ .

وانظر عَقِبَ عبدالمطلب في: جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص : 14 ـ 15 ، والتبيين في أنساب القرشيِّين لابن قدامة ص :76 ، ومنهاج السنة لابن تيمية 7 / 304 – 305 ، و فتح الباري لابن حجر 7 / 78 – 79 .

ويدلُّ لدخول بنِي أعمامه في أهل بيته ما أخرجه مسلم في صحيحه حديث رقم 1072 عن عبدالمطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب أنَّه ذهب هو والفضل بن عباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبان منه أن يُولِّيهما على الصَّدقةِ ليُصيبَا مِن المال ما يتزوَّجان به، فقال لهما صلى الله عليه وسلم : (( إنَّ الصَّدقة لا تنبغي لآل محمد ؛ إنَّما هي أوساخُ الناس )) ، ثمَّ أمر بتزويجهما وإصداقهما من الخمس .

وقد ألْحَق بعضُ أهل العلم منهم الشافعي وأحمد بنِي المطلب بن عبد مَناف ببَنِي هاشم في تحريم الصَّدقة عليهم ؛ لمشاركتِهم إيَّاهم في إعطائهم من خمس الخُمس ؛ وذلك للحديث الذي رواه البخاري في صحيحه حديث رقم 3140 عن جُبير بن مُطعم، الذي فيه أنَّ إعطاءَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم لبَنِي هاشم وبنِي المطلب دون إخوانِهم من بنِي عبد شمس ونوفل ؛ لكون بنِي هاشم وبَنِي المطلب شيئاً واحداً .

فأمَّا دخول أزواجه رضي الله عنهنَّ في آلِه صلى الله عليه وسلم ، فيدلُّ لذلك قول الله عزَّ وجلَّ : (( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِن ءَايَاتِ اللهِ وَالحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا )) .

فإنَّ هذه الآيةَ تدلُّ على دخولِهنَّ حتماً ؛ لأنَّ سياقَ الآيات قبلها وبعدها خطابٌ لهنَّ ، ولا يُنافي ذلك ما جاء في صحيح مسلم حديث رقم 2424 عن عائشة رضي الله عنها أنَّها قالت : خرج النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم غداةً وعليه مِرْطٌ مُرَحَّل من شَعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثمَّ جاء الحُسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمةُ فأدخلها ، ثمَّ جاء عليٌّ فأدخله ، ثمَّ قال : (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )) ؛ لأنَّ الآيةَ دالَّةٌ على دخولِهنَّ ؛ لكون الخطابِ في الآيات لهنَّ ، ودخولُ عليٍّ وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم في الآيةِ دلَّت عليه السُّنَّةُ في هذا الحديث ، وتخصيصُ النَّبِيِّ صلى الله عايه وسلم لهؤلاء الأربعة رضي الله عنهم في هذا الحديث لا يدلُّ على قَصْرِ أهل بيته عليهم دون القرابات الأخرى ، وإنَّما يدلُّ على أنَّهم مِن أخصِّ أقاربه .

ونظيرُ دلالة هذه الآية على دخول أزواج النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في آله ودلالة حديث عائشة رضي الله عنها المتقدِّم على دخول عليٍّ وفاطمة والحسن والحُسين رضي الله عنهم في آله ، نظيرُ ذلك دلالةُ قول الله عزَّ وجلَّ : (( لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ )) على أنَّ المرادَ به مسجد قباء ، ودلالة السُّنَّة في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه حديث رقم 1398 على أنَّ المرادَ بالمسجد الذي أُسِّس على التقوى مسجدُه صلى الله عليه وسلم ، وقد ذكر هذا التنظيرَ شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالة ( فضلُ أهل البيت وحقوقُهم ) ص :20 ـ 21 .

وزوجاتُه صلى الله عليه وسلم داخلاتٌ تحت لفظ ( الآل ) ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : (( إنَّ الصَّدقةَ لا تَحلُّ لمحمَّدٍ ولا لآل محمَّد )) ، ويدلُّ لذلك أنَّهنَّ يُعطَيْن من الخُمس ، وأيضاً ما رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه 3/214 بإسنادٍ صحيح عن ابن أبي مُلَيكة : أنَّ خالد بنَ سعيد بعث إلى عائشةَ ببقرةٍ من الصَّدقةِ فردَّتْها ، وقالت : إنَّا آلَ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لا تَحلُّ لنا الصَّدقة .

ومِمَّا ذكره ابن القيِّم في كتابه جلاء الأفهام ص :331 ـ 333 للاحتجاج للقائلِين بدخول أزواجه صلى الله عليه وسلم في آل بيته قوله : قال هؤلاء : وإنَّما دخل الأزواجُ في الآل وخصوصاً أزواجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تشبيهاً لذلك بالنَّسَب؛ لأنَّ اتِّصالَهُنَّ بالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غيرُ مرتفع ، وهنَّ محرَّماتٌ على غيرِه في حياتِه وبعد مَمَاتِه ، وهنَّ زوجاتُه في الدنيا والآخرة، فالسَّببُ الذي لهنَّ بالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قائمٌ مقامَ النَّسَب ، وقد نصَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم على الصلاةِ عليهنَّ ، ولهذا كان القولُ الصحيح ـ وهو منصوص الإمام أحمد رحمه الله ـ أنَّ الصَّدقةَ تحرُمُ عليهنَّ؛ لأنَّها أوساخُ الناسِ ، وقد صان اللهُ سبحانه ذلك الجَنَابَ الرَّفيع ، وآلَه مِن كلِّ أوساخِ بَنِي آدَم .

ويا لله العجب! كيف يدخلُ أزواجُه في قوله صلى الله عليه وسلم : (( اللَّهمَّ اجعل رزقَ آل محمَّد قوتاً )) ، وقوله في الأضحية : (( اللَّهمَّ هذا عن محمد وآل محمد )) ، وفي قول عائشة رضي الله عنه : (( ما شبع آلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم من خُبز بُرٍّ )) ، وفي قول المصلِّي : اللَّهمَّ صلِّ على محمد وعلى آل محمد ، ولا يَدخُلْنَ في قوله : (( إنَّ الصَّدقة لا تَحلُّ لمحمَّد ولا لآل محمَّد )) ، مع كونِها من أوساخِ الناس، فأزواجُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أولى بالصِّيانةِ عنها والبُعدِ منها ؟!

فإن قيل : لو كانت الصَّدقةُ حراماً عليهنَّ لَحَرُمت على مواليهنَّ ، كما أنَّها لَمَّا حرُمت على بَنِي هاشِم حرُمَت على موالِيهم ، وقد ثبت في الصحيح أنَّ بريرةَ تُصُدِّق عليها بلَحمٍ فأكلته ، ولَم يُحرِّمه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، وهي مولاةٌ لعائشة رضي الله عنها .

قيل : هذا هو شبهةُ مَن أباحَها لأزواج النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم .

وجوابُ هذه الشُّبهةِ أنَّ تحريمَ الصَّدقةِ على أزواجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ليس بطريق الأصالةِ ، وإنَّما هو تَبَعٌ لتَحريمها عليه صلى الله عليه وسلم ، وإلاَّ فالصَّدقةُ حلالٌ لهنَّ قبل اتِّصالِهنَّ به ، فهنَّ فرعٌ في هذا التحريمِ ، والتحريمُ على المولَى فرعُ التَّحريمِ على سيِّدِه، فلمَّا كان التَّحريمُ على بَنِي هاشِم أصلاً استتبَع ذلك مواليهم ، ولَمَّا كان التَّحريمُ على أزواجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَبَعاً لَم يَقْوَ ذلك على استِتْبَاعِ مواليهنَّ ؛ لأنَّه فرعٌ عن فرعٍ .

قالوا : وقد قال الله تعالى : (( يَا نِسَآءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ )) وساق الآيات إلى قوله تعالى : (( وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِن ءَايَاتِ اللهِ وَالحِكْمَةِ )) ، ثم قال : فدخَلْنَ في أهل البيت ؛ لأنَّ هذا الخطابَ كلَّه في سياق ذِكرهنَّ ، فلا يجوز إخراجُهنَّ مِن شيءٍ منه ، والله أعلم .

ويدلُّ على تحريم الصَّدقة على موالِي بَنِي هاشِم ما رواه أبو داود في سننه حديث رقم 1650 ، والترمذي حديث رقم 657 ، والنسائي حديث رقم 2611 بإسنادٍ صحيح ـ واللفظ لأبي داود ـ عن أبي رافع : أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على الصَّدقة مِن بَنِي مخزوم ، فقال لأبي رافع : اصْحَبنِي فإنَّك تُصيبُ منها ، قال : حتى آتِي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فأتاه فسأله ، فقال : مولَى القوم مِن أنفسِهم ، وإنَّا لا تَحِلُّ لنا الصَّدقة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الفصل الثاني: مُجملُ عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة في أهل البيت .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التكملة مع الجزء الثاني إن شاء الله تعالى

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

فضائل صلاة الجماعة والترهيب من التهاون فيها 2024.

فضائل صلاة الجماعة والترهيب من التهاون فيها

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد :
فنظراً لعزوف كثير من الناس عن صلاة الجماعة ، وتكاسلهم عنها ، أحببنا أن نُذَكِّر أنفسنا وإياهم ببعض فضائل صلاة الجماعة ، والله الموفق إلى كل خير .الأجر المضاعَف
1- قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة )) [ متفق عليه ] .

رفع الدرجات وحط الخطيئات

2- قال صلى الله عليه وسلم : (( صلاة الرجل في جماعة تَضْعفُ على صلاته في بيته وفي سوقه خمساً وعشرين ضعفاً ، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد ، لا يُخْرِجُه إلا الصلاة ، لم يخطُ خطوة إلا رُفِعَت له بها درجة ، وحُطّ عنه بها خطيئة ، فإذا صلَّى لم تزل الملائكة تُصلِّي عليه ، ما دام في مُصَلاّه ما لم يُحْدِث : اللهم صلّ عليه ، اللهم ارحمه ، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة )) [ متفق عليه ] .

غُفران الذُّنوب
3- وقال صلى الله عليه وسلم : (( من توضّأ فأَسْبَغ الوضوء ، ثم مشى إلى صلاة مكتوبة فصلاّها مع الإمام ، غُفِرَ له ذنبه )) [ رواه ابن خزيمة وصحَّحه الألباني ] .

صلاة الجماعة من سنن الهدى4- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : " من سرّه أن يلقى الله غداً مسلماً ، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث يُنادى بِهِن ، فإن الله تعالى شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سُنن الهدى ، وإنهن من سُنن الهدى ، ولو أنكم صلَّيتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته ؛ لتركتم سُنَّة نبيّكم ، ولو تركتم سُنّة نبيّكم لضللتم .. ولقد رأيتنا وما يتخلَّف عنها إلا منافق معلوم النِّفاق ، ولقد كان الرَّجُل يُؤْتى به يُهَادَى بين الرَّجُلَين حتى يُقام في الصَّف )) [ رواه مسلم ] .

من حافَظ على الجماعة عاش بخير ومات بخير

5- وقال صلى الله عليه وسلم : (( أتاني الليلة آتٍ من ربي . قال : يا محمد ! أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت : نعم ؛ في الكفّارات والدرجات ، ونقل الأقدام للجماعات ، وإسباغ الوضوء في السَّبَرات ، وانتظار الصلاة ، ومَن حافظ عليهن عاش بخير ، ومات بخير ، وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه )) [ رواه أحمد والترمذي وصحَّحه الألباني ] .

حتى الأعمى يصلي في الجماعة6- أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ أعمى فقال : يا رسول الله ! ليس لي قائد يقودني إلى المسجد ، فرخَّص له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي في بيته ، فلمَّا وَلَّى دعاه فقال : (( هل تسمع النداء بالصلاة ؟ )) قال : نعم . قال : (( فأجب )) [ رواه مسلم ] .

الترهيب من ترك الجماعة
7- وقال صلى الله عليه وسلم : (( إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حَبْواً ، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ، ثم آمر رجلاً فيصلِّي بالناس ، ثم أنطلِق معي برجال معهم حِزَمٌ من حَطَب ، إلى قوم لا يشهدون الصلاة ، فأُحَرِّق عليهم بيوتهم بالنار )) [ متفق عليه ] .

فضل صلاة العشاء والفجر جماعة8- وقال صلى الله عليه وسلم : (( من صلَّى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ، ومَن صلّى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله )) [ رواه مسلم ] .

براءة من النار وبراءة من النفاق9- وقال صلى الله عليه وسلم : (( مَن صلَّى لله أربعين يوماً في جماعة ، يدرك التكبيرة الأولى ، كُتب له براءتان : براءة من النار ، وبراءة من النفاق )) [ رواه الترمذي وحسَّنه الألباني ] .

المصدر : مطوية ( فضائل صلاة الجماعة والترهيب من التهاون فيها ) – دار الوطن للنشر
نقله
أخوكم / أبو الوليد

تسلمين
جزاكِ الله خيرا..
جزاك الله خيرا اختي علي الموضوع
بارك الله فيكِ ونفع بكِ
جزانا و إياكم و شكر الله لكم كريم مروكم

إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة 2 2024.

أعضاء المنتدى الكرام أثاء تصفحي موقع الألوكة وجدت بعض الكتب العظيمة التي يمكن لنا الاستفادة منها في جوانب المعرفة المختلفة ويمكنكم تحميلها
واخترت لكم اليوم

إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة 2

الباقي بالألوكة

http://www.alukah.net/Web/twaijiry/10472/20177/

أصول أهل السنة والجماعة 2024.

[CENTER]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/CENTER]
[COLOR=Navy]

أصول أهل السنة والجماعة

للشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان

إن أهل السنَّة والجماعة يسيرون على أصول ثابتة وواضحة في الاعتقاد والعمل والسلوك وهذه الأصول العظيمة مستمدة من كتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان وهذه الأصول تتلخص فيما يلي‏:‏

الأصل الأول

الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره

1ـ الإيمان بالله‏:‏ هو الإقرار بربوبيته وإلاهيته يعني الإقرار بأنواع التوحيد الثلاثة واعتقادها والعمل بها وهي توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات فتوحيد الربوبية معناه توحيد الله بأفعاله من الخلق والرزق والإحياء والإماتة وأنه رب كل شيء ومليكه، وتوحيد الألوهية معناه إفراده بأفعال العباد التي يتقربون بها إليه إذا كان مما شرعه الله، كالدعاء والخوف والرجاء والمحبة والذبح والنذر والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والصلاة والصوم والحج والإنفاق في سبيل الله وكل ما شرعه الله وأمر به لا يشركون مع الله غيره فيه لا ملكاً ولا نبياً ولا ولياً ولا غيرهم‏.‏ وتوحيد الأسماء والصفات معناه‏:‏ إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله من الأسماء والصفات وتنزيه الله عما نزه عنه نفسه أن نزهه عنه رسوله من العيوب والنقائص من غير تمثيل ولا تشبيه ومن غير تحريف ولا تعطيل ولا تأويل كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ‏}‏ ‏[‏الشورى/11‏]‏‏.‏ وكما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا‏}‏ ‏[‏الأعراف/180‏]‏‏.‏

2ـ والإيمان بالملائكة ‏:‏ معناه التصديق بوجودهم وأنهم خلق من خلق الله خلقهم من نور، خلقهم لعبادته وتنفيذ أوامره في الكون كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ، لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ‏}‏ ‏[‏الأنبياء/26 ، 27‏]‏‏.‏ ‏{‏جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ‏}‏ ‏[‏فاطر/1‏]‏‏.‏

3ـ والإيمان بالكتب‏:‏ يعني التصديق بها وبما فيها من الهدي والنور وأن الله أنزلها على رسله لهداية البشر، وأعظمها الكتب الثلاثة التوراة والإنجيل والقرآن، وأعظم الثلاثة القرآن الكريم وهو المعجزة العظمى قال تعالى‏:‏ ‏{‏قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا‏}‏ ‏[‏الإسراء/88‏]‏‏.‏

ويؤمن أهل السنَّة والجماعة بأن القرآن كلام الله منزَّل غير مخلوق – حروفه ومعانيه – خلافاً للجهمية والمعتزلة القائلين بأن القرآن مخلوق كله حروفه ومعانيه، وخلافاً للأشاعرة ومن شابههم القائلين بأن كلام الله هو المعاني، وأما الحروف فهي مخلوقة – وكلا القولين باطل‏.‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ‏}‏ ‏[‏التوبة/6‏]‏‏.‏ ‏{‏يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ‏}‏ ‏[‏الفتح/15‏]‏‏.‏

فهو كلام الله لا كلام غيره‏.‏

4ـ والإيمان بالرسل‏:‏ يعني التصديق بهم جميعاً من سمى الله منهم ومن لم يسم من أولهم إلى آخرهم‏.‏ وآخرهم وخاتمهم نبينا محمد عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام، والإيمان بالرسل إيمان مجمل والإيمان بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم إيمان مفصل واعتقاد أنه خاتم الرسل فلا نبي بعده، ومن لم يعتقد ذلك فهو كافر والإيمان بالرسل يعني أيضاً عدم الإفراط والتفريط في حقهم خلافاً لليهود والنصارى الذين غلوا وأفرطوا في بعض الرسل حتى جعلوهم أبناء الله كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ‏}‏ ‏[‏التوبة/30‏]‏‏.‏

والصوفية والفلاسفة فرطوا في حق الرسل وتنقصوهم وفضلوا أئمتهم عليهم، والوثنيون والملاحدة كفروا بجميع الرسل‏.‏ واليهود كفروا بعيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام، والنصارى كفروا بمحمد‏.‏ ومن آمن ببعضهم وكفر ببعضهم فهو كافر بالجميع، قال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً، أُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا‏}‏ ‏[‏النساء/150-151‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ‏}‏ ‏[‏البقرة/ 285‏]‏‏.‏

5ـ والإيمان باليوم الآخر‏:‏ يعني التصديق بكل (1) مما أخبر الله به ورسوله من عذاب القبر ونعيمه والبعث من القبور والحشر والحساب ووزن الأعمال وإعطاء الصحف باليمين أو الشمال والصراط والجنة والنار، والاستعداد لذلك بالأعمال الصالحة وترك الأعمال السيئة والتوبة منها‏.‏

وقد كفر باليوم الآخر الدهريون والمشركون‏.‏ واليهود والنصارى لم يؤمنوا به الإيمان الصحيح المطلوب وإن آمنوا بوقوعه ‏{‏وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى‏}‏ ‏[‏البقرة/111‏]‏‏.‏

‏{‏قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ‏}‏ ‏[‏البقرة/80‏]‏‏.‏

6ـ والإيمان بالقدر‏:‏ يعني الإيمان بأن الله علم كل شيء ما كان وما يكون وقدر ذلك في اللوح المحفوظ وأن كل (2) وكفر وإيمان وطاعة ومعصية فقد شاءه الله وقدّره وخلقه، وأنه يحب الطاعة ويكره المعصية‏.‏ وللعباد قدرة على أفعالهم واختيار وإرادة لما يقع منهم من طاعة أو معصية – لكن ذلك تابع لإرادة الله ومشيئته – خلافاً للجبرية الذين يقولون إن العبد مجبر على أفعاله ليس له اختيار‏.‏ وللقدرية الذين يقولون إن العبد له إرادة مستقلة وأنه يخلق فعل نفسه دون إرادة الله ومشيئته‏.‏

وقد ردّ لله على الطائفتين في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاّ أَن يَشَاءَ اللَّهُ‏}‏ ‏[‏التكوير/29‏]‏‏.‏

فأثبت للعبد مشيئة رداً على الجبرية الغلاة وجعلها تابعة لمشيئة الله رداً على القدرية النفاة والإيمان بالقدر يكسب العبد صبراً على المصائب وابتعاداً عن الذنوب والمعائب‏.‏ كما يدفعه إلى العمل ويبعد عنه العجز والخوف والكسل‏.‏

الأصل الثاني

ومن أصول أهل السنَّة والجماعة أن الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية فليس الإيمان قولاً وعملاً دون اعتقاده، لأن هذا إيمان المنافقين، وليس هو مجرد المعرفة بدون قول وعمل لأن هذا إيمان الكافرين الجاحدين‏.‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا‏}‏ ‏[‏النمل/14‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ‏}‏ ‏[‏الأنعام/33‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ‏}‏ ‏[‏العنكبوت/38‏]‏‏.‏

وليس الإيمان اعتقاداً فقط أو قولاً واعتقاداً دون عمل لأن هذا إيمان المرجئة والله تعالى كثيراً ما يسمي الأعمال إيماناً قال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ، أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا‏}‏ ‏[‏الأنفال/2-4‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ‏}‏ ‏[‏البقرة/143‏]‏‏.‏

أي صلاتكم إلى بيت المقدس، سمى الصلاة إيماناً‏.‏

الأصل الثالث

ومن أصول أهل السنَّة والجماعة‏:‏ أنهم لا يكفرون أحداً من المسلمين إلا إذا ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام أما ما كان من الكبائر التي هي دون الشرك ولم يدل دليل على كفر مرتكبها – كترك الصلاة تكاسلاً – فإنهم لا يحكمون على مرتكبها – أي الكبائر – بالكفر وإنما يحكمون عليه بالفسق ونقص الإيمان‏.‏ وإذا لم يتب منها فإنه تحت المشيئة – إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه لكنه لا يخلد في النار – قال تعالى ‏:‏ ‏{‏إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء‏}‏ ‏[‏النساء/48‏]‏‏.‏

ومذهب أهل السنَّة في ذلك وسط بين الخوارج الذين يكفرون مرتكب الكبيرة وإن كانت دون الكفر وبين المرجئة الذين يقولون هو مؤمن كامل الإيمان ويقولون‏:‏ لا يضر مع الإيمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة‏.‏

الأصل الرابع

ومن أصول أهل السنَّة والجماعة وجوب طاعة ولاة أمور المسلمين ما لم يأمروا بمعصية فإذا أمروا بمعصية فلا تجوز طاعتهم فيها وتبقى طاعتهم بالمعروف في غيرها‏.‏

عملاً بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ‏}‏ ‏[‏النساء/59‏]‏‏.‏

وقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد‏)‏‏[‏قطعة من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه في موعظة النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة‏]‏‏.‏ ويرون أن معصية الأمير المسلم معصية للرسول -صلى الله عليه وسلم- عملاً بقوله -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ ‏(‏من يطع الأمير فقد أطاعني ومن عصى الأمير فقد عصاني‏)‏ ‏[‏أخرجه البخاري ‏(‏4/7137‏)‏، ومسلم ‏(‏4/جزء 12/ص223/نووي‏)‏‏]‏‏.‏ ويرون الصلاة خلفهم والجهاد معهم والدعاء لهم بالصلاح والاستقامة ومناصحتهم‏.‏

الأصل الخامس

ومن أصول أهل السنَّة تحريم الخروج على ولاة أمور المسلمين إذا ارتكبوا مخالفة دون الكفر لأمره -صلى الله عليه وسلم- بطاعتهم في غير معصية ما لم يحصل منهم كفر بواحٍ، بخلاف المعتزلة الذين يوجبون الخروج على الأئمة إذا ارتكبوا شيئاً من الكبائر ولو لم يكن كفراً ويعتبرون هذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والواقع أن عمل المعتزلة هذا هو أعظم المنكر‏:‏ لما يترتب عليه من مخاطر عظيمة من الفوضى وفساد الأمر واختلاف الكلمة وتسلط الأعداء‏.‏

الأصل السادس

ومن أصول أهل السنَّة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما وصفهم الله بذلك في قوله تعالى لما ذكر المهاجرين والأنصار وأثنى عليهم قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ‏}‏ ‏[‏الحشر/10‏]‏‏.‏

وعملاً بقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه‏)‏ ‏[‏أخرجه البخاري ‏(‏3/3673‏)‏، ومسلم ‏(‏6/جزء 16/ص92، 93/ نووي ‏)‏‏]‏‏.‏ خلافاً للمبتدعة من الرافضة والخوارج الذين يسبون الصحابة ويجحدون فضائلهم‏.‏ ويرى أهل السنَّة أن الخليفة بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين فمن طعن في خلافة واحد من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله لمخالفته النص والإجماع على خلافة هؤلاء على هذا الترتيب‏.‏

الأصل السابع

ومن أصول أهل السنَّة والجماعة محبة أهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتوليهم عملاً بوصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله‏:‏ ‏(‏أذكركم الله في أهل بيتي‏)‏ ‏[‏أخرجه مسلم ‏(‏5/جزء 15/ص180،نووي‏)‏، والإمام أحمد ‏(‏4/366، 367‏)‏، وابن أبي عاصم في ‏"‏كتابه السنَّة‏"‏ برقم ‏[‏1551‏]‏ ‏(‏ص629‏)‏‏]‏‏.‏

ومن أهل بيته أزواجه أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وأرضاهن، فقد قال الله تعالى – بعد ما خاطبهن بقوله‏:‏ ‏{‏يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ‏}‏ ‏[‏الأحزاب/32‏]‏‏.‏ ووجه إليهن نصائح ووعدهن بالأجر العظيم -‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا‏}‏ ‏[‏الأحزاب/33‏]‏‏.‏

والأصل في أهل البيت قرابة النبي صلى الله عليه وسلم، والمراد بهم هنا الصالحون منهم خاصة، أما قرابته غير الصالحين فليس لهم الحق كعمه أبي لهب ومن شابه، قال تعالى‏:‏ ‏{‏تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ‏}‏ ‏[‏المسد/1‏]‏‏.‏

فمجرد القرابة من الرسول صلى الله عليه وسلم والانتساب إليه من غير صلاح في الدين لا يغني صاحبه من الله شيئاً، قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏يا معشر قريش اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئاً‏.‏ يا عباس عم رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً‏.‏ يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً‏.‏ يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئاً‏)‏ ‏[‏أخرجه البخاري ‏(‏3/برقم 4771‏)‏، ‏(‏2/2753‏)‏، ومسلم ‏(‏1/جزء 3/ص80، 81/نووي‏)‏‏]‏‏.‏

وقرابة الرسول الصالحون لهم علينا حق الإكرام والمحبة والاحترام، ولا يجوز لنا أن نغلو فيهم فنتقرب إليهم بشيء من العبادة أو نعتقد فيهم أنهم ينفعون أو يضرون من دون الله لأن الله سبحانه يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏{‏قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا‏}‏ ‏[‏الجن/21‏]‏‏.‏

‏{‏قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ‏}‏ ‏[‏الأعراف/188‏]‏‏.‏

فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك فيكف بغيره فما يعتقده بعض الناس بمن ينتسبون لقرابة الرسول اعتقاد باطل‏.‏

الأصل الثامن

ومن أصول أهل السنَّة والجماعة التصديق بكرامات الأولياء – وهي ما قد يجريه الله على أيدي بعضهم من خوارق العادات إكراماً لهم كما دل على ذلك الكتاب والسنَّة‏.‏ وقد أنكر وقوع الكرامات المعتزلة والجهمية وهو إنكار لأمر واقع معلوم – ولكن يجب أن نعلم أن من الناس في وقتنا من ضل في موضوع الكرامات وغالى فيها حتى أدخل فيها ما ليس منها من الشعوذة وأعمال السحرة والشياطين والدجالين – والفرق واضح بين الكرامة والشعوذة – فالكرامة ما يجري على أيدي عباد الله الصالحين‏.‏ والشعوذة ما يجري على يد السحرة والكفرة والملاحدة بقصد إضلال الخلق وابتزاز أموالهم، والكرامة سببها الطاعة‏.‏ والشعوذة بسببها الكفر والمعاصي‏.‏

الأصل التاسع

ومن أصول أهل السنَّة والجماعة في الاستدلال اتباع ما جاء في كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم باطناً وظاهراً واتباع ما كان عليه الصحابة من المهاجرين والأنصار عموماً واتباع الخلفاء الراشدين خصوصاً حيث أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك في قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين‏)‏ ‏[‏تقدم تخريجه‏]‏‏.‏

ولا يقدمون على كلام الله وكلام رسوله كلام أحد من الناس‏.‏ ولهذا سموا أهل الكتاب والسنَّة‏.‏ وبعد أخذهم بكتاب الله وسنة رسوله يأخذون بما أجمع عليه علماء الأمة وهذا هو الأصل الثالث الذي يعتمدون عليه بعد الأصلين الأولين‏:‏ الكتاب والسنَّة‏.‏ وما اختلف فيه الناس ردوه إلى الكتاب والسنَّة عملاً بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً‏}‏ ‏[‏النساء/59‏]‏‏.‏

فهم لا يعتقدون العصمة لأحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يتعصبون لرأي أحد حتى يكون موافقاً للكتاب والسنَّة ويعتقدون أن المجتهد يخطئ ويصيب، ولا يسمحون بالاجتهاد إلا لمن توفرت فيه شروطه المعروفة عند أهل العلم‏.‏ ولا إنكار عندهم في مسائل الاجتهاد السائغ‏.‏ فالاختلاف عندهم في المسائل الاجتهادية لا يوجب العداوة والتهاجر بينهم كما يفعله المتعصبة وأهل البدع‏.‏ بل يحب بعضهم بعضاً ويوالي بعضهم بعضاً ويصلي بعضهم خلف بعض مع اختلافهم في بعض المسائل الفرعية بخلاف أهل البدع فإنهم يعادون أو يضللون أو يكفرون من خالفهم‏.

المصدر: كتاب "من أصول أهل السنة والجماعة"[/COLOR]

جزاك الله خير الجزاء..

كم نحن بحاجة للتفقه في ديننا حتى لايهلكنا جهلنا ونحن لانشعر..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أختي الغالية على ردك الطيب
صدقتي أختي الجمان نحن محتاجون أن نتفقه في ديننا ويجب علينا أن نسرع في تعلم أمور ديننا وإلا ضعنا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزيتي خيرا وبورك فيكِ لاكي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك الله أختي العزيزة نبض داعيه
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طريقة اهل السنة والجماعة في عبادة الله 2024.

طريقتهم أنهم يعبدون الله ، لله ، وبالله ، وفي الله .

أما كونهم يعبدون الله لله فمعنى ذلك الإخلاص يخلصون لله عز وجل لا يريدون بعبادتهم إلا ربهم لا يتقربون إلى أحد سواه ، إنما يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ، ما يعبدون الله لأن فلاناً يراهم ، وما يعبدون الله لأنهم يعظمون بين الناس ، ولا يعبدون الله لأنهم يلقبون بلقب العابد لكن يعبدون الله لله .

وأما كونهم يعبدون الله بالله .
أي مستعينين به لا يمكن أن يفخروا بأنفسهم ، أو أن يروا أنهم مستقلون بعبادتهم عن الله ، بل هم محققون لقول الله تعالى : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة : الآية : 5) . فـ (إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) يعبدون الله لله ، (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) . . يعبدون الله بالله . فيستعينونه على عبادته تبارك وتعالى .

وأما كونهم يعبدون الله في الله أي في دين الله ، في الدين الذي شرعه على ألسنة رسله ، وهم وأهل السنة والجماعة في هذه الأمة يعبدون الله بما شرعه على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، لا يزيدون فيه ولا ينقصون منه ، فهم يعبدون الله في الله في شريعته في دينه لا يخرجون عنه لا زيادة ولا نقصاً لذلك كانت عبادتهم هي العبادة الحقة السالمة من شوائب الشرك والبدع ، لأن من قصد غير الله بعبادته فقد أشرك به ، ومن تعبد الله بغير شريعته فقد ابتدع في دينه والله سبحانه وتعالى يقول : (وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (البينة : الآية : 5)

فعبادتهم لله في دين الله لا يبتدعون ما تستحسنه أهواؤهم لا أقول ما تستحسنه عقولهم لأن العقول الصحيحة لا تستحسن الخروج عن شريعة الله لأن لزوم شريعة الله مقتضى العقل الصريح ، ولهذا كان الله سبحانه وتعالى ينعي على المكذبين لرسوله عقولهم ويقول : (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (العنكبوت : الآية63).
لو كنا نتعبد لله بما تهواه نفوسنا وعلى حسب أهوائنا لكنا فرقاً وشيعاً كل يستحسن ما يريد فيتعبد لله به وحينئذ لا يتحقق فينا وصف الله سبحانه وتعالى في قوله : (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَة) (المؤمنون : الآية52) .
ولننظر إلى هؤلاء الذين يتعبدون لله بالبدع التي ما أذن الله بها ولا أنزل بها من سلطان ، كيف كانوا فرقاً يكفر بعضهم بعضاً ويفسق بعضهم بعضاً ، وهم يقولون : إنهم مسلمون لقد كفر بعض الناس ببعض في أمور لا تخرج الإنسان إلى الكفر ولكن الهوى أصمهم وأعمى أبصارهم .

نحن نقول : إننا إذا سرنا على هذا الخط لا نعبد الله إلا في دين الله فإننا سوف نكون أمة واحدة، لو عبدنا الله تعالى بشرعه وهداه لا بهوانا لكنا أمة واحدة فشريعة الله هي الهدى وليست الهوى.
إذاً لو أن أحداً من أهل البدع ابتدع طريقة عقيدة (أي تعود للعقيدة) أو عملية (تعود إلى العمل) من قول أو فعل ، ثم قال إن هذه حسنة . والنبي صلى الله عليه و سلم ، يقول: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة (1) . قلنا له بكل بساطة هذا الحسن الذي ادعيته أنه ثابت في هذه البدعة هل كان خافياً لدى الرسول ، عليه الصلاة والسلام ، أو كان معلوماً عنده لكنه كتمه ولم يطلع عليه أحد من سلف الأمة حتى ادخر لك علمه ؟!
والجواب : إن قال بالأول فشر وإن قال بالثاني فأطم وأشر.
فإن قال : إن الرسول ، عليه الصلاة والسلام لا يعلم حسن هذه البدعة ولذلك لم يشرعها.
قلنا: رميت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بأمر عظيم حيث جهلته في دين الله وشريعته.
وإن قال إنه يعلم ولكن كتمه عن الخلق.
قلنا له: وهذه أدهى وأمر لأنك وصفت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الذي هو الأمين الكريم وصفته بالخيانة وعدم الجود بعلمه ، وهذا شر من وصفه بعدم الجود بماله ، مع أنه صلى الله عليه وسلم ، كان أجود الناس ، وهنا شر قد يكون احتمالاً ثالثاً بأن الرسول صلى الله عليه وسلم ، علمها وبلغها ولكن لم تصل إلينا، فنقول له وحينئذ طعنت في كلام الله عز وجل لأن الله تعالى يقول : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:الآية 9). وإذا ضاعت شريعة من شريعة الذكر فمعنى ذلك أن الله لم يقم بحفظه بل نقص من حفظه إياه بقدر ما فات من هذه الشريعة التي نزل من أجلها هذا الذكر.
وعلى كل حال فإن كل إنسان يبتدع ما يتقرب به إلى ربه من عقيدة أو عمل قولي أو فعلي فإنه ضال لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كل بدعة ضلالة" وهذه كلية عامة لا يستثنى منها شيء إطلاقاً فكل بدعة في دين الله فإنها ضلالة وليس فيها من الحق شيء فإن الله تعالى يقول : (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) (يونس: الآية32).
ثم نقول : إن الحديث لا يدل على كل بدعة بل قال : "من سن في الإسلام" وما خرج عن شريعة الرسول ليس من الإسلام بل قد قال : "من سن في الإسلام سنة حسنة" وبهذا نعرف أنه لابد أن تكون هذه السنة مما أثبته الإسلام وإلا ليست سنة في الإسلام ومن علم سبب الحديث الذي ذكرناه علم أن المراد بالسنة المبادرة بالعمل أو السبق إلى تنفيذ سنة كان أسبق الناس بها لأن سبب الحديث معلوم وهو أن جماعة جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانوا فقراء فحث المسلمين على التصدق عليهم فأتى رجل من الأنصار بصرة قد أثقلت يده فوضعها بين يديه صلى الله عليه وسلم ، فقال : "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها". وبهذا عرفنا المراد أن من سنها ليس من شرعها لكن من عمل بها أولاً لأنه بذلك أي بعمله أولاً يكون هو إماماً للناس فيها فيكون قدوة خير وحسنة فيكون له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
ولا يرد على ذلك ما ابتدع من الوسائل الموصلة إلى الأمور المشروعة فإن هذه وإن تلجلج بها أهل البدع وقعدوا بها بدعهم فإنه لا نصيب له منها ، إلا أن يكون الراقم على الماء له نصيب من الحروف بارزة في الماء.

أقول : إن بعض الناس يستدلون على تحسين بدعهم التي ابتدعوها في دين الله والتي يلزم منها ما سبق ذكره بما أحدث من الوسائل لغايات محمودة.
احتجوا على ذلك بجمع القرآن، وبتوحيده في مصحف واحد وبالتأليف ، وببناء دور العلم وغير ذلك مما هو وسائل لا غايات ، فهناك فرق بين الشيء الذي يكون وسيلة إلى غاية محمودة مثبتة شرعاً لكنها لا تتحقق إلا بفعل هذه الوسيلة فهذه الوسيلة طبعاً تتجدد بتجدد الزمن وتختلف باختلاف العصور، ها هو قوله عز وجل : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ) (الأنفال: الآية 60). وإعداد القوة على عهده عليه الصلاة والسلام غير إعداد القوة في زمننا هذا فإذا ما أحدثنا عملاً معيناً نتوصل به إلى إعداد القوة فإن هذه بدعة وسيلة وليست بدعة غاية يتقرب بها إلى الله ولكنها بدعة وسيلة ، ومن القواعد المقررة عند أهل العلم أن للوسائل أحكام المقاصد وبهذا نعرف أن ما تلجلج به مبتدع الحوادث في دين الله باستدلالهم بمثل هذه القضايا أنه ليس لهم فيها دليل أبداً لأن كل ما حصل فهو وسائل لغايات محمودة.
فجمع القرآن من تصنيف وما أشبه ذلك كله وسائل لغايات هي مشروعة في نفسها فيجب على الإنسان أن يفرق بين الغاية والوسيلة فما قصد لذاته فقد تم تشريعه من عند الرسول عليه الصلاة والسلام بما أوحاه الله إليه من الكتاب العظيم ومن السنة المطهرة ولدينا ولله الحمد آية نتلوها في كتاب الله. وهي قوله تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً) (المائدة: الآية 3). فلو كان في المحدثات ما يكمل به الدين لكانت قد شرعت وبينت وبلغت وحفظت، ولكن ليس فيها شيء يكون فيه كمال الدين بل نقص في دين الله.

قد يقول بعض الناس : إننا نجد في هذه الحوادث نجد عاطفة دينية ورقة قلبية واجتماعاً عليها فنقول : إن الله تعالى أخبر عن الشيطان أنه قال : (ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ) (الأعراف: الآية 17). يزينها الشيطان في قلب الإنسان ليصده عما خلق له من عبادة الله التي شرع فترضخ النفس بواسطة تسلط الشيطان على المرء حتى يصده عن دين الحق ، وقد أخبر الرسول صلى الله عليه و سلم ، بأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، بل في القرآن قبل ذلك . قال الله تعالى : (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) (النحل: الآيتان 99- 100). فجعل الله للشيطان سلطاناً على من تولاه وأشرك به أي جعل لله شريكاً به بواسطة الشيطان وكل من جعل له متبوعاً في بدعة من دين الله فقد أشرك بالله عز وجل وجعل هذا المتبوع شريكاً لله تعالى في الحكم.
وحكم الله الشرعي والقدري لا شريك له فيه أبداً (إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) (يوسف: الآية 40). وركزت على هذا الأمر لكي يعلم أهل الأحداث المحدثون أنه لا حجة لهم فيما أحدثوه ، واعلم رحمك الله انه لا طريق إلى الوصول إلى الله عز وجل وإلى دار كرامته إلا من الطريق الذي وضعه هو سبحانه وتعالى على لسان رسوله صلى الله عليه و سلم.
(وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى) (النحل:الآية 60). لو أن ملكاً من الملوك فتح باباً للدخول عليه وقال من أراد أن يصل إليَّ فليدخل من هذا الباب فما ظنكم بمن ذهب إلى أبواب أخرى هل يصل إليه . كلا بالطبع.
والملك العظيم ، ملك الملوك ، وخالق الخلق جعل طريقاً إليه خاصاً بما جاءه به رسله وعلى رأسهم خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم ، الذي بعد بعثه لا يمكن لأي بشر أن ينال السعادة إلا من طريقه صلى الله عليه وسلم.
والحقيقة أن تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأن الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن نسلك ما سلك ، ونذر ما ترك ، وأن لا نتقدم بين يديه فنقول في دينه ما لم يقل ، أو نحدث في دينه ما لم يشرع.
هل من محبة الرسول عليه الصلاة والسلام وتعظيمه أن نحدث في دينه شيئاً يقول هو عنه : "كل بدعة ضلالة". ويقول: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد". هل هذا من محبة الرسول ؟! هل هذا من محبة الله عز وجل أن تشرع في دين الله ما لم يشرع ؟ (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ) (آل عمران:الآية 31).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ

(1) جزء من حديث رواه مسلم جـ4 كتاب العلم/ باب من سن سنة حسنة أو سيئة.

منقوووول للفائدة

جزاك الله خيراً

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

جزاكم الله خيرا

مهم !!! : مجمل أصول أهل السنة والجماعة فى العقيدة 2024.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

هذا المتن منقول من موقع الأكاديمية الإسلامية التابع لقناة المجد العلمية و الذي يتم شرحه فيها … و يكفينا ما في المتن وضوحا و اختصارا و شمولية و إلماما بكل جوانب العقيدة الصحيحة !!!
يمكنكم متابعة الدرس الشارح للمتن مباشرة على موقع الأكاديمية www.islamacademy.net
و لا يتاح طرح الأسئلة على الشيخ المحاضر- د / نـاصر العقـل – إلا من طرف الطلبة المسجلين .. هذا الدرس أسبوعي : يوم الأحد على الساعة 8:30 مساء بتوقيت مكة

تمهيــــــد

العقيدة لغة: من العقد، والتوثيق، والإحكام، والربط بقوة.

اصطلاحاً (أي تعريف الفقهاء): الإيمان الجازم بالذي لا يتطرق إليه شك لدى معتَقِده.

فالعقيدة الإسلامية تعني:
الإيمان الجازم بالله تعالى ـ وما يجب له من التوحيد (1) والطاعة ـ وبملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر، وسائر ما ثبت من أمور الغيب، والأخبار، والأصول، علمية كانت أو عملية .

السلف: هم صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، وأئمة الهدى في القرون الثلاثة المفضلة، ويطلق على كل من اقتدى بهؤلاء وسار على نهجهم في سائر العصور، سلفي نسبة إليهم .

أهل السنة والجماعة: هم من كان على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .

وسموا أهل السنة: لاستمساكهم واتباعهم لسنة النبي صلى الله عليه وسلم .

وسموا الجماعة: لأنهم الذين اجتمعواعلى الحق، ولم يتفرقوا في الدين، واجتمعوا على أئمة الحق، ولم يخرجوا عليهم، واتبعوا ما أجمع عليه سلف الأمة .

ولما كانوا هم المتبعين لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم المقتفين للأثر، سموا " أهل الحديث " و " أهل الأثر " و " أهل الاتباع " ويسمون " الطائفة المنصورة " و " الفرقة الناجية.

أولاً: قواعد وأصول في منهج التلقي والاستدلال

1) مصدر العقيدة: هو كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة، وإجماع السلف الصالح .

2) كل ما صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم: وجب قبوله والعمل به، وإن كان آحاداً في العقائد وغيرها .

3) المرجع في فهم الكتاب والسنة: هو النصوص المبينة لها، وفهم السلف الصالح، ومن سار على منهجهم من الأئمة، ولا يعارض ما ثبت من ذلك بمجرد احتمالات لغوية .

4) أصول الدين كله: قد بينها النبي صلى الله عليه وسلم، وليس لأحد أن يحدث شيئاً زاعماً أنه من الدين .

5) التسليم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم: ظاهراً، وباطناً، فلا يعارض شيء من الكتاب أو السنة الصحيحة بقياس، ولا ذوق، ولا كشف ولا قول شيخ، ولا إمام، ونحو ذلك.

6) العقل الصريح: موافق للنقل الصحيح، ولا يتعارض قطعيان منهما أبداً، وعند توهم التعارض يقدم النقل .

7) يجب الالتزام بالألفاظ الشرعية: في العقيدة، وتجنب الألفاظ البدعية التي أحدثها الناس.
والألفاظ المجملة المحتملة للخطأ والصواب يستفسر عن معناها، فما كان حقاً أثبت بلفظه الشرعي، وما كان باطلاً رد .

8) العصمة ثابتة للرسول صلى الله عليه وسلم: والأمة في مجموعها معصومة من الاجتماع على ضلالة، وآما آحادها فلا عصمة لأحد منهم، وما اختلف فيه الأئمة وغيرهم فمرجعه إلى الكتاب والسنة فما قام عليه الدليل قبل، مع الاعتذار للمخطئ من مجتهدي الأمة .

9) في الأمة محدثون ملهمون: كعمر بن الخطاب، والرؤيا الصالحة حق، وهي جزء من النبوة، والفراسة الصادقة حق، وفيها كرامات ومبشرات، بشرط موافقتها للشرع، وليست مصدراً للعقيدة ولا للتشريع .

10) المراء في الدين مذموم: والمجادلة بالحسنى مشروعة وما صح النهي عن الخوض فيه وجب امتثال ذلك، ويجب الإمساك عن الخوض فيما لا علم للمسلم به، وتفويض علم ذلك إلى عالمه سبحانه .

11) يجب الالتزام بمنهج الوحي في الرد: كما يجب في الاعتقاد والتقرير، فلا ترد البدعة ببدعة، ولا يقابل التفريط بالغلو ولا العكس .

12) كل محدثة في الدين بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .

ثانياً: التوحيد العلمي الاعتقادي

1) الأصل في أسماء الله وصفاته: إثبات ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تمثيل، ولا تكييف، ونفي ما نفاه الله عن نفسه، أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف ولا تعطيل كما قال تعالى ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾[الشورى: 11] مع الإيمان بمعاني ألفاظ النصوص، وما دلت عليه .

2) التمثيل والتعطيل في أسماء الله وصفاته كفر: أما التحريف، الذي يسميه أهل البدع تأويلاً فمنه، ما هو كفر، كتأويلات الباطنية، ومنه ما هو بدعة ضلالة، كتأويلات نفاة الصفات، ومنه ما يقطع خطأ .

3) وحدة الوجود أو اعتقاد حلول الله تعالى في شيء من مخلوقاته، أو اتحاده به، كل ذلك كفر مخرج من الملة .

4) الإيمان بالملائكة الكرام إجمالاً وأما تفصيلاً فبما صح به الدليل، من أسمائهم وصفاتهم، وأعمالهم بحسب علم المكلف .

5) الإيمان بالكتب المنزلة جميعها وأن القرآن الكريم أفضلها، وناسخها، وأن ما قبله طرأ عليه التحريف، وأنه لذلك يجب اتباعه دون ما سبقه .

6) الإيمان بأنبياء الله ورسله ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ وأنهم أفضل ممن سواهم من البشر، ومن زعم غير ذلك فقد كفر .
وما صح فيه الدليل بعينه منهم، وجب الإيمان به معيناً، ويجب الإيمان بسائرهم إجمالاً، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم أفضلهم وآخرهم وأن الله أرسله للناس جميع.

7) الإيمان بانقطاع الوحي بعد محمد صلى الله عليه وسلم وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، ومن اعتقد خلاف ذلك كفر .

8) الإيمان باليوم الآخر، وكل ما صح فيه من الأخبار، وبما يتقدمه من العلامات والأشراط .

9) الإيمان بالقدر، خيره وشره، من الله تعالى، وذلك بالإيمان بأن الله تعالى علم ما يكون قبل أن يكون، وكتب ذلك في اللوح المحفوظ، وأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فلا يكون إلا ما يشاء، والله تعالى على كل شيء قدير وهو خالق كل شيء فعال لما يريد .

10) الإيمان بما صح الدليل عليه من الغيبيات، كالعرش والكرسي، والجنة والنار، ونعيم القبر وعذابه، والصراط والميزان وغيرها دون تأويل شيء من ذلك .

11) الإيمان بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وشفعاة الأنبياء والملائكة والصالحين، وغيرهم يوم القيامة، كما جاء تفصيله في الأدلة الصحيحة .

12) رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، في الجنة وفى المحشر حق، ومن أنكرها أو أولها فهو زائغ ضال، وهي لن تقع لأحد في الدنيا .

13) كرامات الأولياء والصالحين حق، وليس كل أمر خارق للعادة كرامة، بل قد يكون استدراجاً، وقد يكون من تأثير الشياطين والمبطلين، والمعيار في ذلك موافقة الكتاب والسنة، أو عدمها .

14) المؤمنون كلهم أولياء الرحمن، وكل مؤمن فيه من الولاية بقدر إيمانه .

ثالثاً: التوحيد الإرادي، الطلبي ( توحيد الألوهية)

1) الله تعالى واحد أحد، لا شريك له في ربوبيته، وألوهيته وأسمائه، وصفاته، وهو رب العالمين، المتسحق وحده لجميع أنواع العبادة .

2) صرف شيء من أنواع العبادة، كالدعاء والاستغاثة، والاستعانة، والنذر، والذبح، والتوكل، والخوف، والرجاء، والحب، ونحوها لغير الله تعالى شرك، أياً كان المقصود بذلك، ملكاً مقرباً، أو نبياً مرسلاً، أو عبداً صالحاً، أو غيرهم.

3) من أصول العبادة، أن الله تعالى يُعبد بالحب والخوف والرجاء جميعاً، وعبادته ببعضها دون بعض ضلال، قال بعض العلماء: (من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجيء).

4) التسليم والرضا والطاعة المطلقة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، والإيمان بالله تعالى حكماً من الإيمان به رباً وإلهاً، فلا شريك له في حكمه، وأمره، وتشريع ما لم يأذن به الله، والتحاكم إلى الطاغوت، واتباع غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، وتبديل شيء منها كفر، ومن زعم أن أحداً يسعه الخروج عنها فقد كفر .

5) الحكم بغير ما أنزل الله كفر أكبر، وقد يكون كفراً دون كفر . فالأول: التزام شرع غير شرع الله، أو تجويز الحكم به .
والثاني: العدول عن شرع الله، في واقعة معينة لهوى مع الالتزام بشرع الله .

6) تقسيم الدين إلى حقيقة يتميز بها الخاصة وشريعة تلزم العامة دون الخاصة، وفصل السياسة أو غيرها عن الدين باطل، بل كل ما خالف الشريعة من حقيقة أو سياسة أو غيرها، فهو إما كفر، وإما ضلال بحسب درجته .

7) لا يعلم الغيب إلا الله وحده واعتقاد أن أحداً غير الله يعلم الغيب كفر، مع الإيمان بأن الله يطلع بعض رسله على شيء من الغيب .

8) اعتقاد صدق المنجمين والكهان كفر، وإتيانهم والذهاب إليهم كبيرة .

9) الوسيلة المأمور بها في القرآن هي ما يقرب إلى الله تعالى من الطاعات المشروعة، والتوسل ثلاثة أنواع:
أ- مشروع: وهو التوسل إلى الله تعالى، بأسمائه وصفاته، أو بعمل صالح من المتوسل، أو بدعاء الحي الصالح .
ب- بدعي: وهو التوسل إلى الله تعالى بما لم يرد في الشرع، كالتوسل بذوات الأنبياء، والصالحين، أو جاههم، أو حقهم، أو حرمتهم، ونحو ذلك .
ج- شركي: وهو اتخاذ الأموات وسائط في العبادة، ودعاؤهم وطلب الحوائج منهم والاستعانة بهم ونحو ذلك .

10) البركة من الله تعالى، يختص بعض خلقه بما يشاء منها، فلا تثبت في شيء إلا بدليل. وهي تعني كثرة الخير وزيادته، أو ثبوته ولزومه .
وهي في الزمان: كليلة القدر .
وفى المكان: كالمساجد الثلاثة .
وفى الأشياء: كماء زمزم .
وفى الأعمال: فكل عمل صالح مبارك .
وفى الأشخاص: كذوات الأنبياء، ولا يجوز التبرك بالأشخاص ـ لا بذواتهم ولا آثارهم ـ إلا بذات النبي صلى الله عليه وسلم وما انفصل من بدنه من ريق وعرق وشعر، إذ لم يرد الدليل إلا بها، وقد انقطع ذلك بموته صلى الله عليه وسلم وذهاب ما ذكر .

11) التبرك من الأمور التوقيفية، فلا يجوز التبرك إلا بما ورد به الدليل .

12) أفعال الناس عند القبور وزيارتها ثلاث أنواع:

الأول: مشروع وهو زيارة القبور؛ لتذكر الآخرة، وللسلام على أهلها، والدعاء لهم .
الثاني: بدعي ينافي كمال التوحيد، وهو وسيلة من وسائل الشرك، وهو قصد عبادة الله تعالى والتقرب إليه عند القبور، أو قصد التبرك بها(2) أو إهداء الثواب عندها، والبناء عليها، وتجصيصها وإسراجها، واتخاذها مساجد، وشد الرحال إليها، ونحو ذلك مما ثبت النهي عنه، أو مما لا أصل له في الشرع .
الثالث: شركي ينافي التوحيد، وهو صرف شيء من أنواع العبادة لصاحب القبر: كدعائه من دون الله، والاستعانة والاستغاثة به، والطواف، والذبح، والنذر له، ونحو ذلك .

13) الوسائل لها حكم المقاصد، وكل ذريعة إلى الشرك في عبادة الله أو الابتداع في الدين يجب سدها، فإن كل محدثة في الدين بدعة، وكل بدعة ضلالة .

رابعًا : الإيمان

1)الإيمان لغة: التصديق .
وفى الشرع: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، فهو قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح، فقول القلب اعتقاده وتصديقه، وقول اللسان، إقراره، وعمل القلب، تسلميه وإخلاصه، وإذعانه، وحبه وإرادته للأعمال الصالحة .
وعمل الجوارح: فعل المأمورات وترك المنهيات .

2) من أخرج العمل عن الإيمان فهو مرجئ، ومن أدخل فيه ما ليس منه فهو مبتدع.

3) من لم يقر بالشهادتين لا يثبت له اسم الإيمان ولا حكمه لا في الدنيا ولا في الآخرة.

4) الإسلام والإيمان اسمان شرعيان بينهما عموم وخصوص من وجه، فكل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمن، ويسمى أهل القبلة مسلمين .

5) مرتكب الكبيرة التي دون الكفر والشرك لا يخرج من الإيمان فهو في الدنيا مؤمن ناقص الإيمان، وفى الآخرة تحت مشيئة الله، إن شاء غفر له وإن شاء عذبه، والموحدون كلهم مصيرهم إلى الجنة وإن عذب منهم بالنار من عذب، ولا يخلد أحد منهم فيها قط .

6) لا يجوز القطع لمعين من أهل القبلة بالجنة أو النار إلا من ثبت النص في حقه .

7) الكفر الوارد ذكره في الألفاظ الشرعية قسمان: أكبر مخرج من الملة، وأصغر غير مخرج من الملة ويسمى أحياناً بالكفر العملي .

8) التكفير من الأحكام الشرعية التي مردها إلى الكتاب والسنة، فلا يجوز تكفير مسلم بقول أو فعل، ما لم يدل دليل شرعي على ذلك، ولا يلزم من إطلاق حكم الكفر على قول أو فعل ثبوت موجبه في حق المعين إلا إذا تحققت الشروط وانتفت الموانع، والتكفير من أخطر الأحكام فيجب الثبت والحذر من تكفير المسلم .

خامساً: القـــــرآن الكـــريم

1) القرآن كلام الله ( حروفه ومعانيه ) منزل غير مخلوق، منه بدأ، وإليه يعود، وهو معجز دال على صدق من جاء به، صلى الله عليه وسلم ومحفوظ إلى يوم القيامة .

2) الله تعالى يتكلم بما شاء، متى شاء، كيف شاء، وكلامه تعالى حقيقة، بحرف وصوت، والكيفية لا نعلمها، ولا نخوض فيها .

3) القول بأن كلام الله معنى نفسي أو أن القرآن حكاية أو عبارة، أو مجاز أو فيض، وما أشبهها ضلال وزيع، وقد يكون كفراً، والقول بأن القرآن مخلوق كفر .

4) من أنكر شيئا من القرآن أو ادعى فيه النقص أو الزيادة أو التحريف، فهو كافر.

5) القرآن يجب أن يفسر بما هو معلوم من منهج السلف ولا يجوز تفسيره بالرأي المجرد، فإنه من القول على الله بغير علم، وتأويله بتأويلات الباطنية وأمثالها كفر .

سادساً: القـــــــــدر

1) من أركان الإيمان، الإيمان بالقدر خيره وشره، من الله تعالى، ويشمل:
الإيمان بكل نصوص القدر ومراتبه ( العلم، الكتابة، المشيئة، الخلق ) وأنه تعالى لا إرادة لقضائه، ولا معقب لحكمه .

2) الإرادة والأمر الواردان في الكتاب والسنة، نوعان:
أ- إرادة كونية قدرية ( بمعنى المشيئة ) وأمر كوني قدري.
ب- إرادة شرعية ( لازمها المحبة ) وأمر شرعي .
وللمخلوق إرادة ومشيئة، ولكنها نابعة لإرادة الخالق ومشيئته .

3) هداية العباد وإضلالهم بيد الله، فمنهم من هداه الله فضلاً، ومنهم من حقت عليه الضلالة عدلاً .

4) العباد وأفعالهم من مخلوقات الله تعالى، الذي لا خالق سواه، فالله خالق لأفعال العباد، وهم فاعلون لها على الحقيقة .

5) إثبات الحكمة في أفعال الله تعالى، وإثبات تأثير الأسباب إذا شاء الله ذلك .

6) الآجال مكتوبة، والأرزاق مقسومة، والسعادة والشقاوة مكتوبتان على الناس قبل خلقهم.

7) الاحتجاج بالقدر، يكون على المصائب والآلام، ولا يجوز الاحتجاج به على المعايب والآثام، بل تجب التوبة منها، ويلام فاعلها .

8) الانقطاع إلى الأسباب شرك في التوحيد .
والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع، ونفي تأثير الأسباب مخالف للشرع والعقل، والتوكل لا ينافي الأخذ بالأسباب .

سابعاً: الجمــاعة والإمــامة

1) الجماعة: في هذا الباب هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون لهم بإحسان، المتمسكون بآثارهم إلى يوم القيامة، وهم الفرقة الناجية .
وكل من التزم بمنهجهم فهو من الجماعة، وإن أخطأ في بعض الجزئيات .

2) لا يجوز التفرق في الدين: ولا الفتنة بين المسلمين، ويجب رد ما اختلف به المسلمون إلى كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه السلف الصالح.

3) من خرج عن الجماعة وجب نصحه، ودعوته، ومجادلته بالتي هي أحسن، وإقامة الحجة عليه، فإن تاب وإلا عوقب بما يستحق شرعاً .

4) إنما يجب حمل الناس على الجمل الثابتة بالكتاب والسنة، والإجماع، ولا يجوز امتحان عامة المسلمين بالأمور الدقيقة، والمعاني العميقة .

5) الأصل في جميع المسلمين سلامة القصد والمعتقد، حتى يظهر خلاف ذلك، والأصل حمل كلامهم على المحمل الحسن، ومن ظهر عناده وسوء قصده فلا يجوز تكلف التأويلات له.

6) فرق أهل القبلة الخارجة عن السنة متوعدون بالهلاك والنار، وحكمهم حكم عامة أهل الوعيد، إلا من كان منهم كافراً في الباطن، أو كان خلافه في أصول العقيدة التي أجمع عليها السلف .
والفرق الخارجة عن الإسلام كفار في الجملة، وحكمهم حكم المرتدين.

7) الجمعة والجماعة من أعظم شعائر الإسلام الظاهرة، والصلاة خلف مستور الحال من المسلمين صحيحة، وتركها بدعوى جهالة حالة بدعة .

8) لا تجوز الصلاة خلف من يظهر البدعة، أو الفجور من المسلمين مع إمكانها خلف غيره، وإن وقعت صحت، ويأثم فاعلها إلا إذا قصد دفع مفسدة أعظم، فإن لم يوجد إلا مثله أو شر منه جازت خلفه، ولا يجوز تركها .
ومن حُكم بكفره فلا تصح الصلاة خلفه .

9) الإمامة الكبرى تثبت بإجماع الأمة، أو بيعة ذوي الحل والعقد منهم، ومن تغلب حتى اجتمعت عليه الكلمة وجبت طاعته بالمعروف، ومناصحته، وحرم الخروج عليه إلا إذا ظهر منه كفر بواح فيه من الله برهان .

10) الصلاة والحج والجهاد واجبة مع أئمة المسلمين وإن جاروا .

11) يحرم القتال بين المسلمين على الدنيا، أو الحمية الجاهلية، وهو من أكبر الكبائر وإنما يجوز قتال أهل البدعة والبغي، واشباههم، إذا لم يمكن دفعهم بأقل من ذلك، وقد يجب بحسب المصلحة والحال .

12) الصحابة الكرام كلهم عدول، وهم أفضل هذه الأمة، والشهادة لهم بالإيمان والفضل أصل قطعي، معلوم من الدين بالضرورة، ومحبتهم دين وإيمان، وبغضهم كفر ونفاق، مع الكف عما شجر بينهم، وترك الخوض فيه بما يقدح في قدرهم .
وأفضلهم أبو بكر ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، وهم الخلفاء الراشدون، وتثبت خلافة كل منهم حسب ترتيبهم .

13) ومن الدين محبة آل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته وتوليهم، وتعظيم قدر أزواجه أمهات المؤمنين، ومعرفة فضلهن ومحبة أئمة السلف، وعلماء السنة والتابعين لهم بإحسان، ومجانبة أهل البدع والأهواء .

14) الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام، وهو ماض إلى قيام الساعة .

15) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما توجبه الشريعة من أعظم شعائر الإسلام، وأسباب حفظ جماعته، وهما يجبان بحسب الطاعة والمصلحة معتبرة في ذلك.

أهم خصائص أهل السنة والجماعة وسماتهم:
أهل السنة والجماعة هم الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة. وهم على تفاوتهم فيما بينهم، لهم خصائص وسمات تميزهم عن غيرهم منه:
1) الاهتمام بكتاب الله: حفظاً وتلاوة وتفسيراً والاهتمام بالحديث، معرفة وفهماً وتمييزاً لصحيحه من سقيمه( لأنهما مصدر التلقي ) مع اتباع العلم بالعمل .

2) الدخول في الدين كله، الإيمان بالكتاب كله، فيؤمنون بنصوص الوعد ونصوص الوعيد، وبنصوص الإثبات للصفات، ونصوص التنزيه، ويجمعون بين الإيمان بقدر الله، وإثبات إرادة العبد، ومشيئته، وفعله، كما يجمعون بين العلم والعبادة، وبين القوة والرحمة، وبين العمل بالأسباب والزهد .

3) الاتباع، وترك الابتداع، والاجتماع ونبذ الفرقة، والاختلاف في الدين .

4) الاقتداء، والاهتداء بأئمة الهدى العدول، المقتدى بهم في العلم والعلم والدعوة ـ الصحابة ومن سار على نهجهم ـ ومجانبة من خالف سبيلهم .

5) التوسط: فهم في الاعتقاد، وسط بين فرق الغلو وفرق التفريط، وهم في الأعمال والسلوك وسط بين المفرِطين، والمفرَّطين .

6) الحرص على جمع كلمة المسلمين على الحق، وتوحيد صفوفهم على التوحيد والاتباع، وإبعاد كل أسباب النزاع والخلاف بينهم .

ومن هنا لا يتميزون على الأمة في أصول الدين باسم سوى السنة والجماعة، ولا يوالون، ولا يعادون، على رابطة سوى الإسلام والسنة .

7) الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد، وإحياء السنة، والعمل لتجديد الدين، بإحياء السنن، ونفي البدع، والمحدثات، وإقامة شرع الله وحكمه في كل صغيرة وكبيرة .

8) الإنصاف والعدل: فهم يراعون حق ـ تعالى ـ لا حق النفس أو الطائفة، ولهذا لا يغالون في مُوالِ، ولا يجورون على معاد، ولا يغمطون ذا فضل فضله أيا كان .

9) التوافق في الأفهام، والتشابه في المواقف رغم تباعد الأقطار والأعصار، وهذا من ثمرات وحدة المصدر والتلقي .

10) الإحسان والرحمة وحسن الخلق مع الناس كافة .

11) النصحية لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم .

12) الاهتمام بأمور المسلمين ونصرتهم، وأداء حقوقهم، وكف الأذى عنهم .

انتهى بحمد الله
_________________________________
(1) ومنه توحيد الأسماء والصفات وتوحيد العبادة .
(2) بمعنى طلب البركة بها لا منها .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا وجعل كل حرف فى ميزان حسناتك

تحياتى
اختك فى الله ام دنو

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير الجزاء أختي زهرة وبارك في جهود الإخوة القائمين على قناة المجد

جزاكما الله خيرا على مروركما الطيب لاكي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
واللهِ موضوع ممتاز جداً ..
جزى الله الناقل والمنقول عنه خير جزاء لاكي
آمين و إياك أختي لاكي نورتي الموضوع
جزاك الله خيرا وجزء القائمين على هذا البرنامج كل خير
بارك الله فيكي أختاه
وأحسن الله اليكي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

أثابك الباري أخيّه على هذا النقل الطيّب ..

وجزى الله القائمين على تلك القناة المباركة خير الجزاء .

بارك الله فيكم جميعا على مروركم ..و نعم.. جزاهم الله عنا خير الجزاء..