بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين
حساء الكشك الساخن :
اعتدنا على تناول هذا الحساء في الشتاء فقط , لأنه يدفئ الجسم , و هو غير مقبول البتة في الصيف , و في الشتاء , نفضل تناوله أيام العطل على وجبة الفطور حيث تجتمع كل العائلة ,
و عندما يهطل الثلج و نستيقظ صباحآ و نجد الثلوج و قد غمرت كل شيء حولنا
فلابد من تناول هذا الحساء على الفطور , حيث يعطل الجميع نتيجة الثلوج و نتحلق حول المدفئة و تقوم أمي بتحضير حساء الكشك
الساخن ,
ليس هذا فقط , بل إن هذا الحساء في ذلك اليوم , هو وجبة الفطور لكل الناس , فدائمآ و في كل البلدة , في الصباح المثلج , يكون الفطور : حساء الكشك
قبل كل شيء , و لمن لا يعرفون الكشك : أقول
يتم تحضيره بنقع البرغل الخشن بكمية وفيرة من اللبن الرائب ( الزبادي ) , و يفضل لبن حليب الغنم إن وجد , لأنه أفضل للكشك .
و بعد أن يطرى البرغل جيدآ , يتم طحنه بماكينة فرم اللحمة , ليصبح ( يمكنني القول كالعجين )
و من ثم , يتم تقطيع هذا العجين ( شبيه بعجينة الكبة ) إلى قطع صغيرة و يوضع فوق الشراشف بالشمس حتى يجف تمامآ
و من ثم , يؤخذ إلى المطحنة ليتم طحنه كالطحين ( الدقيق ) , و من ثم يملح و يتم الإحتفاظ به بالمطربانات لحين الإستعمال
و هذه صورة لمسحوق الكشك , أو الكشكة كما يسمى أيضآ :
الآن : صار معظم الناس يشترونه جاهزآ من محلات البزورية و العطارة في دمشق , و لكن : أمي مازالت تعده لنا بنفسها من البرغل الحوراني الأصلي , حيث نجد الكشك البيتي ألذ بكثير من الجاهز .
لقد قامت أمي بتحضير الحساء , و أنا اكتفيت بالتصوير , و كالعادة , أمي تضع المقادير اعتمادآ على الإحساس و النظر فقط
( ليس لديها أي عيارت , بل هي دائمآ كما تقول : تشتغل على بركة رب العالمين , و ما شاء الله لا قوة إلا بالله , مقاديرها دائمآ , صحيحة
و كأنها مأخوذة بالعيار )
نبدأ على بركة الله :
نقطع البصل ناعمآ و نضعه بالطنجرة مع قطع من اللحمة المفرومة , في كمية مناسبة من الزيت و نضع كمية من الملح تناسب اللحمة فقط ( لأن الكشك مملح لأجل حفظه ) ,
و يتم التحريك حتى ينضج البصل و اللحمة .
( قديمآ : كانوا يضعون القاورمة بدلآ من اللحمة و الزيت ) .
الآن و بعد أن نضجت اللحمة و البصلة , نضع مسحوق الكشك , ونقوم بالتحميص مع التحريك بالملعقة
و هنا بعد أن حمصنا الكشك قليلآ مع الزيت و اللحمة .
و في هذه الأثناء نكون قد وضعنا الماء في إناء آخر و سخناه على النار ,
ثم نقوم بسكب الماء الساخن بكمية مناسبة فوق الطنجرة
و نقوم بالتحريك المستمر
و نستمر بالتحريك حتى يغلي المزيج
و عندما يغلي المزيج نتوقف عن التحريك , و نضع الثوم المهروس ( كمية الثوم حسب الرغبة )
و أخيرآ : نضع النعنع اليابس فوق الحساء
و نترك الحساء يغلي لمدة حوالي 3 دقائق و من ثم نطفأ النار , و إلى المائدة مباشرة
هذا الحساء يؤكل ساخنآ بل يجب أن يؤكل ساخنآ و كلما كان أسخن كان ألذ
يمكن أن يؤكل مباشرة بالملعقة لوحدة كأي حساء
أو يؤكل مع الخبز المفتوت ( خبز عادي أو محمص )
( و هذه الطريقة لأكله شائعة أكثر )
ملاحظة أخيرة :
في الحقيقة : وضع اللحمة و البصل اختياري , فالكثير من الناس يحضرونه باللحمة بدون البصل , أو بالبصل بدون اللحمة
و نحن اعتدنا على تحضيره فقط بالثوم بدون اللحمة ( لأنني أنا و كل أخوتي نحبه بدون اللحمة ) و بدون البصل , لأن عندي أخ لا يحبه بالبصل , و الحقيقة : أمي تحبه باللحمة , و يومها كانت سعيدة لأنها تحضره باللحمة , حيث أردت تحضيره مع اللحمة و البصل ( على أصوله ) , وذلك لأجل التصوير .
أتمنى أن يعجبكم موضوعي , و حسائي البسيط , و الذي أؤكد أنه لذيذ و لذيذ جدآ
و دمتم في أمان الله
في النهاية : أود توجيه كلمة صغيرة لأختي التي من البديهي أنها ستقرأ الموضوع , و حيث أن حساء الكشك بالذات و من تحت ديات أمي سيكون بالنسبة لها كونها مسافرة تعذيب , وبالتأكيد كالعادة ستعاتبني على الإيميل و تقول لي : ( الله يسامحك يختي : شهيتيني على أكلات إمك )
و لذلك : أقول لك من الآن : ساااااااااااااااامحيني